|
أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه هنا توضع المواضيع الغير مكتملة او المكرره في المنتدى او المنقوله من مواقع اخرى دون تصرف ناقلها او المواضيع المخالفه. |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||
| ||
تعريف الثقافه تعدُّد تعريفات مفهوم الثقافة إبراهيم البليهي لا يستطيع أي مجتمع أن يتقدم ويزدهر حتى يعرف المكوِّنات الثقافية التي تتحكَّم به وتُنَمِّط تفكيره وتحدِّد اهتماماته وتوجِّه نشاطه. إن الثقافة بمعناها الانثروبولوجي هي أسلوب أو طريقة الحياة التي يعيشها أي مجتمع بما تعنيه من تقاليد وعادات وأعراف وتاريخ وعقائد وقيم واهتمامات واتجاهات عقلية وعاطفية وتعاطف أو تنافر ومواقف من الماضي والحاضر ورؤى للمستقبل، إنها طريقة تفكير وأنماط سلوك ونُظُم ومؤسسات اجتماعية وسياسية وما يعيشه المجتمع من انفتاح أو انغلاق، فالثقافة بهذا المحتوى العلمي هي في الغالب لا تأتي قصداً من الأفراد وإنما يكتسبها الناس امتصاصاً من البيئة منذ ولادتهم، وإذا اكتسبوها بالقصد فإن قصْدهم يون محدَّداً بالبرمجة من الأهل والمجتمع، فهم يتشرَّبون ثقافة أهلهم ومجتمعهم مثلما يتشرَّبون اللغة الأم ويحكمون على كل شيء وفق المعايير السائدة التي امتصوها امتصاصاً تلقائياً، وامتزجت بعقولهم ووجدانهم.. فهي تحركهم بمخزون اللاشعور ولكنهم يتوهمون أنهم يفعلون ذلك بمحض اختيارهم وفيض إرادتهم ويجهلون أن مصدر هذه الثقة هو البرمجة الراسخة فيظلون مأخوذين بما تبرمجوا عليه ولا يخطر على بالهم أن يرتابوا فيه أو يراجعوه، ومن هنا تمايزت أوضاع المجتمعات. إن تنوع الثقافات هو الذي يحدِّد تنوع المجتمعات فإليه تعود الاختلافات الكثيرة والكبيرة في الأحوال والأوضاع وطُرق التفكير وأنماط السلوك، كما أن التنوع الثقافي هو الذي يحدِّد المستويات الحضارية للمجتمعات وهو السبب في هذا التفاوت الشاسع في درجات التخلف أو التقدم، ومع كل هذا التعقيد الشديد لمفهوم الثقافة فإن أكثر القراء يتوهمون بأن (الثقافة) مفهوم شديد الوضوح جَرْياً على ما اعتادوا عليه في الحس العام، وهو حسُّ مبنيُّ في الغالب على ثقافة المشافهة وليس مبنياً على المعرفة العلمية الممحَّصة فيبقون واثقين من صحة فهمهم ويظلون واهمين بأن المفهوم لا يحتاج إلى بحث ولا تعريف، ومن هنا يأتي الإعضال لأن الذي يستشكل يجتهد في البحث حتى يعرف الحقيقة فلا يطمئن حتى يزول الإشكال. أما الذي يعتقد أنه يعرف دلالات المفهوم وهو لا يعرفها فإنه يتوهم جَهْلَه علماً فيصرُّ عليه ويدافع عنه ويبقى مغتبطاً به مما يحول بينه وبين محاولة إدراك حقيقة مفهوم الثقافة الذي أتعب الفلاسفة والعلماء والباحثين بمحاولة استقصاء دلالته واستكناه محتواه ومحاولة إيجاد تعريف جامع مانع له ثم الحرص على تبسيطه ليكون مفهوماً لغير المتخصصين. لقد بلغت كثافة مفهوم الثقافة وتعقيدات مضمونه وتعدُّد عناصره وتنوُّع محتواه واختلاف موصوفه وتباين درجات مدلوله أن فرعاً علمياً بأكمله تستغرقه محاولة تعريف هذا المفهوم المحوري وتحديد دلالاته وإبراز نتائجه وتتبُّع آثاره وبسبب هذه الأبعاد الدلالية الزاخرة بات يتردد في الكتابات أن له أكثر من مائة تعريف إمعاناً في تأكيد غموضه والتباسه ولم