عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون قسم التكنولوجيا > الهواتف النقالة

الهواتف النقالة قسم يهتم بجميع الاجهزة النقالة الحديثة بطرح البرامج الداعمة لها وطرح الجديد من اخبارها وصورها الخاصة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #666  
قديم 04-16-2010, 01:24 AM
 



أحد أصدقائي كان يوماً عرضة لبعض الضغوط الرسمية, تمنى معها أن يكون مجهولاً طليقاً, لا يعرفه أحد ولا يسأل عنه.
ثم توثقت صلاته ببعض أولي الأمر, فصار يتذمّر من كثرة الاتصال، وسيل الأسئلة، والتمنيات التي هي توجيهات لابد من تنفيذها في نهاية المطاف.
ثم تراخت الصلة ؛ فصار يعتب على التجاهل والنسيان, وكأنني لست من أهل هذا البلد, ولا أحد يسأل عني، ولا أحد يدري أين ذهبت ومتى عدت !
داعية نشط يشكو من الناس الذين افترسوا وقته، واستنفدوا طاقته، وألَحّوا في الطلب, ما بين سائل ومعجب, وصديق ومريد وقريب، هذا لشفاعة، وذاك لمسألة، وثالث لنصيحة، ورابع وخامس.
حتى إذا هدأت عنه الرِّجْل وخف الزحام؛ بدا عليه القلق وصار يتساءل : أين الناس ؟
انشغالك عنوان أهميتك، وأن يكون لديك مواعيد عدة متزاحمة، وبرامج كثيرة، ولديك أكثر من جوال، ومحمول، والعديد من البشر يتصلون ويطلبون اللقاء ؛ يشعرك بأن لحياتك معنى، حتى إذا تمادى الشغل بدأ الضيق والتبرم ؛ هؤلاء شغلوني حتى عن نفسي وأهلي..!
وحينما يصادف وقت فراغ أو إجازة ويخلو المرء بنفسه وأسرته بعيداً عن ضغوط الارتباط الاجتماعي؛ يتسلل الملل إلى نفسه، ويشعر بثقل الوقت ووطأته, وهو من دون عمل يعانيه، ومن ترك عادته فقد سعادته !
حين يجلس الأب مع أولاده وبناته, ويتكرر اللقاء, ويطول اللبث ؛ يتضجر من الإزعاج وصراخ الأطفال, ويتململ من كثرة الطلبات، ويحس أن الاجتماع جعل العلاقة تفتر ؛ فإذا ذهب بعيداً تذكّرهم بشوق, وسالت دموعه, وحن إلى لثغة الصغار وضحكهم, بل وحتى صراخهم وبكاؤهم يصبح أمنية جميلة !
حين تكون طالباً في مرحلة ما ؛ تحسّ بثقل الدراسة, وتنتظر الإجازة الصيفية، وتحسب الأيام والليالي متى أتخرج ؟ ومتى أنتهي من الدراسة, وأصبح موظفاً أو أباً أو تاجراً أو..
فإذا تخرج حنّ إلى أيامها , وردد ذكرياتها باغتباط، وتمنى لو تعود الأيام السالفات !
حين تدق طبول الحرب، وترتفع وتيرة المخاوف؛ يتذمر الناس من القادم المجهول، ويضيقون ذرعاً إزاء العجز عن فعل شيء مؤثر في مجريات الأحداث، وهم لا يملكون حولاً ولا طولاً، فإذا بسط السلام جناحه وطال الهدوء، وامتد الاستقرار إلا من منغصات يسيرة هنا أو هناك، بدأت بعض النفوس تتضجر من الرتابة والأيام المتشابهة والحياة العادية.
أحد الشباب مُولع بالمطر، هو في أول الذاهبين لصلاة الاستسقاء، وأحد المتابعين لأخبار السيول، ومن عشاق الربيع والصحراء، يطبّق سنن الغيث بدقّة، « مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ » رواه البخاري ومسلم..
يخرج من دون غُترة؛ ليبل المطر رأسه, وهو يقول « حَدِيثُ عَهْدٍ بِرَبِّهِ تَعَالَى » رواه مسلم.
فإذا زاد المطر قال : « اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا، وَلاَ عَلَيْنَا » رواه البخاري ومسلم.
اتباعاً للسنة وإن كان في داخل قلبه لا يزال يطمع بالمزيد !
سافر مبتعثاً إلى بلد غربي، وما هي إلا أيام وليالي حتى بدأ ينتظر الشمس بفارغ الصبر، ويشعر بالضيق حين يصحو فيجد الجو غائماً أو مطيراً.. وصار يردد:

الشمس أجمل في بلادي من سواها
و الظلام
حتى الظلام - هناك أجمل
موجة البرد تصنع الشوق للشمس ولو كانت حارقة، وشدة الحر تجدد اللهفة للبرودة.
