عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-15-2009, 03:02 PM
 
Thumbs up الهجوم على شيخ الأزهر في مكتبه وبيان الدكتور أحمد نصر الله صبري ضده

الهجوم على شيخ الأزهر في مكتبه وبيان الدكتور أحمد نصر الله صبري ضده
الهجوم على شيخ الأزهر في مكتبه
وبيان الدكتور أحمد نصر الله صبري ضده
في أخطر سابقة لتاريخ الأزهر يقتحم الدكتور / أحمد نصر الله صبري مكتب شيخ الأزهر ، وتقع مناظرة حامية ويدور حوار ساخن بين شيخ الأزهر وبين الدكتور وقد أوضح للشيخ تجاوزه وخطأه الشديد في زعمه بأن " النقاب لا علاقة له بالدين من قريب أو بعيد " وفكره بحادثة اعتدائه السافر على الحق الشخصي للفتاة المنقبة في معهد فتيات أحمد الليبي بمدينة نصر بالقاهرة حيث أجبرها على خلع النقاب ، وقد أساء الأدب جدا معها ومع معلمتها ، كما نقلت وسائل الإعلام الموقف .. ثم ألقى الدكتور المسئولية كاملة على شيخ الأزهر في تداعيات موقفه المشين الخاطئ من النقاب لا سيما الحادثة المؤلمة التي اعتدت فيها عميدة كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر " عفاف النجار " بكل سفالة ووقاحة على فتاة منقبة ضربا وشتما هي وحراسها ثم مزقت نقابها ورمته على الأرض مما أثار غضبا عارما لدى الرأي العام ..وحينها اشتد غضب الدكتور نصر الله وألقى باللائمة على شيخ الأزهر قائلا له : " ان المجتمع يحملك المسئولية كاملة عن كل ما يحدث بشأن الاعتداءات على المنقبات العفيفات ..ثم اشتد الحوار بينهما حتى نزع الدكتور عمامة شيخ الأزهر عنوة ، كما نزع الشيخ النقاب عنوة ، وألقى بها على الأرض ، بحسب ما جاء في أقوال السكرتير الشخصي للشيخ " حاتم زهران " وقد أضاف : انه دخل عليهما ووجد الدكتور ممسك بحزاءه ..ثم صرخ الدكتور نصر الله في وجه شيخ الأزهر قائلا : النقاب من شرع الله يا ظالم يا معتدي ، وظل يرددها حتى تدخلت الشرطة لفض النزاع وباشرت النيابة العامة التحقيق في الحادث الفريد .
وكان الدكتور قد أعد بيانا شديد اللهجة يجمل فيه سقطات شيخ الأزهر ، ويركز فيه على حادثة اعتدائه على الفتاة الأزهرية المنقبة هي ومعلمتها ، وأيضا حادثة اعتداء عفاف النجار على إحدى المنقبات ..ثم يدعوه في آخر البيان لمناظرة علمية علنية ..ويختم بيانه بضرورة احالة شيخ الأزهر لمحاكمته على تجاوزاته الشديدة .

وكتبه المستشار " محمود سامي "

وإليكم النص الكامل لبيان الدكتور أحمد نصر الله صبري ضد شيخ الأزهر

الحمد لله رب العالمين ، ولا عدوان إلا على الظالمين ......... وبعد
لقد تشرفت مصر عبر القرون بكرامات ومقامات ، جعلتها درة في جبين الزمان ، فقد ساقت لها الأقدار – يوما ما – حكومة ربانية ، اعتلى فيها رئاسة الوزراء والحكم الفعلي في البلاد نبيا من أنبياء الله العظام ؛ يوسف الصديق عليه السلام ، فبسط الأمن والأمان بشريعة الواحد الرحمن ، وأطلق دعوته التي يفخر بها كل مصري ( ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آَمِنِينَ ).
وانطلقت عجلة التاريخ لتسجل صفحات مشرقة من الفتوحات التي جعلت مصر في صدارة العالم الاسلامي ، وكان الأزهر الشريف درة من درر هذا البلد الكريم ، فقد شهدت مسيرته رجالا عظاما ، صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، فاتخذوه منبرا لكلمة الحق والعدل ، وتصدوا لقوى الظلم والعدوان ، لا يخافون في الله لومة لائم .
