|
أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه هنا توضع المواضيع الغير مكتملة او المكرره في المنتدى او المنقوله من مواقع اخرى دون تصرف ناقلها او المواضيع المخالفه. |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#266
| ||
| ||
وانت الاروع لأنك نقلتي لنا هذه القصة الرائعة انتظر النهاية بفارغ الصبر تحياتي لك |
#267
| ||
| ||
و مرورك يجنن أكثر و التكملة في الطريق
__________________ ?Đō ũ bεĪεīνε īή Ļύν Ļīķε Ĩ bεĪεīνε Ĩή ρaīή |
#268
| ||
| ||
اقتباس:
العفو حبيبتي مرورك اللي اروع
__________________ ?Đō ũ bεĪεīνε īή Ļύν Ļīķε Ĩ bεĪεīνε Ĩή ρaīή |
#269
| ||
| ||
و هالآن أعزائي احط لكم آخر سطور هذه الرواية انا مقسمتها على اثنين الجزء الأخير "...." تصفح خالد الصحيفة للمرة الثانية لهذا اليوم.. وهو يشعر بالملل من وجوده بالمشفى كل هذا الوقت..لقد اجروا له اغلب الفحوصات التي يتأكدون منها انه سليم معافى.. فلم عليه البقاء لوقت اطول؟.. وكلما سال ممرضة.. قالت له انها تعليمات الطبيب المشرف على حالته.. وخصوصا وانه قد كان في غيبوبة دامت الشهر تقريبا.. ووضع الصحيفة جانبا.. عندما سمع صوت فتح باب الغرفة.. والتفت ليرى ملاك تحرك عجلات مقعدها لتتقدم منه وتقول بابتسامة: كيف حالك اليوم يا ابي؟.. قال مبتسما: بخير حال مادمت قد شاهدت ملاكي الصغير قد أتى لزيارتي.. سألته ملاك قائلة: الم يكتب لك الطبيب تصريحا بالخروج بعد يا ابي؟ .. قال بضجر: لا.. ولكن سأنتظر ليومين فقط.. واذا لم يكتب لي الطبيب هذا التصريح.. فسأخرج على مسئوليتي .. ابتسمت ملاك قائلة: واخيرا ستعود الامور كما كانت في السابق.. واعود لاعيش معك في منزلنا من جديد.. رمقها والدها بنظرة ذات معنى قائلا: ومازن؟.. ظهر الاضطراب على ملامح ملاك وقالت بارتباك: مازن.. اومأ خالد برأسه وقال: اجل.. مازن.. زوجك.. الم تفكري به؟.. ربما لا يقبل ان تعودي معي الى المنزل.. ويقيم حفل زفاف لك وله.. لكي تكوني معه الى الابد.. قالت ملاك برجاء: لا اريد سوى ان انفصل عنه واعود معك.. ارجوك يا ابي.. ساعدني على ذلك.. تطلع لها والدها بجدية وقال: ولو انفصلت عنه.. تظنين ان ذلك سيسعدك.. او سيصلح ما انكسر.. ابدا يا ملاك.. انت وحدك مع مازن.. يمكنكما ان تصلحا ما فات.. بأن تعوضا بعضكما عن كل ايام الحزن والالم والمعاناة.. قالت ملاك وهي تشيح بوجهها : ابي .. لا اريد ان اتحدث في هذا الموضوع.. ارجوك.. ادار والدها وجهها اليه وقال وهو يتطلع الى عينيها مباشرة: لا تكابري يا ملاك.. انت لا تزالين تحبينه.. والا لما كانت هذه القلادة تحتل عنقك حتى الآن.. رددت ملاك بدهشة : القلادة؟.. ومن ثم نقلت نظراتها الى القلادتين التي تحتلان عنقها.. في حين واصل والدها قائلا: اتعرفين ما الشيء المشترك بين هاتين القلادتين يا صغيرتي؟.. واردف وهو يضع كفه على كتفها و يميل نحوها.. وبصوت اقرب الى الهمس: انهما لأغلى الناس على قلبك.. رفعت ملاك رأسها له وقالت وهي تتسائل بارتباك: وكيف عرفت ان هذه القلادة من مازن؟.. ابتسم والدها وقال : مجرد تخمين.. فأولا هي من الماس .. أي باهضة الثمن.. والشيء الآخر انها تحمل حرف "m ".. الحرف الاول من اسم مازن.. قالت ملاك وهي تتطلع الى والدها بابتسامة باهتة: وربما كانت من مها.. هز والدها كتفيه وقال: ربما.. لكني خمنت انها من مازن.. وقد كنت على حق.. واستطرد قائلا بتساؤل: لكن مع من جئت الى هنا؟.. لا ارى احدا معك.. قالت ملاك مجيبة: جئت مع مها.. لكنها ذهبت لشراء العصير وستعود بعد قليل.. قال والدها مواصلا في تساؤلاته: واين مازن؟.. لم اره منذ يومين.. توترت ملاك لذكرى الامس.. وقالت وهي تزدرد لعابها: لقد سافر.. قال والدها وهو يعقد حاجبيه متسائلا باهتمام: والى اين ذهب؟ .. زفرت ملاك بحرارة ومن ثم قالت: لقد قالت لي مها.. انه قد سافر الى فرنسا .. من اجل عمل يتعلق بشركتك.. ارتسمت ابتسامة على شفتي خالد وهو يقول: ارأيت بنفسك يا ملاك؟.. لقد سافر وتغرب عن اهله.. في مكان يجهل مناطقه وشوارعه تقريبا.. من اجل امر يعني شركتي.. الم اقل لك ان هذا الشاب يستحق الاعجاب حقا؟.. قالت ملاك وكأنها تريد ان تبرر لنفسها: بالتأكيد قد فعل ذلك من اجل وظيفته وراتبه ..فهو بالتأكيد لا يريد ان يخسر أي ... قاطعها والدها قائلا: انسيت انه قد استلم مكاني بشكل مؤقت في الشركة؟.. وسيتركه بعد ان اغادر انا المشفى .. ثم انه لم يستلم أي راتب.. فمنصبه يخوله للحصول على ارباح الشركة التي يحولها هو الى حسابك يا ملاك.. فأنت مالكة الشركة الحقيقية.. قالت ملاك بحيرة: اتعني انه كان يعمل كل تلك المدة في الشركة دون أي مقابل؟.. اومأ والدها برأسه .. فقالت وحيرتها تشتد: اذا لم كان يعمل فيها من الاساس؟؟.. لم اتعب نفسه مقابل لا شيء؟.. قال والدها وهو يتطلع اليها وبلهجة ذات مغزى: ربما كان في البداية اهتماما بابنة عمه.. وبعدها .. تحول ذلك الى حب بزوجته التي تطلب منه الانفصال بعدكل ما فعله لاجلها.. قالت ملاك وهي تتطلع الى والدها بنظرات حائرة ومستغربة: لم اذا لم يخبرني أي شيء عن هذا الامر؟.. لو كان اخبرني لمنحته راتب شهري على الاقل.. - لقد كان يملك توكيل شامل على املاكك.. ومع هذا كان اهلا للمسئولية.. كل جهده الذي بذله في نهوض الشركة.. كان لأجلك وحدك يا ملاك..دون أي مقابل او حتى كلمة شكر.. وبعد كل هذا لا تريدينني ان اقف في صف مازن.. وارفض مطلبك بالانفصال عنه.. قالت ملاك بعينين راجيتين: لكن يا ابي.. انا لم اكن اعلم بكل هذا.. لم اكن اريده ان يتفضل علي بجميله او... قاطعها صوت فتح باب الغرفة.. ومها التي دلفت منه وهي تقول بابتسامة: صباح الخير.. التفت لها خالد وقال بابتسامة: صباح الخير.. كيف حالك يا مها؟.. جلست مها على مقعد مجاور لفراش عمها وقالت : في خير حال.. كيف حالك انت يا عمي؟.. ومتى ستغادر المشفى؟.. قال خالد بضجر: لو كان الامر بيدي لغادرت الآن.. قالت مها بمرح: االى هذه الدرجة مللت؟.. اجابتها ملاك هذه المرة وهي تلتفت لمها قائلة: لقد طالت فترة بقاء ابي هنا حقا.. - بالتأكيد يريدون اجراء فحوصات شاملة قبل ان يغادر المشفى.. قال حالد في تلك اللحظة: دعينا من هذا الامر الآن .. واخبريني يا مها.. لو طلبت منك طلبا ستنفذينه.. قالت مها باستغراب: بالتأكيد.. تفضل.. قال خالد وهو يلتفت الى ملاك: اعلم ان ملاك تعتبرك كشقيقة لها.. لهذا اريد ان تنزعي من رأسها فكرة الانفصال هذه .. قالت ملاك باستنكار: ابي.. لا شأن لمها بهذا الامر.. التفت خالد الى مها مرة اخرى دون ان يهتم بما قالته ملاك وقال: اتفعلين يا مها؟.. ابتسمت مها وقالت : بكل تأكيد.. فأمنيتي ان ارى مازن وملاك معا الى الابد.. قالت ملاك في تلك اللحظة في حنق: الم تكوني انت من يحذرني منه دائما في الماضي؟.. اومأت مها برأسها وقالت وابتسامتها تتسع: بلى ولكن هذا كان في الماضي.. وقد تغير كل شيء الآن.. واردفت قائلة: ااخبرك ماذا قال لي مازن في آخر محادثة؟.. وطلب مني توصيله اليك.. ودون ان تنتظر جوابا من ملاك استطردت قائلة وهي تحاول ان تتذكر ما قاله مازن: لقد قال .. اخبري ملاك اني لا استطيع الابتعاد عنها ..و اني احبها ولا اتخيل فتاة تشاركني حياتي سواها..اخبريها اني سأفعل أي شيء لأجلها ..فقط فلتسامحني على ما اقترفته يداي.. وعلى الرغم من ان الكلمات التي قالتها مها قد لاقت صدى في نفس ملاك.. الا انها قالت مكابرة: لا يهمني ما يقوله.. قال خالد في تلك اللحظة بصوت حاد: دعيها يا مها.. دعيها فهي عنيدة ولن تفعل الا ما تريده.. ولكن بعدها ستندم على قرارها هذا.. وستتمنى لو يعود الزمن الى الوراء ولو دقيقة.. لتصلح ما افسدته بعنادها ومكابرتها.. التفتت ملاك الى والدها وقالت بصوت مختنق: اليس من حقي طلب الانفصال يا ابي بعد كل ما فعله بي.. لقد طعن قلبي بكل قسوة .. جعلني ابكي ليال بكل حرقة والم.. لقد داس على كرامتي.. ورفضني لاني عاجزة.. عاجزة يا ابي.. اتريدني بعد كل هذا ان اقبل ان اواصل معه حياتي الى الابد.. تنهد والدها وقال: الا تفهمين يا ملاك؟.. كان ذلك ماض وانتهى .. ومن يحب يغفر لحبيبه.. وان كنت ستضعين حواجز الكرامة بينكما.. فصدقيني لن تهنئا ابدا بعدها.. صمتت ملاك ولم تجد ما تقوله.. وآثرت الصمت وقد استغربت تبدل الادوار بهذا الشكل.. فبعد ان كانت هي التي تدافع عن مازن بكل قوة.. وتحاول تحسين صورته امام الجميع الذين يحذرونها منه..اصبحت هي الآن.. ترفضه وتبتعد عنه ..والجميع من حولها يحاولون تحسين صورته لها.. لكن.. ربما كان لابتعاد مازن المفاجئ.. تأثير على قرارها.. ستفكر جيدا في فترة غيابه.. وبعدها ستتخذ قرارها الاخير والنهائي..والذي لن تتراجع عنه ابدا.. ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ ارتقت مها درجات السلم بعد ان عادت مع ملاك من المشفى ..والتقطت هاتفها المحمول من حقيبتها والذي اصدر ضجيجا في المكان من رنينه المتواصل.. وقبل ان ترى من هو المتصل .. سمعت صوتا يهتف باسمها.. فالتفتت الى صاحبه ومن ثم قالت : كمال.. ماذا تريد؟.. قال كمال وهو يتقدم منها : الحديث معك.. عادت لتهبط درجات السلم وقالت وهي تعقد ذراعيها امام صدرها: ها انذا اسمعك.. جذبها من كفها وقال وهو يسير معهاباتجاه الردهة: لنجلس اولا.. لكنها جذبت كفها منه وقالت وهي تتوقف في مكانها وقد ظهر القلق جليا على ملامحها: ما الذي حدث؟.. لوح كمال بكفيه مهدئا ومن ثم قال: سأخبرك.. لقد حدثت والدي بشأن الموضوع الذي بدأه مازن معه.. وحاولت اقناعه بأن يرفض احمد كزوج لك قدر الامكان.. لكن ... خفق قلب مها بتوتر وخوف وقالت بكلمات مرتجفة: لكن .. ماذا؟.. قال كمال وهو يهرب بنظراته بعيدا: لقد قال لي ان الامر هذا في صالح العائلة وقد يتسبب بخسارة كبيرة لشركته.. ومع هذا قرر التفكير جيدا فيه عندما عرض عليه مازن الامر .. وفي النهاية اتخذ قراره الذي لن يتراجع عنه مهما حدث.. صمت كمال فجأة.. فقالت مها وقد بدأ قلبها يختلج بين ضلوعها: كمال لا تصمت هكذا.. اكمل ارجوك.. اطرق كمال براسه ومن ثم قال: وقد كان قراره ..هو .. بتر عبارته ومن ثم قال وهو يرفع رأسه لها.. وبابتسامة: هو رفض هذه الزيجة مهما كانت العواقب.. تطلعت له مها بعدم فهم او استيعاب.. وقالت وهي تتطلع اليه بنظرات حائرة: ماذا قلت؟.. لم اسمعك يا كمال.. امسك كمال بكتفيها وقال بفرحة: لقد رفض والدي احمد .. رفضه الى الابد.. لقد تخطيت كل العواقب يا مها.. وستتزوجين ممن تحبين قريبا.. فهنيئا لك.. قالت مها بغير تصديق ..وهي تشعر انها تتوهم ما سمعته: انت تمزح يا كمال .. اليس كذلك؟.. فوالدي قد كان مصرا على زواجي من احمد بشدة و... قاطعها كمال وهو يضغط على كتفيها بحنان: وقد تراجع عن قراره الآن يا مها.. فقد قال لي عندما تحدثيت اليه في الامر ..(لقد كادت مها ان تضحي بنفسها وسعادتها من اجلي ومن اجل الشركة.. فكيف لا اقابل تضحيتها هذه بالشيء البسيط؟ .. واحاول ان ارسم طريق سعادتها..مع الشخص الذي اختاره قلبها).. قالت مها وهي غير قادرة على التصديق: انت تكذب.. بالتأكيد هذا مجرد حلم.. بالتأكيد هو كذلك.. لا اصدق .. ان والدي يقول شيء كهذا.. اقسم .. اقسم على ذلك يا كمال.. ابتسم كمال وقال وهو يتطلع الى عينيها مباشرة: اقسم على ان هذا ما حدث.. وهذا ما قاله والدي.. ترقرقت الدموع في عيني مها وقالت بصوت قلق ممزوج بالفرح: لا اريد ان استيقظ من هذا الحلم الجميل ابدا يا كمال.. لا اريد .. لم يعلق كمال على عبارتها واكتفى بالصمت.. في حين قالت هي وهي تتطلع اليه بامتنان: اشكرك يا كمال.. لا اعرف ماذا اقول.. او ماذا افعل.. لكنك قد قدمت لي جميلا لن انساه لك طوال عمري.. قال كمال بهدوء وهو يبعد كفيه عن كتفيها: ليس انا من اقنع والدي.. او حاول تغيير رأيه.. لقد كنت مجرد شخص اراد اكمال ما فعله شقيقه.. لكنه وجد في النهاية ان دوره قد انتهى.. لهذا لا توجهي الشكر لي.. بل وجهيه لمازن.. انه يستحقه اكثر مني.. على الاقل هو من استطاع تغيير افكار والدي اخيرا تجاه هذه الزيجة.. تطلعت مها الى كمال لفترة من الوقت.. ومن ثم قالت بابتسامة وهي تمسح دموع الفرج: لا تقل هذا يا كمال.. على العكس .. لقد حاولت مع والدي كثيرا.. وقد وقفت في وجه عمي .. فلولا الله تعالى..