|
ختامه مسك هذا القسم يحتفظ بالحوارات والنقاشات التي تم الانتهاء منها بشكل مميز. |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||
| ||
الآخر انا : صرخة ٌ على أبواب اللاعوده ... من ركام الخراب المستديم في هذه الارض ، وبين دخان الحرائق التي اشعلتها الضغينة والاحقاد المتبادلة ، يستطيع الانسان ان يدرك حقيقة ان الارض مهما رحبت ستضيق بنا ان ضاقت نفوسنا ببعضنا ، وانها بما ضاقت ستتسع لنا ان اخترنا التعايش عليها . يعيش شعبنا اليوم ، بل قل يموت في كل لحظة ، وسط الدوران المتواصل لالة الدمار، تأكل الاخضر واليابس ، وتغذي كما تتغذى على الكراهية بين الطوائف والاثنيات ، طاحونة تدور لتسحق كل شئ جميل في هذا الوطن العريق ، ويغدو الناس فريسة القتل والقتل المقابل ، وتضيع الحقيقة مع ادعاء الكل امتلاكها ، وترتسم غمامة سوداء فوق كل المعاني حتى يصبح ادراك الواقع اصعب من الواقع نفسه . تبدا سلسلة الموت لحظة يضيق الافق ولايعود الانسان رائيا ابعد من لحظته ، تبدا عندما تصبح فكرة اختلافنا عن الاخر اقوى مما هي واشد تاثيرا من فكرة اشتراكنا معه ، ثم عندما نجرد الاخر من انسانيته ويصبح هدفا للتدمير والافناء . تبدأ دائرة الدمار بنسيان اننا لسنا وحدنا ، برغبة كل منا ان يبحر بالسفينة في الاتجاه الذي يريده ، دون ان يدرك ان للاخرين اتجاهاتهم وانهم يشاركونه ذات السفينة . تبدأ المأساة برصاصة يطلقها انسان لم يحظ بفرصة ان يدرك ان العالم واسع بحيث يمكنه ان يسعنا جميعا ، وان الخلاص الذي ينشده يتلاشى لحظة اطلاقه الرصاصة مستبدلا برائته وانسانيته بوحشية ستمسخ ذاته والاخرين ، بعد ان فتح نافذة على الموت لن يكون هو من يغلقها . وهكذا تغدو الحياة موتا متواصلا ، والاستمرار بها منالا صعبا ، والنهوض بها استحالة مرة . يصبح الغد اكثر سوءا من اليوم كما كان اليوم اكثر سوءا من الامس ، لاتكاد تفتح بابا حتى تتسرب الى ثنايا دارك ونفسك رياح الكراهية وصراخ المتصارعين ، يقتلون بعضهم بعضا ، ويقتلونك لانك لست مع احدهم ، او لان احدهم تصور انك ضده ، او لانك مررت بالصدفة من شارع احدهم ، او ادركت لوهلة انك لاتنتمي الى احدهم ... عندما يصبح القتل وسيلة الحياة بين المختلفين ، تنعدم المساحات الوسطى ويغدو علينا جميعا ان نتخندق باراداتنا ام بدونها ، فان لم نكن مع احد منهم سيضن الجميع اننا ضدهم ، انه عالم مجنون يتضائل فيه صوت العقل والتعقل وسط دوي الرصاص والانفجارات ، ينسى فيه الانسان لماذا يعيش عندما يعيش كي يمنع الاخر مشاركته الحياة . ان نكون مختلفين ، هو جزء من كينونتنا مجتمعين ، فليس البشر نسخ مطابقة لبعضها ، والمشكلة لاتكمن في اختلافنا في الشكل او اللون او الخلقة ، ولافي اختلاف العقائد او الاديان او المذاهب او القوميات التي ننتمي اليها ، بل المشكلة تكمن في سوء تعاملنا مع اختلافنا ، في انكارنا حق الاخر بان يكون مختلفا رغم احتفاظنا بحقنا في ان نختلف عنه ، في تجريد حوارنا من المنطق والتعقل والاستسلام للاحكام المسبقة التي تصور الاخر شريرا وتصورنا وصايا على الخير والخلاص ، والحقيقة هي ان الاخر يحمل ذات التصور ، ولايحول دون ان نصطدم ببعضنا البعض الا سواتر يبنيها المتعقلون الذين يدركون ان هذا الاختلاف ليس بالضرورة تناقض ، وهو لايؤدي بالضرورة الى احتراب ، ولكن عندما يتراجع صوت العقل ، ويسود الجهل او التجاهل ، ويتراجع العقلاء عن الصفوف الامامية ، وتسلم المقاليد الى اصحاب النظرة الضيقة ، وتسود الشارع ديماغوجية المتعصبين ، تفقد