![]() |
#81
| ||
| ||
وصل العروسان الى البيت الثانى..بيت عائلة على وبمجرد ان فتح الباب وماكاد على يسلم على أمه حتى تعلقت هبه أخته بذراعه وجذبته الى حجرة المعيشه وهى تهتف باهتمام كبير : تعالى اريد ان احادثك فى أمر هام وصلت الى الأريكه فارتمى على عليها بحركه تمثيليه وهو يتأوه وكأن هبه دفعته ليسقط على الأريكه ثم جلست على المنضده الصغيره أمامه مباشرة انضم الباقين اليهما واتخذ كل منهم مجلسه وهم ينظرون الى هبه بدهشة وتساؤل..ولكن الأم ذهبت الى المطبخ لتعد بعض الحلوى والمشروبات رفع على احدى حاجبيه بعجب وقال مداعبا : ياللذوق الرفيع والإستقبال الحافل..هل كنا معا ليلة امس نتناول العشاء ونشرب البليله؟!! قالت هبه باهتمام كبير وهى تبتلع ريقها وكل عضلة فى وجهها تنطق بالإثاره : دعك من المزاح الآن واسمعنى جيدا اقترب على من هبه وعقد حاجبيه ورسم على وجهه الإهتمام الكبير وهو يقول بصوت خفيض : قل يا زعيم..كيف سنسرق البنك؟ ضحك أحمد وساره بينما انتفضت هبه غضبا وقالت صارخه : كف عن دعاباتك السخيفه واسمعنى قالت بهدوء ومازال الإهتمام يعلو ملامحها بعد ان صمت على مستمعا اليها : بما انه لم يبق علىالإمتحانات سوى وقت قصير للغايه وبما اننى من المتفوقين وسأحصل على المجموع الذى سيلقى بى حتما فى كلية الهندسه مباشرة, وبما اننى معروفه من أصغر المخلوقات الى أكبرها فى مدرستى لكل تلك الأسباب ..فلقد رشحونى فى المدرسه فى منحه للسفر الى أمريكا لمدة شهر فى اجازة الصيف هتفت ساره : هذا جيد..مبروك يا عزيزتى أما على فقد صمت تماما واختفت ابتسامته المميزه تدريجيا وحل محلها بعض الدهشه ممزوجه بالقلق الذى نجح هو ببراعه فى السيطرة على ملامح وجهه ليخفيه عن الجميع..الا ان ساره استطاعت ان تلاحظه قالت هبه متعجله عندما طال صمت على : ها ..ما رأيك؟ حك على لحيته بتفكير وقال بتردد : احم ..هذا جيد,ولكن الأمر يحتاج الى بعض التفكير والمشاورات والمداولات نظر الى امه التى اتت فى تلك اللحظه تحمل بعض الحلوى والمشروبات ثم عاد وسأل هبه : وما رأى امى؟ التفتت هبه الى امها التى هزت رأسها نفيا دون ان تتكلم ,فظهر على وجهها خيبة الأمل وهى تقول : لم توافق قال ببساطه : اذا اصبحنا اثنين تجمدت ملامحها وظهر على وجهها أثر الصدمه , ولكنها عادت تحاول من جديد,وترجوه ان يوافق ,ولكن رأيه كان شديد الصلابه,وبرغم ان هبه كانت قويه فى اصرارها,لحوحه فى طلبها,لكن على لم يتزحزح عن موقفه قيد أنمله,وبرغم انه كان يحاورها بهدوء ولطف ,لكنه قال فى النهايه : يا عزيزتى ,ان كنت تستطيعين الإبتعاد عنا شهر كامل ,فنحن لا نطيق فراقك يوم واحد. الرفض جاء من جهتين ,أنا وأمى..اذا فالأمر منته نظرت اليه ساهمه,ولاحت أنهار الدموع قادمه من عمق عينيها,وعندما بدأت تقترب,اندفعت هبه متجهه الى غرفتها بسرعه,دون ان تقول اى كلمه زفر على بضيق,ولاح التأثر فى ملامحه,وبادرته ساره لائمه : لم فعلت ذلك؟ لقد كانت سعيده بالسفر للغايه تأملها على وقال فى هدوء : هبه لا تزال صغيره ,وأخاف ان يحدث لها مكروه وهى بعيدة عنى هتفت بدهشه : لكن الأمر ليس كما تظن ,فسيكون معها مجموعة كبيره من زميلاتها فى المدرسه ,ومن مدارس اخرى أيضا ,خلاف المعلمين والمشرفين,وعندما تصل هناك ستجد من يتولى رعايتها ويكون مسؤلا عنها,وسيختاروا لها أسرة محترمه لتعيش وسطهم طوال فترة سفرها..أى أن الأمر آمن تماما ضاقت عينا على وظهر على وجهه التفكير العميق أما الأم فقد اندفعت تسألها بدهشه عظيمه : كيف تعرفين كل هذا ؟...هذه الأمور لا يعرفها سوى العاملين فى التربيه والتعليم وأولياء الأمور الذين خاض أبناءهم هذه التجربه من قبل قالت ساره ببساطه : لأن مشروع (تواصل)هو أحد المشاريع التى أطلقها المركز بالتعاون مع وزارة التربيه والتعليم كنوع من التبادل الثقافى والتقارب بين شعوب العالم نظرت اليها الأم بدهشة وصمت وأخذت تقلب عينيها بينها وبين على,فقال على منهيا الحوار وقاطعا ساعات من الجدال : ومع كل هذا فلن نوافق على سفرها وحدها نظرت اليه ساره بدهشه ,لكنه نهض من مكانه ورفع احدى حاجبيه ورسم الشر فى ملامحه ووجه نظره تجاه باب غرفة هبه وهو يشمر عن ذراعيه وقال بصوت غليظ مخيف : امى..هل العصا الخيرزان السميكه لا تزال فى مكانها فوق خزانة الملابس؟؟ قالت الأم بدهشه : نعم,لماذا؟ هز رأسه ومط شفتيه وهو يكمل : حسنا ,دعيها مكانها,كنت فقط أطمئن واتجه باشرة الى حجرة هبه مخلفا وراءه ابتسامه على وجه أمه ودهشة كبيره فى عقل ساره .............................................. دخل على الحجره فوجد هبه تجلس الى مكتبها الذى يقع بجوار النافذه , عاقده ذراعيها على المكتب ومسنده ذقنها فوق رسغها, ودموعها تسيل بغزاره وصمت,فوقف بجوارها مستندا الى ظهر المكتب ,وقال بلطف مداعبا اياها : لم نتفق على هذا يا كابتن ,هل يبكى الرجال؟ قال عندما لم يتلق ردا ولم تنظر اليه : هبه ,لم يكن الأمر مفاجأة لك,كنت تعلمين اننا لن نقبل بسفرك وحدك,أليس كذلك؟ هزت رأسها موافقه دون ان تنظر اليه ودموعها تسيل بغزاره هتف وهو يهز كتفيه : اذا ما الجديد فى الأمر؟ لم كل هذه الدموع؟ تعلمين اننى أكرهك عندما تبكين مد أنامله الى خدها ومسح دموعها ,ثم نظر الى اصابعه المبتله من دموعها ومط شفتيه وهو يقول : دموعك زلقه,قلت لك مرارا اغسلى وجهك جيدا قبل الإنخراط فى البكاء لم تضحك ولم تكف عن البكاء ,فتنهد بعمق وقال : ستضطرينى لإفساد المفاجأه التى كنت أعدها لك,لقد قررت ان تعملى معى فى الشركه,لتتدربى على أصول وخبايا المهنه,واذا أظهرت كفاءه ونجابه,فسأعينك سكرتيرتى الخاصه سنكون ثنائى رائع ,وقد نخرب الشركه ونجعل عاليها سافلها التفتت تنظر اليه ومسحت دموعها وسألته : حقا؟ قال وهو يبتسم بحنان : هل كذبت عليك قط؟ هزت رأسها بالنفى,فقال وهو يمد يده اليها مصافحا : اذا هل اتفقنا يا اسطى بليه؟ هزت رأسها بالموافقه وهى تبتسم ومدت يدها لتصافحه فحرك يده بعيدا عن يدها ,فحركت يدها ثانية تجاه يده لكنه اخذ يحرك يده يمنة ويسرة بسرعه كبيره مداعبا ,حتى عجزت عن الإمساك بيده ,فصرخت بغيظ وأطبقت بكلتا يديها على يده وصافحته وهى تضحك ,فضحك ايضا ,ثم مسح على شعرها بحب بالغ وهو يطبع قبله حانيه على جبينها .......................................... بمجرد ان دخل على وساره الى بيتهما,هتفت ساره مباشرة : لم أشأ أن أتحدث معك أمام هبه ,ولكنى أعجب حقا من موقفك ! لماذا لا تدعها تسافر؟ دخل مباشرة الى المطبخ دون أن يرد وفتح الثلاجه,وتناول زجاجة مياه مثلجه ثم تناول كوبا فارغا من على المنضده وسكب بعض الماء وشرب حتى ارتوى,وانتظرت ساره ان يرد ,لكنه وضع الزجاجه مكانها,وأخذ ينظر داخل الثلاجه وكأنه يبحث عن شئ وهو يسألها : هل نفذت الفاكهه؟أريد برتقاله نظرت اليه بدهشه وقالت ببعض الحده : على..لماذا لاترد على سؤالى؟ قال ومازات عينيه داخل الثلاجه : أبحث عن بعض الفاكهه أو العصير زفرت بضيق وأغلقت باب الثلاجه بعصبيه ووقفت أمامه مباشرة وسألته : على ,لا تتهرب من سؤالى..أريد أن أعرف لماذا لم تسمح لهبه بالسفر؟ قال ببساطه : لأن فى جماعتنا القائد الأعظم لا يوافق على سفر المرأه وحدها دون محرم عقدت حاجبيها وقالت بغضب : على ,كفاك مزاحا قال بهدوء : الا تصدقين؟ الشرع يمنع المرأه من السفر وحدها دون محرم لمسافة كبيره قالت بشك : حقا؟ أجاب بجديه : نعم,هناك فقط بعض الإستثناءات الضيقه,كأن تسافر لقضاء فريضة الحج بشرط أن تكون مع مجموعه من النساء,وأن تكون الرحله آمنه,وأن تكون المرأه كبيرة السن حتى هبه الصغيره تدرك هذا الأمر,ولكنها كأى فتاه فى عمرها تأمل وتحلم وتتمنى,وتضعف أمام الإغراءات ضحكت ضحكه عصبيه مغتاظه وقالت بضيق : لا أصدق انك تفكر بهذه الطريقه,أتمنع أختك عن العلم من أجل هذا السبب؟ ابتسم ابتسامه دبلوماسيه وحافظ على هدوءه وهو يقول : عزيزتى, لم يعد العلم حكرا لبلد دون الأخرى,فثورة الإتصالات جعلت العالم كله مرتبطا ببعضه ,وتبادل المعلومات أصبح متاحا بطرق أخرى خلاف السفر كالدش والإنترنت, ويمكن ان تحقق هنا ما سيحققه لها السفر,بإمكانها أن تتعلم كل شئ وهى فى مصر, لم يعد من الضرورى ان نذهب اليهم ..فلقد أتوا هم الينا هناك الجامعه الأمريكيه وغيرها من الجامعات الأوربيه الموجوده فى مصر, ويمكنها اختيار نوع التعليم الذى تريد زفرت ساره بضيق وقالت : حقا..لا أستطيع أن أستوعب طريقة تفكيرك,ونحن فى القرن 21 تمنع المرأه من السفر رغما عنها لمجرد ان الشرع لا يقر سفرها !! أصدق ان هذا كان فى الماضى عندما كانت الطرق غير آمنه ووسائل الإتصالات شبه معدومه, لكن الآن..يستطيع الإنسان السفر الى ابعد مكان فى العالم وهو على اتصال يوميا24 ساعه بعائلته تأملها طويلا بصمت..كان يحاول تجنب خلاف وصدام قد يحدث مبكرا جدا ..تنهد بعمق وقال بهدوء : ساره, تعلمين تماما ان كل افعالى وتصرفاتى خاضعه لمنهج واحد لا أستطيع مخالفته..ان هبه مسئولة منى,أتعلمين معنى كلمة مسئول؟ معناها أن الله سيحاسبنى على كل صغيرة وكبيرة بشأنها.ولن يحاسب أحدا غيرى ولأنها جنة ابدا أو نار أبدا,فلا أحد يملك اتخاذ مثل هذا القرار سواى,لأننى اذا ما أخطأت ,فلن يدخل النار أحد بدلا منى كانت تنظر اليه مشدوهه..لا تنطق..لكنه مسح على خدها بحنان مداعبا وهو يبتسم ,ثم تركها متجها الى الصاله,لكنه تسمر فى مكانه والتفت اليها عندما قالت : وماذا عنى؟ أكملت بتردد عندما نظر اليها متسائلا : ماذا لو..لو ..طلبوا منى فى المركز أن أسافر الى الفرع الرئيسى فى نيويورك سألها فى هدوء : وهل طلبوا ذلك بالفعل؟ قالت : لا ليس بعد ,ولكن ما.... قاطعها قائلا : اذا لنؤجل مناقشة هذا الأمر حتى يصبح واقعا اقترب منها عندما رأى القلق يلوح من عينيها ,وعندما وقف أمامها مباشرة نظر فى عمق عينيها وقال بلهجة حانيه : ساره , أعلم ان بيننا خلافات فكريه كبيره ولن نستطيع تجاوزها بسهوله, ولكن ,بيننا أيضا شئ أكبر وأعمق بكثير من تلك الخلافات,لذلك فعلى كل منا محاولة التنازل قليلا للآخر,لنتجاوز معا تلك الخلافات قالت بعصبيه : تقصد أن أتنازل أنا فقط هز رأسه نفيا وقال بعاطفه : بل يتنازل أكثرنا حبا للآخر احمرت وجنتاها وظهر التأثر فى ملامحها وقالت : ولكنك لا تتنازل ابدا قال بحب : لآننى أعلم انك أفضل منى بكثير,وبما أننى طفل كبير كما تقولين دائما فأنا بحاجه ماسه لأن أشعر بحبك الدائم لى تعلقت بعينيه وازداد احمرار وجنتيها اشتعالا وهى تقول بلطف : أظنك طفل مدلل أيضا قال : ومع ذلك سأثبت لك أننى أيضا أتنازل ..أغمضى عينيك أغمضت عينيها ولم تفتحهما الا عندما طلب منها ذلك ,ابتسمت بسعادة كبيره عندما وجدت أمامها باقه جميله من الزهور,وفشلت تماما فى السيطره على الحريق الذى شب فى وجنتيها وتسارع دقات قلبها..تناولت منه الباقه وهى تقول بارتباك : على ,أنا..أنا.. ابتلعت ريقها وتنهدت وهى تبتسم بحب وتقول : تستطيع بسهوله ادارة دفة المناقشات الى الوجهه التى تريدها وانا لسذاجتى ,أنصاع اليك متظاهره أنك استطعت خداعى قال بحب : ألم أقل لك أنك أفضل منى ,وأننى طفل كبير,نعم ,أنا طفل كبير أمسكت الزهور وقربتها من وجهها , لكنها صرخت فجأه عندما نفثت الزهور مسحوق أبيض غمر وجهها ,فصرخت بغضب : ما هذا ؟ ماذا فعلت بى أيها ال... ضحك قائلا : نياهاهاهاها..... لا تثقى ابدا بطفل كبير نياهاهاهاها .................................................. ...........
