عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-28-2006, 02:45 PM
 
منتدياتنا والسقوط المهني والأخلاقي

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الرسول الكريم وعلى آله وصحبه وسلم
أما بعد .

بعد سنين طويلة من الغياب الجماهيري عن المشاركة الجادة ، والمستمرة في شتى وسائل الإعلام خصوصا المقروء منها ، أنفجر صبح الشبكة العنكبوتية ، وفتحت ملايين المواقع ، وأقبلت الجماهير الغائبة طوال تلك السنين في المشاركة في كل كبير ، وصغير ، وبدأت هذه المشارك بطابع التستر تحت الأسماء المستعارة في غالب المشاركين = لتعطيهم هامشا من الحرية ، والجرأة في معالجة ما يريدون ..

ولما كانت المشاركة في هذه الشبكة متاحة للجميع ضمت بين جنبيها أمما من الناس بشتى ، نحلهم ، ومذاهبهم ، ومشاربهم ، وتوجهاتهم ..

وهؤلاء الكتاب على درجات متفاوت في : التعليم ، والتربية ، والفهم ، والخلق .. وغيرها.

وهذا البون الشاسع في نوعية الكتاب ، وقدراتهم ، وأخلاقهم ، ومصداقيتهم .. ، والممارسات الخاطئة لكثير منهم في معالجة القضايا المختلفة = حجب ثقة معظم الناس في كثير من الكتاب !

وأعطى الثقة لجماعة من الكتاب استطاعوا مع تصرم الأيام أن يثبتوا تقدمهم الفائق في الطرح المثمر الجاد البناء المصاحب للأدب ، والمصداقية ، والوضوح..

وحيث إن هذا الوضع هو المتاح الآن = وجب السعي بكل قوة للرقي بمستوى ، ومحتوى المطروح .. ، وتدارس ، ونشر أدبيات الإعلام ، ولغة الخلاف ، و الحوار ..

وحتى يتضح الأمر أكثر لا بد أن تحدد معالم ، وأدبيات يجب على الجميع الالتزام بها = ليكون الحوار مثمرا وبناء وممتعا ..

ومن أهم هذه المعالم :

* حسن الخلق : ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :" إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم ". رواه أبو داود وصححه ابن حبان والحاكم.

وعن أسامة بن شريك قال:" قالوا يا رسول الله ما أفضل ما أعطي المرء المسلم ؟ قال: حسن الخلق". رواه أحمد وصححه ابن حبان.

وفي الصحيحين عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فاحشا ، ولا متفحشا ، وكان يقول:" إن من خياركم أحسنكم أخلاقا".

وأحسب أن مدح حسن الخلق من الأمور المتفق عليها بين العقلاء في جميع الأمم ، فلا بد أن تكون حواراتنا على مستوى من الأدب ، ومجانبة للفحش و البذاء ؟!

* الجدية في الطرح والحرص على المفيد:

تخلفت الفائدة في كثير من المواضيع ؛ لأنها دارت على : قيل وقال ..! ، و بئست المطية ، وقد جاء الزجر عن هذا ؛ فقال رسول الهدى صلى الله عليه وسلم :" إن الله كره لكم ثلاثا: قيل وقال.. "الحديث . متفق عليه.

ولذا أوصيك أخي في الله ، ونفسي أن تنتبه لما تكتب ، وتوازن بين المصالح والمفاسد ، ولا تكن مهذار ثرثارا ، متكثرا ، غير مكترث بما تقول وتنقل ، وكأنك قد برئت من تبعة ما تكتب ، وضمنت السلامة في الدارين .

و أذكرك ـ وأنت اللبيب الفطن قبل أن تكتب عن أحد ، أو تطعن فيه ـ أن حقوق العباد مبنية على المشاحة ، ومن كان منهم في دائرة الإسلام = فهو محرم العرض ، محمي الجناب ، معظم الحرمة ، تحرم الوقيعة فيه إلا بالضوابط الشرعية المقررة عند العلماء ، مع مراعاة المصالح ، والمفاسد ، وحسن قصدك حين الكتابة .

قال الإمام أبو العباس ابن تيمية رحمه الله : .. وإذا كان مبتدعا يدعوا إلى عقائد تخالف الكتاب والسنة ، أو يسلك طريقا يخالف الكتاب والسنة ، ويخاف أن يضل الرجل الناس بذلك = بين أمره للناس ؛ ليتقوا ضلاله ، ويعلموا حاله ، وهذا كله يجب أن يكون على وجه النصح ، وابتغاء وجه الله تعالى ، لا لهوى الشخص مع الإنسان مثل أن يكون بينهما عداوة دنيوية ، أو تحاسد ، أو تباغض ، أو تنازع على الرئاسة ؛ فيتكلم بِمَسَاوِيْهِ مظهرا للنصح ، وقصده في الباطن الغض من الشخص ، واستيفاؤه منه ! = فهذا من عمل الشيطان ، و" إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى" ، بل يكون الناصح قصده أن الله يصلح ذلك الشخص ، وأن يكفى المسلمين ضرره في دينهم ، ودنياهم ويسلك في هذا المقصود أيسر الطرق التي تمكنه . مجموع الفتاوى 28/221.

وقال أيضا عند قوله تعالى: .. (ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه) فجعل جهة التحريم كونه أخا أخوة الإيمان ، ولذلك تغلظت الغيبة بحسب حال المؤمن ؛ فكلما كان أعظم إيمانا كان اغتيابه أشد ، ومن جنس الغيبة الهمز ، واللمز فإن كلاهما فيه عيب الناس ، والطعن عليهم كما في الغيبة. مجموع الفتاوى 28/225.