وفي الحديث في مسند الإمام أحمد بسند صحيح أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: « ابْنُ آدَمَ إِنْ أَصَابَهُ الْبَرْدُ قَالَ حِسّ وَإِنْ أَصَابَهُ الْحَرُّ قَالَ حِسّ » وحس: كلمة يقولها مَن إذا أصابه ما مضّه وأحرقه..
هل المرء يريد الوسط ؟
كلا.
بل هو يريد التبدل والتنوع، شاب يريد أن يكبر، وكبير يود لو يصغر.
صغير يطلب الكبرا......... وشيخ ودّ لو صغرا
وخال يشتهي عملاً....... وذو عمل به ضجرا
ورب المال في تعب..... وفي تعب من افتقرا
وذو الأولاد مهموم......... وطالبهم قد انفطرا
ومن فقد الجمال شكى... وقد يشكو الذي بهرا
ويشقى المرء منهزماً.... ولا يرتاح منتصرا
ويبغي المجد في لهف.... فإن يظفر به فترا
شكاة مالها حكم... سوي الخصمين إن حضرا
ولعله في النهاية لا يعرف ما يريد، أو لا يريد أن يعرف.
ولذا جاء في صفة الجنة :
(خَالِدِينَ فِيهَا لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً) (الكهف:108)
وكأن الخلود مظنة الملالة في لزوم حال واحدة، فكان من البلاغة الاحتراس بأنهم لا يطلبون تحولاً عنها، أما أحوالها فلهم فيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون، فكلما تاقت النفس لشيء من الأحوال أو الأشكال أو المتع تحقق لها.
وهكذا في الزواج والعزوبة..
وفي الثراء والكفاف..
وفي الصحة والمرض..
(إِنَّ الْأِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً * إِلَّا الْمُصَلِّينَ).
(وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)(العنكبوت: من الآية45).











__________________
رد مع اقتباس
  #667  
قديم 04-16-2010, 01:26 AM
 














[FONT='bookman old style', 'new york', times, serif]

[FONT='bookman old style', 'new york', times, serif]
هل يمكن للشيطان أن يسكن في جسد إنسان؟


هناك اعتقاد عند بعض الناس أن الشيطان من الممكن أن يسكن داخل جسد إنسان، فيتبعون طرقاً لإخراجه أو إحراقه أو خنقه وغير ذلك، وأقول يا أحبتي ينبغي دائماً أن نبني إيماننا على أساس علمي متين لكي لا يأتي من يزعزع هذا الإيمان.
فالشيطان موجود، وهو قريب منا ولكن تأثيره يكون على غير المؤمن، أما المؤمن الذي يقرأ القرآن فلا يستطيع الشيطان التأثير عليه مهما حاول. لأنك يا أخي عندما تقرأ آيات القرآن وبخاصة سورة الفاتحة وآية الكرسي وآخر ثلاث سور من القرآن سوف يتشكل حولك ما يشبه الحصن بسبب هذه الآيات، وسوف يحجزك عن أي شر ويحصنك من أي ضرر يمكن أن يصيبك إلا بإذن الله.
فسورة الناس أنزلها الله وختم بها كتابه لحكمة عظيمة وهي أن تكون علاجاً للوساوس والهموم والأحزان، فمن أصابه وسواس فعليه أن يكثر من قراءة هذه السورة بتدبر وخشوع وهو يعتقد أنه لا يضر ولا ينفع إلا رب الناس سبحانه وتعالى.
وأنا شخصياً لا أعتقد أن الشيطان يسكن في الإنسان، إنما يوسوس له ويؤثر على دماغه وقلبه، فيصبح لدى هذا الإنسان وساوس وهموم وتخيلات، وأن ما نراه من بعض الذين يدعون أن هذا الإنسان مسه الشيطان وسكن فيه فيقرأ عليه القرآن ليخرج أو يحترق فهذه أوهام.
لأن الشيطان لا يمكن أبداً أن يسكن في قلب إنسان يقرأ القرآن، فهو يهرب من ذكر الله ويكره القرآن، بل إن الشيطان يبتعد عنك بمجرد أن تتعوذ بالله منه وتقول (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم). وأنصح كل من يعالج بالقرآن أن يتقي الله في الشخص الذي يعالجه ولا يوهمه بذلك، وأن يعلمه كيف يقرأ القرآن ويشرح له آيات الشفاء ويأمره بالصلاة وبالأعمال الحسنة والابتعاد عن المعاصي، فهذا هو الشفاء الحقيقي بإذن الله تعالى.
وأنصح أي أخ يعاني من الوساوس أن يبدأ فوراً بحفظ القرآن الكريم، فهذه أفضل طريقة لملء الوقت بعمل مفيد، وأن يركز على الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، أن يقول: (أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه) هكذا علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن تكثر من قراءة وتكرار سورة الناس: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)
وأن يقرأ هذه الآيات سبع مرات:
1- (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ).
2- (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ).
3- (إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ).
4- (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).
والله أعلم.



