عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام العامة > مواضيع عامة

مواضيع عامة مواضيع عامة, مقتطفات, معلومات عامه, مواضيع ليس لها قسم معين.

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-31-2009, 09:44 AM
 
الإسلام ومحاربة الفقـر

بسم الله الرحمن الرحيم



..تعتبر هذه الظاهرة المقلقة للمجتمعات كافة من اكثر الظواهر التي تمس الكيان الاجتماعي والأسري وتخلخل استقراره فالفقر آفة اجتماعية خطيرة تحتاج منا جميعا التعاون والتعاضد من اجل القضاء عليها،، كثيرون لا يحبون ان يقولوا عن انفسهم فقراء لانهم يريدون لقمة نظيفة لا يدخلها الحرام يريدون حياة مليئة بكل خير لا كل مفسدة هكذا هم من المستورين ولا يقولون عن انفسهم فقراء. الاسلام دين يصلح لكل زمان ومكان فما عجز عنه عباقرة الاقتصاد وجهابذة التحليل المالي العالمي حول هذه الظاهرة عالجه الاسلام لانه دين كل زمان ومكان ويصلح لمعالجة كافة مشاكل البشرية.هذا شخص لم يفكر في طلب المساعدة من الآخرين حتى اقرب الناس له.. لعزة نفسه ولاعتقاده الأكيد ان احدا لا يساعد الآخر بغير مقابل.. وقد يختلف هذا المقابل من شخص لآخر.. عرض عليه الكثير من فرص جمع المال بطرق غير سوية لكنه رفض.. هو لا يبيع نفسه.. لم يتمنى أبدا أن يصبح إنسانا غنيا في يوم من الأيام.. لم يتمن يوما أن يمتلك سيارة مثلا ولا فيلا كبيرة أو قصرا.. كل ما يحلم به أن يستطيع أن يحيا حياة كريمة.. أن يخرج دون أن يفكر كم سوف ينفق وكم لديه في جيوبه.. أن يستطيع شراء بعض الملابس دون الخوف من ثمنها.. ألا تصير النقود هي ما يحدد حياته واختياراته.. فالنقود نعم مجرد وسيلة للحياة.. ولكن الفقر يحرمك من تلك الحياة. يقول الكاتب ياسين بن طه بن سعيد الشرجبي المصدر:
الإسلام سؤال وجواب.. ومن باب امانة النقل في هذا الأمر..
جاء الدين الإسلام ومن أهدافه : معالجة المعضلات الإنسانية على أسس وخصائص ثابتة تميزه. ومنها : (الربانية، الشمولية، الواقعية) ونعرض هنا لسياسة الإسلام في معالجة واحدة من هذه المشكلات وهي (مشكلات الفقر). استخدم الإسلام أساليب متعددة لمحاربة الفقر يمكن إجمال بعضها تحت مجالين : أولا : مجال الفكر والتصور.
ثانيا : مجال السلوك والتصرف.
أولا : مجال الفكر والتصور : يقول العلماء : التصرف ناتج عن التصور وقد أراد الله - سبحانه وتعالى - أن يميز المسلم بالتصور الناضج لقضية الفقر (الحرمان والحاجة) وأن ينطلق من نظرة صحيحة نحوها تمهد للمواقف المتخذة في معالجته ومحاربته. لذا نجد أن الإسلام - من خلال نصوص القرآن والسنة - له تصوره المتميز لهذه القضية، حيث : - يعتبر أن الفقر مصيبة وآفة خطيرة توجب التعوذ منها ومحاربتها، وأنه سبب لمصائب أخرى أشد وأنكى. وينكر النظرة التقديسية وكذلك الجبرية للفقر والحرمان، فكيف تقدس الآفات ذات الأثر السيئ على دين الأمة ودنياها؟ وكيف ينظر إلى الفقر على أنه قدر الله المحتوم، ولا يعد الغنى كذلك قدرا يدفع به الفقر لتصلح الأوضاع وتعتمر الأرض ويتكافل الناس؟ - حث الإسلام على الدعاء بطلب الغنى : ورد في صحيح مسلم من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم : اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى رواه مسلم، ومن أدعية الصباح والمساء : اللهم إني أسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا صالحا متقبلا رواه البخاري، - جعل من دلائل حب الآخرين وابتغاء الخير لهم الدعوة لهم بوفرة المال : أورد البخاري في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا لصاحبه وخادمه : اللهم أكثر ماله (رواه ابن ماجة،.)، وكذا دعا لعبد الرحمن بن عوف وعروة بن جعد بالبركة في تجارتهما كما في صحيح البخاري. واعتبر الغنى بعد الفقر نعمة يمتن الله على عباده بها : قال - تعالى - : (ووجدك عائلا فأغنى) الضحى : 8. وقال - تعالى - : (الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف) قريش : 4.
