عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون قسم التكنولوجيا > الهواتف النقالة

الهواتف النقالة قسم يهتم بجميع الاجهزة النقالة الحديثة بطرح البرامج الداعمة لها وطرح الجديد من اخبارها وصورها الخاصة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1026  
قديم 05-08-2010, 10:28 PM
 
لماذا لا نشعر بحلاوة الإيمان ؟
أسئلة كثيرة تصلني من خلال البريد الإلكتروني حول هذه الظاهرة: ظاهرة عدم الإحساس بالتقوى وحلاوة الإيمان والشعور بالبعد عن الله عز وجل . ومع أن كل مؤمن يتمنى أن يكون قريباً من ربه سبحانه وتعالى ، ولكن يجد نفسه وسط مجتمع وكأن الأمواج تتقاذفه فلا يعرف كيف يتوجه ، بل يحس نفسه وكأنه منقاد إلى المجهول
والحقيقة إنني عندما فكرت بهذه المشكلة وبحثت عن جذورها وجدت أشياء أساسية هي سبب هذا الشعور . أهم شيء هو أننا بعيدون عن القرآن ، والقرآن ببساطة هو الكتاب الذي يتحدث عن الله ، فنحن لن ندرك الله بأبصارنا ولا عقولنا ولا بأي وسيلة ، لأنه سبحانه ليس كمثله شيء . ولكن من رحمة الله بنا أنه جعل كتابه بيننا ، فإذا أردنا أن نكون قريبين من الله فعلينا أن نقترب أكثر من كتابه .
ولكن كيف نقترب من القرآن ؟ العلاج بسيط : أن نفهم القرآن ، وهنا نجد صدى للنداء الإلهي الرائع للبشر جميعاً: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) [النساء: 82]. ولو رجعنا لسيرة الأنبياء عليهم السلام وجدنا أنهم يطلبون من ربهم أن يريهم آياته ومعجزاته ليزدادوا يقيناً وإيماناً.
فهذا هو سيدنا إبراهيم يخاطب ربه بقوله: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي) [البقرة: 260]، إذن يطلب المزيد من الاطمئنان والإيمان . وفي مناسبة أخرى نجد أن الله يوحي لإبراهيم أن يتأمل في السماء والأرض ، لماذا ؟ ليزداد يقيناً بالله تعالى ، يقول تبارك وتعالى: (وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ) [الأنعام: 75].
ولذلك يا أحبتي: هل تشعرون بالحاجة لتأمل خلق الله ؟ هل تحسّون دائماً بأنه يجب عليكم أن تحفظوا كتاب الله وتتدبّروا آياته ؟ وهل تعتقدون في داخلكم أن القرآن هو أهم شيء في حياتكم ؟
أظن بأن الإجابة لا ! لأن الإجابة لو كانت بنعم فليس هناك مشكلة ، المشكلة أن ظروف الحياة وهموم المجتمع والمشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية قد شغلت بالكم وأخذت حيزاً كبيراً من تفكيركم، ولم يعد هناك خلية واحدة في دماغكم تتسع لعلوم القرآن أو علوم الكون .
لذلك إخوتي وأخواتي! أقول لكم ينبغي قبل كل شيء أن تغيروا نظرتكم إلى هذا القرآن ، ينبغي أن تعيشوا في كل لحظة مع القرآن ، فأنا درَّبتُ نفسي على ذلك حتى أصبحت أحس بسعادة لا توصف . تخيلوا أن إنساناً عندما يرى أحلاماً تكون حول القرآن ، وعندما يستيقظ من نومه يفكر في كلام الله ، وعندما يجلس في أي مكان يرى من حوله أشياء تذكره بالله تعالى ، هل تتصورون أن مثل هذا الإنسان يمكن أن تصيبه الهموم أو المشاكل ، والله تعالى ينادي ويقول: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) [العنكبوت: 69].
اعلم أيها الأخ الحبيب ، وأيتها الأخت الفاضلة ، أن مجرد الاستماع إلى القرآن هو جهاد في سبيل الله !! وأن مجرد التأمل في خلق الله هو جهاد أيضاً ، وأن تدبر القرآن هو جهاد ، واعلم أن أكبر أنواع الجهاد على الإطلاق الجهاد بالقرآن، كيف ؟ أن تتعلم آية من القرآن مع تفسيرها وإعجازها ثم توصلها إلى من يحتاجها من المؤمنين أو غيرهم! هذا هو الجهاد الذي أمر الله نبيه بتطبيقه في بداية دعوته إلى الله فقال له: (وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا) [الفرقان: 52]، قال ابن عباس: أي بالقرآن.
وكيف يكون الجهاد بالقرآن ؟ من خلال تعلم معجزاته وعجائبه وإيصالها للآخرين ، حاول أن تتعلم كل يوم آية واحدة فقط مع تفسيرها العلمي ، بما أننا نعيش في عصر العلم ، ثم فكر بطريقة إيصالها لأكبر عدد ممكن من الناس ، وانظر ماذا ستكون النتيجة !
