![]() |
|
خواطر أعجبتني خواطر اعجبتك واحببت أن تنقلها إلينا من شبكة الانترنت |
![]() |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#36
| ||
| ||
|
#37
| ||
| ||
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ :77: :77: :77: :77: :77: :77: |
#38
| ||
| ||
عمدة كفر البلاص ( 21 ) ( تبدلت بيوت كفر البلاص الطينية قصورا ، كل قصر يقف أمام بابه أكثر من سيارة فارهة ، تبارى أهالي القرية في فخامة القصور و السيارات ، كل منهم يحاول التميز عن الآخرين ، في مكان فسيح على أطراف القرية ، يبدو عليه أنه أعد خصيصا للمباريات ، أقيم حول المكان بعض المصاطب في صورة مدرجات حجرية للمشاهدة ، بدء بعض الأهالي يتوافدون ، كل منهم يجلس داخل هودج مفروش بفراش حريري محشو بريش النعام ، مطرز بخيوط ذهبية بأبهى الزخارف الملونة ، يتكئون على الوسائد اللينة ، كل هودج يحمله أربعة رجال أشداء من ذوي البشرة السمراء ، عرايا الصدر و البطن ، ما إن وصلوا إلى المكان حتى وضع الحمالون كل هودج فوق إحدى المصاطب الحجرية ، يرفع أحد الحمالين طرفي الستائر الحريرية الشفافة المثبتة في جوانب الهودج ، يخرج الآخر مروحة من ريش النعام يحركها لأعلى و أسفل لتحريك الهواء ، أشار الرجل الجالس داخل هودجه لأحد الحمالين ليقترب منه ، حدثه بصوت واهن ) ـ خدني جنب سيدك توفيق . ( رفع الحمالون الهودج ، لاصقوه بجوار آخر ، عندها رحب به توفيق الذي يجلس داخل هودجه ) ـ يا أهلا و سهلا ، عامل إيه ؟ ـ زي ما أنته شايف . ـ انته جبت منين العبيد البيض دول ؟ ـ و غلاوتك لسه جايبهم من أوروبا امبارح ، طلبتهم من شركة ع النت امبارح الصبح ، لقيتهم واصلين بالليل . ـ طب ما تبقى تجيب لي زيهم . ـ من عيني حاضر ، بس لو أنا منك تاخد الصيني أحسن . ـ إشمعنى ؟؟؟ ـ الصيني ها يبقى شكله جديد ، عينين ضيقة و كلهم ها يبقوا شبه بعض ، و بعدين كلهم مقاس واحد ، غير كده بيلعبوا كراتيه و يعملوا أكروبات ، و أندومي كمان ، يعني فول أوبشن . ـ خلاص شوف لي الصيني . ( ينادي توفيق ) ـ هات اللاب توب يا وله . ( يحضر أحد الحمالين له جهاز الكمبيوتر المحمول ، يقوم توفيق بالعبث بالمفاتيح ) ـ خلاص يا ريس ، الليلة يكونوا عندك وحياتك . ـ خلاص كده ؟ ـ طبعا ، شوفت العربية الجديدة بتاعتي ؟ ـ لا . ـ فيه شركة أجنبية بعت لها تعمل لي عربية مخصوص ، هاند ميد يعني .. ـ يعني إيه ؟ مش فاهم . ـ صانعينها لي مخصوص على إيديهم ، بتشتغل بالطاقة الشمسية ، و فيها أوضة نوم و أوضة سفرة و حمامين و مطبخ ، حاجة كده على ما قسم . ـ الله عليك ، و النبي تقول لهم يعملوا لي واحدة أني كمان . ـ حاضر ، بس هو أني كل ما أعمل حاجة تقولي اعملي زيها ؟ ـ من جاور السعيد يسعد ، و بعدين انته مش صاحبي ؟ يبقى لازم تساعدني برضك ، أمال ها أطلب م الغرب يعني . ـ ماشي يا سيدي ، و لا يهمك . ـ هو الماتش ها يبدأ أمتى ؟ ـ أهم وصلوا أهم . ( أتي بعض الرجال من ذوي البشرة السمراء ، كل منهم يحمل سلحفاة كبيرة كتب على ظهر كل منها رقما ملونا ، عندها بدأ المذيع الداخلي للساحة بالتعليق على المباراة ) ـ سيداتي سادتي ، ستبدأ بعد قليل المباراة النهائية بين السلاحف التي وصلت لهذه المرحلة ، و أحب أن أذكركم أن أكثر من ثلاث مائة سلحفاة قد اشتركت في هذه المسابقة ، لم ينجح غير أربع سلاحف في الوصول لهذه المرحلة النهائية ، سلحفة أبو اسماعين في الحارة رقم واحد ... ( يصفق الحمالون ) ـ و سلحفة توفيق أبو شقفة في الحارة رقم اتنين ... ـ سقف جامد يا وله دي بتاعتي .. ( يصفق الحمالون بقوة ) ـ و سلحفة إبراهيم أبو عطية في الحارة رقم تلاتة .. ( تصفيق ) ـ و أما سلحفة التهامي أبو خميس في الحارة رقم أربعة ، ( وضع الرجال السلاحف على خط البداية المرسوم فوق الأرض ، انبطح كل منهم خلف سلحفاته يحفزها ، أشار أحدهم برايته الشطرنجية فبدأ السباق ، بدأت السلاحف تتحرك داخل الحارات التي أعدت لكل منهم ، بدأ كل من الرجال المنبطحين خلف السلاحف يزحف صارخا لتحفيزها ، في هذه الأثناء تتوافد بعض الجواري ، يحملن على رؤوسهن ما لذ و طاب من الطعام و الشراب ، تذهب كل منهن لتضع الطعام و الشراب الذي تحمله أمام سيدها داخل هودجه ، أخذ الجميع يشاهدون المباراة بينما يتناولون طعامهم و شرابهم ، بعد قليل أتت بعض الجواري ، تحمل كل منهن أرجيلة كبيرة تفوح منها رائحة الحشيش ، تضعها أمام سيدها ، ما هي إلا ساعات قليلة حتى كادت السلاحف أن تصل لخط النهاية ، عندها زاد التصفيق و التهليل ، عندها تعالى صوت المذيع محفزا ) ـ ها هي سلحفة السيد توفيق أبو شقفة تحاول التقدم إلى خط النهاية ، و نرى أيضا سلحفة السيد التهامي أبو خميس تحاول و تحاول ، الله عليكم ، إيه الحلاوة دي ؟ ما هي إلا كام شبر و تصل ، إنها تبذل مجهودا غير عادي ، إنها من النوع النادر ، فعلا ، الغالي تمنه فيه ، الله عليها ، هيا هيا ، فاضل ع الحلو دقة ، لا تقول لي استراليا و لا اليابان ، سلحفة توفيق أبو شقفة هي اللي ها تفوز بالمهرجان ، الله ، الله ، الله ، يلا ، يلا ، يلا ، هيـــــــــه ، الله أكبر ، لقد وصلت فعلا لخط النهاية ... ( تهليل و تصفيق ، يتقافز الحمالون فرحا ، يقبلون بعضهم البعض ) ـ ها هي سلحفة السيد توفيق أبو شقفة تفوز بالمركز الأول ، مبروك ، ألف مبروك ، سلحفة السيد التهامي أبو خميس في المركز التاني ، و سلحفة أبو اسماعين في المركز التالت ، مبروووووك للفائزين ، ألف مبرووووووك .. ( عندها يحمل الحمالون السلحفاة ، يأخذونها إلى هودج توفيق ، يقبلها ، يأخذها أحد الحمالين و يرحل ، رجل يحمل كاميرا تلفزيونية ، بصحبته فتاة شقراء ، يتوجهون إلى هودج توفيق ، تسأله الفتاة بينما يقوم الرجل بالتصوير ) ـ مبروك يا سيد توفيك ، ألف مبروك .. ـ الله يبارك فيك ، شكرا . ـ هل لنا أن نعرف سر هذا التفوك للسلحفاة التي تخصكم ؟ ـ فيه ناس كتير بتسألني السؤال ده ، و طبعا أحب أجاوب عليه من خلال شاشة تليفزيون كفر البلاص ، يا جماعة الفوز ده مش جاي من فراغ ، ده أني صارف عليها كتير و الله ، أولا السلحفة دي من النوع النادر اللي مش موجود زيه في أي مكان في العالم ، ده أنا جايبها من أدغال استراليا ، دي بتاكل خص ورور أمريكي ، بيجي مخصوص كل يوم بطيارة خاصة ، غير كده جايب لها مدربين متخصصين في النوع ده بالذات من هولندا ، ده بقى غير الدكاترة اللي جايبهم لها من انجلترا ، السلحفة بالذات كل ما تراعيها و تدلعها كل ما تديك . ـ شكرا على هذا الحديث الحصري لتلفزيون كفر البلاص و في النهاية تحب تسمع أغنية إيه ؟ ـ بأحب أسمع فنان كفر البلاص المحبوب ، الكوارشي ، في أغنيته المشهورة ، دلعنا أكتر دلعنا . ( يتبع ) |
#39
| ||
| ||
عمدة كفر البلاص ( 22 ) ( مركبة عسكرية تقف أمام قصر شيخ الخفر ، ينزل قائد المركبة من ذوي البشرة البيضاء مرتديا زيه العسكري الأنيق ، يسرع إلى باب المركبة الخلفي ، يفتحه و ينحني ، ينزل من المركبة الخفير ( التوابتي ) في زيه العسكري الأنيق و قد وضع نظارته الشمسية على عينيه ، يرفع الجندي يده مؤيدا التحية العسكرية و ضاربا الأرض بقدمه صارخا ) ـ عاش الطاهر . ( يرد له التوابتي التحية بإشارة ( هتلرية ) بيده ) ـ عاش ، عاش ، عاش . ( يتجه إلى باب القصر ، عندها يقوم الجنود الواقفون أمام الباب بإلقاء التحية ) ـ عاش الطاهر . ـ عاش ، عاش ، عاش . ( تعزف الموسيقى العسكرية ، يصحب التوابتي جنديان إلى داخل القصر ، يدبون الأرض بأقدامهم على إيقاع الموسيقى ، يتجهون إلى باب داخلي يقف عليه بعض الجنود ، يؤدون التحية و يصحبون التوابتي إلى باب داخلي آخر ، و أخيرا ينفتح باب قاعة الاجتماعات ، يدخل التوابتي بينما يقف الجنود خارج الباب ، قاعة كبيرة مؤثثة بأفخم الأثاث الأجنبي ، في واجهة القاعة مثبت خريطة كبيرة لكفر البلاص بحجم الحائط ، يجلس شيخ الغفر أمامها على مكتب كبير فخم ، يؤدي التوابتي التحية العسكرية رافعا يده يصرخ ) ـ عاش الطاهر ، عاش ، عاش ، عاش . ( عندها يضحك شيخ الغفر ) ـ أنت ها تعمل الشويتين دول عليا أنا كمان يا توابتي ؟ ـ عفوا جناب شيخ الغفر . ـ طب اقعد لنا في حته ناشفة الله يخليك . ـ أمرك يا افندم . ( يجلس التوابتي على أحد الكراسي بعيدا ،عندها يصرخ فيه شيخ الغفر ) ـ تعالى اقعد جنبي يا وله ، إحنا ها نتكلم من بعيد لبعيد كده ؟ ـ ما يصحش يا جناب شيخ الغفر . ـ لأ يصح ، تعالى بس قرب ، أني اللي بأقولك ، تعالى تعالى . ( يقترب التوابتي و يجلس ) ـ هيه ، إيه آخر الأخبار يا وله ؟ ـ الكفر كله بيبوس إيدك يا زعيم ، دول ما لهمش سيرة غير سيرة سعادتك، كلهم بيدعوا لك . ـ على العموم أنا شايف الكفر كله من الشاشات اللي قدامي أهو ، شايف ؟ مركبين لي كاميرا في كل حارة من حواري الكفر و بالألوان كمان ، و بتابع الكفر كله من هنا من مكتبي ، إيه رأيك يا وله ؟ ـ اللهم صلي على النبي ، لا تقول لي أوروبا و لا اليابان ، ربنا يزيدك من نعيمه ، بس فيه حاجة كده كنت عاوز أكلمك فيها . ـ خير ؟ ـ عمدة زعيبل و عمدة كفر أبو حطب كانوا عاوزين يتشرفوا بمقابلة فخامتك . ـ أيوه ما أنا شايفهم واقفين على الأسلاك من بدري ، خير ؟ هي المعونة مش بتوصل لهم كل أول شهر ؟ ـ أيوة طبعا ، بس الأهالي هناك عاملين مظاهرات و بيطالبوا إنك تضم بلدهم لدولة كفر البلاص ، و أهي تبقى كفر البلاص الكبير . ـ هي المشرحة ناقصة قتلى ؟ و دول أضمهم أعمل بيهم إيه إن شاء الله ؟ ـ أهو برضك يبقوا عزوة ، و أهي البلد تكبر و تعدادها يزيد ... ـ و مين اللي يخدمنا و يخدم أهالي كفر البلاص ؟ ـ ما إحنا بنجيب خدم من بلاد بره . ـ جيرانا أولى بينا ، مش الجار أولى برضه ؟ و بعدين إيه اللي ها ينوبنا لما البلد تكبر و لا تزيد ؟ دي الفتافيت اللي بناخدها يا دوبك مكفيانا بالعافية ، طب تصدق بإيه و لا ليك علي حلفان ؟؟؟؟ ـ لا إله إلا الله . ـ كنت عاوز أعمل الكفر زي ( فيينا ) ما آني عارف . ـ زي فيينا إزاي يعني لا مؤاخذة ؟ ـ يعني بيوت الكفر كلتها تبقى عايمة في المية ، يعني الكفر كلاته ها يبقى عبارة عن حمام سباحة كبير ، بص التخطيط اللي جيباهولي جاكلين ، ( يشير إلى مجسم صغير موضوع أمامهم على الطاولة ) شوف بقى حمام سباحة كبير زي ده ، ها ياخد ميه معدنية قد إيه ، ده غير السمك الملون اللي ها يتحط فيه ، و غير الفلاتر و الأنوار و التجهيزات... ـ يا حلاوة يا ولاد ، و ها يعبوه كله مية معدنية ؟ ـ أمال ها نملاه من مية الترعة اللي كلها بلهارسيا ؟ ده كفاية بس إن ما حدش في الكفر ها يمشي على رجليه ، يعني عشان تجيني تركب اليخت بتاعك كده زي الباشا م القصر بتاعك لغاية القصر بتاعي ، يعني لا هيبقى فيه لا عفرة و لا تراب و لا قرف .... ـ طب المزارع و الأراضي ؟ ـ مزارع إيه و أراضي إيه يا دغف ؟ و هو حد فاضي يزرع و يقلع ؟ اللي احنا عاوزينه بنجيبه بفلوسنا ، حتى لو لبن العصفور ، و بعدين بأقول لك كفر البلاص ها تبقى حتة من الجنة ، بس شوف انته بقى ، موضوع زي ده عشان ننفذه محتاج فلوس قد إيه ، تقوم تقول لي كفر أبو حطب و ابو زعيبل ؟ مش لما نبقى نشوف نفسنا الأول ؟ و بعدين همه عاوزين إيه أكتر م اللي بيروح لهم كل أول شهر ؟ هي نهيبة و إلا نهيبة ؟ ـ على رأيك ، بس أني حبيت أقول لك على اللي بيحصل حوالينا .... ـ سيبك منهم ، المهم دلوقتي ، أهل بلدنا بيقولوا إيه ؟أصل بعيد عنك البهايم اللي ركبوا لي الكاميرات خلوها صورة بس من غير صوت ، و بقى لي شهر ما خرجتش م القصر . ـ إيوه صحيح ، افتكرت ، الغفر كانوا بيسألوا عليك ، هو انته كنت تعبان و إلا حاجة لا سمح الله ؟ ـ و لا تعبان و لا حاجة ، بس البت جاكلين جابت لي لعبة جديدة هدية ، بس إيه يا وله ، حاجة و لا في الأحلام ... ـ لعبة إيه دي ؟ ـ نضارة كده تلبسها على عينيك ، بس إيه ، تلاقي نفسك في دنيا غير الدنيا ، تحس إنك في عالم تاني خالص ، بالصوت و الصورة ، يعني ممكن تروح بالنضارة دي المريخ أو تنزل على سطح القمر ، و تلاقي نفسك و كأنك جوه صاروخ بالظبط ، لأ و تطير بيه كمان و تنزل على سطح المريخ ، و هناك بقى تلاقي سكان المريخ ، بس أول ما بيشوفوك بيطلعوا يجروا وراك ، و انته طبعا بتهرب منهم ، و طبعا بيبقى معاك أسلحة و تقعد تحاربهم و تموتهم ، بأقول لك حاجة و لا في الأحلام ... ـ يا حلاوة يا ولاد ، طب أنا عاوز ألعبها شوية الله يخليك . ـ و ده وقته ؟ ـ الله يخليك يا حضرة شيخ الغفر . ـ إنته ها تشبط زي العيال ؟ ـ عشان خاطري ، هو أني ما ليش خاطر عندك ؟ ـ حاضر ، حاضر ، بس لما تيجي فرصة كده أبقى أخليك تلعب بيها شوية ، خلينا في المهم دلوقتي ، ما تعرفش أخبار الواد حسان أبو شوشة إيه ؟ ـ سيب فخامتك منه ، ده واد أهبل ، قال إيه لا راضي يسكن في القصر بتاعه و لا عاوز ياخد راتب زي بقية خلق الله ، و قاعد يزرع و يفلح في أرضه زي زمان ، ده مش وش تطور ، ده وش تدهور ، الدنيا كلها بتتقدم لقدام و ده بيرجع لورا . ـ على العموم سيبوه براحته ، ما حدش يضايقه أنا بأقولك أهوه . ـ هو حر ، و الله اللي بيشيل قربة مخرومة بتخر عليه ، و إحنا مالنا ؟ ـ ما فيش أخبار عن أبوك العمدة يا وله ؟ ـ من ساعة ما بنوا المستشفى الجديد و خدوه هناك و هو في الإنعاش . ـ ربنا يقومه بالسلامة . ـ يقوم مين بالسلامة ؟ بأقول لجنابك في الإنعاش ، عارف جنابك سموها إنعاش ليه ؟ ـ ليه يا فالح ؟ ـ عشان اللي بيدخلها ـ إن عاش ـ إبقى تعالى تف في وشي . ـ الملافظ سعد يا وله . ـ و هوه أني قلت حاجة غلط ؟ ما هي اللي اسمها كده ، و بعدين ده عايش بالخراطيم ، و لا داري عن الدنيا أيتها حاجة . ـ ربنا يكون في عونه ، على العموم إبقى وصيهم ياخدوا بالهم منه يا وله ، ده مهما كان برضه عمدتنا . ـ كفر البلاص بقت دولة العالم كله بيتكلم عنها دلوقتي ، مش حتة كفر ماحدش يدرى عنها ، على العموم ها أبقى أنبه عليهم حاضر ، تأمرني بحاجة تانية فخامتك ؟ ـ ما تقعد ، رايح فين ؟ ـ عاوز استأذن عشان مراتي متفقة مع شركة من استراليا ها تعمل لها حمام سباحة ألفرانكا سخن و بارد في الحوش بتاع القصر ، و زمانهم جايين دلوقتي ، تحب أخلي الشركة تعمل لك واحد ؟ ـ و ها أحتاج حمام سباحة ليه بقى و البلد كلتها ها تبقى حمام سباحة ؟ ( يهمس التوابتي ) ـ موت يا حمار . ـ بتبرطم بتقول حاجة يا وله ؟ ـ بأقول سلام عليكم . ـ و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ، ما تقعد تتغدى معايا . ـ الله يخليك ، دايما عامر ، ده اني لسه ضارب لي خمسة كنتاكي و عشرة كاكولا من شوية ، سلام عليكم . ـ و عليكم السلام ، ألف سلامة . ( يتبع ) |
#40
| ||
| ||
عمدة كفر البلاص ( 23 ) ( دخل ( التوابتي ) على شيخ الخفر يصرخ ) ـ إلحق يا شيخ الغفر ، مصيبة و حطت على راسنا كلنا ... ـ مصيبة إيه يا وله اتكلم . ـ العمدة فاق م البنج .... ـ عمدة مين يا وله ؟ ـ هو فيه غيره ؟ عمدة كفر البلاص طبعا ... ـ حصل إمتى الكلام ده يا وله ؟ ـ أني لسه جاي من عنده دلوقتي حالا ... ـ معقولة ؟ مش ممكن ، أمال إيه اللي كان بيقوله الدكتور ده ؟ ـ أني عارف بقى ، ده الغريبة كمان إنه مش فاق و بس ، ده بيتكلم و بيحرك إيديه كمان ... ـ طب هم يلا بينا ع المستشفى يا وله . ( خرج شيخ الخفر و التوابتي مسرعين ) ........... ( في غرفة الإنعاش بالمستشفى جلس العمدة على سريره ، و جلس عبد الجبار إلى جواره يطعمه ، يدخل شيخ الخفر و التوابتي ، يصيح شيخ الخفر ) ـ الله أكبر ، اللهم صلي ع النبي ، حمد الله على سلامتك يا أبا العمدة ، ألف حمد الله على السلامة ... ( نظر العمدة إلى شيخ الخفر و ابتسم ، قال بصوت واهن ) ـ الله يسلمك يا طاهر . ( يكلم التوابتي نفسه ) ـ طاهر كده حاف ؟ ( يقاطعه العمدة ) ـ إزيك يا توابتي ؟ ـ أهلا و سهلا يا حضرة العمدة ، حمد الله على سلامتك ، دي إيه الغيبة الطويلة دي ؟ ـ غيبة إيه ؟ ( يضرب شيخ الخفر التوابتي على رأسه ) ـ بس يا بجم ، لا مؤاخذة يا أبا العمدة ، أصله طول عمره أهبل ، بيحدف كلام زي الدبش ، ( يوجه كلامه للتوابتي ) مش مراتك كانت بتنادي عليك يا توابتي ؟ روح شوفها عايزة إيه و خد عبد الجبار معاك يمشي رجله حبة . ( أخذ شيخ الخفر إناء الطعام من بين يدي عبد الجبار ، أشار للتوابتي بعينه ، عندها قال التوابتي ) ـ إيوة إيوة صحيح تعالى معايا يا عبد الجبار ، كنت عاوزك في كلمتين ... ( يخرج عبد الجبار بصحبة التوابتي ، بينما جلس شيخ الخفر بجوار العمدة يطعمه ، تساءل العمدة ) ـ هو إيه اللي جرى يا وله ؟ و إيه اللي جابني المستشفى الأوبهة دي ؟ و بعدين إيه اللبس الألاجة اللي أنته لابسه ده ؟ ـ أصل حضرتك كنت بعافية شوية يا أبا العمدة ، و كنت لا مؤاخذة غايب عن الدنيا حبتين ، بس الحمد لله أديك قمت أهو بالسلامة ، الدكاترة لسه مطمنيني عليك دلوقتي حالا . ـ هو أنا نمت كتير و إلا إيه ؟ ـ يعني قول كده نمت لك بتاع خمس ست شهور تقريبا . ـ خمس ست شهور ؟ معقولة ؟ ـ بس أديك أهوه زي الحصان ، حمد الله على السلامة . ـ الله يسلمك يا طاهر ، طمني ، أخبار البلد و أهل البلد إيه ؟ ـ و الله يا أبا العمدة ، اللي حصل ف الست شهور دول يتحكوا في ست سنين ... ـ ليه ؟ إيه اللي جرى ؟ ـ بعد ما حصل اللي حصل لك ده ، مسكت أنا البلد بالنيابة عنك ، بس الله وكيل ، ما كنتش أعمل أيتها حاجة إلا بالمشورة ، زي ما انته علمتني بالظبط . ـ أصيل و ابن أصول يا طاهر ، نظرتي فيك ما تخيبش أبدا . ـ الله يخليك لينا يا أبا العمدة ، المهم يا سيدي ما أطولش عليك ، في يوم م الأيام كنت جايب عمال يدقوا طرمبة للجامع ، و تخيل طلع لينا إيه ؟ ـ أكيد مية موعين ... ـ لأ و الله العظيم ما حصل ، ده إحنا بصينا لقينا طالع لينا بترول يا عمدة . ـ بترول ؟ بتتكلم جد ؟ ـ إيوة و كتاب الله المجيد ، بترول ، كفر البلاص طلعت عايمة على بير بترول يا أبا العمدة ، و زي ما أنته شايف كده ، كل حاجة اتغيرت في الكفر ، يعني تصدق انته إن المستشفى اللي أنته نايم فيها دي في كفر البلاص ؟ ـ يعني إحنا دلوقتي في الكفر يا وله مش في البندر ؟ ـ بندر إيه يا أبا العمدة ؟ و هي البندر برضه فيها مستشفى بالحلاوة و العظمة دي ؟ ـ عاوز تقول إن الدكاترة و التمرجية البيض اللي شعرهم أصفر دول موجودين عندنا في الكفر ؟ ـ إيوة و الله العظيم في الكفر ، ده انته لو قمت و شفت الكفر م الشباك دلوقتي مش ها تعرفها .... ـ سندني يا وله لما أقوم ... ـ لا يا أبا العمدة ، الدكاترة منبهين إنك لسه لك يومين تلاتة على ما تقدر تقوم م السرير ، معلش فات الكتير ما بقى إلا القليل ، بس اني ممكن أوريك كل حاجة و انته نايم مكانك . ـ دي فزورة دي و إلا إيه يا وله ؟ ـ و لا فزورة و لا حاجة يا أبا العمدة ، شايف التليفزيون دهوه ؟ ـ ماله ؟ ـ دلوقتي حالا أتصل لك على الشركة الأجنبية و هي تيجي توصلهولك على الكاميرات اللي أني موزعها في الكفر ، و ها تشوف بنفسك الكفر كلاته قدامك و بالألوان كمان . ـ شركة أجنبية إيه دي راخرة ؟ ـ ما هو آني اتفقت مع شركة أجنبية عشان تيجي تطلع لينا البترول ، و زي ما انته شايف هي اللي جت و قلبت حال البلد بالشكل ده . ـ اللهم صلي على النبي ، و الشركة دي جبتوها إزاي ؟ ـ ما هو إحنا بعد ما لقينا البترول طالع م المواسير بتاع الطرمبة ، يا دوبك ما فاتش ساعتين تلاتة إلا و لقينا الشركة الأجنبية دي ما تعرفش شمت خبر إزاي و لقيناهم فوق راسنا ، و طبعا انته كنت بعافية و مش داري عن الدنيا ، فاتفقت أنا معاهم إنهم يطلعوا لنا البترول و يشتروه مننا كمان ، مش بس كده ، دول جابوا لنا عمال و عربيات و معدات و بنوا لنا بيوت و أسواق ، و اللي زاد و غطى ، جابوا لنا دبابات و صواريخ و عساكر من عندهم كمان ..... ـ دبابات و صواريخ و عساكر ؟ ليه إن شاء الله ؟ ـ عشان يحرسوا البلد . ـ يحرسوا البلد ؟ ليه و الغفر راحوا فين ؟ ـ غفر مين يا عمدة ؟ الغفر دول كبيرهم يلعبوا في مناخيرهم و همه برضه شوية الغفر دول كانوا ها يقدروا يحرسوا البترول ده كله ؟ و بعدين بلدنا صغيرة زي ما انته عارف يا أبا العمدة ، و بعد ما طلع عندنا بترول ممكن قوي كل اللي حوالينا يطمعوا فينا ، ده كفاية بس لما يشموا خبر بالفلوس المتلتلة اللي بناخدها تمن البترول ؟ ـ فلوس متلتلة ؟ ـ أمال إيه ياعمدة ، دي ملايين ، ملايين ما تتعدش يا عمدة ، و عشان كده لما عرضوا عليا إنهم يحمونا ، الصراحة كده ما كدبتش خبر . ـ طب و الملايين دي كلها بتخبوها فين ؟ ـ لا ما تخافش عليا ، ما هو اني اتفقت مع الشركة إنها تحطهم بإسمنا في بنوك سويسرا .... ـ بنوك سويسرا ؟ ـ أمال ها نسيب ملايين زي دي كده هنا في كفر البلاص ؟ ـ طب و أخبار أهل البلد إيه ؟ ـ أهل البلد زي الفل ، واكلين شاربين قاعدين نايمين في العسل ، واخدين حقهم تالت و متلت . ( تدخل الممرضة الأجنبية ، تحمل في كل يد كوبا بلاستيكيا ، تتكلم العربية بلكنة أجنبية ) ـ بليز ، ده وكت الدوا يا أومدة . ( تناول العمدة أحد الكوبين و الذي يوجد به بعض أقراص الدواء ، يصب ما به في كفه و يضعها في فمه ، تناوله الكوب الآخر ليشرب ، عندها يقف شيخ الخفر ، يسأله العمدة ) ـ على فين يا طاهر ؟ ـ كفاية كده ، عشان أسيبك ترتاح ، و أهو برضه أروح أشوف أحوال أهالي البلد ، تأمرني بأيتها حاجة يا أبا العمدة ؟ ـ الله يبارك فيك يا طاهر ، ألف شكر . ـ طب سلام عليكم . ـ و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته . ( يتبع ) |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
![]() | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
( الشيخ جبر ) نزف قلم : محمد سنجر | محمد سنجر | قصص قصيرة | 7 | 08-16-2013 08:01 AM |
ذهب مع الريح ( نزف قلم : محمد سنجر ) | محمد سنجر | قصص قصيرة | 2 | 12-11-2009 06:20 PM |
بلال لال ( نزف قلم : محمد سنجر ) | محمد سنجر | نور الإسلام - | 0 | 11-05-2009 11:46 PM |
ضد التيار ( نزف قلم : محمد سنجر ) | محمد سنجر | مواضيع عامة | 8 | 10-22-2009 08:40 AM |