ومما يلحظ من بعض الناس تسرعه في الأحكام على عباد الله ، وتصنيفهم ، وتبديعهم لأدنى احتمال يلحظه من كتابته ، وهذه جرأة عظيمة ، وتقحم على المهالك ، والمتحري لدينه في اشتغاله بعيوب نفسه ما يشغله عن تفحص سقطات غيره ، ونشرها ، ولا جرم أن تمزيقَ أعراضِ العباد حمق لا يقع من متيقظ.

وإن لم يكن بد من الكلام في شخصٍ ما لسبب شرعي ، فلا بد من العدل ، والإنصاف ، والأمانة ، والصدق ؛ فالكذب على الناس حرام كله سواء كان الرجل مسلما أو كافرا ، برا أو فاجرا .

وإن كان المتكلم فيه من أهل العلم و (علم منه الاجتهاد السائغ فلا يجوز أن يذكر على وجه الذم ، والتأثيم له فإن الله غفر له خطأه ، بل يجب لما فيه من الإيمان والتقوى موالاته ، ومحبته والقيام بما أوجب الله من حقوقه من ثناء ، ودعاء ، وغير ذلك .

وإن علم منه النفاق.. فهذا يذكر بالنفاق .

وإن أعلن بالبدعة ، ولم يعلم هل كان منافقا ، أو مؤمنا مخطئا = ذكر بما يعلم منه ، فلا يحل للرجل أن يقفو ما ليس له به علم ، ولا يحل له أن يتكلم في هذا الباب إلا قاصدا بذلك وجه الله تعالى ، وأن تكون كلمة الله هي العليا ، وأن يكون الدين كله لله ، فمن تكلم في ذلك بغير علم ، أو بما يعلم خلافه كان آثما ... ثم القائل في ذلك بعلم لابد له من حسن النية ، فلو تكلم بحق لقصد العلو في الأرض أو الفساد كان بمنزلة الذي يقاتل حمية ، ورياء ، وإن تكلم لأجل الله تعالى مخلصا له الدين كان من المجاهدين في سبيل الله من ورثة الأنبياء خلفاء الرسل) . مجموع الفتاوي 28/234-235.

وقال الإمام مالك رحمه الله : بلغني عن القاسم بن محمد كلمة أعجبتني ، وذاك أنه قال: من الرجال رجال لا تذكر عيوبهم . تاريخ أبي زرعة الدمشقي 93.
قال الإمام عبد الله بن المبارك: إذا غلبت محاسن الرجل على مساوئه = لم تذكر المساوئ ، وإذا غلبت المساوئ عن المحاسن = لم تذكر المحاسن. سير أعلام النبلاء 8/398

واحذر أن تعيش في وهم القوامة ، والتدبير للعبادِ ، والبلاد ، والتدخل فيما لا تحسن ! ..
فمن القبيح المزري بالمرء كلامه فيما لا يعرفه ولا يعنيه .

ومن أهم مقومات الرقي بالكتابة مراعاة :

العدل ، والإنصاف ، والصدق ، والأمانة ، الورع ، والتثبت ، وإحسان الظن ، والحلم على الجاهل ، وحسن الفهم ، ومعالجة القضايا بحكمة ، والرفق بالمخطئ ، والصبر على الأذى ، وتلمس حاجات الناس ، ونصر قضاياهم ، ومحاولة رفع الظلم عنهم ، وتبيين الحق لهم ، وتحذيرهم مما يكاد لهم ، والبعد عن نشر خصوصيات الناس .. وغيرها ..
وفق الله الجميع وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم.


عبد الرحمن بن صالح السديس/ صاحب المقال
__________________

قول الشيخ أنباني فلان*****وكان من الأيمة عن فلان

إلى أن ينتهي الإسناد أحلى***لقلبي من محادثة الحسان

فإن كتابة الأخبار ترقى***بصاحبها إلى غرف الجنان
  #2  
قديم 11-28-2006, 05:20 PM
 
رد: منتدياتنا والسقوط المهني والأخلاقي

عندما بدأت القراءة .. قلت هذا قلم متمكن جدا
وعندما تقدمت .. قلت هذا قلم مألوف... لا شك اذا أن اسم ابو لينا اسم شهرة
وأخذت احاول استحضار صاحب القلم من خبايا الذاكرة.
ثم ...
عبد الرحمن بن صالح السديس/ صاحب المقال


ليس ثمة ما يقال في هذا الشأن خير مما نقلت أبو لينا

نفعنا الله به ونفعك وكاتب المقال

وجزاك الله خيرا
__________________

  #3  
قديم 11-28-2006, 05:59 PM
 
رد: منتدياتنا والسقوط المهني والأخلاقي

جزاك الله خيرا أبو لينا, أحسنت النقل أحسن الله إليك, مواضيعك مميزة, ننتظر المزيد.
  #4  
قديم 11-28-2006, 07:24 PM
 
رد: منتدياتنا والسقوط المهني والأخلاقي

جزاك الله خيرا ابو لينا علي هذا النقل الرائع
  #5  
قديم 11-28-2006, 07:43 PM
 
رد: منتدياتنا والسقوط المهني والأخلاقي

جزاك الله خير الجزاء ونفع بك الأمه أخوي أبو لينا وإلى الأمام
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:41 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011