- أكد أن المال ركن مهم لإقامة الدين والدنيا : يقول الله - تعالى - (ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما) النساء : وقد قدم الجهاد بالمال على الجهاد بالنفس في معظم المواضع القرآنية.
- جعل الرزق الوفير ثمرة يرغب إليها إتيان الصالحات : قال - تعالى - : (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض) الأعراف : 96. وفي الحديث يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أحب أن يبسط له رزقه وينسأ له أثره فليصل رحمه رواه البخاري، - جعل الحرمان والحاجة نتيجة يرهب بها من اجترح السيئات : يقول - تعالى - : (فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون) النحل : 112 ، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الحسن : أن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه رواه ابن ماجة، - جعل الغني المنفق أحد اثنين تمدح غبطتهم، حيث يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا حسد إلا في اثنين ، رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق رواه البخاري.
- رغب في الإنفاق والصدقة وهي لا تتحقق غالبا إلا في ظل الغني.
- ميز بين الغني المنفق والفقير الآخذ : في الحديث المتفق عليه من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : اليد العليا خير من اليد السفلى، واليد العليا هي المنفقة، واليد السفلى هي السائلة (رواه البخاري)- اعتبر المال خيرا فطر الإنسان على حبه : قال - تعالى - : (وإنه لحب الخير لشديد) العاديات : 8 ، وقال - تعالى - : (وتحبون المال حبا جما).
ثانيا : في مجال السلوك والتصرف : لم يكتف الإسلام بصياغة النظرة المتفردة لأتباعه تجاه الفقر، بل حدد مجالات السلوك والتصرفات التي يستوجبها ذلك التصور، وقدم حلولا عملية واقعية يأخذ بها الناس ليدرؤوا عن أنفسهم شبح الفقر والحرمان وما ينجم عنه، ومن ذلك : **- العمل والسعي : يعتبر الخبراء أن العمل أساس الاقتصاد الإسلامي، فهو المصدر الرئيس للكسب الحلال. والعمل مجهود شرعي يقوم به الإنسان لتحقيق عمارة الأرض التي استخلف فيها والاستفادة مما سخره الله فيها لينفع نفسه وبني جنسه في تحقيق حاجاته وإشباعها. وقد حث الإسلام على السعي والعمل من خلال : أ. الامتنان بنعمة تسخير الأرض وما فيها، وطلب الاستفادة منها عبادة لله : قال تعالى : (ولقد مكناكم في الأرض وجعلنا لكم فيها معايش) الأعراف : 10، وقال تعالى : (هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه) الملك : 15.
ب. جعله دليلا على صدق التوكل على الله والثقة به: في صحيح الجامع الصغير من حديث عمر رضي الله عنه يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو أنكم توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا رواه الترمذي، والشاهد من الحديث : تغدو، تروح سعيا وحركة، وليكن شعار المسلم : ابذر الحب... وارج الثمار من الرب.
ج. الحث على أنواع المهن والحرف ومن ذلك : التجارة : وقد اشتغل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتجارة، وتاجر مع عمه ثم مع أم المؤمنين خديجة بنت خويلد - رضي الله عنها - واشتغل صحابته الكرام بذلك ومنهم : أبو بكر، وعثمان، وعبد الرحمن بن عوف، وطلحة بن عبيد الله - رضي الله عنهم - وغيرهم، وقد تواصى السلف فيما بينهم ومع تلامذتهم أن : الزموا السوق وفي كتب الفقه تخصص كتب للبيوع وما يتعلق بها وغيرها من الكتب حول التجارة ومعاملاتها.
الزراعة : ففي صحيح البخاري ومسلم من حديث أنس - رضي الله عنه - يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه طير أو إنسان إلا كان له به صدقة رواه البخاري، وعند الترمذي وغيره من حديث جابر وسعيد بن زيد يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أحيا أرضا ميتة فهي له رواه الترمذي، الصناعات والحرف : ففي البخاري يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أكل أحد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده رواه البخاري،. وقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الكسب أفضل؟ قال : عمل الرجل بيده وكل بيع مبرور رواه أحمد،. وفي صحيح البخاري ومسلم يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : لأن يحطب أحدكم على ظهره خير من أن يسأل أحدا فيعطيه أو يمنعه رواه البخاري.
د. اعتبار العمل والكسب من الصدقات ووسيلة إليها : في الحديث المتفق عليه من حديث أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : على كل مسلم صدقة قالوا : فإن لم يجد؟ قال: فيعمل بيده فينفع نفسه ويتصدق رواه البخاري.
هـ. تربية صفوة البشر من الأنبياء على العمل لاتخاذهم قدوة : فقد عمل الأنبياء في أعمال وحرف عدة ومنها رعي الأغنام، وصناعة الحديد، والتجارة، وغيرها، ومما ورد في ذلك من الأدلة : قول الرجل الصالح لموسى - عليه السلام - وهو من أولي العزم من الرسل : (قال إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين على أن تأجرني ثمانية حجج) القصص : 27. وفي البخاري من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال رسو الله صلى الله عليه وسلم : ما بعث الله نبيا إلا رعى الغنم، وأنا كنت أرعاها لأهل مكة بالقراريط رواه البخاري، وفي البخاري أيضا من حديث المقدام - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده رواه البخاري، وهكذا فعل ورثة الأنبياء من العلماء الربانيين فاشتهرت أسماء أمثال : البزاز، الجصاص، الخواص، القطان، الزجاج.. عدم الاعتراف بالملكية التي لا يكون مصدرها العمل والطرق المشروعة : فحرم الإسلام أعمال الغصب والسلب والسرقة والنصب والمقامرة والربا وما ينشأ عنها من مكاسب مالية، واتخذ إزاء ذلك العقوبات الرادعة، وفي ذلك إلزام لأفراد المجتمع في البحث عن الكسب المشروع، وأغلب ذلك لا يتأتى إلا عن طريق العمل.. الترهيب من التسول والاحتيال على الآخرين : ففي القرآن الكريم الحث على الاهتمام بالذين لا يتسولون وتحسس أحوالهم ورعايتهم : قال - تعالى - (للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا) البقرة : 273. وروى الشيخان من حديث ابن عمر - رضي الله عنه- يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما يزال الرجل يسأل الناس، حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لحم رواه مسلم،. وفي مسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من سأل الناس أموالهم تكثرا فإنما يسأل جمرا، فليستقل، أو ليستكثر رواه مسلم،. النهي عن التصدق على غير المحتاج : أخرج الإمام أحمد وغيره في صحيح الجامع الصغير من حديث ابن عمر وأبي هريرة - رضي الله عنهما - قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تحل الصدقة لغني، ولا لذي مرة سوي رواه الترمذي،. ذو المرة السوي : القوي سليم الأعضاء. وفي الحديث الذي أخرجه أصحاب السنن الأربعة وحسنه الترمذي يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن المسألة لا تصلح إلا لثلاثة : لذي فقر مدقع، أو لذي غرم مفظع، أو لذي دم موجع. رواه الترمذي، مدقع: شديد، مفظع: ثقيل، دم موجع: دية باهظة.

عماد مكاحلة
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 07:14 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011