ثم دار الزمان دورته ، وابتلي الأزهر بلاءا شديدا ، بأن تسلط على مقاليد الأمور فيه نفرا ، أضروا بمسيرته وغايته ، واتخذهم الباطل مطايا ، فأزالوا مكانته وصولته ، وكانوا وبالا وشرا مستطيرا على مسيرة الاسلام والمسلمين ، ولقد تمثل ذلك جليا في شخص شيخ الأزهر "طنطاوي " :
* ذاك الذي تولى أعداء الله ، وصافح بكلتا يديه – مبتسما خضوعا – السفاح " بيريز" رئيس دولة إسرائيل التي تلطخت يداه بدماء أطفال فلسطين ، وكان – في حرب 1967م– يملأ خوذته بدماء الأسرى المصريين بعد قتلهم ليشفي غليله .
* ذاك الشيخ الذي أباح الربا في المعاملات البنكية ، وتجرأ على ما لا يجرؤ عليه شيخ قبله.
* ذاك الذي تنكر لآلام الأمة وسخر من الصحفيين الذين سألوه عن حصار غزة ، فرد في بلاهة واستهتار: ( حصار .. حصار ايه. .هو فيه حصار..اسألوا وزارة الخارجية. .. لا حصار ولا قرف " !! ) .
* ذاك الذي ادعى كذبا و زورا حرمة الختان للإناث مع أن المسألة ثابتة في صحيح السنة .
* ذاك الذي تجرأ على حرمات الله وأباح ما هو أشد فظاعة وقبحا من الزنا ، وذلك عقب مؤتمر السكان المشئوم في مصر عام 1995م ، وأباح في البند السابع ما يسمى " الصحة الجنسية " وهي الفوضى الجنونية الجنسية ، فقال قولته الشنيعة – كما جاء بالنص- ( صحة جنسية ..أيوه.. فيها ايه ..حلال !!) فقالوا له – كما جاء بالنص : ( يا مولانا افهم .. صحة جنسية عندهم يعني الراجل يتجوز راجل ، واحدة تتجوز واحدة ، واحد يجوز كلب..........).
* ذاك الذي ثبت عنه أنه كان يتردد على النوادي الليلية المشبوهة في مصر الجديدة " اللوينز والروتاري" وهي نوادي ماسونية تخطط لهدم المجتمع بكل وسائل الفساد ..وهناك فتوى من جبهة علماء الأزهر بحرمة الانضمام أو التردد عليها.
* ذاك الذي تكبر أن يسمع النصيحة من أحد الصحفيين ، وقام بالاعتداء عليه ضربا بالحذاء ، فلما ذهب الصحفي بالحذاء الى قسم الشرطة ليحرر محضرا ضده ، دخل " صبي راقصة" – كان في الحجز- يعظ الإمام الأكبر بأن هذا ليس أسلوب الحوار (!!).
* ذاك الذي نتحداه أن يثبت بأنه نصح يوما المسئولين بأن يمنعوا التبرج ويطبقوا شرع الله ، بل على العكس ، ثبت عنه أنه قال " ان تطبيق شرع الله يحتاج إلى وقت" (!!) أي لا يناسب أن تطبق الشريعة في عصرنا هذا .
* ذاك الذي دنس الأزهر باستقباله وترحيبه بأبناء القردة والخنازير من اليهود .
* ذاك الذي أفتى بأن ( الفتاة التي تمشي على البلاج بالمايوه أقرب الى الله ممن تمشي منتقبة ).
كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا..ولا أدري ماذا أبقى من الدين والعرض ، بل والشرف والكرامة.
وكل ما ذكرنا ثابت عنه بالصوت والصورة ومسجل عليه .. فضائح ومخازي يتفطر لها القلب حسرة وكمدا :
أمور لو تأملهن طفل لطفّل في عوارضه المشيب



أتسبى المسلمات بكل ثغر وعيش المسلمين اذا يطيب

أما لله وللإسلام حق يدافع عنه شبان وشيب
فقل لذوي البصائر حيث كانوا أجيبوا الله ويحكم أجيبوا
ثم كانت الطامة الكبرى والفاجعة العظمى ، أنه لم يسلم من أذى هذا الرجل حتى المحصنات الطاهرات اللاتي يبغين العفة والستر ، فتسلط بجبروته على فتيات الأزهر ، يأمر وينهى بما يغضب الله ورسوله ويؤذي المؤمنين .. ففي حادثة أليمة نكراء واعتداء سافر على حرمات الله وعباده ، وهو يتفقد " معهد فتيات أحمد الليبي " بمدينة نصر بالقاهرة وبتاريخ الاثنين 5/10/2009م.. مع مجموعة مرافقة له ، رأى فتاة في الثاني الاعدادي ترتدي النقاب ، فاعترض على نقابها قائلا : ( النقاب مجرد عادة لا علاقة له بالدين الاسلامي من قريب أو بعيد ) ثم أجبرها على خلعه فلم تجد الفتاة بدا -أمام هذا الالزام والطغيان – من نزع شعار العفة والطهر ، لتكشف عن وجهها أمامه وحاشيته ، فلم يغض بصره كما أمر الله عز وجل ، بل تمعن في وجهها ، فلما رآها قال – في قلة حياء وحماقة لا مثيل لها - "لما إنت كده! أُمّال لو كنتي جميلة شوية كنتي عملتي إيه؟)..".
