عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام العامة > مواضيع عامة

مواضيع عامة مواضيع عامة, مقتطفات, معلومات عامه, مواضيع ليس لها قسم معين.

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-29-2009, 02:36 PM
 
البلاء والابتلاء و العفو والعافيه

بسم الله الرحمن الرحيم




إنها قضية السراء والضراء..قضية البلاء والابتلاء....عن العباس بن عبد المطلب قال : قلت يا رسول الله علمني شيئا أسأله الله قال ( سل الله العافية( فمكثت أياما ثم جئت فقلت..يا رسول الله علمني شيئا أسأله الله فقال لي يا عباس.. يا عم رسول الله سل الله العافية في الدنيا والآخرة...لأن أعافى فأشكر أحب إلي من أن أبتلى فأصبر.
بهذه الكلمات الندية الجلية كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يعلن بين صحابة النبي صلى الله عليه وسلم رؤية الإسلام الواضحة تجاه (قضية السراء والضراء..قضية البلاء والابتلاء( ليكشف للدنيا كلها وسطية هذا الدين ومنهجه المتوازن المتناسق في كل أبعاده مع كيان الإنسان هذا الدين الشامل لكل نواحي حياتنا...وهذا الإنسان الضعيف الذي قد تخدعه بعض لحظات الصفاء فيتمنى لو طهره الله من الذنوب في الدنيا فيعجل له البلاء والعقوبة، وهيهات أن يكون تمني البلاء مما يرضاه الله ولا رسوله بل باب التوبة والعافية خير وأبقى، هذا فضلا على أن المرء لا يعلم مآل أمره إذا تمنى البلاء هل يصبر أو يضعف، بل إن تمنى البلاء فيه من صورة الإعجاب بالنفس والاتكال على القوة والوثوق بها وترك الاستعانة بالله سلوا الله العافية.... لعل هذا الحديث النبوي الشريف يتطلب الكثير الكثير من التمعن والتدقيق حول قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: سلوا الله العافية. يقول في هذا المقام وبعد ان وجدت ضالتي في هذا المقال للكاتب (عبد الرحمن بن عبد الله السحيم من باب امانة النقل) وقوله - عليه الصلاة والسلام - : أيها الناس لا تمنوا لقاء العدو، وسلوا الله العافية . رواه البخاري ومسلم. بل عـد النبي - عليه الصلاة والسلام - العافية أفضل ما أعطي العبد، فقال : سلوا الله العافية فإنه لم يعط عبد شيئا أفضل من العافية. رواه الإمام أحمد وغيره. وكنت أقف حينا متأملا، وأحيانا معتبرا، وحينا ثالثا متسائلا: لماذا العافية وحدها؟وأين تكون العافية؟ العافية.. عافية في الجسد.. وعافية في الولد.. وعافية في المال..وفوق ذلك كله : العافية في الدين. عافية الجسد.. وأنت تمشي على الأرض ولك وئيد! وصوت شديد! تذكرت موقفين:أما الأول: فهو لشيخ كفيف.. دعي إلى تخريج حفظة لكتاب الله.. فألقى كلمته، ثم قال كلمة.. قال: ما تمنيت أني أبصر إلا مرتين:مرة حينما سمعت قول الله- تبارك وتعالى -: (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت)لننظر إليها نظر اعتبار..وهذه مرة ثانية لأرى هؤلاء الحفظة.. هل تأملت هذا المشهد لرجل أعمى يتمنى نعمة البصر لينظر فيها في موقفين فقط؟ وأما الموقف الثاني: فهو لشاب أصم أبكم.. خرج يوما مع بعض أصحابه، وكان منهم من يتقن لغة الإشارة فيترجم له.. وفي الطريق مروا بمجموعة من الشباب اجتمعوا على لهو وغناء وطرب.. وقف الشباب بصحبة الأصم.. ترجلوا من سيارتهم.. استأذنوا ثم جلسوا.. تكلموا.. تحدثوا.. ذكروا.. وعظوا.. انتهى الكلام.. هموا بالانصراف.. أشار إليهم الأصم أن انتظروا قليلا.. أشار إلى صاحبه المترجم أن يترجم.. تحدث الأصم بلغة الإشارة.. ثم ترجم صاحبه.. لقد قال لهم : أتمنى أن لي لسانا ينطق.. لأذكر الله به.. لقد وقعت كلماته على قلوب الجالسين.. وأثرت فيهم حتى لامست شغاف قلوبهم.. رغم أنه لم يتكلم.. ومع أنه لم ينطق.. إلا أن كلماته كان لها وقعها على نفوس الحاضرين. أما عافية الولد.. ففي صلاح قلبه وقالبه، وفي استقامته وهدايته، وفي أن تمتع به، حتى إذا شب وترعرع تمنيت أن تدفع عنه بالراحتين وباليد، فإذا نـزل القضاء ضاق الفضاء.. وأما العافية في المال ففي بركته.. وفي نمائه.. وفي أن يكون مصدره حلالا، ومصرفه حلالا، وأن يحفظ من كل آفـة.. وأما العافية التي هي فوق كل عافية.. فعافية الدين.. العافية في الإيمان..العافية في الثبات على دين الله - عز وجل -.. العافية في اليقين.. العافية في السلامة من الوسواس. العافية في القلب من كل شبهة وشهوة، سلوا الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة.
