عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #371  
قديم 05-07-2010, 07:05 PM
 
العلم الحديث.. ومظاهر الإعجاز الجَمالي، وتجليات الإبداع الإلهي.
ا.د./ ناصر أحمد سنه Click this bar to view the full image.
كاتب وأكاديمي في جامعة القاهرة.
الجمال والإبداع صفتان متلازمتان. ومظاهر الجَمال والإبداع المبثوثة في الكون، بجماداته قبل أحيائه.. للعلم فيها نظرتان: نظرة علمية قديمة، وأخرى حديثة.
بيد أن الوعي الجمالي يرتبط بالوعي الإيماني والعقدي ومحوره كيف تنظر للكون وللحياة والأحياء؟, وكيف يمكن تفعيل الحواس لتتذوق ـ بعد تيقنها من المسلمة الكبرى أنه لابد للخلق من خالق ـ مظاهر الإعجاز الجَمالي، وتجليات الإبداع الإلهي?. ويبقي أن هناك جوانباً من العلم تكشف وتضيء وتوضح الإرتباط الوثيق بين نظام الخلق، ومظاهر الإعجاز الجَمالي، وتجليات الإبداع الإلهي، يقول تعالي: "سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ" فصلت: 53. فماهي تفاصيل بعض هذه الجوانب؟.
لقد تبنت النظرة القديمة ـ ومبناها مادي خالص حيث المادة أساسية، والعقل ثانوي ـ عدم الإعتراف بعنصر الجمال / الإبداع كمبدأ أساس من مبادئ العلوم وفلسفتها. فالجَمال ـ برأيها ـ لا يمكن قياسه أو وزنه أو اختباره, ولذا اعتبرته انعكاساً من الشخص/ المراقب للظاهرة موضوع البحث، وليس صفة من صفات الظاهرة/ الشيء الكامنة فيه.
ويجمع رواد هذه المدرسة أمثال: "ديكارت"، و"بيكون"، و"سبينوزا"، و"دارون"، و"فرويد" علي أن: الجمال ليس صفة "حقيقية" في الشيء المدروس, ولا يدل الجميل، ولا المُبهج على أكثر من موقفنا العقلي، أو تأثرنا الغريزي من الحكم على الشيء ذاته [1]. لذلك فنظرتهم المادية للكون مبانها على إنكار "مبدأ الغائية" فيه. فالكون ليس سوى "مادة"، وأن " الإحساس" ليس سوى تغير مادي، لذا فليس في الأشياء الطبيعية ثمة "هدف/ غائي" مقصود، بل هو تصرف بضرورات ميكانيكية داخلية ليس إلا. وبالتالي يلزم التفسيرات العلمية الإقتصار على تلك الأسباب المادية والميكانيكية فحسب.
لكن ـ وبعد مباحثها في علوم الفيزياء والدماغ والأعصاب والوراثة وعلم النفس ـ رأت المدرسة الجديدة في العلم وروادها أمثال: "أينشتين"، و"هايزنبيرغ"، و"بور"، و"شرنجتون"، و"أكلس"، و"سبرى" :إن الكون بما يمثله هو وحدة كلية واحدة.. وأن المادة ليست أزلية، والكون في تمدد وتغير مستمرين.. وهنا يبرز الجَمال كوسيلة هادية لاكتشاف الحقيقة العلمية، ومقياس لها [2].
وتخلص النظرة العلمية الجديدة إلى التأكد على أن الكون بمجموعة ـ بما في ذلك المادة والطاقة والزمان والمكان ـ "حدث" قد وقع في وقت واحد، وله بداية محددة، لذلك فلابد له من مُوجد: كما تؤكد أن هناك سماتاً موضوعية وليست من قبيل الصدفة، تكمن وراء هذا الجمال/ الإبداع الكوني المتنوع، وليس "إنعكاساً في عين الناظر/ المراقب له". فما هي تفاصيل ذلك؟.
النظرة العلمية الجديدة.. والجمال/الإبداع في مجال الفيزياء.
إن كبار علماء الفيزياء قد نشدوا "الجمال/الإبداع " من خلال نظرياتهم العلمية.. في الذرة والمجرة. فذلك "الجمال العلمي في النظريات" يستوجب الإعجاب ـ حسب "اينشتين"، إذا لبى شروطاً ثلاثة: إذا كانت مقدماتها أبسط، و"البساطة تستلزم كمالاً وأقتصاداً"، وإذا كانت الأشياء التي تربط بينها أشد اختلافاً، ثم إذا كانت صلاحيتها للتطبيق هي أوسع نطاقاً [3].
الفيزيائي"لويس دوبرجلي"