تقتصر محاولات جلاء هذا الكائن الكُلّي المركَّب على علماء الانثربولوجيا الثقافية والاتنولوجيا وعلم الاجتماع بتفريعاته المتعدِّدة وإنما واجهت المفكرين في كل مكان معضلةُ عجز كثير من المجتمعات عن التفاهم أو عدم قدرتها على الإفلات من قبضة التخلف، وكانت هذه المعضلة حافزاً للمفكرين للتعرُّف على محفّزات النمو ومعوِّقاته فاحتلَّ مفهوم الثقافة بؤرة الاهتمام وبات قاسماً مشتركاً بين المعنيين بالإصلاح والمهتمين بالتنمية والمشتغلين بالفكر. لقد امتد الاهتمام بالتباينات الثقافية إلى فروع معرفية واسعة ومتنوعة وشارك مثقفون كثيرون من كل الثقافات في محاولات شرح هذا المفهوم وتقريب مدلولاته وتأكيد أهمية المعرفة الفردية الراقية داخل الثقافة الواحدة لأن التكامل بين إبداع القلة واستجابة الأغلبية من أهم عوامل الازدهار. ومع كل هذه الكثافة وهذا الغموض والالتباس الذي استوجب من الفلاسفة والمفكرين والعلماء والباحثين كثيراً من الجهود الفكرية والبحثية للتوصُّل أوَّلاً إلى اكتشاف الفعل الحاسم للثقافة السائدة في أي مجتمع وكونها تتحكَّم بعقول وعواطف وأوضاع المجتمعات وتعمل على استمرار هذه الأوضاع ثم من أجل تكوين هذا المفهوم الجامع ثانياً ثم من أجل جلائه وتحليله وشرحه ثالثاً، ولكن رغم كل ذلك فإن القارئ الساذج قد يتوهم أنه يعرفه تمام المعرفة فلا يحاول أن يتعرَّف عليه ويبقى جاهلاً به فتفوته مداخل أساسية للمعرفة الممحَّصة لا تُعَوِّضها القراءات المشتتة مهما اتسعت. فإدراك المفهوم هو مفتاح المعرفة العلمية أما إذا سار الدارس وهو يفتقر إلى هذا المفتاح فإنه كمن يجمع مواد البناء دون أن يؤسس لها ودون أن يكون معه لها إطارٌ جامع ودون أن يجيد تنظيمها وبناءها ودون أن يتوافر لديه مخطط أو تصميم لهذا البناء. إن مفهوم الثقافة إطارٌ عام جامع وتتحرك داخل هذا الإطار الواسع كل الثقافات الإنسانية في دوائر أو أُطُر متمايزة ذات تنوعات شاسعة ومستويات حضارية متباينة وتقوم بينها أحياناً حواجز وعوائق يصعب تجاوزها أو اختراقها أو النفاذ منها. إن الثقافات تتنوع تنوعاً شديداً فبعضها ذو أُطُر أو دوائر مغلقة لا تتفاعل مع الدوائر أو الأُطُر الأخرى وبعضها فضاءات مفتوحة تأخذ وتعطي إنها تتغذى من الثقافات وتغذيها. إن الثقافات عوالم متمايزة تشكَّلَتْ بظروف تاريخية وسياسية واجتماعية وطبيعية مختلفة وتكوَّنت بفعل مؤثرات كثيرة ومتنوعة فجاءت هي بهذا الاختلاف والتنوع. إن مفهوم الثقافة من المستجدات المعرفية الحديثة التي تزخر بالمعاني الكثيفة والدلالات المركَّبة ولا يمكن فهم محتواه إلا بالرجوع لعلم الإنسان وخصوصاً الانثروبولوجيا الثقافية أو الاتنولوجيا وهو العلم الذي يقارن بين الثقافات وعموماً فإن معرفتنا نحن العرب ما زالت في الغالب معزولة عن الاهتمام بالمفاهيم الحديثة مما حَرَمنا من المفاتيح الضرورية للمعارف الحديثة، لذلك ينبغي أن نلتفت بمنتهى الاهتمام للتعرف على المفاهيم وتوطينها ونشرها بين الجميع، وبشكل عام فإن المفهوم بغض النظر عن محتواه يعرَّف بأنه: «مجموع الصفات والخصائص الموضِّحة لمعنى كلي أو فكرة عامة» إنه ليس مجرد لفظ يعطي المعنى مباشرة وإنما هو مفهومٌ مصنوعٌ بعناية شديدة وهو واسع الدلالة ومضغوط