|
مواضيع عامة مواضيع عامة, مقتطفات, معلومات عامه, مواضيع ليس لها قسم معين. |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||
| ||
العالم العربي الذي رشح لجائزة نوبل اربع مرات ...و لكن لن يحصل عليها ابدا !! بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم و رحمة الله وبركاته اخواني الكرام لسه فيه أمل !! طالعت في احد المجلات العلمية هذا المقال و احببت ان تشاركوني فرحتي فهذا الشاب العبقري المسلم العربي المصري نموذج لما يجب ان يكون عليه شباب الامة ، وهو من النماذج التي لابد ان نبرزها ليكون قدوة لشباب الامة بدلا من النماذج الرقيعة التي اصبحت طوال الوقت امام الشباب ، وليعلم الجميع اين الطريق ؟ نحن لسنا فريسة لنظرية المؤامرة كما يدعوا و لكن كل الشواهد تؤكد هذه المؤامرة علي الشعوب الاسلامية بوجه عام وعلي الشعوب العربية بوجه خاص .... فمتي تفيق الامة ؟ في الخطبة التذكارية أمام الأكاديمية السويدية وقف الحاصل على جائزة نوبل في الفيزياء ليعلن أن الجائزة قد ضلت طريقها فجاءته، بدلاً من أن تعرف الطريق الصحيح إلى محمد النشائي. ترى كم مواطنًا عربيًا يعرف محمد النشائي؟ ذلك الرجل الذي يهوى حل المعضلات، والذي تمكن بالفعل أن يحل معضلة علمية ظلت تبحث عن حل مدة 75 سنة. نشرت لي صحيفة أخبار الأدب (المصرية) في عدد 24/11/2002م مقالاً بعنوان: «فوضى الترجمة»، ونشرت في العدد نفسه مقابلة مع صاحب نظرية الفوضى، الفيزيائي الفذ محمد النشائي. ولكن شتان بين فوضى الترجمة، وفوضى الفيزياء.ولما التقينا على صفحات الجرائد تمنيت أن لو نلتقي وجهًا لوجه، وقد كان. ففي مساء «سكندري» تزاحم جمع غفير من شباب الثغر برغم شدة البرد في 18/12/2003م وقبل الموعد المعلن بساعة كاملة، في قاعة من قاعات قصر التذوق، الكائن أمام مسجد الصحابي جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه.لم يكونوا ينتظرون نجمًا سينمائيًا ولا مغنيًا تهتز له الأوتار والأجساد شبه المخدرة. لقد جاءوا لينصتوا بكل الوعي إلى شخص لا يعرفون عنه شيئًا، اللهم إلا أنه قد رشح لجائزة نوبل أربع مرات!! إنها المرة الأولى في حياتي التي أشهد فيها ندوة حاشدة يدعى فيها ضيف لا يعرفه الحاضرون. دخل النشائي القاعة دون أن ينتبه أحد إليه، ودون أن تدوي القاعة بالتصفيق (الحاد) كما هي عادتنا (الذميمة). جلس على المنصة خمسة أشخاص، لم يعرف الجمهور من منهم النشائي! هممت أن أصفق لألفت الانتباه إلى وصول الرجل، لكني تمسكت بموقفي المبدئي من مسألة التصفيق هذه. وجدت عالم الفيزياء محمد النشائي مثالاً لبساطة أولاد البلد، وللتلقائية الأخوية التي يغمرك بها من أول لقاء. تحدث النشائي عن وطنه الكبير حديث المحب العاشق، ثم حديث العالم المتمكن، ثم حديث المثقف الواعي بكل ما يدور في العالم من حوله، المثقف المدرك للمسؤولية الاجتماعية للعلماء. وبمجرد أن ابتدأ الحديث غلبته مشاعره الفياضة، وكادت دموعه تعيقه عن الكلام، فطلب لحظات من التوقف. كانت له لحظات ليستجمع قدرته على الكلام، وكانت لنا لحظات لنتأمل التاريخ والجغرافيا العربية الإسلامية. وقد عرفنا أن النشائي لا يحمل سوى جواز السفر المصري، بل يرفض أية جنسية أخرى.كيف أصبح أستاذ الهندسة المدنية أستاذًا للفيزياء النظرية؟ أمر بعيد وعسير، لكن هذا ما حدث في حياة محمد النشائي. لقد انطلق في جرأة العباقرة إلى خلاف المألوف في دنيا العلوم. لقد وجد نفسه أمام نظريتين، كلتاهما صحيحة مبرهنة ولها تطبيقاتها، وكلتاهما متناقضتان تسيران في اتجاهين متعارضين. نظرية النسبية التي تتعامل مع الأبعاد الهائلة، ونظرية الكم التي تتعامل مع الأبعاد الفائقة الصغر. إنها الفوضى التي تحتاج إلى من ينظمها. فكان أن ولدت نظرية النشائي في توحيد القوى.على مدى 75 سنة لم يتمكن أحد من حل المعضلة العلمية، مثلما لم يجرؤ أحد على التفكير في احتمال أن يكون أينشتاين على خطأ. لكن النشائي فعلها. وكما يقول النشائي فإن «العبقرية هي أن تتعامل مع الفوضى»،أما النظام فإن كل عاقل يمكنه التعامل معه. العباقرة فقط بوسعهم تفهم الفوضى وضبطها وإخضاعها للمعادلات الرياضية. ضبط الفوضى أتى من نظرية توحيد القوى: القوى النووية الضعيفة ـ المسؤولة عن الاندماج النووي ـ والقوى النووية الشديدة ـ المسؤولة عن الانشطار النووي ـ والقوى الكهرومغناطيسية، وأخيرًا الجاذبية.محمد صلاح الدين النشائي من مواليد 1943م، وصل إلى درجة علمية مرموقة، أستاذ الهندسة الإنشائية. لكن طموح العلماء لا يَعرف له سقفًا. ولم يكن بوسع المجتمع العلمي في أوربا وأمريكا أن يتجاهل مئة بحث علمي قدمها النشائي. متوسط عدد البحوث التي يقدمها الواحد من أساطين العلم هو في حدود العشرين بحثًا. و قد جاء التفات العالم إلى بحوث النشائي نتيجة لأمرين: الأول هو الاهتمام الجاد بكل قيمة علمية، في مجتمعات تعلي قيمة العلم. الأمر الثاني هو التطبيقات التي تمخضت عنها بحوث النشائي، بالإضافة إلى ما هو محتمل مما لم يتوصل إليه بعد من تطبيقات.لم يكن الأمر غريبًا عندما سعت كبريات الجامعات والمراكز العلمية إلى استقدام النشائي، سعيًا إلى استيعاب مجهوداته، وإلى نقل خبراته إلى الصف الثاني من علمائها وطلاب الدراسات العليا لديها. وهكذا عمل النشائي مدة أحد عشر عامًا في بريطانيا(جامعة كيمبردج). ثم انتقل إلى جامعة الرياض ليعمل بها أربع سنوات، فصارت له علاقات متميزة بالنخبة في المجتمع العلمي السعودي، وبخاصة معالي الدكتور صالح بن عبد الرحمن العذل رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية. ثم سافر إلى الولايات المتحدة(جامعة كورنيل) قسم علوم الطيران. وعمل في لاس ألاموس حيث بنيت القنبلة الذرية. ثم أخيرًا إلى بلجيكا(مؤسسة سلفاي للفيزياء) حيث أعلن أينشتاين نظريته الشهيرة. وفي مصر يعمل النشائي حاليًا أستاذًا غير متفرغ في جامعة المنصورة. ويتحدث النشائي بكل سعادة، ويقول إنه أصبح أستاذًا غير متفرغ بجامعة القاهرة في قسم الفلك بكلية العلوم. التخصص مزايا ونقائص«تنقلاتك المستمرة في المجالات العلمية.. من مهندس إلى أستاذ في علم الفلك ومتخصص في علوم الفوضى والطبيعة النووية.. هذا يكسر فكرة التخصص، ويؤكد فكرة تداخل العلوم. سئل النشائي هذا السؤال، فكان من جوابه:«أغلب التقدم الذي يحدث في العلم يأتي بسبب التخصص الشديد.. فالتخصص جدًا جدًا هو المطلوب. فأن تستطيع أن تقوم بتصوير تفاعلات مداها قصير جدًا عمل تخصصي جدًا لا يمكن أن تتفرغ فيه إلى أفكار فلسفية أو حتى تكون ملمًا بما يجري في سائر العلوم، بل لا بد أن تعمل ليل نهار في هذه النقطة فقط.ولكن هناك أسئلة أخرى تصل إلى حدود العلم، من هذه الأسئلة: هل هذه القوى المختلفة التي تراها الآن كانت قوة واحدة من قبل؟ هل جاذبية الأرض هي نوع من المغناطيسية؟ هذه أسئلة تصل إلى حدود العلم ولا تستطيع أن تتحرك. وكلما تتخصص قل فهمك لهذه الأمور، ولا تملك إجابة لها، لأن الإجابة عنها تتطلب نوعًا جديدًا من العلماء والموهبة والتفكير. أثار النشائي مشاعرنا المختلطة عندما قال في الإسكندرية إن إنجازه العلمي هو (استكمال) لما بدأه عالمان عربيان مرموقان: الدكتور محمد النادي (رحمه الله) والدكتور عمر فاروق. ولفظة استكمال هنا شاهدة على التواضع الجم عند النشائي.سيرة ومسيرةفي أجواء الانكسار القاسي عام 1967م سافر الفتى محمد النشائي إلى ألمانيا، فقد أرسله والده إليها ليدرس الهندسة في أجواء مواتية. وكان الفتى مطواعًا، فلبى رغبة الوالد الذي كان يقول له: «إما أن تكون مهندسًا، وإما أن تكون حمارًا»، ولا أعرف أحدًا يود أن يكون حمارًا.تخرج الشاب العربي في كلية الهندسة هناك، تخصص في الهندسة الإنشائية (فصار نشائيًا إنشائيًا). وزاد فوق ما تمناه له أبوه، فواصل دراساته العليا حتى نال درجة الدكتوراه فالأستاذية. ومارس العمل الميداني التخصصي، فانتسب إلى شركات الهندسة المدنية المهتمة بإنشاء الجسور وتصميم المباني والمنشآت المعقدة. إلى أن نصحه أستاذه الألماني بالسفر إلى بريطانيا. وهناك استهوته تطبيقات علوم الميكانيكا. وفي تلك الأثناء (1986/1987م) تبلورت ملامح علم جديد، أطلق عليه الشواش Chaos أو (الفوضى). ولو أن الفوضى هنا أراها كلمة غير معبرة. وفحوى هذا الفرع العلمي ـ كما يقول النشائي ـ : «إن كل شيء في الكون يتحرك وفق نظام دقيق ومحدد، وهذا الشيء أحيانًا يحدث له نوع من الثورة، وكان الاعتقاد في الماضي أن هذه الثورة عبارة عن فوضى أو نوع من «الهرجلة»، لكن هذا العلم أثبت أن هذه الفوضى لها قوانينها التي تحكمها».على مدى 75 سنة كان العلماء يحاولون توحيد نظرية أينشتين مع نظرية الكم في الميكانيكا والذرة. وفي أثناء عمل النشائي في كيمبردج، ومن خلال تعامله مع أكثر من مئة عالم في مجال الأوتار الفائقة، توصل إلى نظريته التي سماها نظرية الفوضى المحددة. كان النشائي المهندس الوحيد بين المجموعة المكونة من علماء الفيزياء، وكان المسلم العربي الذي يحمل اسم محمد.توصلت نظرية النشائي إلى اكتشاف «القوانين التي تحكم أي شيء في الكون عند ثورته، ومن خلال تلك القوانين يمكن التنبؤ بمداه خلال فترة ثورته». أزالت النظرية ـ برغم التسميةـ فكرة الفوضى، فكل شيء في الكون يعمل وفقًا لقانون محكم {صنع الله الذي أتقن كل شيء} لذلك وجدت تطبيقات شتى للنظرية في مجالات الكيمياء والفيزياء، وبخاصة الفيزياء النووية. وكما أفهم فإن تطبيقات النظرية تمثل برهانًا على صحتها. ومن أشهر المؤسسات التي استفادت من بحوث النشائي وكالة الفضاء الأمريكية ناسا.لم تعتبر نظرية النشائي واحدة ضمن نظريات عدة في ميدان الفيزياء، بل إنها جسدت قفزة علمية، أو كما يعبر توماس كون، ثورة علمية، لأنها غيرت نمط تفكير العلماء. فالعلماء عندما تواجههم معضلة علمية يعجزون أمامها سنين طويلة، فإنهم عند ذاك يدركون عدم جدوى الاستمرار في الطرق المألوفة، ويصلون إلى أنهم بحاجة إلى تغيير الاتجاه أو النمط. وكانت نظرية النشائي هي هذا التغيير. ومن هنا ندرك الفارق بين إنجاز النشائي وإنجاز أحمد زويل مثلاً. فبينما كان عمل زويل استمرارًا لجهود سابقة وبناءً عليها وتطويرًا لها، فإن عمل النشائي كان قفزة نوعية في مسار العلم. أخشى من عبارة ثورة علمية، لكيلا يأتي من يقول إنها انقلاب علمي.