03-14-2010, 02:49 AM
|
|
شؤم النميمة : بسم الله الرحمن الرحيم
شؤم النميمة :
1 - روي أن رجلاً رأى غلاماً يباع وليس به عيب غير أنه نمام فقط فاستخف بالعيب واشتراه فمكث عنده أياماً ثم قال لزوجة سيده : إن سيدي يريد أن يتزوج عليك وقال : إنه لا يحبك فإن أردت أن يعطف عليك ويترك ما عزم عليه فإذا نام خذي الموسى واحلقي شعرات من تحت لحيته واتركي الشعرات معك ، فقالت : في نفسها نعم . وعزمت على ذلك إذا نام زوجها . ثم جاء زوجها وقال له : إن سيدتي زوجتك قد اتخذت لها صديقاً ومحباً غيرك وتريد أن تخلص منك وقد عزمت على ذبحك الليلة وإن لم تصدقني فتظاهر بالنوم الليلة وانظر كيف تجيء إليك وفي يدها شيء تريد أن تذبحك به وصدقه سيده . فلما جاءت الليل جاءت المرأة بالموسى لتحلق الشعرات من تحت لحيته والرجل يتظاهر بالنوم فقال في نفسه : والله لقد صدق الغلام فلما وضعت الموسى وأهوت إلى حلقه قام وأخذ الموسى منها وذبحها به فجاء أهلها فوجدوها مقتولة فقتلوه فوقع القتال بين الفريقين بشؤم ذلك العبد النمام .
2 – ثبت أن رجلاً دخل على عمر بن الخطاب فنم عنده رجل من أصحابه ونقل عنه القبيح إلى عمرو وأوغر صدره عليه ، فلما فرغ الرجل من وشايته طأطأ عمر رأسه كأنما يفكر في تلك الوشاية ثم رفعها وقال للرجل : يا هذا إن شئت نظرنا في أمرك ووقفنا على خبرك ، فإن كنت كاذباً فأنت من أهل هذه الآية ] يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين [ وإن كنت صادقاً فأنت من أهل هذه الآية ] ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم [ وإن شئت عفونا عنك ولا تعد إلى مجلسنا بعد اليوم فلست من جلساء المؤمنين فتصاغر الرجل في نفسه وقال : أستعفيك يا أمير المؤمنين وأعدك ألا أعود إلى وشاية قط ثم خرج من مجلسه خزياناً خجولاً .
3 – بينما كان الصاحب بن عباد من أمراء الأندلس في مجلسه إذا دخل عليه حاجبه يحمل رقعة من رجل واقف بالباب فقرأها الصاحب بن عباد فإذا فيها كلام طويل يطلب كاتبه من الأمير أن يأخذ مالاً من يتيم ضعيف ، فقد تركه أبوه في ميدان الحياة فريداً وحيداً وترك له أموالاً وبساتين فإن شاء الأمير وضع يده عليها فليس هنالك من يقاومه . فوقع الأمير على تلك الرقعة بهذه الكلمات الخالدة : إن النميمة قبيحة وإن كانت نصيحة صحيحة ، أما الميت فرحمه الله وأما اليتيم فجبره الله . وأما المال فثمره الله ، وأما النمام الساعي فلعنه الله .
__________________ |