ومن ثم انت ومازن.. لكنت تزوجت احمد الآن .. قال كمال وهو يتطلع الى ابتسامة الفرح التي تضيء وجهها: اهم شيء عندي الآن هو ان تكوني سعيدة يا مها.. قالت مها في سرعة وكأنها لم تسمع عبارة كمال: سأبلغ حسام بهذا الامر.. ومن ثم سأذهب لشكر والدي على موقفه تجاهي.. لكن يجب علي شكر والدي اولا.. اليس كذلك؟.. ابتسم لها كمال وقال وهو يهز كتفيه: كلا الامر سيان لدي.. اسرعت مها تقول وهي تتجه نحو غرفة مكتب والدها: سأذهب اليه اولا واشكره.. وتابعها كمال بنظراته وهو يراها تدلف الى غرفة المكتب .. ومن ثم تهتف قائلة : والدي.. ارتفعت انظار والدها عن الصحيفة التي كان يقرأها .. وقال متسائلا: اجل يا مها.. اقتربت منه مها وقالت وابتسامة تتراقص على شفتيها: هل هو صحيح ما اخبرني به كمال؟.. ارفضت زواجي من احمد حقا؟!.. ارتسمت ابتسامة هادئة على شفتي والدها وقال: اجل.. رفضته .. شعر امجد بالدهشة عندما شاهد مها تندفع نحوه وتعانقه وهي تقول بلهفة وامتنان: لو تعلم كم انا شاكرة لك يا والدي.. لقد ارحتني من افظع كابوس عشته في حياتي.. لم تعلم مها ان بكلماتها هذه قد ضايقت والدها .. واشعرته بحجم المعاناة التي كان سببا فيها لها.. كما شعر بتأنيب الضمير الذي ابى ان يفارقه منذ ان تحدث اليه مازن قبل يومين.. وقال وهو يتطلع الى مها التي ابتعدت عنه قليلا: وانا يكفيني ان اراك سعيدة في حياتك يا مها.. تطلعت مها الى والدها بامتنان وحب .. في حين اردف هو قائلا بابتسامة:واخبري حسام.. ان يأتي الى منزلي في أي وقت.. فسأجيبه بالموافقة هذه المرة.. هتفت مها بفرح: احبك يا والدي.. واسرعت تقبل وجنته قبل ان تقول في سرعة وفرح: سأذهب لاخبار حسام في الحال.. تطلع والدها الى الفرحة التي كانت تشرق على وجهها..وهي تسرع مغادرة المكتب.. وامتدت كفه لتلمس وجنته التي قبلتها مها منذ قليل.. منذ متى لم يشعر بحب ابناءه له؟.. منذ متى لم يشعر هو ابناءه بحبه لهم؟.. لأول مرة يشعر ان احد ابناءه يحبه بحق.. يبدوا ان خالد كان افضلنا .. فقد حصل على كل شيء.. الشركة التي استطاع ان ينقذها من الافلاس بذكاءه بعد ان تخلينا عنه جميعا.. وحب ملاك.. ابنته الوحيدة له.. اما نحن فلم نحضى الا على المال والاملاك.. وخسرنا اروع شيء في هذه الدنيا.. أبنائنا.. ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ لننتقل الى تلك الغرفة التي تحتل احد زوايا منزل امجد بالطابق الارضي.. ولنتوقف عند تلك الفتاة التي كانت تتطلع الى شاشة هاتفها المحمول.. والى تلك الرسالة التي كانت تقرأها لعدة مرات دون أن تبدي أي ردة فعل..كانت كلمات تلك الرسالة تقول ( لا اعلم ان كان الامر سيهمك ام لا.. لكني احببت ان اخبرك اني قد وصلت الى مطار فرنسا بالسلامة) .. هذه الرسالة ارسلها لها مازن قبل ساعة فقط.. لا تعلم لم شعرت براحة عندما قرأتها.. ربما لان مكانة مازن في قلبها لا تزال كما هي.. وانها وان كانت تريد الانفصال منه.. بالتأكيد فهي لا تتمنى له الا كل خير.. وخفق قلبها وهي تتمنى لو كانت لديها الجرأة او الشجاعة لتعيد ارسال رساله له .. او تتصل به لتطمئن عليه.. لكن شجاعتها خانتها وهي تجد نفسها تضع الهاتف على الطاولة المستديرة والصغيرة الحجم الموجودة في وسط الغرفة ..وحركت عجلات مقعدها لتتجه الى طائرها وتقول وهي تتنهد: اخبرني انت يا مازن.. هل ما افعله صحيحا ام لا؟.. احيانا اجد نفسي اسامح مازن على كل ما فعله.. واحيانا اخرى.. ارى نفسي اقسو عليه كما لم اعتد ان اقسو على احد..لقد قال ابي .. ان مازن قد تغير من اجلي.. لهذا يستحق ان اسامحه وابدأ معه صفحة جديدة.. لكن لا تزال كرامتي حاجزا بيني وبينه.. صدقني يا مازن.. لقد جرحني .. طعني في الصميم.. اتمنى لو كنت استطيع ان اسامحه ..وانسى كل ما فعله بي.. لاختفى الحزن من حياتي الى الابد .. ولم تمض دقائق حتى افاقت من افكارها على صوت رنين هاتفها المحمول.. لم ترد الاجابة على احد في الوقت الحاضر لهذا تجاهلته ولم تلتفت له حتى ..وتوقف الرنين بعتة ليسود الهدوء اركان الغرفة.. لكنه عاود من جديد بعد دقائق.. وخطر على ذهنها بغتة شيئا غاب عنها طويلا.. هذا الهاتف لا احد يعلم برقمه غير مازن ومها..وبما ان مها موجودة معها في المنزل ذاته.. فان الشخص الذي يتصل الآن.. هو مازن.. ووجدت يداها تدفعان مقعدها و تقودانها الى هاتفها.. وكأن هناك شيء يجذبها اليه.. وسرت في جسدها قشعريرة وهي تتطلع الى اسم مازن الذي يضيء على شاشة هاتفها... كانت تود ان تجيب.. كانت تود ان تفعل حقا.. لكن كرامتها عادت لتقف حاجزا بينهما.. وخانتها شجاعتها للمرة الثانية.. لتجعلها تعيد هاتفها على الطاولة دون ان تكترث له .. وتتطلع من نافذة غرفتها.. وهي تصم اذنها عن ذلك الرنين المتواصل للهاتف .. وعلى الجانب الآخر كانت مها تتحدث الى حسام عبر الهاتف .. وتقول بصوت متلهف: اقسم لك.. هذا ما حدث.. انا نفسي لم استطع التصديق عندما اخبرني كمال بالامر.. قال حسام وهو غير مصدق لما يسمع: ان كانت هذه مزحة يا مها.. فأخبريني الآن.. فقلبي لم يعد يتحمل الصدمات .. ضحكت مها وقالت:من قال انها مزحة؟.. ثم لقد اقسمت لك للتو.. وشيء آخر ايضا.. لقد قال والدي ان اخبرك بأن تأتي في أي وقت تريده.. فاجابته ستكون الموافقة هذه المرة.. قال حسام في سرعة ولهفة: اذا .. مع السلامة.. قالت مها باستغراب: الى اين؟.. لم انهي حديثي بعد.. قال حسام بجزم مصطنع: سآتي لخطبتك الآن.. قالت مها بمرح: لا تكن مجنونا هكذا.. قال حسام بحنان: مجنون بك فقط.. واردف قائلا وقلبه يخفق في سعادة ونشوة: وسأحاول ان آتي في اقرب وقت لطلب يدك.. اريد ان اعوض ما فاتنا من ايام.. وان اعوض كل ما شعرنا به من حزن وحرمان.. قالت مها بخجل: تفضل في أي وقت.. المنزل منزلك.. قال حسام في سعادة: سأذهب لاخبر والدي واناقشه في الموضوع.. ومن ثم سأعود واتصل بك.. قالت مها وقد ابتسمت بسعادة: حسنا .. سأنتظرك.. قال حسام بحب ويصوت متهدج: احبك يا ايتها الحمقاء.. وسأعد الايام والليالي حتى تكوني لي وحدي.. توردت وجنتي مها بخجل.. واطرقت برأسها لتقول بصوت مرتبك: ولم تشتمني اذا؟.. ضحك حسام قائلا: لان اكثر ما يجذبني اليك هو حماقتك.. عقدت مها حاجبيها وقالت بضيق: ظريف جدا.. ابتسم حسام وقال في سرعة: اعلم.. والآن لا تأخريني لأكثر من هذا.. سأذهب لاتحدث مع والدي.. الى اللقاء .. تنهدت براحة وقالت: الى اللقاء.. وانهت المكالمة.. ولم تعلم لحظتها كيف تعبر عن السعادة التي تشعر بها.. لقد وجدت نفسها تسير في الغرفة جيئة وذهابا .. وتتطلع الى نصف القلب الذي اهداه لها حسام.. ومن ثم تسرع في خطواتها لتتجه الى خارج الغرفة.. كانت تريد ان يعلم العالم بأسره ان الكابوس قد انتهى.. وانها سترتبط بالانسان الذي احبته اخيرا.. وهبطت على الدرجات السلم على عجل.. حتى انها كادت ان تتعثر لمرة او اثنتين.. لكنها ضحكت على تصرفها الطفولي.. وهي تسير في خطوات اقرب الى العدو في الردهة.. ومن ثم دارت حول نفسها وهي تقول بابتسامة سعيدة: لم اكن اعلم ان العالم بهذا الجمال من قبل.. والقت بنفسها اخيرا على الاريكة..وهي تبتسم بسعادة.. وخفقات قلبها تنبض في سرعة وفرح..واغمضت عينيها وهي تتمنى ان لا تستيقظ من هذا الحلم ابدا..لكن رنين الهاتف المزعج ارغمها على فتح عينيها.. والنهوض من مجلسها.. لتتوجه اليه.. وهي تقول بملل: من هذا المزعج الذي يتصل في مثل هذا الوقت؟.. ورفعت سماعته لتقول: اهلا.. جاءها صوت شاب يقول: كيف حالك ايتها المزعجة؟.. صرخت مها قائلة بلهفة: مازن!... ضحك مازن وهو يقول: اجل اعرف اني مازن.. لا داعي لأن تسمع المنطقة بأكملها اسمي.. سألته مها بلهفة: كيف حالك؟.. ومتى وصلت الى فرنسا؟ .. قال مازن بابتسامة باهتة: بخير.. لكني متعب من الطائرة.. ولقد وصلت قبل ساعة.. لكني استقريت في الفندق للتو.. قالت مها متسائلة بمرح: وكيف هي فرنسا؟.. قال مازن وهو يجلس على طرف الفراش في الغرفة التي استأجرها بالفندق.. ويفتح اول زرين من ازرار قميصه: لم ار غير شوارعها حتى الآن..اخبريني انت ما هي احوالكم؟ .. قالت مها مبتسمة بمرح: جميعنا بخير .. ولدي خبر سيسعدك بكل تأكيد.. تمنى مازن لو كان هذا الخبر يعني ملاك.. وقال متسائلا باهتمام: اخبريني اياه على الفور.. ابتسمت مها بفرح: والدي قد اقتنع اخيرا وقرر رفض احمد.. ومع ان مازن قد شعر بخيبة امل لانه كان يظن ان ما ستقوله مها يخص ملاك او تراجعها عن قرارها في الانفصال.. لكنه قال بابتسامة واسعة: مبارك.. انا سعيد لأجلك.. جيد ان والدي قد اقتنع اخيرا.. لقد كنت اخشى عليك من احمد.. ولا تنسي .. عندما اعود اريد ان احضر حفل خطبتك على حسام .. ابتسمت مها بخجل وقالت: الفضل في اقتناع والدي.. يعود اليك بعد الله .. قال مازن بمزاح ساخر: كل ما فعلته هو اني اردت ان اتخلص من شقيقتي المزعجة باسرع طريقة.. ولم يكن هناك طريقة اسرع من تزويجها من حسام.. لكي تصمتها الفرحة الى الابد .. قالت مها بحنق: سخيف.. ودمك ثقيل.. تجاهل مازن عبارتها وقال باهتمام: وكيف حال ملاك؟.. وحال تدريباتها؟.. قالت مها بخبث: كل شيء بخير.. اتريد ان اخبرها بأي شيء.. او اوصل لها أي رسائل.. قال مازن متجاهلا ما قالته للمرة الثانية: والم تعرفي قرارها النهائي بشأن ارتباطنا بعد؟.. تنهدت مها وقالت: لقد حاول معها عمي مرارا.. لكنها لا تزال متمسكة بقرارها.. دس مازن اصابعه بين خصلات شعره كعادته كلما شعر بالضيق او التوتر ومن ثم قال: حاولي معها يا مها.. وانا الآخر سأحاول ايضا.. سأظل متمسكا بها.. حتى.. حتى لو لم تعد تحمل لي أي ذرة مشاعر.. قالت مها مواسية: مازن.. ارجوك ان تحتمل.. قرار ملاك الآن هو نتيجة لجرح عميق تعرضت له.. لكن بعد ان تعلم بحقيقة حبك تجاهها.. ستعرف بقيمتك.. وستقرر ان تنسى الماضي وتسامحك..لهذا يا مازن.. ارجوك ان تصمد امام قرارها هذا.. قال مازن وهو يلتقط نفسا عميقا: وهذا ما افعله الآن.. ارسلي تحياتي وسلامي.. الى كمال ووالدي.. اراك بخير.. - يصل..الى اللقاء.. قالتها مها واغلقت السماعة.. ومن ثم زفرت بحرارة وهي تقول: قلبك الذي لا يعرف للقسوة مكان يا ملاك.. اراه اليوم يقسو على احب الناس عليه.. على مازن.. الذي كنت ارى في نظراتك له كل شوق ولهفة وحب..لكن.. لن اسمح لك بأن تقتلي نفسك وتقتلي مازن معك بقرارك هذا.. واسرعت تتوجه نحو غرفة ملاك.. وطرقت الباب عدة مرات .. حتى جاءها صوت ملاك يدعوها للدخول..فدلفت الى الداخل وقالت بابتسامة: ما الذي تفعلينه؟.. التفتت لها ملاك التي كانت تقرأ رواية ما وقالت ببرود: ما ترينه .. قالت مها وهي تحاول جذب انتباهها: لقد اتصل مازن قبل قليل.. وقال انه وصل الى فرنسا.. قالت ملاك ببرود اكبر: اعلم.. ارتفع حاجبا مها ورددت بحيرة: تعلمين؟.. وكيف ذلك؟.. لم تجب ملاك.. ولم تهتم بالاجابة.. واقتربت مها منها في تلك اللحظة وهي تقول: ولقد سالني عنك وعن احوالك ايضا.. حاولت ملاك التحكم في مشاعرها وهي تشيح بوجهها لتقول بلامبالاة: لا يهمني.. تطلعت لها مها بنظرات ثاقبة ومن ثم قالت: احقا؟؟.. التفتت لها ملاك وهتفت قائلة: يكفي.. قلت لك انه لا يهمني.. ولا اريد ان استمع الى أي شيء يعنيه.. التفتت مها في تلك اللحظة ولمحت الهاتف المرمي على الطاولة.. فقالت متسائلة: هاتف من هذا؟.. اجابت ملاك بعد لحظة صمت: هاتفي.. - ومن اين لك به؟.. قالت ملاك بضيق: لقد اشتراه لي مازن قبل مدة.. التقطته مها وتطلعت اليه ومن ثم قالت مبتسمة: يعرف الاختيار .. وتطلعت اليه ومن ثم لم تلبث ان اتسعت عيناها بدهشة وهي تقول: ثمان مكالمات وجميعها من مازن.. منذ متى وهو يتصل بك؟.. اجابت ملاك في اقتضاب وهي تصطنع الانشغال بقراءة الرواية: لست ادري.. قالت مها وهي تفتح الرسالة التي ارسلها لها مازن بعد ان يأس من ان تجيبه: هناك رسالة لك منه.. انه يقول فيها.. ( لا اريد الا ان اعلم قرارك النهائي.. لقد تعبت يا ملاك.. لم اعد احتمل).. شعرت مها بالشفقة على مازن وهي تقرأ كلماته.. لقد ساعدها مازن في ان تبتسم من جديد.. فلم لا تحاول هي الاخرى تحدي عناد وكبرياء ملاك؟.. لتجعل هذه الاخيرة تسامحه.. ويعود كل شيءكما كان.. والتفتت الى ملاك التي شعرت بدورها بالألم بعد سماع كلمات مازن.. فقالت مها برجاء: سامحيه يا ملاك.. اطرقت ملاك برأسها وتنهدت قائلة: ليت الامر بهذه السهولة.. قالت مها وهي تقترب منها: لقد تغير كل شيء.. لقد اصبحت انت الآن حبه الوحيد.. وسيفعل أي شيء لأجلك .. لقد وقف في وجه والدي من اجل اتمام هذا الزواج.. فهل تكافئينه بطلب الانفصال؟.. قالت ملاك وهي ترفع رأسها بعصبية: بعد ماذا؟.. بعد كل ما سببه لي.. بعد ان... قاطعها صوت رنين هاتفها المحمول..وتطلعت مها الى شاشته لتقول وهي تتطلع الى ملامح ملاك رغبة في معرفة ردة فعلها: انه مازن.. قالت ملاك بضيق: لا اريد ان اتحدث اليه.. هزت مها رأسها في قلة حيلة .. ومن ثم اجابت على الهاتف قائلة : اهلا مـــ... ولم تكمل عبارتها.. بل بالاحرى لم تستطع وهي تسمع سيل الكلمات التي كان يهتف بها مازن في لهفة وهو يقول: واخيرا اجبت يا ملاك.. استمعي الي .. سأخبرك بكل شيء.. وبعدها افعلي ما تشائين و... قاطعته مها وهي تقول في سرعة: لست ملاك.. انا مها.. عقد مازن حاجبيه وقال: ولم اجبت على الهاتف اذا؟.. قالت مها بخبث وهي تداعب خصلات شعرها: ان كنت تريد توصيل أي رسالة لملاك بواسطتي فلن ارفض.. فهي الآن تجلس امامي.. قال مازن بحزم: سأطلب منك طلباواحدا.. قالت مها متسائلة: اطلب ما تشاء.. قال مازن بهدوء: حاولي اقناعها بالحديث معي.. حاولي حتى ان تجبريها على التحدث الي.. قالت مها بعد برهة من التفكير: فليكن.. ومن ثم اصطنعت الخوف وهي تقول: مازن ماذا جرى بك؟.. قال مازن قائلا بغرابة: ايتها الحمقاء .. ما الذي جرى لك فجأة؟ .. قالت مها وقد تعمدت اظهار الخوف على وجهها: انتظر.. سأذهب لأتحدث مع والدي.. ونحاول ان نلحق بك الى فرنسا في اسرع وقت.. وملاك التي خفق قلبها في خوف لكل ما يحدث امام ناظريها .. هتفت قائلة بتردد: ما الذي جرى؟!.. اسرعت مها تناولها الهاتف وتقول وهي تهم بالخروج من الغرفة: لا وقت لدي.. سأذهب الى والدي حتى ابلغه ان يحجز لنا على اول طائرة لنلحق بمازن.. ارتجفت انامل ملاك والهاتف بين يديها.. ترى ما الذي حدث؟ .. هل اصاب مازن مكروها ما؟.. هل هو بخير؟.. ما الذي جعل مها تسرع مغادرة على هذا النحو.. لابد وان هناك امر قد حدث.. وتطلعت الى الهاتف بنظرة طويلة.. ليس امامها من حل الا ان تسأل مازن.. ربما كان يعرف سبب خوف مازن.. او ربما تطمئن على انه بخير فحسب.. واجابت عليه اخيرا وهي تقول بصوت خافت اقرب الى الهمس: مازن.. جاءها صوت مازن وهو يقول بحنان: كم اشتقت اليك يا ملاكي.. قالت ملاك والخوف لا يزال مسيطر عليها : ما الذي حدث؟؟ .. وما الذي جعل مها تسرع مغادرة الغرفة هكذا؟.. قال مازن بابتسامة: هل هذا يعني انك تشعرين بالخوف علي؟.. قالت ملاك في سرعة: هذا ليس وقت مثل هذا الحديث ..اخبرني ما الذي جرى؟.. قال مازن وهو لايزال محتفظا بابتسامته: سأخبرك .. لكن عديني اولا ان لا تتضايقي.. قالت ملاك وقد بدأت كلماتها ترتجف بسبب الخوف الذي قد سيطر على كيانها: اخبرني.. ولن اتضايق.. قال مازن وهو يتنهد: طلبت منها ان اتحدث معك بأي وسيلة.. ولم تجد امامها سوى التمثيل بأنها خائفة من امر قد حدث لي.. فهي تعلم جيدا انه مهما قد بلغت قسوتك.. فان قلبك لا يزال نقيا صافيا .. قالت ملاك بحدة: اذا فقد كذبت علي.. كانت تخدعني كما فعلت بي انت و... قاطعها مازن قائلا: استمعي الي فقط.. فأنا اليوم على قيد الحياة .. وغدا لا تعلمين ما قد يحدث لي.. اريدك ان تسامحيني.. حتى اشعر بالراحة والسعادة .. فمن يدري ما الذي سيحدث غدا؟.. قالت ملاك بقلق: مازن.. لم تقول مثل هذا الكلام؟.. زفر مازن بحرارة وقال : لاني تعبت.. اقسم اني لم اعد احتمل ابتعادك عني اكثر من هذا.. قالت ملاك وهي تشعر بغصة مرارة في حلقها: من فينا الذي تعب؟ .. انا ام انت؟.. اخبرني هل ذقت يوما طعم الخيانة من احب الناس على قلبك؟.. هل عرفت يوما شعور الانسان الذي ينخدع في اقرب الناس اليه؟.. انا التي تعبت يا مازن.. وبت اتمنى الموت على الحياة.. قال مازن في سرعة: بيدنا ان ننهي كل هذا التعب.. ونبدأ من جديد.. حياة عنوانها السعادة والحب والامل.. قالت ملاك وهي تتنهد: دع الزمن وحده من يقرر لنا أي طريق سنختاره.. - نحن من يختار يا ملاك.. لا الزمن.. - احيانا نجد انفسنا مجبرين على اختيار ما يفرضه علينا الزمن.. قال مازن وهو يتنهد: وما هو قرارك النهائي؟..تريدننا ان ننفصل؟ .. قالت ملاك وهي تلتقط نفسا عميقا: سأخبرك بقراري النهائي بعد ان تعود من فرنسا.. قال مازن برجاء: لا تتسرعي يا ملاك.. فكري في كل شيء كان بيننا في يوم.. لا تتسرعي وتقتلي قلبا احبك.. صمتت ملاك ولم تعلق.. فقال مازن متسائلا: هل لي بطلب اخير؟ .. تطلعت ملاك الى الرواية التي بين يديها ومن ثم قالت: قل ما لديك .. قال مازن بصوت امتزج فيه الحنان بالرجاء: اجيبي على مكالماتي عندما اتصل..او على رسائلي على الاقل.. قلبت ملاك صفحات الرواية وقالت بصوت تصطنع فيه اللامبالاة: سأحاول.. أي طلب آخر؟.. قال مازن بحنان وحب: اهتمي بنفسك جيدا.. ومارسي تدريباتك يوميا.. لاجلي..او لأجل والدك..اياك ان تهمليها .. - سأنهي المكالمة الآن.. اتريد أي شيء؟.. قال مازن بصوت هامس: سلامتك.. واعلمي انك ستظلين ملاك حبي الى الابد.. ولن تحتل مكانك فتاة اخرى ابدا.. قالت ملاك في سرعة قبل ان تضعف تحت تأثير كلماته: الى اللقاء .. قالتها وانهت المكالمة في سرعة..وهي تشعر بقلبها يخفق في قوة..واناملها ترتجف في خوف.. وظلت على وضعها لبرهة حتى التقطت انفاسها..ومن ثم لم تلبث ان تصفحت الرواية.. لتقع عيناها على الوردتين ..وعادت بها الذكرى الى الوراء .. الى شهر مضى.. والذي كان يبدوا كالامس بالنسبة لها .. . لقد قدم لها مازن الوردة البيضاء وقال انها تشبهها .. في طيبتها وقلبها الابيض والنقي.. وقدم لها الحمراء وقال انها هدية منه لابنة عمه ..وهذه الرواية التي تقرأها الآن عندما رآها لاول مرة وهي تقرأ سطورها.. قال يومها انه لا وجود للحب في هذا العالم.. لا وجود له الا في الروايات والافلام.. وها هوذا قبل قليل قد اعترف لها بحبه.. لقد تغير لانه احبها.. وحاول اصلاح اخطاءه لانه احبها..ومستعد لفعل أي شيء لاجلها لانه احبها .. ومتمسك بها ويرفض الانفصال عنها لانه احبها.. انه لن يستطيع الآن ان يرفض وجود الحب في عالمنا هذا.. بعد ان خفق قلبه له وسقط اسيره.. واغلقت الرواية .. لتتطلع الى هاتفها.. ووجدت اصابعها تضغط على ازراره.. حتى اتجهت الى صورته التي التقطتها له.. وارتسمت ابتسامة بالرغم منها على شفتيها.. تذكرت ذلك اليوم الجميل الذي قضته معه.. تشعر انه كان يوم لا يمكن ان يعود ابدا.. وشعرت بقلبها ينقبض وذكرى الانفصال تخطر على ذهنها في تلك اللحظة.. قد تحرم من مازن الى الابد لو انفصلت عنه.. ستعود الى نقطة البداية وقتها.. ستعود الى وحدتها.. الى عزلتها .. الصمت انيسها والطبيعة صديقتها .. لا اصدقاء او رفاق.. الا تلك الاشياء الجامدة .. ستعود كما كانت فتاة انطوائية لا تحب الحديث الى أي احد سوى والدها.. ومازن الوحيد الذي استطاع ان يخرجها من وحدتها.. ويجعلها تتحدث الى من حولها بمرح وابتسامة.. سيبتعد هو الآخر.. سيتركها وحيدة بطلب منها.. تريده ان يبقى الى جوارها.. وتريده ان يذهب في الآن ذاته!.. لم تعد تعرف ما تريد بالضبط.. كل ما تريده في هذه اللحظة ان تنسى كل اللحظات المريرة التي مرت بها.. وان تبدأ يوم جديد من حياتها.. بتفاؤل وامل .. ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ مشادة كلامية حدثت بين عادل وامجد اللذين كان يتحدثان عبر اسلاك الهاتف.. وقد لفتت انتباه كل من في المنزل تقريبا .. واسرع احمد الى والده وقال متسائلا: ما الامر يا والدي؟.. لكن والده لم يجبه بل قال بعصبية: هل تظن ان الامر لعبة اطفال؟ .. لقد وافقت ..ومها ايضا وافقت.. فكيف تتراجعان الآن عن موافقتكما؟.. وتقول لي بكل برود.. ان مها ترفض ابنك.. ولا تريد الزواج به.. اتسعت عينا احمد لما يسمع.. وانصت باهتمام وبكل حواسه للحديث الدائر بينهما.. في حين قال امجد في تلك اللحظة: لقد اخبرتك اني قد اضطررت للموافقة.. بعد ان علمت ان الشركة ستكون في خطر.. لكن الآن لم اعد اهتم .. مايهمني حقا هي مصلحة ابنتي.. قال عادل بانفعال: يبدوا ان جنون خالد قد انتقل اليك.. تريد ان تخسر شركتك من اجل ابنتك.. قال امجد بهدوء: انها تستحق ان اضحي من اجلها بأي شيء.. قال عادل بعصبية: احمق.. انت وشقيقك احمقين.. وستظلان كذلك دائما.. قال امجد بهدوء: ربما سأخسر اموالي.. لكني لن اخسر ابنائي .. - هذه ليست افكارك.. بالتأكيد خالد هو الذي... قاطعه امجد بحدة قائلا: لا شأن لخالد بالموضوع.. كل ما في الامر انني اقتنعت بأن سعادة ابنتي اهم من كل شيء.. لهذا لن ازوجها شخص تحيا معه تعيسة طوال عمرها.. قال عادل بخشونة: اظن ان الحياة مع ابني ستجعلها في ارقى المستويات.. وترتدي اجمل الثياب والمجوهرات.. قال امجد ببرود: السعادة ليست بالمال.. واخبرك للمرة الاخيرة .. ان طلبك مرفوض.. وابحث لابنك عن زوجة غير مها.. قال عادل بحدة: اقسم على ان تندم.. فلست اهلا لان تتحداني يا امجد.. قالها عادل واغلق سماعة الهاتف في غضب.. في حين قال احمد متسائلا بذهول: احقا ما سمعته يا والدي؟.. ارفضت مها الزواج بي؟.. قال عادل وهو يكور قبضته بعصبية: فقط لو اعرف من غير افكار عمك نجاه هذه الزيجة.. اما احمد فقد قال بحدة: اذا ما قالته ذلك اليوم كان صحيحا .. لقد رفضتني حقا.. لكن انا من سيجعلها تندم.. قال عادل بصرامة: لا داعي لان تتصرف أي تصرف احمق ..يكفي ما سأفعله بهم انا.. ليعيد لهم صوابهم.. ويجعل امجد يترجاني لأن اقبل بزواج ابنته منك.. تسائل احمد قائلا باهتمام: وما الذي ستفعله يا والدي؟.. التقط عادل سماعة الهاتف وقال بمكر: سأنفذ تهديدي.. وضغط ازرار الهاتف وما ان اجابه الطرف الآخر حتى قال: اهلا فؤاد.. كيف حالك؟.. استمع الي.. سأطلب منك طلبا... قم بسحب رأس المال الخاص بك من شركة امجد.. . لقد رفض ارتباط مها واحمد.. يقول ان الاهم لديه هو سعادة ابنته.. سأقوم بسحب رأس المال الخاص بي انا الآخر.. وريما بعدها يعود عقله الى راسه.. فليكن.. الى اللقاء.. قالها والتفت الى احمد وهو يقول بخبث: ما رأيك؟.. ابتسم احمد بخبث مماثل قائلا: فكرة لا بأس بها.. واظن ان عمي امجد بعدها سيأتي الى منزلنا طلبا للرضى.. قال عادل بسخرية: هذا ما سيحدث بكل تأكيد.. والتفت عن ابنه ليسير مغادرا المكان .. بعد ان قرر ان يتجبر ويظلم عائلة هي اقرب العائلات له.. عائلة شقيقه وابناءه ... ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ اصوات الحان عذبة انتشرت في ذلك المنزل بأكمله تقريبا.. لتتسلل الى النفوس.. وترغم أي شخص على ان ينجذب لها ويستمع اليها..ووسط كل هذا.. توجه كمال الى تلك الغرفة التي صدرت منها تلك الالحان.. وتطلع الى ملاك التي كانت اناملها تتقافز على مفاتيح البيانو بكل رقة.. وطال تطلعه لها حتى ان ملاك قد شعرت بشخص ما يتطلع اليها .. فتوقفت عن العزف والتفتت الى كمال الذي كان يراقبها بعينين غامضتين وهو يعقد ذراعيه امام صدره ويستند الى جدار الغرفة..وقال متسائلا : لم توقفت عن العزف؟.. قالت ملاك متسائلة: ما الذي تفعله هنا؟.. قال كمال وهو يتقدم منها وبابتسامة: جئت لاستمع الى هذه الالحان الجميلة.. وفي الوقت ذاته.. كنت ابحث عنك لاتحدث معك .. قالت ملاك في حيرة: تفضل.. انا اسمعك.. جلس كمال على مقعد مجاور لها وقال متسائلا: كيف هي احوالك مع مازن؟.. تطلعت له ملاك بشك وقالت: ولم تسأل؟.. قال كمال بهدوء: اسأل عن احوال شقيقي وابنة عمي.. فهل اخطأت؟ .. هزت ملاك رأسها نفيا وقالت: لا.. لكنها المرة الاولى التي تسألني فيها عن احوالنا.. - لاني قد سمعت قبل سفر مازن بفترة.. انك قد طلبت الانفصال منه.. صحيح؟.. انقبض قلب ملاك وقالت بضيق: اجل.. قال كمال متسائلا باهتمام: ولم؟.. قالت ملاك بحنق: الم تسمع سبب طلبي للانفصال ايضا؟.. عقد كمال حاجبيه وقال: لو كنت عرفت به.. لما سألتك .. قالت ملاك مجيبه بقهر: لانه خدعني.. كذب علي.. اهان كرامتي.. تزوجني بالرغم منه وهو لا يريديني لاني فتاة عاجزة.. هل ارتحت الآن؟.. قال كمال وهو يسند ذقنه الى كفه: وبعد؟.. قالت ملاك بعد ان شعرت بالغضب من تذكرها لاحداث ذلك اليوم: كما وانه قد اتفق مع عمي .. على ان ينفصل عني بعد ان ينهض ابي من غيبوبته.. ايظنون اني مجرد لعبة في ايديهم؟.. فتاة بلا مشاعر واحاسيس ليفعلوا بي هذا دون ان يخبروني حتى .. قال كمال فجأة: ولو اخبروك وقتها.. هل كنت ستوافقين على زواجك من مازن؟.. وانت تجدينه يريد الزواج بك لأجل حماية املاكك ليس الا.. ترددت ملاك قليلا قبل ان تجيب بصوت خافت: لا.. حدجها كمال بنظرة ثاقبة ومن ثم قال: ارأيت؟.. ها قد قلتها بنفسك.. كان مازن يفكر في طريقة لحمايتك وحماية املاكك دون ان تشعري بالامر .. واردف قائلا بابتسامة باهتة: لقد خشى عليك حتى مني.. ارتفع حاجبا ملاك بدهشة وقالت: لم افهم.. قال كمال بابتسامة شاحبة: انت لا تعرفين شيئا عن هذا الامر.. لكن اردت ان اخبرك به.. لعلك تنسين الماضي وتسامحين مازن.. واردف وهو يزفر بحدة: عندما علمت بقرار والدي.. وانه يريد ان يزوجك من مازن.. حتى يحمي املاكك.. عندها.. طلبت من والدي ان اكون انا .. اعني اني انا من اردت ان اخطبك بدلا من مازن.. هتفت ملاك بصدمة: ماذا؟.. قال كمال في سرعة: لاني قد اعجبت بأخلاقك وشخصيتك .. اردت ان اخطبك من والدي.. ولكن.. مازن اعترض على هذا الامر.. وقال اني قد كنت سببا في ان اجرحك مرات عديدة في هذا المنزل.. وهو يخشى ان اسبب لك الحزن بسبب تصرفاتي اللامبالية.. تسائلت ملاك قائلة بذهول وعدم تصديق: انت خطبتني؟.. ومازن اعترض؟؟..