يشرح النشائي فكرة القفزات العلمية والجرأة العلمية: «أصعب شيء هو التغلب على أفكار فلسفية نتصور أنها ضرورية، ونتصور أنها تدخل في كياننا وكأنها جزء لا يتجزأ من الحقيقة. ولكنك تكتشف بعد ذلك أنك مقيد بسراب فلسفي أنت وضعته لنفسك. أحيانًا تصبح الفلسفة هي السجن الذي تحاول أن تتحرر منه بفلسفة جديدة. الفلسفة الجديدة تساعدك، وبمرور الوقت تصبح الفلسفة الجديدة سجنًا جديدًا لابد أيضًا أن تتحرر منه، إلى ما لا نهاية من التقدم العلمي...كان عندي الإمكانية أن أغير اتجاهي ثلاث مرات، من مهندس إلى دراسة الرياضيات التطبيقية إلى علوم الطاقة الذرية».مجلة علمية وهموم وطنيةفي جامعة كورنيل أسس النشائي أول مجلة علمية متخصصة لتطبيقات علم الفوضى، وهو إلى اليوم رئيس تحريرها. قليل من الناس من يعرف دلالة أن يكون المرء رئيس تحرير مجلة علمية متخصصة لصفوة العلماء، في تطبيقات نظرية الفوضى المحددة، في كل مجالات العلوم، بما فيها العلوم الذرية والنانو تكنولوجي، أو تكنولوجيا ما بين العلوم الذرية والعلوم الكيميائية. ترى كم من الجامعات العربية لديها أعداد هذه المجلة؟في حديثه لصحيفة أخبار الأدب قال: جئت إلى مصر منذ ست سنوات، وألقيت عدة محاضرات على أمل أن يتحرك المسؤولون في هذا الاتجاه، ولكن للأسف الشديد لم يتحرك أحد سوى الجامعة الأمريكية في القاهرة... وحتى هؤلاء توقفوا. فقد فوجئت أن رئيس قسم الطبيعة يخبرني أن مشروعهم لبداية أبحاث النانو تكنولوجي تم إيقافه، لأن الولايات المتحدة الأمريكية اعترضت، وقالت إن هذه الأبحاث يمكن أن تكون خطيرة في استخداماتها، ولذلك من المستحسن ألا تبحثوا فيها. وهذا الأمر أحبطني كثيرًا... إنك لو أخذت قرص أسبرين عندما تعاني الصداع سيشفي الصداع، ولكن عندما تأخذ 20 قرص أسبرين فسيتوقف قلبك. فكل شيء في الدنيا يمكن أن يساء استخدامه، يمكن أن أضع كمية من البنزين في سيارتي وأذهب لأتنزه بها، ويمكن أيضًا أن أضع نفس الكمية في زجاجة وأحولها إلى قنبلة. ولذلك حزنت لهذا الموضوع . إلى هنا يحق للمرء أن يتساءل: هل صحيح ما ذكره الباحث المدقق نادر فرجاني من أن أنظمة الحكم لها باع طويل في إعاقة التقدم في بلدانها؟حبيب قلبيكنت أجلس بجوار سيدة تقطر من كلماتها كل معاني الأمومة، عرفت فيما بعد أنها شاعرة. كانت تلاحق عبارات النشائي بقولها:«يا حبيب قلبي». كانت تقولها بصوت يفيض بالشفقة والحنو المقطر من صبر هذه الأمة على المحن، ومن شموخ هذه الأمة في الصبر على أبنائها العاقين وصبرها على النخاسين. سيطر النشائي على عواطف الجمع عندما قال: الحنان العائلي منحني الثقة بنفسي فأبدعت: أنا لا أعتقد أنني عبقري، لكني أؤمن بأن والدي رجل عبقري. لقد منحنى ـ أبي كل ما هيأ لي فراغ البال من الهموم، كما منحني فرصة التجوال حول العالم، فرأيت وتعلمت كثيرًا كثيرًا. أما زوجتي ـ والكلام للنشائي ـ فهي مديرة أعمالي وكاتمة أسراري ومدبرة شؤوني وتلميذتي، ومعلمتي أحيانًا.عن المراكز العلمية المتقدمة، قال إنها ضرورية للغاية. وعن تمويل البحث العلمي، قال إنه عامل جوهري ورئيسي. وضرب مثالاً بما حدث في الولايات المتحدة، وقال إن روزفلت قد هيأ للعلماء الألمان ميزانية تفوق الخيال، فتمكنوا من إنجاز ما عجز عنه أساتذتهم في المراكز الألمانية. وقال النشائي إن العلماء الذين طوروا الأبحاث النووية في أمريكا لم يكونوا من الصف الأول، لكن ما وضع تحت تصرفهم من ميزانيات عوض فارق الكفاءة العلمية.