وردّت إحدى المدرسات بالمعهد قائلة – في علم و أدب جم رفيع - : ( إن الطالبة تخلع نقابها داخل المعهد لأن كل المتواجدات فيه فتيات، ولم تقمبارتدائه إلا حينما وجدت فضيلتك والوفد المرافق تدخلون الفصل؛ وبعدينالنقاب إن لم يكن فرضاً فإنه لا يؤذي أحدًا؛ وهو على الأقل حرية شخصية " .. فاستشاط غضبا و رد على المُدرّسة منفعلاً بأسلوب سوقي حقير : ( قلت لكِ إن النقاب لا علاقة له بالإسلام وهو مجرد عادة، وأنا أفهم في الدين أكتر منك ومن اللي خلفوكي) !!!.
وطلب من الفتاة عدم ارتداء النقاب مرة أخرى ، فقالت إنها تقوم بارتدائه حتى لا يراها أحد. وعلى الفور أعلن عزمه إصدار قرار رسمي بمنع ارتداء النقاب داخل المعاهد الأزهرية، ومنع دخول أي طالبة أو مُدرّسة المعهد مرتدية النقاب .
هذا الموقف المهين ينطوي على جرائم وطامات في حق الله ورسوله والمؤمنين.. فتلك الفتاة الطاهرة العفيفة من المفترض أن تكون بين أيدي أمينة ، تحنو عليها وتندبها للستر والعفاف في زمن القبح والإسفاف ، فإذا هي تفجأ وتروع بيد آثمة تمزق حيائها وتخدش كرامتها على ملأ من القوم ، بسفالة لم تشهدها أروقة الأزهر يوما ما .. لقد استطال هذا الباغي على عرض هذه الفتاة العفيفة واعتدى على حريتها الشخصية ، ظلما وعدوانا ، حينما أجبرها عنوة على نزع نقابها الذي يزينها جلالا وعفة ، ثم لم يأبه حتى أمعن فيها النظر ، وتهكم على خلق الله في سخرية نكراء ، فقال قولته المشينة – التي يستحي منها صغار الصعاليك- ((: "لما إنت كده! أُمّال لو كنتي جميلة شوية كنتي عملتي إيه؟). فأحرجها حرجا شديدا ، وطعنها في كرامتها ..والله عز وجل يقول (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ..) .. فسقط وانقلب في الوعيد الذي حذر منه النبي المصطفي حينما قال (إِنَّ مِنْ أَرْبَى الرِّبَا الِاسْتِطَالَةَ فِي عِرْضِ الْمُسْلِمِ بِغَيْرِ حَقٍّ) .... وهل هذا إلا أسلوب شباب النواصي الذين يتسكعون في الطرقاتيغازلون ويؤذون إماء الله .. والله حسبنا ونعم الوكيل على كل ظالم معتدي .
انه لا يحق له ابتداء التهجم والإقدام على هذا الفعل الذي لا يقره دين ولا عرف متين ، إذ أن فتيات الأزهر لسن سبايا أو رعايا في عزبة أبيه يتصرف بهن وفق أغراضه ومقاصده التي لا يعلم من ورائها إلا علام الغيوب .
انه خطر حقيقي على الأمن القومي للبلاد ، شعر أم لم يشعر ، إذ أن لكل فعل رد فعل ، وزيادة الضغط تولد الانفجار ؛ فهذه المواقف المشينة المريبة التي تستفز مشاعر الناس وتضرب في صميم شعائرهم وعفتهم من شأنها أن تولد وتنبت أفكار التطرف والتكفير العشوائي ، فتخوض البلاد في هرج ومرج لا يعلم مدى خطره وشرره إلا الله ، ولقد نما إلى علمي – بأدلة ثابتة- أن بعضا من أشكال هذه الخلايا بدأت بالفعل تنسج خيوطها ..وياليت قومي يعلمون.
ثم أدار الشيخ حربته إلى المعلمة المؤدبة الفاضلة التي قالت له (: "إنالطالبة تخلع نقابها داخل المعهد لأن كل المتواجدات فيه فتيات، ولم تقمبارتدائه إلا حينما وجدت فضيلتك والوفد المرافق تدخلون الفصل؛ وبعدينالنقاب إن لم يكن فرضاً فإنه لا يؤذي أحدًا؛ وهو على الأقل حرية شخصية " ...فرد عليها – في جهل مطبق – (قلت لكِ إن النقاب لا علاقة له بالإسلام وهو مجرد عادة، وأنا أفهم في الدين أكتر منك ومن اللي خلفوكي (
هل سمع العالم الإسلامي بانحطاط في الأسلوب وسفالة في التعبير – من رجل محسوب على الدين- كهذا الذي يترفع عنه رجل الشارع أو فراش في جامع .
أيها الناس شرقا وغربا ، يا أطهار العالم وأحراره ، أخبروني بربكم : هل يطيق أحدكم أو يقبل أن تهان امرأته أو أخته او ابنته على الملأ بغير جرم إلا طلب العفة والستر ، وقد اعتدى الطنطاوي هذا على الطفلة البريئة التي ألجمها الحياء والخجل في الرد ، بينما صفعته المعلمة أيما صفعة – لو يشعر - حينما ردت عليه بأدب جم ، وعلم متواضع ألقمه حجة بالغة بالفطرة التي فطر الله الناس عليها.
إنيأتحدى هذا المعتدي المغرور بعمامته أن يبرهن على أنه أعلم من أبيها ..هذا إن كان يعلم أباها أساسا ...وما يدريه لعلها أعلم وأحكم في هذه المسألة منه ، ألم تقف امرأة أمام الفاروق عمر لتصحح له مسألة ما ، فقال في شجاعة نادرة : ( أصابت امرأة وأخطأ عمر ) .. ومتى كان العلم – أيها الشيخ- حمل أسفار أو حشو أفكار ، بل صح عن النبي المختار قوله (رُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهٍ) وما أخالك إلا هو ..ألم يلقن الله عز و جل موسى عليه السلام درسا حينما أخبر قومه ألا أحد أعلم منه في بني إسرائيل، فقال له : بلى عبدنا خضر ، وكان مغمورا بين الناس .
وهبأنك أعلم منها في هذه المسألة ، فهل يخول لك أدب العلم هذا التعدي بالأسلوب المنحط المتردي .
إن الشيخ الألباني– رحمه الله – الذي كان لا يرى وجوب النقاب حكما واستنباطا ، كان يوجبه في زمن الفتن وكثرة الفواحش تورعا واحتياطا ، ولقد جالسته في بيته بعد أن غادر سوريا إلى عمان عام 1984م ، وجاورته خمس سنوات كنت يومها إماما وخطيبا لوزارة أوقاف الأردن - وقد ذكرت ذلك في أحد كتبي المطبوعة في الأسواق – وفهمت عنه ذلك .. وكل من خالط الشيخ وتتلمذ على يديه يبصر النقاب على بناته وزوجاته ، وكنت أرى بنفسي ذلك حينما كانت تخدمنا زوجه أم الفضل وتقدم الشراب ..رحم الله الجميع .
ولئنكان ثمة حرية فكرية ، أو شجاعة أدبية فإني أدعوه – بعون الله وتوفيقه – لمناظرة هادئة شرعية ، على ضوء القرآن والسنة ، وما إخاله بفاعل ، بل لعل لسان حاله يردد ( لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآَنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ).
إن المقام لا يسمح بتفصيل الكلام في حكم النقاب ، بيد أن اطلاق الزعم بأن ( النقاب مجرد عادة لا علاقة له بالدين الإسلامي من قريب أو بعيد ) كلام مهتريء متهافت ليس أسلوب أهل العلم ، وهو بدعة شنيعة في القول وسفاهة في الزعم ، لا يطلقه من يحترم عقله وعلمه ، وأولى بك قبل أن تزج بالمجتمع إلى جهالة و فتنة عمياء أن تراجع الثقات من أهل العلم فيرشدونك للراجح في المسألة قبل فرضها بدون علم.
أيها الشيخ : إن لم تكن الإملاءات السياسية هي مصدر التشريع عندك ، فإني أحيلك إلى اجتهادات أهل الفضل والعلم ، لا سيما مؤخرا بيان أخانا العلامة محمد حسان ، فقد أورد فشفى ، وجمع فأوعى ، فارجع إليه فإن فيه برهان لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
ولا يخفى على طالب ابتدائي أزهري المراتب الخمسة للأحكام ، فإذا سلمنا معه بأن النقاب ليس واجبا أو مندوبا ، فهل ينقلب بقدرة قادر إلى مكروه أو حرام يؤخذ عليه بالنواصيوالأقدام (!!) فأين اذن – أيها الشيخ – مرتبة الإباحة ، وهي بلا ريب أشمخ وأكرم من الإباحية التي تسوق نساء مصر إليها ، فيخرجن سافرات الوجوه ، يكشفن عن مفاتنهن ارضاء لنزوات اخوانك المرتدين من العلمانيين والملحدين ...لقد طعنت حرمات الله بخنجر مسموم ، ما أشبهه بخنجر أبي لؤلؤة المجوسي الذي طعن به الفاروق عمر فأرداه قتيلا.
وهنا يقع السؤال : ما السر الغامض وراء الحرص الدفين على سفور الوجه وكشف مفاتنه ؟ وإن تعجب فعجب هذا الإصرار على خلع النقاب ، ما الغرض الخفي خلفه ؟ وهو إن كان يصدر من أناس جهلاء سفهاء أصحاب أهواء فالأمر مكشوف مفضوح ، أما أن يتحالف شيخ الأزهر مع الذين يتبعون الشهوات ويريدون أن تميلوا ميلا عظيما على خلع النقاب فتلك القاصمة الفاجعة التي روعت المجتمع المصري بكافة طوائفه ، وكذا المجتمعات الحرة من غير المسلمين .
لقدغدوت أسوة سيئة ، وحذا حذوك – في تحريم شعائر الله ومنع النقاب- ضعفاء النفوس ، المتربصون بالدين السوء ، فهاهي الجامعات والمعاهد هرولت لتحقيق مرادك الخبيث ، واعتبرت النقاب جريمة تعاقب عليها الفتيات العفيفات ، والمسئولية كاملة على عاتقك تحمل أوزارا مضاعفة ..قال تعالى ( ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ، ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ، ألا ساء ما يزرون )..وفي صحيح مسلم ( من سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها).
وأسألك بالله – الذي يعلم السر وأخفى - : هل إذا رأيت امرأة في أحد معاهدك ، قد تبرجت أو قصرت في حجابها ، هل تنكر عليها بمثل ما تنكر على من تتقي ربها وتحرص على عفتها من نظرات ذئاب البشر ؟ أم أنك تسارع الخطى وتسابق أبناء الصليب في فرنسا وغيرها في حربهم لشعائر الدين وعفة المسلمين ...لا أدري مع أي الفريقين أنت تحوم؟ وأخشى عليك – والله – أن تصبح فتفجأ بنفسك على قارعة الطريق مع قوم آخرين (مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا) ..أو تكون ممن شملتهم القائمة السوداء في قوله تعالى ( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ ).. فيختم لك مع من ندموا (وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا ).
ورب الكعبةلا يملك أحدنا عينه حزنا حينما يرى على الشاشات فتيات عفيفات يبغين ستر وجوههن من نظرات الفاجرين ، يقفون على أبواب المعاهد والجامعات يبكين وقد أغلقت في وجوههم ، بعد أن طردهن الطنطاوي هذا الباغي الظالم ، ومنعهن من دخولها ..( لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا ، تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا) .
وقبل إصدار هذا البيان نقلت لنا الأخبار حادثة مفجعة ، يتفطر لها القلب ، وتدمع لها العين ، ذاك الاعتداء السافر المهين من المجرمة السفاحة عفاف النجار عميدة كلية الدراسات بالأزهر وهي من جلادين الطنطاوي وتريد أن تقلده فيما أجرم ،فتهجمت على فتاة منقبة هي وحراسها ضربا وشتما وأجبرتها على خلع نقابها على ملأ من الرجال وقامت بتمزيقه وألقته أرضا فصرخت الفتاة " حسبنا الله ونعم الوكيل"....إنها حرب يشعلها الطنطاوي وزبانيته ضد ما تبقى من شعائر الدين ، يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا ، انتقم الله منهم أجمعين...أين حمية أبناء مصر الأزهر ؟ وهل تبقى أزهر لمصر بعد هذا الإسفاف والانحطاط من القائمين عليه ؟
إنهذا البيان المتواضع أقل تعبير عن نصرة حرمات الله ، وهو واجب على كل من رضي بالله ربا ، وأحب الاسلام دينا ، واتخذ محمدا قدوة ورسولا ...ولا يتمادى أمثال هؤلاء في جبروتهم واعتداءهم على حرمات الله إلا بتخاذل الدعاة والمصلحين ، وقد وجب عليهم ألا يكتموا الحق في هذه النوازل بل يصدعوا بحقائقها ويكشفوا ما ورائها وتداعياتها محذرين من خيوط المؤامرة على ما تبقى من شعائر الدين وعفة المسلمين ، لا يخافون في ذلك لومة لائم ...وإنها لمحنة ولا أحمد بن حنبل لها ، يجب التصدي لها بالحجة البالغة وفصل الخطاب .
وقبحالله عمائم حول طنطاوي ، يشاركونه الاثم والخسران ، ويصفقون له على الغي والبهتان ، دون تقديم واجب النصح والبيان( أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا ).
ومما نفخر به في مصرنا ، هذا الموقف الرائع لسعادة اللواء أحمد زكي عابدين محافظ كفر الشيخ الذي انتقد الطنطاوي بشدة ، ورفض قراره الجائر شكلا وموضوعا ، وقال قولته العظيمة ( كان الأولى أن يمنع العري والتبرج بدلا من أن يمنع الحجاب والنقاب ) .
لقد وجب حتما إحالة هذا الظالم المعتديعلى الدين وحرمات المسلمين للمحاكمة ، أسوة – على الأقل – بالدول العظمى التي تحيل كبار ساستها بل ورؤساء حكوماتها للمحاكمة اذا مارسوا فسادا ، وأخلوا بأماناتهم ، لا سيما واقعة اعتدائه الغاشم الأليمعلى الفتاة العفيفة المنقبة وروعها وألزمها – ظلما وعدوانا بغير حق- أن تخلع نقابها ، وسخر من جمالها ،على ملأ من القوم ، وتناقلت وسائل الإعلام الحادث ، حتى أصبح حديث الناس ، مما سبب صدمة نفسية على الفتاة وتغيبت بعدها من المعهد ، وتلك جريمة يعاقب عليها القانون والشرع .. قال عز وجل (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا ، وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا) .
وبعد .. فقد تأكد بكل الاعتبارات والوقائع والأدلة أن الشيخ " طنطاوي " قد جاوز الحدود ،وتخطى الخطوط ، وآذى الله ورسوله والمؤمنين .. و صح في الحديث " إِنَّ أَفْضَلَ الْجِهَادِ كَلِمَةُ حَقٍّ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ " ولا يرتاب أحد من أهل العلم والفضل أنه صاحب سلطة جائرة ، فأرجو أن أكون صاحب الكلمة ، ولئن كان النبي صلى الله عليه وسلم قد استنهض همم المسلمين في التصدي للمعتدين الطاغين ، فقال (مَنْ لِكَعْبِ بْنِ الْأَشْرَفِ فَإِنَّهُ قَدْ آذَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ) فإني أرجو أن أكون أنا هو .
الدكتور الشيخ / أحمد نصر الله صبري - أبو إبراهيم المصري

أستاذ مشارك علم الحديث وعلوم القرآن بالجامعة السلفية – سابقا
رئيس مكتب البحوث والتحقيق والدراسات الاسلامية – حاليا
ت26540613 م0113543266

[email protected]
[email protected]
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
..الدكتور "محمد سيد طنطاوي" يرد على "شيخ الأزهر"...!! МŘ. ali afandi مواضيع عامة 3 05-11-2010 04:50 PM
لماذا غاب هذا الكاتب يوم الهجوم على النبي صلى الله عليه وسلم وحضر يوم الهجوم على الشيخ الشثري؟ همسة ولمسة نور الإسلام - 0 10-22-2009 12:42 PM
شيخ الأزهر بين النقاب والأقصى: لفضيلة الشيخ أبي عبد الله محمد سعيد رسلان حفظه الله Aboabdalah خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية 0 10-10-2009 04:57 PM
رضاع الكبير :::: لشيخنا الدكتور محمد سعيد رسلان حفظه الله تعالى الداعية خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية 7 06-25-2007 04:16 PM


الساعة الآن 10:27 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011