عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > ~¤¢§{(¯´°•. العيــون الساهره.•°`¯)}§¢¤~ > أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه

أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه هنا توضع المواضيع الغير مكتملة او المكرره في المنتدى او المنقوله من مواقع اخرى دون تصرف ناقلها او المواضيع المخالفه.

Like Tree97Likes
 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #211  
قديم 03-17-2010, 09:59 PM
 
Red face

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عطر الصباح مشاهدة المشاركة
مساء الخير والورد والفل والياسمينانا الحمد لله بخيروأنشالله تكوني انت بخيرأنا كنت متابعة القصة معك من أول بارت بس لما غبتي قلقت عليكي وبعتلك حتى رسائل عا رسائل الزوارالبارت رائع وأنا متشوقة لأعرف المزيد عن الأحداث تحياتي لك ومشكورة جدااااااااااا

اهلين حبيبتي عطورة
مساء الفل و الورد لك حبيبتي
و الله اذا انت بخير كلنا نكون بخير : )
و انا كثير فرحت لما قلتي ان الرواية عجبتك
ان شاء الله انزل البارت الليلة
و اتمنى يعجبك ^^
تحياتي لك و ما ننحرم من طلتك الروعة حبيبتي
__________________
?Đō ũ bεĪεīνε īή Ļύν
Ļīķε Ĩ bεĪεīνε Ĩή ρaīή
  #212  
قديم 03-17-2010, 10:02 PM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النبا مشاهدة المشاركة
اني منتضرة على احر من الجمرررررررررررررررررر

أهلين حبوبة
اتمنى ان البارت عجبك
و ما رح يطول انتظارك حبيبتي
رح أنزل البارت
__________________
?Đō ũ bεĪεīνε īή Ļύν
Ļīķε Ĩ bεĪεīνε Ĩή ρaīή
  #213  
قديم 03-17-2010, 10:06 PM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ms.pinky مشاهدة المشاركة
روووووووووووووووووووووووووعة
قريت الرواية من قبل بس رجعت واقراها معكي
لانها رووووووووووووعة
ويسلمووووووووووو

اهلين حبيبتي
و الله انت مثلي انا قريتها بس و الله ما قدرت لين عاودتها الحين
و الله روعة و فلة و عندها هاذي الكاتبة وحدة اخرى هي أول من عجبتني في كتابتها تم طرحها في عيون العرب من قبل ما أعرف اذا تعرفيها او لا اسمها "حلم حياتي "
انصحك بيها < دكتورة توصف الروايات
منورة حبيبتي مرة ثانية
و ما ننحرم من طلتك

__________________
?Đō ũ bεĪεīνε īή Ļύν
Ļīķε Ĩ bεĪεīνε Ĩή ρaīή
  #214  
قديم 03-17-2010, 10:11 PM
 
وهذا البارت للحبايب و انا بمناسبة اني خلصت الانتحارات آآه أقصد الامتحانات رايحة أحط اثنين
الجزء الثلاثون
"حاجز"


ابتسم مازن وهو يتطلع الى ملاك التي تبدو معالم الارتباك واضحة على وجهها وهي تجلس في مواجهته خلف احدى الطاولات بمطعم المأكولات البحرية..ونظراتها التي لا تلبث ان تتحرك يمينا ويسارا وكانهما تحاولان ان تستقران على أي شيء لتخفيا الارتباك المسيطر على ملاك..
وقال اخيرا وهو يسند ذنه الى قبضته: ملاك.. ماذا بك؟..لم تبدين مرتبكة هكذا ؟..وكأنك قد سرقت شيء ما ..
قالت ملاك بارتباك وتوتر: لم اسرق شيئا..
ضحك مازن بمرح وقال: اعلم.. ولكني اعني لم انت مرتبكة هكذا؟.. ماذا فعلت حتى ترتبك؟..
قالت ملاك وهي تزدرد لعابها وتتلفت حولها: لست معتادة على الجلوس في اماكن عامة.. والجميع ينظر الي بهذه الطريقة..
هز مازن رأسه نفيا ومن ثم قال بابتسامة: لا احد ينظر لك.. انت تظنين ذلك لانك تنظرين اليهم.. فبالتالي هم يتساءلون مثلك عمن ينظر اليهم..
واردف وهو يحرك اصابعه على الطاولة: دعينا من هذا الآن ..واخبريني ماذا تريدين ان تتناولي على الغداء؟..
قالت ملاك بخجل وهي تهز كتفيها: لست اعرف.. اختر لي انت..
قال مازن مبتسما: حسنا وماذا عن العصير.. ماذا تفضلين؟..
رفعت عيناها اليه وقالت بابتسامة تحمل بعض المرح: عصير البرتقال..
تطلع لها مازن بدهشة ومن ثم لم يلبث ان ضحك بمرح وقال: يبدوا اني قد نقلت العدوى اليك.. أأصبحت انت الأخرى تفضلين عصير البرتقال؟..
اطرقت ملاك برأسها بخجل واكتفت بأن اومأت برأسها.. اما مازن فقد التفت لنداء النادل.. وطلب منه احضار وجبتي غداء وعصيرين من البرتقال..ومن ثم عاد ليلتفت الى ملاك وقال بابتسامة رقيقة: اتعلمين انك تبدين رائعة اليوم؟..
تحاشت ملاك نظراته وهي تشعر بالحرارة تسري في جسدها بأكمله من شدة الخجل..في حين استغل مازن عدم انتباهها له وامسك بكفها ليهمس قائلا: ووجودك معي يجعلني انسى أي شيء آخر في لعالم..ملاك انت...
كانت ملاك تتطلع بنظرات خجلة ومرتبكة وقلبها ينبض في سرعة.. وارتجافة كفها تبدوا واضحة للعيان.. لكن قطع هذه اللحظة التي لا تعوض رنين الهاتف الذي جعل مازن يتوقف عن تأمله لملاك..ويبعد عينيه عنها ليخرج هاتفه من جيبه ويتطلع الى المتصل باستغراب.. قبل ان يجيبه قائلا: اهلا ندى.. ما الامر؟..
"ندى".. اسم اشعل الغيرة في قلب ملاك.. وجعل الخجل الذي كان يرتسم على وجها منذ لحظات يتحول الى ضيق وحنق.. وانصتت الى كل كلمة سيقولها مازن الى ندى .. ندى التي تشعر بأنها غريمتها على مازن.. دون ان تعلم ان ندى هي ليست سوى واحدة من عشرات الفتيات اللاتي يتنافسن على مازن..
وسمعت مازن يقول في تلك اللحظة: بخير .. وانت؟..
قالت ندى برقة حاولت ان تجذب بها مازن: بصراحة انا متضايقة منك..
رفع مازن حاجبيه وقال متسائلا: ولم؟..
كانت ملاك تتطلع له بغيرة وضيق.. كانت تريد ان تطلب منه ان يغلق الهاتف ويمتنع عن محادثة ندى.. وجالت برأسها امنية ان تأخذ الهاتف من يده وتصرخ في وجه ندى قائلة: ( مازن هو زوجي.. لا شأن لك به).. لكن كل هذا كان مجرد افكار في رأس ملاك لم تحقق منها شيئا وهي تراقب مازن يتحدث الى ندى .. وتشعر بقلبها ينقبض اكثر واكثر..
واجابت ندى في تلك اللحظة: لانك قد اقمت حفل عقد قرانك ولم تدعني اليه..
قال مازن بابتسامة وهو يحك ذقنه: اظن ان والدي قد قام بدعوة والدك وابناءه جميعا.. وانتم اللذين لم تحضروا أوتباركوا لي حتى..
ارتبكت ندى بالرغم منها ووضح ذلك في لهجتها وهي تقول: كنت افكر بالقدوم ولكن لم يسعني الوقت .. لان والدك قد قام بدعوتنا في يوم عقد قرانك .. ولم اجد الوقت الكافي لأكون جاهزة فيه للحفل..
واردفت في سرعة حتى تغير دفة الحديث: لم تخبرني.. متى ستأتي الى النادي؟..
قال مازن وهو يتطلع الى ملاك ويبتسم لها.. في حين ملاك تتطلع له بضيق وعبوس: غدا.. لم؟..
قالت ندى بدلال: اريدك ان تكمل تدريباتك معي في تعلم ركوب الخيل..
ابتسم مازن بمرح عندما شاهد عبوس ملاك.. والتقط قلما من جيب سترته وكتب على ورقة بها اعلان عن المطعم كانت موجودة على الطاولة..(ابتسمي.. فوجهك يبدو غريبا بعبوسك هذا)
واراها لملاك.. قبل ان يجيب على ندى قائلا دون ان ينتبه لما قالته: حسنا.. حسنا..
تطلعت ملاك الى الورقة وابتسمت بالرغم منها وخطت له اسفل عبارته.. ( ووجهك يبدوا غريبا ايضا وانت تحادث شخصين في وقت واحد)..
جذب مازن الورقة من امامها في سرعة ما ان انتهت من الكتابة .. وما ان قرأها حتى ضحك بمرح.. وندى التي لاتزال موجودة على الخط قالت باستغراب شديد: مازن.. ما الذي يضحكك؟..
قال مازن في سرعة: حادثيني في وقت لاحق يا ندى .. انا منشغل الآن..الى اللقاء..
قالها وانهى المكالمة.. اما ندى فقد كانت تغلي من الغضب .. لم يكن منتبها لما قالته.. واغلق الهاتف دون ان يهتم بها حتى .. وتلك الموسيقى الهادئة.. انا متأكدة انه كان في مطعم ما.. وربما مع تلك الساذجة.. تبا لها.. لم يكن مازن يعاملني بهذه الطريقة ابدا في حياته.. الا عندما دخلت هي في حياتنا.. ولكن لن يطول هذا كثيرا وستندمين يا ملاك.. ستندمين...
وعلى الطرف الآخر.. كانت ملاك تطرق برأسها في خجل.. في حين مد مازن كفه بجرأة ليرفع ذقنها بانامله ويقول بحنان: لم تخفين كل هذا الجمال عني؟.. ارفعي رأسك.. ودعيني اتطلع اليك..
ملاك التي شعرت ان قلبها سيتوقف عن النبض من خجلها وسعادتها بكلمات مازن لها.. وقالت بصوت اقرب الى الهمس: دعنا نعد الى المنزل..
قال مازن وهو يتطلع اليها بعتاب: لم؟.. هل مللت مني؟..
اسرعت ملاك تقول: لا.. ولكن.. لقد انتهينا من تناول الطعام.. فما الذي يبقينا هنا لوقت اطول؟..
قال مازن باستخفاف وهو يعقد ذراعيه امام صدره: حقا؟.. هل جئت الى هنا من اجل الطعام فقط؟.. في المرة القادمة اذا ذكريني بأن اطلب لنا الغداء بالهاتف فحسب.. فحينها سأستطيع الحديث اليك في المنزل على الاقل..
قالت ملاك بارتباك وتوتر: مازن.. الانظار جميعها علي.. اشعر بأني مراقبة.. صدقني هذا ليس بيدي.. وانت ايضا...
بترت عبارتها بارتباك.. فقال مازن متسائلا وهو يحثها على مواصلة الحديث: انا ماذا؟..
قالت ملاك بخجل شديد.. ووجنتيها قد توردتا بحرج: وانت ايضا .. نظراتك لي تجعلني ارتبك.. وغير قادرة على فعل شيء ..
ابتسم مازن بخبث.. وتعمد وضع كفه اسفل ذقنه ليتطلع اليها قائلا وهو يحاصرها بنظراته: هكذا؟..
لم تجد ملاك امامها من مفر امام نظراته التي تلتهمها.. سوى ان تشيح بوجهها بعيدا بتوتر..في حين قال مازن مبتسما وهو يدير وجهها اليه: ملاك.. استمعي الي.. انت الآن زوجتي.. لا ارى أي داع لكل هذا الخوف الذي اراه في عينيك.. وكل هذا التوتر الذي المحه في حركاتك.. وكأنك جالسة مع شخص ما لا تعرفينه ولأول مرة..
لم تستطع ملاك النطق بحرف واحد.. ولما طال صمتها امتدت يد مازن لتضغط على كفها بحنان.. وارتفعت نظرات ملاك في تلك اللحظة لتلتقي بنظرات مازن.. في هذه المرة لم تكن ملاك هي التي تشعر بتوترها من هذه النظرات.. مازن ايضا قد شعر هذه المرة بتوتر وشعور غريب بدأ يتسلل الى اعماقه.. واسرع ينتزع نفسه من هذا الشعور.. ليلتفت الى النادل ويطلب منه احضار فاتورة الطعام.. وعاد مازن ليلتفت الى ملاك والتوتر قد طغى على ملامحه...
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
غرق حسام في تفكير عميق وهو يجلس خلف طاولة دراسته.. ودون ان يقرأ سطرا واحد من الكتاب المفتوح امامه..كان تفكيره منشغل في امر آخر تماما وهو يتطلع الى ساعة يده بين الحين والآخر.. وزفر بضيق وهو يرى ان الساعة لاتزال الثالثة والنصف وان الوقت يمضي ببطء شديد..
وعاد بذهنه الى الامس..حين طلب منه مازن القدوم الى النادي قائلا: ( اسمعني.. غدا اريد ان اراك في النادي عند الساعة الرابعة بعد الظهر.. سنأتي جميعا.. وسأحضر مها معنا بالرغم منها.. الى اللقاء)..
ودون ان يترك له مازن أي مجال للتراجع انهى المكالمة.. والآن عليه ان يحسم امره ويقرر اما ذهابه الى النادي ومقابلة مها.. دون ان يعرف عواقب هذا اللقاء..او عما سينتج عنه لقاءه بمها بعد ما حدث بينهما.. واما ان يبقى في المنزل دون ان يكترث بهذا اللقاء او بــ...
لكنه حقا قد اشتاق اليها.. يريد ان يراها.. يتحدث اليها.. وكما قال مازن ما ذنبها لكي يحملها نتائج افعال احمد..عليه ان يغفر لها بدلا من ان يتهمها.. لو كان يحبها بصدق لما ترك الغيرة تعمي بصيرته وتجرفه الى طريق الشك..لو كان يحبها فعلا لسامحها وحاول ان يتفهم موقفها.. بدلا من ان يبتعد عنها ويعذب نفسه ويعذبها..
حسم امره ونهض من خلف طاولته وشاهد عقارب الساعة تشير الى الثالثة وثلاثة واربعون دقيقة تقريبا..اسرع يلتقط مفاتيح سيارته ويغادر غرفته ومن ثم يهبط الى الطابق الارضي.. وقبل ان يغادر استوقفه صوت والدته وهي تقول بحيرة: حسام.. الى اين؟.. الم تقل ان لديك امتحان في الغد؟..
قال حسام وهو يفتح الباب الرئيسي: هناك امر اهم من هذا الامتحان علي النجاح فيه.. لن اتأخر..
قالها وغادر المنزل.. واسرع ينطلق بسيارته وطيف مها يلاحقه كلما شرد بذهنه قليلا.. ووصل إلى النادي في غضون عشر دقائق تقريبا..كان يأمل انهم قد وصلوا قبل الموعد.. لهذا اخذ يتجول بين ارجاء النادي وهو يضع يديه في جيبي سترته كوسيلة لتدفئة نفسه من هذه الرياح التي اخذت تشتد برودة مع مرور الايام.. وتطلع الى السماء بابتسامة وهو يراها ملبدة بالغيوم.. فقريبا ستهطل الامطار و...
( اتعرفن ما الذي حدث؟.. )
استيقظ حسام من شروده على صوت تلك الفتاة الذي كان عاليا بعض الشيء..وقد تجمع حولها عدد كبير من الفتيات وهي تكمل قائلة: لن تصدقوا.. مازن امجد قد تزوج مساء اول امس..
بدهشة وبصوت واحدتقريبا هتفت جميع الفتيات باستنكار وعدم تصديق: ماذا؟؟..
قالت الفتاة وهي تكمل بصوت عالي: اقسم لكّن هذا ما حدث.. وها هي ذي بطاقة حفل عقد قرانه..
قالتها وقربتها من احد الفتيات لتلتقطها هذه الاخيرة وتتطلع اليها بصدمة ومن ثم تلتقطها اخرى وتقرأها بضبق.. واستمر الامر لعدة دقائق حتى قالت احدى الفتيات: ربما يكون الامر مجرد حيلة او...
ابتسم حسام وهو يهز رأسه ويفكر فيما سيحدث لمازن لو جاء الى النادي اليوم.. افضل شيء يفعله الآن هو ان ينصح مازن بالهروب!..
ومضى في طريقه دون ان يستمع الى تلك الفتاة التي كانت تقف بالمنتصف وتقول وهي تهز رأسها نفيا: ابدا ليست حيلة.. لقد حصلت على هذه البطاقة من ابنة عمه ندى.. تقول انه قد تزوج من تلك المدعوة ملاك لانها ابنة عمه.. وعاجزة كذلك.. فاشفق على حالها وقرر الزواج بها.. خصوصا ان والدها الآن في غيبوبة ولم يعد لها احد.. وسينفصل عنها بعد فترة من الوقت فحسب..
تبادلت عدد من الفتيات نظرات الاعجاب الذي يحملنه لمازن وقالت احداهن: طوال حياته كان مازن مثال للرجل الشهم ..
وقالت اخرى بغيرة: لكن هذا يعني انه سيبقى مع خطيبته طوال تلك الفترة..
قالت ثالثة بعد تفكير: لا بأس.. يمكننا ان نضايق خطيبته قليلا..حتى تتركه وشأنه اذا جاء الى النادي.. وبالتالي نستطيع ان نأخذ حريتنا معه حينها..
ابتسمت رشا بمكر التي كانت تقف بينهن والغيرة تنهش صدرها وتولد الحقد في اعماقها على ملاك.. وقالت: دعوا هذا الامر لي.. سأضايقها بطريقتي الخاصة..
حنان التي كانت تقف خلف هذا الجمع من الفتيات.. هزت رأسها باستخفاف وسخرية وقالت متحدثة الى نفسها: (الحمقاوات.. يعتقدن ان مازن لو ترك ابنة عمه سيفكر فيهن.. مازن لا يعرف الحب ..لا يعرف معنى ان يتزوج الانسان الا لمصلحة ما.. لو فكر ان يتزوج فربما يختار ندى ابنة عمه.. هي الوحيدة التي ستحقق له مصالحه بشركات والدها .. اما نحن فمجرد وسيلة لتسلية مازن..لن يفكر في احدانا ابدا لاننا جميعنا حمقاوات.. لن ندرك اننا وسيلة من اجل تسلية مازن امجد الا متأخرا)..
وعند اطراف النادي.. وعلى وجه الخصوص عند البوابة الرئسية كان حسام يراقب كل من يدخل الى النادي من زاوية معينة تسمح له برؤية أي شخص ولكن تمنع هذا الاخير من رؤية حسام ..حسام الذي شعر بالملل من كل الوقت الذي قضاه في البحث عن مازن او مها .. وادرك اخيرا عدم وجود هذين الاخيرين في النادي.. وقرر انتظارهم في هذا المكان ..
وللمرة المائة راقب ساعة يده التي اشارت الى الرابعة والربع.. وزفر بحدة وهو يستند الى جدار احد المباني بالنادي.. ويهز رجله بتوتر..
والتفت مرة اخرى ليراقب بوابة النادي.. وخفق قلبه بألم وحنان وهو يرى مها تدخل الى النادي بملامح حزينة .. ونظرة كسيرة وكأنها لا تريد ان تكون موجودة في هذا المكان الذي فرقها عن حسام..
والتفت لها مازن في تلك اللحظة ليقول وهو يتطلع اليها: ما بك اليوم؟..
قالت مها بصوت مختنق وهي تدفع مقعد ملاك: اخبرتك اني لا اريد القدوم الى النادي..فلم اصررت على قدومي..
غمز مازن بعينه وقال بابتسامة: لان لدي مفاجأة لك ..وستعجبك ..
قالت مها وهي تهتف بصوت منفعل: لا اريد ان ارى حسام.. لا اريد..اتفهم..
ارتفع حاجبا مازن بدهشة من اداركها لكل ما يخطط له.. وهم بقول شيء ما.. لولا ان قاطعته اشارة من كف حسام الذي لم تكن مها منتبهة له وهي تطرق برأسها في الم.. وقال هو بهدوء: ولم لا تريدين رؤيتي؟..
رفعت مها رأسها بذهول.. واتسعت عيناها وهي تتطلع الى حسام.. فلم تكن تتوقع ان يكون قد سمعها.. واسرعت تنتشل نفسها من ذهولها لتشيح بوجهها عنه بعيدا.. في حين اقترب حسام من مازن وهمس له: انصحك بالهروب من النادي.. فجميع الفتيات قد علموا بزواجك..
رفع مازن حاجبيه وقال باستخفاف: وما المشكلة؟..
قال حسام بمرح: اسرع بالخروج سليما الآن .. افضل من الخروج فيما بعد وجسدك مليء بالاصابات..
ابتسم مازن باستخفاف واقترب من مها ليمسك بمقبضي مقعد ملاك ويدفعه ومن ثم قال: سأذهب انا وملاك لكافتيريا النادي.. ارجو ان لا يزعجنا احد بوجوده معنا..
تطلعت ملاك باستغراب الى مازن الذي غمز لها بعينه ومن ثم التفت الى مها وحسام ليجعلها تدرك انه قد تعمد ذلك حتى يترك لهما المجال للحديث.. وابتسمت ملاك عندما فهمت الامر واخذت تداعب قلادتيها اللتان من اغلى شخصين لديها في هذا العالم واللتان لا تكادان تفارقانها ابدا..
اما مها فقد اسرعت في خطواتها وهي تهتف بمازن قائلة: مازن .. انتظر..
وما ان رآها حسام تكاد تبتعد حتى اسرع يقف في مواجهتها ليمنعها من مواصلة طريقها..فقالت مها وهي ترفع رأسها له بكبرياء: ابتعد عن طريقي..
قال حسام بابتسامة وهو يعقد ساعديه امام صدره: واذا لم افعل؟..
قالت مها بحدة وهي تلوح بكفها :سأنادي لك الامن..واتهمك بمحاولة التعرض لي ومغازلتي..
قال حسام بحزن مصطنع:و الن يهمك امري لو طردت من النادي وتعرضت للتهزيء بسببك؟..
قالت مها بخشونة: لا.. ونحن متعادلان في هذا..
قال حسام بحيرة: ماذا تعنين؟..
قالت مها وهي تحاول ان تبدوا قوية امامه ولا تضعف: امري لا يهمك كما اخبرتني سابقا.. وبالتالي امرك لا يهمني ايضا..
قال حسام وهو يهز رأسه ويبتسم لها: لا اصدقك..
قالت مها بحدة: هذا شأنك وحدك.. ابتعد الآن عن طريقي..
قالتها وهي تحاول ان تزيحه عن طريقه وتبعد بكفها.. فامسك حسام بكفها بغتة وقال بحنان: مها..
حاولت مها جذب كفها من يده وهي تقول بصوت مختنق: ارجوك دعني ياحسام.. يكفي ما جرى لي بسببك.. يكفي تجريحك لي.. ويكفي اذلالي لكرامتي لأجلك.. الم تكتفي؟.. ام هناك اتهام آخر تريد ان توجهه لي؟..
قال حسام بندم: انا آسف يا مها.. حقا آسف.. لقد اتصل بي بالامس مازن وشرح لي الامر .. وحينها فهمت ان احمد لاشيء في حياتك .. لقد اعمتني الغيرة وجعلت الشك يسيطر على ذهني ..
واردف بصوت حالم: مها لقد اشتقت اليك.. اشتقت لرؤيتك .. اشتقت لسماع صوتك واحاديثك.. اشتقت لرقتك ومشاكستك.. مها سامحيني على اتهاماتي لك..
جذبت مها كفها من يده وغصة تملأ حلقها وبقلب مجروح تحدثت قائلة: الآن جئت لتعتذر.. بعد كل الاتهامات التي وجهتها لي.. بعد ان علمت بالحقيقة جئت لتعتذر.. ولكن الثقة في من تحب معدومة لديك.. عليك ان تفهم يا حسام.. انك اذا لم تثق في من تحب.. فلن تثق بأحد ابدا في حياتك..
اسرع حسام يقول: صدقيني يا مها.. انها الغيرة ليس الا.. انا اثق بك.. والا لما طلبت منك ان نبدأ من جديد..
قالت مها بعنين عاتبتين: بهذه البساطة؟..نبدأ من جديد .. حتى تتهمني من جديد.. واتعذب مرة اخرى.. لا يا حسام..لن يمكنني ان احتمل ذات العذاب مرتين..
زفر حسام بحدةوحاول ان يسيطر اعصابه وهو يقول: واتريدين ان تنهي كل ما بيننا بهذه السهولة؟..
قالت مها وهي تتطلع اليه بنظرات اتهام: انت من انهيته..
واردفت بغيرة: ثم يمكنك ان تبدأ حياتك من جديد مع سواي..
تراقص شبح ابتسامة على شفتي حسام وهو يسمع رنة الغيرة في صوتها.. فقال بابتسامة واسعة: ان كنت تعنين تلك الفتاة التي رأيتها معي في الحفل.. فهي مناسبة فعلا..
تطاير الشرر من عيني مها.. وصرخت في وجهه قائلة: ابتعد عن طريقي الآن..
ضحك حسام بمرح وقال بخبث: ماذا؟.. هل تشعرين بالغيرة؟.. الم تقولي اني لا اهمك؟..
ارتبكت مها لوهلة ومن ثم قالت وهي تشيح بوجهها بعيدا: ولهذا لا اريد ان اكون معك.. ابتعد عن طريقي الآن..
تجرأ حسام ليضع كفه على كتفها ويضغط عليه بحنان قائلا: الفتاة التي رأيتها في الحفل معي هي شقيقة لاحد اصدقائي.. ذهبت اليها لاطلب منها ان تنقل رسالة اليه.. اقسم لك..
قالت مها بتردد: وضحكاتكم المشتركة ..ماذا تسميها؟..
قال بابتسامة: لقد سألتها عن سبب عدم مجيء شقيقها .. فقالت لي انه كان متعبا قليلا.. فقلت لها بعدها انه لو علم بوجود كل هذا الطعام في الحفل لأسرع بالحضور ونسى أي تعب..هذا ما جرى .. صدقيني يا مها..
اطرقت مها برأسها .. فقال حسام برجاء: الن تسامحيني يا مها؟..
رفعت مها رأسها اليه وقالت بنظرات مرتبكة: هل نصف القلب معك؟..
رقص قلب حسام من الفرح وقال بابتسامة واسعة وسعيدة: بالتأكيد.. وهل يمكن له ان يفارقني؟..
واسرع يجذبها من كفها ليقول مردفا بسعادة: تعالي معي..
قالت مها بدهشة: الى اين؟..
غمز بعينه قائلا: سأخبرك.. ولكن اياك وان تخبري مازن..
تطلعت له مها بدهشة وان تركت له الحرية في ان يقودها الى حيث يريد.. وعادت الابتسامة لتنير وجهها.. الابتسامة التي فارقتها بفراق حسام.. وعادت اليها بعودته..
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
داعبت الرياح خصلات شعر ملاك .. وشعرت بالسعادة وهي ترى الشمس تتوارى خلف الغيوم وهمست قائلة: ستمطر..
مازن الذي كان يتطلع اليها .. قال متسائلا: وكيف عرفت؟..
اشارت بعينيها الى السماء وقالت: انظر بنفسك..
رفع عينيه الى السماء ومن ثم قال بابتسامة سخرية: صحيح.. نسيت انك تفهمين لغة الطبيعة..
قالت ملاك دون ان تهتم بسخريته: آخر مرة كنت اجلس تحت قطرات المطر مع ابي.. وكان يقول لي ان مجرد قطرات كهذه قد تحول صحراء جرداء الى بستان اخضر..
قال مازن مبتسما: وقد تكون سببا لاصابتك بالزكام كذلك..
ابتسمت ملاك لدعابته وقالت بمرح: ولكن مع هذا افضل الجلوس تحت المطر..
قال مازن متسائلا:ملاك.. هل لي بسؤال؟..
اجابته ملاك بابتسامة: بكل تأكيد..
كانت عينا مازن على القلادة التي ترتديها وقال وهو يلتقط نفسا عميقا: لقد سألتك ذات مرة عن القلادة التي ترتدينها .. اتذكرين؟ ..
قالت ملاك وهي تمسك القلادة التي تحمل شكل القلب وقالت وعيناها تحملان نظرة شاردة : اتعني هذه؟..
اجابها مازن قائلا: اجل هي.. اخبريني من...
(مازن.. انت هنا وانا ابحث عنك..)
التفت مازن الى مصدر الصوت وكذلك فعلت ملاك.. وتطلعت بضيق الى تلك الفتاة التي كانت ذات قوام متناسق .. وترتدي فستانا يصل الى ما اسفل ركبتها بقليل.. وشعرها الاشقر الطويل اخذت تداعبه بأناملها بكل دلال..
واحست ملاك بالقلق من هذه الفتاة والتي كانت تضاهي بجمالها ندى.. واخذت تقارن بين نفسها وبين هذه الفتاة.. ورأت ان الفتاة قد انتصرت عليها بجمالها .. وكورت قبضتيها بغيظ وهي تحاول ان تتمالك نفسها.. وتحاول ان تخفي غيرتها من وجود هذه الفتاة مع مازن..
اما هذا الاخير فقد قال بهدوء: اهلا رشا.. ماذا كنت تريدين؟..
رفعت ملاك رأسها الى تلك الفتاة وقد شلت الصدمة اطرافها.. اذا هذه هي رشا.. رشا التي قال انها احدى معجباته بالنادي وحسب.. ولم تعد قادرة سوى التطلع الى تلك الفتاة بنظرات مملوءة بالغيرة..
ورشا التي فهمت هذه النظرات قالت بصوت يمتلأ دلالا وغرورا: لقد كنت ابحث عنك حتى ابارك لك.. فقد علمت مؤخرا انك قد تزوجت..
قال مازن بابتسامة: اشكرك.. والعقبى لك..