[/FONT][/FONT]
__________________
رد مع اقتباس
  #668  
قديم 04-16-2010, 01:30 AM
 

حديث عن الجنة وبعض ما فيها ، جعلنا الله من أهلها اللهم آميـــــــــــــــــــــــــن
مفتاح الجنة
الجنة مفتاحها لا إله الا الله محمد رسول الله والأعمال الصالحة هى أسنان المفتاح التى بها يعمل وأول من يدخلها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن يشفع للمؤمنين بدخولها
-><--><--><--><--><--><--><-
أبوابــها
وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ( سورة الزمر 73)
أبواب الجنة ثمانية قيل أن أسماؤها
باب محمد صلى الله عليه وسلم وهو باب التوبة
- باب الصلاه
- باب الصوم وهو باب الريان
- باب الزكاة
- باب الصدقه
- باب الحج والعمرة
- باب الجهاد
- باب الصله
-><--><--><--><--><--><--><-
درجات الجنة وغرفها
والجنة درجات أعلاها الفردوس الأعلى وهو تحت عرش الرحمن جل وعلا ومنه تخرج أنهار الجنة الأربعة الرئيسية ( نهر اللبن - نهر العسل - نهر الخمر - نهر الماء ) وأعلى مقام فى الفردوس الأعلى هو مـقام الوسيلة وهو مقام سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن سأل الله للرسول الوسيلة حلت له شفاعته صلى الله عليه وسـلم يوم القيامة ، ثم غرف أهل عليين وهى قصور متعددة الأدوار من الدر والجوهر تجرى من تحتها الأنهار يتراءون لأهل الجنة كما يرى الناس الكواكب والنجوم فى السماوات العلا
وهى منزلة الأنبياء والشهداء والصابرين من أهل البلاء والأسقام والمتحابين فى الله وفى الجنة غرف من الجواهر الشفافة يرى ظاهرها من باطنها وهى لمن أطاب الكلام وأطعم الطعام وبات قائما والناس نيام ثم باقى أهل الدرجات وهى مائة درجة وأدناهم منزلة من كان له ملك مثل عشرة أمثال اغنى ملوك الدنيا
-><--><--><--><--><--><--><-
ذكر أسماء بعض أنهار الجنة وعيونها
وللجنة أنهار وعيون تنبع كلها من الأنهار الأربعة الخارجة من الفردوس الأعلى وقد ورد ذكر أسماء بعضها فى القرآن الكريم والأحاديث الشريفة منها :
- نهر الكوثر
وهو نهر أعطى لرسول الله صلى الله عليه وسلم فى الجنة ويشرب منه المسلمون فى الموقف يوم القيامة شربة لا يظمأون من بعدها أبدا بحمد الله وقد سميت احدى سور القرآن باسمه ووصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن حافتاه من قباب اللؤلؤ المجوف وترابه المسك وحصباؤه اللؤلؤ وماؤه أشد بياضا من الثلج وأحلى من السكر وآنيته من الذهب والفضه .
- نهر البيدخ
وهو نهر يغمس فيه الشهداء فيخرجون منه كالقمر ليلة البدر وقد ذهب عنهم ما وجدوه من أذى الدنيا
- نهر بارق
وهو نـهرعلى بـاب الجــنة يجـلس عنـده الشـهداء فيأتـيهم رزقـهم من الجـنة بكرة وعشيا
- عين تسنيم
وهى أشرف شراب أهل الجنة وهو من الرحيق المختوم ويشربه المقربون صرفا ويمزج بالمسك لأهل اليمين .
- عين سلسبيل
وهى شراب أهل اليمين ويمزج لهم بالزنجبيل
- عين مزاجها الكافور
وهى شراب الأبرار
وجميعها أشٌربة لا تسكر ولا تصدع ولا تذهب العقل بل تملأ شاربيها سرورا ونشوة لا يعرفها أهل الدنيا يطوف عليهم بها ولدان مخلدون كأنهم لؤلؤا منثورا بكؤوس من ذهب وقوارير من فضه وطعام أهل الجنة من اللحم والطير والفواكه وكل ما اشتهت أنفسهم
( لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ ) سورة الزمر : 34
-><--><--><--><--><--><-
أشجار الجنة
وجميعها سيقانها من الذهب وأوراقها من الزمرد الأخضر والجوهر وقد ذكر منها
- شجرة طوبى
قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها تشبه شجرة الجوز وهي بالغة العظم فى حجمها وتتفتق ثمارها عن ثياب أهل الجنة فى كل ثمرة سبعين ثوبا ألوانها من السندس والأستبرق لم ير مثلها أهل الدنيا ينال منها المؤمن ما يشاء وعندها يجتمع أهل الجنة فيتذكرون لهو الدنيا فيبعث الله ريحا من الجنه تحرك تلك الشجرة بكل لهو كان فى الدنيا
- سدرة المنتهى
وهى شجرة عظيمة تحت عرش الرحمن ويخرج من أصلها أربعة أنهارويغشاها نور الله والعديد من الملائكه وهى مقام سيدنا ابراهيم عليه السلام ومعه اطفال المؤمنين الذين ماتوا وهم صغار يرعاهم كأب لهم جميعا وأوراقها تحمل علم الخلائق وما لا يعلمه الا الله سبحانه وتعالى وفى الجنة أشجارمن جميع ألوان الفواكه المعروفة فى الدنيا ليس منها الا الأسماء اما الجوهر فهو ما لا يعلمه الا الله
وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ سورة البقرة 25
وقد ذكر من ثمار الجنة التين العنب الرمان الطلح البلح السدر وجميع ما خلق الله تبارك وتعالى لأهل الدنيا من ثمار
-><--><--><--><--><-
صفة أهل الجنة
الرجــــال
يبعث الله الرجال من اهل الجنة على صورة أبيهم آدم جردا مردا مكحلين فى الثالثة والثلاثين من العمر على مسحة وصورة يوسف وقلب أيوب ولسان محمد عليه الصلاة والسلام وقد أنعم الله عليهم بتمام الكمال والجمال والشباب لا يموتون ولا ينامون .
