عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-16-2009, 05:28 PM
 
Thumbs up باب ما جاء في الرقى والتمائم-من تبرك بشجر -في الذبح لغير الله - الشرك النذر

8- باب ما جاء في الرقى والتمائم
أي من النهي وما ورد عن السلف في ذلك وبيان الجائز منها والممنوع.
في الصحيح عن أبي بشير الأنصاري رضي الله عنه «أنه كان مع رسول الله r في بعض أسفاره فأرسل رسولاً أن لا يبقين في رقبة بعير قلادة من وتر أو قلادة إلا قطعت» رواه البخاري ومسلم.
س: ما المقصود بالقلادة من الوتر وما هو الوتر وما معنى "أو" في قوله أو قلادة؟
جـ: المقصود بالقلادة هنا ما كان يصنعه أهل الجاهلية من التقليد بالأوتار والوتر أحد أوتار القوس وكان أهل الجاهلية إذا اخلولق الوتر أبدلوه بغيره وقلدوا به الدواب اعتقادًا منهم أنه يدفع عن الدابة العين فأبطله الإسلام.
ومعنى "أو" في قوله أو قلادة شك من الراوي لا يدري هل قال شيخه قلادة من وتر أو قال قلادة فقط.
س: ما الذي يفيد أمره r بقطع هذه القلائد؟
جـ: أفاد أنها منكر تجب إزالته وأكد ذلك بنون التوكيد الثقيلة في قوله لا يبقين.
س: ما مناسبة حديث أبي بشير للباب؟
جـ: هي أنه أفاد إنكار النبي r لهذه القلادة وأمره بإزالتها لأنها نوع من الشرك حيث صرف الاعتقاد إلى غير الله.
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله r يقول: «إن#
الرقى والتمائم والتولة شرك» رواه أحمد وأبو داود.

وعن عبد الله بن عكيم مرفوعًا «من تعلق شيئًا وكل إليه» رواه أحمد والترمذي.
س: عرف الرقى واذكر حكمها؟
جـ: الرقى جمع رقية وهي العوذة التي يرقى بها صاحب الآفة كالحمى والصرع وهي التي تسمى العزائم وهي نوعان جائزة وهي ما تجردت من الشرك واجتمع فيها شروط ثلاثة:
1-أن تكون باللسان العربي وما يعرف معناه.
2-أن تكون بكلام الله أو بأسمائه وصفاته أو بكلام رسوله.
3-أن يعتقد أن الرقية لا تؤثر بذاتها بل بتقدير الله وما سوى ذلك لا يجوز.
س: عرف التمائم وبين حكمها؟
جـ: التمائم جمع تميمة وهي ما يعلق على الأولاد من خرزات وتعاويذ وغيرها. يتقون بها العين فأبطلها الإسلام ونهى عنها وحرمها لأنه لا دافع إلا الله كما تقدم.
لكن يستثنى من ذلك إذا كان المعلق من القرآن فقد اختلف فيه العلماء فرخص فيه بعضهم وأجاز تعليقه، وبعضهم لم يرخص فيه وجعله من المنهي عنه وهو الصحيح لأمور ثلاثة:
1-عموم النهي عن تعليق التمائم ولا مخصص للعموم.
كونه ذريعة إلى تعليق ما ليس من القرآن فيفضي إلى عدم إنكارها.#
أن تعليق القرآن يكون سببًا في امتهانه فلابد أن يمتهنه المعلق بحمله في حال قضاء الحاجة والاستنجاء ونحو ذلك.