__________________ اشتاق لكل المنتدىhug1 وافتقد كل رفقاتي بالمنتدى ح1 من 2009 ياي0 |
#82
| ||
| ||
(15) فى المساء............. كان على منثنيا أمام خزانة ملابسه وهو منهمك فى البحث عن شئ ما ..فصاح مناديا وهو منهمك فى البحث : ساره ..ساره .أين منامتى ذات اللون اللبنى؟ جاءه صوتها قريبا : ماذا قلت؟ التفت نحو الباب ليعيد عليها السؤال ,لكنه توقف فجأه واعتدل واقفا وهو يتأملها بدهشة كبيره ,ثم وضع يديه فى خاصرته بغيظ فقد كانت واقفه فى مدخل الباب ,مسنده كتفها الى الباب وعاقده ساعديها باستهتار وهى تسأله ببساطه : هل وجدتها الآن؟؟ اقترب منها وهو يتأمل منامته وهى غارقه بداخلها وقال بغيظ : الله..الله..تتركين خزانة ملابسك مكدسة بالملابس ,وتغيرين على خزانة ملابسى !! ماذا يمكن أن أسمى هذا التصرف؟ هزت كتفيها وهى تقول : يمكنك أن تقول أننى مغرمه بذوقك فى اختيار الملابس والألوان هز رأسه وقال مداعبا: حسنا..قد أنتقم يوما وأغير على خزانة ملابسك وأرتدى احدى عباءاتك قالت بضحكه بطيئه : هأهأهأ..هل سترتديها فى اصبع قدمك؟ داعب انفها بأنامله وهو يقول : قلت لك من قبل لا أحد هنا غيرى يطلق الدعابات واعلمى انك قد تحتاجين لدروس مكثفه لإتقان الدعابات اقترب منها ونظر فى عينيها وهو يقول : أعلم جيدا انك لا تلقين الدعابات الا عندما تكونين قلقه ,اعترفى بسرعه ..ما الذى يقلقك؟ ولماذا ترتدين ملابسى كلما شعرت بالقلق؟ تنهدت بعمق وقالت مباشرة وكأنما كانت منتظره أن يسألها : لا أدرى ما سيفعلونه غدا عندما أعود الى المركز؟.لقد انتهت اجازتى ولابد أن أعود..أعتقد أنهم سيحشدون حشودهم ويعقدون اجتماعهم الإستثنائى,أقصد..صبرى ومارتن وسالم..لا أدرى ماذا سيكون قرارهم بشأنى؟ يفكر قليلا ثم يجذبها من يدها ويوقفها أمام المرآه الكبيره ويقف خلفها مباشرة ويهمس فى أذنها : انظرى أمامك,واسألى نفسك ..هل فعلت شيئا خطأ؟ هزت رأسها بالنفى قال : حسنا ..غدا عندما تجلسين أمامهم تذكرى جيدا انك لم ترتكبى أى خطأ,وهم لا يملكون الحق فى محاسبتك أو معاقبتك مد ذراعه اليمنى أمامه ,وأخذ يحرك يده أمامها بطريقه مسرحيه وهو يقول : اذا ما اجتمعوا ضدك ,فانظرى اليهم جيدا وابتسمى فأنت فى مسرح الحياه ,أتذكرين أليس فى بلاد العجائب؟كانت تتصرف بعقل وشجاعه رغم أن كل ما حولها كان يدعو الى الجنون شردت تماما مع كلماته التى بدأت تغزو عقلها وتشعرها بالأمان وعيناها مركزتان على يده اليمنى وهى تروح وتجئ أمامها وفجأه.....وقعت عيناها على يده اليسرى..واتسعتا بدهشه وانقلبت ملامحها الى الغضب..فقد شاهدت اصبعيه السبابه والوسطى يبرزان مفتوحين من خلف رأسها كقرنين..فانتزعت يده اليسرى من فوق رأسها ووضعتها بين أسنانها ,وعضته بغيظ .فأخذ يصرخ بصخب شديد : آآآآآه..آآآآآه واستطاع بصعوبه تخليص يده من بين أسنانها ,وانطلق يجرى خارج الحجره وهى خلفه تقذفه بكل ما تقع يدها عليه وهى تصرخ : سأريك أيها الماكر الخبيث..سأريك يا على أخذ يضحك بمرح ويقفز فوق الأثاث كالأطفال وهو يتفادى كل ما تقذفه به ويتقيه بيديه ,ثم رفع سماعة الهاتف وصرخ بطريقه تمثيليه : ألو ..مستشفى الأمراض العقليه ..انقذونى ..احضروا حالا,فهاهنا السيده التى أكلت ذراع زوجها وقفت متحفزه تنظر اليه بشراسه ,فألقى بسماعة الهاتف ووقف فى وضع المدافع مادا يديه أمامه وهو يقول بتوسل واستكانه : أرجوكى ...لن أفعلها ثانية ...أرجوكى.. وفجأه..... انهمر الضحك سيولا وفقدت تماما السيطرة عليه ,فسقطت على اقرب أريكه وانهمرت دموع عينيها من كثرة الضحك,وجلس على بجوارها يضحك أيضا بعد قليل ..بدءا يعودان الى الهدوء..فقالت وهى تمسح دموعها التى سالت : حقا .اصدق تماما اننى تزوجت من طفل كبير هتف بمرح : عجبا,ألا تحبين الأطفال؟ قالت بجديه : بالتأكيد , ولكن ليس فى الوقت الذى أحتاج فيه الى نصيحة صادقه أخذ نفس عميق وقال بجديه : أنت قلقه مما سيفعله بك الثلاثى المرعب ,أليس كذلك؟ هزت رأسها بقلق تنحنح قليلا ثم قال بهدوء : احم..حسنا,ماذا لو..تركت العمل؟ ..ماذا سيحدث وقتها؟ قالت باستنكار : أتريدنى ان اترك العمل الذى قضيت فيه ثلاث سنوات كامله وحققت فيه تلك المكانه ؟..مستحيل قال متبسما : ولكنى اثق تماما انه يمكنك النجاح فى اى مكان آخر كما نجحت فى هذا المكان,أتعلمين لماذا؟..لأنك شخصيه ناجحه صنعت نجاحك بنفسك صمتت قليلا تتأمله وتسترجع كلماته فى رأسها ثم قالت : ولكنى أحب عملى فى المركز ولا أريدأن أتركه قال ببساطه : وهم كذلك لا يريدون ,هل تعتقدى ان بامكانهم أن يحصلوا على فتاه أخرى فى مثل خبرتك ومهارتك وذكائك؟ قالت بضيق : نعم, سيأتون بليلى حسن لتأخذ مكانى التفتت اليه وقالت : ألن تحزن ان فقدت عملك الذى تحبه؟ تأملها بصمت ثم قال : بالتأكيد سأحزن وسأغضب ايضا ..فأنا بشر..ولكن بعد ان أهدأ سأقول لنفسى أنها ليست نهاية العالم وان الله اذا اغلق بابا للرزق يفتح بدلا منه ابوابا وان النجاح لا يقتصر على مكان واحد..أتعلمين ان تخصصك وثقافتك ولغتك وخبراتك يؤهلونك للعمل فى ارقى الوظائف وافضلها هنا فى مصر؟؟ قالت : أرجوك لا تفهم كلامى خطأ فالأمر لا يتعلق بالمكانه والمنصب بقدر ما يتعلق بحبى لطبيعة العمل نفسه وتمسكى به..ففى منصبى هذا أخدم قطاع عريض من المجتمع , لقد قام المركز بعمل مبادرات ومشروعات كثيره لخدمة الكثير من فئات المجتمع مثل مشروع رعاية الأم العائل الوحيد..مشروع مناهضة العنف ضد المرأه..مشروع تحسين الاحوال الماديه والثقافيه للمتطوعين فى الجيش وأسرهم وغيرها كثير.. التفت اليها على باهتمام كبير وعقد حاجبيه وقال بدهشه : وما علاقة المركز بالمتطوعين فى الجيش؟ قالت وقد ظهر الحماس على وجهها : ان مشروعات المركز قامت لخدمة الناس ومحاولة رفع المعاناه عنهم ..لقد قمت بدراسه شامله لأحوال الشباب الصغير الذى يتطوع فى الجيش .فوجدت ان اغلبهم يتطوع لأنه عاطل أو لإحتياجه الشديد للمال أو لأنه رب اسره ويريد مرتب يضمن له عيشة مستقره.وبعد ان قمنا بالدراسه .وضعناها امام المسؤلين ,كانت النتيجه انهم امروا بزيادة المرتبات للمجندين المتطوعين ومراعاة احوالهم الماديه وظروفهم الإجتماعيه ..لن تتخيل مدى سعادتى وقتها بذلك الإنجاز الكبير,لقد كانت فيهم حالات تمزق القلوب,لو رأيت السعاده والفرح فى وجوههم عندما علموا بقرار زيادة المرتبات ما كنت قلت ذلك هز رأسه بصمت ثم قال بعد فتره : انت تحبين عملك ما المشكله اذا ؟ قالت بعد تردد : ماذا ..ماذا لو..لو..خيرونى بين استمرارى فى العمل ولبس الحجاب؟ اختفت ابتسامته تماما ومال وجهه الى التجهم وظل يتأملها بصمت ثقيل حتى قال أخيرا وبهدوء : الحقيقه اننى لا أدرى ما وجه التعارض بين طبيعة عملك والحجاب؟ ولكن دعينى اسألك,هل تتخلين عن حجابك وطاعتك لربك من أجل استمرارك فى العمل؟مهما بلغت اهمية ذلك العمل او مدى حبك له؟ هتفت بحماس : العمل ايضا عباده ,أليس كذلك؟كما اننى اخدم الكثير من الناس واساعدهم,أليس هذا هدف نبيل؟ ظل صامتا يتأملها واكتست ملامحه بمزيج غريب من الحزن والإحباط والضيق ,ثم قال بهدوء يحمل بين ثناياه لوم وعتاب كبير: ولكنك بهذا تكونى قد خالفت أحد الشروط الأساسيه للعقد الذى بيننا قالت بدهشه : على, ان ما بيننا هو زواج وحياه وحب وليس مجرد عقد أو ورقه يوقعها كل منا أمام المأذون سألها : أتعلمين ماذا نطلق على الزواج فى جماعتنا؟ نظرت اليه نظره لائمه فقال مصححا : أقصد ماذا يسمى القرآن الزواج؟..يسميه ميثاق غليظ .أى عقد شديد الإرتباط.لا يجوز فسخه أو العبث بشروطه وانت وافقت من البدايه على شروط العقد,أليس كذلك قالت برجاء : على ,أرجوك ,لا تضع العقده فى المنشار,هل ستجبرنى أن أفعل شئ رغما عنى؟ ادار وجهه وعقد حاجبيه وظهر على وجهه خيبة الامل وهو يقول : لا يا عزيزتى,لا يمكننى اكراهك على فعل اى شئ,ولكنى فقط أذكرك,عندما وقعت عقد عملك كنت تعلمين ان هناك لائحه وشروط لهذا العمل لابد من احترامها وتنفيذها ,كما تعلمين انك لو خالفت اى من هذه اللائحه يحق لصاحب العمل فسخ العقد الزواج ايضا عقد بين شريكين اذا خالف احدهما شروط العقد يحق للشريك الآخرالمطالبه بفسخ العقد عقدت حاجبيها وظهر على وجهها أثر الصدمه وألقت اليه بنظره متألمه من قسوة كلماته لكنه نهض من مكانه وهو يقول : الكره الآِن فى ملعبك ولك مطلق الحريه فى الإختيار ولك ان تستمرى فى عملك طالما ان هذا العمل لا يتعارض مع شروط زواجنا .أنا لا أجبرك على شئ, وكما وعدتك ان شعرت فى وقت من الأوقات بأنك لن تستطيعى تحملى أو تحمل طريقتى فى الحياه فسأعطيك حريتك بمجرد أن تطلبيها بلسانك استدار مغادرا الى غرفته وأغلق بابها خلفه وزفر بضيق شديد ثم وقف أمام النافذه شاردا حتى شعر بأناملها تطرق كتفه وبصوتها الرقيق يصافح أذنه وهى تقول : اطمئن, أنا أيضا أحب أن أفى بوعدى ولن أخالف شروط الميثاق الذى بيننا .سأظل محتفظه بحجابى على الرغم من أنوفهم جميعا التفت اليها بكل جوارحه فوجدها تبتسم له فبادلها الإبتسام وقد بدا يظهر فى عينيه شئ من الراحه والهدوء فقال بحنان كبير : وماذا ..وماذا ...عن الصلاه ؟هل نعتبرها من شروط العقد؟ أطرقت برأسها قليلا ثم نظرت اليه وقالت بتوسل : الا ترى انك تتعجل الأمور كثيرا؟ اختفت ابتسامته وحل الحزن مكانها ولاح فى عينيه التأثر وأدار وجهه الى النافذه وهو يقول : ربما , ولكنى أخشى أن يسبقنى من هو أكثر عجلة منى قالت بتساؤل : من؟ نظر اليها ثم قال بعد صمت : الموت ارتجف قلبها بشده ولم تستطع أن تتكلم __________________
__________________ اشتاق لكل المنتدىhug1 وافتقد كل رفقاتي بالمنتدى ح1 من 2009 ياي0 |
#83
| ||
| ||
(16) لأول مره تشعر ساره بالتردد وهى تصعد الدرجات القليله لمدخل المركز وبمجرد ان عبرت الباب الرئيسى حتى أخذت نفس عميق ورفعت رأسها وارتدت ثوب الشجاعه لتخفى خلف خطواتها الواثقه قلبا يمتلئ بالقلق والتوتر عندما شعرت ان كل العيون تلاحقها دهشة وعجبا وكأنها كائن غريب هبط من الفضاء حاولت قدر ما تستطيع السيطرة على قلقها وهى تلقى التحيه وتبتسم لكل من تقابله وهى فى طريقها الى مكتبها وأخيرا وصلت الى مكتبها فدخلت واغلقت بابه وكأنها تحتمى خلفه من نظرات العجب والإستهجان جلست الى مكتبها وبدأت تمارس عملها حتى حانت اللحظه التى كانت ترتقبها, وقام الدكتور صبرى باستدعائها الى مكتبه, اتجهت مباشرة وبخطوات سريعه الى مكتب الدكتور صبرى حتى وصلت الى مكتب السكرتيره فحيتها قائله : هاى ماجى..افتقدتك كثيرا .. عدلت ماجى من نظارتها وهى تتأمل ساره بدهشة كبيره فتجاهلت ساره نظراتها وتجاوزتها مباشرة الى مكتب الدكتور صبرى. وبمجرد ان أغلقت الباب خلفها رفعت ماجى سماعة الهاتف وطلبت رقما ثم قالت باهتمام : لقد وصلت للتو..المفاجأه أكبر مما كنت أتوقع..لم أصدق الا عندما رأيتها بعينى .............................................. هتف الدكتور صبرى بغضب شديد : لا ..لايمكن ان اتقبل هذا الأمر أدارت ساره عينيها تتأمل لجنة التحقيق المكونه من أكبر ثلاثة رؤوس فى المركز ..صبرى ومارتن وسالم كان الثلاثه يجلسون الى منضدة الإجتماعات متجاورين ..وساره تجلس وحدها فى الجهه المقابله لهم قالت بهدوء وهى تحاول رسم الثقه والثبات فوق ملامحها : لا أدرى ما الذى يغضبكم هكذا؟ أهو زواجى ام مظهرى الجديد دكتور صبرى بانفعال : الإثنين ..لماذا لم تخبرينى قبل ان تقدمى على تلك التصرفات؟ قالت ببرود : أظن أن الأمر شخصى تماما ولا دخل للمركز فيه هتف دكتور صبرى بغضب : شخصى !! أتتغيبين كل هذه المده عن عملك وتعودين بذلك المنظر الغريب وتقولين شخصى؟ قالت بهدوء وهى تحاول بقوه السيطره على انفعالها : لقد كنت فى اجازه وانت بنفسك سمحت لى بها أما ما ألبسه فهو شئ يخصنى وحدى طالما انه لا يعوقنى عن القيام بعملى..وطالما اننى اقوم بعملى على اكمل وجه فلا يحق لكم التدخل فى حياتى الشخصيه كانت الثقه تقطر من كلماتها الا انها من داخلها كانت فى قمة التوتر قال الدكتور سالم : فى نظرى انك ارتكبت خطأين ..... بدأت ساره تهز ساقها اسفل المنضده بتوتر وهى تستمع اليه محاوله التماسك والسيطرة على اعصابها حتى سمعت صوت المحمول الذى تضعه فى جيبها ينذرها بتلقى رساله ,فمدت يدها فى جيب العباءه ونظراتها مركزه على الثلاثه الذين أمامها وسالم وهو يلقى محاضرته التى شردعقلها عنها وهى تمسك بالمحمول أسفل المنضده وتفتح الرساله خفضت عينيها لتنظر الى المحمول وتتأمل الرساله فوجدت امامها صوره متحركه كرتونيه لثلاث شخصيات مضحكه تتقافز بطريقه غريبه وتقوم بحركات بهلوانيه ذكرتها على الفور بكلمات على أمس وهو يقول لها ..كونى شجاعه مثل أليس فى بلاد العجائب رفعت عينيها وتأملت سالم ومارتن وصبرى ثم عادت تتأمل الرساله فهربت من بين شفتيها ابتسامه كادت ان تفلت ضاحكه لولا أنها أمسكت أسنانها جيدا..مطت شفتاها ولمعت عيناها بقوه وأغلقت الرساله وأعادت هاتفها الى مكانه وعادت تستمع الى آخر كلمات من محاضرة اللوم والعتاب التى يلقيها سالم : أظن أننا قد أوضحنا رأينا ..وأننا لن نقبل ابدا بتلك التصرفات هنا..والآن ,ما رأيك فيما سمعتيه؟ تأملت الثلاثه بصمت فقفزت الى رأسها الصوره الكرتونيه من جديد فحاولت جاهده السيطرة على رغبتها العارمه فى الضحك.. فسعلت قليلا ثم تنحنحت وقالت : أعتقد أن..احم..أعتقد أن هذا الأمر..احم.. كانت تحاول باستماته كتمان ضحكها الذى يوشك على الإنفجار, فتنحنحت مجددا وقالت : أعتقد أن الأمر كله مجرد..مجرد.. اندفعت الصوره الكرتونيه مرة أخرى الى رأسها ففقدت تماما السيطرة على الضحك وهى تكمل : مجرد...مجرد..مسرحيه هزليه هاهاهاهاها أخذت تضحك بشده وهى تقول : هاهاهاها انها نكته..محض نكته..هاهاهاهاها لم يستطع الثلاثه النطق من شدة الذهول الذى اعتراهم وهم ينظرون اليها متعجبين من تصرفاتها الغريبه قالت من بين ضحكاتها : انظروا الى أنفسكم ..هاهاها..أنتم تجتمعون هنا من أجل ماذا؟ هاهاها. غطت وجهها بيديها وهى تضحك بشده وتقول : يا لها من مسرحيه هزلية بدأت تهدأ قليلا ,فأخذت نفس عميق ونظرت الى الثلاثه المشدوهين ونهضت واقفه وقالت بثقه وبابتسامة كبيره : والآن أيها الساده..أنا مقتنعه تماما أننى لم أرتكب اى خطأ يمكن ان تحاسبونى عليه ..وكل ما تتحدثون عنه هو من صميم حريتى الشخصيه ولا دخل لكم بها...فافعلوا ما تريدون..ولحين صدور قراركم بشأنى فأنا فى مكتبى أمارس عملى تأملتهم مليا وشعرت ان الضحك سيعاودها من جديد فقالت بتهكم قاتل وهى تبدل نظراتها بينهم : وداعا ...سيد توديل دى , وسيد توديل دم , وسيد..هامتى دومتى تفجرت ضحكاتها أشد هذه المره فتركتهم ذاهلين وانطلقت تجرى الى مكتبها عابره من أمام ماجى التى وقفت تنظر اليها بذهول وبمجرد أن دخلت مكتبها وأغلقته بالمفتاح , ارتمت على الأريكه وأخرجت المحمول من جيب عباءتها وهى مسترسله فى الضحك , وأعادت فتح الرساله التى أرسلها اليها على من جديد وأخذت تتأمل الأشكال الكرتونيه الثلاث المضحكه وأخذت تضحك وتضحك حتى دمعت عيناها وهى تهز رأسها و تقول بحنين : أنت مجنون ..مجنون أيها الطفل الكبير ذو اللحية السوداء واندفعت تقبل الصوره بسعادة بالغه وهى تشعر بثقة وقوة وهدوء كبير فتنهدت براحه وشردت عيناها بعيدا وهى تقول : ترى, أين أنت الآن , وماذا تفعل؟ .................................................. . كان على يجلس فى مكتب صديقه القديم مصطفى البندارى وأمامه كوب كبير من عصير البرتقال الطازج لم يمس وبداخله بركان هائل من القلق أخذ على يتأمل مصطفى بصمت متعجبا وهو يتناول افطاره ويأكل الشطائر بهدوء مستفز ولم يبدو عليه اى أثر او انفعال بكل ما قاله على وهويتحدث اليه بمنتهى الجدية والقلق فقال مصطفى بهدوء وهو يلوك قطعة من الشطيرة فى فمه : كما انت تماما ..لم ولن تتغير ....حتى السنوات الطوال لم تنجح فى تغييرك..مازالت الثعابين تلعب فى رأسك..ومازلت اسيرا لنظرية المؤامره قال على بانفعال وهو يرفع سبابته فى وجه مصطفى : مصطفى..أنا لا أتوهم ولست مريضا..أنا أقص عليك وقائع وأحداث حقيقيه حكتها لى بلسانها قال مصطفى بابتسامة هادئه : ياصديقى هذه المراكز تمتلئ بها البلاد العربيه ولها فروع فى كل أنحاء العالم وأنشطتها معروفه وواضحه للجميع..ربما تكون لها انشطه لا تتفق مع تفكيرك ومعتقداتك ,لكنها لا تشكل مثل هذا الخطر الذى تتوهمه قد يكون الإنفتاح على العالم والتبادل الثقافى له عيوبه, ولكن ايضا له مميزات كبيره..كما ان له علاقه وثيقه بالمنح والإتفاقيات الإقتصاديه .. لن اشرح لك فأنت تفهم ذلك جيدا الأمر شديد التعقيد, وأعلم ان هذا لن يعجبك , ولكن هذه هى طبيعة الحياة والعالم هذه الأيام أمسك زجاجة المياه الغازيه ذات الماركة المشهوره ورفعها امام وجه على المتجهم بشده وقال ببساطه : أعلم انك لا تشرب مياه غازيه من هذا النوع لأن لك موقف معين منها وليس معنى اننى اشربها أو أختلف معك فى موقفك أننى وقعت ضحيه لخدعه كبرى أو على وشك السقوط فى البئر..انه فقط اختلاف فى وجهة نظر كل منا للأمور تأمله على مليا وهو يشرب المياه الغازيه وقال : ولكن قد يكون بشربك لها مخاطره غير محسوبة العواقب وكل قطره تنزل فى جوفك قد تدفع اكثر بكثير من ثمنها وانت لا تدرى ابتسم مصطفى بمكر ومال على مكتبه مقتربا منه وضاقت عيناه وهو يقول : اذا كنت مهتما بالأمر لهذه الدرجه وتحاول الإصلاح ما استطعت فلماذا رفضت العمل معى عندما عرضته عليك منذ سنوات؟..هل غيرت رأيك أخيرا؟؟ هل اخترعت تلك القصة العريضه لتقنعنى ان اتوسط لك لدى رؤسائى لتعمل هنا؟ هتف على بغضب ..لم ولن أغير رأيى..ولم آت الى هنا لأحصل على وظيفه..