إن الإحساس بأنك كنت سبباً في هداية إنسان هو أهم إحساس تمر به ، فهو يعطيك نوعاً من القوة والثقة بالنفس ، بل ويعطيك قدرة خفية على النجاح في الحياة ، وهذا الكلام عن تجربة طويلة .
إن علماء النفس اليوم يعترفون بأن معظم الاضطرابات النفسية التي يعاني منها كثير من الناس إنما سببها "عدم الرضا" عدم الرضا عن الواقع ، عدم الرضا عن المجتمع ، عدم الرضا عن الزوجة أو الزوج أو الرزق أو الحالة الصحية .... ويؤكد العلماء "علماء البرمجة اللغوية العصبية" أن الأفراد الأكثر رضاً عن أنفسهم وواقعهم هم الأكثر نجاحاً في الحياة .
والعجيب أخي القارئ أن النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام علمنا كيف نرضى ونقنع أنفسنا بالرضا كل يوم ! فقد كان النبي يقول:
(رضيت بالله تعالى رباً، وبالإسلام ديناً، وبالقرآن إماماً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً)
من قالها حين يمسي وحين يصبح كان حقاً على الله أن يرضيه يوم القيامة!! سبحان الله !
فإذا كان الله سيرضي قائل هذه الكلمات يوم القيامة وهو في أصعب المواقف ، ألا يرضيه في الدنيا ؟ وتأملوا معي كيف يركز النبي عليه الصلاة والسلام على فترة المساء والصباح (حين يمسي وحين يصبح) ، لماذا ؟
لقد كشف علماء النفس أن العقل الباطن يكون في أقصى درجات الاتصال مع العقل الظاهر قبيل النوم وبعيد الاستيقاظ ، ولذلك فإن هاتين الفترتين مهمتين جداً في إعادة برمجة الدماغ والعقل الباطن ، وعندما نردد هذه العبارة : (رضيت بالله تعالى رباً، وبالإسلام ديناً، وبالقرآن إماماً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً) ، إنما نعطي رسالة لدماغنا بضرورة الرضا عن النفس وعما قسمه الله لنا، فالرضا بالله يعني الرضا بكل ما قدره الله من رزق وقضاء وقدر وغير ذلك من أحداث تتم معنا في حياتنا اليومية .
والرضا عن الدين الذي اختاره الله لنا وهو الإسلام يعني الشيء الكثير، فهو يعني أننا سنكون من الفائزين يوم القيامة إن شاء الله، وأن مشاكل الدنيا مهما كانت كبيرة فإنها تصبح صغيرة بأعيننا إذا تذكرنا نعمة الإسلام علينا وإذا تذكرنا أن الإسلام لا يأمرنا إلا بما يحقق لنا السعادة، وهذا يعني أننا ينبغي أن نلتزم بتعاليم هذا الدين الحنيف .
إن الرضا عن كتاب الله تعالى يعني أن نقتنع بكل ما جاء فيه ، وأن تصبح آيات القرآن جزءاً من حياتنا وأن نرضى به شفاء لنا، يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) [يونس: 57]. ويعني أن نفرح برحمة الله تعالى: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) [يونس: 58].
والرضا عن النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم يعني أن نرضى به نبياً ورسولاً ورحمة وشفاء لنا ، ويعني كذلك أن نطبق كل ما أمرنا به عن قناعة ومحبة وأن ننتهي عن كل ما نهانا عنه .
بالنتيجة أحبتي إذا أردتم أن تشعروا بالسعادة في كل لحظة من حياتكم، فما عليكم إلا أن تتوجهوا إلى الله بإخلاص ، أن تتوكلوا على الله في كل أعمالكم ، أن تسلموا الأمر كله لله ، وأن تضعوا همومكم ومشاكلكم بين يدي الله تعالى فهو القادر على حلها... أن تحسوا بأن الله قريب منكم بل أقرب من أنفسكم إليكم ، أن تغيروا نظرتكم إلى الله تعالى وتقدّروا هذا الخالق العظيم حقّ التقدير ، أن تستيقنوا بأن الله يرى كل حركة تقومون بها ويسمع كل همسة أو كلمة تتحدثون بها ويعلم كل فكرة تدور في رأسكم ...
هذا هو بنظري الطريق نحو الرضا عن النفس والرضا عن الله والسعادة الحقيقية ، وسوف تصبح كل عبادة تقومون بها هي مصدر للسعادة ، وسوف تصبح كل آية تقرؤونها مصدراً لحلاوة الإيمان ، اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا وجلاء أحزاننا ونور صدورنا وذهاب همومنا ومشاكلنا .
ــــــــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
__________________
رد مع اقتباس
  #1027  
قديم 05-08-2010, 11:19 PM
 