يقول الفيزيائي"لويس دوبرجلي":كان الإحساس بالجمال في كل عصر من تاريخ العلوم دليلاً يهدي العلماء في أبحاثهم, ويؤكد الفيزيائي "ريتشارد فينمان": إن المرء يمكن أن يستبين الحقيقة بفضل جمالها، وبساطتها وروعتها.. ففي الطبيعة بساطة ومن ثم جمال عظيم.
لذلك فالنظرة الجديدة في العلم تطرح مبدأ: أن الطبيعة جميلة، فالجمال ـ إذن ـ يُعد معياراً في تناول العلوم وفلسفته ونظرياته، والعالم الذي يعمي عن رؤية هذا الجمال هو قليل الحظ من العلم. وهذا رائد مجال ميكانيكاً الكم Quantum Mechanics "هايزنبيرغ" يقول: النظرية مقنعة بفضل كمالها، وجمالها التجريدي..وأن الفيزياء الذرية المعاصرة قد نأت بالعلم عما كان يتسم به من اتجاه مادي في القرن التاسع عشر [4].
إن "نيوين" قد أدهش العلم والعلم عندما قام بتفسير ظواهر سقوط الأجسام، والمد والجزر، وحركة الكواكب والمذنبات بثلاثة قوانين بسيطة. لكن يبقي السؤال: ماهذا السر الرائع وراء ظاهرة "الجاذبية الأرضية"، وتناسبها وتناسقها مع الكائنات والمخلوقات على ظهرها؟ ومن الذي ثبت الأرض بالجبال فكانت مثل الرواسي للقشرة الأرضية ولولاها لاضطربت هذه القشرة الضعيفة والرقيقة، من الذي سخر الرياح، والمجال المغناطيسي "الرائع" للأرض، وجعل النجوم "علامات مضيئة" نهتدي بها، وهل ثمة تفسير علمي فقط لوجود كل هذا الإعجاز الجمالي وغيره في الطبيعة؟ [5].
إن "أينشتين" يؤكد أنه: لا علم من غير الاعتقاد بوجود تناسق وتناغم داخلي في الكون..تناسق الأجزاء مع بعضها البعض ومع الكل الجامع [6]. وبحثاً عن هذا التناسق والتناغم الداخلي في الكون سعى علماء الفيزياء, منذ "اسحق نيوتن" 1642-1727م وحتى سبعينيات القرن الماضي, ليكتشفوا ـ أخيراً ـ جمال التوحد الذي يشمل ظواهر الكون الفيزيائية الأربع: الكهربائية والمغناطيسية والنووية والجاذبية, ومثلوا على ذلك: استقرار الأقمار الصناعية في مداراتها الثابتة حول الأرض إنما هو محصلة تناسق بديع بين قانون الجاذبية الأرضية، وقانون القوة الطاردة المركزية[7].
بينما تتعدد مظاهر الجمال الزاخر والإبداع المبثوث في الكون المادي، فنجد على سبيل المثال:
- أحجار الجيودات Geodes حجر النسر/ حجر البهت ذو التجاويف والمبطن ببلورات أو بمادة معدنية، والأحجار الكريمة البلورات بها جمال وتناسق وألوان وإشراق لا سبيل إلى إنكاره.
- ندف الثلج Flakes/Snow Crystals، الجميل، وتنوعاتها الهائلة والمدهشة والفريدة، المستندة إلى الشكل السداسي. وقد بذل "دبليو.أ. بنتلي" في تصوير نحو ألفي شكل منها، ضمن معرض الطبيعة الدائم للزخرفة، والزخرفة ليست نتاج الصدفة أو الضرورة في جهد كبير استغرق من حياته نحو خمسين عاماً وقد جمعها في كتاب مدهش ورائع[8]. لقد تم الاعتماد علي هذه الأشكال كثيراً من قبل الفنانين، ومصممي الصناعات المتعددة النسيج، الخزف والسيراميك، والحلي والجواهر، الخ.
تنوعات هائلة من الشكل السداسي الرائع لندف الثلج!
يقول "هنري ثورو": أكاد أجزم أن صانع هذا العالم تتجلي براعته في كل ندفة ثلج، أو قطرة ندى. نظن أن الأولى تتماسك بصورة ميكانيكية، والأخرى تسيل فتتهاوى بكل بساطة لكنهما في الحقيقة إنعكاس للجمال من يده [9].
تتفجر الأنهار وسط الأحجار، وتتشقق فتخرج منها الماء، وتهبط من خشية الله، ياله من جَمال وروعة تنضح به "جمادات" الكون[10] :".. ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنْ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ" البقرة:74.


في تشقق الأرض الجامدة نرى الهندسة الرائعة! خطوط وتداخلات وكأنها لوحة فسيفساء!.
ولاشك أنك واجد في زبد البحر، وأمواجه، وما يحمل من جواري منشأت كالأعلام، وأسطح الجليد، والرياح وسيرها، ومرّ الجبال كمرّ السحاب، وجمال غروب الشمس، وتألق ألوان قوس قزح الرائعة مظاهر جمال وإبداع وبهجة, في آن معاً.

سطح جليدي شكلته قدرة الخالق فعندما يتجمد الماء في الشتاء البارد يشكل مثل هذه التلال والوديان.
إن الجمال في مجال الفيزياء سمة غالبة، فالتجربة قد تخطئ، والجمال قلما يخطئ فهو يثبت الحياة في العلم. والحقيقة أنه ليست هنالك ضرورة إذ يمكنها أن تسير دون ذلك تفرض في المقام الأول أن تشتمل القونين الفيزيائية للطبيعة علي البساطة والتاسق والتناسب والتماثل والتألق والروعة والإبهار. الحق أنه يقف وراء ذلك "إرادة بديع السموات والأرض"[11]، يقول تعالي:"َبدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ"البقرة:117،
النظرة العلمية الجديدة.. والجمال/ الإبداع في مجال الأحياء
في داخل الخلية الحية، وفي الدورة الدموية، والوصلات والإشارات والإنعكاسات العصبية.. جَمال وإبداع. وفي إلتئام الجروح والكسور.. والنفوس جَمال. فلا يخلو كائن حي.. دقيق أو كبير من جَمال وإبداع.
يروي جيمس واطسن في كتابة "اللولب المزدوج" :إن الجَمال هدى إلى اكتشاف التركيب الجزيئي لحامض النووي د.ن.أ، حيث أكد كل منا للآخر أنه لابد من وجود تركيب علي هذا الجانب من الجَمال"[12].
ويشير "أدولف بورتمان"، الحُجة في مجال أشكال الكائنات الحية وعلاماتها المميزة ووظائفها :أن هناك سماتاً كثيرة لا تفسرها الضرورة أو الملائمة للبقاء، فالأوراق ضرورية لإنتاج الشجرة غذائها، ولكن هناك الكثير في شكلها، وخطوطها مما ليس تكيفا مع البيئة، بل هو أمر جمالي تصويري محض. إن عملية التمثيل الضوئي قد تفسر وجود وظيفة الأوراق، لكنها لا تفسر بأي حال تمايز وجمال ورقة البلوط عن ورقة القيقب[13]. إن الزهور، وأوراق النباتات وتصنيفاتها وعروقها وتعرجاتها الماكروسكوبية منها الميكروسكوبية، وألوانها، تعطي تصانيف جمالية لا حصر لها هي غاية في الإبداع والدقة والإنسجام والتناسق المبهر. صفات تبعث علي البهجة":"..وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ الحج: 5، ويقول تعالى: "وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ" ق: 7. ويقول جل شأنه:" أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُوْلِي الْأَلْبَابِ"الزمر:21.

زهرة تتداخل وتتدرج ألوانها الرائعة،حيث الجاذبية الجمالية للألوان.
إنها دعوة مستمرة لتأمل "دنيا النبات" واليانع من الثمار:" وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنْ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ"الأنعام:99.
ولا يصيب العلم الحديث مللٌ من التأكد على لفت الإنظار لتأمل بيوت الحشرات "الهندسية الرائعة" كالعنكبوت، وخلايا مستعمرات النحل و"إعجازها الجمالي، وهندستها السداسية البديعة"، وأشربتها مختلفة الألوان"، يقول تعالى:"ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَالنحل: 69.
العنكبوت، ونظام هندسي متقن؟.
الخلايا التي يصنعها النحل وتظهر الهندسة السداسية الرائعة.
كما أنك واجد ـ إذا كنت من الغواصين المحترفين ـ في أقصي أعماق البحار والمحيطات، حيث لا ضوء ينفذ، ولا بشر يعتاد المشاهدة..آيات من الإبهار الجمالي والإعجاز اللوني في الشعاب المرجانية، والأسماك والكائنات البحرية.
صفاء ماء، وروعة ألوان، وإنسيابة حركة.. ماأروع هذا الجَمال؟!

جزء من زعنفة سمكة بها خطوطا طولية وبقعاً برتقالية، متناسقة متناسبة متداخلة الألوان.
نجمة البحر، حيث التناسق البديع وجاذبية الألوان.
لقد تجاوز العلم نظرته لدور ريش الطيور في عملية الطيران وتنظيم حرارة الجسم، فالآن له دور آخر جمالي/ زخرفي، مميز للطائر، بل "معبر عن ذاته". إن الضرورة قد تفسر لماذ يكون صوت العصفور جميلاً في سمع عصفور آخر، لكنها لا تفسر لماذا يكون جميلاً في سمع الإنسان؟.
إن الحياة تتجه نحو الأجمل، فالأجمل، وليس نحو "البقاء للأقوي" كما زعم "دارون". فلماذا يخرج من عائلة ذات الحافر الواحد الحصان وهو ليس في قوة وإحتمال وجلد الحمار؟، ومن عائلة ذاوت الظلفين هناك الغزال الأرهف والأضعف, والاقل جلداً وتحملاً من الوعل.؟. ونجد الحمام والطواويس والعاصافير الملونة أكثر رقة ورهافة من الصقور والنسور. كما إن الفراشات الملونة، بأجنحتها المنقوشة الرقيقة هي أقل ملائمة وتحملاً من الزنبور الطنان القوي الشكل. يقول تعالى:"وَمِنْ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ"فاطر:28.
بعد بحوثها المتنوعة والمكثفة تبنت النظرة الجديدة للعلم أن: الإدراك والتفكير وعمليات "العقل" الرائعة ليست من صنع المادة، بل إنها تؤثر تأثيراً مباشراً في العلميات الفسيولوجية/ المادية ذاتها عبر ما سمي بالتأثيرات النفسجسمية Psychosomatic effects.
كما رفض رواد نفسيون بـتفسير السلوك البشري بلغة الغرائز "الحيوانية" والدوافع "البهيمية"، وآمنوا ـ بدلاً من ذلك ـ بالقيم الأخلاقية والجمالية، والجوانب الروحية والفكرية والنفسية. إن " دارون، ومن سار سيره" لا يستطيع تفسير كل ما سبق فضلاً عما أتى به الإنسان من مواهب معنوية عدة لا تعود بنفع مادي على عاداته اليومية، أو بسبب من "تكيف" مباشر لمواجهة ظروف بيئية.
ليس الأمر متوقفاً عند تلبية الضرورات/ المادية.
إن كل نظرية تفسر نشوء الحياة والأنواع كمادة، ولغرض مادي/ ضروري بحت، دونما تفسير للقيم الجمالية/ الغائية من ورائها هي نظريات ناقصة ومبتسرة بل وخاسرة. ولاشك أن انهيار حلقة واحدة من البناء، يقود لانهياره كله، وهكذا النظريات سواء بسواء.
لقد أكد القرآن الكريم أن الأمر: ليس متوقفاً عند تلبية الضرورات/ المادية من طعام وشراب وتناسل وركوب، بل يُتجاوز ذلك بإبداع الخلق، وتلبية حاسة تذوق الجَمال، والحاجة إلى الزينة: "وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ. وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ. وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ. وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ"النحل:5-8، ويقول تعالى: "وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ"النحل:13.
إن في الْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ والجمال، والبقر والغنم والماعز والقطط والطيور والأسماك والفراشات.. جَمال. ويبرز سؤال: هل تتذوق هذه الكائنات الجَمال، وتشعر به؟. إن خلقها ـ كما الكون ـ على هذا النحو من الجَمال دال أبلغ دلالة على إتقان صنعة مبدعها وخالقها: "صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ" النمل: 88. ويقول صلي الله عليه وسلم: (إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطرُ الحق وغمطُ الناس) رواه مسلم.
ليس ثمة ضرورة نفعية/ حياتية تفرض وجود مظاهر الجمالم الإبداع في النبات والحيوان، ومن قبلهما الجماد. فجمال الكون وإبداعه ناشئ عن علة لا تحكمها الضرورة أو الصدفة أو تفسيرات دارون وغيره. إن نكران الإبداع الإلهي المُوجد للحياة والإحياء على هذه الصور المتعددة الجميلة ليصطدم بالمنطق العلمي/ العقلي قبل إصدامه بالدين، يقول تعالى: "سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ" فصلت: 53.
هي أولاً وآخراً إرادته تعالى.. القادرة المدبرة الحكيمة البديعة، في خلقه، وبديع صنعته، وحسن إتقانها: "هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ لقمان: 11. ويقول تعالى: "بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ" الأنعام:101.
وبـَدع الشيء بَدعاً: اخترعه، وصنعه، وأنشأه علي غير سابق مثال، فهو بديع، وأبدع: أتي بالبديع، والإبداع: إيجاد الشيء من عدم، والـبِِـدع بكسر الباء: الأمر الذي يُفعل أولا، ويقال ما كان فلان في ذلك بٍدعاً، وفي القرآن الكريم:" قل ما كنت بـِدعاً من الرسل"، والبٍدع: الغاية من كل شئ، والبديع: المُبدع، وفي القرآن الكريم: َبدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ"[14].

طين تشكل بهذه الأشكال الهندسية بعد طوفان.. لاشك لوحة رائعة تشهد على إعجاز وإبداع.
صفوة القول: يبقي الترحال عبر الكون، هو امتثال وطاعة لأمر الله تعالى:" قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"العنكبوت: 20. ثم هو يثري ـ ليس فقط ـ الوعي والذائقة الجمالية, التي هي أيضاً هبة من الله تعالى، بل أيضاً يـُزيد الإيمان بما يثمره ـ ذلك الترحال ـ من معرفة بتجليات اسمه تعالى "البديع". ومن ثم نعلم تمام العلم أن أصل الكون وبنيته الجميلة تؤكد أن مبدعه، والقيوم عليه هو الله تعالى. وأنه صاحب النعم كلها، المتفضل بها على الإنسان، ليعيش بها أحسن وأجمل وأبهى مايكون:" وما بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنْ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمْ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ"النحل:53. وفي الضر جمال ..يجعلك تعيد الصلة بالله تعالى وتجأر له وحده بالدعاء والإستغاثة. ومن ثم نعبده ـ تعالى شأنه ـ بكل أسمائه الحسنى، وصفاته العُليا، يقول تعالى: "وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِه،ِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ"الأعراف:180.
إن الجمال عنصرٌ أصيلٌ عند النظر للحياة والكون, فالجمال قيمة معنوية مبثوثة في الكون, جماداته.. وأحيائه، من الذرة إلي المجرة. ففي الوجود الجامد الميت جمال كما الحال في الوجود الحي, ولا ينبغي أن يُرى هذا الجمال المتغلغل فى الكون دون تذوقه, ورؤية مبدعه, ومن ثم حبه, إذ لا يُتصور محبة حقيقية إلا بعد معرفة وإدراك
__________________
رد مع اقتباس
  #372  
قديم 05-07-2010, 07:07 PM
 

إعجــاز تكــوين اللبن
لا توجد أي مادة غذائية يمكن أن تقارن باللبن
أ.د.رمضـــــان مصــــــري هلال
كلية الزراعة –جامعة كفر الشيخ
اللبن أكمل الأغذية من الناحية البيولوجية.
لا توجد أي مادة غذائية يمكن أن تقارن باللبن.
أفضل الأغذية للأطفال والناشئين والبالغين والمسنين على السواء.
أودعه المولى عز وجل أسرار كثيرة ما زالت وستظل الأبحاث تجرى لكشفها.
إعجاز تكوين اللبن:
اللبن يبدأ تكوينه من المواد الغذائية التي تتغذى عليها إناث الثدييات، بعد أن يتم هضم الطعام وامتصاصه ووصوله إلى الكبد عبر الأوعية الدموية ومن ثم إلى خلايا الضرع أو الثدي وقنواته ليفرز اللبن الخالص من كل الشوائب في قنوات الضرع.
وقد أشار القرآن الكريم ألى إنتاج اللبن وإخراجه بقدرته جل شأنه من بين فرث ودم " لبنا " خالصا سائغا للشاربين، يجزيء الأصحاء ويكفيهم، ويقوي المرضى ويشفيهم وصدق الحق إذ يقول: " وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَنًا خَالِصًا سَآئِغًا لِلشَّارِبِينَ " ( النحل: 66). فالغدد اللبنية هي التي تفرز اللبن، ولكن الكثير من مكوناته يأتي من أنسجة أخرى من الجسم وخاصة الدم والأمعاء.
والعلم الحديث قد كشف لنا أن مراحل تكوين اللبن كلأتى:
= تبدأ بعملية الهضم و التي تبدأ بمضغ الطعام و خلطها باللعاب ثم تنتقل بعد ذلك إلي معدة الحيوان المركبة حيث يتم الهضم الميكانيكي و الميكروبي و الكيماوي للغذاء و في الحيوانات المجترة يتم إجترار الكتلة الغذائية وبعد إتمام الهضم تكون الكتلة الغذائية قد تحولت إلي فرث.
= يأخذ الفرث طريقة إلي الأمعاء الدقيقة حيث يتم إفراز العصارات الهاضمة المختلفة (من الأمعاء-البنكرياس-الكبد).
= الاستخلاص من بين الفرث: حيث تقوم الخملات بامتصاص المواد الغذائية التي تم هضمها حيث تأخذ طريقها إلي الدورة الدموية.
= الاستخلاص من بين الدم: يقوم الدم بتوزيع المواد الغذائية إلي جميع أجزاء الجسم و منها إلى الضرع، و تقوم خلايا الضرع بامتصاص مكونات اللبن من الدم.
وبذلك يتضح أن معظم مكونات اللبن تأتي إما من الفرث، أو من الدم، أو من كليهما معا وذلك بعد تصفية وتنقية هذه المكونات لكي يخرج " لبناخالصاً " نقيا خاليا من العناصر غير الضرورية، ليس هذا فحسب ولكن " سائغا " طيب المذاق مستساغ الطعم.
صورة لضرع بقرة فتبارك الله أحسن الخالقين
الضرع أو الثدى:
توجد خلايا الضرع أو الثدي في حويصلات تسمى " الحويصلات الخروبية " وقد وجد أن الثدي يحتوي على نحو مليون حويصلة وكل حويصلة تتكون من آلاف من الخلايا.وكل خلية من هذه الخلايا إنما هي مصنع يقوم بعمليات غاية في الدقة والتعقيد.ومهما أتي الإنسان من تكنولوجيا فإنه لن يستطيع أن يصنع قطرة واحدة من اللبن.فتعالى الله عما يشركون.. فهذه الخلايا المتناهية الدقة تقوم بعمليات الترشيح والانتقاء الفسيولوجي للعناصر وتصنيع المواد غير الموجودة، كل ذلك بنسب محددة ومقننة تختلف من حيوان ثديي إلى آخر.حيث أن المولى تبارك وتعالى جعل لبن كل نوع من الثدييات مناسبا تماماً لنمو صغاره، فلبن المرأة أقل لبن الثدييات في نسبة كل من البروتين والدهون، وأكثرها في نسبة السكريات وذلك يناسب الطفل تماماً ويكون مناسبا لنمو أعضائه المختلفة نمواً سليماً.. وعلى ذلك نجد أن هناك اختلافا تركيب ألبان الثدييات المختلفة.
رسم يوضح غدد إفراز الحليب داخل الضرع
. وتعتبر عملية إدرار اللبن استجابة لفم الرضيع من أعقد العمليات والتي تتناسق فيها جهود أجهزة الجهاز العصبي وإفرازات الغدد الصماء والتي تظهر بجلاء مدى الإعجاز والإبداع وطلاقة القدرة الإلهية فسبحان الذي أتقن كل شيء خلقه.وتتجلى القدرة الإلهية فيما فطر عليه المولى عز وجل المولود من التقامه لحلمات ثدي أمه ومصه وما يصاحبها من رد فعل من شأنها إدرار اللبن من الثدي … فسبحان الله العظيم الذى وفر للمولود لبنا خالصا سائغا مثاليا للطفل الرضيع أخصه المولى بالكثير من الخصائص والمزايا والتى يكشف لنا العلم عنها وعن أهمية الرضاعة الطبيعية لكل من المولود والأم وعن احتوائه على بعض المواد المناعية التي تقي الرضيع من العديد من الأمراض بإذن الله تعالى.
اللبن ومنتجاته وعلاقتها بصحة الإنسان
والمصطفى صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى أخبرنا منذ أكثر من أربعة عشر قرنا بما توصل إليه العلم الحديث بعد رحلة شاقة من الأبحاث والدراسات حول أهمية اللبن الغذائية والصحية للإنسان، وأن اللبن غذاء كامل أو هو أكمل غذاء للإنسان، ولا يوجد ما هو خير منه للإنسان.
