|
أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه هنا توضع المواضيع الغير مكتملة او المكرره في المنتدى او المنقوله من مواقع اخرى دون تصرف ناقلها او المواضيع المخالفه. |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||
| ||
مي زيادة وجبران إن سبب كتابتي لهذا الموضوع ليس لمجرد القراءة فقط إنما للتعريف عن خفايا حياة الكاتبة اللبنانية ( مي زيادة ) خفايا حياتها الشخصية الخاصة ... نشأت الكاتبة مي زيادة في بيئة الأدب والفكر والصحافة ، جميلة رائعة ، كاتبة ذات قلم ، واسعة الثقافة ، توقع بإمضاء ( ايزيس كوبيا ) إذا كان شعرها بالفرنسية أو ( مي ) إذا كان بالعربية ، شبّت هذه الفتاة في صالون أبيها الذي كان يرده أعلام الأدب من صحفيين وكتاب وكانت تناقشهم وتحاورهم ، بل أحياناً كانت تنافسهم في بعض المجالات الأدبية . وكان هناك جانب خفي في حياة مي ، هو علاقة من وراء البحر، بدأت بين مي وجبران خليل جبران ، لعلها كانت أشد نفاذاً إلى قلب مي من رسائل عشرات ممن كانو يكتبون لها ن الأدباء رسائل حب وتودد ، ومن هؤلاء العقاد والرافعي وانطون الجميل واسماعيل صبري وغيرهم ... ولعلها هي لم تكتب لواحد من هؤلاء ما كتبت لجبران : " أعرف أنك محبوبي ، وإني أخاف الحب ، إني أنتظر من الحب كثيراً فأخاف أن لايأتيني بكل ما أنتظر ... كيف أجسر على الإفضاء إليك بهذا .الحمد لله أني أكتبه على الورق ولا أتلفظ به ... " وهي لم تكتب لجبران إلا بعد ما بلغ بها مابلغ وبعد سنزات من الرسائل ، وهو هناك غارق في لهوه وأهوائه .. وهي تظن أنها وجدت فيه الرجل والإنسان... وكان رده واضحاً ، أنه كان بعيد عن جوها تماماً : " أنا ضباب يامي .. ضباب يغمر الأشياء ولكن لايتحد وإياها.. أنا دائماً في انتظار.. انتظار مالا أعرفه... " لقد اتجهت إليه ولكنه لم يتجه إليها ، كان يعرف ما يعوقه عنها وكانت هي تنظر إليه على أنه الرجل الذي يملأ حياتها . ولم يكن هو كذلك حتى في صوره التي كان يكتبها فهو الساخر القلق ، الذي لايؤمن بشيء ، ولايرتبط بعقد ، ولا يحفل بالقيم . كان الأنس إلى جبران دون الكثيرين ، له أكثر من معنى : الالتقاء في الوطن ، والعقيدة ، ومجالات الأدب والفكر ، وقد كتبت تحت صورته ( هذا سبب علتي منذ زمن طويل ) لقد كانت هي آنذاك تقترب من الأربعين وتعدوها ... وبدأت مي تدخل في مرحلة مظلمة عندما تصدعت علاقتها الأسرية بوفاة أمها وأبيها ، وبدأ ذويها يطالونها الورثة والمال وكان جبران في هذه الفترة قد أفضى لها بما يُعرف عنه أنه عائد ولكن أي عود للمريض الذي يعيش الحياة لحظة بلحظة... وقد غلبه المرض الخبيث . ولعلها كانت تتعلل بكلماته حين يقول : " أتعلمين يا مي أنني في كل صباح ومساء أرى ذاتي في منزل في ضواحي القاهرة ، وأراك جالسة قبالي تقرأين آخر مقالة كتبتها أو تقرأين آخر مقالة من مقالاتك وهي لم تنشر بعد .. " وجاء العام 1931 ليقطع في الأمر كله ويضع مي أمام المأساة بوفاة جبران .. كان هذا نقطة التحول في حياة مي ، هذه الوحيدة التي تعيش في بيت هامد ، لاأحد معها ، وكانت قد بلغت الخامسة والأربعين وهو سن مفزع للمرأة الوحيدة التي لاأحد حولها ... وبدأت تدخن بإسراف ، وظهرت عليها عوارض الهستيريا .. " لماذا لم يأتِ ؟؟ لقد أحببته وأخلصت له ... " وعزمت على الإنتحار . أخذت حبوباً ، وأرادت أن تلقي نفسها من النافذة ، وازداد اضطهاد ذوي قرباها ومطالبتها بالمال ... ولا شك أنها كانت صادقة حين رسمت لنفسها هذه الصورة : " إني أتعذب عذاباً شديداً ولا أدري السبب ، فأنا أكثر من مريضة وينبغي خلق تعبير جديد لتفسير ما أحسه من حولي ، إني لم أتألم أبداً في حياتي كما أتألم اليوم ، ولم أقرأ في كتاب من الكتب أن في طاقة بشري أن يتحمل ما أتحمل ، إنه وهم شعري تمكن مني ، إن هناك أمراً يمزق أحشائي ويميتني كل يوم ، بل كل دقيقة ، لقد تراكمت علي المصائب في السنوات الأخيرة ، وانقضّت على وحدتي الرهيبة ، التي هي معنوية أكثر منها جسدية ، فجعلتني أتساءل كيف يمكن لعقلي أن يقاوم عذاباً كهذا .كنت أعمل كالمحكومة بالأشغال الشاقة لعلي أنسى فراغ سكني ، أنسى غصة نفسي ، بل أنسى كل ذاتي .. اللفائف التي أدخنها ليل نهار ، أنا التي لاعهد لي بذلك أدخنها ليضعف قلبي هذا القلب السليم المتين الذي لايزال يقاوم ... " لقد رآها منصور فهمي في هذه الفترة ووصفها بأنها : " كانت نفشاء الشعر ، مشعثة الرأس ، شاحبة الوجه مقرحة العينين ، يلف جسمها المترهل جلباب أبيض فضفاض ، وتلابسه أشعة صفراء من ضوء خافت يرسله مصباح كهربائي صغير يتدلى من سقف الغرفة .. " وهكذا دخلت مي مرحلة عجيبة ، قوامها الشذوذ العقلي ، والإضطراب النفسي ، وعقدة الخوف وجرح السن ويأس العوانس ، كل هذه العوامل تفاعلت تفاعلاً مخيفاً في نفس حساسة رقيقة . ولقد كانت كتاباتها تنفس عن إحساسها المختنق ، كانت مشاعرها تتطور من الإشراق إلى الظلمة ، ومن السرور إلى الحزن ، كان قوامها حزن أليم وشوق مكظوم وتطلع إلى المجهول ... ولكن هل كانت تقول كل شيء ؟؟.. " قد يبوح المرء للناس بأعظم أمانيه ، ولكن الأمنية العليا تظل سراً مكتوماً بينه وبين نفسه ، ولو هو فقد كل شيء لبقيت تلك الأمنية رأسماله الخاص الملاصق لأخفى مايخفي من قدس سره" وهكذا لم تقل مي كل شيء ، وبقي شيء قائم في الأعماق يحرق ويلذع ، غير أنها لم تلبث أن عجزت عن الكتابة ففقدت القدرة حتى على الإفضاء والتعبير عن المكنون في أعماق النفس . وكان هذا ولا شك أخطر مراحل الأزمة . وليس عجيباً أن ينتهي الأمر على هذا النحو بمثل هذه الفتاة الذكية الجميلة الشاعرة ، فالحياة لاتعطي كل شيء ، ولا إلى الأبد . ولن ننسى مي في مطالع شبابها وقد رسمت لنفسها هذه الصورة ، صورة كلها إشراق وتطلع وطموح وغرور : " استحضري فتاة سمراء كالبن أو كالتمر الهندي - كما يقول الظرفاء - أو كالمسك - كما يقول متيم العامرية - أو كالليل كما يقول الشعراء ، وضعي عليها طابعاً سديمياً ، عن وجد وشوق وذهول وجوع فكري لايكتفي ، وعطش روحي لايرتوي ، يرافق أولئك جميعاً استعداداً كبيراً للطرب والسرور ، واستعداداً أكبر للشجن والألم ، وهذا هو الغالب دوماً ، وأطلقي على المجموع أسم ( مي ) ... " لقد سبقت الزمن وظنت أنها ستجد الرجل والإنسان والحبيب والزوج ، كانت ترى وجوها مشرقةً ، ورسائل معطرةً من كبار الأدباء يتوددون إليها ، إلى الفتاة اليافعة الجميلة الذكية ، ولكنها لم تجد الإنسان الذي يملأ الحياة ويحقق الصورة " رجل وبيت وطفل " وزاد ذلك الشعور عمقاً بعد أن تقدمت بها السن وكان جبران أملاً لها ، ولكنه لم يكن في الواقع الرجل الذي ترجوه ... وهكذا تجهم وجه الحياة وجاءت المأساة .. مأساة المرأة الجميلة الذكية الشاعرة في الثلاثينيات . كان لابد أن تكون الضحية ... syria love بتصرّف
__________________ صحبته عند المسـاء فقـال لـي أهزأت بي أم كان منك مزاحا فأجبتـه إشراق وجهك غرنـي حتى تخيلت المسـاء صبـاحا |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
رحلات سياحة في مصر | farawlayaa | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 4 | 05-20-2009 02:37 AM |
زجاجة عطر | samir albattawi | مواضيع عامة | 6 | 01-20-2008 09:14 AM |
المصباح في زجاجة | mbn | نور الإسلام - | 1 | 12-01-2007 11:40 PM |
سياحة أم صياعة ؟؟ | Love Cancer | حوارات و نقاشات جاده | 2 | 06-28-2007 03:05 PM |