المضمون وكثيف المحتوى ومتنوع العناصر وهو يُعَبِّر عن معنى كُلّي أو فكرة عامة، إنه لا يتكوَّن ارتجالاً ولا يتبلور بسهولة بل يختصر بحوثاً واسعة ومتنوعة ويركّزها تركيزاً عظيماً فهو ثمرةٌ ناضجة وشديدة الثراء والتركيز وهي لا تبلغ نهاية نضجها واستوائها إلا نتيجة جهد خارق وحدس خلاق وصناعة متقنة. وكما يقول على حرب في كتابه (مصائر المشروع الثقافي العربي): «المصطلح الجديد هو ثمرةُ الحدس والتخيُّل والابتكار كما هو ثمرةُ الجهد والمراس والحساب إنه صناعةٌ وتحويل سواء على مستوى اللفظ والعبارة أو على مستوى المعنى والدلالة» أما عن تطور المصطلح إلى مفهوم فيقول عنه: «المصطلح لا يغدو مفهوماً إلا بعد العمل عليه وتصنيعه بالإحالة والزحزحة أو بالتطعيم والتهجين أو بالصرف والتأويل أو بالتفكيك وإعادة التركيب، وعندما يتحول المصطلح إلى أداة معرفية فعالة في القراءة والفهم أو التشخيص بعد أن كان مجرد لفظ ينبغي تحديد معناه أو التعريف بدلالته بحيث ينتقل عبر الفاعلية التخييلية والمفهومية من كونه مجرد معنى أوَّلي أو تصور ساذج أو مقولة عامة لكي يصبح منهجاً للمقاربة أو صعيداً للفهم أو فرعاً من فروع المعرفة أو نظرية علمية أو صيغة عقلانية أو شخصية مفهومة أو ممارسة فكرية مبتكرة». ولكن مع كل هذه الجهود في تكوين المعرفة ثم في تكثيفها وتركيزها في مفهوم جامع فإن كثيرين لا يدركون المحاولات الشاقة التي تنتهي بصياغة المفهوم ولا يعرفون تحولات المضمون الجذرية التي تطرأ على الألفاظ بعد أن تتحوَّل إلى مفاهيم كثيفة الدلالات ولا يحاولون أن يصلوا إلى هذا الإدراك لأنهم يأخذون المعاني ارتجالاً من الاستعمال العام السائد ولم يعتادوا على الشك والمراجعة والتحقُّق، فهم لا يحسون بقصور معرفتهم بل يتوهمون أنهم مستوعبون المعنى تمام الاستيعاب مما يستبقي معنى المفهوم غائباً فيضيع المضمون المركَّب وتبقى الأمور تعالج من منظور المعجم اللغوي أو من الاستخدام السطحي السائد مما يؤدي إلى استمرار سوء الفهم وتداول الإدراك الخاطئ. وما دام أن حديثنا عن مفهوم الثقافة حصراً فإن الذي يعنينا هنا أن نؤكد أنه رغم أن الفلاسفة قد أدركوا منذ العصر اليوناني بأن لكل مجتمع ثقافة يتشكل بها عقله تختلف عن ثقافات المجتمعات الأخرى، وأن الاختلافات الشديدة المحلوظة بين المجتمعات تعود إلى هذا التنوع الثقافي، إلا أن رائد علم الانثروبولوجيا ادوارد تايلور هو الذي بلور مفهوم الثقافة ونَحَتَه بهذه الصيغة المعرفية المحورية الشاملة وقد مهَّد لذلك بكتابه (أبحاث في التاريخ القديم وتطور البشرية) ثم سكَّ التعريف المتداول المشهور في كتابه الثاني (الثقافة البدائية) الذي يعرِّف فيه الثقافة بأنها: «ذلك الكل المركَّب المعقَّد الذي يشمل المعتقدات والمعلومات والفن والأخلاق والعرف والتقاليد والعادات وجميع القدرات الأخرى التي يستطيع الإنسان أن يكتسبها بوصفه عضواً في مجتمع» وهذا التعريف يؤكد كَلَّيَّة المفهوم وتعقيده واتساع مدلولاته وتنوع عناصره، كما يؤكد أن الثقافة أكبر من الأفراد وأنها نتاج الاجتماع الإنساني وأن الإنسان يكتسبها ويتطبَّع بها دون اختياره فهي تسيِّره وتحدِّد ماهيته وترسم نمط تفكيره وتبني نماذج سلوكه وتصنع مسارات اهتماماته