ونذكر هنا ما رواه الترمذي في سننه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا أكل أحدكم طعاما فليقل اللهم بارك لنا فيه وأطعمنا خيراً منه وإذا سقى لبنا فليقل اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه، فإنه ليس شيء يجزيء من الطعام والشراب إلا اللبن.
حقا وصدقت يا رسول الله، يا من علمك ربك وأوحي لك .. ليس شيء يجزيء من الطعام والشراب إلا اللبن .. كلمات معدودات حوت علوم ومعارف ودراسات وأبحاث وتجارب .. حقائق قررتها وذكرتها منذ أكثر من 1400 عام.
نعم ان اللبن هو خير الأغذية، فهو أول ما يتغذي به الرضيع و تنمي به الأبدان، سائغاً للشاربين.
و هكذا يتجلي لنا بوضوح ان النبي ( صلي الله عليه و سلم ) قد اشار إلي قيمة اللبن الغذائية المتميزة في زمن لم يدرك الناس فيه تركيب اللبن و ما يحتويه من عناصر غذائية هامة.ولا يخفى على أحد أهمية اللبن بالنسبة للناقهين وكذلك لكبار السن حيث يكون اللبن جيدا ومغذيا يعطي لهم كثيرا ًمن المغذيات بطريقة سهلة التمثيل، ويمدهم بفيتامين ( د ) والذي قد يكون مفيدا لكبار السن الذين لا يستطيعون الخروج إلى ضوء الشمس.
• منتجات الألبان والفم والأسنان وهشاشة العظام:
لوحظ انخفاض حدوث تسوس وسقوط الأسنان بزيادة تناول اللبن خاصة وان إضافة الفلوريد إلى اللبن أكثر تأثيرا في منع تسوس الأسنان من إضافته إلى الماء.ذكر تقرير خبراء المركز الصحي الأمريكي أفضلية منتجات الألبان كمصدر للكالسيوم.
منتجات الألبان وضغط الدم:
أظهرت الأبحاث أن الغذاء المكون من منتجات الألبان الفقيرة في الدهن والخضروات والفاكهة لها تأثير مفيد على ارتفاع ضغط الدم.
• التأثير الوقائي لمنتجات الألبان ضد السرطانات:
تشير الكثير من الدراسات إلى دور بروتينات اللبن في الوقاية من السرطانات، وقد أظهرت نتائج مشجعة لقدرة منتجات اللبن على منع تكوين الأورام في القولون والثدي.
• الخصائص المناعية للبن الإبل:
أوضحت الدراسات الحديثة أن لبن الإبل يمتاز بميزات مناعية فريدة، حيث أنه يحتوي على تركيزات مرتفعة للغاية من بعض المركبات المثبطة لفعل بعض البكتريا الممرضة وبعض الفيروسات.
في الهند يستخدم لبن الإبل كعلاج للاستسقاء واليرقان ومتاعب الطحال والسل والربو والأنيميا والبواسير وقد تحسنت وظائف الكبد في المرضى المصابين بالتهاب الكبد بعد أن عولجوا بلبن الإبل. هذا هو اللبن الذي أخرجه المولى جل شأنه بقدرته العظيمة من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين يجزئ الأصحاء ويكفيهم ويقوي المرضى ويشفيهم.
ويتجلى لنا بوضوح أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أشار إلى قيمة اللبن الغذائية المتميزة في زمن لم يدرك فيه الناس تركيب اللبن وما يحتويه من عناصر غذائية هامة.
وهذه الإشارات العلمية المعجزة في كتاب الله تبقى شاهدة لنا وللأجيال القادمة من بعدنا حتى قيام الساعة على أن القرآن الكريم كلام الله وأن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم هو خاتم أنبيائه ورسله , وأنه صلى الله عليه وسلم كان موصولا بالوحي معلما من قبل خالق الملك والملكوت، وأنه عليه صلوات الله وتسليماته لا ينطق عن الهوى.لأنه لا يمكن أن يتصور عاقل دقة هذه المعلومات الدقيقة والتي لم يكشف عنها العلم الحديث إلا قريبا عن دقة أسرار تكوين اللبن في كلمات موجزة وما عبر عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم من قيمة غذائية وعلاجية لن يضيف إليها العلم شيئا جديداً.وقد وعد المولى عز وجل المتقين بأن لهم في الجنة أنهاراً من لبن وأنهاراً من عسل مصفى .. حيث يقول في محكم التنزيل: " مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى " ( محمد: 15 ). جعله المولي تبارك و تعالي علامة لجبريل عليه السلام علي هداية هذه الأمة .. و جاء في الصحيح عن الرسول صلى الله عليه وسلم " أن جبريل عليه السلام.جاء بإناء من خمر وإناء من لبن، فاختار الرسول صلى الله عليه وسلم، إناء اللبن، فقال له جبريل: اخترت الفطرة، أما إنك لو اخترت الخمر غوت أمتك".
و روي البيهقي عن حكيم بن معاوية القشيري عن أبيه ( رضي الله عنه ) قال: سمعت رسول الله ( صلي الله عليه و سلم ) يقول:" في الجنة بحر للماء و بحر للبن و بحر للعسل .. و بحر للخمر ثم تشقق الأنهار منها بعد"
__________________
رد مع اقتباس
  #373  
قديم 05-07-2010, 07:29 PM
 
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: ((ويُسقون فيها كأساً كان مِزاجها زنجبيـلاً ))
سورة الإنسـان ، الآيـة ( 17 )
صدق الله العظيم
الزنجـبيـل ... الأعشـاب الطبيـة .. تشكـل قاعدة رئيسية في موسوعة الطب البديل الذي انتشر
واشتهر على نطاق واسع منذ 2000 سنة في الصينو 400 سنة في فرنسـا و 300 سنة
في أوروبـا لتمثل دواء شافياً وغذاءً مداوياً للعشرات من المراض.
ما هي حكاية هذا النبات الذي الذي بهر العالم بعلاجاته واكتشافاته قديماً و حديثاً ؟
بدأت زراعة الزنجبيـل في مناطق آسيـا الاستوائية ، فاستعملها الغرب على نطاق واسع
عبرعشرون قرناً لينقله الأسبـان إلى أمريكـا. وبدأت زراعته بكثرة غرب الهـند. وفي الطب
الشعبي يستعمل لتسخيـن وتدفئة المعـدة ، وطرد الرشح والزكـام والبرودة ، وله تأثير نافع في
الكحة المصحوبة بالبلغم لما له من تأثير جيد في إذابته وطرده من الرئتين.
وفي الصين ما زال الزنجبيل يسعى لتقليل السموم الناتجة من الأعشـاب ، حيث يخلط مع هذه
الأعشاب المستعملة في الطب التقليدي ، حيث يقلل من تأثيراتها الجانبية الضارة ، ويحسن من
مفعولها وطعمها ورائحتها.
كما أن زيـت الزنجبيـل .. يستعمل في الطب الشعبي شرقاً و غرباً عبر 400 سنة ، فالفرنسيـون
يستخدمونه كعلاج وطارد للرياح والحمى ، ويستعمل كفاتح للشهية ودواء للروماتيزيوم
والعظام.
ومع تطور الطب الشعبي .. واتساع روافده أصبح للزنجبيل مفعول السحر في التداوي من
العديد
من الأمراض الخطيرة ، أو الحد منها مثل الإيـدز بخطورته .. أو أمراض الحمل بأهوالها ، أو
التوتر العصبي الذي أصبح سمة عصرنا.
ويسمى الزنجبيل في اللغة الانجليزية (( ginger )) ، وبين الفرنسين(( gingerfread ))
مكونات كيماوية وعطرية شاملة:
يحتوي الزنجبيل على العديد من المكونات الكيميائية النباتية منها:
1-الهايدروكاربون مثل: مونوتر الفايبنين ، بيتابينين ، ما برسين ، ليمونين ،
بيتافلينادرين.
2-مواد عطرية مثل: بيتاسمين ، فلوين ديكانيز سيكوبلزين ، كروكوفين ، كوباين
وكثير غيرها.
3-كحوليات مثل: سيترونيللول ، بيتابيسابول ، زنجبيرول ، جنجيرول.
ويذكر أن الزنجبيـل .. يعتبر حاراً من الدرجة الثالثة ، ويابس في الدرجة الأولى ، ويفيد في معرفة الكيفية
عند تركيب الدواء.
أشكـال وألـوان الزنجبيـل .. رغم تعدد انواع الزنجبيـل وهو يمثل 3 أنواع أفضلها وأجودها: الأبيـض
اللون ، الرزين الثقيل العقد ، أي على شكل عقد ، الكثير الشعب الحاد الرائحة ، وتسقط قوته بعد سنتين
بالتآكـل.
25% من ألأدويـة ... مصنوعة من الأعشـاب: نجد أن أكثر الأدويـة المصنعة والغالية الثمن من خلاصات
أعشـاب طبيعية خلقـهـا الله سبحـانه وتعالى.
بعض الفـوائد الصحيـة للزنجبيـل:
لتقوية الذاكرة والحفظ وعدم النسيـان.
لعلاج الصداع والشقيقة.
دواء للدوخة ودوار البحر.
شفاء من العشى الليلي.
يقـوي النظـر.
علاج لضعف الصوت وصعوبة التكلم.
مطهر قوي للحنجرة والقصبة الهوائية.
عنصر فعـّال في التعاطي مع التوتر العصبي.
علاج لكثير من الأمراض المتعلقة بالعـيـن.
دواء للإرهاق والتعب.
علاج للعديد من الأمراض التناسلية.
طارد للبلغم.
مقـوي للقـلب.
يطهر المعـدة ويقويها.
يعالج صفرة الوجه.
ملين لعلاج الإمسـاك.
علاج للزكـام والرشح والأنفلونزا.
دواء للنزلة الشعبية.
شفاء لضيق التنفس و الربـو.
إصلاح الأمزجــة.
تقوية العضلات و الأعصاب.
دواء مقاوم للسعات الحشـرات.
علاج لتصلب المفاصل و الفقرات.
منشط للدورة الدموية ويذيب الكوليسترول.
الزنجبيـل علاج ودواء لسرطـان المـعـدة :دراسة حديثة أجريت بجامعة مينيستوتا برئاسة
الدكتورة ( أن بوريه ) ... أثبتت أن نبات الزنجبيـل له تأثير فعّال مضاد للأورام السرطانية
خاصة سرطان المعـدة .. حيث وجد مادة gingerol الموجـودة في الريزومات توقف نمو
السرطـان.
هل هناك أعراض أو محاذير جانبية للزنجبيـل؟
ترى بعض الدراسات أن الزنجبيل يصاحبه أعراض جانبية منها خفقان القلب وهبوط للجهاز
العصبي المركزي في حالات تعاطي جرعات كبيـرة.

مرضى القلب والزنجبيـل ..الأشخاص المصابون بالمرارة عليهم مقاطعة الزنجبيل ، والمرضى
بالقلب عليهم تناوله بقلة لأنه يخفض سكر الدم ويسبب الخفقان في حالة الجرعة الزائدة.
كما أن الجرعات الكبيـرة منه قد تسبب عدم انضباط الضغط لمرضى الضغط.



(( سبحــان الله وبحمده سبحان الله العظيـم ))
( من: كتاب .. التـداوي بالزنجـبيـل .. الطبعـة الأولى – دار الحضـارة للنشـر و التـوزيـع 1428هـ / 2007م )
__________________
رد مع اقتباس
  #374  
قديم 05-07-2010, 07:33 PM
 
التائب ..



التائب
فى وجدانه لوعة
فى وجهه أسى
فى دمعه أسرار
فى قلبه حرقة
منكسر القلب
غزير الدمعة
حى الوجدان
قلق الأحشاء
*
*
اللهم ارزقنا التوبة قبل الموت
والشهاااااااااادة عند الموت
والجنة والمغفرة بعد الموت
اللهم آمـــــــــــــــين



__________________
رد مع اقتباس
  #375  
قديم 05-07-2010, 08:24 PM
 
.

"سُبْحَانَ اللهِ وَالحَمْدُ للهِ وَلا إِلَهَ إِلا الله وَالله أَكْبَرُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللهِ"
رب اغفر لي ولوالدي، رب ارحمهما كما ربياني صغيرا
===================
صفوفنا عوجاء
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: لتسوون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم
عباد اللهلتسوونصفوفكم، أو ليخالفن الله بين وجوهكم
الراوي: النعمان بن بشيرالمحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 3972
خلاصة حكم المحدث: صحيح

فقد أردت التنبيه
أن محاذاة الصفوف تكون بوضع الكعوب على الخط (أي محاذاة الكعوب على أمام الخط) وليس بمحاذاة أصابع القدمين كما يفعل غالبية المصلين في المساجد
تعلمون لماذا؟
لأن كل الناس لا يتساوون في طول القدم فهذا قدمهطويـــــــــــــــــلة...ما شاء الله
و الآخر قدمهقصيرة
فإذا تم إعتماد أن تكون رؤوس الأصابع على الخط
فستلاحظ أن جميع الصفوف التي تعتمد هذه الطريقة هي صفوف عوجاء
كما في الصورة





________
لذا إذا أردنا أن تكون صفوفنا في الصلاة صحيحة
و أن ينظر اللهتعالى إلى صفنا
يجب أن تعتمد هذه الطريقة و هي أن تكون كعوب أقدام المصلين على الخط
لماذا؟
لأن آخر طرف في قدم الإنسان هو الكعب يوازي الظهره و قفا الرأس
و هذا مشترك في جميع بني آدم
بعدها ستلاحظ أن جميع الصفوف على خط مستقيم



الخلاصة لاتلصقوا اصابع القدمين ببعض
وإنما التساوي بالصف من الآخر وليس من الأصابع

__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
جديد لكل مسلم ومسلمة banota-cool إعلانات تجارية و إشهار مواقع 0 06-11-2009 08:26 AM
فلاش يجب ان يشاهده كل مسلم ومسلمة شفق1 نور الإسلام - 3 08-09-2008 09:07 AM
عظم الله اجركم جميعاَ كل مسلم ومسلمة وانا لله وانا اليه راجعون المشتاق لله نور الإسلام - 13 02-25-2007 03:51 PM
حاسب نفسك (للكل مسلم ومسلمة) بــو راكـــــان نور الإسلام - 3 02-20-2006 11:23 PM


الساعة الآن 05:07 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011