عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-09-2009, 08:53 AM
 
Post كيف ترق قلوبنا الشيخ/محمد الشنقيطي

بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين



تفريغ شريط كيف ترق قلوبنا الشيخ/محمد الشنقيطي



الحمد لله علام الغيوب الحمد لله الذي تطمئن بذكره القلوب وأشهد أن لا إله إلا الله أعز مرغوب وأشهد أن محمد رسول الله الذي أرسله الله بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا ومن سار على نهجه إلى يوم الدين..

أما بعد...




إن رقة القلوب وانكسارها لخالقها منحة من الرحمن وعطية من الديان تستوجب العفو والغفران وتكون حرزا متينا من الغي والعصيان..
مارق قلبا لله عزوجل إلا وكان صاحبة سابق إلى الخيرات مستمرا في الطاعات والمرضاة.
مارق قلبا لله وأنكسر إلا وجدته أحرص ما يكون على طاعة الله ومحبة الله وما ذكر إلا تكر وما بصر إلا تبصر..
ما دخلت الرقة إلى القلب إلا وجدته مطمئنا بذكر الله يلهج لسانه بشكره والثناء عليه سبحانه وتعالى وما انتزعه داعي الشيطان إلا وأنكسر خوفا وخشية للرحمن سبحانه وتعالى ولا دعة داعي الغي والهوى إلا عدت فرائض لك القلب من خشية المليك سبحانه وتعالى..




القلب الرقيق صاحبه صديق وأي صديق القلب الرقيق رفيق ونعم الرفيق ولكن من الذي يهب رقة القلوب وانكسارها ومن الذي يتفضل بخشوعها وإنابتها لربها من الذي إذا شاء قلب هذا القلب فأصبح أرق ما يكون لذكر الله عزوجل وأخشع ما يكون لآياته وعظماته من هو سبحانه لا اله إلا هو..
مارق قلبا لله إلا وجدت صاحبه ابعد ما يكون عن معاصي الله عزوجل.. فالقلب الرقيق ذليل أمام عظمة الله وبطشه عزوجل ولكن من الذي إذا شاء قلب هذا القلب من حال إلى حال من هو انه الله..
القلوب بين أصبعين من أصابعه سبحانه يقلبها كيف يشاء وتجد العبد أقسى ما يكون قلبا لكن يأبى الله إلا حلمه وجوده وكرمه حتى تأتي تلك اللحظة العجيبة التي يتغلغل فيها الإيمان إلى سويداء ذالك القلب..
بعد أن أذن الله تعالى أن يصطفى ويجتبي صاحب ذلك القلب فلا اله إلا الله من ديوان الشقاء إلى ديوان السعادة ومن أهل القوة إلى أهل الرقة بعد أن كان غضا جافيا لا يعرف معروضا ولا ينكر منكرا إلا ما اشرب من هواه إذا به يتوجه إلى الله بقلبه وقالبه إذا بذلك القلب الذي كان جريئا على حدود الله يتغير حاله ويحسن عاقبته وماله يتغير لكي يصبح متبصرا يعرف إن يصنع الخطوة في مسيرة..



أحبتي في الله...

إنها النعمة التي لا يوجد على ظهر الأرض نعمة أعظم أعظم منها ((إنها نعمة رقة القلب)) وقد أخير الله تعالى انه ما من قلب يحرم هذه النعمة إلا وكان صاحبة موعودا بعذاب الله فقال سبحانه  فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله
ويل عذاب ونكال لقلوب قست عن ذكر الله عزوجل..
ونعيم وسعادة لقلوب خشعت لله تعالى لذلك....



أحبتي في الله..


ما من مؤمن صادق في إيمانه إلا ويتفكر كيف السبيل لكي يكون قلبه رقيقا كيف السبيل لأنال هذه النعمة فأكون حبيب الله وأكون وليا ما أوليائه لا يعرف الراحة والدعة إلا في محبته وطاعته سبحانه لأنه يعلم إن من يحرم هذه النعمة فقد حرم خيرا كثيرا لذلك كم من أخيار انتابتهم بعض المواقف واللحظات يحتاجون فيها لمن يرفق قلة بهم فالقلوب شانها عجيب تارة تقبل على الخير وإذا بها اقرب ما تكون للهو اقرب له لو سالت أتنفق أموالها جميعا لمحبة الله لبذلت ولو سالت النفس في سبيل الله لضحت أنها لحظات يرحم الله بها القلوب برحمته وهناك لحظات يتمر فيا المؤمن لحظات القسوة ومأمن إنسان إلا وتمر عليه فترة يقسو فيها قلبه ويتألم فيها فؤاده حتى يكون أقسى من الحجر والعياذ بالله ولرقة القلب أسباب كما للقسوة أسباب ولكن الله تبارك وتعالى تفضل وأشار بالبيان في الكتاب..
فما رق القلب من سبب أعظم من سبب الإيمان بالله تعالى ولا عرف عبد ربه بأسمائه وصفاته إلا وكان قلبه رقيقا لله عزوجل ولا تأتيه أمر من الكتاب إلاقال بلسان المحال والمقال
سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير
فما من عبد عرف الله بأسمائه الحسنى وتعرف على هذا الرب الذي بيده ملكوت كل شي وهو يجير ولا يجار عليه إلا وجدته سباقا للخير وعن الشر محجاجا..