التفتت رشا الى ملاك وقالت باشفاق مصطنع: ولكني قد سمعت ايضا ان زوجتك فتاة عاجزة .. فهل هذا صحيح؟..
"اتقنت اصابة الهدف يا رشا.. وبكل جدارة".. عبارة دارت بذهن ملاك وهي تطرق برأسها في حزن ومرارة .. وعيناها تكادان تفضحانها بتلك الدموع التي ترقرقتا بها..اما مازن فعلى الرغم من دهشته من جرأة رشا: حسنا.. وما المشكلة؟.. انها ابنة عمي قبل كل شيء.. وانا اراها فتاة رائعة بكل صفاتها..
اغتاظت رشا من رده وقالت وهي تزيد الجرعة على ملاك: ولقد سمعت ايضا ان زواجك بها ليس سوى اشفاقا منك.. لانها وحيدة وليس لها احد و...
قاطعها مازن بعصبية وهو ينهض من مكانه: يكفي يا رشا .. امضي في طريقك.. قبل ان تندمي على كلماتك..
ارتفع حاجبا رشا وقالت بدهشة مصطنعة: عذرا لكن هذا ما سمعته فحسب.. وقد اخبرتك به..
قال مازن وهو يشير لها بيده بغضب: ابتعدي يا رشا.. لا اريد ان اسمع كلمة اخرى منك..
مضت رشا في طريقها وهي تبتسم بانتصار لملاك.. ملاك التي تجمعت الدموع في عينيها واخذت تتساقط على قبضتيها.. وصوت شهقاتها كان مسموعا مازن.. وتطلع اليها هذا الاخير باشفاق.. واتجه نحوها ليقول بابتسامة باهتة: ملاك..
ازداد نحيب ملاك وهي تستمع الى صوته وقالت بصوت متحشرج ومن بين شهقاتها: اريد ان اعود الى المنزل.. لا اريد ان آتي الى هنا مرة اخرى..
هبط مازن الى مستواها وقال وهو يربت على كتفها: ملاك.. دعك منها.. ولا تهتمي لما قالته.. صدقيني جميع الفتيات يشعرن بالغيرة منك لانك زوجتي.. ويردن مضايقتك بشتى السبل..
قالت ملاك وهي ترفع رأسها له وتتطلع اليه بعينين دامعتين: احقا تزوجتني شفقة بي فحسب؟؟!..
قال مازن وهو يشعر بغصة في حلقه: ابدا.. واياك والاستماع لكلام أي فتاة هنا.. اهدئي ارجوك.. وكفي عن البكاء ..
قالت ملاك برجاء: فلنغادر.. لا اريد البقاء هنا.. ارجوك ..
صمت مازن قليلا ومن ثم قال: واتتركين لها المجال لتنتصر عليك بكلماتها؟.. استمعي الي.. ما رأيك ان نغيظها؟..
ومسح دموعها وهو يقول بحنان: يكفي بكاءا .. واخبريني هل تريدين ركوب الخيل مرة اخرى؟..
لم تجبه ملاك .. وعضت على شفتيها بألم.. فقال مازن وهو يمسك بذقنها: لم تجيبيني.. أتريدين ركوب الخيل مرة اخرى ام لا؟ ..
قالت ملاك بصوت مختنق: بلى ولكن ليس اليوم.. اريد...
قاطعها مازن قائلا برجاء: لأجلي.. استمتعي بيومك ولا تدعي أي شخص يضايقك بكلماته..
وجدت ملاك نفسها تومئ برأسها.. فابتسم مازن وقال وهو يتجه خلف مقعدها ويدفعها: هذه هي ملاك التي اعرفها..
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
تطلعت مها باستغراب الى حسام الذي انطلق بسيارته بين الشوارع وقالت بدهشة: حسام.. الى اين نذهب؟..
قال حسام وهو يلتفت لها ويضحك بسعادة: اتصدقينني ان قلت لك اني لا اعرف؟..كل ما اعرفه الآن اني سعيد.. سعيد واريد ان احلق في السماء..
شهقت مها فجأة فقال حسام بخوف: مها .. ماذا بك؟..
قالت مها بقلق مصطنع: لو حلقت في السماء ..من سيقود السيارة ويعود بي الى المنزل..
قال حسام بابتسامة مرحة: ارعبتني.. ولكن لا تخافي.. سأوصلك الى منزلك جوا..
ولم يلبث ان سمع رنين هاتفه المحمول فقال بضيق: من هذا المزعج الذي يتصل في وقت كهذا؟..
واخرج الهاتف المحمول من جيبه ومن ثم تطلع الى اسم المتصل والتفت الى مها قائلا بقلق مصطنع: انه شقيقك .. ماذا نفعل؟..
ابتسمت مها وقالت وهي تهز كتفيها: لا شأن لي.. انه اقتراحك وانت من ارغمتني على تنفيذه..
قال حسام بضيق مصطنع: هكذا يا مها.. منذ اول موقف تتخلين عني..
لم يعلم حسام ان عبارته هذه قد لمست وترا حساسا لدى مها وقالت وهي تلتفت له بألم:لست انا وحدي التي تتخلى عمن تحب في اول موقف يا حسام ..
قال حسام في سرعة وهو يحاول تبرير موقفه: لم اكن اقصد يا مها.. كنت امزح فحسب..
قالت مها وهي تصطنع اللامبالاة: اعلم.. اجب على الهاتف الآن قبل ان يتوقف رنينه..
اجاب حسام على الهاتف بعد ان القى عليها نظرة اخيرة وقال وهو يحاول ان يضفي على صوته المرح: اهلا مازن.. الم تطلب ان لا يزعجك احد؟.. فلم تزعجنا الآن باتصالك؟..
قال مازن بابتسامة: هيي انتما.. الى اين هربتما؟.. لقد سمحت لك بالحديث اليها.. لا الخروج معها..
قال حسام مبتسما: اريد ان اتحدث معها في الهواء الطلق..
قال مازن بسخرية: اظن ان الهواء ذاته موجود بالنادي.. هيا عودا بسرعة.. والا جعلتها المرة الاخيرة التي تتحدث فيها الى مها..
قال حسام بسخرية بدوره: ولم انت تتحدث الى ملاك الآن بكل حرية اذا؟..
- لانها زوجتي ..ام ان رؤية مها جعلتك تنسى انك قد جئت لحفل عقد القران قبل يومين؟..
قال حسام بخبث: وماذا عن قبل ان يتم عقد القران؟.. ام انك تحرم علي ما تحلله لنفسك؟..
قال مازن بابتسامة واسعة: لانها ابنة عمي وخطيبتي..
قال حسام مقلدا لهجته: ومها ايضا ابنة عمتي وخطيبتي..
قال مازن وهو يرفع حاجبيه بسخرية: منذ متى؟.. لم أرك قد اتيت الى منزلنا لخطبتها..
قال حسام وهو يختلس النظرات الى مها: ها انذا اخطبها منك..
توردت وجنتي مها بخجل واشاحت بوجهها بعيدا.. في حين قال مازن باستهزاء: كفاك احلاما .. ان اردت خطبتها فعلا.. فتعال اخطبتها من والدي.. اما الآن فعودا الى النادي..
قال حسام بضيق: لا تكن سخيفا .. وتفسد علينا فرحتنا..
قال مازن بعد تفكير: حسنا لكما نصف ساعة فقط وعودا بعدها..
قال حسام مبتسما: فليكن الى اللقاء..
وانهى المكالمة ليلتفت الى مها قائلا بمرح: شقيقك يطلب مني ان نعود في غضون النصف ساعة..اظن انه سينتظر طويلا..
ضحكت مها وقائلا: وان تشاجر معي .. سأخبره بأنك انت من اختطفتني بالرغم مني..
قال حسام مبتسما: لا بأس.. لقد اخطفتك ذات مرة ولا مانع لدي ان اكررها..
واردف قائلا بجدية: ولو حاول مازن مجرد تأنيبك لخروجك معي اخبريني وانامن سيتفاهم معه..
قالت مها وهي تسند ظهرها لمسند المقعد: لا تشغل بالك.. مازن لا يهتم كثيرا بما افعل..
قال حسام وهو يهز رأسه نفيا: على العكس انه يهتم بك وبكل ما تفعلينه.. والا لما اهتم بحل المشكلة التي بيننا..
قالت مها وهي تتنهد: ربما لاني قد شرحت له الامر.. وطلبت منه المساعدة ..
قال حسام مبتسما: وربما لانه يهتم بك فعلا وليس كما تصورين ..
لم تجبه مها واكتفت بالصمت.. فقال حسام مبتسما: هه.. الى اين تريدين الذهاب؟..
قالت مها بمرح: الى النادي..
قال حسام بتهكم: ظريفة جدا..
ومن ثم اردف قائلا وهو يمضي في طريقه: سآخذك الى مكان ربما يعجبك..
قالها وانطلق بالسيارة في شوارع المدينة.. وقلبه يخفق بسعادة لوجود مها الى جواره..
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
اغلق مازن الهاتف واقترب من ملاك قائلا : هه .. عزيزتي .. هل هدأت الآن؟..
قالت ملاك بشحوب: انا بخير.. لا تقلق علي..
قال مازن وهو يدفع مقعدها الى حيث الاسطبل: سأعلمك ركوب الخيل.. لكن هذه المرة لن تكوني وحدك..
قالت ملاك وهي تتنهد: اعلم انك ستمسك بلجام الخيل وتقود الخيل اينما تشاء ..
قال مازن وهو يتوقف عند الاسطبل وبابتسامة غامضة: ربما..
وغاب عن ناظري ملاك لفترة من الوقت..قبل ان يخرج وهو يمسك بلجام احد الاحصنة.. ويقوده الى الخارج.. وقال مبتسما وهو يقف على مسافة مناسبة تفصله عن ملاك: ما رأيك به؟..
تطلعت ملاك الى الحصان الذي كان ذا لون بني قاتم ولامع..في حين قال مازن وهو يربت على رقبة الحصان: انه صديقي لعامين كاملين .. ولا اسمح بأن يمتطيه أي شخص كان .. اما الذي امتطيته المرة السابقة فقد كانت فرسا اشتريتها قبل ثلاثة اشهر وحسب..
وقال مردفا وهو يلتفت الى ملاك: الا تودين تجريبه؟..
