|
نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||
| ||
بلال لال ( نزف قلم : محمد سنجر ) أخذت أدق الباب و أدق و أدق ، لا فائدة ، عدت إلى الوراء ، أخذت أدفع بكتفي باب الغرفة بقوة ، كسرت الباب ، تردد نعيق الغربان بين أرجاء الغرفة المظلمة ، اقشعر بدني ، بدأت الرؤية تتضح أمام ناظري رويدا رويدا ، غير معقول ، استغفر الله العظيم ، ما هذا ، لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم ، وجدت جسده يتدلى مشنوقا ، ربط عنقه بجلبابه إلى مروحة السقف ، لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم ، أخذت الدنيا تدور من حولي ، عدت بذاكرتي لعدة أسابيع مضت ... ******** أتاني يحمل الأطباق بين كفيه ، وضع الطعام أمامي ، هم بالانصراف إلا أنه تردد للحظات ، أحسست بشيء ما يدور بخلده ، ابتسمت ، دعوته للجلوس ليأكل معي ) ـ اجلس ، اجلس . ( هز رأسه ، أمسكت بكفه ، جذبته ) ـ اجلس هيا ، فلنأكل سويا ، هيا . ( جلس على استحياء ، أزحت أمامه بعض الأطباق ) ـ لا عليك يا ( لال ) ، فلتأكل معي ، هيا . ( أخيرا نجحت في إقناعه فجلس يأكل معي ، بعدما تناولنا الطعام ، وجدته يبتسم ابتسامة عريضة ، حاول بكفه إخفاء حبات اللؤلؤ التي أطلت من خلف شفتيه على استحياء ، أشار بإصبعه ناحيتي ، حاول انتقاء الكلمات المناسبة بالعربية التي لا يتقنها ) ـ أنا أريد أكون مسلم .... ( كأنني لم أفهم ما يريد الإفصاح عنه ) ـ ماذا تقول ؟ لم أفهم .... ( أشار إلى صدري بإصبعه ) ـ أنت فيه مسلم ؟ ـ نعم ، الحمد لله . ( حول إصبعه ناحية صدره ) ـ و أنا أحب (لال) يكون ( سيم سيم ) الحمد لله فيه مسلم ... ـ ماذا تقول ؟ أنت فيه مجنون ؟ ـ لا ، أنا ما فيه مجنون ، (لال) يحب يكون مسلم ( سيم سيم ) محمد . ـ لكن (لال) فيه بابا فيه ماما فيه مشكلة كبيـــــر ، فيه ( جنجال ) . ( أشرت بيدي بالضرب) ـ ما فيه مشكل ، (لال) إنسان نفس عصفور ( سيم سيم ) . ( عندها وجدتني أضمه بقوة إلى صدري ، حملته لأعلى ، و أخذت ألف به و أدور و أدور ) ـ الله أكبر ، الله أكبر .... ( أخذ يردد و هو يضحك ) ـ الله أكبر ، الله اكبر ، هاهاها .... ( يومها اصطحبته معي لصلاة المغرب ، أخذ الرجال يتنافسون على حمل إبريق الماء لصب الماء عليه ليتوضأ ، كم كانت فرحتنا بالمسجد عندما نطق بالشهادتين أخذنا نهلل و نكبر ، يومها أطلقنا عليه اسم ( بلال ) ، تجمع المصلين حوله يهنئونه ، و في أحد الليالي سمعت صوت بكائه في غرفته ، طرقت الباب ، فتح الباب بعد تردد ، لمحت الدموع تترقرق في عينيه ) ـ ماذا هناك يا بلال ؟ ( حاول الإجابة على سؤالي ، فلم يستطع ، فلقد خنقه البكاء الذي بدأ يتأجج بصدره ) ـ بابا ماما مشكلة ، ما فيه كلام ، ماما يقول أنا ما يأكل ، أنا موت ، بابا تقول أنا ممكن سكين موت ، خلاص ما فيه كلام . ( أخذ يبكي و يبكي ) ـ محمد ، أنا فيه حب بابا ،أنا فيه قلب يحب ماما ... ( أخذت أبكي لبكائه ، لم أعرف ماذا أفعل من أجله ، حاولت التخفيف عنه على قدر استطاعتي ) ـ لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم ، لا عليك يا بلال ، لا عليك ، نحن أهلك الآن . ( قلتها محاولا التخفيف عنه ، و لكن هذه الكلمات لم تتعد لساني صراحة ، فأنا غير مقتنع بأننا قد صرنا أهلا له ، فالواقع غير هذا تماما ، فكم كانت فرحتنا كبيرة يوم إسلامه ، و لكن ، فترت عزيمتنا بعد أيام ، فلم يعد أحد منا يزوره أو يلتفت إليه ، انشغل كل منا ، نعم لقد أخذتنا الدنيا ، عندها جاءني صوت ابنتي سارة تناديني ) ـ هيا يا أبي فلقد تأخرنا . ـ نعم يا بنيتي نعم ، ها أنا ذا قادم ، ( التفت إليه ) أراك على خير إن شاء الله يا بلال ( وضعت يدي بجيبي ، أخرجت بعض النقود ، مددت يدي أدسهما بكفه ) خذ يا بلال . ـ ما هذا ؟ نقود ؟ ـ ربما تحتاجها لشراء شيء من أجلك ، خذ . ـ نقود لا محمد ، نقود لا ... ( يومها أسرع بالرحيل من أمامي بينما ذهبت لاصطحاب أولادي ، بعدها بدأ التغير يطرأ على بلال ، أصبح شارد الذهن ، منذ أيام ناديته ليصاحبني إلى المسجد ، فتظاهر بالمرض ، و عندما عدت للاطمئنان عليه ، فتحت باب غرفته ، وجدته يجلس و قد أطفأ المصابيح و أشعل العديد من الشموع ، سمعته يهمس بطلاسم لم أفهمها ، أياما أراه (بلال ) هذا الملاك ، في منتهى اللين و الرحمة و الرقة ، و أخرى كنت أراه شيطانا في صورة إنسان ، منتهى الغلظة و الفظاظة ، أمسى كالذي تتخبطه الشياطين من المس ، نظرت إليه و قد أخذ جسده المعلق يتأرجح أمامي ، انتابتني حالة من البكاء الشديد ، أخذت أبكي و أبكي ، أخذت (أتشحتف) مثل النساء ، تحشرجت الكلمات الخارجة من صدري ) ـ آآآآآآآآآه ، ضيعناك من أيدينا يا لااااال ، ضيعناك من أيدينا يا بلاااااال ، ضيعناك من أيدينا يا بلاااااااااااااااااااااااال ...... |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |