يوم جديد بإشراقة شمس وتغريد العصافير على ذوائب الأشجار
فتحت جولي عيناها بصعوبة بسبب تسلل أشعة الشمس إلى جفونها النائمة..
ثم وقفت على قدميها واتجهت نحو النافذة التي تطل على ذلك الجبل الأخضر..وكما يبدو اكتسب اللون الأبيض الجميل ناصع البياض..
تنهدت بعمق وهي تنظر نحو ذلك الجبل ثم قالت:يا ليت قلوب الناس مثل هذا الثلج الأبيض!!
بدلت ملابس النوم خاصتها وأسدلت شعرها على كتفيها وارتدت قبعة خضراء اللون مع لفحة وضعتها حول رقبتها بشكل جميل ثم ارتدت قفازات بنفس اللون..وحذاء بنفس اللون ولكن يغلبه اللون الأبيض أكثر
يصل إلى أول ركبتها..وخرجت من غرفتها وهبطت إلى الطابق السفلي..لتجد اختها روز بالمطبخ.

جولي بنشاط:صباح الخير!
ارتبكت رز والفتت لها:صباح النور...أيـ...أيـن.. ستذهبين ما زلت مريضة؟؟
جولي بضحك:لا لسا مريضة أما بالنسبة للخدوش فلا تقلقي
روز باستغراب:لكن أين أنت ذاهبة في هذا الصباح الباكر؟
جولي بحزن:إنها المدرسة ماذا بك؟؟
روز باستوعاب:آها..صحيح
جولي بابتسامة :أنا ذاهبة إلى الحديقة..
روز بغضب:منذ قليل قلت بأنك ذاهبة للمدرسة..
جولي بسخرية وهي تتجه نحو الباب: لكن اليوم هو يوم عطلة..ههههههههه
روز بغضب أكبر:آآه منك آآه!!!
كيفين بلهجة غلب عليها النعاس تثائب وهو يضع يده على فمه:ما بكم..تصرخون منذ الصباح هكذا؟؟
روز تحاول ان تهدأ:لا شيء..إنما أختك تحاول الخروج الآن وهي مريضة..والجو بارد بالخارج.
نظر كيفين لجولي من رأسها إلى أخمص قدميها ثم حول نظره لروز قائلا بهدوء وبرود :فلتذهب..
ثم أضاف بسرعة:لا لا لن تذهب..
جولي باستغراب: ماذا؟

كيفين بجدية:قبل ذهابك..أريد أن استفسر من خطفك وفعل بك هذا..
جولي باستياء:حسنا
جلس كيفين وروز وجولي في غرفة المعيشة..
كيفين ينظر نحو جولي:تحدثي!!
جولي تنظر نحو الاشيء وتبدأ بالحديث:كنت أنا وصديقاتي عند اياكو ثم خرجنا من عندها في الساعة السادسة تقريباً..ونحن في طريقنا إلى البيت اعترض طريقنا ست رجال مسلحين..وأشهروا بسلاحهم علين
ونحن بدورنا قمنا بالصراخ لكننا لم نستطع الصراخ بسبب رجال آخرون قامو بوضع أيديه على أفواهنا وسحبوني إلى الخلف..وبعدها أغشي علي..وعندما استيقظت وجدت نفسي في مكان مظلم..مربطة الأيدي والأرجل ومغلقة الفاه..مسندة إلى حائط...ثم رأيت شخصا يتجه نحوي..لم أستطع تمييز ملامحه بسبب الظلام الدامس..وقد نزل على مستواي..ثم قال:أنت لا ترين الآن جيدا بسبب الظلام أليس كذلك يا عزيزتي؟؟

ثم أضاف بعد ضحكة خفيفة وخبيثة:لا داعي لتنظري..سأعرفك بنفسي..أنا ماثيو..!

لم استغرب كثيرا..فهذا كان متوقعا منه..ثم أبعد الشريط الملصق على فمي بعنف..بقيت أنظر إليه بجرأة...وبعدها بقليل وكأنه اجتاحه الغضب فجأة وقام بضربي بكفه على خدي حتى سال الدم منه..فوقعت على جهتي اليمنى..ولم استطع تحريك نفسي فبقيت فترة على هذه الحال بعدما غادر هو..
كيفين بعجلة:هل قال لك شيئا؟؟
جولي تتابع:أبدا..ربما كان خطفي مجرد لعبة أراد أن يخيفكم بها..

ثم نظرت لهم بجدية:لكن لا أظن أن أمي هي السبب الوحيد الذي يدفعه لفعل هذا..متأكدة هناك شيئا آخر؟؟
روز بحيرة:أنا لا أعلم شيئا سوى الذي أطلعناك عليه..
ثم حولت جولي نظرها نحو كيفين فتسائل هو الآخر بحيرة:ربما السبب مع أبي..!
ثم أضاف بعد لحظة صمت وبيأس:لكننا لن نعلم شيئاً!

روز:أكملي.

جولي تكمل:بقيت تقريبا ما يقارب الساعتين على هذه الوضعية..وبعدها أتى رجلان وقد حلا قيدي وأركبونني سيارة ورموني على مدخل الغابة..وأكملت طريقي مشياً إلى أن أحسست بدوخة قوية فسقطت أرضا..ولحسن الحظ كما يبدو أن جون كان قريبا من المكان..وصمتت قليلا
ثم أضافت بابتسامة حانية:لقد شعرت بقطرة دمعه سقطت على خدي..
ثم تنهدت بعمق وقالت:والباقي تعرفونه كما أظن..
قرب كيفين يديه إلى بعضهما وتشابكت أصابعه بعضها البعض واضاف بجدية:هل أنتِ متأكدة أنه لم يقل لك شيئا..؟
جولي بتأكيد:أبداً..أبداً...أبداً..
والآن هل يمكنني الذهاب قالتها جولي بغضب خفيف..
ابتسم لها كيفين:لا عزيزتي..
جولي بغضب:آآآآآه هيا كيفين...أريد أن أشتم الهواء..
كيفين ببرود:ألا يوجد هواء في البيت لتستنشقيه
جولي بعينين حادتين:كيفين!
كيفين ببرود أكبر: فلتذهب معك روز إن أردت الذهاب..لا يمكنك البقاء لوحدك.
روز ببرود أيضا:أنا لا أخرج في مثل هذا الجو البارد..
وبعدها غادرت إلى المطبخ..وصعد كيفين إلى الطابق العلوي لتغيير ملابسه..بينما بقيت جولي جالسة بغضب في غرفة المعيشة..مكتفة الأيدي إلى ناحية بطنها وواضعه رجل اليمنى فوق اليسرى.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

في منزل متوسط الحجم.
استيقظت ديمي على صوت غناء العصافير العذب..ونهضت من فراشها واغتسلت وهبطت إلى الطابق السفلي وطبعا ما زالت في ملابس النوم بما أنه يوم عطلة..
دخلت إلى المطبخ قائلة بفرح:صباح الخـير.
ابتسم لها والدها بلطف:صباح النور!
ردت عليها شيما بابتسامة أيضا:صباح الخير..كيف أصبحت؟؟
استغربت ديمي من طريقتها ولكنها أجابتها على الفور:أنا بخير..شكرا لك..
ثم جلست على طاولة الفطور..
واستغربت من عدم وجود دوللي(أختها إن كنتم تذكرون).
ديمي باستغراب:أبي!!..أين دوللي؟
أجابت شيما بسرعة:ما زالت نائمة.
ديمي باستوعاب:آهـااا..هكذا اذن..سأريها
وارتسم على ثغرها ابتسامة خبيثة بعض الشيء....
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ان شاء الله يكون عجبكم