النســــاء
ونساء الجنة صنفان
الحور العين
الحور العين : وهن خلق مخلوقات لأهل الجنة وصفهن الله تبارك وتعالى فى كتابه العزيز بأنهن
كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ سورة الرحمن 58 ، كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ سورة الواقعة 23 ، كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ سورة الصافات 29
وهن نساء نضرات جميلات ناعمات لو أن واحدة منهن اطلعت على أهل الأرض لأضاءت الدنيا وماعليها وللمؤمن منهن ما لا يعد ولا يحصى ، قال عليه الصلاة والسلام ان السحابة لتمر بأهل الجنة فيسألونها أن تمطرهم كواعب أترابا فتمطرهم ما يشاءون من الحور العين
نساء الدنيا المؤمنات اللاتى يدخلهن الله الجنة برحمته
وهؤلاء هن ملكات الجنة وهن اشرف وأفضل واكمل وأجمل من الحور العين
وفى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لأم سلمة رضى الله عنها أن فضل نساء الدنيا على الحور العين كفضل ظاهر الثوب على بطانته وقد أعد الله لهن قصورا ونعيما ممدودا أعطاهن الله شبابا دائما وجمالا لم تره عين من قبل.
الغلمان
وهم خلق من خلق الجنة وهم خدم الجنة الصغار يطوفون على أهل الجنة بالطعام والشراب وقائمين على خدمتهم وهم من تمام النعيم لأهل الجنة فرؤيتهم وحدها دون خدمتهم من المسرة
( وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَنْثُوراً ) سورة الإنسان 19
المولودون فى الجنة
وهذه رحمة لمن حرم الأنجاب فى الدنيا واذا أشتهى أحد من أهل الجنة الولد أعطاه الله برحمته كما يشاء ( لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ ) سورة الزمر : 34
***************************
اللهم اجعلنا من ورثة جنتك وأهلا لنعمتك وأسكنا قصورها برحمتك وارزقنا فردوسك الأعلى حنانا منك ومنا و ان لم نكن لها أهلا فليس لنا من العمل ما يبلغنا هذا الأمل الا حبك وحب رسولك صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبـه أجمعين إلى يوم الدين.
والحمد لله رب العالمين
__________________
رد مع اقتباس
  #669  
قديم 04-16-2010, 02:55 PM
 
نبوءات قرآنية
إن التعبير عما ورد في القرآن الكريم من أخبار بأشياء مستقبلية بأنه (( النبوءات )) ليس تعبيراً دقيقاً وإنما نستخدمه على سبيل المجاز، فكل ما جاء في القرآن هو حقائق كاملة سواء ما تعلق منها بالماضي أو الحاضر أو المستقبل .. إنها كلمة الله في هذا الكون وبمقتضاها كانت الأشياء وقوانينها في كل المراحل إلى إنتهاء التاريخ .
وكلما تقدم الإنسان -في الزمان- إلى الأمام تكشفت له جوانب جديدة من أسرار هذا العالم التي أخبر عنها القرآن الكريم ولم يكن الإنسان على مستوى إدراكها في الماضي.. وبعض هذه الأسرار هو أحداث كان من المستحيل التنبؤ بها - بشرياً - لانعدام المؤشرات الدالة عليها أثناء نزول القرآن الكريم .
لنسفعاً بالناصية :
قال أبو جهل : لئن رأيت محمداً يصلي عند الكعبة لأطأن على عنقه، فبلغ النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال : (( لئن فعله لأخذته الملائكة )) . (رواه البخاري) .
وقد نزلت الآيات (( كلا لئن لم ينته لنسفعاً بالناصية )) ناصية كاذبة خاطئة )) . في أبو جهل .. والآيات تتوعده وتتهدده بأنه إن لم يرجع عما هو فيه من الشقاق والعناد (( لنسفعاً بالناصية )) أي لنأخذن بناصيته ولنسحبنه بها إلى النار - والسفع على الشئ وجذبه بشدة، والناصية مقدم شعر الرأس - والجر من الناصية دليل على المهانة لأنه لا يسحب من ناصيته إلا الحيوان .