قالت ملاك بابتسامة: بلى واتشوق لذلك..
قال مازن بدهشة ممزوجة بالسرور: لو كنت اعلم ان هذا الحصان سيجعلك تبتسمين هذه الابتسامة العذبة بعد حزنك ذاك.. لجلبته الى الكافتيريا في ذلك الوقت..
قالت ملاك وهي تزدرد لعابها وبخجل: ليس الحصان هو سبب ابتسامتي.. بل .. اهتمامك.. بي..
"اهتمامك بي"..احقا انا اهتم بك يا ملاك؟.. احقا ترينني اهلا لثقتك؟.. ايجدر بك ان تحمليني مسئوليتك؟.. وانا الذي تزوجتك من اجل حمايتك فحسب.. وبعدها سأنفصل عنك غير آبه بمشاعرك .. غير مهتم الا بالانانية التي زرعها والدي فينا منذ الصغر..
واسرع مازل ينفض عن رأسه تلك الافكار ويقترب من ملاك ويقول بابتسامة خبث: هل اساعدك؟..
قالت ملاك عندما فهمت نظراته: اياك..
قال مازن وهو يحك ذقنه: اذا كيف ستمطين الحصان اذا لم اساعدك؟..
قالت ملاك بارتباك: لا اريد ركوبه.. غيرت رأيي..
قال مازن بضيق: هل نحن نلعب يا ملاك؟..هيا كفاك دلالا ..دعيني اساعدك..
قالت ملاك بخوف وهي تراه يقترب منها: مازن ارجوك.. لا اريد ركوبه.. و..
بترت عبارتها واغمضت عينيها بقوة وهي ترى مازن يقترب منهافي شدة ليحملها بين ذراعيه.. وكورت قبضتيها في توتر.. وعندما شعرت ان الوقت قد طال وانها لا تزال جالسة في مكانها ..وفتحت عينيها ببطء لتلمح مازن لا يزال واقفا في مكانه.. وارتفع حاجباها بدهشة .. فقال مازن مبتسما: اكنت تظنين اني سأحملك دون موافقتك؟..الم تقولي في يوم عقد قراننا اني لو حملتك ستشعرين انك محتاجة لمساعدة الآخرين.. وها انذا الآن انفذ طلبك .. لن احملك الا لو طلبتي مني ذلك.. وشعرت ان ما افعله هو اهتمام بك وليس حاجة منك..
اشاحت ملاك بنظراتها خجلا وحرجا من تصرفها مع مازن.. واحست انه بالفعل مهتم بها.. ولم تعلم ما تقول وفضلت الصمت.. فقال مازن وهو يلتقط نفسا عميقا : هل نغادر؟..
قالت ملاك بحروف مبعثرة تريد ان تعتذر فيها لمازن عن تصرفها:لكني.. ار..يد.. ركـ.وب.. الحصان..
قال مازن وهو يقترب منها بابتسامة واسعة: حسنا.. كما تشائين.. والآن ايتها الاميرة.. ايمكنني المساعدة لتمتطي الخيل؟..
اومأت ملاك برأسها بخجل .. وقلبها قد اخذ يخفق بقوة .. وانفاسها قد بدأت تتلاحق..فاقترب مازن ليحملها بين ذراعيه كطفلة لم تتعلم المشي البعد.. اما ملاك فلأول مرة احبت هذا الشعور..احبت ان تكون قريبة من مازن كل هذا القرب.. وانعشها ان يحملها كفارس الاحلام الذي تقرأ عنه بين صفحات الروايات.. واحست بخفقات قلبها تمتزج بخفقات قلب مازن ..وطغى اللون الاحمر على بشرتها وهي تتذكر انها بين ذراعيه امام الجميع..
واخيرا اجلسها مازن على ظهر الحصان وقال بابتسامة وهو يلمح توترها:الا زلت تشعرين بالخوف من السقوط؟..
قالت ملاك بارتباك: نوعا ما..
فاجأها امتطاء مازن لظهر الحصان ذاته خلفها على حين غرة ..وشهقت بالرغم منها وهي تراه يجلس على قريبا منها ويمسك باللجام بكل قوة وقال مبتسما: انا هنا.. حتى لا تخشي السقوط واكون بالقرب منك..
لم تستطع ملاك النطق ولو بكلمة واحدة.. وشعرت بكفيها ترتجفان بتوتر وارتباك.. في حين قال مازن وهو يتطلع اليها بابتسامة: ماذا بك؟.. هل وجودي يضايقك الى هذه الدرجة؟.. ان كنت تريدين مني الهبوط فقوليها.. وسأفعل في الحال..
هزت ملاك رأسها نفيا ودماء الحرج قد تجمعت في وجهها ..فلكز مازن ظهر الحصان وابتسامة واسعة تحتل شفتيه.. وشق طريقه وهو يتطلع الى الافق البعيد..الافق الذي يفصل السماء والارض ويمنعهما من الالتقاء عند نقطة واحدة..وتطلع الى ملاك وهو يشعر بحجم التشابه بينه وبين الافق.. فهناك ما يصنع حاجزا بينه وبين ملاك ويمنع قلبيهما من الالتقاء..
ومن بعيد تطلع كمال الذي يقف عند الاسطبل الى مازن الذي انطلق بحصانه عابرا ارجاء المضمار.. والتفت الى مقعد ملاك المتحرك الذي يقف ساكنا في مكانه وقال بصوت اشد برودة من الثلج: هذا المقعد سيظل حاجزا بينك وبين ملاك يا مازن .. لن يمكنك ان تزيحه ابدا الا لو شعرت بالحب تجاه هذا الملاك الذي يجلس قريبا منك.. ويحمل لك قلبه كل الحب..
واردف بسخرية وهو يرى نظرات الغيرة في عيون الفتيات اللاتي يرونه مع ملاك: ثم انك لا تستحق ملاك ..لانك عشت حياة عابثة.. ولا تزال تعيشها.. ملاك بحاجة لمن يحميها ويغدقها بحبه وحنانه .. ولن تكون انت ابدا هذا الشخص...
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

مسكين يا كمال و الله ما تستاهل كذا
بس من رأيي لو عامل ملاك بطريقة جيدة من الأول كان ممكن يكون كسبها
__________________
?Đō ũ bεĪεīνε īή Ļύν
Ļīķε Ĩ bεĪεīνε Ĩή ρaīή
  #215  
قديم 03-17-2010, 10:21 PM
 
و هذا الجزء 31
الجزء الواحد والثلاثون
"طعنة اخرى"


بدأ قرص الشمس رحلته نحو المغيب .. وبدأ في الغوص رويدا في اعماق البحر..ليكسو اللون الاحمر السماء تدريجيا.. وابتسم ذلك الشاب وهو يتابع هذاالمشهد الخالد بكل مشاعره واحاسيسه..وتنهد بحرارة قبل ان يلتفت الى تلك الفتاة التي تقف الى جواره وقال بابتسامة حالمة: اتعلمين انه كلما وقعت عيناي على البحر.. اتذكرك..
عقدت الفتاة ذراعيها امام صدرها لتحمي نفسها من برودة الجو وقالت بابتسامة: وكيف يمكن للبحر ان يذكرك بي؟..
قال وهو يلتقط نفسا عميقا: هادئ كهدوءك.. ولكن عندما تهب الرياح والعواصف نرى امواجه الغاضبة تحطم كل شيء امامها..
قالت وهي ترفع حاجبيها: واتعلم انه يذكرني بك كذلك ..
ابتسم حسام واكتفى بأن يتطلع اليها.. فقالت مها وهي تتنهد: يغريك بجماله وزرقته الصافية.. ولكن يغدر بك ما ان تصل الى اعماقه..
قال حسام وهو يتطلع اليها بدهشة ممزوجة بالألم: اهذا رأيك بي يا مها؟..
قالت مها وهي تزفر بحدة: ما رأيته منك يا حسام ليس بالبسيط ابدا ..
قال حسام وهو يتطلع اليها برجاء: الن تغفري لي خطأي ابدا ؟..
قالت مها وهي تبعد خصلات شعرها عن وجهها: لو لم اغفر لك لما جئت معك الى هنا اليوم..
قال حسام وهو يقترب منها قليلا: والا يمكنك النسيان؟..
قالت مها بابتسامة شاحبة وهي تلتفت بانظارها له: قريبا يا حسام.. الايام كفيلة بأن تجعلني انسى..
واردفت مغيرة دفة الحديث: لكن اتعلم بشأن ما قلته عني اني اشبه البحر في غضبه فربما تكون محقا بعض الشيء..
تطلع لها حسام بتساؤل فاستطردت: اتعلم بعد ان غادرت النادي في ذلك اليوم المشئوم.. وتركتني لنظرات احمد الشامتة .. عدت له و...
قاطعها حسام بعصبية: لا تنطقي اسمه على لسانك..
قالت مها وهي تلوح له بكفها لتهدئته: حسنا.. حسنا.. عدت اليه بعدها حتى احاول ان افهم منه سبب ما فعله واحمله ذنب ما حصل بيني وبينك.. ولكني سمعت منه كلماته الشامتة .. وبدأ في الحديث عنك بسوء.. ولم اشعر بنفسي الا وانا اصفعه..
قالت كلمتها الاخيرة وتطلعت الى كفها بحرج: وحتى هذه اللحظة لا اعرف كيف فعلت هذا.. لم اتجرأ يوما على ضرب احد فكيف اضرب ابن عمي واهينه.. ولكني وقتها لم اكن ارى امامي.. كل ما كان يهمني ان اصمته وبأي وسيلة ..
قال حسام وهو يتطلع اليها بنظرات مستغربة: انت يا مها.. انت صفعت احمد.. لو رأيتك بأم عيني لما صدقتك..
واردف مازحا: يبدوا انه يجب علي ان احذر منك هذه الايام..لقد بت اخشى منك..
قالت مها وهي ترفع كفها مداعبة: اتود التجربة؟..
قال حسام بحنان مفاجئ: ان كان هذا سيجعلك تغقرين لي حماقتي وتتناسينها..
قالت مها بتأثر: حسام ما الذي تقوله؟.. فالتقطع يداي قبل ان تتجرأ وتحاول ولو ايلامك..
قال حسام وهو يميل باتجاهها: ولأمت ان فكرت ان اتخلى عنك مرة اخرى..
قالت مها بحدة واستنكار: لا تقل هذا الكلام..
قال حسام بابتسامة وهو يحتضن كفها بين كفيه: اخبريني يا مها متى آتي لخطبتك بشكل رسمي من والدك..
اطرقت مها برأسها في خجل ومن ثم قالت ببعض الارتباك: بعد ان تنهي هذا الفصل الدراسي..
قال حسام وهو يزفر بحدة: الفصل الدراسي لا يزال في في منتصفه.. وانا ارهقت من الانتظار.. اريدك ان تكوني لي وحدي..
قالت مها بابتسامة واسعة وخجلة في ذات الوقت: وانا قد وعدتك .. اما ان اكون لك او لن اكون لسواك.. لكن ما يهمني الآن ان تنهي عامك الدراسي بدون ان تنشغل بأي شيء آخر .. حتى وان كان هذا الشيء هو انا..
قال حسام برجاء وهو يضع كفيه على كتفيها: مها سأخطبك بشكل رسمي الآن.. وعقد القران سيكون بعد انتهاء الفصل الدراسي.. ما رأيك؟..
هزت رأسها نفيا وقالت بشقاوة: لا..
قال حسام وهو يدس اصابعه بين خصلات شعره: انا المخطئ الذي اسألك.. استمعي الي سأتي نهاية هذا الاسبوع.. وستوافقين في الحال.. اتفهمين؟..
وضعت مها يدها عند خصرها وقالت بتحدي: واثق جدا اني ساوافق بهذه السرعة وكأني لم اصدق خبرا..ثم ان وافقت سيكون شرطي كما اخبرتك ..عقد القران سيتم اثناء الاجازة ..
قال حسام مبتسما: لا بأس.. المهم ان اضمن خطبتك بشكل رسمي من والدك وبالتالي ان تكوني زوجتي مستقبلا..
توردت وحنتي مها بحمرة الخجل وقالت وهي تلتفت عنه: حسام .. لقد تسلل الظلام دون ان نشعر بالوقت.. دعنا نعود الى النادي الآن..
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
قبل ان تبدأ الشمس رحلتها نحو المغيب.. وبالتحديد قبل نصف ساعة تقريبا..اشتدت قبضة مازن على اللجام حتى اوقف الحصان تدريجيا ومن ثم قال مبتسما وهو يتطلع الى ملاك: هل استمتعت بالرحلة عزيزتي؟..
قالت ملاك بابتسامة واسعة وسعيدة: كثيرا.. اتمنى لو نكررها مرة اخرى..
غمز مازن بعينه لملاك: سنكررها ان اردت ذلك..
قالت ملاك ببعض الارتباك وهي تداعب قماش تنورتها الطويلة: ولكن سأكون وحدي المرة القادمة..
ضحك مازن بمرح ومن ثم قال: كما تشائين..حتى وان اردت مني ان اغادر النادي بأكمله.. فسأفعل..
( ما الذي حدث في الدنيا؟.. مازن يستمع الى فتاة ويطيع اوامرها.. يا للمهزلة)..
التفت كليهما الى مصدر الصوت .. والى تلك الفتاة التي وقفت تتطلع اليهما بكل سخرية وحقد.. ونبرة صوتها الذي يحمل استهزاء العالم كله..جعل مازن يعقد حاجبيه بضيق وهو يتطلع اليها ويقول بصوت صارم: مازن لا يستمع الى أي فتاة ويطيع اوامرها .. الا اذا كانت هذه الفتاة هي زوجته.. اتفهمين ذلك جيدا يا ندى؟..
وخلف نظرات ملاك المتألمة تطلعت الى ندى بكل حزن ومرارة.. والى نظرات هذه الاخيرة التي تحمل لها كل الحقد والغضب ..وعلمت ان قلبها سيتلقى طعنة اخرى من جديد.. واقسى من سابقتها بكثير.. قد تجعل دماءه تفيض بين الضلوع..
وابتسمت ندى بمكر وهي تتطلع الى ملاك بنظرات حاقدة وقالت: ماذا بك يا مازن؟.. لم انت غاضب هكذا؟.. لقد كنت امزح.. اضافة الى ذلك اعلم انك مثال لرجل الشهم .. الذي يساعد من يشفق عليهم..
فهمت ملاك الرسالة التي ارادت ندى توصيلها اليها وانها ليست الا ممن يشفق عليهم مازن..في حين رمق مازن ندى بنظرة لا مبالية.. واسرع يهبط من على ظهر الجواد..
ومد ذراعيه لملاك قائلا بابتسامة: دعيني اساعدك..
وبينما هو كذلك شاهد ندى تقرب مقعد ملاك منهما وتقول بابتسامة مزيفة: وهذا هو مقعدها المتحرك..
قال مازن مبتسما وهو يلتفت الى ندى: منذ متى وانت تقدمين المساعدة؟..
قالت ندى بمرح: منذ هذه اللحظة..
في حين شعرت ملاك بانقباض في صدرها وهي ترى مازن يبتسم تلك الابتسامة لندى.. فآخر شخص تفكر ندى بمساعدته هي انا.. ولكن ربما تكون قد شعرت بالغيرة ليس الا مني .. لذلك لم تعاملني بشكل جيد.. ربما...
والتقطت نفسا عميقا قبل ان تدفع بنفسها من على ظهر الحصان.. ليلتقطها مازن بين ذراعيه ويساعدها على الجلوس على مقعدها.. وشعرت ملاك بالخجل مما حدث.. ولكن خجلها هذا قد تبخر وحل مكانه الضيق وهي ترى ندى تقترب من مازن وتقول وهي تعقد ذراعيها خلف ظهرها بدلال: مازن.. اردت ان اخبرك بشيء ما..
التفت لها مازن وقال متسائلا: ماذا؟..
اقتربت منه في شدة حتى ان عينا ملاك قد اتسعتا في دهشة من جرأتها.. وامسكت بكتفه متعمدة وهي تحاول بذلك ان تغيظ ملاك.. وقالت بصوت حاولت ان تجعله رقيقا قدر الامكان:في الحقيقة.. لقد وعدتني بأن تدربني على ركوب الخيل .. اليس كذلك؟..
قال مازن بعد تفكير: في الحقيقة يا ندى لدي موعد مع عمي بعد ساعة .. ولن يكفيني الوقت لان ادربك ومن ثم اذهب الـ...
قالت ندى وهي تسبل جفونها بدلال: اتقبل ان اغادر النادي وانا متضايقة؟.. ساعة واحدة وقت طويل ويمكنك تدريبي خلالها..
لكل منا حدا للصبر.. مقياس للاحتمال.. ولو تخطاه اوشك على الانفجار..هذا بالضبط ما كانت تشعر به ملاك وهي تطلع اليها بنظرات غاضبة.. ولو كانت النظرات تقتل لحولتها الى جثة هامدة منذ زمن..وهتفت بغتة بصوت حاد: اعدني الى المنزل ..
التفت لها مازن وقال وهو يرفع حاجبيه بدهشة: ماذا بك يا ملاك؟..
قالت ملاك بغضب: اريد ان اعود الى المنزل.. لا اريد البقاء هنا..
قال مازن بهدوء: انتظري قليلا فقط ريثما...
قاطعته ملاك بانفعال: الآن..
زفر مازن بحدة: فليكن الآن..
والتفت الى ندى ليقول: معذرة يا ندى.. سأدربك في يوم آخر ..
قالت ندى وهي تبتسم بدلال: لا بأس.. اهم شيء راحة ملاك ..
وما ان استدار مازن عنها حتى تحولت ابتسامتها الى سخرية وهي ترمق ملاك بنظرات منتصرة.. فها هي ذي قد خطت الخطوة الاولى في سبيل خطتها.. وستزيد الجرعة اضعافا في المرة القادمة.. حتىتضرب عصفورين بحجر .. تجعل مازن ينفصل عن ملاك دون رغبة منه بها.. وبالتالي تنتقم من ملاك و يكون مازن لها وحدها..
اما مازن فقد استغرب غضب ملاك المفاجئ.. فندى لم تقل أي كلمة تمسها الا في بداية حديثها.. فلم تغضب الآن؟.. وقال بهدوء وهو يميل نحوها: سأتصل بمها حتى تحضر الى النادي وبعدها سنمضي.. اتفقنا؟..
لم تجبه ملاك بل اشاحت بوجهها بعيدا بألم..وازداد استغراب مازن من تصرفها.. والتقط هاتفه ليتصل بمها .. وما ان سمع جوابها حتى قال: اهلا .. اين انت الآن؟.. عودا بسرعة.. الم اطلب منكما العودة بعد نصف ساعة فحسب؟.. حسنا يا مها ..حاولي فقط التفكير في الخروج مع حسام مرة اخرى وستندمين..
قالها وانهى المكالمة.. ومن ثم مال نحو ملاك وقال بابتسامة: سنغادر ما ان تصل مها..
قالت ملاك بصوت خافت: فلننتظرها في السيارة اذا..
قال مازن وحيرته تجاه تصرفات ملاك الغريبة تتضاعف: ولم كل هذا؟ ..
لم تجبه ملاك وان تطلعت اليه بنظرات راجية لتنفيذ مطلبها.. فقال مازن ووهو يعتدل في وقته : كما تشائين..
واتجه الى ما خلف مقعدها ليدفعه ويغادر النادي.. وهناك توقف عن السير امام السيارة ..وفتح اقفال السيارة بواسطة جهاز التحكم عن بعد.. ثم لم يلبث ان فتح باب السيارة الامامي لملاك وقال وهو يمسك كفها: سأعاونك حتى لا تتعبي نفسك و...
جذبت ملاك كفها من يده وقالت بصوت متحشرج: لا احتاج الى معاونة احد..
شعر مازن في تلك اللحظة ان من يراها امامه ليست ملاك التي يعرفها والتي قضى معها اكثر من شهر من الزمن ..ملاك التي يعرفها يغلب الخجل على تصرفاتها اغلب الاحيان .. اما من يراها الآن فلا تحمل على وجهها الا ملامح الضيق والغضب وتتصرف معه بكل جفاء..ورآها تحرك عجلات مقعدها الى الباب الخلفي وتفتحه.. قبل ان ترفع جسدها بكل تحدي عن المقعد المتحرك لترمي بثقلها على مقعد السيارة..