نعمة الألم

دكتور / عائض القرني
الألمُ ليس مذموماً دائماً ، ولا مكروهاً أبداً ، فقدْ يكونُ خيراً للعبدِ أنْ يتأَلَّمَ .
إنَّ الدعاء الحارَّ يأتي مع الألمِ ، والتسبيحَ الصادقَ يصاحبُ الألَمَ ، وتألُّم الطالبِ زَمَنَ التحصيلِ
وحمْله لأعباءِ الطلبِ يُثمرُ عالماً جَهْبَذاً ، لأنهُ احترق في البدايةِ فأشرق في النهايةِ.
وتألُّم الشاعرِ ومعاناتُه لما يقولُ تُنتجُ أدباً مؤثراً خلاَّباً ،
لأنه انقدحَ مع الألمِ من القلبِ والعصبِ والدمِ فهزَّ المشاعرَ وحرَّكَ الأفئدةَ .
ومعاناة الكاتبِ تُخرجُ نِتاجاً حيّاً جذَّاباً يمورُ بالعِبرِ والصورِ والذكرياتِ .
إن أسمى من هذهِ الأمثلةِ وأرفعُ : حياةُ المؤمنين الأوَّلين الذين عاشوا فجْرَ الرسالةِ ومَولِدَ الملَّةِ ،
وبدايةَ البَعْثِ ، فإنهُم أعظمُ إيماناً ، وأبرُّ قلوباً ، وأصدقُ لهْجةً ، وأعْمقُ عِلمْاً ، لأنهم عاشوا الأَلَمَ والمعاناةَ :
ألمَ الجوع والفَقْرِ والتشريدِ ، والأذى والطردِ والإبعادِ، وفراقَ المألوفاتِ ، وهَجْرَ المرغوباتِ ، وألمَ الجراحِ
والقتلِ والتعذيبِ ، فكانوا بحقٍّ الصفوة الصافيةَ ، والثلَّةَ المُجْتَبَاةَ ، آياتٍ في الطهرِ ، وأعلاماً في النبل ، ورموزاً في التضحية ،
( ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ وَلاَ مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَطَؤُونَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ
وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ )

الطالبَ الذي عاشَ حياةَ الدَّعةِ والراحةِ ولم تلْذعْهُ الأَزَمَاتُ ،
ولمْ تكْوِهِ المُلِمَّاتُ ، إنَّ هذا الطالبَ يبقى كسولاً مترهِّلاً فاتراً .
وإنَّ الشاعر الذي ما عرفَ الألمَ ولا ذاقَ المر ولا تجرَّع الغُصَصَ ،
تبقى قصائدهُ رُكاماً من رخيصِ الحديثِ ، وكُتلاً من زبدِ القولِ ،
لأنَّ قصائدَهُ خرجَتْ من لسانِهِ ولم تخرُجْ من وجدانِهِ ، وتلفَّظ بها فهمه ولم يعِشْها قلبُه وجوانِحُهُ .
وفي عالم الدنيا أناسٌ قدَّموا أروعَ نتِاجَهُمْ ، لأنهم تألمَّوا ، فالمتنبي وعَكَتْه الحُمَّى فأنشدَ رائعته :
وزائرتي كأنَّ بها حياءَ
فليسَ تزورُ إلاَّ في الظلامِ
والنابغةُ خوّفَهُ النعمانُ بنُ المنذرِ بالقتلِ ، فقدَّم للناس :
فإنكَ شمسٌ والملوكُ كواكبٌ
إذا طلعتْ لم يبْدُ منهنَّ كَوكبُ
وكثيرٌ أولئك الذين أَثْرَوا الحياةَ ، لأنهم تألمَّوا .
إذنْ فلا تجزعْ من الألم ولا تَخَفَ من المعاناةِ ،
فربما كانتْ قوةً لك ومتاعاً إلى حين ، فإنكَ إنْ تعشْ مشبوبَ الفؤادِ محروقَ الجَوَى ملذوعَ النفسِ
أرقُّ وأصفى من أن تعيشَ باردَ المشاعرِ فاترَ الهِمَّةِ خامدَ النَّفْسِ ،
( وَلَـكِن كَرِهَ اللّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ )
ذكرتُ بهذا شاعراً عاش المعاناةَ والأسى وألمَ الفراقِ وهو يلفظُ أنفاسَه الأخيرةَ في قصيدةٍ بديعةِ الحُسْنِ
ذائعةِ الشُّهرةِ بعيدةٍ عن التكلُّف والتزويق :
إنه مالك بن الرّيب ، يَرثي نفسه :
أَلَمْ تَرَني بِعْتُ الضَّلاَلةَ بالهُدَى
وأصبحتُ في جيش ابنِ عفَّانَ غازيَا
فللهِ دَرِّي يومَ أُتْرَكُ طائعاً
بَنِيَّ بأعلى الرقمتيْن وماليا
فيا صاحِبَيْ رحلي دنا الموتُ فانزلا
برابيةٍ إنِّي مقيمٌ لياليا
أقيما عليَّ اليومَ أوْ بَعْضَ ليلةٍ
ولا تُعجِلاني قد تبيَّن ما بيا
وخُطاً بأطرافِ الأسنةِ مضجعي
ورُدَّا على عَيْنَيَّ فضلَ ردائيا
ولا تحسُداني بارَك اللهُ فيكما
مِن الأرضِ ذاتِ العَرْض أنْ تُوسِعَا ليا
إلى آخرِ ذاكَ الصوتِ المتهدِّجِ ، والعويلِ الثاكل ،
والصرخةِ المفجوعةِ التي ثارتْ حمماً منْ قلبِ هذا الشاعرِ المفجوعِ بنفسهِ المصابِ في حياتهِ .
إن الوعظَ المحترقَ تَصِلُ كلماتُه إلى شِغافِ القلوبِ ،
وتغوصُ في أعماقِ الرُّوحِ لأنه يعيشُ الألمَ والمعاناةَ
( فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً )
لا تعذلِ المشتاقَ في أشواقِه
حتى يكونَ حشاكَ في أحشائِه
لقد رأيتُ دواوينَ لشعراءَ ولكنها باردةً لا حياةَ فيها، ولا روح لأنهمْ قالوها بلا عَناء ، ونظموها في
رخاء ، فجاءتْ قطعاً من الثلجِ وكتلاً من الطينِ .
ورأيتُ مصنَّفاتٍ في الوعظِ لا تهزُّ في السامعِ شعرةً ،
ولا تحرِّكُ في المُنْصِتِ ذرَّةً ، لأنهم يقولونَها بلا حُرْقةٍ ولا لوعةٍ ،
ولا ألمٍ ولا معاناةٍ، ( يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ ) .
فإذا أردتَ أن تؤثِّر بكلامِك أو بشعْرِك ، فاحترقْ به أنت قَبْلُ ،
وتأثَّرْ به وذقْه وتفاعلْ مَعَهُ ، وسوفَ ترى أنك تؤثِّر في الناس
( فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ )
__________________
رد مع اقتباس
  #1028  
قديم 05-08-2010, 11:21 PM
 
إيثار الصحابة
من حول الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم كان الصحابة الذين ضربوا روائع الأمثلة في الإيثار ، فهذا مثلاً عمر بن الخطاب رضي الله عنه يروي لنا إن رجلاً أهدى إلى أحد رأس شاة فقال المُهْدَى إليه : إن أخي فلان أحوج إليه مني ، فبعث به إليه ، وظل رأس الشاة يتنقل بين سبعة بيوت ، ورجع إلى الأول .
وكان قيس بن سعد بن عبادة مريضاً ، فتخلف عن عيادته جمع من معارفه ، فسأل عنهم فقيل له : انهم يستحيون مما لك عليهم من الدين .
فقال : أخزى الله مالاً يمنع الناس من الزيارة . ثم أمر منادياً ينادي : من كان لقيس عليه مال فهو منه في حل .
ويروى أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أخذ صرة فيها أربعمائة دينار ، وقال لغلامه اذهب بها إلى أبي عبيدة بن الجراح ، ثم تلكأ في البيت ساعة حتى تنظر ماذا يصنع بها .
فذهب الغلام وقال لأبي عبيدة : يقول لك أمير المؤمنين ، اجعل هذه في بعض حاجتك .
فقال : وصله الله ورحمه ، ثم قال تعالي يا جارية ، اذهبي بهذه السبعة إلى فلان ، وبهذه الخمسة إلى فلان ، حتى نفدت ، وعاد الغلام وأخبر عمر فأعطاه مثلها لمعاذ بن جبل ، وأمره بمعرفة ما يصنع بها ففعل معاذ ما فعله أبو عبيدة ، لكن امرأته قالت : ونحن والله مساكين فأعطنا ولم يبق في الصرة إلا ديناران فأعطاهما لها ، ولما عرف عمر ذلك سر سرور كبيراً ، وقال إنهم اخوة بعضهم من بعض .
ولقد جاء للرسول صلى الله تعالى عليه وسلم ضيف لم يجد ما يطعمه فقال لأصحابه : من يضيف هذا الليلة ؟
فقال رجل من الأنصار اسمه أبو طلحة أو أبو المتوكل : أنا يا رسول الله . وذهب به إلى بيته وليس فيه إلا قوت أطفاله فقال لزوجته عللي الأطفال بشيء ، فإذا دخل ضيفنا فأطفئي المصباح وأريه أنا نأكل معه . وقعدوا واكل الضيف وهما لا يأكلان فلما أصبح الصباح قال النبي صلى الله تعالى عليه وسلم للأنصاري : قد عجب الله عز وجل من صنيعكما بضيفكما (1) .
ولقد آثر الصحابة رسول الله بأنفسهم ، وهذا أبو طلحة يحمي النبي بنفسه في غزوة أحد ، فإذا تطلع رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ليرى القوم قال له أبو طلحة حريصاً على حياته : لا تشرف يا رسول الله ، لا يصيبونك بمكروه ، نحري دون نحرك .
وهذه عائشة ( رضي الله عنها ) سألها مسكين شيئاً وهي صائمة وليس في بيتها إلا رغيف ، فقالت لخادمتها أعطه إياه .
فقالت : ليس لك ما تفطرين عليه .
فقالت : أعطه إياه ، ففعلت . وفي المساء أهدي إليهم شاة بكفنها .
فقالت عائشة للفتاة : كلي من هذا فهذا خير من قرصك ...
وفي غزوة اليرموك انطلق حذيفة العدوي بشربة ماء يبحث بها عن ابن عم له ليسقيه ، وهو يقول : إن كان به رمق سقيته ، فوجده جريحاً بين الحياة والموت .
فقال له : أسقيك ؟
فأشار له برأسه أن نعم ، ثم رأى رجلاً بجواره يردد : آه آه ، فأشار إلى ابن عمه ليذهب بالشربة إلى ذاك الرجل ، وكان هشام بن العاص ، فلما هم هشام أن يشرب سمع ثالثاً يردد : آه آه . فأمر الساقي أن يذهب إليه بالماء ، فلما بلغه الساقي وجده قد مات ، فعاد إلى هشام فوجده قد مات ، فعاد إلى ابن عمه فوجده قد مات .
وما أكثر الأمثلة الرائعة في تاريخ السلف من أبناء الإسلام ، مما يعد في نظر العامة من الناس كالرؤيا أو الأحلام . (1) - صحيح مسلم ج: 3 ص: 1624 .
__________________
رد مع اقتباس
  #1029  
قديم 05-08-2010, 11:28 PM
 


فتة الكوارع بالخل والثوم

المقادير
كوارع عجالي خلي بالك إنك تشتري الكوارع الصغيرة؛ لأن طعمها بيبقى أحلى

أرز الكمية على حسب العدد


2 معلقة كبيرة ما ورد


2 ثمرة بصل كبيرة


2 ثمرة جزر


ملح وفلفل


ورق لاورا


حبهان


قرفة


زبدة


ثوم


خل


عيش محمص بالزبدة أو في زيت زيتون


الطريقة

1- أحضري الكوارع، واغسليها كويس جدًّا بالملح والفلفل ويُفضّل
لو سبتيها منقوعة في ماء فيه ملح وفلفل لمدة ساعتين أو ثلاثة.