وتخبئ الأيام تحقيقاً دنيوياً لهذا المعنى وذلك المصير.. فقد حدث أن عبدالله بن مسعود كان قد تطوع بقراءة سورة الرحمن على قريش - وكان عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - دقيق التكوين- فلما قرأ على قريش السورة جاء أبو جهل فلطم ابن مسعود وأدماه وشق أذنه، فلما رجع ابن مسعود إلى الرسول (صلى الله عليه وسلم) ورأى حالته.. وجد الرسول جبريل عليه السلام يبتسم فقال : ما يضحكك يا أخي يا جبريل؟ قال : ستعلم ؟ ولم يوضح أي تفصيلات .(تفسير سورة إقرأ- محمد متولي الشعراوي)
وبعد ان قطع ابن مسعود رأس أبي جهل أراد أن يحملها فشق الأذن وربطها بحبل وأخذ يجر الرأس وذهب بها إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) .
لقد تحقق وعد الله في الدنيا ((لنسفعنه بالناصية)) .
ولما رأى الرسول (صلى الله عليه وسلم) المشهد وجد جبريل عليه السلام فقال : يا أخي يا محمد... أذن بأذن والرأس زيادة .
__________________
رد مع اقتباس
  #670  
قديم 04-16-2010, 04:32 PM
 
الخطبة الأولى
الحمد لله أولى من حُمِد، وأحبِّ من ذُكِر، وأحقِّ من شُكِر،
وأكرمِ من تَفَضّل، وأرحمِ من قُصِد، أحمده سبحانه وأشكره،
تَعَرّف إلى خلقه بالدلائل الباهرة والحجج القاهرة، وأنعم عليهم بالنعم الباطنة والظاهرة،
والآلاء الوافرة المُتَكاثِرَة. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
مَدَّ الأرضَ فأوسعها بقُدْرِته، وقَدَّر فيها أَقْوَاتها بحكمته،
وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبد الله ورسوله، رفع ربُّهُ ذِكرَه فأعلاه وأجَلّه،
وفي أعلا المنازل أكرمه وأحَلّه، صلّى الله وسلّم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه،
أعِزّة على الكفّار وعلى المؤمنين أَذِلّة، والتابعين ومن تبعهم بإحسان،
بدعوتهم وطريقتهم تَتّحِد الكلمة، وترتفع أركان المِلّة، وسلّم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد:
فأوصيكم أيها الناس ونفسي بتقوى الله عز وجل، فاتقوا الله رحمكم الله، فالدنيا غير مأمونة،
ومَن عَزَمَ على السفر والرحيل تَزَوّد بالمؤونة، ومن صَحّت نيّتُه، وأخذ بالأسباب جاءته من ربه المعونة،
من عَلِم شَرَف المطلوب جَدّ وعَزَم، والاجتهادُ على قَدْر الهِمَم، والنفسُ إذا أُطْمِعَت طَمِعَت،
وإذا أُقْنِعَت باليسير قَنِعَت، وإذا فُطِمَت انْفَطَمَت، اهتمّ بالخلاص أهل التُّقى والإخلاص،
وفرّط المفرّطون فندموا ولاتَ حينَ مَنَاص،
(( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ ))
[فصلت:46].
أيها المسلمون، قوّة الأمّة وتقدّمها وحُسن تديُّنها مَقِيسٌ بقوة إيمانها، وجودةِ عملها،
ودقّةِ تنظيمها، ومِقدَارِ إنتاجها، وحُسنِ تدبيرها، بسم الله الرحمن الرحيم:
(( وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ *
إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ))
[سورة العصر].
عباد الله، ومع هبوب رياح الصيف وحلول مواسم الإجازات في كثير من البقاع والديار،
وارتباط الإجازة عند بعض الناس بالتعطيل والبطالة وإضاعة الوقت وقتله؛
يحسن الوقوف وقفة نظر وتأمّل في العمل والإنتاج وساعات العمل
وحفظ الوقت وضبط ساعات العُمُر وأوقات الراحة.
تأمّلوا ـ رحمكم الله ـ هذه الآيات من كتاب الله فيما امتنّ الله على عباده من تهيئة أسباب المَعَاش
من أجل حُسن المَعِيشَة، يقول عزّ شأنه:
(( وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ ))
[الأعراف:10]،
ويقول عزّ من قائل:
(( هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ))
[الملك:15]،
وقال جلّ وعلا:
(( فَإِذَا قُضِيَتْ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ
وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون ))
[الجمعة:10].
ثم تأمّلوا التنبيهَ على أوقات العمل وساعاته والراحة ومواعيدها، يقول سبحانه:
(( وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا * وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا * وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا ))
[النبأ:9-11]، ويقول جلّ في عُلاه:
(( وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ ))
[الإسراء:12]،
ويقول جلّ وعلا:
(( وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا ))
[الفرقان:47]،
ويقول في حقّ نبيّه محمد (صلى الله عليه وسلم):
(( إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلاً ))
[المزمل:7].
