أعاود ُ التكهن باتجاه الرياح و أنا أعلم أنها لن تهبّ شرقاً




يا سيّد الطوائف المتضاربة في صحراء روحي ، و صديق خيانتي الأخيرة
بيني وبينك متسعٌ كوجه السماء و أشياء لم تقال بعد
لا تمنحني خفوتك الآن ، فالقلبُ لم يعد مشرعاً أمام فسحة المعجزات

و الحلمُ في أرذله ..

أتعلم أني أجدُ صعوبةً في الإحتفاظ بأيّ صباح يأتي محملاً
بأغانٍ لم نعتدْ سماعها و دهشاتٍ لم نرتكبها جهارً أو في
الخفاء ؟

أشتاقكَ أيها البعيد ، وأشتاقُ لأعذاركَ و تسلّلكَ المتأخرّ
لحدود صوتي ..




حين كنتُ أتلو رسائلك على قطط الشوارع المجاورة ،
كانتِ الستائر تصغي و الغاباتِ و إشاراتِ الطريقْ
كنتَ تحرّك بأحرفكَ نهاري و تلغي مواعيد المساء ..
كنتَ وحدك الواقف على عتبة قدري ، تشعلُ أثرك في
أجهزتي وقلبي و ما بقي من الذاكرة ، تستقلّ دهشات
متتابعة تقطع بها طريقي لأيّ تفكيرٍ لا يحتويك ، و تسرق
كل ّ ما يطفو على فمي من أسئلة مشبوهة .. بجملة واحدة
" يعنيك فقط أني باقٍ على حبك "
فلا يعود هنالكَ مجال لإدانتك بأسئلةٍ أخرى ..


لأنكَ أتيتَ جريئاً ، أخليتني من جميع الأوطان و قاطنيها
و بقيتَ وحدك ..

في وجهكَ سرُّ المجهولين ..

أنتَ أيها المتراكم على ذاكرتي مذْ نما لي ظلّ آخر ْ
انظرُ لصورتك .. هيبتك الغافية على أوزان الآخرين ، شعرك المتنازل عن
ظلمته ، عينيك المائلتين كقوس ، أنفك النائلي .. فمك المستعدّ لنطقي في أيّ لحظة

و تهتزُّ القوانين ْ

أكرم الصغير

ستصعدُ بك المكعباتُ يوماً لحدود السحاب ْ
و تمطرَ الدنيا رسماً مختلفاً / يشبهك فقط

أهلاً دائماً