عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الصحية والإجتماعية > علم النفس

علم النفس الشخصية، وتكوينها، وتطورها، ووسائل تحليلها, اختبارات نفسيه, مواضيع عن علم النفس, دكتور نفساني.

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-07-2009, 02:31 PM
 
حرر ماضيك .....وتعلم من أخطائك

بسم الله الرحمن الرحيم
طابت اوقاتكم
ودامت أيامكم في سعادة وهناء
احباء الخير
جميل منا ان نقرأ حتى آخر رمق فينا
والاجمل أن نستفيد مما نقرأ
فــ الحمدلله الذي وهبنا نعمة العقل
الذي به نفكر ونتدبر
الحمدلله دائما وأبدا
تفضلوا مشكورين


حرر ماضيك وتعلم من أخطائك




يقال إن الإنسان يتمتع بنعمة التذكر للاستفادة من أخطاء الماضي. تؤدي الذاكرة إذا دورا عمليا! لكننا قد نرغب أحيانا في التحرر من الذكريات المترسخة فينا لأنها تسبب لنا ألما كبيرا.
يروي أحد الفرنسيين، 45 عاما، أنه عاش في فييتنام مدة ثماني سنوات، علما أنه ولد ونشأ في فييتنام من والدين فييتناميين إلى أن اندلعت الحرب ضد الولايات المتحدة. يضيف هذا الرجل قائلا: «كانت تلك الفترة رهيبة. غرق البلد كله في فوضى عارمة. سرعان ما خسر والدي عمله واضطرت والدتي لإرسالي إلى الدير كونها لم تعد تملك المال لإعالتي. لم تأتي بحثا عني بعدها إطلاقا. بعد مرور عام، تبنتني عائلة فرنسية. لا أخفي عنكم أن السنوات الخمس الأولى من حياتي كانت كابوسا حقيقيا. كل ليلة، كانت الذكريات عن عائلتي، وبلدي، والحرب، والمجازر، تطاردني. حتى اليوم، ما زلت أفكر بتلك الأمور. في الواقع، لا يمر يوم من دون أن أفكر فيها. لا يزال الماضي حاضرا في زاوية صغيرة من رأسي وهو يتبادر إلى ذهني من وقت لآخر. صحيح أن هذه الذكريات تسمح لي بالتقدم في الحياة ومواجهة المشاكل اليومية الصغيرة، لكنها تبث في أيضا شعورا بالرعب وكما هائلا من الانفعال الذي لا يمكن تفريغه أبدا .
الماضي حاضر فينا بما أن الماضي ينمي خبرتنا في الحياة لأننا نستخلص منه العبر ويبقى محفورا في ذاكرتنا دائما، من الصعب التخلص منه في غالبية الأوقات. أحيانا، نعمد إلى تكريم الماضي لا استذكاره، عبر شعائر معينة مثل الاحتفال بأعياد الميلاد التي تسجل وجودنا في الذاكرة وفي الزمن، أو ذكرى ما كنا عليه منذ عام، أو عامين، أو ثلاثة أعوام، فنسترجع الحياة الماضية والأخطاء التي لا يجب تكرارها.
يؤكد أحد المفكرين في هذا السياق أن «الإنسان هو نتيجة لذاكرته، لأن سلوكه الحاضر ينجم عن آثار متراكمة من اللحظات، الحوادث، والتجارب القوية التي عاشها في الماضي .
الذاكرة العائلية والهوية ترتبط هذه الآثار جزئيا بذاكرتنا العائلية التي تحرك ذكرياتنا الأولى، ومعاناتنا الأولى، ولحظات السعادة الأولى. وفقا لعلماء النفس، تمثل الذاكرة العائلية التربة التي تغذي ماضينا. ومن خلالها، نصقل أساس هويتنا. ينقل الأهل إلينا معارفهم وضحكاتهم، لكنهم ينقلون أيضا مخاوفهم وألمهم. هكذا نتربى وننمو تدريجيا على هذا الكم من المعطيات المتباينة.
تتيح الذاكرة العائلية إذا إعطاء كل فرد ذاك الشعور الغريب بهويته الخاصة.
اضطرابات بالنسبة إلى البعض، تبنى هذه الكمية من الذكريات بشكل أساسي على الألم، وتولد جروحا عميقة بعض الشيء (اغتصاب، وفاة شخص من العائلة، هجران...). يفسر المحللون النفسيون أن هذه الجروح النفسية نادرا ما تعطي الفرصة في بناء قاعدة نفسية مستقرة، إذ غالبا ما تولد اضطرابات سلوكية، وقد تصل إلى حد منع الفرد من عيش حياة حرة فعلا، فتغرقه في حالة دائمة من الاكتئاب. كذلك تولد مشاعر بالوحدة العميقة التي تحرم الفرد من طاقته الإيجابية كلها.
تكرار الماضي في هذا المجال، كان الطبيب سيغموند فرويد يؤكد وجود آلية ذهنية مترسخة فينا جميعا لتكرار الماضي، ما يدفعنا إلى استعادة مشاعر الطفولة. تتحكم هذه الغريزة التي تولد معنا بجميع علاقاتنا العاطفية وتجبرنا نوعا ما على إعادة تجسيد المواقف نفسها طوال الحياة. من هنا يتضح جليا أن الفرد الذي تعرض مثلا للضرب العنيف من أحد والديه سيبقى متأثرا دائما بهذا الحدث الذي هز حياته. قد يعيد تجسيده بنفسه كما هو، أو على العكس من ذلك تماما، قد يمتنع بشكل قاطع ومرضي عن الاقتراب من الأطفال خوفا من إيذائهم.
ضرورة فهم الحالة على الرغم مما ذكر كله، يمكن الحد من هذه النزعة لتكرار الماضي وتخطيها كليا في بعض الحالات. هنا يأتي دور العلاج النفسي والتحليل النفسي. كيف يحصل ذلك؟ أولا، لا بد من تحديد الصدمة العاطفية التي عاشها الفرد المعني. لفعل ذلك، يعمد المعالج النفسي إلى إطلاق «عملية بحث» في لاوعي المريض وفي ذاكرته لاستخراج العناصر المزعجة منها. يذكر أن هذا الغوص في أعماق «الأنا» يحصل دائما حين يكون المريض في وضعية التمدد لأنها تسهل عودته إلى زمن الطفولة حين كان يعجز عن التحكم بجهازه العضلي ولا يزال يعتمد على أمه. أما الخطوة الثانية فتقضي بدخول «مرحلة تأبين الماضي .
مرحلة «تأبين الماضي لا يعني «تأبين الماضي» محوه أو نسيانه، بل فهمه واستيعابه وقبوله كعنصر من حياة الفرد. لكن لا تتم مرحلة التأبين هذه بسهولة لأننا نضم في داخلنا سلسلة من مشاعر الندم والأسف والألم التي تشكل عبئا على الذاكرة. يكمن دور المعالج النفسي والمحلل النفسي إذا في تفريغ هذا العبء وتخفيفه ليتمكن كل مريض من إيجاد السبيل الصحيح لتحقيق الإصلاح الضروري في نفسه وليتمكن من التحرر في حياته.
هدف ذلك تفادي تحول جروح الماضي إلى نقاط ضعف مستقبلا.
رأي الخبراء - هل يمكن أن يحمل الجسد، تماما كالذاكرة، آثارا مؤلمة من الماضي؟ نعم، طبعا. تحتفظ المرأة التي تعرضت للاغتصاب مثلا بآثار عن صدمتها في الذاكرة. لكن جسدها يخفي في أعماقه أيضا جروحا تعيق وظيفته.
- ما معنى ذلك؟ إنها جروح تمنع الفرد من التمتع بقدراته الجسدية إلى أقصى حد، وتحد من شهوته الجنسية. في الواقع، الجسد والفكر على علاقة وثيقة. ما لا يستوعبه الأول، لا يستوعبه الثاني! يعاني الشخص الذي أصيب بجروح نفسية في الماضي من نوع من الألم الجسدي.
- كيف يمكن تحرير الجسد من ماض مؤلم؟ للتحرر من الماضي، على الفرد أن يتعلم كيفية بذل الجهد اللازم لتخطي الذات، من خلال التكلم عن المشكلة وإدراك جوانبها كافة. عليه تعلم كيفية رؤية نفسه من الداخل وتفريغ عواطفه الجياشة عبر الوثوق بشخص آخر. يقود شفاء الروح عموما إلى شفاء الجسد. في النهاية، ما تقبله الروح، يقبله الجسد أيضا.
__________________
إلهي لاتعذبني فإني مقر بالذي كان مني
ومالي حيلة إلا رجائي لعفوك إن عفوت وحسن ظني
وكم من ذلة لي في الخطايا وانت علي ذو فضل ومن
أجن بزهرة الدنيا جنونا وأقطع طول عمري بالتمني
يظن الناس بي خيرا وإني لشر الخلق إن لم تعف عني
  #2  
قديم 02-14-2010, 02:24 AM
 
كل مواضيعك جميله

جزاك الله خير





موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 07:55 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011