و لماذا لم يخبرني احدكم بهذا الامر؟ .. - لم يكن هناك أي داع.. فأنت وافقت على مازن وانتهى الامر .. ما اردت قوله ان مازن قد اراد حمايتك بالطريقة التي رآها مناسبة في رأيه.. لقد اراد ان تكوني ملكه منذ البداية دون ان يشعر بتصرفاته.. منذ اول يوم دخلت فيه الى هنا وهو يلاحقك بنظراته.. كما وانه قد عاتبني مرات عديدة.. لكلماتي اللامبالية التي القيها على مسامعك .. هذا غير انه قد كان احن شخص فينا عليك .. وانا اعترف له بذلك..لقد استطاع ان يخرجك من انطوائيتك.. جعلك تبتسمين للحياة من جديد.. وحتى عندما كنت منهارة لما اصاب والدك.. هو الوحيد الذي استطاع ان يهدأك..مازن هو الاحق بك من أي شخص آخر .. لقد كان لك الاخ والصديق في وقت لم يكن والدك بجوارك.. لأجلي يا ملاك.. فكري في الامر جيدا.. وفكري في مازن الذي اصبحت بالنسبة له كالدم الذي يجري في عروقه.. تطلعت له ملاك وقالت وهي تتنهد: لم تتطلب مني ان اسامحه؟.. وانت كنت تريد ان ترتبط بي في البداية.. اظن انه الاجدر بك ان تحاول ابعادي عنه.. كما يفعل جميع الناس في هذا العالم.. قال كمال بابتسامة: ليس جميع الناس متشابهون.. فكما توجد هناك ملاك بقلبها الابيض.. ويوجد عمي خالد بتفانيه وتضحيته .. يوجد ايضا.. بشر يحاولون اسعاد غيرهم حتى وان كان هذا على حساب نفسهم.. ونهض من مجلسه ليقول قبل ان ينصرف: ولا تنسي يا ملاك.. مازن هو اكثر شخص يستحقك.. ويستحق ان تسامحيه.. لأجل نفسك.. ومن اجله.. لا تتعلقي بشبح الماضي المرعب .. وتطلعي الى المستقبل المشرق الذي ينتظركما معا.. قالها وانصرف عنها.. وهو يعلم بداخله .. انه كان يقتل نفسه مع كل كلمة ينطق بها.. من كان يظن انه هو من سيحاول اقناع ملاك بأن تسامح مازن وان تعود اليه؟.. وقلبه الذي ارادها من البداية وتمناها كزوجة له.. يتخلى عنها الآن.. لأجل سعادتها.. وسعادة شقيقه.. ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ (كاذب!) كلمة نطقتها مها وهي تتحدث الى حسام عن طريق هاتفها المحمول وقالت مردفة بعدم تصديق: انت تمزح بكل تأكيد يا حسام.. قال حسام بنفي: كلا .. وانظري من النافذة لتتأكدي بنفسك .. اسرعت مها تتوجه الى نافذة غرفتها التي تطل على مدخل المنزل.. وتطلعت الى السيارة التي بدات تقترب من سور (الفيلا)..وقالت وهي تزدرد لعابها: اذا فالامر حقيقي.. ولماذا لم تخبرني بالامس؟.. قال حسام مبتسما: اردتها ان تكون مفاجأة.. ثم الم تقولي بنفسك بأن والدك يرحب بنا في أي وقت؟.. وها انذا قد جئت اليوم لطلب يد الآنسة مها للمرة الثانية.. واتمنى ان ينتهي الامر هذه المرة بسلام.. دون طرد.. ضحكت مها على تعليقه وقالت بمرح: انا من سيطردك هذه المرة .. لأنك لم تخبرني بمجيئك.. ولن اجد الوقت الكافي للاستعداد.. اتعلم شيئا؟.. لن آتي للجلوس معكم.. هذا افضل حل.. قال حسام الذي غادر سيارته للتو : جربي فقط.. وستجدينني انتظر عند باب غرفتك.. قالت مها وهي تتطلع اليه من النافذة وابتسامة على شفتيها: حسنا .. حسنا.. دعني استعد الآن.. ولا تأخرني اكثر من هذا ..الى اللقاء.. قالتها في سرعة.. وانهت المكالمة.. لتسرع نحو خزانتها .. وتفتح احد ابوابها.. وتتطلع الى الفساتين المنتشرة على مساحة كبيرة من الخزانة.. وقضت وقتا طويلا حتى استقر اختيارها على فستان هادئ الالوان.. وما ان انتهت من تصفيف شعرها وزينتها.. حتى اسرعت تنتعل حذائها.. وكادت ان تخرج من الغرفة بعدها .. لكنها عادت لتلقي نظرة اخيرة على شكلها وزينتها في المرآة.. وما لبثت ان ابتسمت برضا وهي تغادر الغرفة اخيرا متوجهة الى الطابق الارضي.. وهناك وصلت الى غرفة الجلوس بكامل اناقتها وجمالها.. والتفت لها الجميع وهم يتطلعون اليها بنظرات اعجاب وانبهار..وسمعت لحظتها خالها وهو يقول بابتسامة: هاقد وصلت العروس.. خفق قلب مها بقوة وتقدمت من المكان لتقول بصوت خافت: اهلا بك يا خالي.. كيف حالك؟.. تطلع اليها خالها وقال بحنان: بل كيف حالك انت يا ابنتي؟.. ازدردت مها لعابها وقالت بعد ان جلست الى جوار والدها: بخير.. ابتسم لها والد حسام.. في حين تطلع لها حسام بنظرات طويلة ذات معنى.. وقال الاول وهو يلتفت الى امجد: كما اخبرتك يا امجد.. فعلى الرغم من كل ما حدث.. فلازلنا نتشرف بطلب يد ابنتك مها لابني حسام للمرة الثانية.. وارجو ان تجيب مطلبنا بالموافقة.. ازدادت سرعة خفقات قلب مها .. واطرقت رأسها في حياء.. في حين قال امجد مبتسما: بالنسبة لي ليس لدي أي مانع .. فحسام قد تربى بيننا ووسطنا.. فهو ابني كما هو ابنك تماما يا سامي.. قال سامي بهدوء: لقد كنت واثقا من هذا.. ولولا الظروف التي اجبرتك على الرفض في المرة السابقة ..لما جئت الى هنا مرة اخرى.. تساءل امجد بقلق: الظروف؟.. هل اخبرك احدهم بسبب رفضي في المرة السابقة.. ربت سامي على ساق حسام وقال بابتسامة هادئة: اجل حسام اخبرني بكل شيء.. واقنعني انه ليس ذنبك ان كنت قد وافقت على احمد لابنتك قبل ان نخطبها لحسام.. ولم ترد وضع نفسك في موقف محرج مع عادل.. تساءل امجد وهو يعقد حاجبيه بتوتر: اهذا ما اخبرك به حسام .. فقط؟.. التفت له سامي وقال وهو يعتدل في جلسته: اجل.. والآن اخبرني متى تريد ان نحدد موعد عقد القران.. فابني مستعجل بأكثر مما تتصور.. رفعت مها في تلك اللحظة عينيها الى حسام الذي كان يتطلع اليها باعجاب.. وما ان تلاقت نظراتهما حتى ابتسم لها ابتسامة تعبر عن كل ما يجيش في صدره من سعادة.. وبادلته هي بابتسامة خجلة.. تحمل فرحتها بالارتباط به اخيرا .. قال امجد وهو يلتفت الى مها: الرأي رأي مها وحسام.. فليتفقا على موعد يناسبهما.. وسنعد نحن لهذا اليوم.. قال حسام وهو يتطلع الى مها: اذا.. هل يناسبك ان يكون موعدها بعد اسبوعين يا مها؟.. اسرعت مها تقول: لا.. على الاقل انا بحاجة لشهر او اثنين.. قال حسام باستنكار: شهر او اثنين؟..لابد وانك تمزحين.. قال امجد مبتسما: الفتيات دائما هكذا.. يردن اطول فترة ممكنة ..ليستعدن لأي حفل.. قال حسام بمرح: يبدوا واني سأجعل عقد القران غدا.. انتقاما من جميع الفتيات.. وضع امجد كفه على كتف مها وقال :ما رأيك يا مها؟.. متى تريدين عقد القران؟.. واسرع حسام يقول: لا تقولي بعد شهر.. والا جعلته غدا.. ابتسمت مها بخجل وقالت: فليكن بعد ثلاثة اسابيع .. ومع ان هذا لم يرضي حسام ابدا.. الا انه اضطر لأن يوافق قائلا باستسلام: ما بليد حيلة.. انا موافق.. اما سامي فقد قال مازحا: منذ الآن قد بدأت مها تفرض رأيها عليك يا حسام.. قال حسام بمرح: وماذا عساني ان افعل؟.. علي ان ارضخ لأوامرها في الوقت الحالي.. قال امجد وهو يتطلع الى مها بنظرات حنان ابوية: هذه مها.. لقد دللتها طوال حياتها.. واريدك ان تضعها في عينيك يا حسام .. قال حسام في حزم: مها في عيني الاثنتين دون ان تقول يا عمي .. قال امجد مبتسما: انا واثق من هذا يا بني.. فأنت من كان يحمي مها ويدافع عنها.. منذ ان كنت في السابعة من عمرك .. التفت حسام الى مها ومن ثم قال بحب: لقد كانت مشاعري تتحرك تجاهها منذ ان كانت في المهد.. توردت وجنتي مها بخجل واحراج شديدين ولم تقوى على النطق بأي حرف..في حين التفت لها والدها وقال بابتسامة: اذا فلا يسعني سوى ان اقول الآن.. مبارك يا مها.. وارتسمت على الشفاه ابتسامة.. عبرت عن كل الفرح الذي يرفرف حولهم.. وعن انتهاء ايام العذاب والشقاء الى الابد .. ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ شعرت ملاك بارهاق شديد وهي تتوقف عن مواصلة التدريب وقالت وهي تلتقط نفسا عميقا: اظن انه يكفي لهذا اليوم.. ابتسم لها الطبيب قال: من الغريب انك اليوم لم تطلبي ان تتوقفي عن التدريب بعد ساعة.. لقد واصلتي حتى الساعتين.. قالت ملاك بارهاق وهي تمسح جبينها: لقد اردت ان افعل المستحيل .. حتى اقف على قدمي من جديد.. قال الطبيب بهدوء: جيد.. هكذا اريدك في كل مرة.. ومن ثم التفت الى الممرضة .. وسألها عن التقرير الطبي الخاص بها.. فمنحته اياه.. فقرأه على عجل ومن ثم قال وهو يستدير عنها ويغادر المكان: يمكنك المغادرة الآن.. ساعدت الممرضات ملاك في ان تعود الى مقعدها المتحرك.. في حين اقتربت منها مها في تلك اللحظة وقالت متسائلة: لقد استغربت انا الاخرى نشاطك في اداء تدريباتك.. ابتسمت ملاك ابتسامة عذبة وقالت : ااخبرك بشيء؟.. اومأت مها برأسها وهي تستمع الى ملاك التي قالت بعد ان ازدردت لعابها: لقد حلمت حلما بالامس.. قالت مها بفضول: اخبريني بما حلمت اذا.. ترددت ملاك قليلا ومن ثم قالت بابتسامة سعيدة: حلمت اني سرت على قدمي و... قالت مها بلهفة: اكملي.. قالت ملاك ببعض الخجل: وان مازن قد قال لي وهو يراني اسير "ستظلين ملاك حبي يا ملاك.. حتى لو ظللت عاجزة الى الابد" .. شعرت مها بدهشة ومن ثم قالت بخبث: وهل صدقت الحلم ورفضت تصديق شقيقي؟.. قالت ملاك في سرعة: ليس الامر هكذا.. وانما .. لقد قالها بطريقة مختلفة في الحلم.. لقد شعرت انه يقولها بصدق وحنان.. قالت مها متسائلة بلهفة: وماذا قررت اذا؟.. لقد قال لي مازن انه سيعود اليوم..ويريد ان يعرف قرارك .. رفعت ملاك كفها امام مها وقالت وهي تزدرد لعابها بارتباك وخجل: ما ترينه.. شعرت مها بمزيج من الفرحة والدهشة وعيناها تسقط على ذلك الخاتم الماسي الذي اعادت ملاك ارتداءه ..وقالت هذه الاخيرة وهي تتطلع الى الخاتم بدورها: لقد طلبت من نادين ان ترميه.. لكن يبدوا انها غافلتني ووضعته في الدرج.. ووجدته بالامس فقط عن طريق المصادفة .. قالت مها بلهفة : اهذا يعني انك سامحت شقيقي اخيرا؟.. قالت ملاك بغرور مصطنع: لا تزال لدي شروطي.. ضحكت مها وقالت وهي تخرج هاتفها من حقيبتها: سأتصل به.. واخبره بهذا.. فبالتأكيد سيحلق من السعادة.. قالت ملاك في سرعة: لا.. دعيه.. اريدها ان تكون مفاجأة له.. توقفت مها عن ضغط باقي الارقام وقالت مبتسمة: معك حق .. ستكون مفاجأة رائعة له حقا.. خفق قلب ملاك وقالت بابتسامة: اتمنى هذا.. لقد افتقدته كثيرا في الايام السابقة.. قالت مها وهي تتعمد احراج ملاك: ليت مازن هنا ليسمع هذا الكلام.. قالت ملاك بخجل: توقفي عن قول هذا الكلام يا مها.. دارت مها حول مقعد ملاك وقالت وهي تدفعه: لهذا كنت تمارسين تدريباتك بكل نشاط وجد هذا اليوم.. من اجل مازن اذا.. التفتت ملاك الى مها وقالت هاتفة باحراج: ارجوك يكفي يا مها.. وضعت مها كفها على شفتيها وقالت بمرح: حسنا ها قد صمت .. ولم يليثوا ان وصلوا الى السيارة التي اقلتهم الى المنزل..وما ان دلفت مها وملاك الى المنزل والاولى تدفع ملاك الى حيث غرفتها.. حتى ارتفع صوت رنين هاتف ما بالمنزل .. فقالت مها متسائلة: هل هو هاتفك؟.. شهقت ملاك وقالت: يا الهي لقد تركته في الغرفة.. سيقلق مازن الآن.. واسرعت تحرك عجلات مقعدها نحو الغرفة لتفتح بابها وتدلف الى الداخل ومها من خلفها تقول بمرح: واصبحت تهتمين لقلقه ايضا .. سبحان مغير الاحوال.. شعرت ملاك بالخجل وهي تستمع اليها وتحرك عجلات مقعدها في سرعة حتى وصلت الى حيث هاتفها .. ووجدته حينها قد توقف عن الرنين.. فالتقطته لتتطلع الى ان هناك عشر مكالمات تقريبا لم تجب عليها.. وشعرت بالتردد من الاتصال بمازن من عدمه..لقد طلب منها ان تجيب على اتصالاته على الاقل.. ولكنه الآن سيظنها تتعمد تجاهله.. لهذا بعد تفكير قررت ان تتصل به .. فيجب عليها في النهاية ان تقدم بعض التنازلات له .. فمهما يكن مازن هو ابن عمها وزوجها.. وحسمت امرها لتتصل به.. واستمعت الى الرنين المتواصل لكن دون اجابة.. استغربت هذا للوهلة الاولى.. وعاودت الاتصال مرة اخرى لكن دون اجابة ايضا.. وارتفع حاجباها باستغراب وهي تراه لا يجيب على اتصالاتها.. لكن.. ربما كان مشغولا او ربما.. لا يود الاجابة عليها.. والقت الهاتف بحنق دون ان تهتم بأي شيء آخر.. فبعد ان قررت ان تنسى الماضي وتتصل به .. وجدته يتجاهل اتصالها .. انه لا يستحق ان تبدي اهتماما به حتى... ومن جانب آخر.. او لنقل في ذلك المبنى البعيد عن منزل امجد .. وفي تلك الشركة بالذات.. قال عادل بخبث وهو يتحدث الى فؤاد عبر اسلاك الهاتف: اجل اليوم.. قد سحبت راس مالي من شركته.. ولنرى ما سيفعله.. قال فؤاد بهدوء شديد كمن يثق بالامر ثقة عمياء: سيأتي اليك ويطلب منك ان تعيد رأس مالك الى شركته.. لانها تتعرض للافلاس.. قال عادل مبتسما: هذا ما اتمناه.. وبعدها نستطيع ان نتفرغ لملاك ونحصل على نصيبها هي الاخرى في الشركة.. بمجرد الضغط عليها و... ردد فؤاد فجأة: الضغط عليها؟؟.. قال عادل بحيرة: اجل هذا ما اقترحته انت ذلك اليوم ..لكون الشركة ملكا لها.. اليس كذلك؟.. قال فؤاد متسائلا ومتجاهلا عبارة عادل: لقد غادر مازن البلاد ..ولم يعد حتى الآن.. صحيح؟.. اجابه عادل بحيرة اشد: اجل.. لم تسأل؟.. وللمرة الثانية تجاهل فؤاد سؤال عادل وقال بحماس: هذا افضل وقت اذا.. وخصوصا عند ابتعاد اكثر شخصين كانا يدافعان عنها ويحاولان حمايتها.. خالد ومازن.. قال عادل وهو يعقد حاجبيه: ما الذي تفكر فيه بالضبط؟.. قال فؤاد بابتسامة ماكرة مجيبا: سأجعل ملاك تتنازل عن الشركة .. برغبتها الكاملة.. - وكيف ذلك؟.. - ستعلم كل شيء في حينه.. المهم الآن هو ان امجد في الشركة في هذا الوقت.. وكمال ليس له اية كلمة مسموعة.. وخالد ومازن ليسا هنا.. لا يوجد وقت افضل من هذا لكي نحصل فيه على الشركة بكل يسر وسهولة.. واردف قائلا في سرعة: الى اللقاء الآن.. وسأخبرك بكل شيء بعد ان يتحقق ما اريده.. واسرع يغلق هاتفه.. ومن ثم يلتقط ورقة ليخط عليها كلمات ما.. وما ان انتهى حتى اسرع يضعها في جيب سترته.. ويسير بخطوات سريعة مغادرا المكتب.. واستوقفته السكرتيرة قائلة وهي تراه يهم بالخروج من مكتبها: سيد فؤاد.. هناك اجتماع بعد نصف ساعة .. الن... قاطعها فؤاد في سرعة: اجلي كل المواعيد او الاجتماعات لبعد ساعتين من الآن.. لدي عمل ضروري وسأعود فيما بعد .. اومأت السكرتيرة برأسها وقالت : امرك سيد فؤاد.. ولم يلبث ان غادر فؤاد المكتب.. ليغادر من بعده مبنى الشركة بأكمله..ويستقل سيارته لينطلق بها الى منزل امجد في الحال.. وما ان وصل حتى تعالى صوت بوق سيارته.. حتى فتح له الحارس اخيرا باب المنزل الخارجي بعد ان تعرف عليه.. ودخل بسيارته الى الحديقة.. ولم يلبث ان هبط منها وهو يتجه نحو مدخل المنزل ويدلف اليه.. وبحثت عيناه في ارجاء المكان عن ملاك.. لكنه لم يجد لها اثرا.. فاستدعى احدى الخادمات وطلب منها ان تستدعي ملاك الى غرفة الجلوس حيث سيكون هو.. ومر الوقت بطيئا ومملا عليه حتى شاهد ملاك تقترب منه اخيرا وهي تدفع عجلات مقعدها بهدوء شديد.. وتقول: اهلا عمي .. تطلع لها فؤاد بنظرات ماكرة وقال: اهلا بك.. كيف حالك؟ .. اجابته ملاك بابتسامة مصطنعة: بخير.. لم تعلم ملاك لم لم تشعر بالراحة منذ ان قالت لها الخادمة بأن عمها فؤاد يطلب رؤيتها.. وازداد شعورها هذا عندما وقعت عيناها عليه ..ربما لان عمها هو السبب في كل ما حدث لوالدها وقد حذرها هذا الاخير منه مرارا.. او ربما لان عمها لم يتمنى لها الخير في حياته.. وكان يسعى دائما لاقتناص أي فرصة تمكنه من سلب حقوقها.. وقال عمها في تلك اللحظة وهو يشير لهابأن تقترب منه: اقتربي يا ملاك.. ازدردت ملاك لعابها بتوتر واقتربت من المكان الذي يجلس فيه عمها.. فمال نحوها هذا الاخير وقال بمكر: لا بد وان مصلحة كل من حولك تهمك.. اليس كذلك؟.. اومأت ملاك براسها دون ان تعلق.. وان بدأ قلبها بالخفقان وهي تشعر ان قدوم عمها هذا اليوم لن يمر على خير..في حين اردف عمها قائلا بلهجة ذات مغزى:جيد.. وكيف حال والدك الآن؟ .. شعرت ملاك بالقلق على والدها وقالت بخوف: انه بخير.. لماذا السؤال؟.. تسائل عمها بابتسامة خبيبثة: واتعرفين سبب بقاءه حتى الآن بالمشفى على الرغم من انه قد شفي مما به؟.. شعرت بالحيرة مما يقوله وقبل ان تعلق بأي حرف.. قال بخبث اكبر: انها اوامري.. فقد طلبت من الطبيب ان يتركه تحت اشرافه اطول فترة ممكنة.. حتى يتسنى لي الحديث معك بهدوء .. خفق قلب ملاك بخوف وقالت بارتباك: ماذا تعني يا عمي؟.. اخرج فؤاد ورقة من جيب سترته..ووضعها امام وجهها قائلا : هذه الورقة بحاجة لتوقيعك فقط.. وبعدها سينتهي كل شيء بهدوء.. ارتجف قلب ملاك بين ضلوعها وتطلعت له بنظرات متوترة ومرتبكة وهي تقول: وماذا تحمل هذه الورقة؟.. ابتسم فؤاد وقال بابتسامة وحشية: ورقة تنازل عن الشركة .. شركتك انت.. اتسعت عينا ملاك بدهشة.. ولكنها قالت في سرعة: مستحيل .. لن اوقع عليها.. لن اتنازل عن شركة ابي لأي مخلوق كان.. قال عمها ببرود: لقد سمعت ان والدك يستطيع ان يخرج بعد يومين .. ما رأيك ان نطيل المدة اذا الى شهرين؟.. هتفت ملاك قائلة بكلمات مرتجفة: ما الذي تعنيه؟.. ابي لا شأن له.. انا مالكة الشركة .. وانا من لها الحق في التصرف فيها .. قال فؤاد بخبث: الم تقولي للتو ان مصلحة الجميع تهمك.. وهذا هو والدك واقرب الناس اليك.. يجب عليك ان تتنازلي بالشيء القليل لاجله .. قالت ملاك بتردد: لكن ابي هو من تعب في انشاء هذه الشركة واستمرارها.. فكيف اضيع تعبه بهذه السهولة؟.. - انت ستفعلين هذا من اجله يا... قاطعها صوت شاب وهو يدلف الى الغرفة قائلا بحزم: لا تصدقيه ..فهو لا يهتم الا بالمال .. حتى وان كان هذا على حساب شقيقه .. التفتت ملاك الى صاحب الصوت وقالت بقلق وخوف: لكني اخشى على ابي..اخشى ان يصاب بمكروه يا كمال.. قال كمال وهو يقترب من عمه: لن يستطيع فعل شيء.. ثقي بهذا.. اما فؤاد فقد سلم ملاك ورقة التنازل .. وقلم حبر جاف وقال بصرامة: وقعي الآن.. هيا .. والا ستفقدين والدك حقا هذه المرة .. صاح فيه كمال بغضب: يوجد قانون في هذه البلاد.. لسنا نعيش في غابة حتى يلتهم القوي حق الضعيف.. قال فؤاد وهو ينهض من مكانه ويواجه كمال: الاموال تصمت الجميع يا عزيزي.. وهذه ليست المرة الاولى التي استخدمها فيها ..لعلمك فقط.. واردف قائلا وهو يهتف في ملاك: وقعي اذا كنت تريدين ان تري والدك من جديد.. اما كمال فقد قال بعصبية وغضب: يكفي يا عمي.. انه شقيقك .. وملاك هي ابنته.. لم تفعل هذا بها؟.. قال فؤاد ببرود: لانها لا تستحق ان تمتلك شركة وهي مجرد عاجزة .. هذه الشركة بحاجة لمن يديرها ولمن يكون خبيرا بها.. قال كمال وهو يحاول ان يتجاوز عمه ويتجه الى ملاك التي ترقرقت الدموع في عينيها وهي تتطلع الى الورقة بتردد.. وهتفت قائلة بحروف مختنقة: لو وقعت على هذه الورقة.. ستخرج من حياتنا الى الابد.. ستتركني انا وابي نعيش بسلام .. قال فؤاد بسخرية: وسأنسى وجودكما ايضا.. فقط وقعي.. امسكت ملاك القلم بأنامل مرتجفة وهي تهم بالتوقيع في المكان المخصص لذلك.. في حين هتف فيها كمال وهو يحاول ابعاد عمه الذي يمنعه من تجاوزه والتوجه الى ملاك: ملاك لا توقعي.. انه يكذب عليك.. لن يستطيع فعل شيء.. صدقيني .. قالت ملاك بصوت باكي: انه ابي.. وسأفعل أي شيء من اجله .. حتى وان كان التنازل عن الشركة بأكملها.. قالتها واناملها الحاملة للقلم تتجه للورقة .. وتهم بالتوقيع مرة اخرى .. لولا ان قاطعتها صرخة هذه المرة جعلت الجميع يلتفت لها وصاحبها يقول بصرامة وانفعال: اياك ... تطلع الجميع الى صاحب الصوت بغرابة.. واطالو ا النظر اليه وهم يريدون التأكد من انه نفسه ناطق الكلمة السابقة.. وواصل هو قائلا بصرامة: اياك يا ملاك.. اياك ان تفعليها.. ران الصمت لدقائق على المكان..الا من صوت انفاسهم..واخيرا نطق كمال قائلا بدهشة وحيرة: مازن!! .. متى وصلت؟!.. قال مازن وهو يرمق عمه بنظرة حانقة: منذ قليل.. وعندما سألت الخادمة عن مكان وجودكم.. قالت ان عمي وملاك في غرفة الجلوس.. وجئت لارى الامر بنفسي..وما يدعو عمي لزيارة ملاك في مثل هذا الوقت.. وتقدم من ملاك بخطوات سريعة..متجاوزا عمه الذي لم يستطع منعه من التقدم وهو يقف في مواجهة كمال..و قال بصوت غاضب: اياك ان توقعي وتنفذي له ما يريده.. والدك حارب طويلا من اجل هذه الشركة واستمرارها فلا تضيعي تعبه كله في لحظة ضعف منك.. هتفت ملاك وهي تعض على شفتيها بمرارة: سافعل أي شيء من اجل حماية ابي.. قال كمال في تلك اللحظة: ملاك لا تفعلي.. انها شركتك انت فقط.. لا تسلميها له بكل هذه السهولة.. اما فؤاد فقد قال بابتسامة ساخرة وخبيثة: وقعي يا ملاك.. ولا تهتمي لأحد.. والدك اولا.. وقبل ان تفعل ملاك أي شيء.. جذب مازن القلم من بين اناملها ورماه بعيدا وهو يهتف قائلا: سأمنعك يا ملاك ولو بالقوة.. قال فؤاد وهو يتقدم منه بغضب: كيف تسمح لنفسك بفعل هذا؟.. تطلع له مازن بتحدي.. وتحت وطأة نظرات الذهول والدهشة التي رمقت بها ملاك مازن.. وجدته يأخذ الورقة من كفها ويمزقها الى عشرات القطع وهو يقول بانتصار وحزم: ارني الآن ما الذي ستفعله؟.. تطلع له عمه بحقد وغضب قائلا: ساريك حقا ما سافعله.. ولا تظن انك سترى عمك خالد قبل مرور اشهر.. بكلمة واحدة مني استطيع ان انهيه من الوجود.. وبطريقة لا يشك فيها أي شخص .. قال مازن بعصبية وغضب: انه شقيقك.. اتفكر في التخلص منه من اجل اموال لن تستفيد منها؟.. قال فؤاد ببرود: انا لم اقل اني سأتخلص منه.. كل ما هنالك ان فترة اقامته ستطول بالمشفى.. ولتنفعه تلك العاجزة وقتها.. قال مازن بحدة: هذه العاجزة التي تتحدث عنها هي زوجتي.. ولا اسمح لك بأن تتطاول عليها لاكثر من هذا.. وانظر الى عقاب الله تعالى لك وانت تحاول ان تظلم ملاك وتستولي على نصيبها في الشركة.. لقد حرمك الابناء الذين من صلبك.. واموالك هذه لن يرثها احد من بعدك.. وستنتقل لاشقائك في النهاية.. قال فؤاد وهو يشير له باصبعه بتهديد: لاشأن لك.. انا افعل كل هذا لأجل نفسي.. لست بحاجة لابناء يشاركوني في شيء .. ستندمون جميعا.. وستندمين انت ايضا يا ايتها العاجزة.. قالها واستدار مغادرا غرفة الجلوس بغضب.. وعقله يفكر في طريقة لينتقم منهم جميعا..اما مازن فما ان لمحه قد غادر المنزل حتى زفر بحرارة وقال : واخيرا.. اما كمال فقد قال بابتسامة باهتة وهو يقترب منه ويضع كفه على كتفه: حمدلله على سلامتك يا اخي.. ابتسم له مازن وقال بهدوء: اشكرك.. لقد اخبرتني مها ما فعلته لاجلها.. وها انذا الآن رأيت بعيني ما تفعله لاجل ملاك.. لقد كنت اهلا للثقة ولتحمل المسئولية حقا.. قال كمال بهدوء: لا تقل هذا.. مها هي شقيقتي..وملاك هي ..شقيقتي الاخرى.. في هذه اللحظة فقط التفت مازن الى ملاك بعد ان شعر انها ربما تكون في موقف عصيب بعد كل ما جرى لها.. وبعد كل ما سمعته.. وابتعد عن كمال ليقترب منها ويقول بهدوء: ملاك.. لا تصدقيه.. ثقي بي انه يكذب..انها مجرد كلمات يهدد بها.. لن يستطيع فعل شيء.. رفعت ملاك عينيها المترقرقتان بالدموع وقالت بصوت مختنق: لماذا ذهبت وتركتني؟.. لماذا؟.. لم يعرف مازن ما تعنيه كلماتها بالضبط.. فهبط الى مستواها وقال بابتسامة وهو يمسح على شعرها: لقد سافرت بالرغم مني يا ملاك.. انت تعلمين اني لم اسافر الا من اجل ان احافظ على شركتك وشركة والدك.. وكمال الذي رأى نفسه دخيلا عليهما قرر الانسحاب من الغرفة بهدوء..دون ان يشعر به احدهما.. وهو يتنهد بألم.. ويتمنى من كل قلبه.. ان يسعد شقيقه وملاك في حياتها القادمة ... اما ملاك فقد قالت في تلك اللحظة مرددة وكلماتها تقطر مرارة والم: لماذا تركتني؟.. الم تعلم اني احتاجك؟.. احتاجك اكثر من أي وقت مضى يا مازن.. تطلع لها مازن بحيرة وقال متسائلا بقلق: ملاك .. ماذا بك؟.. هل حدث شيء ما؟.. همست ملاك قائلة بكلمات متقطعة: لقد افتقدتك.. وعمي.. جاء اليوم ليستولي على شركة ابي.. الذي انهضها بجده.. لم اكن اريد ان اوقع.. لكنه قد يؤذي ابي..لقد خشيت عليه .. امسك مازن بكتفي ملاك وقال بصوت حاني: اهدئي الآن يا ملاك .. وانسي أي شيء مضى.. فقط اهدئي.. تنهدت ملاك وقالت وهي تلقي برأسها على صدره : اريد ان ارتاح..ان انسى.. اريد ان احيا في سعادة كباقي البشر .. تعبت من البكاء.. تعبت من الشعور بالالم والمرارة.. اريد ان انسى وارتاح.. ساعدني على ذلك يا مازن.. ارجوك .. ومازن الذي شعر بالدهشة من موقف ملاك تجاهه.. لكنه لم يلبث ان احاط جسدها بذراعيه وقال بهمس وحب: انا لك يا ملاك.. سأجعلك تنسين كل لحظات المرارة التي عشتيها سابقا .. وتبدئين حياتك بكل سعادة وفرح.. سأجعلك تنسين معنى الدموع.. وتتذكرين الابتسامة التي ستشرق على وجهك دائما.. فقط اهدئي الآن.. ولا تفكري في شيء ابدا .. . ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ (حمقى.. اغبياء..بلهاء.. ) كانت كلمات يرددها فؤاد بانفعال وهو يسرع بسيارته المنطلقة من منزل امجد.. متجها بها الى المشفى الذي به خالد الآن ..وتطلع الى ساعة السيارة التي كانت تشير الى انه لم يبقى الا ساعة على الوقت الذي حدده للاجتماع التالي.. فشد من قبضته على مقود السيارة وقال بغضب: تبا لك يا مازن.. ما الذي اعادك في هذا الوقت؟.. كان كل شيء يسير على ما يرام حتى حئت انت وقلبت الامور راسا على عقب.. تبا لك.. ستنال ما تستحقه قريبا.. انت وتلك العاجزة.. واستطرد بقسوة: وستنال جزائك انت كذلك يا خالد.. فأنت لا تستحق ان يفضلك والدي – رحمه الله – علينا.. منذ ان كنا صغارا وانت المدلل.. لمجرد انك اصغرنا.. وفي النهاية اختارك انت ليسجل اكبر شركاته باسمك.. لهذا والآن سآخذ حقي منك ولو بالقوة.. وعاد لينطلق بسرعة اكبر وهو يرى ان الوقت يمضي والمشفى لا يزال بعيدا..ولم يجد امامه سوى ان يتجاوز تلك السيارة التي امامه .. متجاهلا أي شيء آخر.. متجاهلا ان الطريق الذي على يساره هو طريق عكسي للسير.. وادار مقود السيارة لينطلق باقصى سرعة .. وهنا.. وهنا فقط رأى تلك الشاحنة التي تنطلق نحوه في طريقها العكسي .. وكرد فعل غريزي ادار مقود نحو خارج الطريق.. واثر سرعته لم تحتمل السيارة كل هذه السرعة وادراة المقود فجأة لهذا انقلبت رأسا على عقب عدة مرات قبل ان تستقر بشكل مقلوب.. واشتعلت فيها النيران بعد عدة دقائق لتلتهم كل شيء واي شيء مما حولها... ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ ابتسم مازن لملاك التي رفعت رأسها عن صدره وقال بحنان: هل هدأت الآن؟.. اومأت ملاك برأسها .. فمسح مازن دموعها برفق وقال مازحا وهو يريد التخفيف عنها: لكنك بللت قميصي بدموعك .. ابتسمت ملاك بالرغم منها وان كانت ابتسامة شاحبة وهي تقول: حقا؟.. تطلع لها مازن بحب ومن ثم قال بابتسامة وفرح: لا اعلم ما الذي جرى في هذه الدنيا .. لكن يبدوا ان من اراها الآن هي فتاة اخرى غير ملاك .. التي امامي تبتسم لي ويبدوا انها قد نست الماضي اخيرا.. قالت ملاك متجاهلة ما قاله وبتساؤل: لكن متى عدت؟.. ولماذا لم تجب على اتصالاتي عندما اتصلت بك؟.. قال مازن وهو يتطلع الى ملاك بنظرة طويلة وكأنه يريد ان يملأ عيناه من صورتها لأطول وقت وقال : منذ ساعة فقط.. ولقد اتصلت بك لابلغك اني قد وصلت الى البلاد.. لكنك لم تجيبي على اتصالي .. فظننت انك تتعمدين ذلك.. ولا اخفيك انه عندما رأيت اتصالك بي.. شعرت بالسعادة وان قلبك قد حن علي اخيرا ..وكدت اجيبك.. لولا ان خطرت بذهني فكرة ان اترك قدومي الى هنا مفاجأة لك.. هتفت ملاك بحدة: غبي.. لقد اقلقتني عليك بما فعلته.. استغرب مازن من عبارتهاللوهلة الاولى لكنه لم يلبث ان قال بسرور: احقا يا ملاك؟.. اشاحت بوجهها عنه وقالت بضيق: لا تفعل هذا بي مرة اخرى .. امسك مازن بذقنها برقة وادار وجهها اليه ليقول بصوت هامس حنون: اشتقت اليك يا ملاكي.. منحته ملاك ابتسامة باهتة قبل ان تقول مغيرة دفة الحديث: ماذا سيفعل عمي فؤاد بأبي يا مازن؟.. قال مازن بهدوء وهو يضع كفه الاخرى على كتفها: لا تقلقي .. لن يستطيع فعل أي شيء.. قالت ملاك بقلق : اانت واثق؟.. هو مازن كتفيه وقال: مجرد تهديد ليخيفك وتوقعي على التنازل .. اتظنين انه سيستطيع فعل ما يريد بكل هذه السهولة .. وضعت ملاك كفها على صدرها بخوف وقالت : لكني قلقة وخائفة.. اخشى ان يحدث لأبي مكروه.. تسائل مازن قائلا وهو يريد ان يعرف جوابا لذلك السؤال الذي يدور في راسه: ملاك.. لم تخبريني بعد.. لقد عدت من فرنسا الآن.. فهما هو قرارك؟.. قالت ملاك وهي تلتقط نفسا عميقا: الم تعرفه بعد؟.. اسرع مازن يقول: كلا.. لكن ان كان اصرارك على الانفصال فأرجوك للمرة الاخيرة ان تفكري و... قاطعته ملاك بابتسامة وهي تهز رأسها نفيا قائلة: الم تلحظ الخاتم بعد يا مازن؟.. توجهت انظار مازن الى الخاتم الماسي الذي عاد ليحتل اناملها مرة اخرى..وشعر بسعادة الدنيا بأكملها وقتها.. شعر ان روحه قد عادت الى جسده..وانه اصبح كالطيور يحلق في السماء بكل حرية.. وهتف قائلا بفرح : لست اصدق.. لست اصدق .. اخيرا يا ملاك.. اخيرا.. لم تعلق ملاك بحرف واحد واكتفت بأن تطلعت اليه وتلك الابتسامة لا تزال تحتل شفتيها.. في حين قال مازن وهو يمسك بكلتا كتفيها : لقد اتعبتني يا ملاك.. اتعبتني يا ايتها الطفلة ..اتعبتني بعنادك.. بكبريائك.. اتعبتني بقسوتك .. قالت ملاك بتهديد : لكن اعلم اني لن اسامحك في كل مرة على أي ... قاطعها مازن قائلا بحب وهو يضع انامله على شفتيها: لا تكملي .. لن تكون هناك مشاكل بعد الآن.. سننسى الماضي والمشاكل وكل ساعات الالم والحزن.. ونبدأ من جديد.. حياة سعيدة يتخللها الحب والتفاهم والاحترام.. انا وملاك حبي فقط .. سرت في جسد ملاك قشعريرة وهي تستمع الى كلماته.. وخفق قلبها له بحب اخيرا.. لقد ادركت ان مازن انسان لا يعوض حقا .. وانه احبها بصدق .. سواء كانت عاجزة اولم تكن .. لقد كان حلمها هذه المرة صادقا .. لقد اراد ان يوضح لها مالم تره بعينيها .. ويريها مازن على حقيقته الحالية ..الحقيقة التي حجبتها عيناها عنها عندما تمسكت بالكرامة .. وهاقد زالت الغشاوة الآن لترى مازن الذي كانت تحلم به منذ زمن .. مازن الذي يحنو عليها ويهتم بكل شيء يعنيها.. ومازن الذي من اجلها قرر تغيير نفسه نحو الافضل.. ومازن الذي كان اول شخص خفق له قلبها... . . . يتبع...ارجوا عدم الرد
__________________ ?Đō ũ bεĪεīνε īή Ļύν Ļīķε Ĩ bεĪεīνε Ĩή ρaīή |
#270
| ||
| ||
. . . و هذا آخر جزء رايحة أحطوا من الرواية الحلوة ملاك حبي ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ ارتسمت ابتسامة على شفتي امجد وهو يتحدث الى خالد الذي كان يستمع له بانصات واهتمام.. شعر امجد حينها انه قد اضاع عليه شقيق مثل خالد.. مثلما اضاع عليه حب ابناءه.. الآن فقط وبعد فوات الاوان تقريبا.. انتبه الى ان لديه ابناء من صلبه .. عليه ان يشعرهم بحبه وحنانه.. وانتبه الى شقيقه الذي يتمنى له كل الخير.. وقال امجد في تلك اللحظة : وقريبا ستكون خطبة مها وحسام .. قال خالد بابتسامة واسعة: مبارك.. وهنيئا لهما.. في حين تساءل امجد قائلا: اين مازن وملاك؟.. اظن انهما قد جاءا قبلي لزيارتك.. اومأ خالد برأسه وقال: بلى.. لكنهما قد غادرا لتقوم ملاك بممارسة تدريباتها اليومية.. تردد امجد قليلا قبل ان يقول: في الحقيقة يا خالد.. بودي ان اعتذر منك.. تسائل خالد بدهشة: على ماذا؟.. وقبل ان ينطق امجد بأي حرف.. تعالى صوت رنين هاتفه المحمول فالتقطه واجابه قائلا : اهلا.. ولم تمض لحظات حتى عقد حاجبيه وقال بحدة: ماذا تقول؟.. هل انت متأكد؟.. اسمح حاول السيطرة على الوضع.. ريثما اصل اليكم.. وانهى المكالمة وهو يردد بعصبية: لماذا يحدث لي هذا الآن؟..وكأن هذا ما كان ينقصني.. قال خالد مستفسرا: ما الذي حدث بالضبط؟.. التفت له امجد وقال وهو يلتقط نفسا عميقا محاولا تهدئة نفسه: عادل وفؤاد قد قاما بسحب رأس المال الخاص بهما من الشركة .. ستنهار شركتي.. وسأتدمر يا خالد.. قال خالد باستغراب وحيرة شديدتين: ولم يفعلان؟.. الم تنفذ لهما كل ما يطلبانه؟.. الم توافقهما على كل شيء؟..فلم يسحبان رأس مالهما الآن من شركتك؟.. قال امجد وهو يزفر بحدة ويشيح بوجهه بضيق قائلا: ليس كل شيء.. فقد ارادا تزويج ابنتي بالرغم منها من احمد ابن عادل .. لكني رفضت.. ولهذا ارادا عقابي الآن او ربما الانتقام مني .. قال خالد بجدية: انتظرني ريثما استبدل ملابسي وآتي معك.. قال امجد بعد ان التفت لخالد بدهشة: الى اين ستأتي معي؟.. قال خالد وهو يضغط على زر استدعاء الممرضة: لنجد حلا لهذه المشكلة.. ولم تمض دقائق حتى جاءت الممرضة وقالت متسائلة: ماذا هناك؟.. اشار خالد الى انبوب التغذية المتصل بكفه وقال: انزعي هذا من يدي.. قالت الممرضة بتردد: لا استطيع.. انها اوامر الطبيب و... هتف فيها خالد قائلا بخشونة: قلت انزعيه.. او سأنزعه بنفسي .. تقدمت منه الممرضة وقالت : حسنا.. لكن لست مسئولة عما سيحدث .. ونزعت الانبوب المغذي من كفه.. فنهض خالد من فراشه.. وفتح الخزانة ليلتقط من حقيبته ملابس له ويقول في سرعة تحت نظرات امجد المندهشة مما يفعله: سأستبدل ملابسي واتبعك.. اومأ امجد برأسه دون ان يعلق بكلمة.. وقد شعر بالدهشة بل بالذهول لما يفعله خالد من اجله.. وهو الذي تخلى عنه فيما مضى .. وتركه ضحية لفؤاد وعادل.. ورآه في تلك اللحظة وهو يغادر دورة المياه بعد ان ارتدى ملابسه قائلا: هيا.. نهض امجد من مكانه واقترب من خالد ليقول متسائلا بحيرة: لماذا تفعل كل هذا لي وانا الذي تخليت عنك فيما مضى؟.. صمت خالد للحظات ومن ثم قال بابتسامة هادئة: يكفيني انك قد قمت بحماية ابنتي في اثناء ما حصل لي.. ويكفيني انك لأول مرة قد قررت الوقوف في وجه عادل وفؤاد من اجل ابناءك.. لهذا سأقف الى جانبك.. واساعدك.. بدلا من ان تعود اليهم من جديد وتوافق على كل مطالبهم من اجل ان يعيدوا رؤوس اموالهم الى الشركة.. قال امجد بحزم: هذا مستحيل.. سعادة مها اهم عندي من اموال العالم بأسره.. ابتسم له خالد وقال وهو يغادر الغرفة: هيا .. فلنذهب .. فلدينا من العمل الكثير.. قالها وغادرا المكان على عجل.. فابتسم امجد وهو يلحق به.. وسارا جنبا الى جنب بين ممرات المشفى.. لكن توقف خالد فجأة وهو يلمح رجل شرطة يتحدث الى احد الاطباء بالمشفى وتسائل بصوت مسموع وهو يفكر: ما الذي حدث يا ترى؟ .. قال امجد وهو يلتفت الى حيث ينظر خالد: لا شأن لنا.. فبالتأكيد هو مجرد حادث مروري.. عقد خالد حاجبيه وقال وهو يتقدم حيث يقف الشرطي والطبيب: ساستطلع الامر بنفسي.. وسار بخطوات واثقة الى حيث الطبيب وقال متسائلا: لو سمحت ايها الطبيب.. معذرة على التطفل.. لكن من المصاب في الغرفة المجاورة؟.. قال الطبيب بهدوء: رجل في الخمسين من عمره على ما اظن.. اصيب في حادث مروري.. وهذا الشرطي يتكفل بالبحث عن اهله في الوقت الحالي.. قال خالد متسائلا: الم تجدوا ما يدل على هويته؟.. - للاسف هاتفه تحطم في الحادث.. كل ما وجدناه معه هو بطاقة لشركة يبدوا انه يعمل بها.. وسنتصل بهم في الحال.. لم يعلم خالد السبب الذي جعله يقول وهو يلتفت الى الشرطي: هل لي ان اراها؟.. ربما كان الفضول.. او ربما رغبة في معرفة من هو هذا الرجل الذي اصيب في هذا الحادث.. ومن جانب آخر استغرب الشرطي مطلبه .. لكنه ناوله اياها وقال ببرود: تفضل .. تطلع خالد الى البطاقة بصدمة ودهشة وردد قائلا: انها شركة فؤاد .. والتفت الى امجد وهو يريه البطاقة: ام اكون مخطئا يا امجد؟.. اسرع امجد يقول: لا لست مخطئا.. وربما احد موظفي الشركة قد اصيب بهذا الحادث او... قال خالد وقد بدأ القلق يدب في اوصاله: لا اشعر بالراحة يا امجد .. الطبيب يقول انه في الخمسين من عمره.. وفي هذا السن يتقاعد اغلب الموظفين.. انتقل قلق خالد الى امجد وقال متسائلا: وكيف يمكننا التأكد؟.. التفت خالد الى الطبيب وسأله قائلا: هل يمكننا ان نرى المصاب.. فربما اكون اعرفه.. اشار له الطبيب نحو نافذة زجاجية وقال بهدوء: يمكنك ان تراه من هناك.. اقترب خالد من النافذة الزجاجية بخطوات بطيئة مترددة..ورفع انظاره بقلق وخوف ممن سيكون خلف تلك النافذة الزجاجية.. وما ان وقعت عيناه على الجسد الممدد على الفراش.. حتى اتسعت عيناه بصدمة وقال بذهول: فؤاد !!.. ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ تطلع مازن الى ملاك بنظرات حالمة وهو يراها تحاول الوقوف بشتى السبل دونما فائدة.. فقد مضى اكثر من ساعة ولا زالت محاولاتها يائسة ودون ان تشعر بأي بارقة امل على وقوفها.. وعادت لتحاول مرارا وتكرارا.. لعل قدماها تطاوعانها هذه المرة..لكن كان نصيبها هو الفشل حتى شعرت باعياء شديد بدء يسيطر على جسدها..فاخذت تلتقط انفاسها وتوقفت عن مواصلة محاولاتها.. وفي هذه اللحظة فقط لمحت مازن الذي كان يراقبها باهتمام شديد وقال متسائلا: هل تعبت؟.. اومأت برأسها ايجابيا وهي تلتقط انفاسها بصعوبة.. فقال مبتسما: اتودين مني ان اساعدك؟.. تطلعت له ملاك بغرابة وقالت: كيف ستساعدني؟.. اقترب منها مازن بخطوات هادئة..وتجاوز الحاجز المعدني وهو يخفض جسده ليعبر من اسفله.. ومن ثم اعتدل في وقفته وهو يقف في مواجهتها ويمد كفيه لملاك قائلا: هكذا.. قالت ملاك وهي تزدرد لعابها بتوتر: لا.. لن يمكنك ان تتحملني .. انا اضع كل ثقلي على هذه القضبان.. فكيف اضعها على ذراعيك؟.. اما الطبيب الذي رآه يتجه نحو ملاك تقدم منه وتسائل قائلا: ما الامر؟.. قال مازن بهدوء: سأساعدها فقط على الوقوف.. - لن تستطيع.. لن تحتمل ثقل جسدها.. قال مازن بحزم وهو يلتفت له: لن يمكنك معرفة ذلك او التأكد منه دون ان ترى بعينك.. وعاد ليلتفت الى ملاك : هيا يا ملاك.. سأساعدك.. قالت ملاك بتردد: مازن دعني اكمل تدريباتي وحدي..