س: عرف التولة ولم كانت من الشرك؟
جـ: التولة شيء يصنعونه يزعمون أنه يحبب المرأة إلى زوجها والزوج إلى امرأته وهو نوع من السحر، وإنما كان من الشرك لما يراد به من جلب المنافع ودفع المضار من غير الله تعالى.
س: اذكر مناسبة حديث ابن مسعود للباب؟
جـ: هي أنه أفاد أن عمل هذه الأشياء والاعتقاد بها شرك.
س: اشرح قوله r: «من تعلق شيئًا وكل إليه»؟
جـ: التعلق يكون بالقلب ويكون بالفعل ويكون بهما معًا والمعنى أن من اعتمد على شيء في طلب خير أو دفع شر وكله الله إلى ذلك الشيء الذي اعتمد عليه.
وروى أحمد عن رويفع قال: قال لي رسول الله r«يا رويفع لعل الحياة ستطول بك فأخبر الناس أن من عقد لحيته أو تقلد وترًا أو استنجى برجيع دابة أو عظم فإن محمدًا بريء منه».
س: ما الذي يؤخذ من قوله لعل الحياة ستطول بك؟
جـ: فيه علم من أعلام النبوة فإن رويفعًا طالت حياته إلى سنة 56 ست وخمسين من الهجرة.
س: ما الذي يدل عليه قوله فأخبر الناس وهل هذا خاص برويفع؟
جـ: يدل على وجوب إخبار الناس وليس هذا خاص برويفع بل كل من#
عنده علم ليس عنده غيره مما يحتاج إليه الناس وجب إعلامهم به.
س: ما المراد بعقد اللحية؟
جـ: عقد اللحية يفسر على وجهين أحدهما ما كانوا يفعلونه في الحرب كانوا يعقدون لحاهم تكبرًا وذلك من زي بعض الأعاجم.
ثانيًا: معالجة الشعر ليتعقد ويتجعد وذلك من فعل أهل التأنيث.
ما المقصود بقوله تعلق وترًا وما حكم تعليق الوتر؟
جـ: أي جعله قلادة في عنقه أو عنق دابته وهو شرك حيث وجه الاعتقاد إلى غير الله.
س: ما المراد بقوله أو استنجى برجيع دابة أو عظم وما حكم الاستنجاء بهما؟
جـ: أي استجمر بالروث والعظم واستعمله في إزالة الخارج وهو محرم لتبرؤ النبي r ممن فعله ونهيه عنه.
س: ما الذي يؤخذ من قوله فإن محمدًا بريء منه؟
جـ: تحريم هذه الأشياء المذكورة في الحديث والوعيد على من فعلها.
س: ما هو الشاهد من حديث رويفع للباب؟
جـ: هو قوله أو تقلد وترًا.
وعن سعيد بن جبير قال: «من قطع تميمة من إنسان كان كعدل رقبة» رواه وكيع، وله عن إبراهيم قال: كانوا يكرهون التمائم كلها من القرآن وغير القرآن.#

س: ما معنى قول سعيد بن جبير وما الذي يؤخذ منه وما المقصود بالكراهة في قول إبراهيم النخعي كانوا يكرهون التمائم كلها، ومن أراد بهم؟
جـ: معنى قول سعيد أن من قطع تميمة من إنسان فله من الأجر مثل أجر من أعتق رقبة، ويؤخذ منه فضل قطع التمائم لأنها شرك والمقصود بالكراهة في قوله إبراهيم كراهة التحريم وأراد بذلك أصحاب عبد الله بن مسعود رضي الله عنهم أجمعين.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
***#


9- باب من تبرك بشجر أو حجر ونحوهما
كبقعة أو قبر فهو مشرك
س: ما معنى التبرك بالأحجار والأشجار وما حكمه؟
جـ: التبرك بها طلب البركة منها وهو شرك.
قال تعالى: }أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى* وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى{([1]).
س: ما المراد بهذه الأسماء المذكورة في الآية ولم سميت بذلك؟ اشرح الآية وبين مناسبتها للباب؟
جـ: اللات والعزى ومناة أسماء لأوثان كان المشركون يعبدونها في الجاهلية يقول الله تعالى أخبروني عن هذه الآلهة التي يعبدونها من دون الله هل نفعت أو ضرت حتى تكون شركاء لله تعالى.
أما اللات: على قراءة الآية بتخفيف التاء فهي صخرة بالطائف عليها بيت وأستار وكانت تعظمها ثقيف فبعث إليها رسول الله r المغيرة بن شعبة فهدمها وحرقها بالنار سميت اللات من الإله.
وعلى قراءة الآية بالتشديد فاللات رجل صالح كان يلت السويق للحاج فلما مات عكفوا على قبره وغلوا فيه حتى عبدوه. ولا منافاة بين القولين.
والعزى: شجرة في وادي نخلة بين مكة والطائف كانت قريش تعبدها وتعظمها فبعث إليها رسول الله r خالد بن الوليد يوم فتح مكة فقطعها، وسميت العزة من اسم الله العزيز.
ومناة: صخرة بين مكة والمدينة كان الأوس والخزرج يعظمونها وسميت مناة من اسم الله المنان وقيل لكثرة ما يمنى: أي يراق عندها من الدماء#
للتبرك بها فبعث إليها رسول الله
r علي بن أبي طالب فهدمها عام الفتح.

ومناسبة الآية لهذا الباب: أن التبرك بالشجر والحجر والقبور من جنس عبادة المشركين لهذه الأصنام فمن فعل ذلك فقد شابههم في فعلهم ومن تشبه بقوم فهو منهم.
عن أبي واقد الليثي رضي الله عنه قال: «خرجنا مع رسول الله r إلى حنين ونحن حدثاء عهد بكفر وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها أسلحتهم يقال لها ذات أنواط فمررنا بسدرة فقلنا: يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط فقال رسول الله r الله أكبر إنها السنن قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى }اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ{ لتركبن سنن من كان قبلكم» رواه الترمذي وصححه.
س: ما المقصود بقوله خرجنا إلى حنين؟
جـ: أي إلى غزوة حنين موضع بين مكة والطائف.
س: ما معنى قوله ونحن حدثاء عهد بكفر؟
جـ: أي قرب عهدهم بالكفر والخروج منه والدخول في الإسلام فلم يتمكن الإسلام من قلوبهم.
س: ما معنى قوله ينوطون بها أسلحتهم ولماذا؟
جـ: أي يعلقون بها أسلحتهم تبركًا بها وتعظيمًا لها.
س: ما معنى قوله يعكفون عندها وما هو العكوف؟
جـ: أي يقيمون عندها والعكوف الإقامة على الشيء في المكان.
س: لماذا طلبوا من الرسول r أن يجعل لهم ذات أنواط؟#


جـ: ظنوا أن هذا أمر محبوب عند الله وقصدوا التقرب إليه وإلا فهم أجل قدرًا من أن يقصدوا مخالفة النبي r.
س: ما المراد بتكبير النبي r عندما سألواه أن يجعل لهم ذات أنواط؟
جـ: المراد تعظيم الله تعالى وتنزيهه عن الشرك بأي نوع كان مما لا يجوز أن يطلب أو يقصد به غير الله.
س: ما معنى قوله إنها السنن؟
جـ: السنن الطرق والمراد بها تقليد من أهل الشرك.
س: لماذا شبه مقالتهم بقول بني إسرائيل؟
جـ: لكونها مثلها وإن اختلف اللفظان.
س: ما معنى قوله لتركبن سنن من كان قبلكم؟
جـ: أي لتتبعن طرقهم ومناهجهم.
س: ما مناسبة حديث أبي واقد للباب واذكر ما يستفاد منه؟
جـ: هي أنه أفاد أن التبرك بالأشجار من الشرك ويستفاد منه:
1-التكبير عند التعجب خلافًا لمن كرهه.
2-النهي عن التشبه بأهل الجاهلية وأهل الكتاب.
3-أن ما ذم الله به اليهود والنصارى في القرآن أنه ذم لنا إذا عملنا مثل عملهم.
4-أن سنة أهل الكتاب مذمومة كسنة المشركين.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
***#
10- باب ما جاء في الذبح لغير الله من الوعيد وأنه شرك