عن الجامعات الأجنبية على أرض الوطن تحدث النشائي، ورأى أنها لن تسهم في بناء القاعدة العلمية لدينا، لأن هدفها الربح أولاً. وقال إنه لا يمانع أبدًا في أن يتعلم الطالب في جامعة على أرض بلده ـ وإن كان يدفع عشرين ألف دولار مثلاً ـ لأن هذا أفضل من دفع المبلغ نفسه لدى جامعة أجنبية من الدرجة الثالثة، مع كل مخاطر الاغتراب في الفكر والمشاعر. لكن النشائي عندما تحدث عن ضرورة إنشاء مراكز علمية مرموقة في بلادنا، قال إنها لابد أن تكون مجانية، نعم مجانية. فإن تدني اكتساب المعرفة في مجتمع ما، لا يعالج بحلول سريعة أو بقرارات أو بتوصيات. وتدني اكتساب المعرفة في مجتمع ما، لا يمثل مشكلة للبنك الدولي أو صندوق النقد الدولي، فمن الغباء أن نتصور أن تفزع مثل هذه الهيئات للإصلاح.كم تتنصل الدول من مسؤولياتها في بناء منظومة المعرفة، وذلك بجعل التعليم في هامش الاهتمامات، وجعل الأولوية المطلقة في الإنفاق والتحديث لجهاز الأمن. ورجال الأعمال ـ مهما بلغوا من الأريحية والغيرة الوطنيةـ لا يمكن أن يستروا عورة الدولة في مجال رعاية العلم والموهوبين. ناهيك من قراصنة البنوك وناهبي الأوطان.عولمة السوق فرضت نوعًا من الهيمنة على مصادر المعرفة أيضًا، بدءًا من حظر البعثات العلمية، إلى حجب المعلومات، إلى سد منافذ الدخول إلى بعض المواقع العلمية على الإنترنت.العبقرية والإمكانياتتحدث النشائي عن علماء الوطن الذين لم يسمع بهم أحد، بل تحدث عن العلماء الذين لم يعرف هو عنهم شيئًا إلا بعد مماتهم، كالعالم محمد الشامي، الذي توفي عن ثمانين عامًا، بعد أن رفض التعاون مع الصهيونية. وكما سبق له القول: «علماؤنا لديهم المقدرة على العمل في ظروف صعبة، ولكن إنجازهم لا يمكن إلا في الحالات النادرة أن يعلو لمستوى عال جدًا، ولكن هذا الإنجاز بالنسبة للظروف التي يعملون تحتها يعد إعجازًا».بالنسبة لي، لكي أعمل لابد أن توفر لي مجموعة من الاحتياجات: لابد أن أعيش في حالة مادية لا يشوبها الأرق، لا أطالب بطائرة خاصة! أريد أن أشعر فقط براحة نفسية ولا يملؤني القلق. لكي أنتج علميًا لا بد أن توفر لي مكتبة بها كل المراجع في تخصصي، وأي كتاب يظهر لابد أن توفره لي في يوم صدوره. أريد من هذا الكتاب نسختين، أضع واحدة في المنزل وأخرى في الإسكندرية لأنني أعمل في اليوم 24 ساعة. ويمكن أن أستيقظ وأطلب هذا الكتاب في أي وقت. كما أنني في حاجة إلى جميع المجلات العلمية، وثلاث سكرتيرات يتحدثن الألمانية والإنجليزية والفرنسية، يوفرن لي كل ما أريده من شبكة الإنترنت..... أنا فقط أجلس لأفكر. ما لا تستطيع سكرتيرتي أو الآخرون القيام به، أنا وحدي الذي أستطيع أن أقوم به... بالتأكيد أنا أبالغ في طلباتي، ولكن هذه هي الأشياء التي أحتاجها... فكيف يمكن أن أحصل عليها في مصر؟! أجل! قد يكون البحث العلمي لونًا من الترف العقلي، لكنه قد يكون أيضًا مسألة حياة أو موت. لقد كان أمام الاتحاد السوفيتي أحد خيارين، إما أن ينهزم، أو يصنع السلاح النووي. فكان القرار وكانت الترتيبات ـ القاسيةـ لحشد طاقات الدولة حشدًا لا هزل فيه. فعلى الساسة أن يتعلموا الدرس أو يواجهوا التلاشي من كتاب الحياة والتاريخ معًا.الحديث عن التفرغ للتنمية الاقتصادية حديث تنقصه الدقة، وإلا فما قيمة اقتصاد قوي مستقرـ على افتراض أن هذا قد تحقق ـ في محيط يصدر لنا مع كل صباح دفقات العداوة والعدوان؟ في واقعنا المحاصر بمحاولات تصفيتنا من الوجود تصبح كل النيات الحسنة ضربًا من الخبل. من جهة ثانية فإن النجاح الاقتصادي لا يحدث في فراغ، بل تسانده فعاليات سياسية وعسكرية و(مخابراتية). أما المهرجانات الإعلامية فهذه من شأنها التسلية التي تناسب برامج «ربات البيوت»، أما بناء الحضارة فشأن له رجاله.فرق كبير بين 280 مليونًا لهم رئيس واحد، وبين 280 مليونًا آخرين يسيطر عليهم خمسمائة رئيس(هكذا قال النشائي). نعم نحن نمتلك الكثير الكثير، لكن هذا الكثير في حالة (فوضى): الثقل البشري في ناحية، والرأسمال في ناحية، وإمكانات الثراء الزراعي والمائي في ناحية. فكيف السبيل إلى توحيد تلك (الفوضى)؟. «إنني دائم التفكير في السودان» أجل! إن من قال: «إن العراق لا تعني مصر فقد عبر عن جهله بالأمور». ألا ما أكثر الجاهلين.وفي الإسكندرية سأله شاب: هل من الممكن أن يكون الناس جميعًا عباقرة؟ قال: «و لم لا؟ يستطيع كل نابه أن يكون عبقريًا بشرط الجرأة والبحث عن غير المألوف. إنني لم أستطع أن أكون الأول على مدرستي طوال سنوات دراستي في مصر.» وفي إجابته تلك صدى من أمنيته التي عبر عنها بقوله: «أتمنى أن تتاح لي القدرة على التنقل لإلقاء محاضرات لطلبة المدارس الابتدائية». ترى من يتلقف من النشائي هذا الأمنية؟ ذكر النشائي أن «الغرب يكره كل شخصية يعجز عن استغلالها أو السيطرة عليها.». ينطبق هذا على السياسيين ورجال الدولة، كما ينطبق على العلماء والمفكرين والمثقفين والكتاب والصحفيين. والإعلام الغربي لا يتورع ـ وأنى له الورع ـ عن قول الزور والبهتان، بحق من لا يرضون عنه. ولن يكون في الأمر جديد إذا هوجم النشائي بحملة تشكيك منظمة كالعادة. ولقد بدأت الحملة فعلاً، لكننا بالحر قانعون وبالبرد قانعون.العولمة كرست من عملية نزيف العقول والكفاءات العالية. وتحت لافتة حماية حقوق الملكية الفكرية تحكم القوى الكبرى القبضة على نمو المعرفة في الدول الفقيرة، فللدول الكبرى جدول أولويات لا تخطئه العين، وحتى عندما تستتر هذه القوى بالمعونات والمنح، فإن هذه المنح الموجهة لا تصب بالضرورة إلا في صالح الممول. النشائي واللغة العربيةالأوراق العلمية المنشورة في الدوريات العلمية الراقية مكتوبة كلها بغير العربية. ولا غرابة عندئذ أن يصبح إسهام العرب العلمي صفرًا. والأمر ينطوي على مغالطة إحصائية، لأن العلماء العرب ـ في بلادهم وخارجهاـ يكتبون بغير العربية، ولو أنهم كتبوا بلسان عربي مبين لتغيرت صورة الإحصائيات التي نكتمها عن أطفالنا في بلاهة لا نحسد عليها.من يقرأ تقرير التنمية الإنسانية البشرية العربية 2003م، يدرك سبب فرحتي الغامرة بما صرح به محمد النشائي، عندما قال: «سوف أتفرغ للكتابة وباللغة العربية». فلقد خالطت ـ بحكم عملي ـ أناسًا يتباهون بأنهم لا يحسنون العربية، ويتفاخرون بعجزهم عن كتابة فقرة عربية مفهومة أو مفهمة. ورحم الله البيروني الذي قال :«إن الهجاء بالعربية أحب إليَّ من المدح بالأعجمية». رحمك الله أبا الريحان.في الإسكندرية تحدث النشائي بلسان عربي مبين. لم يتلعثم في البحث ـ أو التظاهر بالبحث ـ عن مرادف عربي لأية لفظة أعجمية، أو أي مصطلح علمي حديث. ولاحظت كما لاحظ الحضور أن النشائي لم يكتسب لكنة أعجمية، كما حدث لغيره، برغم أنه يعيش بعيدًا عن الوطن منذ كان في السادسة عشرة من عمره. لقد نجح على ما يبدو في تنظيم الفوضى اللغوية من حوله.خواطر عابرةجميل أن يعلن غالبًا عن موعد بدء الندوة، لكن الأجمل أن يعلن مسبقًا عن موعد ختامها. لقد كان المتوقع أن تستمر ندوة النشائي ساعتين. لكنها عندما طالت إلى أكثر من ثلاث ساعات، شرعت بعض الفتيات في النظر إلى ساعاتهن، وهم بعضهن بالانصراف.والعالم العبقري جاء إلى الندوة ومعه حقيبة متخمة بالشرائح والصور والشفافيات، قد منعه الحياء من توجيه اللوم إلى أحد على القصور في تجهيزات القاعة التي تتبع بالمناسبة هيئة قصور الثقافة. فليت الناس تكف عن استغلال بساطة النشائي بمثل هذا الإهمال. أتذكر في هذا الموقف كيف كنا نلتقي ونجيب محفوظ بمنتهى العفوية والتلقائية والبساطة، على كورنيش الإسكندرية في سان استيفانو، بلا تكلف وبلا أدنى فكرة عن احتمال تعكير صفو الأستاذ.تحية محبة واعتزاز إلى محمد النشائي، ذلك الفتى الذي بلغ الحادية والستين من عمره، والذي يمنح ناظريه ابتسامة لا تمحى من الذاكرة. والذي يستدعي إلى ذهني قول العربي(طرفة بن العبد):إذا القومُ قالوا مَن فتى؟خِلتُ أننيي عُـنيتُ، فـلمْ أكسـلْ ولم أتبـلَّـدِعرفت بعد أيام أن النشائي خرج من القاعة إلى المستشفى، فقد كانت حرارته 38.5درجة وكان ازدحام القاعة كفيلاً برفع درجة حرارتنا جميعًا. وليت الأمة بأجمعها ترتفع حرارتها لتغار على حالنا.لقد صدق من نعى على مؤرخينا السابقين ـ والحاليين ـ كثرة اهتمامهم بأعلام الفقه واللغة والأدب، وقلة عنايتهم بأهل العلم من المهندسين والكيميائيين والأطباء والصيادلة والرياضيين والفلكيين. ولو أحسنا بسط الحديث عن سيرة أولئك المغبونين لما وجد اليوم من يجحد إسهامات المسلمين في تلك العلوم والفنون. وكأن بغداد والقاهرة وقرطبة ودمشق لم يسكنهن غير الأدباء وفقهاء العلوم الشرعية، دع عنك الحمقى والزنادقة وأهل المجون. الفرص الضائعةعن النانو تكنولوجي، قال النشائي: «لقد نصحت قبل 15 سنة بضرورة الاهتمام بهذا الفرع، واليوم قد فات الأوان. لكن علينا ألا نضيع الفرص القادمة، فالمشروعات العلمية لا تنتهي». الحقيقة في رأيي أن عبارة «الفرص الضائعة» من التعبيرات المضللة المخادعة التي تكف العقل عن عمله. والوصف الصواب أن نقول: الفرص التي أضعناها، لقد أضعنا فرصة التقدم التقني في المجال النووي، أيام كانت البحوث النووية لا تقابل بمثل ما تقابل به اليوم من التوجس والريبة والحظر و(المحاسبة) والبرادعي. ولقد أضعنا فرصة تطوير صناعة الفضاء، بدءًا من تصنيع طائرات التدريب إلى الطائرات المقاتلة إلى الصواريخ الحربية إلى الصواريخ الفضائية. ليس سرًا أن النجاح الهندي في مجال الفضاء له تاريخ مشترك من التعاون مع مصر في الخمسينيات. ومن ناحية رمزية فإن المشروع الهندي كان قد بدأ بطائرة أهدتها مصر إلى الهند.وأضعنا فرصة إنشاء قمر صناعي لدراسة الصحراء وتطوير بحوث الاستشعار من بعد. واشترينا أقمارًا صناعية لنقل مباريات الكرة وحفلات الرقص المطابق للمواصفات ومعايير الجودة الشاملة.أضعنا فرصة الإسهام في مشروع الجينوم البشري، تحت زعم واه أنه لا توجد اعتمادات مالية، برغم أن الحصة المطلوبة «من مصر» كانت رمزية تقريبًا. واليوم صار من المحال الاشتراك في المشروع، فقد انطلق وقضي الأمر. والويل لنا من تطبيقاته العلمية والاقتصادية. دع الأبطال يتنافسون لاستضافة المونديال.منذ خمسة عشر عامًا كان البدء ممكنًا في مجال النانوتكنولوجي، أما اليوم فهيهات، فالتطور أسرع من قدرتنا على إدراك ما يحدث. لقد أضعنا ومازلنا نضيع فرصًا حقيقية للنهوض، وآثرنا أن نخدر أنفسنا بالكلام عن ختان الإناث، حتى صار الموضوع وكأنه مشروعنا القومي للقرن الحادي والعشرين.الفرص الضائعة صارت أخطاء استراتيجية، كما قال النشائي في نادي أعضاء هيئة التدريس بالإسكندرية، وضرب مثالاً بوقف العمل بالبرنامج النووي، في الوقت الذي يطور فيه الآخرون جيلاً جديدًا من القنابل النووية، وكأن الأجيال القديمة غير كافية لتدمير المجرة! جوائز برائحة الوطنلأن النشائي ليس غريبًا على النخبة السعودية، فإن ما يزيد في عجبي السؤال التالي: لم لم يحصل الرجل حتى اليوم على جائزة الملك فيصل العالمية المرموقة؟ وهي جائزة أراها مبرأة من الظنون المبررة التي تحيط بجائزة نوبل. وكثير من الذين حصلوا على جائزة الملك فيصل قد حصلوا فيما بعد على نوبل، مما يؤكد ويشهد لمصداقية جائزتنا.لقد كرم النشائي في جامعة فرانكفوت، وجامعة حيدر آباد. ورشحه أستاذه إليان بوكوجيه وحده مرتين لنيل جائزة نوبل في الفيزياء.وقل رب زدني علمًاهذا الدعاء المبطن بالأمر الإلهي يلفت العقول إلى تسامي الغاية من البحث العلمي. إنها الارتقاء بإنسانية الإنسان والصعود به إلى مرضاة الخالق العظيم، حيث ينال العلماء حظًا وافرًا من علم الخشية {إنما يخشى الله من عباده العلماء}. العلماء الذين أوتوا العلم والحكمة جميعًا. وما أروع قول محمد النشائي الذي نقلته صحيفة الشرق الأوسط [8/12/2003] عن أخبار الأدب « أنا لا أعتبر التقدم التكنولوجي تقدمًا، وإنما التقدم الحقيقي هو تقدم الإنسان، فليس معنى أننا نعيش في عصر مليء بالطفرات العلمية والتكنولوجية دليلاً على أننا في مستوى راق إنسانيًا، فالعلم بدون حكمة مثل عضلات البدن بدون عقل، وهو يحط من قدر الإنسانية... العلم يقدم معرفة ولكن بدون حكمة، والحكمة تقودك إلى الأخلاقيات.». ليت شعري بم يوصف من عاش بلا علم وبلا حكمة؟! إن أعظم الإهانات هي الإهانة الموجهة إلى ذكاء الإنسان، عن طريق نشر الوهم والخرافة والأباطيل من أي نوع. يستوي في ذلك الدجل السياسي أو النفاق الديني أو التضليل الإعلامي أو الغش الاستهلاكي.من يقدر لا يعرف، ومن يعرف لا يقدر، فمتى يستعين من يقدرون بمن يعرفون؟ شتان بين من يسعون لتجاوز التخلف التقني، وبين من يحاذرون من الزوال من خريطة الحضارة. وشتان بين القرارات والتمنيات، فمتى يميز القادرون بين القرار والأمنية؟!»للقارئ الكريم مستخدم الإنترنت: انتبه إلى أن تهجئة اسم النشائي بالإنجليزية هي كالتالي: EL Naschie اخي الكريم ضع دوماً في خاطرك ان هذه الامة باقية و انها ابداً لن تموت..لن تموت |
#2
| ||
| ||
انا اعطيك جائزة نوبل عشان الموضوع في الخطبة التذكارية أمام الأكاديمية السويدية وقف الحاصل على جائزة نوبل في الفيزياء ليعلن أن الجائزة قد ضلت طريقها فجاءته، بدلاً من أن تعرف الطريق الصحيح إلى محمد النشائي. ترى كم مواطنًا عربيًا يعرف محمد النشائي؟ ذلك الرجل الذي يهوى حل المعضلات، والذي تمكن بالفعل أن يحل معضلة علمية ظلت تبحث عن حل مدة 75 سنة. وهاذا محمد دارس مع اخوي |
#3
| ||
| ||
اشكرك اخي علي التعليق و متشكرة جداً تعليقك اجمل مليون مرة من نوبل |
#4
| ||
| ||
لا جائزة اكبر من التفانى فى حب الوطن
__________________ حياتى هي حياتى إيه إتغير فى حياتى ذى النهاردة كان إمبارح وسنيين فاتت عايش فى خيال فكرى فى أمااااال لا بتتحقق ولا بتوفق الأيااام ******** العماد قبانى |
#5
| ||
| ||
صدقت يا اخي الكريم اللهم اجعل الاسلام ديننا ووطننا |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
اسطوانه ملهاش حل وشرح فيديو 5 جيجا لازم كله يحصل عليها | santus | إعلانات تجارية و إشهار مواقع | 0 | 08-16-2009 02:09 PM |
من هو الشخص الذي لن تنسااااااه ابدا | نفر تيتي | قسم أخبار و أحوال الأعضاء و نشاطاتهم | 27 | 12-09-2008 09:25 AM |
رسب اربع مرات لانه كتب بسم الله الرحمن الرحيم | عاشق العالم العربي | قصص قصيرة | 11 | 10-26-2008 04:58 PM |