03-13-2010, 09:51 PM
|
| |
| نبع الوفاء
كان الرسول _صلي الله عليه وسلم _نموذجا فريدا في الوفاء ،فيروي أنه كان يكثر من مدح السيدة خديجة _رضي الله عنها _ ويفرح للقاء صديقاتها ويؤثرهن بكثير من الصلات وفاء لذكراها .فقالت السيدة عائشة _رضي الله عنها –يوما:وهل كانت إلا امراة عجوز ؟قد أبدلك الله خيرا منها؟فغضب _عليه الصلاة والسلام_ثم قال :لا والله ما أبدلني الله خيرا منها..أمنت بي إذ كفر الناس ،وصدقتني إذ كذبني الناس،وواستني بمالها إذحرمني الناس،ورزقني الله منها الولد. فقالت السيدة عائشة :فقلت في نفسي :لا أذكرها بسيئة أبدا. هذا الوفاء النادر لم يقتصر علي السيدة السيدة خديجة وإنما امتد إلي المسلمين جميعا ،بل اتسع قلبه الكبير لمكة موطنه ومسقط رأسه الشريف ،وملعب صباه ،وملتقي وحي الله،وميدان كفاحه ثلاث عشرة سنة منذ أكرمه ربه بالرسالة وخصه بالوحي .إن كلمات الوفاء التي خص بها زوجته ببلاغتها وعمقها تعانق كلمات الوفاء التي صدرت عنه_صلي الله عليه وسلم_حين غادر مكة مهاجرا.فقد قال حين خرج من الغار (غار ثور)ناظرا إلي مكة بعين دامعة:ما أطيبك من بلدوأحبك إلي!ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك.....ولنتأمل سلوك الرسول _صلي الله عليه وسلم_في هذين الموقفين اللذين يعبران عن أصدق ألوان الوفاء الإنساني ،فقد رأي سعد بن عبادة _رضي الله عنه_النبي عليه الصلاة والسلام وهو يبكي وينتحب علي مولاه (زيد بن حارثة ) الذي اشتشهد في غزوة مؤتة فقيل له يا رسول الله :ما هذا؟ فقال الرسول الوفي: هذا شوق الحبيب إلي الحبيب !!
والموقف الاخر حينما بكي الرسول _صلي الله عليه وسلم_بكاء شديدا حتي اخضلت لحيته ومسح بدموعه رؤوس أبناء جعفر ابن أبي طالب _رضي الله عنه_حينما علم باستشهاده في مؤتة،وقال لزوجته أسماء حينما شكت ضياعهم وفقرهم بعد فقد عائلهم :العيلة تخافين عليهم ،وأنا وليهم في الدنيا والاخرة؟ ...........وموقف أخر من مواقف الوفاء لأهله من قريش فها هو النبي _صلي الله عليه وسلم_قد تأثر تأثرا بالغاحتي دمعت عيناه ،حينما أنشدته (قتيلة بنت النضر بن الحارث)أبياتا تبكي أباها الذي أمر عليه الصلاة والسلام بقتله عند عودته من بدر في موضع يسمي الأثيل قرب المدينة المنورة ،وكان النضر من شياطين قريش وأشدهم إيذاء للرسول .ومع ذلك فحينما سمع رجاء ابنته قال:تو بلغني هذا قبل قتله لمننت عليه .......
أما موقفه من عتبة ومعتب فهو يعبر عن أصدق ألوان الوفاء ،نحو ابني عمه أبي لهب الذي خذله في كل موقف ،ولم يرع حرمة القرابة وأمر ابنيه عتبة ومعتب أن يطلقا ابنتي الرسول رقية وأم كلثوم،فبعد فتح مكة جلس للناس يبايعونه ،فسأل عمه العباس _رضي الله عنه_:أين ابنا أخيك لا أراهما؟ يقصد عتبة ومعتب .فقال العباس: إنهما تنحيا فيمن تنحي من مشركي قريش.فقال ته الرسول :اتني بهما .فركب إليهما العباس ،فلحقهما بعرفة ،وأتي بهما إلي الرسول ،فدعاهما إلي الإسلام فأسلما .وسر النبي _صلي الله عليه وسلم_ بإسلامهماودعا لهما،وقام فأخد بأيديهما وانطلق بهما حتي أتي الملتزم فدعا ساعة ثم انصرف والسرور علي وجهه ،فقال العباس:سرك الله يا رسول الله ،إني أري السرور في وجهك .فقال عليه الصلاة والسلام:إني استوهبت ابني عمي هذين من ربي فوهبهما لي . صلي الله وسلم عليك يا حبيبي يا رسول الله
أخوكم/أبوكريم |
المواضيع المتشابهه 
العرض العادي
