عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-07-2010, 10:33 PM
 
المشروع ستر من وقع في المعاصي من المسلمين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المشروع ستر من وقع في المعاصي من المسلمين

1/240 ـ وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( لا يستر عبد عبداً في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة )) رواه مسلم (1) .


الـشـرح

قال المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ فيما نقله عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (( لا يستر عبد عبداً في الدنيا إلا ستره الله تعالى يوم القيامة )) .

الستر يعني الإخفاء ، وقد سبق لنا أن الستر ليس محموداً على كل حال ، وليس مذموماً على كل حال ، فهو نوعان :

النوع الأول : ستر الإنسان الستير ، الذي لم تجر منه فاحشة ، ولا ينبغي منه عدوان إلا نادراً ، فهذا ينبغي أن يستر وينصح ويبين له أنه على خطأ ، وهذا الستر محمود .

والنوع الثاني : ستر شخص مستهتر متهاون في الأمور معتدٍ على عباد الله شرير ، فهذا لا يستر ؛ بل المشروع أن يبين أمره لولاة الأمر حتى يردعوه عما هو عليه ، وحتى يكون نكالاً لغيره .

فالستر يتبع المصالح ؛ فإذا كانت المصلحة في الستر ؛ فهو أولى ، وإن كانت المصلحة في الكشف فهو أولى ، وإن تردد الإنسان بين هذا وهذا ؛ فالستر أولى ، والله الموفق .


2/241 ـ وعنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
(( كل أمتي معافى إلا المجاهرين وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً ، ثم يصبح وقد ستره الله عليه فيقول : يا فلان عملت البارحة كذا كذا ، وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه )) متفق عليه (2) .



الـشـرح
ذكر المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ فيما نقله عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( كل أمتي معافى إلا المجاهرين )) . يعني بـ (( كل الأمة ))



أمة الإجابة الذين استجابوا للرسول صلى الله عليه وسلم .

معافى : يعني قد عافاهم الله عز وجل .

إلا المجاهرين : والمجاهرون هم الذين يجاهرون بمعصية الله عز وجل ، وهم ينقسمون إلى قسمين :

الأول : أن يعمل المعصية وهو مجاهر بها ، فيعملها أمام الناس ، وهم ينظرون إليه ، هذا لا شك أنه ليس بعافية ؛ لأنه جر على نفسه الويل ، وجره على غيره أيضا .

أما جره على نفسه : فلأنه ظلم نفسه حيث عصى الله ورسوله ، وكل إنسان يعصي الله ورسوله ؛ فإنه ظالم لنفسه ، قال الله تعالى : ( وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) [البقرة: 57] ، والنفس أمانة عندك يجب عليك أن ترعاها حق رعايتها ، وكما أنه لو كان لك ماشية فإنك تتخير لها المراعي الطيبة ، وتبعدها عن المراعي الخبيثة الضارة ، فكذلك نفسك ، يجب عليك أن تتحرى لها المراتع الطيبة ، وهي الأعمال الصالحة ، وأن تبعدها عن المراتع الخبيثة ، وهي الأعمال السيئة .

وأما جره على غيره : فلأن الناس إذا رأوه قد عمل المعصية ؛ هانت في نفوسهم ، وفعلوا مثله ، وصار ـ والعياذ بالله ـ من الأئمة الذين يدعون إلى النار ، كما قال الله تعالى عن آل فرعون : ( وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لا يُنْصَرُونَ) [القصص:41] .

وقال النبي عليه الصلاة والسلام : (( من سن في الإسلام سنة سيئة ؛ فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة )) (3) .

فهذا نوع من المجاهرة ، ولم يذكره النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأنه واضح ، لكنه ذكر أمراً آخر قد يخفى على بعض الناس فقال : ومن المجاهرة أن يعمل الإنسان العمل السيئ في الليل فيستره الله عليه ، وكذلك في بيته فيستره الله عليه ولا يُطلع عليه أحداً ، ولو تاب فيما بينه وبين ربه؛ لكان خيراً له ، ولكنه إذا قام في الصباح واختلط بالناس قال : عملت البارحة كذا ، وعملت كذا ، وعملت كذا ، فهذا ليس معافى ، هذا والعياذ بالله قد ستر الله عليه فأصبح يفضح نفسه .


وهذا الذي يفعله بعض الناس أيضاً يكون له سببان :

السبب الأول : أن يكون الإنسان غافلاً سليماً لا يهتم بشيء ، فتجده يعمل السيئة ثم يتحدث بها عن طهارة قلب .

والسبب الثاني : أن يتحدث بالمعاصي تبجحاً واستهتاراً بعظمة الخالق ، ـ والعياذ بالله ـ فيصبحون يتحدثون بالمعاصي متبجحين بها كأنما نالوا غنيمة ، فهؤلاء والعياذ بالله شر الأقسام .

ويوجد من الناس من يفعل هذا مع أصحابه ، يعني أنه يتحدث به مع أصحابه فيحدثهم بأمر خفي لا ينبغي أن يذكر لأحد ، لكنه لا يهتم بهذا الأمر فهذا ليس من المعافين ؛ لأنه من المجاهرين .

والحاصل أنه ينبغي للإنسان أن يتستر بستر الله عز وجل ، وأن يحمد الله على العافية ، وأن يتوب فيما بينه وبين ربه من المعاصي التي قام بها، وإذا تاب إلى الله وأناب إلى الله ؛ ستره الله في الدنيا والآخرة ، والله الموفق .



* * * * * * * * * * * *


شرح رياض الصالحين المجلد الثالث
باب ستر عورات المسلمين بموقع الشيخ: "محمد بن صالح العثيمين"-رحمه الله-

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ

(1)رواه مسلم ، كتاب البر والصلة ، باب بشارة من ستر الله تعالى عيبه في الدنيا ، رقم (2590 ) .

(2)رواه البخاري ، كتاب الأدب ، باب ستر المؤمن على نفسه رقم ( 6069 ) ،ومسلم ، كتاب الزهد والرقائق ، باب النهي عن هتك الإنسان ستر نفسه ، رقم 2990 )

(3) رواه مسلم ، كتاب الزكاة ، باب الحث على الصدقة ولو بشق تمرة أو كلمة ، رقم (1017 ) .
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 03-16-2010, 08:13 PM
 
جزاك الله خير
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مقتدى المشروع المدمر المهول للعراق فانتبه ثائر اليساري حوارات و نقاشات جاده 6 07-09-2009 01:45 AM
المشروع أن يبدأ بالقضاء قبل صيام الست النافذ نور الإسلام - 6 11-12-2007 07:52 PM
التبرك المشروع والممنوع الشافعي نور الإسلام - 3 03-12-2007 12:41 AM
المشروع المستقبلي لاسامة بن لادن بنيويورك..صورة. اليمامة الزرقاء أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 14 07-28-2006 02:58 PM


الساعة الآن 12:11 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011