لا احتاج أي مساعدة منك.. عقد مازن حاجبيه وقال ببرود: وانا لن اتحرك من مكاني.. قالت ملاك بعناد: لن اواصل تدريباتي اذا.. قال مازن وهو يتطلع لها بنظرة هادئة: حسنا سأذهب .. لكن اكملي تدريباتك ولا تيأسي.. اومأت ملاك برأسها .. وما ان كادت ان تضع كفيها على القضبان حتى تلقفتها كفي مازن الذي شد على كفيها وقال بابتسامة واسعة: هيا قفي الآن..حاولي وابذلي قصار جهدك.. توردت وجنتي ملاك بحمرة الخجل وقالت وهي تحاول جذب كفها دونما فائدة: مازن ارجوك.. قال مازن برجاء: بل ارجوك انت.. حاولي لأجلي.. لأجلي يا ملاك.. قالت ملاك بحروف متقطعة: لن استطيع.. واكملت وهي تقول متحدثة الى نفسها: ( لن استطيع وانت تقف بهذا القرب مني).. لكن مازن شد من قبضتها بكل قوة وقال: حاولي فقط.. حاولت ملاك ان تتناسى ان مازن قريبا منها.. وهي تحاول ان ترفع جسدها معتمدة على ذراعي مازن.. لكن توترها من قربه الكبير لها جعل ارادتها تخونها لمرات عديدة.. ولاحظ الطبيب ذلك فقال : من فضلك يا سيد.. دعها تكمل وحدها.. لكن بدى وكأن مازن لم يسمعه وهو يهتف بها: هيا يا ملاك حاولي.. اكملي.. شدت ملاك على ذراع مازن اكبر.. حتى انها كادت ان تغرس اصابعها في ذراعه.. وهي تحاول الوقوف في استماتة .. ومازن الذي لم يكن يهتم بشيء عدى ان تستطيع ملاك الوقوف.. كان يهتف بها ان تقف.. ويحاول تشجيعها في كل مرة.. يحاول قدر الاستطاع ان يمنحها املا يمدها بالاصرار والعزيمة على اكمال ما تفعله..ومع كل كلمة كانت ملاك تسمعها منه كانت تزداد اصرار على تحقيق المستحيل.. والوقوف على قدميها .. لا تريد ان تكون مختلفة عن غيرها من الفتيات.. تريد ان تري مازن انها كسائر فتيات جنسها.. لا ينقصها شيء ابدا.. ومع محاولاتها .. كان مازن يتطلع لها بكل اهتمام يرغب في ان ترفع جسدها فقط وبعدها يهون كل شيء.. تطلع لها وهي تحاول للمرة العاشرة رفع جسدها وهي تطلق من بين شفتيها تنهيدة تعب.. وفي هذه المرة قالت وهي تحاول رفع جسدها: مازن .. ذراعك.. تطلع مازن الى ذراعه التي اصبحت في لون الدم من شدة الضغط عليها وقال بلامبالاة: لا تهتمي.. اكملي تدريباتك فقط.. شعرت ملاك بالشفقة عليه.. وازداد اصرارها على الوقوف.. و... وارتفع جسدها عن المقعد... ارتفع لبضع سنتيمترات فقط ... ارتفع دون ان تنتبه ملاك الى ان جسدها بات يرتفع وانه قد بدأ يعتدل تقريبا.. ومازن.. مازن الذي اتسعت عيناه بذهول.. لم يعرف كيف يعبر عن ما يشعر به في تلك اللحظة وهو يرى ملاك ترتفع عن مقعده بضع سنتيمترات.. واصابع قدميها قد بدأتا تستجيبان لها وتحاولان ان تحتملا ثقل جسدها.. ووجد مازن نفسه يصرخ بالطبيب قائلا: ايها الطبيب.. ايها الطبيب.. اندفع الطبيب نحوهم ولمح اصابع قدم ملاك التي بدأت تستجيب لها.. والى جسدها الذي ارتفع عن المقعد.. وابتسم قائلا بدهشة: رائع يا ملاك.. رائع .. لقد تحققت المعجزة اخيرا.. توقفت ملاك عن رفع جسدها وكأنها تنبهت الآن فقط الى ان اصابع قدمها هي من استقرت على ارض الغرفة واصبحت ترفع جسدها.. وكرد فعل منها توقفت عن محاولاتها وهتفت قائلة بغير تصديق وبحروف متقطعة ومرتبكة: فعلتها.. انا .. وقفت على قدمي .. هتف فيها مازن الذي اعاد جسدها برفق على المقعد قائلا بفرح: اجل يا ملاك.. لقد حطمت المستحيل اخيرا..لقد وقفت وان كان الامر لثانية.. لكنك وقفت يا ملاك.. قالت ملاك وقد خفق قلبها في سرعة وملامحها لا تزال تعبر على عدم التصديق: لا اصدق.. هل وقفت حقا؟.. لقد كنت احيا حلما لأعوام طويلة.. حلم ان اقف على قدمي كما يقف كل من حولي.. لقد كنت احلم بأن اكون فتاة كباقي الفتيات.. فتاة صحيحة الجسد.. لا ترى نظرات الشفقة في عيون الناس وهم يرونها على مقعد متحرك.. هتف مازن فيها بسعادة وهو يمسك كتفيها: سأقيم حفلة بمناسبة وقوفك.. سأدعو اليها الجميع و... قاطعته ملاك ودموعها تترقرق في عينيها وقلبها يرقص طربا: اريد ان اذهب الى ابي .. اريد ان اخبره بأن الله تعالى قد استجاب دعائه اخيرا.. واني قد وقفت على قدمي.. تطلع لها بفرح ومن ثم قال بابتسامة واسعة: كما تشائين.. واستدار الى الطبيب قائلا وقلبه يخفق بقوة معبرا عن فرحته: هل يمكننا المغادرة الآن؟.. اومأ له الطبيب برأسه وقال بهدوء وهو يسجل بعض الملاحظات في ملف ملاك الطبي: اجل.. اما مازن فقد عاد ليلتفت الى ملاك وهو يهمس لها قائلا: سعيد لأجلك يا ملاكي.. ارتسمت ابتسامة اقل ما توصف عنها بالسعادة على شفتي ملاك وقالت وقلبها يخفق فرحا وبكلمات مرتجفة: لا زلت لا اصدق يا مازن.. الامر اصعب من ان يتحقق.. لقد كنت ارى الامر مستحيلا.. واليوم.. اليوم فقط تمكنت من .. من .. الـ..وقـو..ف.. حملها مازن بين ذراعيه دون ان ينتظر من الممرضات حملها كما في كل مرة.. وقال بهمس محب: لو تعلمين كما انا سعيد لاجلك يا ملاك حبي.. اطرقت ملاك راسها في حياء.. حتى استقرت على مقعدها .. وقالت وهي تدفع عجلات مقعدها : سأذهب الى ابي.. قال مازن وهو يرفع حاجبيه: دائما والدك.. لم اسمعك يوم تقولين سأذهب لزوجي البائس.. توقفت ملاك عن دفع عجلات مقعدها.. وقد شعرت حقا بأنها مقصرة في حقه .. لقد كانت اولوياتها دائما هو ابيها.. والتفتت له لتقول بصوت خافت: لقد اردت اخبار ابي بالامر فقط.. و... مال نحوها قائلا: وماذا؟.. قالت ملاك وهي تزدرد لعابها : اعذرني ان كنت قد قصرت في حقك.. ابتسم لها مازن وقال واصابعه تتخلل خصلات شعرها الاسود: لا عليك يا ملاكي.. واخذ يدفع مقعدها بين ممرات المشفى.. ويتجه الى حيث غرفة عمه.. لكنه توقف فجأة وهو يقول عاقدا حاجبيه: هذا والدي ووالدك يا ملاك.. اليس كذلك؟.. رفعت ملاك رأسها الى الرجلين اللذان يقفان يتطلعان من النافذة الزجاجية التي تطل على احد الغرف وقالت بحيرة: بلى.. لكن .. كيف نهض ابي من فراشه؟.. دفع مازن مقعدها بسرعة اكبر من ذي قبل وقال بتوتر: سأرى الامر بنفسي.. واقترب من عمه خالد قائلا: عمي .. ما الذي حدث؟.. لم يجبه خالد بل قال وهو يلتفت ويسأل الطبيب: كيف حاله الآن؟.. وما مقدار اصابته؟.. التقط الطبيب نفسا عميقا وقال: يؤسفني ان اخبرك.. ان هناك حروقا قد شوهت بعض مواضع من جسده.. كما وان انقلاب السيارة قد سببت له بكسر بعض فقرات الظهر.. تطلع له خالد بعدم استيعاب وقال بصدمة: ماذا تقول؟.. اصيب بماذا؟.. قال الطبيب مستطردا: ونتيجة لذلك.. فقد يصاب بالشلل.. لمدى الحياة.. دعونا نفكر قليلا فيما حدث.. ملاك منذ دقائق فقط.. استطاعت ان تقهر المستحيل وتحقق المعجزة بوقوفها على اصابع قدميها .. وهاهوذا فؤاد الذي يسخر منها وينتقصها بسبب عجزها دائما.. ورآها لا تستحق أي شيء لكونها فتاة عاجزة.. طريح الفراش ومعرض هو هذه المرة للاصابة بالشلل .. يمكننا القول ان هذا هو عقاب الله تعالى على كل ما سببه لشقيقه وابنة اخيه.. على كل قطعة نقود سرقهم منهم ..على كل رغبة منه في الحصول على كل شيء لمجرد ان ملاك فتاة عاجزة.. وها هي الايام تدور.. وبدلا من ان يسخر من ملاك .. اصبح هو موضع سخرية للناس بعد ان اصيب في هذا الحادث بالعجز الابدي... ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ عقد احمد ذراعيه امام صدره وقال ببرود: اريد العمل في الشركة يا والدي.. الى متى سأظل اعيش هكذا؟.. دون ان اعرف حتى نصيب الارباح التي لي بالشركة.. عقد والده حاجبيه وقال بحدة: أي نصيب تتحدث عنه.. انا لا ازال على قيد الحياة.. ولن تحصل على شيء مادامت الشركة ملكا لي .. قال احمد بضجر: اعلم.. في حين قال والده ببرود: اسمع ان كنت تريد العمل حقا.. فيمكنك ان تأتي الى الشركة عند الثامنة بعد يومين.. واستلم عملك.. قال احمد بمكر: اريد ان اكون مديرا للشركة.. رمقه والده بنظرة حادة ومن ثم قال ببرود: ستصبح مديرا للشركة لو وجدت فيك الكفاءة.. اقترب احمد من والده وقال باسلوب حاول ان يستعطف به والده: والدي.. انا ابنك.. فهل ستعاملني انا والموظفين سواء؟.. قال عادل بخشونة: قلت لك..اذا اردت ان تكون مديرا حقا.. فأثبت لي اخلاصك في العمل.. قال احمد وهو يكور قبضته ببرود: فليكن.. سأثبت لك ما تريد .. واردف وهو يتحدث الى نفسه: ( واحصل بعدها انا على ما اريد).. وارتسمت على شفتيه ابتسامة واسعة ماكرة.. خبيثة.. وهو يفكر في السيارة الفارهة.. وفي الرصيد الضخم .. وفي رحلات حول العالم يقضيها في أي بلاد يريد.. واتسعت ابتسامته اكثر وهو يرسم خطة ما في ذهنه.. خطة سيقترب من تنفيذها.. لو بدأ بالعمل في شركة والده ... ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ تطلع حسام الى مها وقال بحدة: لابد وانك تمزحين يا مها.. ضحكت مها وقالت: ولم كل هذه الحدة؟.. لم اقل شيئا بعد .. قال حسام وهو يزفر بحدة: الم نتفق على ان يكون عقد القران نهاية هذا الاسبوع.. فما الذي حدث؟.. قالت مها بابتسامة واسعة: صدقني الوقت لا يكفيني.. قال حسام وهو يلوح بكفه: لا يهمني.. واسرع يلتفت عنها مغادرا النادي.. فأسرعت مها تتبعه وتقول منادية اياه: حسام انتظر.. هل ستذهب وتتركني؟.. توقف حسام والتفت لها ليقول ببرود وهو يشير الى راسه: اذا نزعت هذه الافكار من رأسك يمكننا ان نتفاهم.. قالت مها بمرح: فليكن.. انا استسلم.. لكن لو بدوت بشعة في حفل عقد القران .. فأنت المسئول.. تطلع لها حسام بهيام وقال بصوت دافئ حنون: كيف يمكن ان يصف كل هذا الجمال بالبشاعة؟.. ارتجف قلب مها بين ضلوعها وقالت محاولة التغلب على الخجل الذي سيطر عليها: سأصعد الى سيارتك الآن.. واوصلني الى المنزل على الفور.. قال حسام بسخرية مازحا وهو يتجه الى حيث سيارته: حسنا.. لكن تذكري اني لست سائقك الخاص.. ومن ثم لم يلبث ان ضغط على جهاز التحكم عن بعد ليفتح اقفال السيارة .. فاسرعت مها تفتح الباب وتستقر على المقعد .. ودار حسام حول مقدمة السيارة ليصعد بدوره الى مقعد السائق ويقول بمرح: الى اين؟.. قالت مها وهي تصطنع التفكير: الى عالم لا يوجد فيه احد.. ضحك حسام وقال: لم يوجد هذا العالم بعد.. قالت مها برقة: بل وجد.. انه العالم الذي يكون فيه حسام لمها ومها لحسام.. ابتسم حسام لكلماتها والتفت لها قائلا بصوت متهدج: اتعرفين انك بكلماتك هذه.. تزيديني جنونا؟.. قالت مها مازحة: اعلم انك مجنون منذ وقت طويل.. قال حسام بحب وهو يدير محرك السيارة : بحبك ايتها الحمقاء.. اثرت جنوني بشقاوتك.. برقتك.. بدلالك.. بعفويتك ..وجعلتي قلبي يخفق بالرغم منه باسمك .. ابتسمت مها بخجل وقالت مداعبة: لم اكن اعلم اني لي تأثير السحر عليك.. والا لما تعبت ليال طوال من كثرة التفكير في حقيقة مشاعرك تجاهي.. قال حسام بابتسامة : لو كنت ذكية لعرفت بحقيقة حبي لك .. مطت مها شفتيها وقالت وهي ترفع احد حاجبيها باستهزاء: ولو كنت ذكيا لعرفت بحقيقة حبي لك.. ارتفع حاجبا حسام للحظة ومن ثم قال بابتسامة: معك حق.. لقد كنت غبيا عندما لم ار مشاعرك بوضوح.. عثدت مها ذراعيها امام صدرها وقالت بابتسامة: جيد انك اعترفت.. ومن جانب آخر.. وفي النادي على وجه التحديد..تقدمت احدى الفتيات من ندى التي كانت تجلس خلف احد طاولات كافتيريا النادي وقالت في سرعة : ندى.. انضم شاب جديد الى النادي .. لقد رأيته منذ قليل .. كان وسيما جدا و... قاطعتها ندى قائلة وهي تلتفت لها بحدة: أأنت متأكدة؟.. جذبتها الفتاة من كفها وقالت مبتسمة: تعالي لتريه بنفسك.. سارت ندى الى جوارها وقالت بلهفة: اهو وسيم حقا كما تقولين؟.. قالت الفتاة بحماس: بل اكثر مما تتصورين.. وسمعت انه ابن لتاجر معروف.. هتفت ندى بحماس مماثل ولهفة: ايضا.. انني متشوقة لرؤيته حقا .. توقفت زميلتها فجأة عن السير لتقول وهي تشير نحو شاب طويل القامة .. كان يقف متحدثا الى شاب ما ويضع كفه على جبينه في وسيلة لحماية عينيه من اشعة الشمس: ها هو ذاك.. تطلعت اليه ندى بنظرة متفحصة.. كان وسيما حقا كما قالت زميلتها.. بوجهه الحليق وابتسامته الجذابة.. وبشعره البني الذي تمردت بضع خصلات منه لتسقط على جبينه.. وقالت ندى باعجاب: وسيم حقا.. وخفق قلبها وهي تفكر في هذا الشاب الذي يقف امامها.. لقد رفضها مازن وفضل عليها فتاة عاجزة.. فليهنأ هو مع ملاك ..