|
خواطر أعجبتني خواطر اعجبتك واحببت أن تنقلها إلينا من شبكة الانترنت |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#26
| ||
| ||
عمدة كفر البلاص ( 12 ) ( دخل شيخ الخفر مسرعا ، وجد عبد الجبار جالسا ، سأله في عجالة ) ـ فين أبوك العمدة يا عبد الجبار ؟ ـ بيصلي . ـ هو لسه ما صلاش العشا لغاية دلوقتي ؟ ـ بيصلي السنة . ـ طب نادي بسرعة على بهانة و خليها تقوله إن شيخ الغفر عايزك ضروري .... ( عندها ينفتح الباب الداخلي للقاعة و يدخل العمدة ) ـ السلام عليكم . ـ و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ، حرما يا حضرة العمدة . ـ جمعا إن شاء الله ، خير ؟ ـ عاوزك في كلمتين يا حضرة العمدة . ( ينظر العمدة لعبد الجبار ) ـ روح خلي البت بهانة تعمل لنا اتنين شاي يا عبد الجبار ، و أقف انته بره لغاية أما أناديلك . ـ أمرك يا حضرة العمدة . ( يخرج عبد الجبار ) ـ خير يا شيخ الغفر . ـ لا مش خير أبدا يا أبا العمدة . ـ ليه بس حصل إيه ؟ ـ السل بينهش في الكفر يا أبا العمدة . ـ سل ؟ أعوذ بالله ، سل إيه يا شيخ الغفر ؟ ـ يعني هو الدكتور عادل ما قالكش ؟ ـ و لا قال لي أيتها حاجة . ـ العيال قرايبه اللي جم امبارح الصبح م البندر و قعدوا عنده في الدار . ـ مالهم يا وله ؟ ـ اللهم احفظنا عيانين بالسل ، و أهي العدوى انتشرت في الكفر كله . ـ مين اللي قالك الكلام الفارغ ده يا شيخ الغفر ؟ ـ أني اللي بأقولك أهوه ، و ابعت هاته كده خليه يكذبني . ( يصرخ العمدة مناديا ) ـ عبد الجبار ، وله يا عبد الجبار . ( يدخل عبد الجبار يحمل الشاي ) ـ أمرك يا حضرة العمدة . ـ حط الشاي اللي في إيدك ده ، و روح بسرعة هات لي الدكتور عادل دلوقتي حالا ، قوله أبويا العمدة عاوزك ضروري ، و ما تجيش إلا معاه . ـ فوريرة . ( يخرج عبد الجبار مسرعا ) ـ معقولة الكلام ده ؟ ـ و مش معقولة ليه ؟ مش هو برضه اللي موت خالتي الحاجة زهرة مراتك الله يرحمها ؟ ـ إيه الكلام الفاضي ده يا طاهر ؟ لا كله إلا كده ، حرام عليك ما تفتريش ع الراجل ... ـ و ها أفتري عليه ليه إن شاء الله ؟ مش هو برضه اللي اداها حقنة غلط بدل ما يوطي لها الضغط علاه ؟ ـ كلام إيه ده يا شيخ الغفر ؟ ـ ده مش كلامي ، ده الكلام اللي البلد كلتها بتقوله يا أبا العمدة . ـ و انته ها تسمع لكلام الناس . ـ ما فيش دخان من غير نار يا أبا العمدة . ـ طب دول عالم فاضية بيقولوا أيتها حاجة و خلاص ، و بعدين ما حدش بيموت ناقص عمر . ـ أيوة بس فيه أسباب برضك . ـ على العموم خلينا دلوقتي في المصيبة اللي احنا فيها ، الكلام ده لو صحيح يبقى على الدنيا السلام ، الدكتور عادل ؟ معقولة ؟ بالذمة ده كلام برضه ؟ ( يدخل عبد الجبار و معه الدكتور عادل ) ـ السلام عليكم . ـ روح انته يا عبد الجبار ، و عليكم السلام . ـ خير يا حضرة العمدة ؟ ـ إيه حكاية قرايبك اللي عندك دول يا دكتور عادل ؟ ـ مالهم يا حضرة العمدة ؟ ـ صحيح عيانين بالسل ؟ ( ينظر الدكتور لشيخ الغفر ) ـ هو حضرتك عرفت يا حضرة العمدة . ـ و هو فيه حاجة بتستخبى ع العمدة برضك يا دكتور عادل ؟ ـ لو لك قرايب عيانيين و جم واقعين في عرضك يا حضرة العمدة عشان تشوف لهم حل ها تعمل إيه ؟ حتى لو مش قرايبي ، من واجبي أعالجهم و أراعيهم لغاية ما يقوموا بالسلامة ، مش دي الأصول برضه ؟ ـ أيوة بس ده سل يا دكتور عادل ،عارف يعني إيه سل ؟ ( فجأة يدخل الخفير التوابتي يلهث ، يحاول التقاط أنفاسه ) ـ ..... إلحقونا يا عالم ، إلحقنا يا دكتور عادل أنا ف عرضك ، الواد حمودة ابني بيكح دم .... ( عندها يصرخ شيخ الغفر ) ـ مش قلت لك يا حضرة العمدة ؟ أهوه ، آدي البشاير ظهرت أهي ،و الواد ابن حسان أبو شوشة كمان لسه سامع أمه بتصوت عليه و انا جايلك ... ( صرخ العمدة في وجه الدكتور عادل ) ـ ينفع الكلام ده يا دكتور عادل ؟ أهي العدوى انتشرت في البلد أهي .. ( ينكب التوابتي على كف الدكتور عادل يقبلها ) ـ أبوس إيدك يا دكتور عادل ، تلحق الواد ابني بسرعة ... ( يصرخ شيخ الخفر ) ـ ها يلحق مين و إلا مين ؟ روح منك لله يا شيخ ، ما كنا قاعدين كافيين خيرنا شرنا ، لازم يعني تدخل لنا السل البلد ؟ ـ ما تحترم نفسك يا شيخ الغفر ؟ ( يمسك الدكتور عادل شيخ الغفر من ملابسه ،عندها يجذبه العمدة بعيدا ) ـ سيب شيخ الغفر دلوقتي يا دكتور عادل و روح إلحق المصيبة اللي وقعتنا فيها إنته وقرايبك ، يلا بسرعة ... ( يخرج الدكتور و التوابتي ) ـ مش قلت لك يا أبا العمدة ؟ مش قلت لك ؟ ـ و العمل إيه دلوقتي يا شيخ الغفر . ـ عمله اسود بعيد عنك ، لازم دلوقتي حالا نعمل حظر على البلد كلتها . ـ حظر ؟ ـ إيوه ، لا حد يخرج من بيته و لا حد يدخل لغاية لما نشوف حل في المصيبة دي . ( يصرخ العمدة مناديا ) ـ عبد الجبار ، عبد الجبار ... ( يدخل عبد الجبار ) ـ بسرعة يا وله لم لي الغفر كلهم دلوقتي حالا . ( يخرج عبد الجبار مسرعا ) ـ لا حول و لا قوة إلا بالله ، كنا ناقصين الدكتور عادل كمان ؟ ـ لازم تكرشه م البلد يا عمدة الليلة هو وقرايبه . ـ و البلد تقعد كده من غير دكتور ؟ ـ و هو الدكتور عمل إيه يعني للبلد ؟ ما هو قدامك أهوه ، هو اللي جاب لنا الخراب أهوه ، و من بكره الصبح نبعت شكوى للمديرية يبعتوا لنا حد غيره ، تلاتة بالله العظيم الواد (أنتي بيوتك) برقبته ، قلت إيه ؟ ـ أيوه بس على الأقل نخليه لغاية لما المديرية تبعت لنا دكتور تاني . ـ موت يا حمار ، طول ما هو موجود عمرهم ما هيسألوا فينا ، لكن لما يروح لهم هناك مكروش م البلد ، و يعرفوا إن البلد من غير دكتور ، ها يبقى وضع تاني ، خاصة لما يعرفوا كمان إن السل انتشر في البلد ، ده مش بعيد يبعتوا لنا دكتورين تلاتة على الأقل . ـ خلاص ، بس لما الغفر يوصل نبعت واحد منهم يمشيه هو و قرايبه . ـ و نستنى ليه ؟ أني ها أروح أكرشهم حالا دلوقتي ، و إلا يعني نستنى لما الفاس تقع في الراس و يعدوا البلد كلها ، ده سل يا أبا العمدة ، سل ، استر يا رب ... ( يخرج شيخ الخفر مسرعا ، و يجلس العمدة حائرا يكلم نفسه ) ـ معقولة ؟ الدكتور عادل ؟ اللي تحسبه موسى يطلع فرعون ، لا حول و لا قوة إلا بالله ، استر يا رب ، يا لطيف يا لطيف يا لطيف .... ( يدخل عبد الجبار و معه الغفر ، يؤدون التحية العسكرية ) ـ أفندم يا حضرة العمدة ؟ ـ دلوقتي حالا أبو شقفة و التهامي يلفوا على كل بيوت البلد دار دار ، تنبهوا عليهم ممنوع حد يدخل أو يخرج ، و اللي ها يخرج من داره يقول على نفسه يا رحمن يا رحيم ، و انته يا عوادلي ، تاخد دلوقتي حالا جردل البوية الحمرة و كل دار فيها حد تعبان أو بيكح تحط لي على بابه علامة غلط ، و حسك عينك انته و هوه تخلي حد يخرج من بيته أو يدخل لغاية لما المديرية تبعت لنا حد يشوف المصيبة السودة اللي احنا فيها دي ، ( يصرخ فيهم ) يلا بسرعة مستنين إيه ؟ ـ أوامرك يا حضرة العمدة . ( يخرج الخفر مسرعين يتخبطون ببعضهم البعض ، يجلس العمدة على كرسيه يضرب كفا بكف ) ـ حسبي الله و نعم الوكيل ، حسبي الله ونعم الوكيل . ( يتبع ) |
#27
| ||
| ||
عمدة كفر البلاص ( 13 ) ( الصمت يخيم على بيوت القرية ، صوت الضفادع يأتي من بين الحقول الغارقة في الظلام ، الخفر يجلسون حول إبريق الشاي الذي وضعوه فوق بعض الحطب المشتعل ، الخفير (التوابتي) يحمل كوبا يصب به بعض الشاي و يأخذه لشيخ الخفر الذي يجلس بعيدا ) ـ الشاي يا شيخ الغفر . ـ شكرا يا توابتي . ـ هي المديرية مش ها تبعت دكتور بدل اللي راح يا شيخ الخفر ؟ ـ و هو انته فاكر إن كفرنا دي على بال البهوات القاعدين في المديرية ؟ موت يا حمار . ـ أمال ها نعمل إيه في المصيبة اللي احنا فيها دي ؟ ـ آدينا مستنين الفرج . ( شبح يخرج من بين بيوت القرية ، يتجه ناحية الخفر ، يصرخ أحد الخفر ) ـ مين هناك ؟ ( الشبح لا يتكلم ، يصرخ الخفير و قد صوب بندقيته ناحيته ) ـ بقول مين هناك ؟ (يصرخ شيخ الخفر و هو يجري ناحية الشبح ) ـ مين هناك إيه يا طربش ؟ نزل البندقية الله يخرب بيتك ، انته اتعميت خلاص ؟ ده أبويا العمدة يا بجم . ـ حضرة العمدة ؟ ( يصل شيخ الخفر إلى العمدة ، يسلم عليه ) ـ أهلا وسهلا حضرة العمدة .... ( يقف الخفر يؤدون التحية العسكرية ، يذهب شيخ الخفر و العمدة يجلسان بعيدا عن الخفر ) ـ سلام عليكم . ـ و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته . ـ اقعدوا اقعدوا ، إيه آخر الأخبار يا شيخ الغفر ؟ ـ كله تمام يا حضرة العمدة ، لا حد دخل و لا خرج من داره زي ما حضرتك أمرت ، و كل بيت فيه حد تعبان عملنا على بابه علامة بالبوية الحمرة . ـ و بعدين يا شيخ الغفر ؟ إيه العمل ؟ ـ العمل عمل ربنا يا عمدة ، ربنا يعديها على خير . ـ و ها نقعد كده لحد إمتى ؟ ـ أنا رأيي إن التهامي و أبو شقفة ينزلوا البندر م الفجر و يروحوا المديرية .... ـ مش ها ينفع ، لازم أروح أنا بنفسي . ـ و إيه المانع ؟ أكيد برضك ها يعملوا لك ألف حساب و يتصرفوا . ـ خلاص ، بكرة إن شاء الله تبعت معايا اتنين غفر ، و آدي انته تبقى مكاني لغاية لما آجي . ـ برقبتي يا حضرة العمدة . ـ التوابتي فين ؟ ـ أهوه ( ينادي ) يا توابتي ، تعال كلم أبوك العمدة . ( يجري التوابتي إلى العمدة ، يؤدي التحية العسكرية ) ـ أفندم ؟ ـ أخبارك ابنك إيه دلوقتي ؟ ـ سألت عليك العافية يا حضرة العمدة ، لا ده خف و بقى عال العال ، مش طلع لا عنده سل و لا حاجة . ـ أمال إيه الدم اللي نزل منه ده ؟ ـ لا ، ما هو الدكتور عادل لما شافه قبل ما يمشي ، قال إن الدم ده من سنانه . ـ الحمد لله . ( يقاطعه شيخ الخفر ) ـ خلاص روح انته يا توابتي ، و حمد الله على سلامة ابنك . ( يذهب التوابتي يجلس مع الخفر ، يكمل العمدة حديثه مع شيخ الخفر ) ـ الواد ابن أبو شوشة أخباره إيه ؟ ـ لسه جاي من عندهم دلوقتي ، الواد السخونية مسكاه و بيخرف ، منه لله بقى الدكتور عادل ، تلاتة بالله العظيم ، الواد ده لو جرى له حاجة ذنبه ها يبقى في رقبته ، و ساعتها بقى أبو شوشة مش ها يسكت . ـ لا حول و لا قوة إلا بالله . ـ طب الواد ( أنتي بيوتك ) ما بيوريناش همته ليه و يعالجه ؟ ـ ما هو لولاه كان الواد راح في شربة ميه ، ده لما لقى السخونية مسكاه ، جري بيه ع الترعة و قعد يغطسه فيها لغاية لما راحت ، و ادى له إبرة مخدر ما عرفش و إلا إيه ، الواد بعدها بقى عال العال ، بس يدوبك ساعتين تلاتة ، و السخونية رجعت تاني و حالته بقت حاله . ـ ما تيجي لما نعدي عليه نشوفه . ـ لا يا عمدة ، كله إلا انته ، البلد مش مستغنية عنك ، و بعدين أنا لسه جاي من عندهم أهوه . ـ طب خلي حد م الخفر ياخد لهم شوال رز و شوال دقيق و زيت و الذي منه . ـ ربنا يخليك لينا يا عمدة ، حاضر من عينيه . ـ و تخلي الواد (أنتي بيوتك) ما يسبوش . ـ ما هو عندهم في الدار من ساعتها ، الشهادة لله ، الواد مش مقصر . ـ ربنا يعديها على خير . ـ و صاحبك مشي ؟ ـ غار في ستين داهية هو و العيانين قرايبه ، داهية لا ترجعه . ـ قال لك إيه لما قلت له يمشي م البلد ؟ ـ و هو قدر ينطق بحرف واحد ؟ ما هو غلطان و الغلط راكبه من ساسه لراسه .... ـ أنا خايف لنكون ظلمناه يا وله . ـ ظلمناه ؟ ليه إن شاء الله ؟ ده يظلم بلد بحالها ، و إلا يعني كنا نستنى لما قرايبه يعدوا البلد كلتها ؟ و ساعتها بقى قول على البلد يا رحمن يا رحيم . ( صرخات عالية تأتي من القرية ، يقف العمدة و شيخ الخفر ) ـ إيه ده ؟ ـ الظاهر الواد ابن أبو شوشة مات ، الصويت جاي من ناحية دارهم . ـ لا حول و لا قوة إلا بالله ، يلا بينا يا شيخ الغفر . ـ اتفضل يا حضرة العمدة . ( يسرع العمدة و شيخ الخفر في اتجاه الصوت ) ـ اسبقنا يا غفير انته و هوه شوف فيه إيه بسرعة . ( يجري الخفر ناحية دار أبو شوشة ) ـ الله يقطع الدكاترة كلهم في ساعة واحدة قادر يا كريم ، آدي آخرة الدكاترة و اللي بيجلنا من ورا الدكاترة ، منك لله يا دكتور عادل ، بس هازز لي طوله في الرايحة و الجاية بالبالطو الأبيض و السماعة ، حسبنا الله و نعم الوكيل ، حسبنا الله و نعم الوكيل . ـ استر يا رب ، يا رب استرها لجل حبيبك النبي . ( يعود التوابتي مسرعا ، يقابل العمدة و شيخ الخفر ، يلهث ) ـ فيه إيه يا وله ؟ ما تنطق . ـ ده الواد توفيق بيضرب مراته . ـ الله يقطعه و يقطعها في ساعة واحدة ، و ده وقته ؟ ( يلتقط العمدة أنفاسه ) ـ خضنا الله يخضه ، لا إله إلا الله ، خلاص خليك انته بقى يا شيخ الغفر . ـ أوصلك يا أبا العمدة ؟ ـ توصلني إيه ؟ عيل صغير قدامك ؟ ـ العفو يا حضرة العمدة ، بس اتشرف بالمشي معاك مش أكتر و الله . ـ لا ، خليك انته شوف شغلك ، سلام عليكم . ـ و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته . ( يتبع ) |
#28
| ||
| ||
عمدة كفر البلاص ( 14 ) ( صوت طلقات نارية تشق سكون الليل ، استيقظ الأهالي مذعورين ، أسرع الرجال بالخروج ، النساء ينظرن من خلف النوافذ ، يتساءلون ) ـ فيه إيه ياد يا توفيق ؟ ـ شايفني يعني باشم على ضهر إيدي ؟ الله أعلم . ـ يا ساتر استر يا رب . ( يشاهدون شبحا يجري مبتعدا في الظلام ، يدخل مسرعا بين أعواد الذرة ، صوت طلقات نارية تدوي ) ـ ده مين ده يا وله اللي دخل في الدرة ؟ ـ فيه إيه ياعم الحاج ؟ هو انته فاكرني مين بالظبط ؟ شايف نظري سته على سته ؟ ـ لا حول و لا قوة إلا بالله . ( يمر عليهم أحد الخفر ، يلتقط أنفاسه ، يسألهم ) ـ ما شفتوش الواد سليمان جري منين ؟ ـ سليمان مين يا حضرة الغفير ؟ ـ الواد سليمان أبو سليمان الغفير اللي اتعرض للبت خضرة و العمدة طرده م البلد . ـ و ده راجع ليه إن شاء الله ؟ ـ المهم حد فيكم شافه ؟ ـ إيوه شفناه ، كان جاي من هناك هناهو ، و قام جاري و داخل مستخبى جوه الدرة اللي هناك دهوه بتاع أبويا العمدة . ـ طب كل واحد فيكم يدخل داره عشان ما يتعورش ، لأن الواد ده معاه سلاح و لسه ضارب علينا النار دلوقتي . ( يجري الأهالي إلى بيوتهم ، يتابعون ما يحدث من خلف النوافذ ) ـ الله يعمر بيتك يا شيخ الغفر . ـ طول ما الراجل ده موجود يبقى نامي في العسل يا بلد . ـ ده ما بيسبش كبير و إلا صغير إلا ما يسأل عنه . ـ ده كفاية انه كرش الدكتور عادل و قرايبه بتوع السل م البلد ، الله يسترك دنيا و آخرة يا شيخ الغفر . ( صوت طلقات نارية متتابعة هنا و هناك ، أحد الغفر يجري إلى اليمين ، يتبعه آخر يجري إلى اليسار ، يصرخ أحد الغفر ) ـ الله أكبر ، جبت لك أجله يا شيخ الغفر . ( يصرخ آخر ) ـ تلاتة بالله العظيم ما حد جاب داغة إلا اني . ( يصرخ ثالث ) ـ إلحق يا شيخ الغفر ، حضرة العمدة عاوزك بسرعة . ـ و ده وقته ؟ طيب ، حاضر ( يوجه حديثه للخفر ) إياكم حد فيكم يسيب مكانه لغاية لما أرجع . ( يذهب شيخ الغفر مسرعا إلى دار العمدة ، يجد العمدة في انتظاره ممسكا ببندقيته ) ـ فيه إيه يا شيخ الغفر ؟ ـ الواد سليمان أبو سليمان اللي كان غفير و انته طردته م البلد ... ـ ماله ؟ ـ لامم لي شوية قلاضيش و عاوزين يقتلوك يا عمدة . ـ يقتلوني اني ؟ ـ التحريات اللي عملناها كلها كانت بتأكد الموضوع ده .... ـ و لما انته عامل تحريات ، سايبني على عمايا يا شيخ الغفر ؟ ليه ما نبهتنيش من بدري ؟ ـ ما حبيتش أقلقك بس يا أبا العمدة . ـ ابقى هاتهولي هو و القلاديش اللي مسكتوهم معاه عشان ما حدش ها يحقق معاهم إلا اني . ـ لا ، هو انا ماقولتلكش ؟ ما هم هربوا لما عرفوا إن عينينا مفنجلة و قاعدين لهم . ـ هربوا منكم ؟ ـ و هو إحنا كنا مسكناهم و هربوا مننا ؟ احنا أول ما شفناهم ضربنا عليهم نار ، و همه ردوا علينا ، بس الواد العوادلي بيحلف إنه ضرب أبو سليمان بالنار و جت في رجله اليمين و الناس شايفينه و هو بيجري بيزك ، و الواد التوابتي كمان بيحلف إنه ضربه بالنار في راسه ، بس لما رحنا ندور عليه في الدرة لقيناه فص ملح و داب . ـ أيوة بس كده ممكن يرجعوا تاني ، و طبع اللي اتجرأ و عملها مرة ، يبقى أكيد ها يعملها تاني و تالت و رابع . ـ ما هو عشان كده بعد إذنك يعني ، ها أعمل بعض الحاجات كده عشان نقدر نشتغل صح بقى . ـ حاجات إيه دي ؟ ـ يعني بعد إذنك يا حضرة العمدة ، أولا : ما حدش يمشي في البلد بعد صلاة العشا إلا اما يكون معاه تصريح مني شخصيا ، ثانيا : ما حدش يخرج م البلد و لا يدخل إلا لما أبقى عارف الخارج خارج ليه و الداخل داخل ليه ، ثالثا : أي غفير له الحق انه يمسك و يحبس أي حد في البلد للاشتباه فيه.... ـ أيوة بس ده احنا ما صدقنا الناس شمت نفسها حبتين بعد الحبسة بتاع موضوع السل ده . ـ ما هو حضرتك شايف أهو بمجرد ما هوينا لهم الحبل شوية إيه اللي حصل أهو ، و بعدين الصراحة بقى أنا مش مستعد أدخل عليك في مرة ألاقيك واخد لك عيارين لا قدر الله يا أبا العمدة . ـ أيوة بس براحة على أهالينا يا شيخ الغفر . ـ ما تقلقش يا أبا العمدة ، دول أهلي و ناسي ، و عشان كده عندي اقتراح كده ها يبسط البلد و يا ريت حضرتك توافق عليه . ـ خير إن شاء الله ؟ ـ طبعا إحنا لما نضيق على الناس بالشكل ده ، فياريت برضه نبحبحها عليهم من الناحية التانية . ـ عروستي ؟ ـ كنت بأقول يعني نخلي التليفون للأهالي مجانا يتكلموا براحتهم . ـ تليفون إيه ؟ ـ تليفون العمدة . ـ نعم ؟ تليفون العمدة ؟ ـ لا ، ما هو احنا ها نجيب لهم عدة تانية نحطها في القاعة و هانخلي واحد م الغفر قاعد عليه عشان الناس تتكلم بالدور . ـ آه ، بحسب ، و ماله ، ما عنديش مانع ، بس هي دي البحبحة اللي تقصدها ؟ ـ يعني ، أهي حاجة برضه تسعدهم و توسع عليهم . ـ الأهم من كده تنبه على الغفر ما حدش يضايق الناس . ـ لا ، من الناحية دي اطمن ، طول ما أنا موجود و لا يكون عندك أيتها فكرة ، أنا عاوزك انته بس كده تنام و تمدد رجليك و تشخر براحتك خالص و على كيف كيفك يا أبا العمدة . ـ حسك عينك أسمع أيتها شكوى من أي حد في البلد يا شيخ الغفر . ـ برقبتي ، و لا تشغل بالك انته يا أبا العمدة . ـ مش عارف كنت ها أعمل إيه من غيرك يا وله يا طاهر ، قصدي يا حضرة شيخ الغفر . ـ إحنا مش عاوزين غير رضاك علينا يا أبا العمدة . ( يتبع ) |
#29
| ||
| ||
عمدة كفر البلاص ( 15 ) ( اجتمع أهالي القرية عن بكرة أبيهم أمام دار العمدة ، كل منهم يريد أن ينال دوره للتحدث من خلال هاتف العمدة المجاني ، وقف الخفر يصفون الناس ، بينما أخذ الخفير التهامي يصيح بالجموع ) ـ عمرنا ما ها نتعلم النظام أبدا ؟ ما تقف صف واحد ياله انته و هوه ، حازي ، و الا احنا يعني ما نمشيش غير بالعصاية ؟ مش كفاية العمدة الله يعمر بيته خلاكم بني آدمين و عملكم التليفون مجانا ؟ دي فين تلاقوها دي في العالم كله يا ناس ؟ سبحان الله ، عليا النعمة خدمة عشر نجوم ، ـ نرجع نأكد ـ كل واحد فيكم ياخد دوره ، جاتكوا داهية ، الستات في ناحية و الرجالة في ناحية ، كلكو زي بعض ، ارجع يا راجل انته هناك ، ها ناخد واحدة ست و بعدين راجل و بالدور ، و اللي يدخل عشان يتكلم ما يعوقش ، يعني تتلقح تقعد تطرش الكلمتين و تفز تقوم على طول ، رغي النسوان ده مالوش لازمة ، أني بأنبه اهوه ، عشان ما حدش يقول (التهامي) ما حذرناش . انته ياد يا حسونة ، جاي تتكلم من هنا ليه ؟ مش عندك تليفون ؟ و الا أبو بلاش كتر منه ؟ ـ هو أني مش زي الناس دي و الا إيه يا ( تهامي ) ؟ ـ و التهامي ده كان بيلعب مع أبوك في الشارع ؟ أما تيجي تكلمني يا وله تقول حضرة الغفير التهامي ، فاهم و إلا لأ ؟ و بعدين ، لأ طبعا إنته مش زي الناس ، مش عندك تليفون في بيتكم ، يبقى تروح تتكلم منه ؟ ـ مش ماشي يا حضرة الغفير ، زيي زيهم . ـ طب تلاتة بالله العظيم ما انته متكلم لو على جثتي ... ( يجذبه من جلبابه بعيدا ، يحاول التخلص من بين يديه و لا فائدة ، يذهب الرجل بعيدا و هو يصيح ) ـ و الله لاني قايل لحضرة العمدة ، إشمعنى اني يعني ؟ ( يدخل ( التهامي ) إلى داخل دار العمدة بينما وقف الخفر بالخارج يصفون الأهالي بنظام ، نسمع صوت ( التهامي ) ينادي من الداخل ) ـ دخلي أول واحد يا ( عوادلي ) . ـ يلا ادخل انته يا حسن يا بو خميس . ( يصرخ أحد الرجال ) ـ اشمعنى أبو خميس يعني ؟ أني جاي قبله ، و الا عشان قريبك ؟ ( يصرخ الخفير العوادلي في وجهه ) ـ هوه كده ان كان عاجبك ، عافية بقى ، و عليا النعمة كلمة تانية ما انته شايف التليفون ده شكله إيه ، إيه رأيك بقى ؟ ( عندها يتراجع الرجل ، لكنه يتكلم بصوت خفيض بكلام غير مفهوم ) ـ بتبرطم تقول إيه يا ابن هنومة ؟ ـ بادعي لك ، الحق عليا ؟ ـ باحسب ، عارف لو كنت بتبرطم كده و الا كده ؟ ( يتحرك شاب من بين الجموع يقترب من العوادلي ، يهمس في أذنه ) ـ أمي بتقولك انته ما عديتش عليها ليه عشان تاخد صينية البطاطس اللي عاملاها لك ؟ و بتقولك هي عايزة تكلم اخويا في العراق . ( يلتفت العوادلي إليه يهمس في أذنه ) ـ قولها حاضر بس شوية كده عشان زحمة دلوقتي ( يغمز بعينه ، ثم يرفع صوته ) أنا ما عنديش خيار و فاقوس ، أنا باقولك اهوه ، كل واحد في دوره ، يلا من هنا . ( ينصرف الولد ، يشير العوادلي بعصاه لإحدى النساء الواقفات ) ـ الست اللي هناك دي ، إنتي مين يا ست انتي ؟ ـ أني من أبو زعيبل . ـ نعم ؟ زعيبل مين يا أم زعيبل ؟ يلا امشي مششت ركبك من بدري ... ( يذهب إليها يدفعها بقوة فتقع المرأة أرضا ، عندها تحدث ضجة بين الجموع ) ـ ما تسيبها يا عم عوادلي . ـ يعني هي ما لهاش نفس زينا ؟ ـ يعني التليفون ها يخس ؟ ( عندها يصرخ فيهم العوادلي ) ـ إياك أسمع نفس حد فيكم انته و هوه ، كل واحد فيكم ينقطنا بسكاته ، اللي متعاطف معاها يوريني نفسه ، الخدمة دي لأهالي كفر البلاص و بس ، يلا غوري في ستين داهية من هنا ، و أديني بانبه اهوه ، أي حد من أبو زعيبل أو أبو حطب يمشي من سكات أحسن له و إلا ها أسود عيشته و عيشة اللي جابه . ( تقف المرأة و ترحل و هي تبكي ، بينما ينسحب بعض الرجال و النساء من بين الصفوف ، و يعود العوادلي لينظم الصفوف ) ...................... ( بعد المغرب جلس الخفير ( التوابتي ) مع شيخ الخفر ) ـ كله تمام يا شيخ الغفر . ـ عملت إيه النهاردة ؟ ـ زي ما أمرت بالظبط ، و كل حاجة متسجلة هنا في الورق ده . ( يخرج التوابتي بعض الأوراق و يناولها لشيخ الخفر ) ـ إوعى يكون حد شافك و انته بتكتب ؟ ـ هو أني أهبل ؟ أنا كنت باصنت من التليفون اللي جوه . ـ طب اقرا لي اللي انته كاتبه كده . ـ الواد حسن ابو خميس طلق مراته و كلم أهلها في البندر عشان يجو ياخدوا حاجاتها . ـ و طلقها ليه ؟ ـ عشان ما خلفتش لغاية دلوقتي . ـ و العيب من مين ؟ ـ كل واحد فيهم بيقول العيب م التاني . ـ غيره . ـ البت نحمده بنت أبو إسماعيل جاي لها عريس من أبو حطب . ـ و اتلمت عليه فين الواد ده ؟ ـ كان معاها في المصنع بتاع المركز ، و جاي هو و أهله يوم الاربع عشان يطلبوها من أبوها . ـ غيره . ـ الواد حسان أبو جمعة أخوه باعت له ألفين جنيه من بلاد برة مع واحد صاحبه ، و ها يجيب له الفلوس بكرة الظهر . ـ هو أخوه بيشتغل إيه هناك ؟ ـ بيقولوا مبيض محارة كبير قوي هناك ، على فكرة الواد حسونة كان جاي النهاردة عشان يتكلم من عندنا ، بس التهامي طرده . ـ طرده ليه إن شاء الله ؟ ـ عشان عندهم تليفون و جاي يتكلم من تليفون العمدة . ـ لا حول و لا قوة إلا بالله ، و هو أنا قعدت أتحايل على العمدة لغاية لما عمل التليفون مجانا ليه ؟ بعد ما تخرج من عندي تروح تقطع السلك بتاع تليفون الواد حسونة ، و أني ها أنبه على التهامي إنه يسيبه يتكلم من عندنا . ـ أمرك يا شيخ الغفر . ـ و بكرة ها أخلي واحد م الغفر يعملهم شاي كمان . ـ ما نجيب لهم سحلب و طاولة أحسن ؟ ( يضحكان ) أموت و أعرف لزمتها إيه المصاريف دي كلها ؟ ـ عمدة و عاوز يريح أهل بلده يا أخي ، و إلا يعني الكحكة في إيد اليتيم عجبه ؟ و بعدين ده كفاية إننا نعرف كل كبيرة و صغيرة في البلد . ـ طب و التقارير اللي أني قاعد أكتبها دي ، أبويا العمدة عنده خبر بيها ؟ ـ لأ طبعا ، دي حاجة بيني و بينك بس ، و حسك عينك حد يعرف الموضوع ده ، و بعدين ما هو إحنا لازم نعرف كل كبيرة و صغيرة في البلد يا وله ، أمال ها نحافظ على أمن البلد دي إزاي ؟ ـ معاك حق و الله يا شيخ الغفر ، عاوز الصراحة يا شيخ الغفر ؟ ـ لا بنت عمها . ـ كان نفسي دماغي تبقى و لو نص دماغك . ـ ياد قول بسم الله ما شاء الله ، يلا روح عشان تنام ( يخرج بعض النقود من جيبه و يدسها في جيب التوابتي ) و بكرة إن شاء الله تطرطق ودانك على الآخر . ـ مطرطقة و سالكة و مية مية إن شاء الله يا شيخ الغفر ، سلام عليكم . ـ و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته . ( يتبع ) |
#30
| ||
| ||
عمدة كفر البلاص ( 16 ) ( صرخة عالية شقت سكون القرية ، تعلقت العيون و الآذان باتجاه الصرخات ، فجأة انطلق أحد الغلمان فارا من بين أعواد الذرة ، يمسك جلبابه بفمه و يهرول في اتجاه القرية يصرخ ) ـ روحوا يا هــــــــــوه ، ( السلعوة ) ظهرت يا جدعان ..... ( تخونه قدماه الدقيقتان فيتعثر منزلقا إلى الترعة ، يخرج منها زاحفا ، ما يلبث أن يعاود الفرار ، اختلط الحابل بالنابل ، النساء و الأطفال و الرجال يفرون في كل اتجاه ) ـ اهرب بسرعة ياد يا محمود . ـ ما جايز كلب مسعور ياد يا حمودة . ـ هو أنا عبيط و الا مختوم على قفايا ؟ بقولك أنا لسه شايفها في أرض أبوك محمد أبو اسماعيل .... ـ يا داهية دقي ..... ( محمود يفك الحبال التي ربط بها بهائمه ، ينهال عليها ضربا بعصاه فتفر البهائم باتجاه القرية ، يقفز محمود فوق حماره يهز قدماه بشدة ، يلوح بعصاه عاليا ، صرخات الاستنفار تتصاعد هنا و هناك ) ـ استر يا رب ، انته لسه ما قفلتش يا عم حسنين ؟ ـ ما أنا بأقفل أهو ، ليكون ديب ياله يا حمودة ؟ ـ برضك ها يقولي ديب، بقولك ( السلعوة ) أنا شايف عينيها بعيني اللي هاياكلها الدود و هيه بتطق شرار . ـ طب اجري بسرعة و بلغ أبوك العمدة ... ـ عمدة مين الساعة دي ؟ يا روح ما بعدك روح .... ( يغلق عم حسنين باب دكانه الخشبي سريعا ، يعلق قضيبا طويلا من الحديد عليه ، يضع قفلا كبيرا و يفر هاربا ) ـ اجري استخبى يا وله انته و هوه بسرعة ، يا لطيف ، يا لطيف . ( تجري إحدى النساء تنتشل طفلها من فوق الأرض و تفر به ، تصرخ ) ـ يا بت يا سعاد ، ادخلي بسرعة يا بنت ال ........ ( تدخل إلى منزلها ، تغلق الباب خلفها سريعا ، طفل صغير يحاول الفرار ، فيسقط تدوسه الأقدام ، يوقفه أحد الرجال ، يصرخ في الناس ) ـ الرحمة يا جدعان حرام عليكم . ( يجري الطفل إلى حارة ضيقة ، يختفي عن الأنظار ، امراة تصرخ في ولدها ) ـ شفت أختك فين ياد يا عبوده ؟ ـ دخلت بيت عم أبو سليمان . ( الجميع يحاول الفرار ) ـ يا ساتر استر يا رب . ( ما هي إلا لحظات حتى ساد صمت مميت ، جميع الأهالي يهرعون إلى ديارهم ، جميع الأبواب تغلق بإحكام ، العيون جاحظة تترقب خلف الأبواب و النوافذ ، الآذان صاغية تتنصت ، البعض صعد فوق السطوح يتابع المشهد من أعلى ، يتساءل أحد الرجال) ـ مش جايز تعلب و الا ديب و الا كلب مسعور يا جدعان . ـ الواد حمودة بيقولك شايف الشرار طالع من عينيها . ـ شيخ الغفر بيحلف على المصحف إن هي اللي أكلت كلاب العمدة أول امبارح . ـ ده أبو شلبي لسه شايفها امبارح بالليل على جسر الترعة و هي بتسن سنانها يا جدعان . ( صرخة عالية تشق الفضاء ) ـ استر يا رب ، الصرخة دي جاية منين ؟ ـ دي جاية من ناحية دار أبو خميس . ( صوت الصرخات يقترب و يقترب ) ـ ده صوت عيل صغير ، يالطيف ، يالطيف ..... ( تظهر من خلف البيوت طفلة صغيرة تصرخ و تجري إلى أحد الأبواب ) ـ الحقيني يا أمه ، الحقني يا آبا ..... ( تدق الباب و تدق و لا مجيب ، الجميع يتابع ما يحدث من خلف الأبواب و النوافذ و من فوق السطوح ، تتعالى صرخات الأهالي ، تتزايد أصواتهم ) ـ يا ضنايا يا بنتي ، ربنا يكون في عونك . ( ينادي أحدهم من خلف الأبواب ) ـ بنت مين دي يا عالم ؟ ( يرد عليه آخر ) ـ دي بنت حسين أبو حبيبة . ( البنت تبكي و تصرخ و لا مجيب ، فجأة ، تخرج ( السلعوة ) من بين أعواد الذرة ، يتطاير الشرر من عينيها ، سوداء حالكة اللون ، يسيل من بين أنيابها لعاب السعار ، تقف متحفزة ، تتعالى صرخات الأهالي ) ـ حد يغيتها يا ولاد ، ما تفتح لها ياد يا مسعود . ـ ما انته حلو اهوه يا له ، ما تطلع تاخدها انته يا ناصح ، و الا بس بق على الفاضي ؟ ـ و هو انا مستغني عن نفسي و عن عيالي ، دي سلعوة يا آبا ، عارف يعني إيه سلعوة ؟ ( تتراجع البنت ملتصقة بالأبواب ، نحيبها يمزق القلوب ، دقات قلبها الصغير تتردد بين جدران البيوت ، لحظات من الترقب ) ـ يا بلد ما فيهاش راجل ، مفيش حد يغيت البت المسكينة دي ؟ ـ و هي أهلها سايبنها ليه الساعة دي ؟ ـ فيه حد يسيب ضناه كده بالذمة ؟ ( تقترب منها السلعوة شيئا فشيئا ، تصرخ الطفلة و تصرخ حتى يبح صوتها ، فجأة ينفتح أحد الأبواب ، تخرج منه ( خضرة ) ، ترفع في يديها عصا غليظة ) ـ ما تخافيش يا أمه ، ما تخافيش . ( تقف بين السلعوة و البنت الصغيرة ، تتعلق عينها ب السلعوة ، تجري البنت لتتشبث بجلبابها ) ـ دي مين بنت المجنونة دي ؟ ـ دي البت (خضرة) أم لسانين . ـ و الله بت بميت راجل . ( تتحرك خضرة بجنبها خطوة خطوة باتجاه بابها ، تقترب منها السلعوة شيئا فشيئا ، تفتح خضرة باب دارها بينما عينيها مازالت معلقة على السلعوة ، تدخل البنت من الباب مسرعة ، عندها تقفز السلعوة على خضرة تحاول افتراسها ، إلا أنها باغتتها بضربة قوية بعصاها الغليظة على رأسها و صرخت ) ـ موتي بقى الله ياخدك ..... ( تسقط السلعوة على إثر الضربة ، إلا إنها تهب ثانية لتهجم على خضرة فتباغتها بضربة ثانية و ثالثة ، و تصرخ ) ـ الله ياخدك ، الله ياخدك .... ( عندها تسقط السلعوة على الأرض لا تستطيع الحراك ، إلا أنها ما زالت حية ، عندها نجد أحد الخفر (العوادلي) يخرج من خلف أحد الأبواب ، يصرخ ) ـ إلحقنا يا شيخ الغفر ، إلحقنا يا شيخ الغفر . ( عندها يخرج شيخ الخفر يحمل بندقيته ، يصوبها ناحية السلعوة ، و يطلق عليها النار ، عندها يصرخ ( العوادلي ) ـ الله أكبر ، الله أكبر ، شيخ الغفر قتل السلعوة يا حضرة العمدة ، شيخ الغفر قتل السلعوة يا بلد . ( عندها يتردد صوته في الفضاء ) شيخ الغفر قتل السلعوة يا حضرة العمدة ، شيخ الغفر قتل السلعوة يا بلد . ( يتبع ) |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
( الشيخ جبر ) نزف قلم : محمد سنجر | محمد سنجر | قصص قصيرة | 7 | 08-16-2013 08:01 AM |
ذهب مع الريح ( نزف قلم : محمد سنجر ) | محمد سنجر | قصص قصيرة | 2 | 12-11-2009 06:20 PM |
بلال لال ( نزف قلم : محمد سنجر ) | محمد سنجر | نور الإسلام - | 0 | 11-05-2009 11:46 PM |
ضد التيار ( نزف قلم : محمد سنجر ) | محمد سنجر | مواضيع عامة | 8 | 10-22-2009 08:40 AM |