أيها المسلمون، هذه هي آيات الله، وتلك هي سُننه في الليل وفي النهار وفي البشر،
ولكنّ المتابع لمسالك بعض الناس ـ وبخاصّة في منطقتنا ومحيطنا في كثير ٍمن أفراد مجتمعنا ـ
ليَدْهَشُ ويأسَى مما يلْفِتُ نظرَه من الغفلة عن هذه السُّنّة الإلهية والآية الربّانية،
حين ينقلب عندهم الحال، فيجعلون نهارَهم سُبَاتًا، وليلَهم مَعَاشًا، بل لهوًا وعَبَثًا،
إنه انتكاسة وانقلاب، بل فوضى واضطراب، وآثاره على الحياة والأحياء خطيرة في الإنتاج
والصلاح والإصلاح، صحّية وبيئيّة وأمنيّة واقتصاديّة واجتماعيّة وغيرها. نعم أيها الإخوة الأحبّة،
إن مما يأْسَى له الناظرُ أن ترى أُسَرًا بأكملها، أو مُدنًا بكلّ أهلها، صغارِها وكبارِها،
رجالِها ونسائِها؛ قد قلبوا حياتهم، وانقلبوا في مَعَاشهم، فيسهرون ليلَهم، ثم يصبحون في نهارهم
غير قادرين على العمل والعطاء، سواءً أكانوا طُلابًا أم موظّفين،
وسواءً أكانوا في أعمال خاصّة أم عامّة،
فهم ضعفاء في الإنتاج، ضعفاء في المشاركة، مُقَصّرين في الأداء، مُفَرّطين في المسؤولية،
لا ترى إلا ذُبُولَ الحاجِبَين، واحمرارَ العينين، قد أخذ منهم النُّعَاسُ والكسلُ كلَّ مَأخَذ،
ضَعْفٌ في الجسم، ووَهَنٌ في القُوى، وقلّة في التركيز والأداء.
إن ظاهرة عكس السُّنن وتحويل وظائف النهار إلى الليل دليلٌ على التَسَيُّب والفوضى
وضياع الضابط في الناس، بل قد تكون دلالةً من دلالات التَّرَهُّلِ المُهْلِك، والاتِّكاليّة المُدَمِّرة،
وكأنّه لا هَمَّ لهم إلا تلبية أهوائهم ومُشْتَهَيَاتِهم، مُنْصَرِفين أو مُتَعَامِين عن حقيقة وجودهم،
وطبيعةِ رسالتهم، وعظيمِ مسؤوليتهم، والجدِّ في مسالكهم.
ويكفي المُخْلِصَ الصادقَ الناصحَ لأمته أن يُجِيل نظرَه في مجموعة من هذا الشباب التائه الضائع
الذي يعيش على هامش الحياة، بل على هامش الزمن، في الليل مستيقظٌ بلا عمل
والأمم الحيّة العاملة نائمة، ويكون نائمًا والأمم الحيّة العاملة مستيقظةٌ ساعَيِةٌ كادَّةٌ جادَّةٌ.
ومع الأسف فإن الناظر المتأمّل لا يكاد يجد ناصحًا أو منكرًا لهذه المسالك التي لا تُحْمَد عُقْبَاها،
بل إن عاقبتها خُسْرٌ في الأبدان والأموال والثمرات؛
مما يستدعي قرارًا حازمًا يردّ الناس إلى الصواب؛
ليكون الليل سَكَنًا وسُبَاتًا، ويكون النهار عملاً ومعاشًا.
ثم ماذا إذا صار الليلُ حركةً وعملاً لا نومًا ولا سُبَاتًا ولا سَكَنًا؟
سوف يزداد الصَّرْف والاستهلاك في كل المرافق،
في مائها وإضاءاتها وطرقها وصيانة ذلك كله ونظافته، بل إن الأجهزة سوف
تعمل فوق طاقتها ليلاً ونهارًا، مما يتولّد عنه الضعفُ والتَّسَيُّبُ والعَجْزُ والضَّجَرُ،
ومن ثَمّ المشكلات الأمنيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة وغيرها.
معاشر المسلمين، إنّ أول مَدَارِج الإصلاح ـ والأمة تبتغي الإصلاح والانتظام في صفوف
الأمم القويّة العاملة الجادّة ـ إنّ أول ذلك القدرة على ضبط أنفسنا وأبنائنا، والتحكّم الدقيق
في ساعات عملنا. إن هذه الانتكاسة التي شملت الموظّفَ والمسؤولَ والطالبَ والمعلّمَ والرجلَ والمرأةَ
تحتاج إلى وقفة صادقة جادّة، وقرارٍ حاسمٍ يعيد الناس إلى الجادَّة، بل يعيدهم ليكونوا أسوياء
يعملون كما يعمل الناس في كل بلاد الدنيا.