س: اذكر مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد؟
جـ: هي أن الذبح لله عبادة والذبح لغير الله شرك ينافي التوحيد.
قال تعالى: }قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ* لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ{([2]). وقال تعالى: }فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ{([3]).
س: اشرح هاتين الآيتين وبين مناسبتهما للباب؟ وما هو النسك؟
جـ: يقول الله تعالى في الآية الأولى قل يا محمد لهؤلاء المشركين الذين يعبدون غير الله ويذبحون لغيره- إنني أخلصت لله صلاتي وذبحي وما آتيه في حياتي وما أموت عليه من الإيمان والعمل الصالح لله رب العالمين لا شريك له في شيء من ذلك، وبذلك الإخلاص أمرت، وأنا أول المسلمين من هذه الأمة. والنسك: هو الذبح وقوله تعالى: }فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ{ أي أخلص لله صلاتك وذبحك وخالف المشركين في ذلك.
ومناسبة الآيتين للباب: أنهما أفادتا أن الذبح من أنواع العبادة يجب إخلاصه لله فمن ذبح لغير الله متقربًا إليه فقد أشرك.
عن علي رضي الله عنه قال: «حدثني رسول الله r بأربع كلمات: لعن الله من ذبح لغير الله، لعن الله من لعن والديه، لعن الله من آوى محدثًا، لعن الله من غير منار الأرض» رواه مسلم.
س: ما معنى اللعن؟#
جـ: اللعن من الله هو الطرد والإبعاد عن رحمته ومن الخلق السب والدعاء.
س: لماذا لعن الرسول r من ذبح لغير الله؟
جـ: لعظم الذنب الذي ارتكبه حيث أشرك بالله.
س: ما معنى لعن الرجل والديه وكيف يكون لعنهما وما حكمه؟
جـ: معناه سب أباه أو أمه، ويكون لعنهما على وجهين:
1-اللعن المباشر وهو أن يواجه الوالدين باللعنة.
2-لعن بالتسبب كأن يلعن الرجل أبا رجل آخر فيلعن أباه وهو من كبائر الذنوب.
س: ما معنى آوى محدثًا وما المراد بالمحدث؟
جـ: أي نصر مجرمًا وضمه إليه وحماه ومنعه من أن يؤخذ منه الحق الذي وجب عليه. والمحدث هو من أحدث شيئًا يجب فيه حق لله فيلتجئ إلى من يجيره من ذلك.
س: ما هي منار الأرض وما معنى تغييرها؟
جـ: التغيير: التبديل والإزالة. ومنار الأرض: علامات حدودها ومعالمها، قيل هي العلامات التي يهتدي بها في السفر، وقيل هي المراسيم التي تفرق بين حقه وحق جاره فيغيرها بتقديم أو تأخير.
س: لماذا لعن من غير منار الأرض؟
جـ: لارتكابه إثمًا عظيمًا في إضاعة المسافرين أو اختلاسه أرض جاره.
س: ما هو الشاهد من حديث علي للباب؟#

جـ: هو قوله لعن الله من ذبح لغير الله.
س: ما حكم لعن أهل المعاصي والظلمة؟
جـ: يجوز لعن أهل المعاصي والظلم من غير تعيين وأما لعن الفاسق والعاصي المعين ففيه خلاف فأجازه بعض العلماء ومنعه آخرون.
عن طارق بن شهاب أن رسول الله r قال: «دخل الجنة رجل في ذباب ودخل النار رجل في ذباب قالوا: وكيف ذلك يا رسول الله؟ قال: مر رجلان على قوم لهم صنم لا يجوزه أحد حتى يقرب له شيئًا فقالوا لأحدهما قرب قال ليس عندي شيئًا أقرب قالوا قرب ولو ذبابًا فقرب ذبابًا فخلوا سبيله فدخل النار، وقالوا للآخر قرب فقال ما كنت لأقرب لأحد شيئًا دون الله عز وجل فضربوا عنقه فدخل الجنة» رواه أحمد.
س: ما معنى قوله في ذباب؟
جـ: أي من أجله وبسببه.
س: ما نوع الاستفهام في قولهم وكيف ذلك يا رسول الله؟
جـ: استفهام تعجب كأنهم تقالوا ذلك وتعجبوا منه.
س: ما المقصود بالصنم؟
جـ: ما كان منحوتًا على هيئة صورة وعبد من دون الله.
س: ما معنى قوله لا يجوزه أحد حتى يقرب له شيئًا؟
جـ: أي لا يمر به ولا يتعداه حتى يقرب له شيئًا وإن قل.
س: ما الذي يؤخذ من قوله فقرب ذبابًا فخلوا سبيله فدخل النار؟
جـ: بيان عظم الشرك ولو في شيء قليل وأنه يوجب النار.#
س: ما الذي يستفاد من قول الآخر ما كنت لأقرب لأحد شيئًا دون الله عز وجل؟
جـ: فضيلة التوحيد والإخلاص.
س: ما مناسبة حديث طارق للباب؟
جـ: أنه دل على أن من ذبح لغير الله متقربًا إليه فقد أشرك.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
***#