وترتِّب منظومة قيمه، فهو يكتسبها امتصاصاً تلقائياً بوصفه عضواً في مجتمع وليس بتخطيط منه سواء كان أمياً أم متعلماً، أما ما يفعله عن قصد بعد بلوغه الرشد فهو يأتي في الغالب تأكيداً لما كان قد تَشَكَّل به في طفولته فنمو المعرفة يشبه نمو الشجرة. إن النمو في النبات يكون امتداداً للبراعم الأولى وكذلك الإنسان يتشكل عقله في الطفولة أما ما يأتي بعد ذلك من أفكار ومعارف ومعلومات فيتحوَّر ويتكيَّف ليبقى امتداداً للتَّشَكُّل الأول أو يظل طلاءً خارجياً غير ممتزج بالبنية الذهنية فلا مكان في العقل ولا في الوجدان لما ليس امتداداً لما هو مغروسٌ في الطفولة إلا في حالات استثنائية نادرة حين يكون الفرد قادراً على استقلال التفكير والنهوض بعبء المراجعة والتدارك والتصحيح وإعادة بناء الذات. إن هذه الأهمية المركزية لمفهوم الثقافة تستوجب الحرص على أن يكون واضحاً لكل من يستخدمه وهذا يقتضي التعرّف عليه تعرُّفاً دقيقاً لتتضح دلالاته فالعالم الانثروبولوجي الشهير رالف لنتون يعرِّف الثقافة في كتاب (الانثروبولوجيا وأزمة العالم الحديث) فيقول: «يُعْد مفهوم الثقافة من أهم الأدوات التي يتعامل بها الباحث الانثروبولوجي. إن الثقافة مصطلحٌ ملائم لتعيين المجموعة المنظمة من العادات والأفكار والمواقف التي يشترك فيها أعضاء أي مجتمع ولذا يكاد يكون من المتعذّر على أي عالم انثروبولوجي أن يبحث هذه الأمور دون استعمال هذا المصطلح» وفي كتاب آخر يُعَرِّفها رالف لنتون بأنها: «ذلك المجموع من خلال التوجيه أو المحاكاة الذي يشتركون فيه». إن قابليات الأفراد غير المحدَّدة عن الولادة تتحدَّد بالبيئات التي ينشأون بها فيكتسبون تلقائياً بهذه التنشئة المتمايزة لغات مختلفة وطرق تفكير مختلفة وعادات مختلفة واهتمامات مختلفة وقيماً مختلفة وانتماءات مختلفة وأنماط سلوك مختلفة وأخلاقاً مختلفة وتقاليد مختلفة ولكنهم يغفلون عن كل هذه الاختلافات باستثناء إدراك الاختلاف اللغوي فهم يدركونه بداهة لأنه اختلافٌ صارخ ولا يتطلب أي استقصاء فيدركه الأميون مثلما يدركه المتعلمون ولكنهم في الغالب لا يدركون أن كل عناصر الشخصية الفردية الفكرية والسلوكية تتطبَّع بهذه الاختلافات الثقافية. إن اكتشاف ظواهر التمايز الثقافي الأخرى يحتاج أولاً إلى استشكال ثم الاستقصاء حول أسباب وفواعل هذا التمايز. إن الثقافة هي ذلك الكائن المعقَّد العجيب الذي لا نراه ولكنه يغمرنا كل الوقت بل يسري فينا مسرى الحياة ويحدِّد طبيعتنا بعد أن كانت مجرد قابلية. إن الفرد لا يذكر كيف تعلَّم لغة أهله وقومه فهو حين يكبر يجد نفسه يتكلم بهذه اللغة أو تلك ومثل ذلك يقال عن كل العناصر الثقافية التي شكَّلته فيها يعتقد وبها يفكّر وبها يحب ويكره وبها يوالي ويعادي. إن الثقافة التي تخلَّق بها وعيه هي التي تصوغه وتتحكَّم بعقله وتوجِّه وجدانه، فهو نتاجها واكتسب منها طبيعته الثانية إنه متطبِّع بثقافة أهله وقومه وهو لا يتذكَّر كيف صاغته فجعلته منتمياً إليها وذائباً فيها ومغتبطاً بهذا الانتماء والذوبان. وبسبب هذا التعقيد والأهمية كثرت تعريفات الثقافة. إن ويسلر يعرِّفها بقوله: «الثقافة كل الأنشطة الاجتماعية في أوسع معانيها مثل اللغة والزواج ونسق الملكية والاتيكيت