يقول ابن الجوزي : السعيد من ذل لله وسأل العافية، فإنه لا يوهب العافية على الإطلاق، إذ لابد من بلاء، فالعاقل من دارى نفسه في الصبر بوعد الأجر، وتسهيل الأمر، ليذهب زمان البلاء سالما من شكوى، ثم يستغيث بالله تعالى سائلا العافية.ويقول الدكتور ( خالد سعد النجار( في هذا الموضوع...قال المباركفوري في شرح الترمذي : في أمره صلى الله عليه وسلم للعباس بالدعاء بالعافية بعد تكرير العباس سؤاله بأن يعلمه شيئا يسأل الله به دليل جلي بأن الدعاء بالعافية لا يساويه شيء من الأدعية ولا يقوم مقامه شيء من الكلام الذي يدعى به ذو الجلال والإكرام، والعافية هي دفاع الله عن العبد، فالداعي بها قد سأل ربه دفاعه عن كل ما ينويه، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل عمه العباس منزلة أبيه ويرى له من الحق ما يرى الولد لوالده.
وقال الجزري في عدة الحصن الحصين : لقد تواتر عنه صلى الله عليه وسلم دعاءه بالعافية وورد عنه صلى الله عليه وسلم لفظا ومعنى من نحو من خمسين طريقا ومن أشهر هذه الأحاديث الصحاح قوله صلى الله عليه وسلم (ما سئل الله شيئا أحب إليه من أن يسأل العافية (وقال صلى الله عليه وسلم) سلوا الله العفو والعافية فإن أحدا لم يعط بعد اليقين خيرا من العافية ) قال المناوي : سلوا الله العفو والعافية ) أي واحذروا سؤال البلاء فإن أحدا لم يعط بعد اليقين خيرا من العافية أفرد العافية بعد جمعها لأن معنى العفو محو الذنب، ومعنى العافية السلامة من الأسقام والبلاء فاستغنى عن ذكر العفو بها لشمولها، ثم إنه جمع بين عافيتي الدنيا والدين لأن صلاح العبد لا يتم في الدارين إلا بالعفو واليقين، فاليقين يدفع عنه عقوبة الآخرة والعافية تدفع عنه أمراض الدنيا في قلبه وبدنه...( وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم عاد رجلا قد جهد حتى صار مثل فرخ فقال له :ما كنت تدعو أما كنت تسأل ربك العافية)، قال : كنت أقول اللهم ما كنت معاقبي به في الآخرة فعجله لي في الدنيا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( سبحان الله إنك لا تطيقه أو لا تستطيعه، أفلا كنت تقول اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار )ولما كانت الصحة والعافية من أجل نعم الله على عبده وأجزل عطاياه وأوفر منحه بل العافية المطلقة أجل النعم على الإطلاق، فحقيق لمن رزق حظا من التوفيق مراعاتها وحفظها وحمايتها عما يضادها فعن عبد الله بن محصن الأنصارى رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أصبح معافى في جسده آمنا في سربه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا.. -فكم ضيعنا من اعمارنا في هذه الدنيا الفانيه نرجو زخرفها ونطلب ما ليس لنا ونسينا وتناسينا ان الأخره خير وأبقى هذه الحياة الفانيه التي لا ينفع معها ذهاب او فوات كسبها ان نندم على ما فات بل يجب ان نطلب ما عند الله فهو خير وأبقى فكم من لاهث وراء سراب الدنيا وكم من ظالم وكم من مبتلى بأولاده وبماله ولديه من المال ما لا يعد ويحصى ولكن يتمنى ان يعيش ولو لبرهه في راحة بال ويقوم كما يقوم الناس وياكل كما يأكلون وينام كما ينامون ويستيقظ كما يستقيظون معافا في كل شيئ وينظر لكل ما يملك ويتمنى ان تذهب كلها هباء منثورا مقابل صحه وعافيه.

عماد مكاحلة

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 05-20-2010, 09:39 PM
 
جزاك الله خيرا على هذا الموضوع القيم وجعله فى ميزان حسناتك (اللهم انى اسالك العفو والعافية فى الدنيا والاخرة).smily girl
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 05-22-2010, 10:29 PM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة smily girl مشاهدة المشاركة
جزاك الله خيرا على هذا الموضوع القيم وجعله فى ميزان حسناتك (اللهم انى اسالك العفو والعافية فى الدنيا والاخرة).smily girl
جزاكي الله خيرا دمتي بود
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 05-22-2010, 11:00 PM
 
بارك الله فيك
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 05-24-2010, 10:51 AM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ‏*حجابي جنتي* مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك
جزاكي الله خيرا دمتي بود
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 08:42 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011