11- باب لا يذبح لله بمكان يذبح فيه لغير الله
س: اذكر مراد المؤلف بهذا الباب،وما حكم الذبح لله في مكان يذبح فيه لغير الله؟
جـ: أراد سد الوسائل الموصلة إلى الشرك الأكبر، وحكم الذبح لله بمكان يذبح فيه لغير الله محرم لما فيه من مشابهة المشركين.
قال تعالى: }لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ{([4]).
س: ما سبب نزول هذه الآية؟ وبين مرجع الضمير في قوله "لا تقم فيه أبدًا" وما معنى لا تقم؟
جـ: نزلت هذه الآية في شأن طائفة من المنافقين بنو مسجدًا لمضارة المؤمنين –أهل مسجد قباء- والتفريق بينهم، وليكون ملجأ للكفرة وزعموا أنهم بنوه للضعفاء والمساكين ليقيهم من المطر والبرد والحر وسألوا النبي r أن يصلي فيه فنزلت هذه الآية في خبر المسجد، فبعث إليه الرسول r جماعة فهدموه. ومرجع الضمير في قوله:}لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا{ إلى مسجد الضرار. ومعنى }لاً تًقُمْ{: لا تصلي فيه.
س: ما المراد بالمسجد الذي أسس على التقوى وما المراد بالتقوى هنا؟
جـ: المراد به مسجد قباء وقيل مسجد الرسول r والآية عامة لكل منهما. والمراد بالتقوى هنا طاعة الله ورسوله وجمع كلمة المسلمين.
س: ما مناسبة هذه الآية للباب }لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا{؟#

جـ: مناسبة الآية للباب: أن المواضع المعدة للذبح لغير الله يجب اجتناب الذبح فيها لله. كما أن هذا المسجد لما أعد لمعصية الله صار محل غضب لأجل ذلك فلا تجوز الصلاة فيه لله.
عن ثابت بن الضحاك قال نذر رجل أن ينحر إبلاً ببوانة فسأل النبي r فقال: «هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد؟ قالوا لا. قال: فهل كان فيها عيد من أعيادهم؟ قالوا: لا. فقال رسول الله r: أوف بنذرك فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله ولا فيما لا يملك ابن آدم» رواه أبو داود وإسناده على شرطهما.
س: ما هي بوانة؟
جـ: موضع في أسفل مكة وقيل بين مكة والمدينة.
س: ما الذي يدل عليه قوله هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية
يعبد؟

جـ: يدل على المنع من الوفاء بالنذر إذا كان في المكان وثن ولو بعد
زواله.