المجتمعات بوصلتها ، وتعتاش على موتها ، يتوقف الزمن عن سيره الطبيعي ، لتنطلق عجلة النكوص والعودة الى الوراء ، يصبح الموت رفيقا معتادا وحدثا عاديا ، وتنفض عن الحياة كل معانيها المعروفة ، والخوف سيد الساحة ، والهاجس الصعب ان نطوي يومنا هذا بحثا عن يوم اخر ، تفقد الطفولة برائتها ، وتنطوي مظاهر الجمال ، تغدو المدن اطلال نفسها ، ويتوقف التاريخ الا عن احصاء اعداد الضحايا ليكونوا مجرد رقم في ذاكرة المستقبل ، والمستقبل يبدو كلمة بلا معنى عندما يصبح الماضي حكما مطلقا ... وفجأة نستيقظ نحن ، او اجيال اخرى تنفذ من طاحونة الموت ، على مفترق ندم بغيض ، ونتمنى لو ان الزمن قد عاد لنصحح خطأنا ولنمنع بكل مااوتينا من ارادة تلك الرصاصة الاولى من ان تنطلق ... لنتذكر قبل ان نندم ، وقبل ان نخطو الخطوة الاخيرة في عبر ابواب اللاعودة ... منــقول |
#2
| ||
| ||
رد: الآخر انا : صرخة ٌ على أبواب اللاعوده ... اقتباس:
اقتباس:
أيها الآخر ... صدقت يمكننا في زمن كهذا أن نستغني عن المرايا ..وكل سطح يعكس الصورة ، لأن صورنا و ملامح أوجهنا صارت ترتسم أمام أعيننا في حركاتنا وسكناتنا في أفعالنا وفي ردودها ببساطة في كل قراراتنا ويدفعنا إليها ربما الحاضر الذي سيصبح يوما ماضيا ذكرى جملية أو غيرها يدفعنا دفعا بحبسه لنا في دائرة من خلفيات تحكم فينا . حينه تسائلنا كل الأجيال . الآن ..الآن هي كلمة نتهم بها الزمان وهو بريء من سقطاتنا هنا وهناك ..في وطننا هناك ألف سقطة لكبرياء قوم في كل لحظة ، عند كل بزوغ ، نعلق فشلنا الذريع على مشجبه وهو مجرد منا تجرد الذئب من دم ابن يعقوب عليه السلام وعلى وطننا ألف سلام . وعلينا وعلى صور مستقبلنا المنعسكة أمامنا الآن مظلمة آخر السلام. فهل يخيفنا صوت الرصاص ونحن نعلم يقينا أن الرصاصة التي تقتلنا لا نسمع لها صوتا شكرا فاروق أن أوجد لنا متنفسا آخر .. شكرا لنقلك الجميل هذا كحضورك . |
#3
| ||
| ||
رد: الآخر انا : صرخة ٌ على أبواب اللاعوده ... شكراً لوجودك هنا أخي ... وحياكَ الله ... فعلاً .. علينا وعلى صور مستقبلنا المنعسكة أمامنا الآن مظلمة آخر السلام.... دمت بخير . |
#4
| ||
| ||
رد: الآخر انا : صرخة ٌ على أبواب اللاعوده ... اقتباس:
اقتباس:
هل تذكرون ذلك الطفل الذي قضى في حضن والده بوابل من الرصاص الصهيوني الأرعن أمام أعين العالم.. محمد الدرة .. هل تذكرون صراخ والده المخنوق امام هدير الرصاص .. الولد.. الولد مات .. الولد مات .. ولا من يسمع ولا من يجيب. هذا المشهد هو اختزال للحقيقة انه تلاشي صراخ العقلاء وخفوت صوتهم أما ضجيج الحقد. يحاول العقلاء رفع صوتهم ليسمعه الآخر، يحاولون ايقاظ الضمائر، والتذكير بفداحة الخطأ، ولكن الأرعن المجبول بطاعة الأعداء يتغاضى عن الصوت الذي يكره سماعه... انهم يسمعون جيدا، ويدركون الى اين يمضون بالسفينة وركابها، ولكن ذلك لا يعنيهم، فاما أن تمضي بهم الى الشواطيء التي يريدون، واما أن تغرق بمن فيها، هكذا علمهم ساداتهم، وهكذا يفهمون الأشياء، ويكون على العقلاء عندها أن يتخندقوا كي لا يموتوا مجانا .... فقط كي لا يموتوا مجانا ويكون الثمن الفاجع... أن يرث الخنازير الأرض وما عليها. شكرا فاروق لمنقولك المميز
__________________ التعديل الأخير تم بواسطة ربيحة ; 12-07-2006 الساعة 01:12 PM |
#5
| ||
| ||
رد: الآخر انا : صرخة ٌ على أبواب اللاعوده ... شكراً لتفاعلكِ معَ الموضوع ... ربيحه ... دمتي بخير . |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |