|
مواضيع عامة مواضيع عامة, مقتطفات, معلومات عامه, مواضيع ليس لها قسم معين. |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||
| ||
ظهور العدرا ( نزف قلم : محمد سنجر ) ( حاولت المرور من بين الجموع ، اكتظت الشوارع بالجماهير الغفيرة ، نجحت أخيرا في الوصول إلى باب منزلي ، صعدت السلالم بسرعة ، فتحت باب شقتي ، جرى إلي الأولاد ، قبلتهم ، سألت زوجتي عن سبب هذه الجموع ) قالت : ـ يقولون أن السيدة مريم العذراء ظهرت في بعض الأماكن ، و هؤلاء ينتظرون رؤيتها فوق الكنيسة المجاورة ... قلت : ـ لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم ... ( باغتتني ابنتي ) ـ هل صحيح أن السيدة مريم ظهرت في بعض الأماكن يا أبي ؟ ـ لو أراد الله لها الظهور لظهرت يا بنيتي .... ـ و لكنهم يقولون أنها ظهرت في صورة ضوء و تشكل بها السحاب . ـ السيدة مريم لو أراد الله ظهورها لما ظهرت كسحاب يتبدد ببعض الرياح أو مجرد خيالات و ضوء ، و حاشا لله أن يظهرها في هذه الصورة ، و لكن لو أراد عز و جل لها الظهور ، لظهرت دما و لحما واضحة جلية لا يختلف عليها اثنان ، لو أراد الله لها ذلك لكانت تمشي بين الناس ، هذا ما أعرفه ، ذكرني هذا الموضوع بتجربة مررت بها يوما ، زمــــــــــان عندما كنت صغيرا ، كنت في زيارة عمتي بالقرية ، و كانت القرية تغص في الظلام ، لا كهرباء و لا ماء صالحة للشرب ككل القرى النائية في ذلك الوقت ، و لكن كان هناك مكان واحد على أطراف القرية كان ينبعث منه الضوء ، و عندما سألتهم عن مصدر الضوء ، أخبروني أن اليوم هو مولد ( الشيخ عتمان ) ، و عندما انتهت عمتي من إعداد بعض الحلويات ، طلبت مني الذهاب مع أولادها إلى المولد لتوزيع هذه الحلوى على ضيوف ( الشيخ عتمان ) ، و لأن الشغف كان يبلغ مني مبلغا فلم أعترض ، بل رحبت بهذه الفكرة ، حملنا الأواني فوق رؤوسنا و رحلنا نتخبط متعرجين بين ظلمات طرقات القرية ، نسير في اتجاه الضوء الذي ينير السماء ، أخذت الأصوات تقترب شيئا فشيئا ، و لما وصلنا إلى هناك رقص قلبي فرحا ، الأنوار تملأ المكان ، صوت المزامير و الغناء ينتشر هنا و هناك ، المكان يعج بالكثير و الكثير من البشر ، أخذ أبناء عمتي يتسللون من بين السيقان و أنا أتبعهم ، أخذت أتجول ببصري بين الجماهير ، هذا يأكل ، و هذا يشرب ، و هؤلاء الصبية الذين التفوا حول ( الأراجوز ) على اليمين ، و هذا الرجل الذي يتبارى مع من حوله في حمل الأثقال ، فرقعة جعلتني التفت ناحيتها ، وجدت بعض الناس يلتفون حول رجل يحمل بندقية يصوبوها ناحية صفوف معلقة من (البمب) ، ولجنا إلى اليسار و إذا ببعض الرجال الذين التفوا على شكل نصف دائرة يتمايلون ذات اليمين و اليسار ، على رأسهم وقف رجل يغني من خلال مكبر صوت ، بينما وقف إلى جواره رجل يعزف الناي ، أخذت الناس يصفقون و يرددون من خلفه في صوت واحد ) ـ الله ، حي ، الله ، حي ، مـــــــــدد ، مــــــــدد ، الله ، حي ، الله .... ( أفقت على وكزة ، صرخ ابن عمتي الأكبر ) ـ هيا ، ألم نحذرك من التلكؤ ؟ هيا معنا و لا تتركنا ثانية ، لقد كدنا أن نضيعك ، هيا .... ( جريت أتبعهم حتى وصلنا إلى المكان المنشود ، وجدت زوج عمتي يجلس إلى طاولة ، تناول منا الأواني و وضعها على الطاولة ، عندها تجمع الناس من كل صوب يتناولون الحلوى ، جذبني ابن عمتي من بين الناس و قال لي ) ـ هيا لتأخذ البركة ... ـ أية بركة ؟ ـ رؤية رسول الله و أبا بكر بعينك ... ـ عليه الصلاة و السلام ؟ معقول ؟ ـ نعم ، فسيدي الشيخ عتمان رجل مبروك ، كلما هل علينا يوم مولده نرى سيدنا النبي و سيدنا أبو بكر داخل المقام . ـ لا ، لا ،غير معقول إنها خرافات . ( وضع ابن عمتي كفه على فمي يغلقه ، أخذ يهزني ) ـ إياك أن تقول هذا ، لو سمعك أحدهم لقتلوك .... ـ و لكنني لا أؤمن بهذه ال .... ( قاطعني ) ـ هيا و سترى بعينك . ( ذهبنا إلى المقام ، اصطففنا خلف الناس الذين يحاولون دخول المقام ، وقفت أتأمل المكان ، مجرد غرفة صغيرة يعلوها قبة مزخرفة ببعض الزخارف الإسلامية الملونة ، لها باب خشبي منقوش ، وقف عليه ممسكا بمقبضه رجل ضخم الجثة ، و لما اقتربنا من الباب ، صرخ في وجهنا ) ـ إلى أين ؟ ( أخرج ابن عمتي من جيبه شيئا وضعه في يد الرجل ) ـ نريد أن نأخذ بركة الشيخ عتمان و نرى رسول الله و أبا بكر ... ـ هيا ادخلوا و لا تتأخروا بالداخل ، هيا . ( دخلنا إلى الغرفة الصغيرة برفقة بعض الناس ، لمحت على وقع شعاع الضوء المتسلل من الباب قبرا يتوسط الغرفة ، محاطا بسياج حديدي ، أغلق الرجل الباب خلفنا ، و إذا بظلام دامس يلف المكان ، همست ) ـ كيف سنرى في هذا الظلام ؟ ( و إذا بصوت ينهرني ) ـ هشششششش . ( غاص المكان بصمت رهيب ، عيوننا معلقة فوق الحائط ، و إذا بخيالات تظهر أمامنا ، همس أحد الرجال ) ـ بركاتك يا شيخ عتمان ، بركاتك ، اللهم صل عليك يا نبي ... ( عندها بدأت صورة الأشخاص فوق الحائط تضح أكثر فأكثر ، رأيتهم بالفعل ، عقدت لساني المفاجأة ، نعم هاهم يتحركون هنا و هناك ، أخذ الرجل يصف لنا ما نراه ) ـ هذا هو حبيبيكم النبي (صلى الله عليه و سلم) إلى اليمين هناك .. ( عندها رأيته ( صلى الله عليه و سلم ) نعم رأيته ، أخذنا نردد ) ـ اللهم صل عليك يا نبي ، اللهم صل عليك يا حبيبي يا رسول الله .... ( أكمل الرجل وصفه ) ـ و هذا أبو بكر الصديق رضوان الله عليه ... ـ رضي الله عنه و أرضاه ، و لكن من هذه التي تسير بجوارهم ؟ ـ هذه السيدة عائشة رضي الله عنها أيها الأبله ... ـ نعم ، نعم ، و الله إنها السيدة عائشة ... ( لا أدري ما الذي جعلني أطير بالذاكرة إلى المدرسة ، وجدت هناك الأستاذ فكري مدرس العلوم ، التففنا حوله ، و عندما وضع الشمعة المشتعلة أمام صندوق مغلق به ثقب صغير ، رأينا كيف أن هذا الثقب كان كالعدسة التي جعلت لهب الشمعة يظهر على جدران الصندوق الداخلية ، نعم ، نعم ، نحن داخل الصندوق ، و هؤلاء الناس بالخارج هم الشموع لأن الضوء يسقط عليهم ، و ثقب المفتاح هو العدسة ، و هذه التخيلات التي نراها انعكاس لصورة الناس بالخارج ، لا حول و لا قوة إلا بالله ، و لكن كيف سأتصرف ؟ لو قلت لأحدهم هذا الكلام فربما لا تشرق الشمس على وجهي ثانية أبدا ، تحركت خلسة إلى أمام الباب حتى اختفت الخيالات من فوق الحائط ، عندها انطلقت همهمات الحزن ، أخذ الناس يندبون حظهم ، عندها صرخت فيهم ) ـ لابد أن فيكم أحد العصاة ، نعم ، هذا المجرم هو الذي حجب عنا رؤية رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) و رؤية الصحابة ( رضوان الله عليهم ) توبوا إلى الله ، استغفروا الله .... ( أخذ الناس يرددون حولي ) ـ استغفر الله العظيم ، استغفر الله العظيم ... ( قلت في ثقة ) ـ لا عليكم ، لا عليكم ، سأدعو الله الآن ليظهر لكم رسول الله ثانية ... ( أخذت أهمس بالدعوات ، ثم قلت و أنا أبتعد من أمام الباب ) ـ ها هو رسول الله يظهر لكم ثانية . ( عندها ظهرت الخيالات مرة أخرى ، عندها هلل الناس و كبروا ) ـ الله أكبر ، الله أكبر ... ( صرخ أحد الرجال ) ـ لا يخدعنكم هذا الصبي ، فليست دعواته هي سبب الظهور ... ( عندها صرخت فيه ) ـ كرامة لكلامك هذا سأحرمكم من الرؤية .... ( تحركت أمام الباب ثانية ، عندها اختفت الخيالات ، هاج الناس ، قلت لهم ) ـ و لكنني من أجل عيونكم أنتم سأعيدها ثانية هكذا ... ( تحركت بعيدا ، فظهرت الخيالات ، عندها صرخت فيهم ) ـ فوقوا يا عالم يا هوه ، استيقظوا من هذا الهراء ، هذه الخيالات ما هي إلا انعكاس الضوء في الخارج ، و ها هو إصبعي الصغير هذا يمكنه أن يحرمكم من رؤية هذه الخيالات ، هكذا ... ( وضعت إصبعي فوق فتحة المفتاح ، فاختفت الخيالات من فوق الحائط ) ـ و لو أبعدت إصبعي هكذا ، ستظهر الخيالات .. ( عندها صرخ أحدهم ) ـ الله أكبر ، هذا الولد مبروك يا ناس ، الله أكبر ( هلل الناس و كبروا ) ـ الله أكبر ، الله أكبر ... ( حملوني فوق أعناقهم ، حاولت إثنائهم عما يفعلونه ، أخذت أصرخ فيهم ) ـ يا عالم يا هوه ، حرام عليكم ، أقول لكم إنها مجرد خرافات ، ( ضاعت صرخاتي أدراج الرياح ، أخذوا يصرخون ) ـ المبروك أهوه ، المبروك أهوه ... ( خرجوا بي إلى الساحة ، حاولت النزول من فوق أكتافهم ، و لا فائدة ، التفت الجموع من حولي ، سرت إشاعة البركات التي خلعوها علي انتشار النار في الهشيم ، أخذ المريدين يحاولون تقبيل أي شيء مني تطوله شفاههم ، أخذوا يحاولون لمسي و مسح وجوههم و أجسامهم ، و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم ، و حسبي الله و نعم الوكيل ) |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
ذهب مع الريح ( نزف قلم : محمد سنجر ) | محمد سنجر | قصص قصيرة | 2 | 12-11-2009 06:20 PM |
بلال لال ( نزف قلم : محمد سنجر ) | محمد سنجر | نور الإسلام - | 0 | 11-05-2009 11:46 PM |
ضد التيار ( نزف قلم : محمد سنجر ) | محمد سنجر | مواضيع عامة | 8 | 10-22-2009 08:40 AM |
سكن الليل ( نزف قلب : محمد سنجر ) | محمد سنجر | مواضيع عامة | 0 | 01-01-2009 01:10 PM |