11-07-2009, 04:30 PM
|
|
حمدون سعيد الرجل الشارد(1) هذه القصة من الواقع المعاش عساها تعجبكم أيها القراء الأعزاء،أيتها القارئات العزيزات دخل غرفته واستلقى على سريره ، وفجأة سمع صوتا يقول له : مالي أراك شاردا مهموما وحزينا ؟ إذن فقد أثقلوا كاهلك مرة أخرى بالديون و اللإقتراض أيها المسكين ، بحيث تجد نفسك في كل مرة بل في كل مناسبة سواء كانت دينية أو وطنية أو بمناسبة الدخول المدرسي أو العطلة الصيفية جاثما أمام شركة من شركات الإقتراض حاملا وثائقك المطلوبة من نسخة بطاقة وورقة استهلاك الماء والكهرباء وشهادة الأجرة وشهادة الإقامة و...وقلبك يرتجف خوفا أن يرفض طلبك من هزل الأجرة ،وإن كنت ذو حظ عظيم رجعت بمبلغ هزيل لايسد كل حاجياتك ومتطلباتك حتى إذا فني قرضك تجدك تجر خيبتك فتنعزل في مكان قصي تتفحص بيان التزامك الذي أصبح لا يقبل القسمة على اثنين حيث صارت أجرتك لا تضم سوى بعض الآلاف التي لا تسد رمقك ومن هم في ذمتك فتحمر وجنتك ويشتعل رأسك شيبا ويتثاقل لسانك كما أن رجلاك لاتستطيع حملك وكأن القيامة قد قامت عليك ، فتعود بالذاكرة إلى الوراء حيث أجرتك كاملة غير ناقصة تعيش بها كأمير لا تنقصه رفاهية ، فتظل صامتا أبكما والدموع تنهمر من عينيك كأنها السيل العرم على مافرطت وهما جاحظتان تتفحص في كل الحماقات التي ارتكبتها وأنت واقف أمام مكاتبهم تدلي إليهم بوثائقك ، فيكاد قلبك ينفطر من مكانه وأنت ترى شبح القرض يطاردك اينما حللت و ارتحلت كأنها الحرب يدوي انفجارها في جوف روحك وغيلان مراجلها في مشاعرك وأحاسيسك وأنت مشلول لاتستطيع حراكا كأن الطير فوق رأسك من هول ما قد أصابك بسوء تدبيرك للحياة المعاشة حتى إذا نظرت في مرآة وجدت نفسك ذليلا بعدما كنت عزيزا وأصبحت فقيرا بعدما كنت غنيا، فتمرض نفسك وتدخل في أزمة اقتصادية خطيرة لاينفع معها حل وكأنك تصارع أمواج البحر العاتية بلا قوارب نجاة فتغرق روحك في ظلمات لا أنوار لها فتنهار هذه النفس التي بين جنبيك فتصير كطير مذبوح يرقص من شدة الألم فتنتابك قشعريرة من الخوف والرعب مما ينتظرك من مستقبل لاتعرف أغواره وأسراره و...فإذا بالمسكين يقوم مذعورا مماسمعه من هذا الصوت فأقسم بغليظ الأيمان أ، لايعود إلى الإقتراض الذي يجعله منسلخا من شخصيته كلما ذهب إلى شباك البنك لسحب أجرته الهزيلة ، وبينما هو ييأمل في هذا الذي ينصحه ، إذ به يخاطب نفسه ويرد على الصوت المسموع : اللهم أصحاب القروض ولاالأصحاب الذين لايعيرون اهتماما كلما ذهبت إليهم ليقرضونني مبلغا من المال محتجين في ذلك أنهم مثلي مدينون لشركات الإقتراض ،فما تقول أيها الصوت الجميل ؟ وهنا ساد صمت طويل مما جعل المسكين يغط في نوم عميق يحلم باقتراض جديد عساه يجد راحة فيه...
[IMG]file:///C:/1%D8%AD_fichiers/detective2.gif[/IMG] :77:الأستاذ محمد محقق:77: [IMG]file:///C:/1%D8%AD_fichiers/detective2.gif[/IMG] وإلى اللقاء في الجزء الثاني بحول الله تعالى [IMG]file:///C:/1%D8%AD_fichiers/reputation.gif[/IMG] [IMG]file:///C:/1%D8%AD_fichiers/report.gif[/IMG] [IMG]file:///C:/1%D8%AD_fichiers/progress.gif[/IMG] [IMG]file:///C:/1%D8%AD_fichiers/edit.gif[/IMG] |