إمـــا موظـــف أو موظـــف - عيون العرب

**حمزه عمر** · #1 10-10-2009, 07:01 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

- الانتقاص من اهمية عمل المرأة ودورها في التنمية ، امر مستفز ، حتى وان كان الموضوع ''دردشة عالهوا '' اكد من خلالها كثيرون امتناعهم فيما لو كانوا اصحاب قرار عن توقيع كتب تعيين لموظفات! . . الاختيار ''إما موظف أو موظف '' هذا ما رجحه متصلون بالبرنامج ، قالوا بأنهم يفضلون تعيين موظفين وليس موظفات ، لأن الموظفة اقل اهتماما بعملها ، والبيت والاسرة يحتل الاولوية في اجندتها ، وهذا يعيق مصلحة العمل .
وفي اوصاف اقرب للهجاء ، قالوا بان الموظفة لاتجيد التفريق بين حياتها الخاصة والعمل، تخلط بين عملها ومشاكلها مع الزوج ومتاعبها في البيت ومناكفات الابناء ، واذا خرجت غاضبة من المنزل ، انعكس هذا سلبا على ادائها ، بل وان المرأة لاتأخذ العمل على محمل الجد بل للتسلية والثرثرة فيما المظف عكسها تماما..
ابرز المتصلين كان ''مدير شركة '' قال : في قرارة نفسي لا أميل لتعيين اي موظفة مهما كانت مؤهلاتها ، لكنني مضطر خوفا من اتهامات بالتخلف والتمييز ، فالمرأة لاتعطي العمل حقه ، بل تضع بيتها واسرتها بالمقام الاول ، وهذه حقيقة يراها الجميع بالعين المجردة ، فما أن تتعين الفتاة ، حتى تبدأ في خطوات تأمين مستقبلها ، تخطب ثم تتزوج وتبدأ في طلب الاجازات من اجل الحمل والوضع ، ويتوالى المسلسل اذا ما مرض الطفل واذا دعا الزوج اصحابه الى وليمة واذا..وإذا .. بينما الرجل الموظف نادرا ما يطلب اجازة لان زوجته متعبة او ابنه مريض مثلا ..
و لو تم توجيه هذا السؤال للسيدات حتما سيخترن موظفين وليس موظفات، لأنهن ينقلن همومهن ومشاكلهن مع الازواج والابناء الى العمل، ويهدرن الوقت كل يوم في الحديث عن الطبخ والموضة والزيارات ، فيما لا يأخذ العمل سوى هامش من اهتماماتهن، .بينما الرجل اكثر قدرة على الانضباط وتحمل ظروف العمل حتى اذا اقتضى الامر ساعات اضافية او السفر مثلا.
وقال '' نسيم'' لو كنت مديرا ، لاكتفيت بتعيين موظفين في المؤسسة من الرجال ، المرأة مخلوق عاطفي ، ولديها عدة أسباب تجعلها لاتؤدي عملها على اكمل وجه مثل الرجل ، منها ظروف الحمل والولادة ، بل وان المواضيع التي تتحدث بها مع زملائها لاعلاقة لها من قريب او بعيد بالعمل بل بالحياة الشخصية ، فتخرج الموظفين من اجواء العمل ، كما ان المرأة لاتتصرف بجدية او بشكل مساو للرجل ، تريد احراج رئيسها وزملائها في العمل للحصول على مكاسب ، لانها انثى ، اضافة الى ان التعامل مع الرجال يكون اسهل من حيث الحديث وحتى اختيار الكلمات ، فيما يبقى بوجود المرأة حذرا يختار مفرداته بدقة !..
ولم يختلف ما حكته '' سارا'' وقالت: من واقع تجاربي احبذ تعيين زملاء وليس زميلات ، فالتعامل معهم مريح اكثر تنتفي منه نظرات الحقد والغيرة التي تملآ قلوب النساء تجاه بعضهن البعض ، لكن هذا لايقلل من شأن المرأة الموظفة التي لاتقل جدارة وانتاجية وحرصا على العمل عن زميلها الرجل .
ما ذكره ''مدير الشركة '' يعكس رؤية القطاع الخاص كما يقول رئيس قسم الاجتماع بالجامعة الاهلية''د.عزمي منصور'' ، حيث الحرص على الانتاجية العالية واستثمار كل دقيقة من دوام الموظف ، اضافة الى النظرة الى الانثى ، فما يزال هناك التفاف على حقوقها برغم ان اجازات الامومة حق طبيعي كفله القانون ، لكن ما يلفت النظر حرص معظم المدراء على اختيار''أنثى'' في مهنة محددة هي ''السكرتيرة '' على ان تكون بمؤهل عال من الجمال دون التركيز على خبرتها في العمل ، كما ان المرأة ماتزال ضمن المفاهيم السائدة كما يضيف ''د.منصور '' تعتقد بانها منجزاتها وكل ما تحصل عليه او تفعله هو من الرجل ، ويجب ان ينال رضاه ، وهذا يؤكد عدم قدرة الحركات النسائية في فرض فكرها على المجتمع ، مما جعلها تتجه نحو اجندات غربية مشكوك في نواياها تركز على امور سطحية مثل الجندر وتأنيث اللغة بدل الخوض في العمق فيما يخص حقوق المرأة ، كما ان التنمية مع الأسف ماتزال ذلك المفهوم القاصر والضبابي والنظري ،او الترف الفكري اذا جاز التعبير، واذا كان الاتهام بهدر الوقت موجه للموظفات ، ترى الا يضيع الموظفون اوقات الدوام في احتساء القهوة وقراءة الصحف والزيارات ، لماذا يتم تجاهل النماذج الايجابية من النساء الموظفات والمبدعات في كل مجال .؟!.
وتعاني النساء االعاملات من صعوبات مختلفة اهمها عدم المساواة مع الرجل ، والقلق الوظيفي بسبب تركهن الابناء في البيت مما يجعل مردود عملهن ضعيفا بنظر الاخرين وكشفت دراسة اكاديمية مولتها جامعة لوند السويدية عن تدني مساهمة المرأة الاردنية في سوق العمل بسبب الموروث الاجتماعي والعادات والتقاليد والتشريعات ، اضافة لاسباب سياسية واقتصادية ، وبينت بأن من يعملن بشكل رسمي ''موظفات '' لايتجاوزن 11-15% ، فيما توجد نسبة عالية تنخرط في اعمال مختلفة كالزراعة وصالونات التجميل والاعمال التي تدار من المنازل كاعداد الاطعمة والخضار مثلا.
كريمان الكيالي