ولا مُسَوّغ البتَّةَ للاحتجاج بالظروف الاجتماعية أو المناخية؛
لأنّ سُنن الله في الليل والنهار عامّة، تَنْتَظِم البشرَ كلَّهم في مجتمعاتهم ومَنَاخَاتهم وقارّاتهم،
فربُّنا جعل الليلَ سَكَنًا، وجعل النهارَ مَعَاشًا، ومحا آيةَ الليل، وجعل آية النهار مُبْصِرَة؛
لابتغاء فضله سبحانه، وذلك لأهل الأرض كلهم، بل جاء الخطاب
في قوله سبحانه بعد أداء صلاة الجمعة:
(( فَإِذَا قُضِيَتْ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ ))
[الجمعة:10]،
وهذا لا يكون إلا بعد الظهر وفي شدّة حرارة الشمس في الصيف،
وهو خطاب تَنَزّل أول ما تَنَزّل على العرب في جزيرتهم.
أيها المسلمون، إن أول ما يجب التطلّع إليه أن تكون الأمةُ أمةَ بُكُور،
في بُكُور الصباح تغدو مخلوقاتُ الله وأممُ الأرض كلُّها تبتغي فضل الله،
إن يومكم الإسلامي ـ أيها المسلمون، أيها الشباب ـ يبدأ من طلوع الفجر،
وينتهي بعد صلاة العشاء، قال بعض السلف:
" عجبت لمن يصلي الصبح بعد طلوع الشمس كيف يُرزق ؟ " ،
وأصدق من ذلك وأبلغ قول نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم)
في الحديث الصحيح الذي رواه أبو هريرة وابن عمر وصَخْر بن وَدَاعَة رضي الله عنهم
في قوله ( صلى الله عليه وسلم ) :
(( اللهم بارك لأمتي في بُكُورها ))
رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه،
ولفظ أبي هريرة:
(( بُورِك لأمتي في بُكُورها ))،
حرارة الشمس في الصيف، وهو خطاب تَنَزّل أول ما تَنَزّل على العرب في جزيرتهم.
أيها المسلمون، إن أول ما يجب التطلّع إليه أن تكون الأمةُ أمةَ بُكُور،
في بُكُور الصباح تغدو مخلوقاتُ الله وأممُ الأرض كلُّها تبتغي فضل الله،
إن يومكم الإسلامي ـ أيها المسلمون، أيها الشباب
ـ يبدأ من طلوع الفجر، وينتهي بعد صلاة العشاء،
قال بعض السلف: "عجبت لمن يصلي الصبح بعد طلوع الشمس كيف يُرزق؟"،
وكان صَخْر راوِ الحديث لا يبعث غلمانه إلا من أول النهار،
فكَثُر مالُه حتى كان لا يدري أين يضعه
يومكم الإسلامي ـ يا أهل الإسلام ـ مُرتَبِطٌ ومُفْتَتَحٌ بصلاة الصبح، وفيها قرآن الفجر:
(( إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ))
[الإسراء:78].
يستقبل بها المسلمُ يومَه، ويستفتح بها نهارَه وعملَه، دعاه داع الفلاح، فالصلاة خير من النوم.
استشعر عبودية ربّه والإيمان والعمل الصالح، يرجو البركة ونشاط العمل وطِيب النفس،
نعم طِيب النفس ونشاط البدن مِصْداقًا للحديث المتّفق عليه، إذ يقول (صلى الله عليه وسلم):
(( يَعْقِدُ الشيطانُ على قافِيَة رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عُقَد، ويَضْرِبُ على مكان كل عُقْدَة:
عليك ليلٌ طويلٌ فارْقُد، فإن استيقظ وذكر الله انحلّت عُقْدَةٌ، فإن توضّأ انحلّت عُقْدَةٌ،
فإن صلّى انحلّت عُقْدَةٌ، فأصبح نشيطًا طَيّب النفس، وإلا أصبح خبيثَ النفسِ كَسْلانَ ))
ومن صلّى الصُّبْح فهو في ذمّة الله.
ولقد ذُكِر عند النبي (صلى الله عليه وسلم)رجلٌ فقيل:
ما زال نائمًا حتى أصبح، ما قام إلى الصلاة! فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
((ذاك رجلٌ بال الشيطان في أذنه))
أخرجه البخاري.
أهل البُكُور قوم موفّقُون، وجوههم مُسْفِرَة، ونَوَاصِيهم مُشْرِقة، وأوقاتُهم مُباركة،
أهل جِدّ وعمل وسعي، يأخذون بالأسباب مُفَوّضين أمرهم إلى ربّهم، متوكّلين عليه، فهم أكثر عملاً،
وأعظم رضًا، وأشدّ قناعة، وأرسخ إيمانًا، والبركات فُيُوضٌ من الله وفُتُوحٌ،
فتحنا عليهم بركات من السماء والأرض، لا تقع تحت حَصْر لا في عمل ولا في عَدَد
ولا في صورة ولا مكان ولا زمان ولا أشخاص، بركات من السماء والأرض،
بركات بكل أنواعها وألوانها وصورها، مما يَعْهُدُ الناسُ ومما لا يعهدونه. فاستقيموا ولن تُحْصُوا،
(( وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ))
[المزمل:20].
عباد الله، وحين يترك الناس البُكُور، ويُهْمِلون الساعات المباركة؛ تصبح أوقاتهم ضيّقة،
وصدورهم حَرِجَة، وأعمالهم مُضْطَرِبة.
وبعد، فهذا هو ديننا، وهذا هو نهجنا، وهذه هي إرشادات نبيّنا، فلماذا يسبقنا الآخرون؟!
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
(( وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ *
وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ *
وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ ))
[الحجر:19-21].
===================
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم من كلّ ذنب وخطيئة،
فاستغفروه إنّه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانيــة
الحمد لله المُتَفَرِّد بالقُدْرة، أحمده سبحانه لا تُقَدِّرُ الخلائقُ قَدْرَه، وأشكره على نعمٍ لا تُحصى،
ولا يُطيقُ العبادُ شُكْرَه. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك، جَلّ صفةً، وعزّ اسمًا،
وأشهد أن سيّدنا ونبيّنا محمدًا عبد الله ورسوله علا شرفًا وإلى ذُرَا الأخلاق سَمَا،
صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه كانوا على الحق أعلامًا، وعلى الهُدَى أنْجُمًا،
والتابعين ومن تبعهم بإحسان وسلّم تسليمًا.
أما بعد: أيها المسلمون، البُكُور استقامة مع الفطرة في المخلوقات والأشياء،
والتبكير دليل قوّة العَزْم وشدّة التّشْمِير، ومن أراد علمًا أو عملاً فليُبَادر بالبُكُور،
فذلكم علامة اليقظة والنّباهة والجدّ والحَزْم والبُعْد عن الغفلة والإهمال والفوضى،
روى مسلم في صحيحه أن رجلين جاءا إلى عبد الله بن مسعود (رضي الله عنه) يزورانه بعد الفجر،
فأذنت لهم الجارية بالدخول فترَدّدَا،
فقال لهما عبد الله بن مسعود: (ادخلا، أتظنان بابن أمّ عَبْدٍ الغفلةَ ؟!).
في البُكُور صفاء الذهن، وجودة القَرِيحَة، وحضور القلب، ونَقَاء النفس، ونور الفكر،
فيه استجماع القُوى، واستحضار المَلَكَة، وانبعاث الفُتُوّة. في البكور الهواء أنقى، والعبد أتقى،
والنفس أطيب، والروح أزكى. نسائم الصباح لها تأثيرها اللطيف على النفس والقلب والبدن والأعصاب،
والجسم يكون في أفضل حالاته وأكمل قواه.
ومن غريب ما قالوا: إن أصحاب الأعمار الطويلة هم من القوم الذين يستيقظون مُبَكّرين.
بل قالوا: إن الولادات الطبيعية في النساء تقع في ساعات النهار الأولى الباكرة.
بل إن بعض الباحثين يُرْجِع الاكتئاب والأمراض النفسيّة إلى ترك البُكُور ونوم الضُّحَى.
وبعد، فتأمّلوا ـ رحمكم الله ـ حين يجتمع للعبد العاملِ الجادِّ البُكُور والبركة،
بركة المال، وبركة العمل، وبركة الوقت،
فينتفع بماله، ويُفْسَحُ له في وقته، ويُقْبِل على عمله، فينجز في الدقائق والساعات ما لا ينجزه غيره
ممن لم يُبارَك له في أيام وليالي، يُبارَك له فيكون الانشراح والإقدام والإقبال والرضا والإنجاز.
ألا فاتقوا الله رحمكم الله، والزموا سُنَنَ الله، وخذوا بالجدّ من أعمالكم، والحَزْم من أموركم،
يُكتَب لكم الفلاح في الدنيا والآخرة، فحيّ على الفلاح، فالصلاة خير من النوم.
**********************
هذا وصلّوا ـ رحمكم الله ـ على خير البريّة وأذكى البشريّة
محمّد بن عبد الله بن عبد المطّلب صاحبِ الحوض والشّفاعة،
فقد أمركم الله بذلك في كتابه المبين فقال عزّ من قائل عليم سبحانه :
( إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيمًا )
[الأحزاب:56].
اللهم صلّ على محمّد وعلى آل محمّد كما صلّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنّك حميد مجيد،
وبارك على محمّد وعلى آل محمّد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنّك حميد مجيد.
اللهمّ أعزّ الإسلام والمسلمين...
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رابط لمخترع جريندايز للوطن العربي sohaibNew84 أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 2 01-23-2010 03:06 PM
أهم خمس ورقات في حياتك نبع الحنان أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 2 06-26-2007 06:31 PM
o°°¨]§[° خمس ورقات أعجبتني °]§[¨°°o أمـيـرة الـغـرام ختامه مسك 5 06-21-2006 03:26 PM
رب ضارة نافعة وردة حب أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 5 06-06-2006 09:55 PM
وصايا طبية نافعة لكِ .. سيـــــــرين أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 4 03-08-2006 11:43 AM


الساعة الآن 12:03 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011