فامسك مازن بذقنه دلالة على التفكير والحيرة وقال وهو يميل باتجاهها ويمسك بباب السيارة ليمنعها من غلقه: لم كل هذا الآن؟.. اريد ان افهم.. هل اخطأت بتصرف ما معك؟..
عضت ملاك على شفتيها بألم وقالت بصوت متحشرج: اسأل نفسك ..
لم يخطر ابدا على بال مازن ان ما يحزن ملاك هو شعورها بالغيرة تجاهه.. لهذا فقد زفر بحدة قائلا: لو اخطأت اخبريني حتى اشرح تصرفي لك..
ولم ظلت ملاك على صمتها.. اغلق الباب بقوة وقال بعصبية وهو يتجه نحو الباب الامامي ويحتل مقعد السائق: كما تشائين ظلي صامتة هكذا.. وحزينة دون سبب او مبرر..
قالت ملاك وهي تشعر بغصة في حلقها: ومن قال ان حزني بلا سبب ..
استدار مازن بجسده كله تقريبا لها وقال بعصبية اكبر: اذا اخبريني ما هو.. حتى افهم سبب تصرفاتك الغريبة هذه..
اجابته بكلمة واحدة وهي تطرق برأسها في الم: ندى..
قال مازن وهو يلتقط نفسا عميقا: حسنا وما دامت ندى هي سبب حزنك هذا.. فلم تعامليني بهذه الطريقة الجافة؟..
قالت ملاك بصوت متقطع: لانك.. لانك.. تركتها تتصرف معك.. بكل حرية..
التقى حاجبا مازن باستغراب وقال متسائلا: ماذا تعنين بقولك؟ ..
قالت ملاك وهي تشيح بوجهها بعيدا عنه: اقترابها الشديد منك.. وتحدثها اليك بكل رقة.. وابتساماتها لك..
قال مازن وهو يمد ذراعه لملاك الجالسة في المقعد الخلفي .. ويدفع جبينها باصبعه : يالك من حمقاء.. ندى هي ابنة عمي.. ومعتادة على التعامل معي بهذه الطريقة..
التفتت ملاك له وقالت بعينان ترقرقتا بالدموع: لكنك الآن مرتبط.. يجب ان تفهم هي انك لم تعد كالسابق و...
قاطعها مازن قائلا بابتسامة: لا تقلقي انها لا تفكر بأي شيء مما يدور في رأسك الآن..
صاحت ملاك قائلة: انسيت عندما قالت لك انها قد رفضت الجميع من اجلك؟.. لم قالت هذا اذا لم تكن تفكر بك حقا؟ ..
قال مازن بمرح: ربما في السابق اما الآن فلا..
عقدت ملاك ذراعيها امام صدرها وتقوس فمها الى الاسفل دلالة على ضيقها وحزنها.. في حين قال مازن محاولا اضفاء بعض المرح: ما بالك يا ملاك؟.. لا تظني انك ستبدين اجمل ان بكيت..
لم يكد ينتهي من عبارته حتى سالت دموع ملاك بالفعل .. فارتفع حاجبا مازن باشفاق وقال وهو يمد لها يده بمنديل : لم البكاء الآن؟.. الامر لا يستحق.. صدقيني..
ازاحت كفه عنها وقالت بعناد: لا اريد شيء منك..
وعقب قولها فتح مها للباب المجاور لمازن وهي تقول باستغراب: ما الامر؟.. لم تجلس ملاك في الخلف؟..
واردفت مداعبة: هل تشاجرتما ام ماذا؟..
قال مازن بضيق: ربما ..شيء من هذا القبيل..
قالت مها وهي تبتسم لملاك التي سارعت بمسح دموعها قبل ان تنتبه لها مها: اذا استأذنك بأن احتل مكانك هذا اليوم..
قالتها وجلست على المقعد المجاور لمازن.. فقال مازن بضيق وهو يدفعها: الى الخارج هيا.. هذا المقعد مخصص لملاك فقط..
قالت مها بابتسامة واسعة: اولا ملاك لم تقل شيء عندما جلست عليه.. وثانيا كنت دائما من تجلس عليه عندما توصلني الى مكان ما..
واردفت بخبث: ام ان الوضع قد تغير الآن؟..
قال مازن ببرود: الى الخلف يا مها وبسرعة..
والتفت الى ملاك ليردف قائلا: وانت الاخرى.. تعالي لتجلسي في الامام..
قالت ملاك بتحدي: لا.. لن آتي..
قال مازن ببرود: والسيارة لن تتحرك ولو سنتيمتر واحد .. مادمت لا ترغبين في الجلوس في المقعد الامامي يا ملاك..
صمتت ملاك بعناد.. واشاحت بوجهها.. في حين قالت مها وهي تلتقط نفسا عميقا: وما ذنبي انا حتى اضيع بينكما هكذا؟.. اما ان توصلني يا مازن او اطلب من حسام ذلك..
قال مازن بسخرية: وهذا ما تريدينه.. اجلسي والا قطعت رجليك الآن.. الم تكتفي من البقاء معه؟..
مالت مها نحوه وقالت بهمس: دعك من حسام.. واخبرني.. ماذا جرى بينكما؟..
- سأخبرك فيما بعد..
قالت مها وهي تتثاءب وتسند رأسها لمقعد السيارة: اذا هيا انطلق بالسيارة..
اشار مازن الى ما خلفه وقال: ليس قبل ان تأتي ملاك وتجلس في المقعد الامامي..
قالت ملاك بعناد اكبر: لن آتي..
اما مها فقد التفتت لها وقالت برجاء: ارجوك يا ملاك.. انا اعلم ان مازن لن يهمه لو نبقى متوقفين بالسيارة هكذا لساعتين كاملتين..كوني اكثر طيبة منه.. وتعالي لتجلسي في الامام..اعلم انك ستأخذين برجائي.. ولن تخيبي ظني.. اليس كذلك؟..
تطلعت ملاك الى عينيها الراجتين ومن ثم قالت بصوت خافت: حسنا.. سأفعل ما تريدون..لأجلك فقط يا مها..
قالت مها وهي تبتسم ابتسامة واسعة : اشكرك كثيرا يا ملاك..واقدر لك تضحيتك الكبيرة في الجلوس بجوار اخي ..
قال مازن بحدة: الا ترين انك قد تجاوزت الحد؟.. ولتعلمي اني كما اصلحت بينك وبين حسام بامكاني ان اجعلكما تتشاجران من جديد..
قالت مها وهي تفتح الباب المجاور لها: لقد وعدني حسام بأنه لن يتخلى عني مجددا وسيحاول فهم الموضوع على شكله الصحيح مني قبل ان يتخذ أي قرار..
لم يهتم لها مازن ولما قالته.. كل ما كان يهمه في تلك اللحظة هومراقبة مغادرة ملاك لمقعدها الخلفي بكل طواعية بعد ان ترجتها مها.. لتجلس على مقعدها المتحرك المجاور لبابها والذي لم يعيده مازن لصندوق السيارة .. ومن ثم تتحرك بمساعدته الى حيث المقعد الامامي وترمي بثقل جسدها عليه.. وقالت وهي تلتقط نفسا عميقا: مها.. اعلم اني سأتعبك.. لكن هلاّ وضعت المقعد في صندوق السيارة..
قالت مها مبتسمة وهي تقترب من مقعد ملاك: ابدا لايوجد أي تعب ..
قالتها ومن ثم طوت مقعد ملاك واستعدت لرفعه لولا تلك اليدين اللتين اقتربتا من المقعد ورفعاه قبلها.. ورفعت مها رأسها بدهشة من صاحب اليدين الذي التقط المقعد منها.. ومن ثم لم تلبث دهشتها ان تلاشت وقالت بابتسامة : كمال.. متى جئت الى النادي؟..
قال كمال بهدوء: منذ ساعة.. اطلبي من شقيقك ان يفتح صندوق السيارة..
قالت مها وهي تهز رأسها وتتجه لتفتح الباب الخلفي: وكأنه ليس شقيقك انت ايضا..
واحتلت المقعد الخلفي لتتحدث الى مازن قائلة: افتح صندوق السيارة..
فعل مازن ما طلبته.. فوضع كمال مقعد ملاك في صندوق السيارة.. واغلق هذا الاخير.. ومن ثم سار حيث يجلس مازن ومال باتجاه نافذته ..قبل ان يطرقها بطرقات خافتة.. ففتح له مازن النافذة وقال مبتسما: اهلا كمال..
قال كمال ببرود شديد: قدّ بحذر واهتم بمها وملاك جيدا..
قال مازن وهو يؤدي التحية العسكرية بمرح: حاضر سيدي الضابط.. هل من اوامر اخرى؟..
تطلع له كمال ببرود قبل ان يقول وهو يعتدل واقفا: وحاول ان تكون اهلا للثقة التي منحها لك الجميع..
مازن من سماعه وقال في سرعة: حسنا .. اراك فيما بعد.. الى اللقاء..
قالها وانطلق بالسيارة ..وبالرغم منه وجد نفسه يختلس النظرات الى ملاك الجالسة الى جواره..ملاك التي كانت تشعر بحزن شديد مما حدث..يومين فقط قد مضيا منذ يوم عقد قرانها على مازن..وحدث معها كل هذا مع رشا وندى.. الا يحق لي ان اشعر بسعادة كبقية الفتيات خلال هذه الايام التي لا تعوض؟.. ام ان السعادة ليست من نصيبي؟..
وكلما ابتسمت لدقائق.. عادت لتتألم لساعات.. اليس من حقها ان تبتسم دائما؟.. وهي التي لم تفكر في اذية احد.. حلمها الوحيد كان بزواجها من مازن وقد تحقق.. فهل هذا الخطأ الذي ارتكبته؟.. لم تشعر ان القدر لايزال يخفي عنها الكثير؟.. والكثير جدا.. وان ما رأته اليوم ليس سوى قطرة من بحر الآلام التي ستحياهاوستتذوق مرارتها و...