فأعظم سبب لرقة القلوب تلين به لله عزوجل أن يعرف كل شي في هذا الكون إلا ويذكره الرب تذكره النعمة بذلك الحليم الكريم يذكره الخير والشر بمن له أمر الخير والشر سبحانه وتعالى فمن عرف الله رق طبعه ورق قلبه من خشية الله تعالى والعكس بالعكس فما وجدت صاحبة اجهل الناس بالله تعالى وأبعدهم بمعرفة عذاب الله وبطشه حتى انك تجد بعض العصاة اقنط ما يكونوا من روح الله وكرمه والعياذ بالله ومن لم يعرف الله تجرا على محارمه لذلك أحبتي...
المعرفة طريق الرقة فكلما وجدت الإنسان يديم العبرة والتفكر في ملكوت الله كلما وجدت قلبه فيه رقة خشوع وانكسار إلى الله تبارك وتعالى..


السبب الثاني الذي يكسر القلوب ويرققها ويعين العبد على رقة قلبه من خشية الله عزوجل ....
النظر في آيات هذا الكتاب
النظر في هذا السبيل المفضي إلى الصواب والسداد
النظر في كتاب وصفة الله بقوله
النظر في كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير ما قرأ العبد تلك الآيات وكان عند قراءة حاضر القلب متفكرا متأملا إلا وجدت العين تدمع والقلب يخشع والنفس تتوهج إيمان من أعماقها..تريد المسير إلى الله تبارك وتعالى واذا بأرض ذلك القلب تنقلب بعد آيات القران خصبة طرية للخير ومحبة الله عزوجل وطاعته فما قرأ العبد القران ولا استمع لآيات الرحمن إلا وجدته بعد قراءته والتأمل فيها رقيق القلب قد اقشعر قلبه جلدة من خشية الله تعالى كتاب متشابه مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن يظلل الله فما له من هاد..
هذا القران عجيب بعض الصحابه تليت عليه بعض آيات القران فنقلته من الوثنية إلى التوحيد ومن الشرك بالله إلى عبادة رب الأرباب..
سبحانه وتعالى في ايات يسيرة هذا القران موعظة رب العالمين وكلام اله الأولين والآخرين ما قراه عبد إلا وتيسرت له الهداية بقراءته ولذلك قال الله في كتابه
 ولقد يسرنا القران للذكر فهل من مدكر 
هل هناك من يريد الذكرى ويريد العظة السامية هذا كتابنا..




لذلك أحبتي في الله..


الله ما أدمن قلب ولا أدمن عبد على تلاوة القران وجعل القران معه ولو لم يكن حافظا يتلوه أناء الليل وأناء النهار الا رق قلبه من خشية الله تعالى..
3- ومن الأسباب التي تعين على رقة القلب وأنانيته لله تعالى تذكر الآخرة ان يتذكر العبد انه إلى الله صائر أن لكل بأية نهاية وانه مابعد الموت مستعتب وما بعد الدنيا من دار إلا الجنة أو النار فإذا تذكر الإنسان إن الحياة زائلة وان المتاع فاني وإنها غرور حائل دعاة والله ذلك إلا إن يحتقر الدنيا ويقبل على ربها إقبال المنيب الصادق فيرق قلبه ومن نظر إلى القبور ونظر إلى أحوال أهلها انكسر قلبه وكان قلبه إبراء ما يكون من القسوة ومن الغرور والعياذ بالله..
ولذلك لن تجد أنسانا يحافظ على زيارة القبور مع التفكر والتأمل والتدبر ليرى فيها الإباء والأمهات والإخوان والأخوات والأصحاب والأحباب والخلان يرى منازلهم ويتذكر انه قريبا سيكون بينهم جيران لبعضهم البعض قد انقطع التزاور بينهم رغم الجيرة وانه قد يتدانى القبران وبينهما مابين السماء والأرض نعيما وجحيما..
ماتذكر عبد هذه المنازل التي ندب إليها النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذكرها إلا رق قلبه من خشية الله تعالى..
ولا وقف على شفير قبر امرأة محفورا فهيا نفسه فربما يكون صاحب القبر هو ولا وقف على شفير قبر فرأى صاحبة يدلى فيه فسأل نفسه على ماذا يغلق وعلى من يغلق وعلى أي شي يغلق أيغلق على مطيع ام عاصي أيغلق على جحيم أم نعيم فلا اله إلا الله هو العالم بأحوالهم مناظر عبد هذه النظرات ولا استجاشت في نفسه هذه الخطرات إلا اهتز القلب من خشية الله وانفطر القلب من رهبة الله واقبل على الله إقبال صدق وإنابة..




