|
نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||
| ||
الشرك الاستعاذة بغير الله-أن يستغيث بغير الله -باب الشفاعة 13- باب من الشرك الاستعاذة بغير الله جـ: هي أن الاستعاذة بالله من أنواع العبادة وصرفها لغيره شرك ينافي التوحيد. س: عرف الاستعاذة وما الفرق بين العياذ واللياذ؟ جـ: الاستعاذة: هي الالتجاء والاعتصام، والفرق بين العياذ واللياذ أن العياذ يكون لدفع الشر واللياذ لطلب الخير. قال تعالى: }وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا{([1]). س: اذكر سبب نزول هذه الآية وبين وجه الدلالة منها؟ جـ: سبب نزولها: أن الرجل من العرب في الجاهلية كان إذا نزل أو أمسى بواد خال وخاف على نفسه قال أعوذ بسيد هذا الوادي من سفهاء قومه يريد كبير الجن فلما رأت الجن أن الإنس يعوذون بهم زادوهم رهقًا أي خوفًا وإرهابًا وذعرًا. ووجه الدلالة من الآية: أن الله تعالى حكى عن مؤمني الجن أنهم لما تبين لهم دين محمد r وآمنوا به ذكروا أشياء من الشرك كانوا يفعلونها في الجاهلية ومن جملتها الاستعاذة بغير الله. عن خولة بنت حكيم قالت سمعت رسول الله r يقول: «من نزل منزلاً فقال أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى# يرحل من منزله ذلك» رواه مسلم. س: ما الذي يؤخذ من هذا الحديث وما المراد بكلمات الله وما معنى التامات. اذكر مناسبة الحديث للباب؟ وما معنى قوله "من شر ما خلق"؟ جـ: 1- في الحديث دليل على أن الله شرع لأهل الإسلام أن يستعيذوا بكلمات الله بدلاً عما كان يفعله أهل الجاهلية من الاستعاذة بالجن. 2- وفيه فضيلة هذا الدعاء مع اختصاره. والمراد بكلمات الله القرآن ومعنى "التامات" الكاملة التي لا يلحقها نقص ولا عيب كما يلحق كلام البشر وقيل الكافية الشافية. ومناسبة الحديث للباب: أنه دل على أن كلمات الله غير مخلوقة لأن الاستعاذة بالمخلوق شرك. ومعنى قوله "من شر ما خلق" أي من شر كل مخلوق فيه شر والله أعلم. ***# 14- باب من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره جـ: هي أن الاستغاثة بالله ودعاءه من أنواع العبادة التي أمر الله بها وكل ما كان عبادة لله فصرفه لغيره شرك ينافي التوحيد. س: عرف الاستغاثة وما الفرق بينها وبين الدعاء؟ جـ: الاستغاثة هي طلب الغوث وهو إزالة الشدة، والفرق بينها وبين الدعاء أن الاستغاثة لا تكون إلا من المكروب، والدعاء أعم لأنه يكون من المكروب وغيره. س: كم أنواع الاستغاثة وما هي؟ جـ: أنواع الاستغاثة ثلاثة: 1-واجبة وهي التي تطلب من الله. 2-محرمة وهي التي تطلب من غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله كالاستغاثة بالأموات والغائبين في جلب نفع أو دفع ضر. 3-جائزة وهي الاستغاثة بالحي الحاضر القادر على نصرته. س: إلى كم ينقسم الدعاء مع التعريف لكل قسم؟ جـ: ينقسم إلى قسمين: 1-دعاء عبادة وهو التقرب إلى الله بالأعمال الصالحة التي شرعها الله لعباده وأمرهم بها. دعاء مسألة وهو طلب ما ينفع الداعي من جلب نفع أو دفع ضر.# قال تعالى: }وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ{([2]). س: اشرح هذه الآية وبين مناسبتها لهذا الباب؟ جـ: يقول الله تعالى ولا تدع يا محمد غير معبودك وخالقك شيئًا لا ينفعك في الدنيا ولا في الآخرة ولا يضرك في دين ولا دنيا، يعني بذلك الآلهة والأصنام يقول لا تعبدها راجيًا نفعها أو خائفًا ضرها فإنها لا تضر ولا تنفع فإن فعلت ذلك ودعوتها من دون الله فإنك إذًا من الظالمين أي من المشركين. ومناسبة الآية للباب: أنها دلت على أنه لا يجلب النفع ولا يدفع الضر إلا الله فمن طلب ذلك من غيره فقد أشرك. قال تعالى: }وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ{([3]). س: اشرح هذه الآية واذكر مناسبتها للباب؟ جـ: يخبر الله تعالى أنه المنفرد بالعطاء والمنع والضر والنفع دون سواه فيلزم من ذلك أن يكون هو المدعو وحده والمعبود وحده. ومناسبة هذه الآية للباب: أنها دلت على أن الله هو المالك للضر والنفع وحده فمن طلب كشف الضر أو جلب النفع من غيره فقد أشرك به. قال تعالى: }فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ{([4]).# س: ما معنى قوله }فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ{؟ جـ: أي اطلبوا من عند الله الرزق لا عند غيره لأنه المالك له وحده. س: ما المقصود بقوله }وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ{؟ جـ: أي أخلصوا له العبادة وحده واشكروه على ما أنعم به عليكم. س: ما معنى قوله }إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ{؟ جـ: أي إليه تعادون يوم القيامة فيجازي كل عامل بعمله. س: ما مناسبة هذه الآية للباب }فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ{؟ جـ: هي أن الله أمر بطلب الرزق من عنده وحده دون سواه لأنه القادر عليه فمن طلبه من غيره ممن لا يقدر عليه فقد أشرك به. قال تعالى: }وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ* وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ{([5]). س: اشرح هذه الآية وبين مناسبتها للباب؟ جـ: نفى الله سبحانه في هذه الآية أن يكون أحد أضل ممن يدعو غيره وأخبر أنه لا يستجيب له ما طلب منه إلى يوم القيامة وأنه غافل عن داعيه. وأخبر أنه إذا جمع الناس ليوم القيامة في موقف الحساب كانت هذه الآلهة التي يدعونها في الدنيا لهم أعداء لأنهم يتبرءون منهم ويجحدون عبادتهم إياهم. ومناسبة الآية للباب: أن الله أخبر فيها أنه لا أضل ممن دعا غيره وذلك لأنه أشرك في عبادته.# قال تعالى: }أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ{([6]). س: اشرح هذه الآية وبين وجه الدلالة منها؟ جـ: بين تعالى في هذه الآية أن المشركين من العرب ونحوهم قد علموا أنه لا يجيب المضطر ويكشف السوء إلا الله وحده وذكر ذلك سبحانه محتجًا عليهم في اتخاذهم الآلهة والشفعاء من دونه فإذا كانت آلهتهم لا تجيبهم في حال الاضطرار فلا يصلح أن يجعلوها شركاء لله الذي يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء وحده. فوجه الدلالة أن من طلب ذلك من غير الله فقد أشرك به. وروى الطبراني بإسناده أنه كان في زمن النبي r منافق يؤذي المؤمنين فقال بعضهم قوموا بنا نستغيث برسول الله r من هذا المنافق فقال r إنه لا يستغاث بي وإنما يستغاث بالله عز وجل». س: من المراد بهذا المنافق؟ جـ: هو عبد الله بن أبي بن سلول رئيس المنافقين. س: ما المقصود ببعضهم في قوله فقال بعضهم؟ جـ: أي بعض الصحابة وهو أبو بكر الصديق رضي الله عنه. س: ما معنى قوله قوموا بنا نستغيث برسول الله من هذا المنافق؟ جـ: أي اذهبوا بنا إليه ليصد عنا شر هذا المنافق لأنه يقدر على كف أذاه إما بضرب أو تهديد أو قتل. س: لماذا أنكر الرسول r الاستغاثة به في حياته مع أنه قادر على ذلك؟# جـ: أنكر ذلك حماية للتوحيد وسدًّا لوسائل الشرك وأدبًا وتواضعًا لربه وتحذيرًا للأمة من وسائل الشرك في الأقوال والأفعال. س: اذكر الشاهد من الحديث للباب وما الذي يستفاد منه؟ جـ: الشاهد منه قوله: «إنه لا يستغاث بي وإنما يستغاث بالله». ويستفاد منه: أن من دعا أحدًا من المخلوقين أو استغاث به فيما لا يقدر عليه إلا الله فقد أشرك الشرك الأكبر الموجب للخلود في النار عياذًا بالله من ذلك. والله سبحانه وتعالى أعلم. ***# 15- باب قوله الله تعالى: }أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ* وَلَا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ{([7]) جـ: في هذه الآية توبيخ للمشركين وإنكار عليهم في عبادتهم مع الله تعالى ما لا يخلق شيئًا وهو مخلوق، والمخلوق لا يكون شريكًا للخلق في العبادة التي خلقهم لها وبين أنهم لا يستطيعون لهم نصرًا ولا أنفسهم ينصرون فكيف يشركون به من لا يستطيع نصر عابديه ولا نصر نفسه. ومناسبة الآية لكتاب التوحيد: أنها دلت على بطلان عبادة غير الله. س: ما الذي أراده المؤلف بهذا الباب؟ جـ: أراد بيان أن جميع المدعوين من دون الله لا يستطيعون إجابة من دعاهم سواء كانوا ملائكة أو أنبياء أو صالحين أو غيرهم ممن لا يقدر على جلب نفع أو دفع ضر. قال تعالى: }وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ{([8]). س: اشرح هذه الآية وبين مناسبتها للباب وما هو القطمير؟ جـ: أخبر تعالى في هذه الآية عن حال المدعوين من دونه من الملائكة والأنبياء والأصنام وغيرها بما يدل على عجزهم وضعفهم وأنهم قد انتفت عنهمالأسباب التي تكون في المدعو وهي الملك وسماع الدعاء والقدرة على استجابته# فنفى عنهم الملك بقوله: }وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ{ وهي اللفافة على ظهر النواة أي لا يملكون قليلاً ولا كثيرًا وأخبر أنهم لا يسمعون دعاء الداعي وأنهم لو سمعوا ما أجابوه وأنهم يوم القيامة يجحدون عبادتهم إياهم. ومناسبة الآية للباب: أنها دلت على أن دعاء غير الله شرك ينافي التوحيد. س: اذكر سبب نزول قوله تعالى: }لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ{([9])؟ جـ: في سبب نزولها قولان: أحدهما: ما روى أنس بن مالك رضي الله عنه قال شج النبي r يوم أحد وكسرت رباعيته فقال: كيف يفلح قوم شجوا نبيهم فنزلت }لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ{ متفق عليه. والقول الثاني: في سبب نزول الآية ما روى ابن عمر رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله r يقول إذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الأخيرة من الفجر اللهم العن فلانًا وفلانًا بعدما يقول سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد فأنزل الله }لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ{. وفي رواية يدعو على صفوان بن أمية وسهيل بن عمرو والحارث بن هشام فنزلت. رواه البخاري. س: ما معنى هذه الآية }لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ{؟ جـ: أي ليس لك من الحكم شيء في عبادي إلا ما أمرتك به فيهم فامض أنت لشأنك ودم على الدعاء لربك. س: ما معنى الشج وما المراد بيوم أحد، وما هي الرباعية؟ جـ: الشج في الأصل هو الجرح في الرأس خاصة، ثم استعمل في غيره من# الأعضاء والرباعية كل سن بعد ثنية. والمراد بيوم أحد يوم غزوة أحد وهو جبل معروف شرقي المدينة كانت عنده الواقعة المشهورة فأضيفت إليه. س: ما معنى اللعن وما المراد بفلان وفلان في قوله اللهم العن فلانًا وفلانًا وما معنى سمع الله لمن حمده وما هو الحمد؟ وما الذي يستفاد من حديث ابن عمر؟ جـ: أصل اللعن الطرد والإبعاد من الله ومن الخلق السب والدعاء. والمراد بفلان وفلان صفوان بن أمية وسهيل بن عمرو والحارث بن هشام كما بينه في الرواية الأخرى. ومعنى سمع الله لمن حمده: أجاب الله حمده وتقبله والحمد ضد الذم وهو الإخبار عن محاسن المحمود مع حبه وتعظيمه وإجلاله. ويستفاد من الحديث: 1-جواز الدعاء على المشركين بأعيانهم في الصلاة وأن ذلك لا يخل بها. 2-أن الإمام يجمع بين التسميع والتحميد. في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «قام رسول الله r حين أنزل عليه }وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ{([10]) فقال يا معشر قريش "أو كلمة نحوها" اشتروا أنفسكم لا أغني عنكم من الله شيئًا يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئًا يا صفية عمة رسول الله r لا أغني عنك من الله شيئًا ويا فاطمة بنت محمد سليني من مالي ما شئت لا أغني عنك من الله شيئًا" رواه البخاري. س: ما هو الإنذار ومن هم قبيلة الرجل وما معنى معشر؟ جـ: الإنذار هو الإعلام بأسباب المخافة والتحذير منها، عشيرة الرجل:# هم بنو أبيه الأدنون أو قبيلته. والمعشر: الجماعة. س: ما المقصود بقوله اشتروا أنفسكم؟ جـ: أمر الرسول r قرابته أن يشتروا أنفسهم بتوحيد الله وتخليصها من عذاب الله بالطاعة له فيما أمر والانتهاء عما نهى عنه فإن هذا هو الذي ينجي من عذاب الله لا الاعتماد على الأحساب والأنساب فإنها لا تغني من الله شيئًا. س: ما معنى قوله لا أغني عنكم من الله شيئًا؟ وما الذي يؤخذ منه؟ جـ: معناه لا أدفع عنكم من عذاب الله شيئًا. ويؤخذ منه الرد على من تعلق على الأنبياء والصالحين ورغب إليهم ليشفعوا له وينفعوه أو يدفعوا عنه فإن ذلك هو الشرك الأكبر الذي حرمه الله تعالى. س: ما الذي يؤخذ من قوله r لفاطمة سليني من مالي ما شئت لا أغني عنك من الله شيئًا؟ جـ: يؤخذ منه: 1-أنه لا ينجي من عذاب الله إلا الإيمان والعمل الصالح. 2-أنه لا يجوز أن يسأل الإنسان إلا ما يقدر عليه من أمور الدنيا وأما الرحمة والمغفرة والجنة والنجاة ونحو ذلك من كل مالا يقدر عليه إلا الله فلا يجوز أن يطلب إلا منه. فإذا كان قرابة الرسول r لا ينفعهم إلا العمل الصالح فغيرهم أولى وأحرى. س: اذكر ما يستفاد من هذا الباب؟ جـ: 1- الرد على عباد القبور فيما يعتقدونه في الأولياء والصالحين من أنهم ينفعون من دعاهم ويمنعون من لاذ بحماهم.# 2- أنه يحدث للأنبياء ما يحدث للبشر من بلايا الدنيا ومصائبها لينالوا بذلك جزيل الأجر والثواب ولتعرف الأمم ما أصابهم فيتأسوا ويقتدوا بهم. والله أعلم وصلى الله على محمد. ***# 16- باب قول الله تعالى: }حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ{([11]) الفزع؟ جـ: الذين فزع عن قلوبهم الملائكة. ومعنى فزع عن قلوبهم: زال الفزع عنها وهو الخوف. وسبب ذلك الفزع سماعهم كلام الله بالوحي الذي كأنه جر سلسلة الحديد على الصفا فيصعقون من ذلك. س: ما المقصود بقوله قالوا الحق؟ جـ: أي قالوا قال الله الحق، علموا أن الله لا يقول إلا الحق. س: اذكر مراد المؤلف بهذا الباب؟ جـ: أراد المؤلف رحمه الله بيان حال الملائكة الذين هم أقوى وأعظم من عُبِدَ من دون الله فإذا كانت هذه هيبتهم وخوفهم من الله فكيف يدعوهم أحد من دون الله وإذا كانوا لا يدعون فغيرهم أولى ففيه رد على جميع فرق المشركين. في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي r قال: «إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانًا لقوله كأنه سلسلة على صفوان ينفذهم ذلك حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير. فيسمعها مسترقوا السمع ومسترقوا السمع هكذا بعضه فوق# بعض -وصفه سفيان بكفه فحرفها وبدد بين أصابعه- فيسمع الكلمة فيلقيها إلى من تحته ثم يلقيها الآخر إلى من تحته حتى يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن فربما أدركه الشهاب قبل أن يلقيها وربما ألقاها قبل أن يدركه فيكذب معها مائة كذبة فيقال أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا، كذا وكذا فيصدق بتلك الكلمة التي سمعت من السماء» رواه البخاري في صحيحه. س: بين معاني الكلمات الآتية: إذا قضى الله الأمر، خضعانًا لقوله، كأنه سلسلة، صفوان، ينفذهم ذلك، مسترقوا السمع، فحرفها، بدد بين أصابعه، الشهاب، الساحر، الكاهن؟ جـ: إذا قضى الله الأمر: أي إذا تكلم الله بالأمر الذي يوحيه إلى جبريل. خضعانًا لقوله: أي خاضعين لقول الله. كأنه سلسلة: كأن الصوت المسموع صوت سلسلة من حديد. صفوان: الحجر الأملس. ينفذهم ذلك: يخلص ذلك القول ويمضي في قلوب الملائكة. مسترقوا السمع: الشياطين، يركب بعضهم بعضا. فحرفها: أمالها. بدد بين أصابعه: فرق بينها، المعنى أن ركوب بعضهم فوق بعض من غير مماسة. الشهاب: هو النجم الذي يرمي به. الساحر: هو الذي يخرج الباطل في صورة الحق بعمل السحر. الكاهن: هو الذي يدعي علم الغيب. وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال قال رسول الله r: «إذا أراد الله تعالى أن يوحي بالأمر تكلم بالوحي أخذت السموات منه رجفة أو قال رعدة شديدة خوفًا من الله عز وجل فإذا سمع ذلك أهل السموات صعقوا وخروا لله سجدًا فيكون أول من يرفع رأسه جبريل فيكلمه الله من وحيه بما أراد ثم يمر جبريل على الملائكة كلما مر بسماء سأله ملائكتها ماذا قال ربنا يا جبريل فيقول جبريل قال الحق وهو العلي الكبير فيقولون كلهم مثل ما قال جبريل، فينتهي جبريل بالوحي إلى حيث أمره الله عز # وجل» رواه ابن أبي حاتم. س: ما معنى رجفة، صُعِقوا، وما معنى «أو» في قوله أو قال رعدة؟ جـ: رجفة: ارتجاف وهزة. صعقوا: من الصعق وهو الغشي ومعه السجود. ومعنى «أو»: شك من الراوي هل قال الرسول r رجفة أو قال رعدة. س: اذكر ما يستفاد من الآية والحديثين المذكورين في هذا الباب وبين مناسبتها لكتاب التوحيد؟ جـ: يستفاد منها: 1-إثبات علو الله على خلقه بأنواعه الثلاثة: علو الذات، وعلو القدر، وعلو القهر، فله العلو الكامل من جميع الوجوه سبحانه وتعالى. 2-إثبات صفة الكبر لله فهو الكبير الذي لا أكبر ولا أعظم منه. 3-إثبات صفة الكلام لله وأنه لم يزل متكلمًا إذا شاء بكلام تسمعه الملائكة. 4-فضل جبريل عليه السلام حيث خصه الله بكلامه ووحيه. ومناسبتها لكتاب التوحيد: أن فيها تقرير التوحيد فإن الملك العظيم الذي تصعق الملائكة من كلامه خوفًا منه ومهابة وترجف منه المخلوقات هو الكامل في ذاته وصفاته وملكه وغناه عن خلقه لا يجوز أن يجعل له شريك في عبادته. ***# 17- باب الشفاعة جـ: أراد بيان ما أثبته القرآن من الشفاعة وما نفاه وحقيقة ما دل القرآن على إثباته. س: ما مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد؟ جـ: هي أن فيه رد على المشركين الذين يدعون الملائكة والأنبياء والصالحين ويقولون إنما نعبدهم ليقربونا إلى الله زلفى وليشفعوا لنا عنده. س: عرف الشفاعة واذكر أنواعها مع التعريف لكل نوع؟ جـ: الشفاعة هي طلب التوسط عند الغير في جلب نفع أو دفع ضر وهي نوعان: 1-شفاعة مثبتة وهي التي تطلب من الله بإذنه لمن يرضى قوله وعمله أو من المخلوق فيما يقدر عليه. 2-شفاعة منفية وهي التي تطلب من غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله والشفاعة بغير إذنه أو لأهل الشرك به. س: اذكر شروط الشفاعة المثبتة مع ذكر الدليل؟ جـ: شروطها اثنان: الأول: الإذن من الله للشافع أن يشفع كما قال تعالى: }مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ{([12]).# الثاني: رضاه عن المشفوع له كما قال تعالى: }وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى{([13]). س: كم أنواع شفاعة النبي r في الآخرة؟ وما هي؟ جـ: شفاعة النبي r ستة أنواع: 1-الشفاعة الكبرى التي يتأخر عنها أولو العزم من الرسل حتى تنتهي إليه r فيقول أنا لها وذلك حين يرغب الخلائق إلى الأنبياء ليشفعوا لهم إلى ربهم حتى يريحهم من كرب الموقف. 2-شفاعة لأهل الجنة في دخولها. 3-شفاعته لقوم من العصاة من أمته أن لا يدخلوا النار. 4-شفاعته في إخراج العصاة من أهل التوحيد من النار. 5-شفاعته في قوم من أهل الجنة في زيادة ثوابهم ورفع درجاتهم. 6-شفاعته في تخفيف العذاب عن عمه أبي طالب. س: من أسعد الناس بشفاعة النبي r وما حقيقة هذه الشفاعة ولمن تكون؟ جـ: أسعد الناس بشفاعة النبي r من قال لا إله إلا الله خالصًا من قلبه. وحقيقتها أن الله يتفضل على أهل الإخلاص فيغفر لهم بواسطة دعاء من أذن له في الشفاعة. وتكون لأهل التوحيد والإخلاص. س: ما هي الشفاعة التي نفاها القرآن؟ جـ: ما كان فيها شرك كما تقدم.# قال تعالى: }وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ{([14]). س: من هو المخاطب بهذه الآية وما هو الإنذار وما المراد بالذين يخافون؟ وما هو المنذر به؟ اذكر مناسبة هذه الآية للباب؟ جـ: المخاطب الرسول محمد r والإنذار هو الإعلام بأسباب المخافة والتحذير منها والمراد بالذين يخافون هم المؤمنون. والمنذر به هو القرآن. ومناسبة الآية للباب: أنها دلت على أن المؤمنين الذين أخلصوا نيتهم وعملهم لله تركوا التعلق على الأولياء والشفعاء. س: ما معنى قوله تعالى: }قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا{([15])؟ جـ: أي هو مالكها فلا يجوز أن تطلب إلا منه. قال تعالى: }مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ{([16]). س: اشرح هذه الآية وبين سبب نزولها؟ جـ: أخبر الله تعالى أن الشفاعة إنما تقع في الآخرة بإذنه. وسبب نزولها أن المشركين قالوا ما نعبد أوثاننا إلا ليقربونا إلى الله زلفى. قال تعالى: }وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى{([17]). س: اذكر وجه الدلالة من هذه الآية؟# جـ: وجه الدلالة أنه إذا نفى الله شفاعة الملائكة المقربين بغير إذنه ورضاه فكيف ترجون أيها الجاهلون شفاعة هذه الأنداد عند الله وهو لم يشرع عبادتها ولا أذن فيها بل قد نهى عنها على ألسنة جميع رسله وأنزل بالنهي عن ذلك جميع كتبه. قال تعالى: }قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ* وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ{([18]). س: وضح معاني الكلمات الآتية: من دون الله، مثقال ذرة، شرك، ظهير. ثم اشرح الآية وبين الشاهد منها للباب؟ جـ: من دون الله: من غير الله، مثقال ذرة: وزن نملة صغيرة، شرك: مشاركة، ظهير: معين. شرح الآية: نفى الله في هذه الآية كل ما يتعلق به المشركون من دونه فنفى أن يكون لغيره ملك أو قسط منه أو يكون عونًا لله ولم يبق إلا الشفاعة فبين أنها لا تنفع إلا لمن أذن له الرب([19]). فنفى الملك والشركة والمظاهرة والشفاعة التي يطلبها المشرك وأثبت شفاعة لا نصيب فيها لمشرك وهي الشفاعة بإذنه. والشاهد من الآية للباب: قوله تعالى: }وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ{. والله سبحانه وتعالى أعلم. ***# 18- باب قول الله تعالى: }إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ{([20]) جـ: يقول الله تعالى لرسوله r إنك لا تهدي من أحببت أي ليس عليك هداهم وإنما عليك البلاغ والله يهدي من يشاء وهو أعلم بمن يستحق الهداية وله الحكمة في ذلك. وسبب نزول هذه الآية: حرص النبي r على إسلام عمه أبي طالب. س: ما الذي أراده المؤلف بهذا الباب؟ جـ: أراد رحمه الله الرد على عُبَّاد القبور الذين يعتقدون في الأنبياء الصالحين أنهم ينفعون أو يضرون فيسألونهم قضاء الحاجات وتفريج الكربات. س: اذكر أنواع الهداية مع التمثيل؟ وما هي الهداية المنفية في هذا الباب؟ جـ: الهداية نوعان: الأول: هداية التوفيق والقبول وهي خلق الهدى في قلب الضال وهي المنفية في هذا الباب ولا يملكها إلا الله مثل قوله تعالى: }إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ{ أي لا تخلق التوفيق في قلب من أضله الله. الثاني: هداية الدلالة والبيان مثل قوله تعالى: }وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ{([21])، فهو المبين عن الله والدال على دينه وشرعه.