01-28-2010, 03:53 PM
|
|
الخارجون على القانون.. في أحضان دولة القانون..!!
الخارجون على القانون.. في أحضان دولة القانون..!! نعم هذا هو الحال .. في حكومة العراق الجديدة.. أو لنسميها الحكومة الآيلة للسقوط.. فكلنا يعرف بما نادى به ذلك الرجل الضخم.. صاحب الصوت الخشن.. والوجه النعثل.. صاحب اليد الحديدية التي تضرب بكل خارج على القانون.. صاحب الدولة التي لم تسبقها دولة بالمثل.. كيف لا وهي (دولة القانون).. فهي اسم على مسمى.. دولة فيها أحقاق القانون.. بعد أن غاب القانون.. فها هو صاحب القانون.. يستعيد أمجاد الأسلاف .. بل حلمهم بتطبيق القانون .. قانون حمورابي واحفاده.. الذي لم ير النور حتى في حكم حمورابي نفسه.. نعم فالعراقيون كانت عيونهم شاخصة .. منتظرة بما تدليه نتائج الانتخابات.. فاذا بالنتيجة تعلن عن نفسها.. واذا برئاسة الوزراء.. بيد ذلك السبع الكاسر.. فاذا بوجوه العراقيون مستبشرة.. ترتقص الفرحة في قلوبهم.. كيف لا..!؟ أليس هذا هو الشخص المنشود..؟! أليس هذا الشخص الذي أمطرهم بسيل الوعود والعهود..؟! أليس هذا الشخص الذي لا يفرق بين سني ولا شيعي..؟! أليس هذا الشخص الذي سيحفظ دماءهم وسيقضي على الطائفية التي نخرت أجسادهم البالية؟! نعم هو ذا الشخص الذي نادى بكل ذلك.. ووعد بكل ذلك.. هو ذلك الشخص الذي قال بانه سيضرب بيد من حديد على كل من يحاول النيل من وحدة العراق.. على كل من يخرج على قانون جده "حمورابي".. نعم وفي غمر هذه الفرحة أستلم هذا الليث كرسي العرين.. لكن .. ماذا جرى؟! فبعد أن نادى بانه ضد الخارجين على قانونه من ميليشيات واحزاب.. وبعد قيامه بتصفية لبعض افرادهم (ومنهم جيش مقتدى)، إلا أنه أعطى التساهلات بل المساعدات لقيادات هذه المليشيات فهو من نقلهم الى مناطق آمنة في العراق او حتى لخارج العراق.. ووفر لهم الحماية لضمان سلامتهم، واكثر من ذلك جعل الكثير منهم في مواطن حساسة في الوزارات والمنشآت الحكومية، وقام بتعيين الكثير منهم في صفوف الجيش والشرطة.. ولكن كان ذلك كله خلف النقاب.. والكثير من الناس لا يعلمون بما يجرى.. الا ان ما طفح الى السطح في الايام الاخيرة هو التقارب العلني بين هذا البطل الملحمي.. صاحب دولة القانون.. وبين من اعتبرهم ولوقت قريب بأنهم خارجين على القانون.. فاذا بهم يرتمون في أحضان القانون.. ذلك الحضن الدافئ الذي يعتبر المضيف الملائم بسبب التشابه الكبير بين الاثنين.. ولا عجب في ذلك.. ولكن: اذا بالشعب المسكين قد تبدد حلمه.. وضاع كسراب غابر !!.. فبقى في حيرة من أمره.. رباه.. من هو القانون.. ومن هو الخارج على القانون؟!!.. واذا بهم يتسائلون في ما بينهم.. أين تلك القبضة الصارمة التي تقضي على الغاصبين والقاتلين؟!!.. اين ذلك الصوت الذي يفضح المفسدين والسارقين؟!! وفي شدة الموقف توجه الشعب الى بارئ نفوسهم.. يحمدونه على نعمه السابغة بأن كشف لهم زيف الادعياء.. واصحاب الدنيا.. سائلينه تعالى أن يوفقهم للأختيار الصحيح.. ليكون ذلك خلاصا لهم من هؤلاء المفسدين.. |