|
نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||
| ||
23- باب ما جاء أن بعض هذه الأمة يعبد الأوثان 23- باب ما جاء أن بعض هذه الأمة يعبد الأوثان جـ: مقصوده التحذير من الشرك والتخويف منه وأنه أمر واقع في هذه الأمة لا محالة والرد على من زعم أن من قال لا إله إلا الله وتسمى بالإسلام أنه يبقى على إسلامه ولو فعل ما ينافيه من الاستغاثة بأهل القبور ودعائهم ونحو ذلك. س: ما الأوثان؟ جـ: جمع وثن وهو كل ما قصد بنوع من أنواع العبادة من دون الله لا فرق بين الأشجار والأحجار والأبنية والقبور وغيرها فمن دعا غير الله وعبده فقد اتخذه وثنًا وخرج بذلك عن دين الإسلام. قال تعالى: }أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ{([1]). س: اذكر سبب نزول هذه الآية. ومن المخاطب فيها، وما المراد بالذين أوتوا نصيبًا من الكتاب؟ وما الجبت والطاغوت، اذكر مناسبة الآية للباب؟ جـ: سبب نزول هذه الآية: ما روى ابن أبي حاتم عن عكرمة قال جاء حيي بن أخطب وكعب بن الأشرف «اليهوديين» إلى أهل مكة فقالوا لهما أنتم أهل الكتاب وأهل العلم فأخبرونا عنا وعن محمد فقالا أنتم خير وأهدى سبيلاً. والمعنى أنهم يفضلون الكفار على المؤمنين لجهلهم وقلة دينهم وكفرهم بكتاب الله الذي بأيديهم. والمخاطب في هذه الآية الرسول محمد r.# والمراد بالذين أوتوا نصيبًا من الكتاب في هذه الآية هم اليهود. والجبت: كلمة تقع على الصنم والكاهن والساحر ونحو ذلك. والطاغوت ما عبد من دون الله ورضي بذلك. ومناسبة الآية للباب: أنه إذا كان في أهل الكتاب من يؤمن بالجبت والطاغوت فالرسول r قد أخبر أن أمته ستفعل مثل ذلك. قال تعالى: }قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ{([2]). س: اشرح هذه الآية وبين وجه الدلالة منها؟ جـ: يقول الله تعالى لنبيه محمد r قل لهؤلاء اليهود هل أخبركم بشر جزاء عند الله يوم القيامة مما تظنونه بنا وهم أنتم أيها المتصفون بهذه الصفات المفسرة بقوله }مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ{ أي أبعده من رحمته }وَغَضِبَ عَلَيْهِ{ أي غضبًا لا يرضى بعده أبدًا وجعل منهم القردة والخنازير }وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ{ أي جعل منهم من عبد الطاغوت أي أطاع الشيطان فيما سول له. ووجه الدلالة من الآية: أنه إذا كان في اليهود من عبد الطاغوت فكذلك يكون في هذه الأمة لأنه r أخبر أن هذه الأمة ستتبع طريق من قبلهم. قال تعالى: }قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا{([3]). س: اشرح هذه الآية وبين وجه الدلالة منها؟ جـ: أي قال أصحاب الكلمة والنفوذ في زمن أصحاب الكهف قالوا نتخذ على أصحاب الكهف مسجدًا ليعرفوا فيقصدهم الناس ويتبركون بهم وهذا على جهة الذم لهم بدليل قوله r: «لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد» يحذر ما فعلوا. ووجه الدلالة من الأية: أنه إذا كان أهل الكتاب يتخذون المساجد على القبور فكذلك يكون في هذه الأمة بدليل قوله r: «لتتبعن سنن من كان قبلكم» متفق عليه. عن أبي سعيد رضي الله عنه أن رسول الله r قال: «لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه قالوا يا رسول الله اليهود والنصارى قال فمن» أخرجاه أي البخاري ومسلم. س: اشرح هذا الحديث وما معنى سنن، وما هي القذة، وما معنى قوله فمن؟ جـ: يخبر الرسول r في هذا الحديث أن هذه الأمة ستسلك طريق من قبلهم في كل ما فعلوه كما تشبه ريشة السهم الأخرى، والسنن: بفتح السين الطرق، والقذة: ريشة السهم. أراد النبي r أن هذه الأمة لا تترك شيئًا مما فعله اليهود والنصارى إلا فعلته وقد وقع كما أخبر وهو علم من أعلام النبوة. ومعنى قوله «فمن» أي فمن هم غير أولئك. ولمسلم عن ثوبان رضي الله عنه أن رسول الله r قال: «إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وإن أمتي ستبلغ ملكها ما زوى لي منها...» الحديث. س: ما معنى قوله r: إن الله زى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها... إلخ؟.# جـ: المعنى جمع لي الأرض حتى أبصرت ما تملكه أمتي من أقصى المشارق والمغارب منها. س: هل وقع ما أخبر به الرسول r من انتشار ملك أمته في المشارق والمغارب؟ جـ: نعم وذلك أن ملك أمته اتسع إلى أن بلغ طنجة وأسبانيا غربًا كما اتسع شرقًا حتى وصل إلى الهند والصين. س: ما المقصود بالكنزين في قوله r: «وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض» ومتى وجد ذلك؟ جـ: المقصود بهما كنز كسرى ملك الفرس وهو الأبيض لأن الغالب عندهم الفضة والجوهر، وكنز قيصر ملك الروم وهو الحمر لأن الغالب عندهم الذهب. وقد وجد ذلك في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقد سيقت إليه الكنوز بعد ما فتح المسلمون بلادهما. س: ما المراد بالسنة: بفتح السين في قوله r: وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة عامة؟ جـ: المراد بالسنة هنا الجدب والقحط الذي يكون به الهلاك العام. س: ما معنى قوله «وأن لا يسلط عليهم عدوًا من سواء أنفسهم فيستبيح بيضتهم». جـ: المعنى وأني سألت ربي لأمتي أن لا يسلط عليهم عدوًا من غيرهم من الكفار فيستولي عليهم.# س: وهل أعطاه الله ذلك؟ وما معنى بيضتهم، وما أقطار الأرض في قوله «ولو اجتمع عليهم من بأقطارها»؟ جـ: نعم أخبر r أن الله لا يسلط العدو على كافة المسلمين حتى يستولي على جميع ما حازوه من البلاد والأرض وهو معنى بيضتهم وقيل بيضتهم معظمهم وجماعتهم وإن قلوا ولو اجتمع عليهم من بأقطار الأرض وهي جوانبها. س: ما معنى قوله حتى يهلك بعضهم بعضًا ويسبي بعضهم بعضًا وهل حصل هذا؟ جـ: المعنى أن الله لا يسلط الكفار على معظم المسلمين وجماعتهم ما داموا متمسكين بدينهم ومجتمعين عليه. أما إذا حصل التفرق والاختلاف فيما بينهم والقتل والسبي من بعضهم لبعض فقد يسلط الكفار عليهم. وقد حصل هذا فسلط بعضهم على بعض كما هو الواقع بسبب اختلافهم وتفرقهم في الدين فانشغلوا بذلك عن جهاد العدو، فسلط عليهم. س: ما معنى قوله r عن ربه «إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد»؟ جـ: يعني إذا حكمت حكمًا مبرمًا نافذًا وقدرت قدرًا فإنه لا يرد بشيء ولا يقدر أحد على رده كما قال r: «ولا راد لما قضيت». س: ما المقصود بالأئمة المضلين الذين خافهم الرسول على أمته؟ جـ: المقصود بهم -والله أعلم- الأمراء والعلماء الظلمة والعباد الجهلة الذين يقتدي بهم الناس فيحكمون فيهم بغير علم فيضلونهم كما قال تعالى: }وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا{([4]).# س: ما معنى قوله r: «وإذا وقع عليهم السيف لم يرفع إلى يوم القيامة» وهل وقع ومتى؟ جـ: المعنى إذا تقاتلت هذه الأمة فإنه سيستمر القتال فيها إلى يوم القيامة وقد يكون بحق كقتال المسلمين الكفار وقد يكون بباطل كقتال المسلمين بعضهم لبعض. وقد حصل هذا من مقتل أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه واستمر على ذلك وكذلك يكون إلى يوم القيامة ولكن قد يكثر تارة ويقل أخرى ويكون في جهة دون أخرى. س: ما معنى قوله r: «ولا تقوم الساعة حتى يلحق حي من أمتي بالمشركين»؟ جـ: الحي واحد الأحياء وهي القبائل كما في الرواية الأخرى «حتى يلحق قبائل من أمتي بالمشركين» والمعنى أنهم يكونون معهم ويرتدون عن الإسلام ويلحقون بأهل الشرك. س: اذكر الشاهد من حديث ثوبان للباب؟ وما معنى فئام؟ جـ: الشاهد منه قوله «ولا تقوم الساعة حتى يلحق حي من أمتي بالمشركين، وحتى تعبد فئام من أمتي الأوثان» والفئام الجماعات الكثيرة وفي الرواية الأخرى «وحتى تعبد قبائل من أمتي الأوثان». س: ما معنى خاتم النبيين في قوله r: «وأنا خاتم النبيين»؟ جـ: أي آخرهم الذين ختموا به فلا نبي بعده. س: ما الذي يؤخذ من قوله r: «لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله تبارك وتعالى» وما # الطائفة وما المقصود بأمر الله؟ جـ: يؤخذ منه بشارة عظيمة أن الحق لا يزول بالكلية بل لا تزال عليه طائفة متمسكة به وهم العاملون بكتاب الله وسنة رسوله r، والطائفة الجماعة من الناس. والمقصود بأمر الله ما روي من قبض المؤمنين بريح طيبة ووقوع علامات الساعة العظام ثم لا يبقى إلا شرار الناس فعليهم تقوم الساعة والله أعلم. ***# ([1]) سورة النساء آية (51). ([2]) سورة المائدة آية (60). ([3]) سورة الكهف آية (21). ([4]) سورة الأحزاب آية (67). |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
قراقوش وتشويه التاريخ لعظماء الأمة | الحجاج بن يوسف | مواضيع عامة | 3 | 01-15-2009 02:26 AM |
أما آن أن نعود يا شباب الأمة | أم يارا | نور الإسلام - | 7 | 10-05-2008 11:52 AM |
رفسنجاني والقرضاوي يدعوان الأمة للوحدة ونبذ الاقتتال | المشتاق لله | نور الإسلام - | 17 | 10-13-2007 11:09 AM |
الأمة الاسلامية بين خيانة حكامها وخنوع علمائها | بيبرس سيف الدين | نور الإسلام - | 2 | 03-09-2007 01:52 AM |