# في الصحيح عن ابن المسيب عن أبيه قال: «لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله r وعنده عبد الله بن أبي أمية وأبو جهل فقال له يا عم قل لا إله إلا الله كلمة أحاج بها عند الله. فقالا له أترغب عن ملة عبد المطلب، فأعاد عليه النبي r فأعادا، فكان آخر ما قال هو على ملة عبد المطلب وأبى أن يقول لا إله إلا الله فقال النبي r لأستغفرن لك ما لم أنه عنك فأنزل الله عز وجل }مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ{([22])، وأنزل الله في أبي طالب }إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ{. متفق عليه. س: ما معنى قوله حضرت أبا طالب الوفاة؟ جـ: أي حضره علامات الموت ومقدماته. س: لماذا أمره الرسول r بقول لا إله إلا الله عند موته؟ جـ: لعلم أبي طالب بما دلت عليه من نفي الشرك بالله وإخلاص العبادة له وحده. س: ما معنى قوله أحاج لك بها عند الله؟ جـ: أي أشهد لك بها عند الله لأنه لو قالها في تلك الحال معتقدًا ما دلت عليه من النفي والإثبات لقبلت منه ودخل في الإسلام. س: ما هي ملة عبد المطلب؟ جـ: هي الشرك بالله في إلاهيته. س: ما معنى قوله تعالى: }مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ{، وما سبب نزولها؟# جـ: المعنى: ما ينبغي لهم ذلك وهو خبر بمعنى النهي نزلت لما أراد النبي rا الاستغفار لعمه أبي طالب. وأراد بعض الصحابة الاستغفار لأبويه المشركين. س: ما هي الحكمة في عدم هداية أبي طالب إلى الإسلام؟ جـ: ليبين الله لعباده أن ذلك إليه وهو القادر عليه دون سواه فلو كان عند النبي r من هداية القلوب وتفريج الكروب ومغفرة الذنوب والنجاة من العذاب شيء لكان أحق الناس بذلك وأولاهم به عمه الذي كان يحوطه ويحميه وينصره ويؤويه. س: اذكر ما يستفاد من حديث ابن المسيب المتقدم؟ جـ: يستفاد منه: جواز عيادة المشرك إذا رجي إسلامه. مضرة أصحاب السوء على الإنسان. مضرة تعظيم الأسلاف والأكابر. أن الأعمال بالخواتيم. الرد على من زعم إسلام عبد المطلب. تحريم الاستغفار للمشركين وموالاتهم ومحبتهم لأنه إذا حرم الاستغفار لهم فموالاتهم ومحبتهم أولى. والله سبحانه وتعالى أعلم. ***# ([1]) سورة الجن آية (6). ([2]) سورة يونس آية (106). ([3]) سورة يونس آية (107). ([4]) سورة العنكبوت آية (17). ([5]) سورة الأحقاف آية (5، 6). ([6]) سورة النمل آية (62). ([7]) سورة الأعراف آية (191، 192). ([8]) سورة فاطر آية (13). ([9]) سورة آل عمران آية (128). ([10]) سورة الشعراء آية (214). ([11]) سورة سبأ آية (23). ([12]) سورة البقرة آية (255). ([13]) سورة الأنبياء آية (28). ([14]) سورة الأنعام آية (51). ([15]) سورة الزمر آية (44). ([16]) سورة البقرة آية (255). ([17]) سورة النجم آية (26). ([18]) سورة سبأ آية (22، 23). ([19]) كما قال تعالى: }وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى{ سورة الأنبياء آية (28). ([20]) سورة القصص آية (56). ([21]) سورة الشورى آية (52). ([22]) سورة التوبة آية (113). |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
باب ما جاء في الرقى والتمائم-من تبرك بشجر -في الذبح لغير الله - الشرك النذر | homeahmed | نور الإسلام - | 0 | 10-16-2009 05:28 PM |
- باب من الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع البلاء أو دفعه | homeahmed | نور الإسلام - | 0 | 10-14-2009 10:43 PM |
4- باب الخوف من الشرك | homeahmed | نور الإسلام - | 2 | 10-05-2009 10:55 PM |
والدة شاب تحلم فيه وكأنه يستغيث بها من فتيان صغار | حقيقة لا خيال | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 3 | 05-19-2009 09:33 AM |
الشفاعة | ماماية | نور الإسلام - | 14 | 12-01-2007 03:58 PM |