أحبتي في الله..


أعظم داء يصيب القلب داء القسوة والعياذ بالله وأعظم داء للقسوة بعد الجهل بالله تعالى الركون للدنيا والغرور بأهلها وكثرة الاشتغال بفضول أحاديثها فان هذا من أعظم الأسباب التي تقسي القلوب تبارك وتعالى.
إذا اشتغل العبد بالأخذ والبيع واشتغل بهذه الفتن الزائلة والمحن سرعان مايقسو قلبه لأنه بعيد عن من يذكر ه الله تعالى..
فلذلك ينبغي للإنسان إذا أراد إن يوغل في هذه الدنيا فعليه إن يوغل برفق فديننا ليس دين رهبانية ولا يحرم الحلال سبحانه وتعالى ولم يحل بيننا وبين الطيبات ولكن رويدا رويدا فأقسى أقدار قد سبق بها القلم وأرزاق قد قضيت يأخذ الإنسان بأسبابها دون إن يغالب القضاء والقدر يأخذها برفق ورضي عن الله سبحانه وتعالى في يسير يأتيه وحمدا وشكرا لبارئه فسرعان ما توضع البركة له ويكفي فتنة القسوة نسال الله العفو والعافية منها..
فلذلك من أعظم الأسباب التي تستوجب قسوة القلب الركن إلى الدنيا وتجد أهل القسوة غالبا عندهم عناية بالدنيا يضحون بكل شي يضحون بأوقات الصلوات ويضحون بارتكاب الفواحش والموبقات ولكن لا تؤخذ هذه الدنيا عليهما يمكن إن يضحي الواحد منهم بدينار أو درهم منها فلذلك دخلت هذه الدنيا إلى القلب أو الدنيا شعب الدنيا شعب ولو عرف العبد حقيقة هذه الشعب لأصبح وأمسى ولسانه يلهوج إلى ربه..


" ربي نجني من فتنة هذه الدنيا "


فان في الدنيا شعب ما مال القلب لواحدة منها إلا استهواه لما بعده ثم إلى مابعد حتى يبعد عن الله عزوجل وعندها تسقط مكانته عند الله ولا يبالي الله به في أي واد من أودية الدنيا هلك والعياذ بالله..
هذا العبد الذي نسي ربه واقبل على هذه الدنيا مجلا لها مكرما فعظم ما لا يستحق التعظيم واستهان بمن يستحق الإجلال والتعظيم والتكريم سبحانه وتعالى ولذلك كانت عاقبته من أسوء العواقب والعياذ بالله..
ومن أسباب قسوة القلوب بل ومن أعظم أسباب قسوة القلوب الجلوس مع الفاسق ومعاشرتهم ومعاشرة من لا خير في مجالسته ولذلك ما إلف الإنسان صحبته لا خير في صحبتها إلا قسي قلبه من ذكر الله تعالى..
ولا طلب الأخيار إلا رققوا قلبه للواحد القهار ولا حرص على مجالسهم إلا جاءته الرقة شاء أم أبى جاءته لكي تسكن سويداء قلبه فتخرجه عبدا صالحا مصلحا قد جعل الآخرة نصب عينيه..




لذلك ينبغي للإنسان إذا عاشر الأشرار إن يعاشرهم بحذر وان يكون ذلك على قدر الحاجة حتى يسلم له دينه فراس المال في هذه الدنيا هو الدين..


اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلا إن تهب لنا قلوبنا لينة تخشع لذكرك وشكرك..
اللهم إنا نسألك قلوب تطمئن لذكرك اللهم إن نسألك السنة تلهج بذكرك اللهم إنا نسألك إيمانا كاملا ويقينا صادقا وقلبا خاشعا وعلما نافعا وعملا صالحا مقبولا عندك يا كريم..
اللهم إنا نعوذ بك من الفتن ماظهر منها وما بطن ...
سبحانك ربي رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
...

تفريغ شريط كيف ترق قلوبنا للشيخ : محمد الشنقيطي


منقول للفائدة .. لاتنسوني من دعائكم
__________________
أنا جروح في صورة انسان

أنا ذكرى منسية

أنا دموع واحزان

بأختصار أنا قصة

طويلة ما يحفظها كتاب
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نعاني من جراح قلوبنا..الا تعاني قلوبنا من جراحنا..انواااااار عندما تبتسم الدموع a+s قصائد منقوله من هنا وهناك 2 01-07-2010 01:54 AM
صور من حرب 10 رمضان 1973 نسأل الله ان نرى مثلها لتُذهب غيظ قلوبنا fares alsunna أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 31 07-26-2009 09:46 PM
كيف نداوى قلوبنا ونحن من جرحها اميره الاحزان أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 4 03-24-2009 02:38 AM
كيف نداوى قلوبنا ونحن اول من جرحها فلسطينية حرة مواضيع عامة 1 09-21-2007 07:46 PM


الساعة الآن 01:34 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011