أنا فقط اقوم بواجبى وأبلغك بشكوكى عاد مصطفى الى الوراء وهز رأسه بأسف وهو يقول : ياللخساره .. مازلت تحمل داخل رأسك حجر صوان, وأنا مازلت عند رأيى ذكائك واخلاصك الشديد وسرعة بديهتك وحسك الأمنى الغير عادى مكسب كبير لهذا المكان قال ضاحكا وهو يستعيد ذكريات قديمه : مازلت اذكر عندما كنا معا فى الجيش ولم يستطع احد اكتشاف اللص سارق التموين ولكنك فى ليلة واحده وبخطه شديدة الدهاء استطعت الإيقاع به بمنتهى البساطه..وكانت مفاجأه مذهله عندما اكتشفنا ان الصول حنفى الذى لم يستطع احد ان يشك فيه مجرد الشك هو نفسه لص التموين استغرق فى الضحك وهو يقول : لقد كانت اياما رائعه..كنت اراك دائما شخصيه مميزه فى كل شئ.حتى فى مشيتك العسكريه..وهذا ما جعل اللواء شوقى عامر يختارك دونا عن سائر الكتيبه لتحمل العلم رغم انك كنت تقضى جيشك كضابط احتياط انتفض على وقال بانفعال : لم آت الى هنا لنتذكر معا الأيام الخوالى ..لقد أتيت فقط لأخبرك بالمعلومات التى عرفتها من زوجتى ..انها هناك تعمل فى منصب كبير مصطفى بهدوء : يا صديقى ان كل ما قلته لى لا يمثل اى خطر..بل هو من أنشطة تلك النوعيه من المراكز واعلم ان هذه المراكز خضعت للرقابه وهى لا تقوم بأى أنشطه مريبه هتف على بغضب :ِ وماذا عن ابحاثها عن الجنود المتطوعين؟ وزياراتها للمواقع العسكريه.؟ مصطفى : قلت لك ان هذه المراكز لا تقوم بأى انشطه مريبه فى الخفاء ضحك على ضحكه قصيره متهكمه وقال بمراره : الا يكفى ما يقومون به فى العلن؟؟ قال بأسف وهو ينهض راحلا : يبدو اننى أخطأت..كنت أظن اننى سأجد هنا من يساعدنى ويحمى زوجتى أخذ مصطفى يكمل طعامه وهو يقول بهدوء : اطمئن يا صديقى.. فلو كان هناك ما يريب بالتأكيد سأساعدك. ولتأت الىّ فى أى وقت شئت,على الرحب والسعه قال على بسخريه : دع عنكم هذا الأمر ..زوجتى أنا كفيل بحمايتها , وتذكر جيدا اننى أتيت اليك و حذرتك خرج على وأغلق الباب خلفه وهز مصطفى رأسه بعجب ورفع زجاجة المياه الغازيه الى فمه وأخذ يشرب منها عندما فتح على الباب من جديد وقال : نسيت ان اخبرك ان والد زوجتى لواء فى الدفاع الجوى أغلق الباب بسرعه وانتفض جسد مصطفى وسعل بشده عندما توقفت المياه الغازيه فى حلقه ..ألقى بالزجاجة من يده وقفز من خلف مكتبه وهو يسعل , وجرى بسرعه ليفتح الباب وينادى بأعلى صوته : على كان على قد وصل الى آخر الممر ومد رجله لينزل السلم عندما لحق به مصطفى وأمسك بذراعه وهو يهتف مناديا : على انتظر صرخ على بغضب : ماذا تريد الآن؟ مصطفى : تعالى لنكمل حديثنا فى المكتب عاد معه على الى مكتبه وهو يزفر بضيق والغضب يكسو ملامحه وبمجرد أن جلس الى الكرسى المقابل له هتف بضيق متهكم : ماذا تريد؟..أليس الأمر بسيط؟ انه مجرد اوهام وخيالات مريضه لرجل أسير لنظرية المؤامره؟ قال مصطفى بجديه : لماذا لم تخبرنى من البدايه أن زوجتك ابنة لواء فى الجيش؟ على بضيق : وهل كان هذا ليغير من الأمر شئ؟ ماذا لو كانت فتاة عاديه؟؟ماذا لو كانت أختى مثلا هل كانت ستحظى باهتمامك؟ قال مصطفى بهدوء : لو كانت اختك ..لما كانت فى دائرة الخطر .ولما صار حولها اى شك هؤلاء الفتيات قدرهن ان يكن مركز استهداف من الأعداء بسبب وظائف آباءهن الحساسه تنهد مصطفى بقوة وقال : دعك من كل هذا, وأخبرنى بقصة زوجتك من البدايه وبكل تفاصيلها ..وما الذى يثير شكوكك بالتحديد نظر على اليه بضيق شديد وزفر بقوه وبدأ يحكى قصته مع ساره من البدايه
__________________ اشتاق لكل المنتدىhug1 وافتقد كل رفقاتي بالمنتدى ح1 من 2009 ياي0 |
#84
| ||
| ||
(17) استمع مصطفى باهتمام شديد الى على وهو يحكى وبعد أن انتهى ظل صامتا يفكر بعمق حتى قال أخيرا : لا أستطيع أن أجزم الآن ان كان ما تفكر فيه صحيحا أم لا..الموضوع يحتاج الى بحث ومعلومات أكثر قال على : ولكن , ما هى انطباعاتك عما حكيته لك؟ زفر مصطفى وقال بهدوء : بالتأكيد هناك شئ مريب فى الأمر ..الإدمان ,زياراتها المتكرره للمواقع العسكريه , أبحاثها عن الجنود وأسرهم , سفرها الى أمريكا فى مواعيد محدده , عدم استقرارها فى مصر...ربما... ضاقت عينا على وقال يستحثه ليكمل : ربما ماذا ؟ مصطفى : لا شئ ..مجرد خاطر على باصرار : أفصح عما فى رأسك قال مصطفى بعد تردد كبير : انه أحد الإحتمالات التى يجب أن نضعها فى اعتبارنا ..ربما...ربما..كانت تعمل معهم نظر اليه على بصمت وتغير لون وجهه ثم هب واقفا فجأه وفتح باب المكتب بعصبيه وهم بالرحيل..لولا أن لحقه مصطفى بسرعه وأمسك بذراعه ليمنعه وهتف قائلا : لا تكن عصبيا هكذا, انه مجرد احتمال , ولا يجب ان نغفل اى احتمال حتى لو كان صغيرا دفع على يده بعصبيه شديده وهتف بغضب : لم آت اليك لتضع حبل المشنقة حول رقبتها, بل لتنقذها وتنقذ عشرات الفتيات أمثالها من تلك المصيدة الرهيبه سأله مصطفى مباشرة : لهذا رفضت ان تحكى لى اى شئ عن زوجتك وما حدث لها من البدايه؟؟ واكتفيت بما سمعته منها عن نشاط المركز ..أليس كذلك؟ هتف على بغضب : لأننى كنت اتوقع تماما ردك, تأكد انها لا علاقة لها بتلك الممارسات المشبوهه..انها احدى الضحايا, لقد قاموا بعمل غسيل مخ لها وأوهموها بمعلومات وقصص وروايات كلها خطأ , كانوا يعاملونها كفأر تجارب.. ووضعوها تحت اعينهم فى مكان كما لو كان معمل تجارب أو حضّانه .لاترى فيه ولا تسمع الا ما يقومون هم ببثه فى رأسها, حتى زياراتها الى المعتقلات والسجون ,كانت كلها زيارات مقننه ومدروسه ومعده سابقا, كما اخبرتنى انهم عالجوها نفسيا عن طريق اجهزه حديثه وعقارات وادويه هى نفسها لا تدرى ما كنهها والآن ليس لدى ادنى شك فى انهم تسببوا فى سقوطها فى الإدمان وبعد كل هذا تتهمها بأنها تعمل معهم؟؟ مصطفى بهدوء : حتى لو كان احتمال تورطها واحد فى المليون لا يجب ان نغفله , الأمر ليس بهين,بل يتعلق بمصير ومستقبل بلد ولا يمكن ان اسمح بأدنى قدر من الخطأ, لا أريد استباق الأحداث ولكننا لا نعلم مدى علمها بالأمر , هل من المعقول انها لا تعلم اى شئ وهى فى هذا المنصب الكبير؟ هنا وفى المركز الرئيسى فى نيويورك ارتمى على على الكرسى وهز رأسه بصدمه : لا .مستحيل, أنا متأكد انها لا تعلم أى شئ . انها ضحيه جلس مصطفى امامه وقال بهدوء : وأنا أصدقك ..وحتى نتأكد من ذلك فستضطر مكرها أن تقبل بما كنت ترفضه نظر على فى وجهه ولم تعجبه تلك النظره التى رآها فى عينيه ,فهز رأسه رافضا بقوه وقال باصرار : لا , مستحيل, انس هذا الأمر تماما , مصطفى بدهشه : ألا تريد ان تحمى زوجتك وتؤدى خدمه لبلدك؟ هتف على بغضب : أنا اعلم تماما واجبى تجاه بلدى, كما اعلم اننى لا أصلح ابدا لذلك العمل , ولم ولن افكر يوما فى العمل معك مصطفى بهدوء : لماذا؟ صمت على قليلا وهو ينظر فى عينيه ثم قال : لنقل اننى شخص مريض لديه ازمة ثقه يعقد مصطفى حاجبيه وهو يقول بدهشه : ألا تثق بى؟ على يزفر بضيق : ليس انت ..ولكن قل ان لدى مشاكل نفسيه وعقد تجاه المنظومه الأمنيه عموما , كما اننى لا أتقبل الأوامر ابدا , قل أننى متطرف . متشدد . متعصب دينيا . شردت عيناه بعيدا ولاح فيهما بعض الحزن وهو يكمل : أو سيكوباتى كما يقول البعض ضحك مصطفى ضحكه قصيره متعجبه وهو يقول : لم؟ ..هل كانت والدتك تخيفك من العسكرى وانت صغير؟ على يمط شفتيه ويقول بجديه مغلفه بالضيق : الأمر أكبر بكثير فلا زالت رأسى تحمل ذكريات لقصص قديمه وصور خياليه عن فترة فساد ومحاكمات وهزيمه ونكسه واستغلال للسلطات ومراكز القوى انتفض مصطفى هاتفا بغضب : على , لقد انتهت تلك الفتره تماما ولن تعود ابدا هل تفهم؟ هز على رأسه وقال بهدوء : حسنا ..أنا أصدقك , ومع ذلك لا يمكننى ان اعمل معك, كما لن اقبل ابدا بانزلاق زوجتى فى ذلك العمل..يكفى ما لاقته منهم حتى الآن, ولن تستطيع اقناعى بعكس ذلك تحول صوته الى لهجه انذاريه تحمل غضبا خفيا وهو يقول : وابتعد تماما عن زوجتى, وان اردت منها اى معلومات فعن طريقى وفى وجودى..هل تفهم هذا؟ زفر مصطفى بقوه وهز رأسه وقال : أعلم تماما أنك شديد الغيره ..ولكن مصلحة الوطن.. قاطعه على بحده : لا تزايد على حبى لبلدى..أنا أحب هذا البلد وأخاف عليه . وأخاف أكثر على حرماته فأغلق المناقشه فى هذا الأمر ولا تدعنى اشعر بالندم لأننى لجأت اليك, هل تفهم؟ زفر مصطفى بضيق ..ثم استعاد هدوءه وقال بعد صمت : الحديث فى تلك الأمور لا جدوى منه الآن..مازلنا لا نعرف ماهى حقيقة نشاط ذلك المركز, فربما كنا مخطئين فى تصوراتنا دع لى هذا الموضوع يومين فقط , وسأخبرك بما سنفعله فيما بعد ولكن , أيا كانت النتيجه فلا تأتى الى مكتبى مرة أخرى, وعندما أصل الى أى معلومات ,سأتصل انا بك ..اتفقنا؟ ولا تخبر زوجتك ابدا بأى شئ هتف على بضيق : لماذا يقول لى الجميع ذلك؟
__________________ اشتاق لكل المنتدىhug1 وافتقد كل رفقاتي بالمنتدى ح1 من 2009 ياي0 |
#85
| ||
| ||
(18) دخل على الى المنزل ولكن هذه المره كان مختلفا, كان هادئا على غير عادته ,سلم على زوجته بفتور ودخل حجرته ليغير ملابسه وهو شارد تماما وبمجرد ان فتح خزانة ملابسه سقط فوق رأسه كيس مملوء بمسحوق ابيض أغرق شعره ووجهه ولحيته فتحت ساره الباب فجأه وهى تلوح بقبضتها فى الهواء بحماس وتهتف بمرح صاخب : ياااااااا......... أخذت تضحك وهى تقول بسعاده : هذه المره فاجأتك حقا.. اقترب منها ببطء وهو يعض على شفتيه بغيظ وأمسك بذراعها ولواها خلف ظهرها برفق مما جعلها تتأوه بدلال وساقها أمامه الى المرآه وهو يقول مشيرا الى وجهه المغرق بالمسحوق الأبيض : كيف تجرؤين على ذلك؟ أصبحت أشبه بابا نويل قالت وهى تضحك بمرح : لقد أصبحت أكثر وسامه ..أنت تستحقها ..حقا تستحقها ترك ذراعها فالتفتت اليه وقالت بدهشه : ما بك يا على؟ أنت مختلف اليوم قال بهدوء : لا شئ..فقط بعض المشاكل الخاصه بالعمل قالت بسعاده : لم تسألنى عما حدث اليوم فى المركز أدار وجهه باتجاه الحمام وتناول المنشفه وهو يقول : ماذا فعلت أليس فى بلاد العجائب؟ ضحكت بسعاده وهى تقول : لقد أرسلت الرساله فى الوقت الحاسم..ليتك رأيت وجوههم كان يجب ان أصورهم بكاميرا المحمول...لأول مره يتخلى صبرى عن بروده ..وسالم,كاد يفقد عقله..أما مارتن فلم يفتح فمه أبدا تنهدت براحه وهى تقول : لولا مساندتك لى ما استطعت مواجهتهم وحدى أخذ يتأملها بشرود وصمت وهى تكاد أن تقفز من السعاده كالأطفال قال مباشرة وهو يتجه صوب الحمام : استعدى ,فسنذهب الليلة الى مركز الأشعه لعمل الأشعه التى طلبها الدكتور عبد الرحيم سألته بدهشه : وهل هناك داعى لذلك؟ لقد أصبحت فى خير حال قال باقتضاب منهيا الحوار : انها اوامر الطبيب استلم على صورة الأشعه وذهب بها الى الدكتور عبد الرحيم الذى تفحصها جيدا وابتسم قائلا : رائع ..كل شئ على ما يرام لم يعد هناك داع لأى علاج أو عقاقير التفت الى ساره وقال منذرا : وأنت..لا تستعملى أى دواء قبل أن تستشيرينى هيا..الى الخارج.لا أريد رؤية وجه أى منكما مرة ثانيه بقى على شاردا لعدة أيام ولم تكف ساره عن سؤاله عما به وهو لا يرد سوى باجابه واحده : مشاكل فى العمل وبعد اسبوع كامل...فوجئ بورقه على مكتبه ,كانت رساله من مصطفى البندارى يطلب فيها لقاءه وبها عنوان شقه,فذهب اليه مسرعا,وعندما وصل الى هناك ,وجده ينتظره فى الشقه ,فسأله بلهفه شديده : هل توصلت لشئ؟ صمت مصطفى,لكن نظراته كانت تقول أكثر من الكلام ضاقت عينا على بريبه وهو يسأله مجددا : ما الذى توصلت اليه؟ تنهد مصطفى وقال بعد تردد : على , يجب ان تساعدنا فالأمر جد خطير على بنفاذ صبر : لماذا لا تتكلم مباشرة؟ ماذا وجدت؟ مصطفى : لقد حدث تسريب للمعلومات فى كل الأماكن التى أخبرتنى أنها زارتها أصيب على بصدمه شديده,وظل صامتا للحظات,ثم قال باستنكار : وماذا يعنى هذا؟ قال مصطفى بهدوء : هناك احتمال كبير فى تورطها صرخ على بغضب : لماذا لا تتحدث بصراحه بدلا من تلك المناورات؟ مصطفى : لا أستطيع أن أجزم الآن ,’ لكن الأمر جد خطير فى البدايه, كان تركيزى على المركز ونشاطه وبعد بحث مكثف .أدركت انه نظيف تماما ولا شئ فيه يريب ونفس النتيجه جاءتنى من المعلوماتى التى تلقيتها عن المركز الرئيسى فى نيويورك , حتى الدكتور جيفرى باركلى , شخصيه عاديه تماما ولا غبار عليها , ولا يدور حوله اى شك ,وكاد الأمر يمر عاديا ,لولا..... اكمل عندما رأى اللهفه والتساؤل يطلان من عينى على بقوه : لولا معلومه صغيره اخبرتنى بها ,وكانت بمثابة مفتاح اللغز ,عندما أخبرتنى انها كانت تتلقى علاجا نفسيا اثر تعرضها لنوبات اكتئاب وان الطبيب المشرف على علاجها هو أحد أقرباء الدكتور باركلى..هذا الطبيب هو.... اتسعت عينا على وبدا على وجهه انه مستعد تماما لتلقى الصدمه , فلم يطيل عليه والقاها اليه مباشرة : هو أحد عملاء الموساد ارتمى على على الكرسى المجاور له بعد ان ادرك ان قدميه لن تستطيعان حمله من هول الصدمه وظل صامتا لمدة طويله وبعد ان بدأ يستعيد نفسه وبدأ عقله يعمل ثانية بعد ان توقف تماما ,خرج صوته من حنجرته متكسرا متقطعا وهو يقول ببطء : أتريد أن تقنعنى أن المرأه الوحيده التى سمحت لها ان تدخل حياتى وتمتلك قلبى جا.... لم يستطع ان يكمل,فقد جرفته سيول الألم فدفن وجهه بين كفيه واسند مرفقيه الى ركبتيه وضغط أسنانه بقوه حتى ان مصطفى سمع صريرهما فاقترب منه ووضع كفه على كتفه وقال بتعاطف أقدر تماما مشاعرك,لقد سقطت فى حبها ولكنها طعنتك فى قلبك طعنه نجلاء أتاه صوته ينذر بعاصفه توشك على الإنفجار : ليت الأمر فقط حبا..ولكنها زوجتى........زوجتى قال مصطفى بهدوء : لو كنت فى مكانك ... انتفض على بعنف وصرغ بغضب عارم : انت لست فى مكانى ولن تفهم ابدا مشاعرى ..انها...انها...انها زوجتى...زوجتى.. ضرب قبضته فى الحائط بعنف وهو يصرخ بغضب : لماذا..لماذا أنا ..لماذا تزوجتنى؟ قال مصطفى بهدوء : هناك أكثر من احتمال التفت اليه على بحده لكنه لم يتكلم فأكمل مصطفى : ربما تكون قد وقعت بالفعل فى حبك فأرادت ترك ذلك العمل وتلك الحياه لتبدأ معك حياة جديده ,وفى الغالب انها فعلت هذا رغما عنهم لذلك فهم يريدون سفرها بأى وسيله الإحتمال الثانى أن يكون كل هذا مدبر ومرتب بحيث تتخذ منك ساتر مناسب تتخفى خلفه ,وتقوم بعملها دون ان تتعرض لأى شك ولا... حــــــــــــــــقــــــــــــــيــــــــــــــره قاطعته صرخة غضب هائله من على وهو يلقى باحدى الزهريات التى كانت على المنضده الى الحائط بعنف لتتكسر الى قطع صغيره قبل ان تهوى ارضا نظر اليه مصطفى بدهشه فوجده يلهث وينتفض غضبا ,ثم جرى بخطوات سريعه الى باب الشقه فاستوقفه مصطفى : انتظر , يجب أن نتفق على ما ستفعله أمسكه من ذراعه وقال بلهجه آمره : لا تذهب اليها وانت فى هذه الحاله ,ولا ترتكب اى حماقات, لا أريدها ان تكتشف اى شئ دفع على يده بغضب وخرج صافعا الباب خلفه بقسوه ................................................ لم يفعل على فى حياته مافعله فى ذلك اليوم الكئيب قاد سيارته بسرعه متهوره وكأنما يفرغ غضبه فى عجلة القياده وبات وجهه شديد الإحمرار وعينيه زائغه وتفكيره مشلول تماما حتى انه لم يكن يدرى الى اين تقوده السياره وبينما هو غارق فى نوبة الغضب العاتى تلك ,سمع صوت هاتفه المحمول وعندما رأى رقم المتصل ,استشاط غضبا وأغلق هاتفه تماما وقذف به بعنف على الكرسى المجاور له ليرتطم بالباب الملاصق به ويسقط عليه وينزلق الى الدواسه , زاد على من سرعة السياره وهو يضغط اسنانه بغضب هائل حتى خرج من القاهره الى مكان بعيد خالى ليس به سوى رمال وتلال توقف اخيرا ..وخرج من السياره وأغلق بابها بعنف وسار بخطوات سريعه يضرب الأرض بقدميه وكأنه يفرغ فيها غضبه وقف وحيدا ينظر الى الأرض الصفراء الخاليه الشاسعه الممتده أمامه وأصوات كثيره تغزو رأسه وتملأ أذنيه : لا أدرى لم أشعر اننى على وشك الوقوع فى فخ لم يحظ بثقتى المطلقه فى هذا العالم سوى شخصين اثنين الثانى ,هو جيف..أقصد د.جيفرى باركلى جيفرى باركلى... جيفرى باركلى... جيفرى باركلى.. أعلم كل هذا بل واكثر منه ,عجبا..كيف فكرت ذلك التفكيرالأحمق؟ أمسك رأسه بكفيه بقوه ليوقف تلك الأصوات التى تكاد ان تفجر رأسه وفجأه تذكر شئ ما... فأغلق عينيه واعتصرهما بقوه ثم زفر زفرة حاره ومسح وجهه بكفيه وأخذ يستغفر الله بكل أحاديث الإستغفار التى يحفظها فى عقله وبعد نصف ساعه كامله لم يكف فيها لسانه عن الإستغفار ..بدأ يهدأ , وبدأ عقله يعود للعمل بالتدريج وحاول تنظيم أفكاره والتوصل الى حل للكارثه التى حلت به وأخذ يقلب الأمر على كل جنب حتى أعيته الحيل واستنفذ طرق التفكير تماما أخذ يقلب وجهه فى السماء ودموعه تترقرق فى عينيه ,وهو يتوسل الى الله بكل كيانه ويتذلل ويتضرع لم يدر كم بقى على هذه الحال الأليمه حتى شعر بالإنهاك الشديد ,فعاد يترنح الى حيث ترك سيارته واستند بكفيه اليها وهو يلهث وفى أذنيه تدوى عبارة لا تفارقه انت خائفه .تنتظرين انتقامى؟ متحفزه لما سيفعله ذلك المهووس المتعصب ذو اللحيه السوداء ! رفع رأسه وانتصب واقفا ,وفى عينيه ارتسم الشر قادحا ,وقال بصوت مخيف ينذر بعاصفة هوجاء : لقد أردت الإنتقام... لك ما أردت...........
__________________ اشتاق لكل المنتدىhug1 وافتقد كل رفقاتي بالمنتدى ح1 من 2009 ياي0 |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
![]() | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
ما قيل عن الرجل | MOHAMED X19 | الحياة الأسرية | 1 | 12-11-2010 07:50 PM |
المرأة التي يحبها الرجل | شهد22 | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 8 | 05-02-2009 01:38 PM |
عندما يبكى الرجل | pyramid2007 | الحياة الأسرية | 17 | 04-12-2009 01:27 PM |
فروق بين الرجل والمرأة | hanom | الحياة الأسرية | 3 | 08-11-2008 11:40 PM |
الرجل... | Love Cancer | آدم ~ | 2 | 06-22-2007 10:51 PM |