( اذا فقد جئت للجلوس بجواري لاجل مها فقط)
التفتت ملاك بحدة عندما ايقظها الصوت من شرودها.. وتطلعت الى مازن الذي قال عبارته السابقة.. ومن ثم لم تلبث ان اشاحت بوجهها عنه.. فقال مازن وهو يمسك بكفها متعمدا: لم لا تتحدثين؟.. اذا لاجل مها فقط.. وانا لا اهمك..
جذبت ملاك كفها واطرقت برأسها بمرارة.. فقال مازن بحيرة واشفاق: ملاك مابك؟.. هل آلمك وجود ندى معي الى هذه الدرجة؟..
قالت ملاك وهي تتنهد: انت من كان مع ندى ولهذا لن تهتم بمشاعر أي شخص آخر..
قال مازن متسائلا: لم افهم..
اسرعت مها تقفز من مقعدها لتقول وهي تلتفت الى مازن: بمعنى آخر يا شقيقي العزيز.. ان وجودك مع ندى.. يجعلك تنسى ان ملاك هي زوجتك و انه يجب عليك ان تراعي شعورها.. ولا تبقى مع أي فتاة اخرى سواها.. الا تعرف يا اخي ان هذه هي الغيرة؟ ..
التفت مازن الى ملاك وقال بابتسامة واسعة: احقا تشعرين بالغيرة علي؟..
قالت مها وهي تغمز بعينها له: هذا لا شك فيه..
اما ملاك فلم تجب.. فمن جانب كان ارتباكها يسيطر عليها.. ومن جانب آخر كانت تشعر بالالم لأن عليها الآن ان تواجه ندى ورشا من اجل ان يكون مازن لها وحدها ..وعليها ان تواجههما بمفردها ...
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
تطلع فؤاد الذي كان يجلس على احدى طاولات مطعم (القصر) بضيق الى ساعة يده..واخذ يتلفت حوله مرارا وتكرارا لعل الوقت يمضي قليلا.. وقام بنداء النادل ليطلب له كوب من القهوة.. ومن ثم عقد حاجبيه بضيق وهو يلمح مازن اخيرا يتقدم من طاولته ويقول وهو يحتل المقعد المواجه له: عذرا يا عمي ان تأخرت.. لفقد عدت من النادي للتو .. واوصلت مها وملاك الى المنزل و...
قاطعه فؤاد قائلا: لا يهم.. وحاول ان تكون دقيقا في مواعيدك في المرة القادمة..
احضر النادل في تلك اللحظة كوب القهوة ووضعه امام فؤاد.. وسأل مازن قائلا: اتود ان تشرب أي شيء يا سيد؟..
قال مازن بهدوء: كوب من الشاي..
اومأ النادل برأسه ومضى في طريقه.. في حين قال فؤاد وهو يرتشف قليلا من القهوة: مبارك..
قال مازن وهو يبتسم بزاوية فمه: اشكرك وان جاءت المباركة متأخرة بعض الشيء..
وضع فؤاد كوبه على الصحن المخصص له.. وقال بهدوء متجاهلا عبارته: كيف هي احوالك مع ملاك؟..
قالت مازن بابتسامة واسعة وهو يتعمد ان يبدي الفرحة على ملامح وجهه: سعيد جدا واكثر مما تتصور..
قال فؤاد بسخرية: ربما الاملاك والثروة هي التي تجعلك تشعر بهذه السعادة..
خشى مازن ان يكون فؤاد يعلم بأن جميع املاك خالد قد سجلت باسم ملاك.. فقال متسائلا وهو يعقد حاجبيه: ما الذي تعنيه؟..
قال فؤاد بنظرة ماكرة: اعني يا ابن اخي.. انك لم تتزوج ملاك من اجل جمالها او نسبها بل تزوجتها لسبب واحد فقط.. حتى تصبح املاك خالد في يدك وخصوصا وانه الآن في غيبوبة.. ومن يدري ربما ترثها مستقبلا كذلك..
شعر مازن بالراحة لان عمه لم يعلم بالامر..وصل النادل في تلك اللحظة ووضع كوب الشاي امام مازن ومن ثم انصرف .. في حين قال مازن بابتسامة واثقة : سواء تزوجتها لجمالها او لمالها .. فهذا امر لا يهم.. المهم الآن انني قد تزوجتها وانتهى الامر..
قال فؤاد وهو يميل له وبابتسامة خبيثة: لدي عرض افضل لك ..املاك ابنة عمك ربما لن تحصل منها على أي شيء.. فلهذا سأقدم لك عرضا اكثر ضمانا..ولن يمكنك رفضه..
قال مازن وهو يعقد ذراعيه امام صدره: وها انذا استمع الى عرضك هذا..
وارتشف فؤاد القهوة وصمت لثواني ومن ثم قال وهو يتطلع الى عيني مازن مباشرة وبرزانة: اعلم جيدا انك تحلم بالعمل في احدى الشركات السياحية بدلا من شركة والدك التجارية والتي يرغمك بالعمل فيها.. لهذا اضمن لك عمل في افضل الشركات السياحية ان اردت وفي منصب لا يحلم به شاب في مثل سنك..
تطلع له مازن بدهشة.. فلم يتوقع ابدا ان العرض الذي سيقدمه عمه .. سيتعلق بتحقيق احد احلامه.. وهذا العرض كما قال عمه .. عرض لا يمكنه رفضه.. وكأن عمه قد علم بما يعانيه حقا وبرغبته في العمل في المجال الذي يحب..
وقال مازن اخيرا بتردد: والمقابل؟؟..
قال عمه وابتسامة ماكرة تتراقص على شفتيه: شيء يعد بسيطا جدا امام العرض الذي عرضته عليك..
واردف ونظرة خبيثة تلمع في عينيه: ورقة انفصالك عن ملاك ..
قال مازن وعيناه متسعتان بصدمة: ماذا؟.. اجاد انت فيما تقول؟ ..
قال فؤاد ببرود: كل الجدية.. والقرار في يدك وحدك.. اما ان تضمن لنفسك وظيفة تحلم بها.. او تبقى زوجا لفتاة عاجزة لن تنفعك في شيء..
قال مازن وهو يحدجه بنظرة ثاقبة: ومادامت لن تنفعني في شيء كما تقول.. فلم مصر على طلاقي منها؟..
قال فؤاد بجدية كاذبة: في الحقيقة.. ملاك تحتاج الى رعاية خاصة وانا اعلم جيدا انك لن تستطيع توفير مثل هذه الرعاية لها.. لهذا لو تزوجها احمد فسيوفر لها كل ...
قاطعه مازن بحدة: لا.. لن انفصل عنها..
قال فؤاد وهو يميل باتجاهه وبلهجة اقناع: فكر جيدا يا مازن.. ولاتدع ملاك تتسبب في خسارتك لحلمك.. ستحصل على الوظيفة التي تحلم بها دوما.. ورصيد ضخم سأضعه لك في حسابك بعد ان تنفصل عن ملاك مباشرة.. فما هو رأيك؟..
تطلع له مازن وقال وهو يكور قبضتيه في شدة: هل ملاك غالية عندك الى هذه الدرجة؟..
قال فؤاد بابتسامة وحشية وهو يتذكر ان خالد قام بتسجيل نصف الشركة باسم ملاك وهم الذين احق بها من هذه الاخيرة: اكثر مما تتصور..
قل مازن قبل ان يتراجع في قراره: آسف يا عمي لن يمكنني الانفصال عن ملاك او...
قال فؤاد ببرود: والسيارة التي تريد ايضا .. فما هو قولك؟..
قال مازن بدهشة: وكيف علمت بأمرها؟..
قال فؤاد بغرور: لا تقل لي انك نسيت من يكون عمك..
قال مازن بتردد: لكن يا عمي لا يمكنني ان...
قاطعه فؤاد من جديد وقال باهتمام زائف: مازن.. لا تضيع هذه الفرصة من بين يديك.. كن اكثر عقلانية وفكر بعقلك قبل مشاعرك.. ملاك انسانة عاجزة وبحاجة الى رعاية خاصة.. لن يمكنك التعامل معها.. وستضطر لتحمل مسئوليتها الى الابد.. وان كنت تفكر بأملاك والدها.. فربما يستيقظ خالد من غيبوبته وعندها لن تحصل على قطعة نقدية واحدة.. لهذا انصحك منذ الآن ان تفكر جيدا ومليا فيما قلته.. فالفرص لا تتكرر..
صمت مازن لفترة زادت على الدقيقتين.. وغرق في تفكير عميق.. لا تهمه الاموال او السيارة .. بقدر ما تهمه الوظيفة التي حلم بها طويلا .. كما وان عمه شخص يعرفه اغلب رجال الاعمال.. وربما يحصل على منصب كبيرفي مجال العمل.. ولو انفصل عن ملاك يمكنه ان يحميها كذلك وهي ...
شعر بتشويش افكاره وذهنه.. وعقد حاجبيه بقوة وهو يحاول ان يتخذ قرارا ما.. لا يمكنه ان يرفض هذه المغريات التي عرضها عمه عليه.. وفي الوقت ذاته لا يمكنه ان يتخلى عن ملاك وهي مسئولة منه وامانة في عنقه.. ثم ماذا ستقول ملاك لو انفصل عنها هكذا ودون سبب معين؟.. وهي التي تثق به و...
اسرع ينهض من مقعده ويقول لعمه: سأفكر في الامر يا عمي ومن ثم سأخبرك بحوابي..
قال عمه فؤاد بانتصار وهو يرى انه تمكن من التأثير على مازن بعرضه: فليكن.. فكر من الوقت ما شئت ولكن لا تتأخر علي بجوابك.. واتمنى ان يكون هذا الجواب هو ورقة انفصالك عن ملاك..
لم يجبه مازن.. بل اسرع يخرج من المكان.. وهو غير قادر على التفكير بالشكل السليم.. تاركا خلفه كوب الشاي الذي قام بطلبه والذي لم يرتشف منه رشفة واحدة بعد ما طلبه عمه فؤاد منه..
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

اتمنى لكم قراءة ممتعة و وقت طيب
ليلة سعيدة : >
__________________
?Đō ũ bεĪεīνε īή Ļύν
Ļīķε Ĩ bεĪεīνε Ĩή ρaīή
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 12:14 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011