2- بعد كده اسلقيها على النار، ومعاها البصل وفصوص ثوم
صحيحة والجزر والحبهان وورق اللاورا، بس خلي بالك إنها بتعد وقت طويل شوية على النار.

3- في أثناء ما الكوارع بتستوي على النار، ابدئي حضري الرز،
وأول حاجة تعمليها إنك تغسليه كويس، وبعدين تشوّحيه في الزبدة على النار لغاية
ما يبقى مفلفل والميه اللي فيه تنشف، وبعد كده ضيفي ماء الورد ومعلقة صغيرة
قرفة مطحونة وملح، وقلبيه كويس على النار، وبعد كده اسقيه
بشوربة الكوارع وسيبيه يستوي.

4- بعد كده ابدئي اعملي التقلية؛ وهي عبارة عن رأس ثوم مفرومة
وبتشوحيها على النار في زيت زيتون أو زبدة لغاية ما لونها يبقى ذهبي وبعدين
ارفعيها من على النار، وضيفي عليها كمية مناسبة من الخل،
وممكن تبشري عليها ثمرة طماطم.

5- الخطوة الأخيرة اللي هتعمليها إنك تجيبي الصينية، وتحطي
طبقة خفيفة من الرز، وبعدين عليها العيش، وبعدين باقي الرز، وبعدين تخلي
الكوارع من العظم وترصيها على الرز من فوق، وبعدين ترشي تقلية الثوم عليها
وتحطيها في الفرن شوية يعني مش أكتر من ربع ساعة علشان الكوارع تتشوح معاكِ

وبالهنا والشفا


__________________
رد مع اقتباس
  #1030  
قديم 05-08-2010, 11:34 PM
 
آيات هزَّت قلوبًا


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فإن الجبال -وهي جبالٌ بغلظتها وقساوتها- لو أُنزل عليها كلام الله -عز وجل- ففهمته وتدبرت ما فيه لخشعت وتصدَّعت من خوف الله
تبارك وتعالى
{لَوْ أَنزلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ}
[سورة الحشر: 21].

قال ابن عباس -رضي الله عنهما- في تأويل هذه الآية: "يقول: لو أني أنزلت هذا القرآن على جبل حَمَّلته إياه؛ لتصدَّع وخشع من ثقله، ومن خشية الله".

وقال -تعالى-: {وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى} [سورة الرعد: 31]، وقد جاء في تفسيرها أنه لو كان هناك قرآن سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كُلِّم به الموتى؛ لكان هذا القرآن.

فإذا كانت الجبال الصم لو سمعت كلام الله وفهمته لتصدعت من خشيته؛ فكيف ببني آدم وقد سمعوا وفهموا؟!

والناظر في حال السلف -رضوان الله عليه- وتأثرهم بآيات الله -جلَّ في علاه- يتعجب من حالنا ونحن نسمع القرآن ليلاً ونهارًا ولا نتأثر كما تأثَّروا، بالرغم من أن الآيات هي الآيات، والكلمات هي الكلمات، وربك قد حفظ كتابه، {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [سورة الحجر: 9]، ولكن الفرق ليس في الآيات؛ وإنما في القلوب التي تستقبل كلام الله -عز وجل-!!

كانت قلوبهم -رحمهم الله- أرق من نسيم الفجر، ما إن تلامس أسماعهم آيات الله -عز وجل- حتى تصل إلى القلوب، فيرون بأعينهم ما لا يراه غيرهم، فخَلَفَ من بعدهم خلفٌ قست قلوبهم، فهي أشد قسوة من الجبال التي لو فهمت كلام الله لخشعت.

قال أبو عمران: "والله لقد صرف إلينا ربنا -عز وجل- في هذا القرآن ما لو صرفه إلى الجبال لهتَّها وحناها"، وقال مالك بن دينار -رحمه الله-: "أقسم لكم لا يؤمن عبد بهذا القرآن إلا صدع قلبه".

وأخبار الصالحين هي زاد السائرين إلى الله -تبارك وتعالى-، تُعلي من هممهم، وتصرف عنهم الدَّعة والكسل، وتدفعهم دفعًا إلى مزيد من الطاعة والقرب.

فهيا بنا نقف على طرف من أخبارهم مع آيات الله -عز وجل-، نرى كيف هزَّت قلوبهم، وكيف وقفوا على دقيق معانيها، فغيَّرت مسار حياتهم إلى صراط الله المستقيم، صراط الذين أنعم عليهم، غير المغضوب عليهم ولا الضالين.

قال الحسن البصري -رحمه الله-: "والله يا ابن آدم لئن قرأتَ القرآن ثم آمنتَ به؛ ليطولن في الدنيا حزنك، وليشتدن في الدنيا خوفك، وليكثرن في الدنيا بكاؤك".

وقال مالك بن دينار -رحمه الله-: "إن الصديقين إذا قُرئ عليهم القرآن طربت قلوبهم إلى الآخرة".

سيد ولد آدم سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-:
عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال لي النبي -صلى الله عليه وسلم-: «اقْرَأْ عَلَيَّ»، قلت: "آقرأ عليك وعليك أنزل؟"، قال: «فَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي»، فقرأت عليه سورة النساء حتى بلغت: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا} [سورة النساء: 41]، قال: «أَمْسِكْ»، فإذا عيناه تذرفان، وفي رواية لمسلم: "فَرَأَيْتُ دُمُوعَهُ تَسِيلُ" [متفق عليه].

أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-: كان رجلاً أسيفًا، لا يمر بالآية في الصلاة إلا ويبكي.

عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: كان يمر بالآية في ورده، فتخنقه، فيبكي حتى يسقط، ثم يلزم بيته حتى يُعاد، يحسبونه مريضًا.

أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنها-: قال عروة: "دخلت على أسماء وهي تصلي، فسمعتها وهي تقرأ هذه الآية: {فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ} [سورة الطور: 27]، فاستعاذت، فقمت وهي تستعيذ، فلما طال عليَّ أتيتُ السوق ثم رجعت وهي في بكائها تستعيذ".

سعيد بن جبير -رحمه الله-: عن القاسم بن أبي أيوب قال: "سمعت سعيد بن جبير يردد هذه الآية في الصلاة بضعًا وعشرين مرة: {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ} [سورة البقرة: 281]".

سفيان الثوري -رحمه الله-: صلى بالناس المغرب، فقرأ حتى بلغ: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}، فبكى حتى انقطعت قراءته، ثم عاد فقرأ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.

محمد بن المنكدر -رحمه الله-: بينما هو ذات ليلة قائم يصلي إذ استبكى وكثر بكاؤه حتى فزع أهله وسألوه: ما الذي أبكاه، فاستعجم عليهم، وتمادى في البكاء، فأرسلوا إلى أبي حازم فأخبروه بأمره، فجاء أبو حازم إليه فإذا هو يبكي، قال: "يا أخي، ما الذي أبكاك؟ قد رُعتَ أهلك، أفمن علة أم ما بك؟"، فقال: "إنه مرت بي آية في كتاب الله -عز وجل-"، قال: "وما هي؟"، قال: "قول الله -تعالى-: {وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ} [سورة الزمر: 47]، فبكى أبو حازم أيضًا معه، واشتد بكاؤهما، فقال بعض أهله لأبي حازم: "جئنا بك لتفرج عنه فزدته"، فأخبرهم ما الذي أبكاهما.

ويروى أنه جزع عند الموت، فقيل له: "لم تجزع؟"، فقال: "أخشى آية من كتاب الله -عز وجل-، قال الله -تعالى-: {وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ}، وإني أخشى أن يبدو لي من الله ما لم أكن أحتسب".

الربيع بن خثيم -رضي الله عنه-: عن عبد الرحمن بن عجلان قال: "بت عند الربيع بن خثيم ذات ليلة، فقام يصلي، فمر بهذه الآية: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} [سورة الجاثية: 21]، فمكث ليلته حتى أصبح ما جاوز هذه الآية إلى غيرها ببكاء شديد".

علي بن الفضيل -رحمهما الله-: قال إسماعيل الطوسي أو غيره: بينما نحن نصلي ذات يوم الغداة خلف الإمام ومعنا علي بن فضيل، فقرأ الإمام: {فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ} [سورة الرحمن: 56]، فلما سلم الإمام قلت: "يا علي، أما سمعت ما قرأ الأمام؟"، قال: "ما هو؟"، قلت: "{فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ}"، قال: "شغلني ما كان قبلها: {يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلا تَنْتَصِرَانِ} [سورة الرحمن: 35]".

ميمون بن مهران -رحمه الله-: قرأ قوله -تعالى-: {وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ} [يس: 59]، فرقَّ حتى بكى، ثم قال: "ما سمع الخلائق بعتب أشد منه قط".

الحسن بن صالح -رحمه الله-: عن حميد الرواسي قال: كنت عند علي والحسن ابني صالح ورجل يقرأ: {لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} [سورة الأنبياء: 103]، فالتفت عليٌّ إلى الحسن وقد اصفار واخضار، فقال: "يا حسن، إنها أفزاع فوق أفزاع"، ورأيت الحسن أراد أن يصيح، ثم جمع ثوبه فعضَّ عليه حتى سكن عنه وقد ذبل فمه، واخضار واصفار.

عمرو بن عتبة -رحمه الله-: لما تُوفي دخل بعض أصحابه على أخته، فقال: "أخبرينا عنه"، فقالت: "قام ذات ليلة، فاستفتح سورة (حم)، فلما أتى على هذه الآية: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطَاعُ} [سورة غافر: 18]، فما جاوزها حتى أصبح".

سليمان التيمي -رحمه الله-: يحكي عنه مؤذنه معمر، قال: "صلى إلى جنبي سليمان التيمي بعد العشاء الآخرة، وسمعته يقرأ: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [سورة الملك: 1]، فلما أتى على هذه الآية: {فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا} [سورة الملك: 27]، جعل يرددها حتى خف أهل المسجد فانصرفوا، فخرجت وتركته، وغدوت لأذان الفجر فنظرت فإذا هو مقامه، فسمعت فإذا هو فيها لم يجزها، وهو يقول: {فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا}".

عمر بن ذر -رحمه الله-: عن أبي نعيم، قال: سمعت عمر بن ذر يقرأ هذه الآية: {أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى} [سورة القيامة: 34]، فجعل يقول: "يا رب ما هذا الوعيد؟".

وكان إذا قرأ هذه الآية: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}، قال: "يا لك من يوم! ما أملأ ذكرك لقلوب الصادقين!".

أبو سليمان الداراني -رحمه الله-: كان يقول: "ربما أقمت في الآية الواحدة خمس ليال، ولولا أني بعد أدع الفكر فيها ما جزتها أبدًا، وربما جاءت الآية من القرآن تطير العقل، فسبحان الذي رده إليهم بعد".

محمد بن كعب القرظي -رحمه الله-: كان يقول: "لأن أقرأ في ليلة حتى أصبح: {إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا}، و{الْقَارِعَةُ}، لا أزيد عليهما، وأتردد فيهما وأتفكر؛ أحب إلى من أن أهدر القرآن هدرًا"، أو قال: "أنثره نثرًا".

مـنـع الـقـرآن بـوعــده ووعـيده *** مقـل العيون بليلها أن تهجع
فهموا عن الملك الكريم كلامه *** فهمًا تذل له الرقاب وتخضع


والأخبار كثيرة، والقلوب التي هزتها آيات الله -عز وجل- ها هي قد سبقتنا إلى رضوانه، ويبقى السؤال: أين قلوبنا نحن من القرآن؟ أين قلبُ مَن ختم القرآن؟ أين قلب من يسمع القرآن ليله ونهاره ثم لا تدمع له عين ولا يخشع له قلب؟!

اللهم اغفر لنا عجزنا وتقصيرنا، اللهم طهر قلوبنا، اللهم لا تخزنا يوم يبعثون، {يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ . إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [سورة الشعراء: 88-89].


كتبه/ محمد مصطفى
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رابط لمخترع جريندايز للوطن العربي sohaibNew84 أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 2 01-23-2010 03:06 PM
أهم خمس ورقات في حياتك نبع الحنان أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 2 06-26-2007 06:31 PM
o°°¨]§[° خمس ورقات أعجبتني °]§[¨°°o أمـيـرة الـغـرام ختامه مسك 5 06-21-2006 03:26 PM
رب ضارة نافعة وردة حب أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 5 06-06-2006 09:55 PM
وصايا طبية نافعة لكِ .. سيـــــــرين أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 4 03-08-2006 11:43 AM


الساعة الآن 06:08 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011