وستريه هي –ندى- انها تستطيع الارتباط بمن هو افضل منه بمائة مرة.. ستجعله يندم انه قد تركها وتزوج بغيرها.. كانت افكارها سطحية جدا.. وتظن ان بزواجها من هو افضل من مازن.. تستطيع الانتقام لنفسها ولكبريائها.. واسرعت تتجه نحو الشاب الذي انهى حديثه مع زميله .. وقالت وهي تناديه: لحظة من فضلك.. استدار لها الشاب وقال بحيرة: هل تنادينني؟.. ابتسمت له ندى وقالت بدلال: اجل.. اردت ان اعرفك نفسي فنحن زملاء في هذا النادي.. وان احتجت الى أي شيءلا تتردد في طلب المساعدة مني.. ابتسم لها الشاب وقال : بالتأكيد.. مدت يدها مصافحة وقالت بغرور: معك ندى عادل.. قال الشاب وهو يصافحها بهدوء: معك وائل وسعدت بلقاءك يا آنسة ندى.. منحته ندى ابتسامة رقيقة.. فهاقد ذهب مازن.. لكن جاء من هوافضل منه.. لم اعد بحاجة لك يا مازن.. فوائل يكفيني في الوقت الحالي.. ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ تنهد امجد بتعب وهو يجلس على الاريكة التي بوسط ردهته ..وقال وهو يشير على المقعد المجاور للاريكة: تفضل يا خالد بالجلوس.. جلس خالد على المقعد وقال بهدوء: اظن اننا بما فعلناه الآن نستطيع تفادي خسارة كبيرة كادت ان تخسرها شركتك .. قال امجد بامتنان: اشكرك على ما فعلت يا خالد.. قال خالد بهدوء وهو يشبك اصابع كفه ويزفر بحدة: لا داعي للشكر فما قمت به كان واجبا ليس الا.. تساءل امجد كمن تذكر امرا ما: وماذا عن فؤاد؟.. ماذا اخبرك الطبيب بشأنه.. التقط خالد نفسا عميقا ومن ثم قال: يقول انه في حالة من الاكتئاب منذ ان علم بما اصابه.. ولا يريد رؤية احد.. وليس هناك أي امل في ان يتعدى مرحلة الشلل.. قال امجد بحزن: لقد كان قويا صلبا دائما.. من الصعب عليه الآن ان يرى نفسه عاجزا غير قادر على الحركة.. زفر خالد بحدة ومن ثم قال: ليس علينا الا الامتثال لقضاء الله وقدره.. صمت امجد للحظات .. لكنه تحدث الى مازن عندما رآه يقبل عليهما قائلا: اسمع يا مازن.. اتفق مع عمك الآن.. على تحديد يوم لزفافك انت وملاك.. تطلع مازن له بدهشة وكأنه يرى شخصا آخر .. غير والده الذي رفض زواجه من ملاك رفضا قاطعا واصر على ان ينفصل عنها..وقال متسائلا ليتأكد مما سمعه: ماذا قلت يا والدي؟.. قال امجد بجدية: ما سمعته.. قال مازن بعدم استيعاب: لكن يا والدي.. الست انت من... قاطعه والده قائلا: كان ذلك فيما مضى قبل ان اعرف ان اهم شيء في هذه الدنيا هي سعادة ابنائي.. ابتسم مازن وتنهد براحة قبل ان يقترب من عمه ويقول وهو يجلس على الاريكة بجوار والده: حمدلله على سلامتك يا عمي.. ابتسم له خالد وقال: اظن انه يتوجب علي شكرك بعد كل ما فعلته لأجل الشركة.. قال مازن بابتسامة: لم اقم الا بواجبي تجاه شركة عمي.. وكذلك... قال عمه مستحثا اياه على المواصلة بعد ان قطع عبارته: وكذلك ماذا؟.. قال مازن بتردد: وكذلك احببت العمل في شركتك.. ولهذا لم ارد لها ان تتعرض لأي خسارة وفي يدي انقاذها.. ربت خالد على كتفه وقال بابتسامة: هكذا اريدك يا مازن..تدافع عن كل ما هو غالي لديك.. وتتمسك به بيديك واسنانك..وان كنت تريد العمل معي في الشركة .. فيمكنك ان تتفق مع والدك وتأتي للعمل معي في الوقت الذي يناسبك.. ابتسم مازن بهدوء وقال: اتمنى ان اكون عند حسن ظنك دائما يا عمي.. - اخبرني الآن.. متى تريد ان يتم زفافك انت وملاك؟.. قال مازن وهو يهز كتفيه: متى ما ارادت هي؟.. قال خالد وهو ينهض من مكانه: سأذهب لأتحدث معها في هذا الموضوع وارى الوقت الذي يناسبها.. اومأ مازن براسه ونهض من مكانه بدوره.. وقال مبتسما وهو يتطلع الى والده بامتنان: بالاذن يا والدي..واشكرك على موافقتك .. اجابه امجد بهدوء: اذنك معك..ولا داعي للشكر.. سار مازن بعد ان القى نظرة امتنان وحب على والده.. متجاوزا الردهة ليتجه نحو السلم ليرتقي درجاته ..وما ان وصل الى الطابق الاعلى حتى سار بهدوء بين الممرات وهو يطلق من بين شفتيه صفيرا منغوما.. لكنه توقف بغتة في مكانه وعقد حاجبيه وهو يلمح كمال يتجه نحو غرفته.. وشعر بضيق في صدره بالرغم منه وهو يتذكر اعتراف كمال بحبه لملاك.. ملاك زوجته هو.. ولم يعلم ما يفعل.. يريد ان يتأكد ان كان كمال لا يزال يفكر في ملاك ام انه تناساها .. ووجد قدماه تقودانه الى حيث كمال.. ونطق بعد تردد قائلا: كمال.. كيف حالك؟.. التفت له كمال الذي هم بالدخول الى غرفته وقال بهدوء: بخير.. كيف حالك انت وملاك؟.. اسرع مازن يقول: على ما يرام.. واردف وهو يحاول ان يبدوا طبيعيا: في الحقيقة اردت ان اسألك عن امر ما.. استدار له كمال وقال وهو يعقد ذراعيه امام صدره: ها انذا اسمعك.. تحدث.. التقط مازن نفسا عميقا ومن ثم ضج رأسه بالاسئلة حتى قال اخيرا بعد تردد: كمال.. ماذا تعني ملاك لك؟.. تطلع له كمال بدهشة وقال : ما الذي تقوله؟.. هل جننت؟.. تطلع له مازن بعصبية وقال: لا.. ولكني تعبت من كثر التفكير.. وانا اعرف.. انك.. انك... لم يقوى مازن على مواصلة كلماته.. فقال كمال ببرود: اطمئن من هذه الناحية.. فأنا قد قررت اخراج ملاك من حياتي .. والارتباط بفتاة اخرى.. قال مازن بشك: فتاة؟.. ومن تكون هذه الفتاة؟.. قال كمال وهو يتطلع الى مازن بنظرة ثاقبة: اعلم انك لن تصدقني .. لكن..هذا ما حدث فعلا.. انها زميلة لي في الجامعة .. وقد اعجبت باخلاقها وبراءتها ورقة قلبها تماما كمــ... كاد كمال ان يزل بلسانه وينطق باسم ملاك.. كاد ان يقول ان الفتاة التي اعجب بها كانت كملاك تماما.. لكنه استدرك نفسه وقال : كما تمنيتها.. قال مازن بابتسامة باهتة: اتمنى لك السعادة من كل قلبي يا كمال.. قال كمال وهو يتطلع الى مازن بنظرة ذات معنى: وانا اتمنى لك السعادة مع ملاك.. ولو ضايقتها بكلمة.. سأكون لك بالمرصاد دائما .. ابتسم مازن وقال بثقة: لن تجد مني الا ما يسرها.. قال كمال بهدوء: اتمنى هذا.. وعاد ليستدير الى غرفته.. لكن عاد صوت مازن ليناديه قائلا: كمال.. التفت له كمال بغرابة وقال: ماذا بك؟.. قال مازن بابتسامة واسعة: اشكرك.. فلولاك لما عرفت قيمة ملاك حقا.. شعر كمال بانقباض في صدره.. يقولها بكل سهولة.. يقول انني السبب في تقريبه من ملاك.. رحماك يا الهي.. وابتسم ابتسامة بلا حياة قائلا ببرود: جيد.. ودخل غرفته ليغلق الباب خلفه بقوة.. مخلفا وراءه حبا صامتا .. دفن في المهد دون ان يرى النور يوما... ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ سقط عادل على مقعده الوثير بصدمة.. بذهول .. بعدم استيعاب .. قدماه لم تعد قادرتان على حمله.. وذهنه قد توقف عن التفكير.. كيف لا بعد كل ما سمعه..لقد ترك ابنه يعمل في شركته ومنحه كل ثقته.. جعله يمسك ادارة الشركة كلها.. منذ شهر كامل واحمد يعمل بكل تفاني فيها .. والآن بعد ان اصبح مديرا على الشركة يفعل ما فعله ويغادر البلاد بلا عودة.. تبا انه خطأي.. انا الاحمق الذي وثقت به.. وجعلته يمسك مركزا حساسا كهذا في الشركة.. ليختلس بعدها ما يقارب نصف ميزانية الشركة ويهرب بها مغادرا البلاد.. تاركا الشركة تتدمر وتنهار.. تاركا اياها تضيع بعد كل ما فعلته من اجل هذه الشركة.. سحقا لك يا احمد.. سحقا لك.. لقد دمرتني.. قضيت علي وعلى مستقبل الشركة .. اصبحت شركتنا عرضة للافلاس وكل هذا بسببك انت.. فلتذهب الى الجحيم.. لن اعترف بابن مثلك بعد الآن .. اذهب الى الجحيم ايها الحقير الوغد.. تريث يا عادل.. تريث للحظات.. انسيت انك تترجع من الكأس نفسه؟.. انسيت ان ابنك لم يفعل الا ما فعلته انت مع غيره؟.. انسيت انك قد عرضت شركة خالد للافلاس من قبل؟.. وشركة امجد الآن.. وها هي الايام تدور.. لتقع انت ضحية لشر اعمالك.. ويكون ابنك نسخة طبق الاصل منك.. لكنه لم يخن ثقة اخوته.. بل خان ثقة والده.. فلتتجرع الآن ما كان يتجرعه غيرك بسببك.. ولتعلم ان الله يمهل ولا يهمل... ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ هاهو فصل الشتاء ينقضي بعد كل الاحداث التي تخللته والتي عاشها ابطالنا لحظة بلحظة.. واليوم بعد ان مرت ثلاث شهور وبعد ان اطل الصيف بشمسه التي اشرقت في سماء الحب.. تغيرت احوال ملاك .. لم تعد تلك الفتاة التي نعرف.. وسترونها الآن بانفسكم.. وارتفعت انظارها لذلك الشاب الذي يقترب منها ويقول وهو يمد لها كفه: كفاك دلالا.. الى متى ستظلين معتمدة على مقعدك هذا؟.. يبدوا انني سارميه حتى تعتادي السير.. ابتسمت له ملاك وقالت وهي تمد كفها لتمسك بكفه: دع مقعدي وشأنه يا مازن.. فهو الذي تحملني لسنين طوال.. رفعها مازن بخفة لتقف على قدميها.. وساعدها على السير الى جواره وهو يقول: لماذا تهملين تدريباتك اليومية؟.. الم يطلب منك الطبيب ان تسيري على قدميك يوميا حتى تعتادين الامر بسرعة؟ .. قالت ملاك بابتسامة شاحبة: بلى.. لكن السير يتعبني .. عاونها مازن على مواصلة سيرها في المنزل.. وقال وهو يهمس لها: لن تتعبي وانا الى جوارك يا ملاكي.. توردت وجنتي ملاك بخجل واكتفت بالصمت.. فقال مازن باستنكار وهو يراها تجيبه بالصمت: ما هذا؟.. الن تشففي علي يوما.. وتنطقي بكلمة حب واحدة.. قالت ملاك باحراج: مازن.. قال مازن بخبث: قلبه وروحه.. توردت وجنتي ملاك بحمرة قانية.. وارتجف جسدها تحت وطأة كلماته.. لكنها قالت وهي تتوقف عن السير: اقترب للحظة .. سأخبرك بشيء ما.. ارتفع حاجبا مازن لوهلة..ومن ثم مال برأسه تجاهها وقال متسائلا: ماذا؟.. ترددت ملاك طويلا وشعرت بخفقات قلبها تنبض بقوة وبتقلصات في معدتها وهي تهمس له قائلة: احبك.. ظن مازن انه اخطأ في سماع الكلمة .. انه توهمها من كثرة تخيله لها.. وقال بدهشة: ماذا قلت؟.. توردت وجنتي ملاك ولم تنبس ببنت شفة.. لكن مازن تطلع اليها وقال بلهفة وشوق: اعيدي ما قلتيه يا ملاك.. اعيديه لأجلي .. ازدردت ملاك لعابها بتوتر وهمست قائلة وقلبها يرتجف بين ضلوعها: احبك يا مازن.. اطلق مازن آهة من صدره ومن ثم قال وهو يصرخ في حماس: اخيرا يا ملاك.. اخيرا نطقتها.. ودون ان يهتم بأي احد.. حملها بكفيه من خصرها واخذ يدور بها وهو يبتسم في سعادة.. وملاك التي شعرت بنفسها تحلق في الهواء في تلك اللحظة قالت بخجل: مازن... توقف.. مها وحسام هنا.. توقف مازن وانزلها على الارض ليقول لها بحب : واخيرا يا ملاك نطقتها.. منذ زمن وانا انتظر هذه الكلمة لتخرج من بين شفتيك .. قالت ملاك بخجل: لقد احببتك منذ اول ايامي التي قضيتها في منزلكم.. لكن اخفيت كل مشاعري في قلبي وقتها .. تنهد مازن ومن ثم مال نحوها وامسك بانفها بحركة طفولية وقال مداعبا: اثرت جنوني بصمتك هذا.. واستطرد وهو يهمس لها بحب وبصوت دافئ حنون: يا ملاك حبي .. وعلى مقربة منهما.. كانت مها تتأبط ذراع حسام وتقول بمرح: انظر فقط كيف يعامل شقيقي زوجته.. وتعلم منه.. التفت لها حسام وقال بابتسامة: اصمتي ايتها الجشعة.. الم ادعوك قبل قليل لنتناول طعام الغداء معا؟.. قالت مها بمرح: قبل قليل.. وليس الآن.. قال حسام وهو يغمز بعينه: فقط وافقي على تقريب موعد زفافنا وبعدها لك ما تريدين.. قالت مها باصرار: لا .. لم يبقى على انتهاء الفصل الدراسي سوى اسبوعين.. انتظر حتى انهيه.. قال حسام بحنق: ايتها الظالمة.. منذ شهرين كان عقد القران.. يكفي كل هذا الوقت لابتعادنا.. قالت مها بدلال: اعلم انك لا تستطيع الابتعاد عني.. هتف حسام فجأة: مازن.. تعال خذ شقيقتك لم اعد بحاجة لها .. ضحك مازن وترك ملاك لترتاح على احد المقاعد وقال بمرح: من قوانين عائلتنا.. اننا لا نقبل باعادة ما اخذته او استبداله.. قالت مها بحنق: يبدوا ان التجارة قد اثرت على دماغه.. ضحك حسام وقال: وماذا افعل الآن اذا يا مازن؟.. هل وقعت الفأس في الرأس؟.. قال مازن وهو يشير لمها: انت من اخترت هذه الحمقاء وعليك ان تتحملها.. عقدت مها ذراعيها امام صدرها بضيق في حين قال حسام بحنان مفاجئ: واروع حمقاء رأيتها.. قال مازن وهو يهز رأسه: لقد قلت منذ الزمن.. ان كلاً منكما يصلح للآخر..فحماقة مها لا يمكن ان تتوافق الا مع حماقة حسام.. وعاد الحب لينبض في القلوب.. لتنتعش به الارواح..وتتغذى به الاجساد.. وليرسم ابتسامة على الثغور..وينشر فرحا في الصدور..وينير طرقا لم تعرف الا عنوانا للسعادة... (تمت بحمد الله) . . صحيح و لا أحد منا يريد للرواية أن تتم لكن للأسف لكل شيء نهاية انا لو بودي لن أكملها أبدا .. لكن الشيء الذي سأعمله اني سأقرأها كلما تسنت لي الفرصة **** أ؛بائي و كل ممن تابعني في هذه الرواية المذهلة شكرا لكم لمتابعتكم كنتم أجمل القراء و انا معكم و ارسل شكري الخاص لكاتبة هذه الرواية angel smile و اقول لها سلمت يمناك *** كالعادة و كما اقول دوما اتمنى لكم قراءة ممتعة ووقت طيب و في لقاء أكيد باذن الله مع رواية اخرى مختارة بعناية من طرفي ^^ في أمان الله ~~
__________________ ?Đō ũ bεĪεīνε īή Ļύν Ļīķε Ĩ bεĪεīνε Ĩή ρaīή |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |