#331
| ||
| ||
بسم الله الرحمن الرحيم يقول أحد الدعاة : دعاني ابنٌ لأحد كبار التجار يوماً لزيارة والده المريض ، سألت الولد عن مرض أبيه فقال : هو مصابٌ بتليفٍ في كبده وسرطان في أجزاء أخرى في جسده لكن الطبيب لم يخبره بذلك ، ونحن لم نخبره أيضاً فهو لا يدري عن مرضه شيئاً , دخلت على هذا التاجر فإذا هو على السرير الأبيض عمره لم يتجاوز الستين ، لم يتمكن المرض منه بعد ولا يزال جسمه نشيطاً إلى حدٍ ما ، صافحني ثم أمر أولاده بالخروج , فلما خرجوا وبقيت أنا وهو ظل ساكتاً ثم بكى والتفت إليَّ وقال : آه يا شيخ تباً لهذه الدنيا ، منذ أن عرفت نفسي وأنا أجمع الأموال وأعدُّها عداً وأغامر في مختلف التجارات ، كم كنت أتعب في ذلك وأنشغل عن عبادة ربي ، كم نمت عن الصلاة بسبب السهر على الأموال ومتابعة الشركات ، وكم غفلت عن قراءة القرآن وبخلت عن الإنفاق على المساكين والأيتام .. يقول : كم أتتني والله يا شيخ نصائح من بعض الفضلاء بالحرص على الطاعة وعدم الغفلة عن الغاية التي خلقنا من أجلها وللتزود لدار الآخرة ، ولكن كنت أقول ليس بعد ، بل إذا بلغت الستين أعطيت نفسي تقاعد واشتريت مزرعة , وأقمت في راحة وعبادة حتى الموت .. ثم هأنذا يفجعني ما نزل بي من مرض وأسأل أولادي عن المرض فيقولون : هو التهابات يسيرة واضطرابات في الهضم وأنا أظن الأمر على غير ذلك .. ثم بكى الرجل وقال : هل رأيت أولادي هؤلاء الذين يدعونك لزيارتي ويظهرون الشفقة والرحمة بي , بالأمس جلسوا عندي فتظاهرت بالنوم ليخرجوا عني ، فلما ظنوا أني قد نمت بدؤوا يتكلمون عن تجارتي ويحسبون أموالي وكم سينال كل واحد منهم من التركة وكيف سيتمتع بالمال ، ثم ارتفعت أصواتهم واختصموا على عمارة كبيرة لي ، قال الأول نبيعها وندخل ثمنها في التركة ، وقال الآخر بل نؤجرها ، وصاح الثالث بل تكون من نصيبي ، وارتفعت الأصوات تباً لهم يختصمون في مالي وأنا حي بين أظهرهم .. ثم بدأ ينوح على نفسه ولسان حاله يردد : { ما أغنى عني ماليه ، هلك عني سلطانيه } الآية { رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت } . وقفة :- الذي يتأمل أحوال كثير من الناس في هذا الزمان يرى العجب العجاب وكأنهم لم يخلقوا للعبادة , وإنما خلقوا للدنيا وشهواتها , فإنهم إن فكَّروا فللدنيا وإن أحبوا فللدنيا وإن عملوا فللدنيا , فيها يتخاصمون وبسببها يتركون كثيراً من أوامر ربهم ، قال تعالى : { ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ } الحجر وقال علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه : ( أخوف ما أخاف عليكم اِتباع الهوى وطول الأمل , فأما اِتباع الهوى فإنه يصدُّ عن الحق , وأما طول الأمل فإنه ينسي الآخرة .وكان يقول : ارتحلت الدنيا مدبرة ، وارتحلت الآخرة مقبلة ، ولكل واحدة منهما بنون ، فكونوا من أبناء الآخرة ، ولا تكونوا من أبناء الدنيا ، فإن اليوم عملٌ ولا حساب ، وغداً حسابٌ ولا عمل . ويقول ابن القيم رحمه الله : ما مضى من الدنيا أحلام , وما بقي منها أماني والوقت ضائع بينهما . أسأل الله جلا وعلا أن يجعل الدنيا في أيدينا وألا يجعلها في قلوبنا ، وأن يرزقنا وإياكم الحرص للتزود للدار الآخرة ..
__________________ |
#332
| ||
| ||
ما معنى الصمد ؟ كم مرة ذكر في القرآن الكريم ؟ ما هي فضائله كما علمناالحبيب المصطفي صليالله عليه وسلم ؟ ما من يوم يمر بنا إلا ونقرأ سورة الإخلاص سواء فيأذكار الصباح والمساء أو في الصلاة أو في الوتر أو غير ذلك,, إلا أنه يؤسفني أنقليلاً منا من يعرف معني أسمالله الصمد !!! معناه ذكر أسم الله تعالي الصمد مرة واحدة في القرآنالكريم في سورةالإخلاص وهي مكية وعدد أياتها أربعة وتعددت معاني أسم الله الصمدبين السيد والحي القيوم والنور والذي لا جوف له إلا أن أغلب المفسرين أجتمع علي أنتفسير الأية 2هي )الله الصمد)مبتدأ وخبرأي المقصود في الحوائج علىالدوام. تعدل ثلث القرآن وقد ورد في فضل سورة الإخلاص العديد من الأحاديثوعلي سبيل المثال لا الحصر : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "قل هو اللهأحد" تعدل ثلث القرآن"(1) قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلهثلث القرآن؟ " قالوا : وكيف يقرأ ثلث القرآن ؟ قال عليه الصلاة والسلام : "يقرأ (قل هو الله أحد).. يعدل ثلثالقرآن" (2) سبب في دخول الجنة كان رجل من الأنصار يؤمهم في مسجد قباء ، وكان كلماأفتتح سورة يقرأبها لهم فيالصلاة مما يقرأ به ،أفتتح "قلهو الله أحد",,حتىيفرغ منه ، ثم يقرأ سورة أخرى معها ، وكان يصنع ذلك في كلركعة، فكلمه أصحابه فقالوا : إنك تفتتحبهذه السورة ، ثم لا ترى أنها تجزئك حتى تقرأبأخرى ، فأما أن تقرأ بها وأما أنتدعها وتقرأ بأخرى ؟ فقال : ما أنا بتاركها ،إن أحببتم أن أؤمكم بذلك فعلت ، وإنكرهتم تركتكم ، وكانوا يرون أنه من أفضلهم وكرهوا أن يؤمهم غيره ،فلما أتاهمالنبيصلى الله عليهوسلم أخبروه الخبر فقالصلى الله عليه وسلم : "يافلانما يمنعك أن تفعل ما يأمرك به أصحابك ، وما يحملك على لزومهذهالسورة في كل ركعة"؟ فقال : إني أحبها ,, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "حبك إياها أدخلك الجنة"(3) سبب لقبولالدعاء سمعالنبي صلى الله عليه وسلمرجلاً يقول : "اللهم ! إني أسألك بأني أشهد أنك أنتالله، لا إله إلا أنت ، الأحد الصمد،الذي لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفؤا أحد" فقال عليه الصلاة والسلام : "لقد سأل الله باسمه الذيإذا سئل به أعطىوإذا دعي بهأجاب"(4) سبب للشفاء مرضت فعادنيرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : "بسم الله الرحمن الرحيم أعيذك باللهالأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولدولم يكن له كفواً أحد من شر ما تجد" قالها مرارا .(5) سبب للمغفرة سمعرسول الله عليه الصلاة والسلامرجلاً يقول في تشهده : "اللهم إني أسألك يا اللهالواحد الأحدالصمد،الذي لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفواًأحد أن تغفرلي ذنوبيإنك أنت الغفور الرحيم" فقال صلىالله عليه وسلم: "قد غفر له قد غفر له".(6) إن كانهناك من أحبتك من يستحق معرفة معناها فلا تبخل عليه بها؟!؟ وجزى الله الجميع كل خير.. رحم الله امواتنا واموات المسلمين -------- 1- لراوي: أبو هريرة المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2899 2- الراوي: أبو الدرداء المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 811 3- الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 774 4- الراوي: بريدة بن الحصيب الأسلمي المحدث: ابن حبان - المصدر: بلوغ المرام - الصفحة أو الرقم: 456 خلاصة حكم المحدث صحيح 5- الراوي: عثمان بن عفان المحدث: العراقي - المصدر: تخريج الإحياء - الصفحة أو الرقم: 2/262 خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن 6- الراوي: - المحدث: الألباني - المصدر: التوسل - الصفحة أو الرقم: 31 خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
__________________ |
#333
| ||
| ||
نفحة يوم الجمعة قال الاوس بن حارثة ينصح ابنه مالكا :- يا مالك : المنية ولا الدنية والعتاب قبل العقاب والتجلد لا التبلد واعلم أن خير الغني القناعة وشر الفقر الضراعة والدهر يومان فيوم لك ويوم عليك فإذا كان لك فلا تبطر وان كان عليك فاصبر
__________________ |
#334
| ||
| ||
ليس المهم سجود الرأس.. بل سجود القلب شعرت خلال الفترة الماضية ومن خلال اطلاعي علي المقالات التي تتعرض للإسلام عرضا او نقداً بغياب المفاهيم الصحيحة والمعاني الحقيقية لهذا الدين العظيم.. ولاحظت ايضاً تطاولاً وجرأة من بعض الكتاب او ممن يسمون انفسهم «نخبة المفكرين».ة والذي لم يستطع ان يصل لهذا المعني فهو قد ادي الصلاة ولعلمه قد سقط عنه الغرض بادائه ولكنه لم يتصف بمزاج الصلاة وهو العبودية لله في كل حال.ة علي الثوابت والاصول العظيمة مع قلة بضاعتهم، بل ورداءتها في كثير من الأحيان.. والذي يستعرض الصفحات والمقالات الدينية - وما اقلها في بلاد الازهر - يجد هذه المصيبة قد عمت حتي تعرض بعضهم بالنقد والتجريح للصحابة الكرام، وهم خير الناس اجمعين بعد الرسل والانبياء «ص» بشهادة رب العالمين قبل شهادة البشر اجمعين. مما يعرض نفسه لمصيبة كبيرة يوم القيامة.ة وقد دفعني هذا وغيره لعرض بعض المفاهيم والمعاني الرائعة والحكم البالغة لدين الله تبارك وتعالي علي شكل سلسلة من المقالات أبدأها اليوم بعون الله تعالي عن معني العبودية والانقياد السليم لله عز وجل.ة فقد اقسم الله تبارك وتعالي في سورة الشمس وضحاها - بشئ يلفت النظر فقال سبحانه وتعالي (ونفس وما سواها) وقال في موقع آخر من القرآن ( وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء) الاية فما معني تزكية النفس وصلاحها؟!ة إن الله تعالي قد أنعم علي الانسان بنعم لا تعد ولا تحصي ومن اعظم هذه النعم النفس والمال - فهما أمانتان عند الانسان سيسأل عنهما يوم القيامة - وكما قال المصطفي «صلي الله عليه وسلم» «لا تزولا قدما عبد يوم القيامة حتي يُسأل عن اربع عن عمره فيما افناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما انفقه وعن علمه فيما فعل به».ة فلحظات عمر الانسان وكذلك امواله كثيرة كانت او قليلة هما من أكبر النعم علية فصلاح الانسان وتزكيته لنفسه هو استعمال النفس والمال وإنفاقهما فيما يرضي ربنا سبحانه وعلي طريق رسوله الكريم (ص) وأن يحفظهما مما يغضب الله عز وجل او يخالف النبي «ص» ولهذا قال العلماء الجنة خطوتان.. خطوة علي النفس والاخري في الجنة.. وذلك تحقيقا لقوله سبحانه: (و أما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى).ة ومن رحمة الله تعالي وعنايته ورعايته لنا أمرنا بأوامر مقصودها هو مساعدة العبد علي ترويض نفسه الامارة بالسوء والباطل ومعالجة امراض الفجور كاستعداد الكبر والتسلط والبغي والعدوان التي ظهرت بشكل واضح عند ذلك المجنون فرعون الذي تطاول وقال أنا ربكم الاعلي وهل هناك رب يأكل ويشرب ثم يتبول ويتفوط ويحيا ويموت - ولكن الكبر الذي يعمي الابصار والقلوب (فإنها لا تعمي الابصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدور) فأوامر الله تعالي للبشر مقصودها مخالفة النفس البشرية الامارة بالسوء.ة فلا يكون العبد عبداً حقيقياً لله الالكمال الذل لله والمحبة له.. ولهذا يعينه الله علي ذلك بالاعمال التي تساعده علي ترويض نفسه وإذلالها لله وكذلك يمده بالنعم الكثيرة التي تساعده علي نجاحه وفلاحه في الدنيا والاخرة ليسهل عليه محبة خالقة الكريم.ة فانظر - أخي - للصلاة مثلا فإن لله فيها اوامر علي القلب مثل النية الخالصة والخشوع والتوجه للاخرة.. وله ايضا اوامر علي الجوارح بالقيام والركوع.. والسجود والسكون والخضوع فالمقصود من الصلاة هو خضوع النفس امام الله في وقت وحين - فتعلم العبد فيها ان يستعمل جميع جوارحه حسب أوامر الله - فيتعلم ماذا ينوي قبل كل عمل لان الاعمال بالنيات ويتعلم ماذا ينوي قبل كل عمل لان الاعمال بالنيات ويتعلم متي يتحرك ومتي يسكن.. متي يركع ومتي يسجد ويخضع - وهذا وقت التسبيح وهذا وقت التكبير.ة وهكذا ينفذ المصلي داخل الصلاة أوامر الله علي نفسه فعليه ايضا ان يمرن نفسه علي تنفيذ اوامر الله في شتي شئون حياته خارج الصلاة.ة فليس المقصود سجود الجوارح او سجود الرأس وإنما المقصود سجود القلب بالخنوع والخشوع والطاعة والانقياد لرب العالمين معلنا أنه عبدالله في كل حال.ة في حال الرخاء والسرور وكأنه في حال القيام في الصلاةة ، او في حال ضيق او عسر او شدة بسيطة (كأنه في حال الركوع) او في حال المرض الشديد اوالعسرة الشديدة (مثل حال السجود) فأنا عبدالله في حال الرخاء والشدة والعسر واليسر والمنشط والكره.ة تحقيقا لقول سبحانه «وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون». نسأل الله ان يرزقنا واياكم معني العبودية والتسليم لله
__________________ |
#335
| ||
| ||
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إيماني التزامي أين أنت ... ؟! أين أنت .. ؟! هل تسمعني .. ؟ أناديك بأعلى صوتي أطلب منك أن تعود .. وتعود بسرعة .. يا من أحن لقربه مني .. وآسى لفقده .. أناديك لأخبرك عن حالي بعدك .. وما صارت إليه بعد رشاد ... أناديك لأذكرك وأسلي نفسي بتلك الذكرى .. فإن كنت تسمع فأجب ولا تتأخر فالهموم تعصف بي منذ بعدت عني .. فلقد ضعت في نفسي وحرت معها وقادتني إلى المهالك بدلا من اقودها إلى الخير .. أناديك لاطلعك فترى بنفسك ما حدث لي .. اناديك لأذكرك وأقول لك .. هل تذكر .. ؟ هل تذكر ذاك التبكير إلى الصلاة والمسابقة على الصف الأول .. ؟ بل ومسابقتي للمؤذن لأدخل قبله إلى المسجد .. ؟ هل تذكر ذلك الحرص .. ؟! صار تخلفا وتضييعا .. نعم أصبحت من الذين تمر عليهم الأيام والأسابيع ولم يدركوا تكبيرة الإحرام .. ! ولا أخفيك ان قلت لك انه لا يمر يوم إلا وأصلي صلاة أو صلاتين في البيت لفواتهما علي جماعة في المسجد .. !! هل تذكر .. ؟ هل تذكر محافظتي على السنن الرواتب .. ؟ تلك السنن التي دائما ماكنت أردد ذلك الحديث العظيم الذي يبين فضلها وعظم ثوابها .. وهو أن الله يبني - لمن صلى في اليوم ثنتي عشرة ركعة - بيتا في الجنة .. صدقني أنها ذهبت وأصبحت علي أثقل من الجبال .. !! بل حتى الخشوع في الصلاة عامة لا أجد له طعما ولا أجد له مكانا في قلبي .. وأصبح همي في الصلاة متى ينتهي الإمام منها ومتى أخرج من المسجد .. ؟!! حتى الذكر بعد تلك الصلوات ذاب مع تضييعها وإهمالها .. ! هل تذكر .. ؟ هل تذكر تلك السجدات التي أختلي بها في ظلمة الليل .. ؟ والتي كنت معك منتظما في آدائها وعدم تركها مهما كانت الأحوال .. أقسم لك أنني أفتقدها منذ زمن .. أفتقدها وأجد صعوبة شديدة في العود إليها .. !! بل لا أجد في نفسي أي إقبال عليها .. ! هل تذكر .. ؟ هل تذكر أُنسي بكتاب الله في كل وقت .. ؟ والذي كنت أحفظ الكثير منه خاصة بعد صلاة العصر .. يوم أن كنت لا أخرج من المسجد إلا بعد القراءة والحفظ والمراجعة .. ! لقد ابتعدت عنه أميالاً وضاع الكثير مما كنت أحفظ منه .. ! وأصبحت تمر الأيام والأسابيع وأنا لم أقر في كتاب الله .. ! هل تذكر .. ؟ هل تذكر أيها البعيد يوم أن كنت أسير وأنا مطأطأ الرأس .. خشية أن يقع بصري على شيء محرم .. أتذكر ذلك .. ؟! لقد ذهبت تلك الخشية .. ! وأصبحت أقلب بصري في المحرمات وأصر على ذلك دون أن أجد في نفسي ألما أو مجرد إحساس في الألم .. ! هل تذكر .. ؟ هل تذكر تمعر وجهي عند رؤية المنكر .. وسعيي من أجل إنكاره .. ؟ ذهب ذلك الإنكار وأصبحت لا أفرق أحيانا بين المنكر والمعروف .. !! ولا أخفيك إن قلت لك انني قد أجلس في المجالس التي تعج ببعض المنكرات .. ! إلتزامي الحبيب .. لما تركتني هكذا لوحدي .. !؟ لما ابتعدت عني ؟ أقسم لك أنني أشعر بخوف وقلق ، ولا آمن على نفسي من الوقوع في المعصية .. حتى السمع والكلام اللذين كنت أنعم معك بحفظهما من الخطأ ، امتلأ كل منهما بالمعصية .. ! لدرجة أنه أصبح من الطبيعي عندي أن أجلس في مكان عامر بالغيبة والنميمة .. ! التزامي .. هل بالإمكان أن تعود إلي .. ؟!! هل بالإمكان أن تساهم في دعوتي إلى الخير وعودة مافقدت بسبب بعدك من لذة العباد والأنس بالله .. ؟! هل بالإمكان أن تعينني على نفسي المقصرة .. ؟ ناشدتك الله إلا عدت .. عُد لنتعاون أنا وأنت على الطاعة وهجر المعصية .. عُد ليعود إلي خشوعي وأنسي بخلوتي بربي .. عُد ليعود إلي حفظي لبصري وسمعي وجوارحي عن المحرمات .. عُد فمرارة فقدك أفسدت علي طعم الحياة .. عُد قبل أن يحول بيني وبينك الموت .. عُد فقد جربت نفسي بدونك فوجدت نفسي أسبح في متاهات الضلال .. عُد فصنوف الشر والفساد تبرق لي في كل مكان .. أيها الحبيب الغائب .. أتعلم ماذا أخاف ؟ أخاف أن تكون ضيعت الطريق إلي .. حينها أعض على أصابع الندم وأقطع كل شيء في هذه الحياة إلا بالله الذي يحي الأرض بعد موتها .. ويبعث لها الحياة من جديد .. أخشى أن يرفض قلبي استقبالك من جديد بسبب بعده عن الله وعن مواطن الخير .. فمن يساعد مكلوما فقد عزيزا على قلبه اسمه الإلتزام !؟ من يدلني على الطريق إلى هذا الإلتزام إن أبى أن يعود ! اللهم يا من جمعت يوسف بيعقوب ، اجمعني وكل مسلم بالتزامه وأصلح ما فسد من قلوبنا وسددنا في القول والعمل اللهم إنا نعوذ بك من الحور بعد الكور اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك اللهم إنا نسألك الثبات حتى الممات يا رب الأرض والعرش والسموات اللهم إن لنا إخوانا كانوا معنا على الدرب فاتسزلهم الشيطان وأغرتهم الدنيا وأضعفتهم الفتن اللهم فردهم إلى الحق ردا جميلا يا رب العالمين ارجع يا رفيق الدرب فلقد اشتقنا والله إلى رجوعك
__________________ |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
جديد لكل مسلم ومسلمة | banota-cool | إعلانات تجارية و إشهار مواقع | 0 | 06-11-2009 08:26 AM |
فلاش يجب ان يشاهده كل مسلم ومسلمة | شفق1 | نور الإسلام - | 3 | 08-09-2008 09:07 AM |
عظم الله اجركم جميعاَ كل مسلم ومسلمة وانا لله وانا اليه راجعون | المشتاق لله | نور الإسلام - | 13 | 02-25-2007 03:51 PM |
حاسب نفسك (للكل مسلم ومسلمة) | بــو راكـــــان | نور الإسلام - | 3 | 02-20-2006 11:23 PM |