س: ما الذي يدل عليه قوله فهل فيها عيد من أعيادهم؟
جـ: يدل على المنع من الوفاء بالنذر بمكان فيه عيد من أعياد الجاهلية ولو بعد زواله.
س: ما هو العيد وما المراد به هنا؟
جـ: العيد اسم لما يعود من الاجتماع العام على وجه معتاد، والمراد به هنا الاجتماع المعتاد من اجتماع أهل الجاهلية.#

س: ما الذي يدل عليه قوله أوف بنذرك؟
جـ: يدل على أن الذبح لله في المكان الذي يذبح فيه المشركون لغير الله معصية.
س: ما الذي يؤخذ من قوله فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله؟
جـ: يؤخذ منه أن هذا نذر معصية لو وجد في المكان بعض الموانع.
س: ما معنى قوله ولا فيما لا يملك ابن آدم؟
جـ: المعنى إذا علق النذر على شيء لا يملكه كأن يقول لله علي نذر إن شفى الله مريضي أن أعتق عبد فلان.
س: اذكر ما يستفاد من حديث ثابت؟
جـ: يستفاد منه:
1-أن تخصيص البقعة بالنذر جائز إذا خلى من الموانع.
2-التحذير من مشابهة المشركين في أعيادهم.
3-أن نذر المعصية لا يجوز الوفاء به.
4-لا نذر لابن آدم فيما لا يملك.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
***#


12- باب من الشرك النذر لغير الله
س: ما مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد؟
جـ: هي أن النذر لله من أنواع العبادة فصرفه لغير الله شرك ينافي التوحيد.
س: عرف النذر لغة وشرعًا؟
جـ: النذر لغة الإيجاب وشرعًا إيجاب المكلف على نفسه ما ليس واجبًا عليه.
قال تعالى: }يُوفُونَ بِالنَّذْرِ{([5]).
س: ما الذي تدل عليه الآية وما مناسبتها للباب؟
جـ: دلت على وجوب الوفاء بالنذر ومدح من فعل ذلك.
ومناسبتها للباب: أن الله مدح الموفين بالنذر فدل ذلك على أنه عبادة فمن نذر لغير الله متقربًا إليه فقد أشرك.
قال تعالى: }وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ{([6]).
س: اشرح هذه الآية وبين مناسبتها للباب؟
جـ: يخبر الله تعالى أنه عالم بجميع ما يعمله العاملون من النفقات والمنذورات وتضمن ذلك مجازاته على ذلك أوفر الجزاء للعاملين به ابتغاء وجهه.#

ومناسبتها للباب: أن الله أخبر أن ما أنفقناه من نفقة أو نذرناه من نذر متقربين إليه أنه يعلمه ويجازينا عليه فدل ذلك على أنه عبادة فمن صرفها لغير الله فقد أشرك.
في الصحيح عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله r قال: «من نذر أن يطيع الله فليطعه ومن نذر أن يعص الله فلا يعصه» رواه البخاري.
س: اشرح هذا الحديث واذكر ما يستفاد منه وبين مناسبته للباب؟
جـ: يأمر الرسول r من أوجب على نفسه طاعة بالنذر أن يوفي بها لأن طاعة الله واجبة، وينهى من نذر معصية عن الوفاء بها لأن معصية الله محرمة. ويستفاد منه:
1-أنه يجب الوفاء بالنذر إذا كان طاعة.
2-أن نذر المعصية لا يجوز الوفاء به.
ومناسبته للباب: أنه دل على أن النذر لغير الله معصية يحرم الوفاء به لكونه شرك.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
***#



([1]) سورة النجم الآية (19، 20).

([2]) سورة الأنعام آية (162، 163).

([3]) سورة الكوثر آية (2).

([4]) سورة التوبة آية (108).

([5]) سورة الإنسان آية (7).

([6]) سورة البقرة آية (270).
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
طريقة الذبح الاسلاميه بشير العراقي نور الإسلام - 10 11-11-2014 12:37 AM
- باب من الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع البلاء أو دفعه homeahmed نور الإسلام - 0 10-14-2009 10:43 PM
4- باب الخوف من الشرك homeahmed نور الإسلام - 2 10-05-2009 10:55 PM
الأضحية أبو آدم مواضيع عامة 9 12-21-2008 05:02 PM


الساعة الآن 02:23 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011