والفن» ويعرِّفها مرة أخرى فيقول: «الثقافة هي أسلوب حياة تتبعه الجماعة أو القبيلة تتضمن مجموعة المعتقدات» أما روث بندكت فتعرِّف الثقافة بأنها: «ذلك الكل المركَّب الذي يشمل العادات التي يكتبسها الإنسان كعضو في مجتمع» أما بواز فيعرِّف الثقافة بأنها: «ذلك الكل المركَّب الذي يشمل العادات الاجتماعية في جماعة ما وكل ردود أفعال الفرد المتأثرة بعادات المجموعة التي يعيش فيها وكل منتجات الأنشطة الإنسانية التي تتحدد بتلك العادات» أما بوقاردس فيعرِّفها بقوله: «الثقافة هي المجموع الكلي لأساليب الفعل والتفكير لجماعة اجتماعية وهي تمثل مجموع التقاليد والمعتقدات والإجراءات المتوارثة» أما لووي فَيُعَرِّف الثقافة بأنها: «ذلك المجموع الكلي لما يكتسبه الفرد من مجتمعه تلك المعتقدات والأعراف والمعايير الجمالية وعادات الطعام والحرف التي لم يُعَرِّفها الفرد نتيجة نشاطه الابتكاري بل عرفها كتراث الماضي ينتقل إليه بواسطة التعلُّم الرسمي وغير الرسمي» ويُعَرِّفها مالينو فسكي بقوله: «الثقافة هي ذلك الكل المتكامل الذي يتكوَّن من الخصائص البنائية لمختلف المجموعات الاجتماعية من الأفكار الإنسانية والمعتقدات والأعراف والحرف والأدوات» ويُعَرِّفها هير سكوفيتس بقوله: «الثقافة هي طريقة حياة الناس» في مجتمع معيَّن أما بانزيو فيُعَرِّف الثقافة بأنها «ذلك المجموع الكلي لذلك النسق الكلي من المفاهيم والاستعمالات والتنظيمات والمهارات والأدوات التي تتعامل بها البشرية مع البيئة لإشباع حاجاتها» أما بدني فيُعَرِّفها بقوله: «الثقافة تتكوَّن من السلوك ومن الأفكار التي يكتسبها الأفراد من خلال المجتمع» أما راد كليف بروان فيرى أن الثقافة: «هي عملية اكتساب التقاليد الثقافية وهي العملية التي تنتقل بها اللغة والمعتقدات والأفكار والذوق والمعرفة والمهارات والاستخدامات في مجموعة اجتماعية معينة أو طبقة اجتماعية من جيل إلى آخر» أما فايربانك فيُعَرِّف الثقافة بأنها: «شكلٌ عام يعبِّر عن البنية الاجتماعية والنظام السياسي والأشكال الاقتصادية وبنية القيم» ويقول كروبير في تعريفها: «الثقافة هي مجموع ما أنتجه البشر في اجتماعهم كما أنها قوة هائلة تؤثر في البشرية جمعاء أفراداً وجماعات على المستوى الفردي والاجتماعي» ويُعَرِّفها سابير بأنها: «مجموع الممارسات والمعتقدات المتوارثة اجتماعياً التي تحدِّد جوهر حياتنا» أما ميد فتقول: «إن الثقافة تعني ذلك الكل المركَّب من السلوك المتوارث» وتقول أيضاً: «أما اصطلاح ثقافة فهو يعني أشكالاً من السلوك الموروث الخاص بمجتمع معين أو مجموعة من المجتمعات أو جنس معين أو منطقة بعينها أو زمن بعينه» ويُعَرِّف بارسونز الثقافة بقوله: «إن الثقافة تتكوَّن من تلك النماذج المتصلة بالسلوك وبمنتجات الفعل الإنساني التي يمكن أن تورث بمعنى أن تنتقل من جيل لجيل بصرف النظر عن الجينات البيولوجية» فمفهوم الثقافة إذن هو مفهومٌ محوري يتضمن الأفكار والتصورات الموروثة والعادات والقيم والمواقف السائدة في مجتمع معيَّن ومن أجل هذه الكثافة والأهمية تفرَّع من علم الإناسة فرعٌ علمي خاص هو (الاتنولوجيا) يهتم بدراسة الثقافات والمقارنة بينها. |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |