|
مواضيع عامة مواضيع عامة, مقتطفات, معلومات عامه, مواضيع ليس لها قسم معين. |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||
| ||
الرجولة امرأة (نزف قلم : محمد سنجر ) حاولت المسكينة الإفلات من بين أياديهم ، انهالوا عليها سبا و قذفا ، تحاول بيديها الواهنة حماية وجهها و جسدها من أمطار الحصى التي تتساقط عليها من كل صوب ، تركض المسكينة فارة بنفسها ، اعترض أحدهم طريقها بقدمه ، تسقط على وجهها ، أحست طعم التراب والدم يختلطان في فمها ، التف الذئاب حولها ، حاولت تغطية أسفل ساقيها التي تكشفت ، يصرخ أحدهم في وجهها ) ـ كيف ما ضربتونا و رميتوا الحافلة يا يهود يا أولاد ..... ( تحاول المرعوبة الوقوف ، يقترب الشباب منها ، لمعت بأيديهم الأسلحة البيضاء التي يمسكون بها ، تحاول الهرب ، تركض بكل ما أتاها الله من طاقة ، يمطرونها بالمزيد من الحصى ، أخيرا تنجح بالإفلات ، ما تلبث أن تتوارى عنهم ، يتبعها الغوغاء إلى بيتها يرجمونها ، دفعت باب دارها عنوة ، توارت خلفه ، حاولت إغلاقه جاهدة ، جرى إليها طفليها ، تعالى صراخهم من شدة الخوف ، احتضنتهم بينما أسندت الباب بجسدها ، انهالت عليها الصيحات مختلطة ببعضها ) ـ يا مصارية يا صهاينة يا يهود ..... ـ ون تو ثري ، فيفا لا جيري ، ون تو ثري فيفا لا جيري....... ( تتعالى صيحاتهم ، تدق الباب ضربات الحصى المتلاحقة ، تتلاحق أمطار أحزانها المكبوتة داخل صدرها ، قلبها يدق قفصه الحديدي بقوة ، يريد الهرب من شدة الرعب ، صراخ أطفالها صم سمعها ، أخذت تصيح ) ـ حرام عليكم يا عرب يا مسلمين ، حرام ، حرااااااااااام ...... ( يتعالى صياحهم بالخارج ) ـ يا مصارية يا صهاينة يا يهود ...... ( تحاول المسكينة غلق آذان أطفالها بأصابعها ، تنهمر دموعها تملأ دارها الصغير ، تسقط المسكينة مغشيا عليها ، تتباعد الأصوات من حولها رويدا رويدا ، ********* تفتح المسكينة عينيها ، الصمت و الظلام يخيمان على المكان ، تحاول المسكينة جاهدة النهوض ، تتحسس طريقها إلى مفتاح الإضاءة ، تشعل الضوء ، تجد أطفالها يفترشون الأرض ، وضعت كفها على صدرهم لتطمئن عليهم ، الحمد لله ، لقد غلبهم النعاس من شدة الإجهاد ، جلست جوارهما ، حزن رهيب افترس قلبها الرقيق ، ترقرقت الدموع بعينيها ، توجهت بنظرها للسماء ) ـ و ها نفضل كده لحد إمتى يا ربي ؟ لحد ما يقتلوني أنا و العيال اليتامى دول ؟ على الأقل ارجعي مصر ، و الشغل ؟ شغل إيه و نيلة إيه بس ؟ طيب ها تخرجي إزاي من المطار من غير جواز سفر و لا تذاكر ؟ و ها أخرج إزاي بس بالعيال دول ؟ أكيد لسه واقفين متربصين لما نخرج ، سيبي ولادك هنا لحد ما تيجي ، أيوة عشان أرجع ألاقيهم مدبوحين .... ( و إذا بهدير يقترب رويدا رويدا ، سرت قشعريرة بجسدها ، قفزت كالملدوغة ، استر يا رب ، و النبي حبيبك ، تجري مسرعة إلى النافذة ، روعها ما رأت ، جماهير غفيرة تزأر مقتربة ، ضربت صدرها بكفها ، سقط قلبها الرقيق بين قدميها ، استيقظ الأطفال ، جرت إليهم ، احتضنتهم ) ـ لا ، لا ، مش ممكن . ( اقترب الهدير أكثر فأكثر ، اقتربت أصواتهم مدوية ) ـ كيف ما استقبلناكم بالورود ، قتلتوا ولادنا يا يهود ... يا مصارية يا يهود ، يا مصارية يا يهود ..... ( جحظت عينياها ، لم تقو المسكينة على الحراك ، حاولت الابتعاد بأطفالها بسرعة من خلف النافذة ، زلت قدمها فهوت بطفليها إلى الأرض ، حجر انطلق إلى زجاج النافذة يكسره ، تطايرت الشظايا فوق رؤوسهم ، سالت الدماء ، أختلط صراخها بصراخ أطفالها ، ذاب صراخهم وسط صيحات الجماهير المجنونة ) ـ يا مصارية يا يهود ، يا مصارية يا يهود ..... ( زجاجة حارقة اخترقت النافذة ، تلتها أخرى ، زحفت المسكينة و أطفالها ناحية الباب ، تحاول بكل ما تبقى لها من قوة فتح الباب العتيق ، لا حول و لا قوة إلا بالله ، أوصد المجرمون الباب من الخارج ، تعالت صرخاتها ) ـ حرام عليكم يا عالم يا هوه ، يا مسلمين ، حرااااااااااام ..... ( تعالت صيحاتهم المجنونة ) ـ يا مصارية يا يهود ، يا مصارية يا يهود ..... (تعالت صيحاتها ) ـ يا نـــــــــاس حـــــــرام عليــــــكــــــــم .... ( توالت عليهم كرات النار من كل جانب ، انزوت المسكينة بأطفالها بركن الدار ، أخذوا يصرخون و يصرخون ، ضاعت صرخاتهم أدراج الرياح ، النيران تلتهم ما حولهم ، تقترب النار منهم رويدا رويدا ، حرارتها تلهب وجوههم ، بح صوت الأطفال من شدة الصراخ ، فجأة ، انكسرت نافذة خشبية بجانب الغرفة ، احتضنت المسكينة أطفالها بقوة ، همت بالانقضاض ، و إذا ب( أم يارا ) جارتها الجزائرية تطل بوجهها الصبوح ، صرخت المسكينة في هستريا ) ـ أم يارا ؟ أم يارااااااااااا ...... ( أخذت تبكي من شدة الفرح ، أخذت تصرخ ) ـ طريق السد لي تدي ما ترد، علاش هادا يا حيطيست ، من شان الكورة ؟ الله ياخد الكورة ، الله ياخد الكورة ...... ( جرت إليها ، رفعت إليها الأطفال ، صعدت إلى النافذة ، مدت (يارا) و أخواتها أيديهن لمساعدتها ، تحاول المسكينة الهرب من بين الحطام ، قفزت خارجة ، اشتبكت ملابسها بالحطام ، احمر وجهها لتمزق الجلباب ، تحتضنها ( أم يارا )، تسترها بجسدها ، ينطلقون بها إلى شقتهم ، تصرخ ( أم يارا ) ـ من عندي و من عندك تنطبع و من عندي وحدي تنقطع ؟ |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
بشروه أني أبرحل قصة مها الكويتيه | قمر بين البشر | قصص قصيرة | 54 | 02-13-2008 12:11 PM |
نبذة عن الشيخ الداعية أحمد ديدات | الغامض | شخصيات عربية و شخصيات عالمية | 2 | 12-26-2007 03:21 AM |
بالمقابل: ( الشيخ أبو أويس محمد بوخبزة المغربي) حفظه الله | عثمان أبو الوليد | نور الإسلام - | 4 | 06-05-2007 04:55 PM |
حزر من ضيف المنتدى ...(لعبة متجددة) | حور العين | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 823 | 03-11-2007 11:46 PM |