|
نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||
| ||
موت النجاشي - مقتل الأسود العنسي ..-وعليك السلام .. خبيب موت النجاشي .. فكان النبي r يحبه ويهدي إليه .. فجهز له النبي r يوماً هدية فيها طيب ورداء .. وأرسل بها رسولاً إلى الحبشة .. أثيوبيا .. ولما انطلق الرسول إلى الحبشة .. قال r لأم سلمة t وكان قد تزوج بها حديثاً .. : قد أهديت للنجاشي أواق من مسك وحلة .. وما أراه إلا قد مات .. ولا أرى هديتي التي أهديتُ إليه إلا سترد إليَّ .. فإذا ردت إلي فهي لكِ .. فكان كما قال r .. مات النجاشى وردت إليه r هديته .. فلما ردت إليه الهدية أعطى كل امرأة من نسائه أوقية من ذلك المسك .. وأعطى سائره أم سلمة .. وأعطاها الحلة .. * * * * * * مقتل الأسود العنسي .. كان r في مجالسه مع أصحابه يحدثهم أحياناً بأحداث مستقبلية .. كخبره عن أشراط الساعة وغيرها .. ومن ذلك إخباره r عن أشخاص يدَّعون النبوة .. ومن هؤلاء الأسود العنسي اليمني .. الذي ادعى أنه نبي .. وتغلب على أهل اليمن حتى ملكها كلها .. وكان باليمن معاذ بن جبل t وأبو موسى الأشعري قد بعثهما النبي r إلى اليمن لدعوة أهلها .. فخرجا من اليمن لما رأيا تغلب الأسود عليها .. تمكن الأسود العنسي من اليمن .. وجعل أهل اليمن يرتدون عن الإسلام .. تزوج الأسود العنسي امرأة اسمها زاذ .. وكانت امرأة حسناء جميلة .. مؤمنة بالله تعالى مصدقة برسوله محمد r .. كانت زاذ امرأة صالحة .. لكن الأسود قتل زوجها وأكرهها على الزواج منه .. وكان لها ابن عم اسمه فيروز .. رجل صالح .. مضت الأيام والأسود العنسي يزداد طغيانه يوماً فيوماً .. أراد النبي r أن يقضي على فتنة الأسود .. لكن اليمن بعيدة .. وقيادة جيش كامل إلى اليمن فيه مشقة شديدة .. فبعث النبي r رسالة إلى أهل اليمن .. مع رجل اسمه وبر بن يحنس الديلمي .. يأمر المسلمين الذين هناك بمقاتلة الأسود العنسي والقضاء على فتنته .. فقام فيروز ودخل على بنت عمه زاذ امرأة الأسود .. وقال لها : يا ابنة عمي .. قد عرفت بلاء هذا الرجل لقومك .. قد قتل زوجك .. وطأطأ رؤوس قومك .. قتل رجالهم .. وفضح نساءهم .. فهل تعينينا عليه ؟ قالت : أعينكم على أي أمر ؟ قال : إخراجه من اليمن .. قالت المرأة : أو قتله ؟ قال : أو قتلة .. قالت : نعم .. والله ما خلق الله شخصاً هو أبغض إليَّ منه .. فما يقوم لله بحق .. ولا ينتهي له عن حرمة .. فإذا عزمتم على قتله فأخبروني .. أعلمكم بما في هذا الأمر .. استبشر فيروز بذلك .. وخرج من عندها واجتمع بأصحابه وجعلوا يتشاورون .. فبينما هم كذلك .. إذ مر بهم الأسود .. وقد جُمعت له مائة دابة ما بين بقرة وبعير .. فقام الأسود وخط خطاً في الأرض .. فأقيمت الدواب من وراء الخط .. صفاً واحداً .. وقام الأسود دونها .. فنحرها بسكين معه .. وهي غير مربوطة .. ولا معقّلة .. وهي تنصاع له .. ولا تقاوم .. ما يتقدم أو يتأخر عن الخط منها شيء .. حتى زهقت أرواحها !! وليس هذا غريباً .. فقد كان الأسود يستعمل الجن والشياطين والكهانة في التأثير .. وفي استكشاف أخبار الناس .. ويدعي أنه نبي يخبر الناس بالغيب !! ثم التفت الأسود إلى فيروز وقال : أحقٌ ما بلغني عنك يا فيروز ؟ لقد هممت أن أنحرك فألحقك بهذه البهيمة .. وأبدى الأسود له السكين ورفعها عليه .. فقال فيروز مهدئاً له : اخترتنا لصهرك .. وفضلتنا على الأبناء .. فلو لم تكن نبياً ما بعنا نصيبنا منك بشيء .. فكيف وقد اجتمع لنا بك أمر الآخرة والدنيا .. فلا تقبل علينا أمثال ما يبلغك .. فأنا بحيث تحب .. فرضي الأسود عنه .. وأمره بقسم لحوم تلك الأنعام .. ففرقها فيروز في أهل صنعاء .. ثم أسرع فرجع إلى الأسود .. فلما اقترب منه .. فإذا مع الأسود رجل يحرّضه على قتل فيروز .. وإذا الأسود يقول : أنا قاتله غداً وأصحابه .. ثم دخل الأسود داره .. ولم يعلم بفيروز .. فرجع فيروز إلى أصحابه فأعلمهم بما سمع من الأسود .. فاجتمع رأيهم على قتل الأسود قبل أن يقتلهم .. فمضى فيروز فدخل على زوجة الأسود فعرض عليها الأمر .. وكيف يقتلونه ؟ فقالت : إنه ليس من الدار بيت ولا حجرة .. إلا والحرس محيطون به .. غير هذا البيت .. وأشارت إلى غرفة منزوية في الدار .. فإن ظهر هذا البيت إلى مكان كذا وكذا من الطريق .. فإذا أمسيتم .. فانقبوا الجدار من الخارج على هذا البيت .. فإذا دخلتم فليس من دون قتله شيء .. وإني سأضع في البيت سراجاً وسلاحاً .. فوافقها فيروز على ذلك .. ثم قام خارجاً من عندها متخفياً .. وفجأة فإذا الأسود أمامه .. فقال له : ما أدخلك على أهلي ؟ وكان الأسود عنيفاً .. واشتد غضبه .. وهم بقتله .. فصاحت المرأة .. وقالت : ابن عمي .. ابن عمي .. جاءني زائرا .. فقال : اسكتي .. لا أبا لك .. قد وهبته لك .. فخرج فيروز على أصحابه فقال : النجاء .. النجاء .. وأخبرهم الخبر .. وأن الأسود اطلع عليه .. وشك في أمرهم .. فحاروا ماذا يصنعون .. فبعثت المرأة إليهم .. تشجعهم .. وتقول لهم : لا تنثنوا عما كنتم عازمين عليه .. فدخل عليها فيروز .. فاستثبت منها الخبر .. ثم دخل إلى الغرفة التي سينقبون جدارها .. وجعل ينقب الجدار من الداخل ليسهل عليهم العمل ليلاً .. ثم أقبل إلى غرفة زوجة الأسود .. فجلس عندها كالزائر لها .. فدخل الأسود فقال : وما هذا ؟ فقالت : إنه أخي من الرضاعة .. وهو ابن عمي .. فنهره الأسود وأخرجه .. فرجع فيروز إلى أصحابه .. فلما كان الليل .. نقبوا جدار ذلك البيت من الخارج .. فدخلوا .. فوجدوا فيه سراجاً تحت قدر مقلوب .. فأخذوه .. وأخذوا السلاح .. ولم يشعر بهم أحد .. ثم تقدم فيروز .. ودخل على الأسود .. فإذا الأسود نائم على فراش من حرير .. قد غرق رأسه في جسده .. وهو سكران يغط .. والمرأة جالسة عنده .. فعاجله ودق عنقه بالسيف .. وأقبل أصحاب فيروز فساعدوه .. وجعل الأسود يخور ويصيح .. فأقبل الحرس مسرعين إلى غرفة نومه .. فقالوا : ما هذا ؟ ما هذا ؟!! فخرجت إليهم المرأة وقالت : النبي يوحي إليه !! فرجعوا .. وصدقوا أنهم نبيهم يوحى إليه ..!! فلا ينبغي قطع الوحي عليه .. وفي الصباح خرج فيروز مع أصحابه .. وألقوا رأس الأسود إلى الناس .. وجعلوا يؤذنون قائلين : اشهد أن محمداً رسول الله .. اشهد أن محمداً رسول الله .. وانطفأت فتنة الأسود العنسي بقتله .. هذا ما حدث في اليمن .. في صنعاء .. أما في المدينة .. فقد أتى الخبر إلى النبي r من السماء في الليلة نفسها .. فلما جلس مع أصحابه .. قال : قتل العنسي البارحة .. قتله رجل مبارك .. من أهل بيت مباركين .. قيل : ومن ؟ قال : فيروز .. فيروز .. وبعدها بثلاثة أيام .. توفي النبي r .. فهذا أيضاً من أعلام نبوته r أنه تكشف له بعض المغيبات الواقعة في بلاد بعيدة .. * * * * * * وعليك السلام .. خبيب ..!! يا رسول الله .. إن فينا إسلاماً .. فابعث معنا نفراً من أصحابك .. يفقهوننا في الدين .. ويقرئوننا القرآن .. ويعلموننا شرائع الإسلام .. فبعث رسول الله r معهم نفراً ستة من خيار أصحابه .. وهم : مرثد بن أبي مرثد الغنوي .. وخالد بن البكير الليثي .. وعاصم بن ثابت .. وخبيب بن عدي .. وزيد بن الدثنة .. وعبد الله بن طارق ..رضي الله عنهم .. فخرجوا مع القوم .. وكانوا يمرون بقبائل كافرة .. ويتخفّون .. حتى وصلوا إلى موضع اسمه "الرجيع " .. وهو قريب من قبيلة هذيل .. فسمعت بهم قبيلة هذيل .. فخرج إليهم مائة فارس من هذيل .. فاقتصوا آثارهم .. حتى أتوا منزلاً نزلوه فوجدوا فيه نوى تمر تزودوه من المدينة .. فقالوا : هذا تمر يثرب .. فتبعوا آثارهم حتى لحقوهم .. فلما أدركوهم .. هجموا عليهم .. فلجأ الصحابة إلى هضبة .. فأقبل القوم فأحاطوا بهم .. وحاولوا الصعود إليهم .. فلم يقدروا .. فقالوا للصحابة : لكم العهد والميثاق .. إن نزلتم إلينا ألا نقتل منكم رجلاً .. فقال عاصم : أما أنا فلا أنزل في ذمة كافر .. ثم رفع بصره إلى السماء وقال : اللهم أخبر عنا رسولك r .. فثار الهذليون .. وقاتلوا الصحابة وجعلوا يرمونهم بالنبل .. حتى قتلوا عاصماً وأصحابه .. وبقي خبيب بن عدي .. وزيد بن الدثنة .. وعبد الله بن طارق .. فناداهم القوم .. وأعطوهم العهد والميثاق .. فاستسلموا لهم .. فنزل الصحابة إليهم .. فلما استمكنوا منهم .. حلوا أوتار قسيهم .. فربطوهم بها .. فقال عبد الله بن طارق : هذا أول الغدر .. وأطلق يده من الرباط .. وأخذ سيفه .. وتأخر عنهم .. ورفع السيف .. وكان شجاعاً قوياً .. فلم يجرؤوا على الاقتراب منه .. فأخذوا يرمونه بالحجارة .. حتى مات t .. وانطلقوا بخبيب .. وزيد .. حتى باعوهما بمكة .. فاشترى خبيباً بنو الحارث بن عامر .. وكان خبيب قد قتل الحارث في معركة بدر .. وأما زيد .. فابتاعه صفوان بن أمية .. ليقتله عوضاً عن أبيه الذي قتله المسلمون في معركة بدر .. ودفعه صفوان إلى عبد له اسمه نسطاس .. ليقتله .. خرج به نسطاس من مكة ليقتله .. واجتمعت قريش .. لتراه .. فيهم أبو سفيان بن حرب .. فقال له أبو سفيان - حين رأى زيداً مربوطاً ليقتل - : أنشدك بالله يا زيد : أتحب أن محمدا الآن عندنا .. مكانك نضرب عنقه .. وأنك في أهلك ؟ فقال : والله ما أحب أن محمداً الآن في مكانه الذي هو فيه .. تصيبه شوكة تؤذيه .. وأني جالس في أهلي .. فقال أبو سفيان : ما رأيت من الناس أحداً يحب أحداً .. كحب أصحاب محمد محمداً ( r ) .. ثم قتله نسطاس .. فرضي الله عن زيد .. وأما خبيب بن عدي .. فحبسوه أياماً .. فرأوا منه عجباً !! قالت ماوية وهي جارية عندهم : حبسوا خبيباً في بيتي .. فلقد اطلعت عليه يوماً .. وإن في يده عنقوداً من عنب كبير مثل رأس الرجل .. يأكل منه ..!! وما أعلم في وقته في أرض الله عنباً يؤكل .. وقال لي حين أجمعوا على قتله : ابعثي إلي بحديدة ( سكين أو موسى ) أتطهر بها قبل القتل .. أراد أن يزيل بها بعض الشعر من جسده .. قالت : فناولت غلاماً لي سكيناً حادة .. فقلت له : أدخل بها على هذا الرجل البيت فأعطه إياها .. فلما ذهب الغلام .. ندمت وقلت : ماذا صنعت !! أصاب والله الرجل ثأره .. يقتل هذا الغلام فيكون رجلاً برجل .. فلما ناوله السكين .. أخذها من يده .. ثم قال : لعمرك ما خافت أمك غدري حين بعثتك بهذه الحديدة إلي .. ثم خلى سبيله .. ثم خرجوا بخبيب ليصلبوه .. فلما عاين الموت .. قال لهم : إن رأيتم أن تدعوني حتى أركع ركعتين .. قالوا : دونك فاركع .. فركع ركعتين أتمهما وأحسنهما .. ثم أقبل على القوم فقال : أما والله لولا أن تظنوا أني إنما طولت جزعاً من القتل لاستكثرت من الصلاة .. فكان خبيب t أول من سن للمسلمين هاتين الركعتين عند القتل .. ثم رفعوه على خشبة .. فلما أوثقوه .. رفع بصره إلى السماء وقال : اللهم إنا قد بلغنا رسالة رسولك .. فبلغه الغداة ما يصنع بنا .. ثم دعا عليهم فقال : اللهم أحصهم عدداً .. واقتلهم بدداً .. ولا تغادر منهم أحداً .. ثم قال : ولست أبالي حين اقتل مسلما * على أي شق كان في الله مصرعي وذلك في ذات الإله وإن يشأ * يبارك على أوصال شلو ممزع ثم قتلوه .. هذا ما حدث في مكة .. وعلى بعد أكثر من أربعمائة كيل .. في المدينة .. وفي اللحظة نفسها التي استشهد فيها خبيب .. كان التأثر بادياًً على رسول الله r وهو بين أصحابه .. وهو يهم أن يخبرهم بخبر إخوانهم الذين أرسلهم دعاة .. فإذا هم شهداء .. فقال r : وعليك السلام خبيب .. وعليك السلام .. ثم قال : خبيب .. قتلته قريش .. * * * * * * |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |