عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-27-2010, 05:17 PM
 
Thumbs up كيف تضبط شهواتك الجنسية ؟؟؟؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم
بحث بعنوان :

كيف تضبط شهوتك الجنسية
إعداد :
بوشعالة عبد القادر/ باحث




بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالي : ( يابني آدم لا يفتتنكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون ) الأعراف (27 )

















إهداء
الي شباب الأمة الإسلامية ...
السائرين الي الله قابضين علي جمر حضارته الجوفاء
الي كل من سما بشهوته عن الدنايا والصغائر الي رحاب نور المجد
والي كل دنئ صغرته شهوته فعاث في ضلمات الفاحشة
الي من أراد الهدي فضل عنه ...
والي من أراد الباطل فبلغه
إليكم جميعا أهدي هذا البحث
كمال الناجي أبوضلع
2006


كيف تضبط شهوتك الجنسية
المقدمة :
الباب الأول : من وهج الواقع
الفصل الأول : الأخطار من عدم ضبط الشهوة الجنسية
الفصل الثاني :دوافع ومثيرات الشهوة
الفصل الثالث :الآثار السالبة للإنفلات الجنسي
الباب الثاني : طرق الوقاية الداخلية
الفصل الأول : المبصرات
الفصل الثاني الإنكار
الفصل الثالث : ضبط الأماني
الفصل الرابع : ملء أوقات الفراغ
الفصل الخامس :بناء الإرادة
الباب الثالث : طرق الوقاية الخارجية
الفصل الأول : الصلاة عاصم من الوقوع في الفاحشة
الفصل الثاني الإخلاص
الباب الرابع : المهام والمسئوليات
الفصل الأول : علي من تقع المسئولية
الفصل الثاني : التوصيات
الخاتمة






خطة البحث :
مشكلة البحث :
تكمن في الأخطار الناجمة عن ثورة الجنس والعري التي تعددت وسائله وتطورت مكايده وتيسرت مساربه ففشت الفاحشة وأمراضها – الأيدز علي سبيلا المثال – وإستهدفت بذلك من الأمة شبابها الذين إبتلع تيار الهوس الجنسي طائفة منهم ليست بالقليلة .
فروض البحث :
أولا : هل لتفجير الطاقات الكامنة في الإنسان علاقة بضبط الشهوة الجنسية ؟
ثانيا : هل يمكن مقاومة الشهوة الجنسية وضبطها في ظل المثيرات المختلفة والمتنوعه والمتطورة يوما بعد يوم .
ثالثا ك هل هناك وقاية ربانية للإنسان من الوقوع في الفاحشة والبعد عن طرقها المختلفة .
أهداف البحث :
1- تفجير الطاقات التي أودعها الله في الإنسان حتي تعينه علي ضبط شهوته الجنسية .
2- الوقاية من الفاحشة وطرقها والبعد عن مصايدها
3- مممحابة الأمراض المنقولة جنسيا عبر ضبط الشهوة الجنسية
4- تزكية روح الشباب للتصدي لكل ما يراد به من كيد حتي يسمو بنفسه وبأمته .
5- مجابهة ثورة الجني عبر بيان عوارهاوكشف مخططاتها وكيدها بالأمة الإسلامية .





منهج البحث :
لغرض تحقيق الدراسة إعتمد لباحث علي المنهج التحليلي والإستنباطي للآيات والأحاديث التي تم تجميعها من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وإبراز المقاصد والغايات التي تهدف إليها .
أهية البحث :
تكمن أهمية البحث في إنقاذ أهم شرائح المجتمع الإسلامي – الشباب – من وحل الفاحشة ومحاربة الأمراض المنقولة جنسيا عبر بيان لوسائل ضبط الشهوة الجنسية


















المقدمة :
لقد كان للإنفتاح الثقافي والإعلامي والغربي الأثر الخطير علي المجتمعات الإسلامية – وخاصة الشباب – من إثارة للغرائز ، وإنتشارا للفاحشة ، وتيسيراً لطرق الرزيلة ، ورقص ومجون ، وعري وسفور عبر الفضائيات المختلفة ، مما أدي الي ثورة من السعار الجنسي المجنون ، وما تبع ذلك من إحصائيات مهولة ومتزايدة من نسبة الأمراض المنقولة جنسيا – الآيدز – وما فرضه هذا المناخ المتأزم من معاناة للشباب القابض علي دينه من صراع نفسي ما بين نوازع الشهوة واللذة ، وأشواق الإرتفاع والتسامي .
ولقد كنت كغيري من الشباب أقبض علي جمر الإيمان في ظل عواصف وقواصف الشهوة الجنسية مما دعاني منذ وقت مبكر من عمري ومنذ أن ولجت سن الرشد أن أعكف علي قراءت كل مممايقع علي يدي في مجال ضبط الشهوة الجنسية ثم أعمد الي تطبيق ما فرأت غير أني أجد نفسي وكأنني لم أبرح مكاني ثم أعود من جديد لمواصلة رحلة البحث عن سبيل لضبط الشهوة الجنسية ولكن كعادتي أعود من رحلتي من دون ثمار .
وعندما لم أجد ما يشفي نفسي ويعينني علي ضبط شهوتي وليت وجهي الي الله تعالي عساه أن يصرف عني من السوء بدواء ناجع ينفعني به في صبط شهوتي ، ولم أكف عن البحث الي أن لاحت لي بعض الخيوط التي كنت أتشبث بها تباعا وأعمد الي تطبيق كل خيط يبدو لي فيوفقني الله الي الذي بعده حتي تكاملت لي جميعها وأحسب أني وفقت الي جزء كبير من الدواء – إن لم يكن جميعه – ثم بدت لي فكرة أن أكتب هذا الدواء مفصلا عسي الله أن ينفع به غيري فعرضت هذه الفكرة علي أخي عبد الله الهادي فوافقني عليها ، ولقد صادفت موافقته هوي في نفسي الي ذلك فعمدت الي الإستخارة الي أن هداني اله ووفقني الي الكتابة .
ولعلمي بأن الناس قد تأتي أموراً مع العلم بحرمتها مسبقاً وأن دليل الحرمة أصبح لا يفيد وحده عند الكثرين فإنني نأيت في هذا البحث عن إستخدام إسلوب الحرام أو الترهيب وإتجهتالي الغاية والقصد من التحريم ( طرق الوقاية الداخلية ) ثم
بيّنت المقاصد الإلهية مما أمر الله به فيما يتماشي مع هذا البحث ( طرق الوقاية الخارجية ) حتي يعلم القارئ الكريم أن الإسلام هدف من أوامره ونواهيه مصلحة الإنسان في دنياه أولا ثم آخرته .
وستجد أيها القارئ الكريم أن جميع خطوات العلاج التي وصفتها في هذا البحث قد وضعتها في قالب ميسر للتطبيق العملي وبينت خطوات التطبيق لكل ما وصفته من علاج حتي أيسر لك الطريق لتكون شيئا مذكوراً .
ولم أجعل من الكبت وإستقذار الشهوة الجنسية سبيلا لمدافعتها – لأن هذا ليس من سبل الإسلام في مدافعة الفطرة – ولكنني أهدف الي إيجاد سياج واقي للشهوة الجنسية – من داخل النفس وخارجها – لحمايتها من سبل الإثارة المختلفة والمتاحة حتي وإن كان الشيطان رسولا للجنس والإنحراف .
إنني لا أكتب هذا البحث علي أساس إنك سيئ ، أو غيرك سيئ – حتي وإن تراؤوا هم علي مثل ذلك ، ولكننا جميعا وإن كنا كذلك فمن إحاطة السوء بنا عبر إرادة الشيطان وجنودة في كيدنا ، فالأصل فينا إرادة الخير لا الشر والسوء عارض وليس أصل فينا وذلك من أن آدم وحواء كادهما الشيطان فأكلا من الشجرة دون أساس لإرادة العصيان من آدم وحواء عليهما السلام ، ولذا كان من قول سيدنا يوسف عليه السلام ( وإلا تصرف عني كيدهن ) فالعارض لا بد من زوال فضع في نفسك وأنت تبدأ هذا البحث إزالة عارض مقدورا عليه طالما أنه ليس أصل فيك .
وقد تتعثر من الوهلة الاولي خطواتك في سبيل تطبيق ماذكر في هذا البحث أو تنحرف خاصة طرق الوقاية الداخلية فابدأ بما ألفته وأتقنه من طرق الوقاية ا لخارجية حتي تقوي جانب الحفظ الخارجي فتالله ماعدا علينا العدو – سلطان الشهوة – إلا بعد أن تولي عنا الحافظ – الصلاة والإخلاص – فلا تظن أن الشيطان غلب ولكن الحافظ أعرض ، فليس هناك إتباع لشهوة إلا بتضييع للصلاة ( فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا ) مريم ([1])


وأخيرا أقدم علي قراءة هذا البحث بإرادة التطبيق وإستشعار روح التعفف علي أن تجعل لكل فصل تقرأه أمدا للتطبيق ثم تنتقل الي الفصل الذي يليه وهكذا حتي نهاية البحث وبهذا أضمن لك الثمار الحقيقية للعفة – إنشاء الله .
فالله أسأله أن يجعل هذا البحث وقاية لكل مسلم من الوقوع في الفاحشة ، وتنقذ به كل من ساخت قوائم فرسه في أرض الفاحشة وتلوث بها ، وأشهد الله أن الخير والإصلاح هو ما أردت منه فإن وفّقت إليه فمن الله وحده توفيقي ، وإن إنحرفت فمن نفسي والشيطان ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
كمال الناجي أبوضلع
2006
الباب الأول
من وهج الواقع
الفصل الأول
الأخطار من عدم ضبط الشهوة الجنسية
الشهوة : ما تدعوا النفس إليه والفعل منه إشتهي ويجمع بالأف والتاء فيقال شهوات([2])، أي توقان النفس الي الشيئ ([3]) وهي ما يغلب علي النفس محبته وهواه ([4]).
إن من أخطر الشهوات التي ركبت في الإنسان هي الشهوة الجنسية لذا كان من قول لله تعالي من هذه الناحية ( وخلق الإنسان ضعيفا ) ([5]) ، قال مجاهد وطاووس ليس يكون الإنسان أضعف منه في أمر النساء ، وقال الزمخشري : ضعيفا – أي الإنسان – لا يصبر علي الشهوات ([6]) ، وقال وكيع في ذلك : يذهب – أي الإنسان – عقله عندهن ([7]) .
إن الشهوة الجنسية ليست عقبة في طريق الإنسان بل هي فطرة أوجدها الله في الإنسان لغايةٍ أسمي وأجل يقول الأستاذ محمد قطب في كتابه ( الإنسان ما بين المادية والإسلام ) ... وحين يحس الفتي في طور المراهقة بالرغبة الغريزية فإنه لا يحتاج أن يستعيذ من هذا الإحساس المجرد ، لأن الإسلام يقرر في صراحة أن هذا أمر طبيعي لاخلاف عليه ولا نكران له ... وعلي ذلك لا يحتاج أن يكبت الشعور بالإثم بهذه الرغبة لكي يتطهر في نظر الناس ونظر نفسه ... ولا يحتاج كذلك أن يشعر بالإثم من مجرد هذا الإحساس ، ومن ثم تنتفي كل الإضطرابات النفسية والعصبية التي تنشأ من الشعور بالإثم والتي تؤدي الي الجريمة في حالات الشذوذ ، ولكننا نعلم أن الإسلام لم يبح للفرد أن يطيع الهاتف حسبما إتفق – وإنما وضع لذلك الحدود الشرعية التي يكون مباحاً في داخلها محرماً فيما وراءها هذا صحيح ، ولكن هذا شيئ والكبت شيئ آخر ... فهذا تقييد ينظم النشاط ولكنه لا يبته من منبته ولا يحرم الإحساس به في أيه لحظة بين الإنسان ونفسه )([8])
ومن هنا فإن الإسلام إعترف ( بدوافع الفطرة وتنظيم الإستجابة لها وتصريف طاقتها في المجال الطيب المأمون المثمر ، وفي الجو الطاهر النظيف الرفيع ، دون أن يجعلهم كذلك ينحدرون في الإستجابة لها بغير حدود ولا قيد ) ([9]) .
ولهذا فإن للشهوة الجنسية دائرة تحفظ توازنها وسقف يضمن سلامتها فإذا تخطت الشهوة الجنسية دائرتها وتعدت سقفها كان الإختلال الذي يعني العبث والفساد والإنحراف فيكون نتاج ذلك سيطرة الأهواء وقيادة الشيطان .
فالشهوة الجنسية بمثابة الشرارة التي توشك أن تهب عليها رياح المثيرات فتأججها فما تلبث أن تحرق وتهتك وحينها تصبح عقبة في مسار المسلم يجب التعامل معها .
لقد كان للإنذار الإلهي القرآني محذراً المسلمين من إستخدام أعدائهم لسلاح الشهوات حتي لا يكون الميل والإنحراف ( ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما )([10]) .
لقد إتبع الغرب ذات السلاح – سلاح الشهوات – فوضع السم في الدسم والحلوي من حيث يدري – أو لا يدري – المسلمون فلوّث عقول وقلوب الشباب المسلم بتياره الشهواني الفاسد .
لقد إستخدموا في حربهم غير المعلنة علي الإسلام سلاح المرأة وما أخطره من سلاح حينما تستجيب المرأة لذلك – ما أدع فتنة بعدي أضر علي الرجال من النساء ([11]) – إستخدموها كأداة تذكي شرارة الشهوة في قلوب الشباب بالتبرج والعري والإنحلال وإشاعة الرذيلة ، ( وفي دراسة عن صورة المرأة في إعلانات التلفزيون المصري أوضحت التركيز علي الجمال والرشاقة كما أثبتت أن التعامل مع المرأة كسلعة من حيث إبرازها وهي تغني وهي ترقص للإعلان عن سلعة



معينه وما يرتبط بذلك من عوامل تبرزها بصورة مغايره لواقعها الفعلي داخل المجتمع وذلك من خلال ما يلي :
v تهتم الإعلانات التلفزيونية بتوظيف الفتيات لأغراض التسويق المنتج وإبراز الإهتمامات المتعلقة بالأنوثة علي حساب الأدوار الأخري للفتاة الجادة المهتمة بدراستها وثقافتها والمتمتعة بالخلق الحسن والإبداع الفكري والفني .
v تقديم صورة المرأة والفتاة كجنس وأنثي وليس ككائن إجتماعي يرتبط ويؤثر في واقع المجتمع إقتصاديا وإجتماعيا وثقافيا .
v إستخـدام العديد من الوسائط لشويه صورة المرأة وإبرازها كأنها موضوع للجنس فهي تهتم فقط بجمالها وجسدها حيث أن هذا مرغوب من الرجل ([12]) .
وهكذا أرادوا للمرأة العربية المسلمة أن تكون مروجة للجنس في بلاد الإسلام لاهيةً عابثةً ليس لها همّ إلا جسمها .
والآن وما أدراك ما الآن لقد إزدادت المسارب التي تفتح باب الإنحراف وتهيئ الأذهان له ، ويزداد بذلك الأثر الذي تحدثه في مجتمعنا – الأزياء – السينما – دور اللهو ، الفضائيات ، الإختلاط العابث ، إنها ثورة الهوس الجنسي الذي لا يدع سفينة الشباب المسلم ترسو علي بر الفضيلة بل سيجعلها تتأرجح وتضطرب أمام عصف رياح الشهوة الجنسية وهيجان موج القنوات الفضائية ومعاكسة تيار العري والتحلل والإنحراف مما يعرضه لأخطار لا يعلم عواقبها إلا الله .
لقد إبتلع تيار الشهوة الجنسية طائفة كبيرة من الشباب المسلم – أهم شرائح المجتمع المسلم – فصار لا هم له إلا إشباع شهواتهم وتلبية رغباتهم فصالوا وجالوا في ميادين الشهوة الجنسية علي إختلافها من مشاهدة أفلام الجنس - التي أصبحت متدوالة في وسطهم – وفي الغناء الماجن – فيديو كليب كما يحلو تسميته – يقتلون أوقاتهم كما يزعمون وهم في الحقيقة يقتلون حياتهم .

أري خلل الرماد وميض نار يوشك أن يكون لها ضرام
لئن لم يطفها عقلاء قوم يكون وقودها جثث وهام
فإن النار بالعودين تذكي وإن الحرب أولها كلام






الفصل الثاني
دوافع ومثيرات الشهوة الجنسية
( إن الإسلام يهدف الي إقامة مجتمع نظيف ، لا تهاج فيه الشهوات في كل لحظة ولا تسثار فيه دفعات اللحم والدم في كل حين ، فعمليات الإستثارة المستمرة تنتهي الي سعار شهواني لا يتنطفي ولا يرتوي ، والنظر الخائنة ، والحركة المثيرة ، والزينة المتبرجة ، والجسم العاري ، ... كلها لا تصنع شيئا إلا أن تهيج ذلك السعار الحيواني المجنون !! وإلا أن يفلت زمام الأعصاب والإرادة ، فإما الإفضاء الفوضوي الذي لا يتقيّد بقيد ، وإما الأمراض العصبية والعقد النفسية الناشئة من الكبح بعد الإثارة !! وهي تكاد تكون عملية تعذيب ) ([13]).
لقد كثرت المسارب التي تفتح علي المسلمين السعار الشهواني الذي لا ينطفي ولا يرتوي ، وتعددت المسالك التي تهيئ وتيسر مزالق الهوي والشيطان ، وكان من أهمها الإختلال في موازين التربية داخل الأسرة ، والذي أدي الي حرية التصرف لأفرادها حتي وإن إنحرف عن الحق فكانت الثمار الحتمية ذلك تبرج النساء .
لقد نهي الإسلام عن التبرج قال الله تعالي ( ولاتبرجن تبرج الجاهلية الأولي ) ([14]) ولقد كانت المرأة في الجاهلية تتبرج ، ولكن جميع الصور لتبرج التي تروي عن تبرج الجاهلية الاولي تبدو ساذجه أو محتشمة حين تقاس الي تبرج أيامنا هذه في جاهليتنا الحاضرة !!
قال مجاهد : كانت المرأة تمشي بين الرجال ، فذلك تبرج الجاهلية !!
وقال قتادة :وكانت لهن مشية تكسّر وتغنج ، فنهي الله تعالي عن ذلك !!
وقال مقاتل بن حيان : والتبرج أنها تلقي الخمار علي رأسها ولا تشدّه فيداري قلائدها وقرطها وعنقها ، ويبدو ذلك كله منها ، وذلك التبرج !!([15])
هذه هي صور التبرج في الجاهلية الماضية فأين نحن من ذلك في جاهلية القرن العشرين – الجاهلية الحاضرة ؟؟
إن لدينا من وسائل الإعلام التي تري فيها من المرأة كل شيئ بلا إستثناء !! إننا نعيش الآن في فترة جاهلية عمياء غليظة الحس ، حيوانية التصور ، هابطة في درك البشرية الي حضيض مهين .
لقد شاع بيننا – وللأسف – أن مظاهر العري ، والأزياء الفاضحة التي تبدي جسم المرأة وإتِّباع المودة من مظاهر الحضارة والرقي ! حتي إمتلأت الشوراع بخفاف العقول يعثن في الأرض فساداً ( صنفان من أهل النار لم أرهما : قوم معهم سياط يضربون بها الناس ، ونساء كاسيات عاريات مميلات رؤسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها ) ([16])
( إن العري فطرة حيوانية ، ولا يميل الإنسان إليه إلا وهو يرتكس الي مرتبة أدني من مرتبة الإنسان ، وإن رؤية العري جمالاً هو إنتكاس في الذوق البشري قطعاً ، والمتخلفون في أواسط إفريقية عراة ، والإسلام حين يدخل بحضارته الي هذه المناطق يكون أول مظاهر الحضارة إكتساء العراة ، فأما الجاهلية الحديثة ( التقدمية ) فهم يرتكسون الي الوهدة التي ينتشل الإسلام المتخلفين منها وينقلهم الي مستوي ( الحضارة ) بمفهومها الإسلامي الذي يستهدف إستنقاذ خصائص الإنسان وإبرازها وتقويتها ([17])
لقد كانت هذه الموجة من التبرج نتيجة للإنبهار بالحضارة الغربية الجوفاء من القيم الأخلاقية ، العمياء عن سبيل الرشد ، المنحرفة الي إِتباع غريزة الجنس والتي تبث سمومها عبر أجهزة الإعلام المختلفة – القنوات الفضائية – والتي أصبحت تسعي إليك دون أن تسعي إليها أنت من حيث توفرها وكثرتها وصدق رسول الله صلي الله عليخ وسلم ( لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتي لو دخلوا جحر ضب لاتبعتموهم ) ([18]) .
( إن بيوت الأزياء ومصمميها ، وأساتذة التجميل ودكاكينها لهي الأرباب التي تكمن وراء هذا الخبل الذي لا تفيق منه نساء الجاهلية الحاضرة ولا رجالها كذلك !! وإن هذه الأرباب تصدر أوامرها فتطيعها القطعان والبهائم العارية في أرجاء الأرض طاعة مزرية !! وسواء كان الزي الجديد لهذا العام يناسب قوام أية إمراة أو لا يناسبه ، وسواء كانت مراسم التجميل تصلح لها أو لاتصلح فهي تطيع صاغرة ... تطيع تلك الأرباب ... وإلا ( عُيِّرت ) من بقية البهائم المغلوبة علي أمرها !!([19])
لقد أصبح الغرب بحضارته الفاسدة قبلة توجه إلها فئات كثيرة من شبابنا ، ومحراب عكف إليه ضعفاء النفوس من شبابنا ، وما تكاد تشاهد موضة جديدة من ملبس أو حلاقة أو زي في القنوات الفضائية إلا وتجده واقعاً بين أوساط ضعاف النفوس من الشباب حتى أصبحت شوارعنا فرنسية بأزيائها ، أمريكية بعاداتهم وتقاليدهم ، وغربية بما تحمله من أقيسه كاملة للغربيين في كل شيئ تماشي مع قيمنا أو إنحرف !! ( من تشبه بقوم فهو منهم ) ([20])
وقد كان هذا التبرج نتيجة حتمية لهذا الوضع المزري من التقليد الأعمي فامتلات الشوارع بالنساء الكاسيات العاريات وإرتكست النساء الي مرتبة أدني من مرتبة الإنسان حينما أصبحت رؤية العري الجسدي جمالاً بإسم الزينة والحضارة والموضه !!
وبتبرج النساء كانت ثورة الغرائز وإطلاق سعار الشهوة الجنسية بين أوساط الشباب ثم أثمر هذا الواقع ثماره الحتمية من إشاعة الفاحشة والتنفيس الفوضوي للشهوة الجنسية .
( لقد كانت فوضي العلاقات الجنسية هو المعول الأول الذي حطّم الحضارات القديمة الإغريقية ، وحطّم الحضارة الرومانية ، وحطّم الحضارة الفارسية وهذه الفوضي ذاتها هي التي أخذت تحطّم الحضارة الغربية الراهنة ([21])
وإن هذه الأسباب التي أدت الي فوضي العلاقات الجنسية إنتشار ظاهرة إمتلاك الاطباق الفضائية حديثا – حتي بين أهل الريف – وأصبحت مشاهدة الأفلام الخليعة والأغاني الماجنة والصور العارية من الأمور الطبيعية بالرغم من علم كثير من الناس بالآثار السالبة علي الشباب من مشاهد العري فأصبح لا وازع ولا مانع للشباب من هذه المشاهد لإنصراف الأسر الي جوانب المعيشة وإنشغالها بظواهر الأمور فأغلقت هذا الجانب وغضّت الطرف عنه – عمد ودون عمد – فأصبح الشباب بين مفترق الطرق بين نوازع الشهوة الجنسية – وهذا أمر طبيعي لنتيجة حرية المشاهدة لمناظر العري – وخوف العار يتيهون دون مرشد ويسيرون من دون دليل ، فطغت عليهم نوازع الشهوة الجنسية وتيارها القوي وإبتلع كثير منهم .
إنني ما زلت أذكر جيداً اليوم الذي دخلت فيه علي أحد الأسر التي تمتلك هذه الأسلحة الفتاكة بأبنائها – الفضائيات – والذي أدهشني أني وجدت هذه الأسر بكل أفرادها – الأباء والأبناء – يشاهدون بعض مشاهد العري التي يعفّ قلمي عن وصفها والأسرة جميعا حضوراً !! إنّ مثل هذا له ثمار حتيمة جهلها الأباء أو علموها وهي التمهيد للأبناء بالإنحراف وللبنات بالتبرج ، وهذا ما قد كان فعلا !!
إن هذا يقودنا الي أمر في غاية الأهمية وهو أن حظ الأسرة في تربية الأبناء جنسياً معدومة تماماً فلا تكاد تجد له وجود ، للجهل الكبير من الأباء والأمهات والذي يبدو واضحاً في الإهتمام والتركيز بتوفير سبل الأكل والشرب الجسدي دون الروحي ، فكما أن الأكل والشرب – الطعام – يظهر في بنية الجسم فإن الصور العارية تظهر كسلوك منحرف علي الأبناء من حيث لا يشعر الأباء .
أوقات الفراغ :
إن من أكبر العلل التي يعاني منها طائفة كبيرة من الناس – وأخص بذلك الشباب – هي داء الفراغ الذي يسيطر عليهم من جراء عدم المقدره والجهل بكيفية الإستفادة من أوقاتهم وإستثمارها فيما يعود عليهم وعلي أمتهم بالخير .
فالشباب طاقات مختزنة تسعي أجهزة الإعلام الفاسدة لتفجير أخطر طاقة منها وهي الطاقة الجنسية التي لها من القوة ما يمكنها من السيطرة علي بقية الطاقات والهيمنة عليها ثم إفسادها علي غير المنهج الإسلامي الذي يرعي التوازن في تفجير الطاقات الإنسانية حتي لا تطغي واحدة علي أخري وفق سلم الأولويات لدي الأمم والأفراد .
لقد بات لدي الكثير من الشباب من بعد التفجير العشوائي لطاقاتهم الجنسية والتي أفلحت وسائل الإعلام المنحرفة في ذلك ، بات همَّ الكثيرين منهم ساعات ينفقها جلوسا أمام شاشات الكمبيوتر يجول عبر شبكة المعلومات الدولية ليشاهد أفلام الجنس أو مشاهدة الفضائيات أو إمتلاك جهاز موبايل يتم فيه تخزين بعض ألام الجنس ، وهكذا أصبح مثلما يحلوا لهم القول بقتل الوقت والذي هو قتل الحياة .
إن تيسير وسائل الفساد الأخلاقي – الذي أضحي في متناول الجميع – ساعد الكثير من ضعاف النفوس علي الإنحراف عن منهج الإسلام ، فزاد بذلك نسبة الفساد ثم تبعه زيادة نسية الأمراض المنقولة جنسيا ً.
إن الشباب هم زخر الأمة ومخزونها في مستقبل أيامها ، فلإن تفجر طاقاتهم فيما ينفعهم وينفع أمتهم خير من أن نترك أمر تفجير طاقاتهم حكراً علي أجهزة الإعلام الفاسدة ، فتفجير الطاقات مسئولية مشتركة بين الأمة وبين الشباب أنفسهم
داء الفقر والحاجة :
ما أتعس الحياة حينما تمتد يد الفقر الي قلوب الناس لتنزع عنهم لباس التقوي والعزة وتلبسهم ثوب الضعف والوهن فيبيعوا أعراضهم بثمن بخس دراهم معدودة قلت أو كثرت !! .
وما أتعس الإنسان حينما يكون عبداً لشهوة المال يطلبه ولو كانت الأعراض ثمناً له !! وما أشقي ذلك الإنسان الذي يبتغي تلبية رغباته المادية مسايراً الحضارة والموضة ولو إمتطي في ذلك صهوة جواد الشرف والعرض !!.
إنها حياة بائسة تلك التي يكون فيها سوق البغي رائجاً وفق حسابات المال فيرفرف للبغايا رايات ، والفائز فيها من زاد عطاؤه ، ألا أين نحن من زمان الجاهلية التي تجوع الحرة فيها ولاتأكل بثدييها !!
إنيي أطلق تأوهاتي هذه لما نعايشه من واقع مزري من التغيير الذي طرأ علي سلوكنا الأخلاقي سلبا في ظل التنافس البغيض والتكالب المزري علي المال .

إن تيار الفقر بات وشيكا أن يزل الكثيرين من ضعاف النفوس فيستعبدهم للمال بيعا لأعراضهم في سبيل الحصول علي المال الكافي فحصنوا النفوس بالزهد والقناعة يا علماء الإسلام !! فإن أمة ترفع فيها للبغايا رايات حرية بها أن تجثو علي ركبتيها لطاغوت الشهوات .
أيها الأب الكريم إن كنت تدري فتلك مصيبة وإنكنت لا تدري قالمصيبة أعظم .




















الفصل الثالث
الآثار السالبة للإنفلات الجنسي
نزع الحياء :
للحياء أهمية عظيمة في الإسلام فهو إحدي الشعاب التي يقوم عليها الإيمان ( ... والحياء شعبة من شعب الإيمان ) ([22]) فهو مفتاح للخير كله ومغلاق للشر كله ، وفقده بداية لنهاية الخير وإضمحلاله ،وإنماءً لبذور الشر وإنتشاره .
فالحياء هو الفاصل بين الخير والصلاح والطلاح ، وهو الفاصل بين الإنذار من خطر قادم وشر سيستفحل ، وبشارة بالصلاح والهداية ( إذا لم تستح فاصنع ماشئت ) ([23]) وإن أول سلسلة للمعاصي هي نزع الحياء ( فالمرء حسبما يفقد حياءه يتدرج من سيئ الي أسوأ ، ويهبط من رزيلة الي أرزل ، ولا يزال يهوي حتي ينحدر الي الدرك الأسفل ، وقد روي رسول الله صلي الله عليه وسلم حديث يكشف عن مراحل السقوط الذي يبتدئ بضياع الحياء وينتهي بشر العواقب ( إن الله عز وجل إذا أراد أن يهلك عبد نزع منه الحياء ، فإذا نزع منه الحياء لم تلقه إلا مقيتا ممقتاً – مبغضاً – فإذا لم تلقه إلا مقيتا ممقّتا نزعت منه الأمانة ، فإذا نزعت منه الأمانة لم تلقه إلا خائناً مخوناً ، فإذا لم تلقه إلا خائنا مخوناً نزعت منه الرحمة ، فإذا نزعت منه الرحمة لم تلقه إلا رجيماً ملعناً ، فإذا لم تلقه إلا رجيماً ملعنا نزعت منه ربقة الإسلام ) ([24])
ولأهمية الحياء في الإسلام وعند الفرد المسلم كان الإستهداف الغربي الإعلامي الموجه لنزع الحياء من المسلمين – الشباب خاصة – وفق ما يعرضون من مناظر فاضحه وصور عارية وأفلام خليعه عبر القنوات الفضائية المختلفة .
إننا قد نتسائل لماذا ترتدي الفتاة ملابس تبرز مفاتنها ؟ ولماذا ترقض النساء وهن كاسيات علاريات أما مراي الرجال ؟ ولماذا يرتدي هؤلاء الفتيات ما يستحي الرجل أن يرتديه ؟ ولماذا هذا التبرج والسفور الذي أصبح سمة غالبة علي طوائف كثيرة من الفتيات ؟ ولماذا ..... ولماذا .... ولماذا .....؟ إن كل هذا مرده الي نزع الحياء .
إن الإحساس بالمرض بشارة خير إذ أنه بمثابة النداء بأن هذا العضو به داء يحتاج الي دواء ، فهو بمثابة الإشعار والتبيه ، والإمراض الخطيرة تسري في أوصال الإنسان دون أن يشعر بها الي تورده المهالك ، فالخطر من نزع الحياء يكمن في أن الإنسان لا يشعر بأن الحياء نزع منه لأن نزع الحياء لا يتم دفعة واحدة بل يتم تدريجياً .
فالإنسان الذي يشاهد الأفلام الخليعة والصور العارية يصبح بمرور الزمن هذا الأمر عنده علي سبيل العادة ثم لا يستنكره في نفسه أو في أهله أو في الناس حتي يصبح سلوكا له في نفسه .
إنك قد تري فتاة عارية تستحي أن تعيد النظر إليها مرة أخري ، وهي في الحقيقة لا تري أنها أتت منكراً من اللباس بل الأمر عندها يسير سيراً طبيعياً ، وإن هذه شارة من شارات نزع الحياء عندها ، ولا تحسب بأنها ستقف عند هذا الحد بل إن هذه هي الخطوة الأولي في درك الشقاء والفاحشة ، وإن هذا نذير بالخطر القادم والمنتظر لا محالة .
الأ أيتها الأسرة الي متي تتركين إبنتك تتقاذفها رياح الموضة والإنحراف لتقتلع من الأسرة عفتها وكرامتها ؟ الي متي تتركين أيتها الأسرة الحبل علي القارب بدعوي أن الفاتة قد كبرت وهي علي معرفة بمصالحها ؟ وهل الإدراك بالمصلحة يعني التبرج ؟!! أم أن التبرج هو رسالة بالجهل بالمصلح كلها بما في ذلك مصلحة الأسرة ؟!!
الآثار السالبة لمشاهد العري :
1/ إن الفطرة في الرجل أن يستجيب لأدني المثيرات من جانب المراة فتتحرك الغريزة الجنسية فيه – كذلك المرأة – بغض النظر أن تكون نتيجة هذه الإثارة عملاً أو لا ، فإن الإحساس الغريزي يدفع به الي تحقيق آية من آيات الله تعالي – الزواج – وذلك للحفاظ علي النسل وفق التكاثر علي هذا النمط تحت ظل محضن آمن وهو الأسرة ، لذا كان ضبط الإسلام للمجتمع الإسلامي من جانب المرأة في أن يسود فيه العفة فالمرأة تتزين بحيائها وتتزيّا بحجابها والغريزة الجنسية فيه آمنة من الإثارة ، فيكون بذلك تحصيل الإشباع الكامل والمتعة عند الزواج وهذه هي غاية الإسلام من فطرة الجنس .
أما حينما تسود الحياة ثورة الجنس والعري المجنون وسعار من الشهوة في ظل الفضائيات الكثيرة التي تروِّج للعري والتفنن في إشعال نار الشهوة الجنسية عبر التفنن في إظهار المرأة لجسدها وتعريها ورقصها تارة وغناء وتمثيلاً تارة أخري ، فإن الإدمان علي مشاهدة مثل هذه المناظر العارية يقود الإنسان الي غير سبيل الفطرة فتصبح المرأة عند الرجل بصورتها العارية باتت رتيبة غير مثيرة وحينها تكون الحاجة الي مثيرات أكبر – خاصة عند الزواج – وهكذا تضعف عنده القوة علي نجاح العملية الجنسية عند الزواج مما يؤدي غالباً الي وقوع حالات كثيرة من الطلاق .
أما من تقوده صور العاريات التي تعود علي مشاهدتها عبر الفضائيات الي الإستمرارية في ممارسة الفاحشة تقل عنده الرغبة في الزواج بذلك لأن نظرته القاصرة التي تزيّن له من أن الزواج جنساّ فقط وهو يقضي وطره خارج إطار الزواج تجعله يلملم أطرافه طالما أن الإشباع متوفر له خارج إطار الزواج وبهذا يكثر فينا ولد الزنا – نعوذ بالله من ذلك –
إنني بحسب مرحلتي العمرية التي لم أبرح فيها سن الشباب أقول هذا ليس وهماً توهمته ولا ضرباً من الخيال ولكنها الحقيقة التي طالما سمعتها تتردد علي أفواه الكثيرين من الشباب الذين ضلت أقدامهم وإنحرفت عن منهج الإسلام الحنيف.
إن هذه هى السبيل الحتمى للذين تعودوا مشاهدة مناظر العري فإما الإفضاء الفوضوي خارج إطار الزواج – إن تعسرت الخطوات نحو الزواج – وإما عند الإكثار يكون يكون البرود الجنسي الذي له آثاره السالبة بعد الزواج .
2- تعطيل المصالح :
إن رأس مال النجاح هو الوقت الذي نسقي منه بماء واحد وفق ساعات معدودة ثم يتفاضل بعضنا علي بعض في الأكل ما بين النجاح والفشل عن طريق الإستثمار المفيد له في وسائل النجاح والفشل .
فأعظم الخسائر التي تسحق من الوقت بركته هي النظرة الي مشاهد العري من الراقصات وغيرهن ، وضرر النظرة هذه ينبع من أن النظرة الي مشاهد العري يسبقها تفكير في المشاهد ، وهذا التفكير الذي يأتي إمّا من خلال دوافع النفس أو من خلال نزغ الشيطان ، فيثير هذا التفكير فينا دوافع الشهوة الجنسية ويلهب نارها لتقوي في نفوسنا الرغبة الي إتيانها فيصدق الفرج – بضعفنا وإستجابتنا لشهوتنا – أو يكذبه ، وفي كذبه يكون ضرر الكبت النفسي علينا وفي التنفيس والإستجابة يكون ضرر الأمراض الجسدية – الأمراض المنقولة جنسيا – وقد تكون الإستجابة بذرة للعادة فيكون الإنصراف الي المفاسد والشهوات التى لا شك في أنها تعطل مصالح كان يمكن تحقيقها في هذا الوقت نفسه ، وأقرؤا إن شئتم ما كتبه الدكتور ( ألكسيس كارليل ) في كتابه ( الإنسان ذلك المجهول ) قوله ( عندما تتحرك الغريزة الجنسية لدي الإنسان تفرز غدده نوعاً من المادة التي تتسرب بالدم الي دماغه وتخدره فلا يعود قادراً علي التفكير الصافي ) ([25]) .
( إن الجنس يبدأ في الدماغ ، وتتحول منبهات الإثارة من الجسم والخيال والعالم الخارجي في الأعماق المظلمة من العقل الي ( جنس ) ويستجيب الجسم بموجة من التيستوستيرون ولا يزداد التيستوسيترون بالجنس فقط وإنما بتوقع الجنس كذلك ([26])
الأمراض المنقولة جنسياً :
إن كل تعد لحدود الله تعالي وكل إنزلاق في وحل الإثم والفاحشة إنذار بالبلاء والأوجاع التي لم تكن في سالف البشرية وماضيها .
لقد إنتشرت الفاحشة وعم الزنا وتيسرت طرقه ، وتنوعت أساليبه ، وفتحت أبوابه ، وإستتبع ذلك أن إبتلينا بالأمراض الخطيرة التي لم تكن في ماضينا وذلك بما كسبت أيدينا من فشو الفاحشة بيننا ، ولقد بات في حكم المؤكد – طبياً- إن الزنا يتسبب في كثير من الأمراض والأوبئة الفتاكة والتي تتفاوت خطورتها ومضاعفاتها يقول الدكتور جون بيستون : ( أن القرائن التي جمعت من دراسات تقول أن الأمراض الجنسية معظمها تنتج من العلاقات الجنسية خارج نطاق الزوجية ) ويقول الدكتور كلود نيكول : ( إن المشكلة التي تواجهنا اليوم هي تبدل قيمنا الأخلاقية التي شجعت وتشجع إقامة العلاقات الجنسية المحرمة ، وهذه بدورها سببت إزدياداً حاداً في إصابات الأمراض الناتجة عن الإباحة الجنسية ) ([27]) ، وإليكم الإستعراض لبعض الأمراض :
1- مرض السيلان ( التعقيبة ) :
تتم الإصابة بهذا المرض عن طريق المجامعة المحرمة ( الزنا ) ومن أعراض هذا المرض حدوث ألم وحرقة شديدة عند التبول ، تجمع مواد صفراء علي الفرج داخل الحشفة يتولد عنها رائحة كريهة بالإضافة الي إلتهابات أخري قد يتسبب بها هذا المرض ([28]).
ومرض السيلان يؤدي الي العقم مما يحصل من ضيق في القناة الناقلة ، كما تنشأ حالة إلتهاب البربخ وهي حالة مؤلمة وأحياناً خطرة ، وعند النساء تمتد العدوي من خلال الرحم وقناة المبيض الي تجويفة البطن مسببة إلتهاب الصفاق ، وإذا لم تحدث الإصابة بإلتهاب الصفاق أو حدثت ولم تسبب الوفاة او المرض الحاد ، فإن الإلتهاب المزمن في قناة المبيضات قد يؤدي في النهاية الي سدها مما يمنع وصول البويضات الي الرحم ويؤدي بالتالي الي العقم ([29])
2- مرض السفلس ( داء الزهري )([30])
تنتقل الإصابة بالسفلس عادة خلال الجماع ( الزنا ) ويكون ثلاث مراحل وتحصل المرحلة الثالثة من السفلس بعد مرور ثلاثة سنوات الي عشرون سنة من ظهور الآفة الأولي ، فتظهر كتل متورمة قاسية تدعي بالورم الصمفي في أنحاء مختلفة من الجسم وقد تنشأ قروح صعبة علي الجلد وتغطي جزءاً كبيراً من الجسم .
وتنشأ أعراض المرض الأكثر إيلاماً في طوره المتأخر ، فالمصاب حتي ولو كان في ربيع عمره قد يشعر بالألم في البطن تزداد مدتها ، وتنتشر الآلآم المبرحة جداً في الساقين والجسم فيتبين للمصاب أنه لا يستطيع السير جيداً في الظلام ،ويفقد السيطرة علي ساقيه ، ولا في وسعه التحكم في تبوله وتبرزه ، ويصير مقعداً عاجزاً طيلة حياته !! لأن السفلس يحطم جهازه العصبي ، ولكنه قد يعيش طوال سنوات في حالة يرثي لها إذ قلما يقتل السفلس ضحيته بسرعة .
وقد ينتج منه أيضاً العته ( إختلال العقل الشيخي ) وداء السكتة الدماغية والصرع والجنون والشلل والعمي ، وتنجم كذلك حالات مميته عدة من أمراض القلب عن السفلس الذي عادة ما يهاجم أولا ذلك الجزء من الشريان الأورطي القريب من القلب فيلتف صمامه ويفقده تماسكه ويلقي تسرب الدم المفرط الناتج حملاً ثقيلا علي القلب فيتضخم أولاً ثم يتوقف تماماً عن العمل .
3- متلازمة العوز المناعي المكتسب ( الآيدز )([31]) :
يسبب مرض متلازمة العوز المناعي المكتسب عدوي بفيروس العوز المناعي البشري Human Immunodficiency Virus ، ولا يوجد علاج شاف لمرض الآيدز حتي الآن ولا لقاح أيضاً .
ومن أهم وأكثر الطرق الناقلة لمرض الإتصال الجنسي غير المحمي مع شخص حامل لعدوي الفيروس ، أما أعراضه فقد لاتظهر علي المصابين بالعدوي لفترة طويلة ولكن الجدير بالذكر أنه لا يوجد أعراض خاصة لمرض الآيدز ، ويمكن تلخيص مراحل الآيدز بالآتي :
المرحلة الأولي : خلال فترة 3-4 أسابيع من إلتقاط العدوي قد تظهر أعراض مثل الرشح والحرارة وقد تختفي تلقائيا .
المرحلة الثانية : قد تمتد سنوات طويلة ، وتظهر خلالها أعراض مختلفة مثل إنخفاض في الوزن ، نزلات صدرية ، إسهالات حادة ..... وقد لاتظهر أعراض مرضية أبداً ، خلال هذه الفترة يتدني مستوي المناعة عند المصاب تدريجياً .
المرحلة الثالثة : وهي مرحلة الإصابة بمرض الآيدز ، ويعاني خلالها المصاب من أمراض إنتهازية وأمراض سرطانية قد تطول هذه سنة أو أكثر .


تغريب الشباب عن دينهم :
إن أول الأمور التي تقوم بها الدول الغازية حينما تعزم علي غزو دولة معينة هي التأكد من إهتمامات شباب تلك الدول المراد غزوها وضمان أن إهتماماتهم لاترتبط بأهداف أمتهم ومصيرها ، وإذا لم يتسني لهم ذلك عمدوا أولاً الي غزو عقول وقلوب الشباب بأمور يلهوا بها ويسموا عن أهدافهم العليا حتي يتسني لها النجاح وغيرها .
إن هذا هو الذي تم عمله حينما أرادت تلك الدول الغازية غزوا الإسلام وأهله فبدؤا غزوهم بالشباب عبر ثقافة الجنس والعري والرقص والغناء وعمدوا الي بث سمومهم هذه عبر أجهزة الإعلام المرئية – علي الاخص – وغيرها ، ثم قاموا بتيسير كل السبل لإتاحة الرؤية وسهولتها عبر الوسائل المختلفة من الشبكة الدولية للإتصالات والفضائيات وأجهزة الهاتف المحمول وقد كانت غايتهم من هذه الحملة إطلاق سعار الشهوة الجنسية وسط شباب الأمة حتي يصبح الهدف الأسمي إشباع غريزة الجنس عبر المشاهدة ثم الرقص والمجون ثم الإنحلال والإنحراف .
وبهذه الخطة كانت إستجابت كثير من شباب الامة فأهمتهم أنفسهم فمالوا رقصاً وطربا ومادوا عن طريق الحق وتبرجوا عن قيم الإسلام وفق تبرج جاهلية الغرب وأصبحوا يقولون هل لنا من الأمر شيئ والأمر كله في أيديهم !!




















الباب الثاني
طرق الوقاية الداخلية











الفصل الأول
المبصرات
وصفة نبوية عظيمة لها من الدلالات البعيدة والآثار العميقة في كبح جماح الشهوة الجنسية إبتداً ( اصرف بصرك )([32])
إن لإختيار كلمة البصر معني أعمق وأدقَّ عن غيره من الكلمات ذات المعني المرادف أو القريب ، ولهذا جاء الهدي النبوي بصرف البصر وليس النظر وذلك حينما سأل جرير رضي الله عنه الرسول صلي الله عليه وسلم عن نظر الفجأة فقال (اصرف بصرك )
إن البصر يرتبط بالعقل تأملاً أما النظرفهو منقطع عن العقل – غالباً ويأتي عبر شرود الذهن ويتضح ذلك من خلال قوله تعالي ( وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون ) ([33]) ، فالقرآن الكريم يثبت إبصارهم له ، لذا فمن ينظر دون أن يبصر يغشي علي بصره وليس علي علي نظره قال تعالي ( فأغشيناهم فهم لا يبصرون) ([34])وقال تعالي ( ختم الله علي قلوبهم وعلي سمعهم وعلي أبصارهم غشاوة )([35]) ، ولهذا كان الأمر الإلهي للمؤمنين والمؤمنات بغض البصر ( قل للمؤمنين يغضوا أبصارهم )([36]) ، إذن يمكن أن نقول ما الغاية من أمر الإسلام للمؤمينن والمؤمنات بغض البصر طالما أن البصر لا يعني الزني ؟
1/ لقد ربط القرآن الكريم ضمان حفظ الفرج كما هو في قوله تعالي ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ) فمن هنا يترتب علي ضمان حفظ الفرج غض البصر لأن البصر بريد الزني .
( والنظر أصل عامة الحوادث التي تصيب الإنسان ، فالنظر تولّد خطرة ثم تولّد الخطرة فكرة ، ثم تولّد الفكرة شهوة ، ثم تولّد الشهوة إرادة ، ثم تقوي فتصير عزيمة جازمة ،فيقع الفعل ولابد ، ما لم يمنع منه مانع وفي هذا قيل ( الصبر علي غص البصر أيسر من الصبر علي ألم ما بعده )
قال الشاعر :
كل الحوادث مبدأها من الـنظر ومعـظم النار من مستصغر الشرر
والعبد ما دام ذا طــرف يقلبه في أعين الغير موقوف عن الخطر
كم نظرة فعلت في قلب صاحبها فعل السـهام بلا قـوس ولا وتـر
يسر مقلته مـا ضـر مهجـته لا مرحبا بســـرور عاد بالضرر ([37])
إن إرسال البصر الي الصور الخليعة والأفلام العارية يكون بمثابة إدخال سيئ يستقر في النفس ليكوِّن بذرة خبيثة تنبت شجرة خبيثة تسمي الزنا ... إن هذه البذرة الخبيثة هي ذات الشررة التي تهب عليها رياح الشيطان لتؤجّجها حتي تشعل وتحرق كل الأعرض .
وحتي يتيّن لك ما قلته آنفاً أقول : أغمض عينيك ثم ارسم صورة للشيطان أما عينيك ؟ هل تستطيع ؟ من المؤكد أنك تعجز عن تخيل صورة للشيطان ؟ ولكن لماذا ؟ لأن الفرصة لم تسنح لك لرؤية الشيطان من قبل من هنا دعنا نقول أننا لن نستطيع أن نستعيد صورة مشهد من المشاهد إلا إذا توفرت لنا الفرصة في رؤيته من قبل ، فحينئذٍ- فقط – نستطيع إستعادة ذلك المشهد .
ولهذا فان الصور العارية والأفلام الخليعة حينما تستقر في النفس وتجد طريقها الي الذاكرة يكون من السهل علي الشيطان أن يخرج هذه الصور ويزينها للإنسان فيثير بذلك الغريزة وتضطرم الشهوة ويصدق الفرج ذلك أو يكذبه علي حسب القوة والضعف الإيماني ، من هنا جاء البيان النبوي بأن ( العين تزني وزناها النظر )([38]) بما تدخله علي النفس من منازر عارية .وإننا بهذه الصور العارية والأفلام الخليعة التي إستقرت في نفوسنا نكون قد جعلنا للشيطان أغلالاً في أعناقنا وقيوداً علي أرجلنا يقودنا حيث شاء لا يحث شئنا إزلالاً لنا بما كسبت نفوسنا – عن عمد ودن عمد – من صور صور عارية ( إنما إستزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا )([39]) ، وإن نزغ الشيطان ووسوسته لا تتم إلا بما ندخله علي النفس من مناظر فاضحة وصور عارية لتمثل للشيطان بذرة خبيثة وشرارة يوشك أن يؤججها ، وإلا فمن العبث أن يختلق الشيطان صور من عنده ليعرضها علي الإنسان ، وإنه وإن فعل ذلك – بأن إختلق صور من عنده – يكون قد عرض صور يحبها الشيطان لا الإنسان الموسوس له ، وأنّي للشهوة أن تستثار دون رغبة من الإنسان نفسه ، ومن كان كيد الشيطان ضعيفاً ( إن كيد الشيطان كان ضعيفا ) ([40]) لأن كيده لا يتم إلا عبر تمهيد مسبق من الإنسان بما يدخله علي نفسه من أمر السوء .
2- والغاية الأخري للإسلام من الأمر بغض البصر مايريده الإسلام للإنسان بأن يكون ( شيئا مذكوراً ).
هل وقفت ذات مرة في سورة الإنسان متأملاً فيما حوته هذه السورة من أهداف عظيمة تريدها للإنسان حتي يصبح شيئاً مذكوراً، فدعني أقف معك في هذه السورة وفق هذا الشكل الذي تصورته لها .














إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعاً بصيراً


به يكون نسياً منسياً

به يكون شيئا مذكوراً

والظالين أعد لهم عذاباً أليما

يدخل من يشاء في رحمته

مشاهد العري والغناء الماجن

صور من مشاهد الجنة وماشابهها

صور من مشـــــاهد الجنة فقط







الأهداف التي أرادت أن تبعد عنها الإنسان

الأهداف التي أرادت أن تصل إليها السورة

منطقة الإبتلاء بمعني ترك أمر الإختيار للإنسان




من هذا الشكل المبسط نقول أن الله سبحانه وتعالي جعل في الإنسان بذرة أن يكون سميعاً بصيراً ثم إبتلاه في تغذية هذه البذرة بأن ترك له الخيار في ( إما شاكراً وإما كفوراً ) ([41]) ، فإن هو غذّي هذه البذرة بماء مشاهد الجنة التي حوتها السورة وما شاكلها تمت له نعمة السمع والبصر وأصبح فيمن شاء الله لهم رحمته ( يدخل من يشاء في رحمته ) ([42]) ويكون بذلك شيئا مذكوراً ، وإن هو إرتكس الي مشاهد العري والغناءالماجن فغذّي بها السمع والبصر كان نتاج طمس سمعه وبصره وأصبح من الظالمين الذين (أعدّ لهم عذاباً أليماً ) ويكون بذلك نسيا منسيا
فياأيها الإنسان إنه قد أتي عليك حين من الدهر لم تكن فيه شيئا مذكوراً وذلك قبل أن تبذر فيك بذرة السمع والبصر فلا تكن بهما كما كنت قبلهما – لم يكن شيئا مذكورا ، فكل منا – أنا وأنت – يود أن يكون شيئا مذكوراً والله يريد لنا أن نكون كذلك فحدد لنا معالم الطريق وأعاننا عليه ، فإذا أردت ان تكون شيئا مذكوراً فلا تفرط في سمعك وبصرك فإن بهما فقط تكون شيئا مذكورا ( إن هذه تذكرة فمن شاء إتخذ الي ربه سبيلا )([43])
إن هذه بعض عوائق الطريق قد بيّنتها لك فخذ حذرك من عواقب بصرك الي الحرام فإنه ينأي بك علي أن تكون شيئا مذكورا ولاتكن كالأنعام – بل أضل – تأكل وتشرب ثم تموت ولا يذكرها أحد ، فبنجاحك في الدنيا وفوزك في الآخرة معقود بأن تكون سميعاً بصيراً .
إذن كيف يمكن أن أصرف بصري عن الحرام حتي أمنع نزغ الشيطان ووسوسته ؟ وكيف يمكن أن أمحو عن نفسي المناظر الفاضحة التي تراكمت عليها من قبل حتي لا تصبح بذرة للشيطان ؟
أولاً :دعنا نجيب عن السؤال الاول ، وكيف أصرف بصري عن الحرام ؟؟
1 – إن أصل المشكلة يأتي من خلال النظر الذي يتبعه التفكير – البصر – فحينما يكون الأمر النبوي – بأصرف بصرك – فهذا يعني صرف التفكير أولاً لأن صرف التفكير يتبعه صرف النظر .
والآن جرب معي هذه التجربة البسيطة حتي تتحقق من صدق ما قلته ، أنظر الي أي شيئ أمامك الآن وفي نفس الوقت فكِّر في أي أمر آخر بخلاف الشيئ الذي تنظر إليه ، سوف تجد أن نظرك إختفي عما تشاهده تماماً وهذا ما نتعارف عليه بظاهرة الشرود الذهني .
فتذكر من هذا اليوم حينما يثير إنتباهك منظر فاضح أو صورة عارية أن تشغل تفكيرك بأي أمر آخر ، ولا تشغل تفكيرك إلاّ بأمر هو موضوع إهتمامك في ذات الوقت ،وهذا يأتي من مبدأ أن العقل لا يمكن أن يفكر في أمرين في في وقت واحد إنطلاقاً من قوله تعالي ( ماجعل الله لرجل من قلبين في جوفه ) ([44])
2- لاتجعل حياتك تصير من العبث الي العبث بل أجعل تصرفاتك كلها وأعمالك جميعها تصب في قالب المصلحة العامة لك في دينك ودنياك ، وسائل نفسك دائما أين المصلحة والمنفعة لك من وراء نظرة الي صورة عارية ؟ بل قد يكون من هذه النظرة الخطوة الاولي الي درك الشقاء !! فلماذا لا تعجل بالرجوع ... أتري أن من المصلحة أن نظرة الي الحرام تصبح مشغولاً بها ليلك ونهارك !! لماذا تحكم علي نفسك بالشقاء والتعاسة والفشل ؟؟!! وهل تظن أن النجاح والسعادة في الحياة حليف من يقضي ليله ونهاره متقلباً بين صورة فنانة عارية وفلم فاضح ؟؟ إن مثل هذا لا ينتظره إلا البؤس والشقاء ، فاربأ بنفسك أن تكون من أمثاله ، وآخيراً دعني أهمس في أُذنك وأقول إياك إياك أن تشعل ناراً أنت عاجزاً عن إخمادها !!
3- لو حاولنا أن نتبين من مدي طاعتنا الي الله تعالي لرأينا أن طاعتنا الي الله تعالي دائماً ما تكون فيما نُحِب أن نفعله أو فيما لا تكون فيه مشقّه ، أما فيما نكره فعله أو فيه مشقّه علي النفس فمعدلات الطاعة فيه تكون في أدني مستوي لها ، بمعني آخر متي تركت أمراً نهي الله عن فعله بالرغم من أن نفسك تحب أن تفعله
إن الله أنعم علينا بنعمة النظر – وقد حرم منها آخرين – وحرّم علينا أن ننظر بها الي الحرام فلماذا نبارز الله بالمعصية وهو مطلع علينا ؟ إننا لو تذوقّنا حلاوة الطاعة لشغلتنا عن مرارة المعصية ، فقل لنفسك- من اليوم – لا أنظر الي الحرام لتتذوق الحلاوة التي تجدها في قلبك ، يقول الله تعالي في الحديث القدسي ( النظرة سهم من سهام إبليس من تركها مخافتي أبدلته إيمان يجد حلاوته في قلبه ) ([45])
ثانيا : كيف يمكن أن أمحو عن نفسي المناظر الفاضحة اليت يتراكمت فيها من قبل ؟ في الحقيقة أنا لا أعلم طريقة تمحو بها هذه المناظر من النفس وتقتلع جذورها الي الأبد ، غير أنه بالإمكان أن تظل موجودة بالنفس دون أن يكون لبقائها أثر سلبي علي النفس ومن هنا لا يكون خوف من بقائها ، وهذا يتأتي بالآتي :
1/ أجعل من النسيان خطوة إيجابية لمحو ماران علي النفس من مناظر فاضحة وصور عارية .
ولكن ماهو النسيان ؟ وكيف ومتي يكون النسيان ؟
النسيان هو ألا يجد الامر المعين سبيلاً الي الذاكرة ويكون في حالتين :
أ/ قد يكون الشيطان سبباً رئيسياً في النسيان من قوله تعالي ( فأنساه الشيطان ذكر ربه ..) ([46])، ( وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره ) ([47]) ، وإنساء الشيطان للإنسان يتم غالباً في فترات الضعف الإيماني أو الإستحواذ الشيطاني علي النفس ( إستحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله ) ([48]) ،لأن الشيطان ( ليس له سلطان علي الذين آمنوا وعلي ربهم يتوكلون ، إنما سلطانه علي الذين يتولونه والذيين هم به مشركون )([49])
ب/ إن النسيان للأمر المعين بحسب زيادة أو إنخفاض معدلات الإهتمام منا لهذا الأمر ، فكلما إزدادت أهمية الأمر عندنا صعب علينا نسيانه .
أتري من السهل عليك أن تنسي موعداً ضربته بيني وبينك لامنحك فيه رطلاً من الذهب ؟؟ إن المؤكد – والحالة هذه – أن يكون حضورك قبلي بساعات من الزمن المضروب !!
من هنا فمن المؤكد أن تتفق معي في أن النسيان لا يعتري الإنسان إلا إذا كان الأمر عنده دون مستوي الاهمية ؟؟
ولكن كيف اجعل أمراً مهماً يصير الي دون مستوي الاهمية ؟؟
هذا يكون وفق حسابات المنفعة والمفسدة والربح والخسارة وذلك بان تسائل نفسك – ومن الأفضل أن يكون التساؤل كتابة -
- ماهي المنافع التي أجنيها من مشاهدة الصور العارية والمناظر الفاضحة ؟
- ما هي المافسد التي تجنيها منها ؟
وبالمقارنة البسيطة سوف تجد أن من التفاهة أن تفكر في أمر لا فائدة منه ؟
وسيصير أمر إستعادة ما تركم من صور عارية بعد ذلك في سلة المهملات – إن شاء الله .
وإليك بعض النماذج للفوائد والمفاسد التي يمكن أن تكسبها من إستعادة ما تراكم من صور عارية – أو مشاهدتها ...

الرقم
المنافع
الرقم
المفاسد



إشعال نار الشهوة الجنسية



التنفيس عبر الحرام أوالكبت وكلاهما مضر بالإنسان



عند إشتعال نار الشهوة يكون الإستحواذ الشيطاني بإتباع خطوات الشيطان الي أن ينتهي بك الي درك الشقاء



إنصراف التفكير فيما يهمك الي ما يغمك



التعطيل عن القيام بالواجبات والاعمال



البحث لإيجاد متنفس للشهوة عن طريق الحرام



حينها يكون من المؤكد النتيجة هي البحث عن الزنا



وقد يكون الزني – ولو لأول مرة – سبباً في الإصابة بمرض الآيدز



وعند الإصابة بالآيدز فالموت هوالمصير الحتمي



أو يقلل الحياء في نفسك الي أن يؤدى الي نزعه تماماً – ونزع الحياء بداية الإنحراف – كما تقدم



عند نزع الحياء تصبح الأمور الجنسية عندك تجري علي سبيل العادة فلا تغير علي أخواتك حينما يتبرجن أما عينيك وتصبح بذلك ديوث ملعون – نعوذ بالله من ذلك



يقعد بك إدمان النظر الي صور العاريات عن مقام الخاشعين في صلاتهم



ولان الامر عندك أصبح علي سبيل العادة تصبح من الذين يقرون بالمنكر وينهون عن المعروف ... وهكذا فإن المفاسد لا حصر لها ويمكنك أن تزيد عليها ما شئت

- أما المنافع فلا أعلم منفعة تعود عليك من إستعادة صور عارية أو مشاهدة ما تموج به الفضائيات من الأفلام الخليعة وإستعراض للأجساد العارية .
من هذه المقارنة لا تجد ثمة جدوي تقودك الي الإنشغال بامور ليس لها منفعة في حياتك – الدنيوية والاخروية – ويصبح النسيان هو السبيل الوحيد لكل صورة عارية علقت بذاكرتك ([50])
إن أستاذ فن الشهوة الجنسية – سيدنا يوسف عليه السلام – هو الذي علمنا هذا الطريق حينما قارن بين أحوال السجن وبين حاله بين إمرأة العزيز ورفيقاتها ثم فضَّل حياة السجن عن غيرها وهذا مابيّنه لنا القرآن الكريم مجملاً في قوله تعالي ( رب السجن أحب الي مما يدعونني إليه ...)([51])
2- إن الذنوب والمعاصي والآثام التي نرتكبها غالباً ما تمر بمراحل حتي تصبح سلوكاً وعملاً يعمله الإنسان ، أول هذه المراحل نظرة ثم خاطرة تخطر علي البال ثم تتكون لتصبح فكرة توشك أن تنفّذ ثم تصبح سلوكاً وعملاً ثم تكون عادة ([52])، وأفضل الأساليب لمحاربة الذنوب والمعاصي أن نحاربها وهي في طور التكوين والإنشاء ، فالنظرة تكوين لصور عارية والخاطرة منشأ لها بعد التكوين ،وقد تحدثنا عن كيفية علاج النظر الي الحرام أما ما نريده هنا فهو محاربة الخواطر السيئة حتي لا يقوي أمرها ويشتد غرمها وتصبح ذنباً يقترف .


الانسان

خاطرة

نظرة

فكرة


سلوك
وعمل

عادة







فحينما تخطر ببالك خاطرة سيئة ما عليك إلا أن تستبدلها بخاطرة حسنة بشرط أن تفوقها في مستوي الأهمية عندك ،وقد جعل الله لنا القدرة علي السيطرة علي الخواطر والأوهام السيئة التي تعيث في نفوسنا فساداً فقط كما قلنا إستبدل بخواطر حسنة ولا تتمادي في تفاصيل الخواطر السيئة .
إن هذه الخواطر الخبيثة بمثابة الحشائش الضارة التي إن لم تقتلع من جذورها عند بداية نموِّها سوف تنمو وتتكاثر حتي تترك الأرض بوراً للسباع وهوام الأرض .
قل لنفسك لن أدع الخواطرالسيئة تسيطر عليك بعد اليوم ، وقم بعمل ما قلناه آنفاً وهي كما يلي :
1- لا تتمادي فى الخوض في تفاصيل الخواطر السيئة .
2- إستبدل الخواطر السيئة بخواطر حسنة تفوقها في مستوي الأهمية .
3- بادر الي عمل مادي فإن التفكير ينصرف الي ما تقوم به من عمل .




الفصل الثاني
الإنــكار
لا نريد أن نناقش قضية أخري في هذا الفصل بل نريد أن نناقش ذات القضية التي طرحناها في الفصل الأول – قضية غضّ البصر – والجديد في هذا الفصل أننا نريد أن نتناول تلك القضية من وجهة أخري غير التي ذهبنا إلها في الفصل الأول وهنا نريد أن ننطلق من إفتراضين :
الأول : إفتراض أن كل الذي ذهبنا إليه في الفصل الأول لم يؤتى ثماره المطلوبه منه تماماً ، بل مازال في إرسال البصر بقية .
الثاني : أن الصور العارية والأفلام الخليعة والمناظر الفاضحة صارت في متناول يد وعين كل إنسان ، ولا تكاد تخلو قناة فضائية أو مجلة منها ، حتي الشوارع أصبحت تعجّ بالنساء الكاسيات العاريات فأصبح من العسير علي الإنسان غضّ بصره تماماً فما المخرج والحالة هذه ؟ وما الحل ؟
إنَّ جُلّ الأعمال التي نُقبل علي عملها وفعلها بإختيارنا يكون الدافع الأساسي من ورائها هو رغبتنا في أدائها ، ولذا فإن الرضا هو الأساس الذي يترتب عليه جميع تصرفاتنا الإختيارية وهو الدرجة الأولي في سلَّم الأعمال والافعال الإنسانية .
إنّ نظرات الرضي التي تنطلق منّا الي الآخرين تزيّن في أعيننا أعمال الآخرين جميعاً ، بينما نظرة السخط الي الآخرين تسوّد كل ما هو أبيض من أعمال الآخرين ( أفمن زيّن له سوء عمله فرآه حسنا فإن الله يضل من يشاء )([53])
وعين الرضا عن كل عيب كليلة وعين السخط تبدي المساويا
وخروجاّ من هذه الدائرة فإن المقياس الحقيق لأعمال الآخرين وأفعالهم هو مقياس الدين الإسلامي الحنيف .
إن مع هذا السيل الجارف من المناظر الفاضحة التي تموج بها القنوات الفضائية المختلفة والمجلات المتنوعة يكون التحدي الشيطاني الأكبر

( قال ربي بما أغويتني لازيننَّ لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين )([54])
لقد حرَّم الإسلام الرضي القلبي للمنكر ومنع منه فقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ( من رأي منكم منكراً فاستطاع أن يغيره بيده فليغيره فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه ....) ([55])
فالإنكار بالقلب يعني عدم الرضي والقبول فماذا فعلنا تجاه مانشاهده من مناظر فاضحة وأغاني ماجنة ؟
لماذا ننظر الي النساء الكاسيات العاريات الملعونات نظرة رضا وقبول ونجعل للشيطان أساساً لتزيين المنكر ؟ لماذا ننظر إليهن من زاوية أنهنّ تربعنّ علي قّمة الرقي والتحضّر والسعادة ؟ إنّها سعادة جوفاء وتمدّن مشوّه منحرف عن الهدي الإلهي (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا )([56])
إنّ أقل ما يمكن أن تفعله هو إنكار القلب وعدم الرضي ويعنى هذا نظرة السخط والمقت لأولئك المنحرفين الضالّين ليس تكلّفاً ولكن حقيقة لقوله صلي الله عليه وسلم ( صنفان من أهل النار لم أرهما ... قوماً معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها )([57]).
يجب أن نعلم أن ما نشاهده في القنوات الفضائية والمجلات المتنوعة لم يأتي عبثاً أو عن طريق الصدفة إنّما جاء نتيجة هجمة مرتبة ومنظمة من قبل أعداء الإسلام هدفها إقصاء أهم شريحة من المجتمع الإسلامي عن الإسلام ، وأن تسود الفاحشة والرزيلة في ديار الإسلام ، وهذا ما أخبرنا الله به منذ أربعة عشرة قرناً من الزمان وجاء نصه في القرآن الكريم بمثابة رسالة تحذير للمسلمين من كيد عدوهم (ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاص عظيما )([58]).
فلماذا نكون عجينة في يد أعدائنا يشكِّلوننا كيف شاؤا ؟ لماذا تستضعفنا شهواتنا ونقف أمامها عاجزين علي أن نقول هذا منكر – فقط بالقلب ؟
إنني كثيراً ما أقف متعجباً من موقف الصحابة رضوان الله عليهم من الثلاثة الذين خلِّفوا عن غزوة تبوك .
لقد قاطعوا هؤلاء الثلاثة الذين تخلفوا عن الغزوة بمجرد أن علموا عدم رضا الله ورسوله عنهم ، ولم يجد هؤلاء الثلاثة الرضا والقبول من أقرب الناس إليهم ( حتي إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه )([59]) رضي الله عنهم ورسوله ، وتبدلت عين السخط من الصحابة رضوان الله عليهم الي عين رضي وقبول .
ولهذا فإن عين الرضا يمكن أن تنقلب الي عين سخط بمجرد تقليب المساوي الي المحاسن ، من هنا لا أحسب أن مما تبثة الفضائيات من مناظر فاضحة وتطالعنا به المجلات والصحف من صور عارية به شيئ من المحاسن ولو ذهبنا بقليل من الجهد لنحصي المساوي نكاد أن نعجز عن إحصائها هذا من غير الذي أشرنا إليه في هذا المقام .
إننا نهدف في هذا الفصل لإيجاد وقاية ذاتية وخلق إرادة قوية لمنع أي تأثير سلبي وفق هذه الخطوات :
1- تعوّد أن تنكر شفاهة كل منظر مثير للشهوة وذلك بأن تقول ( اللهم هذا منكراً أنكرناه ).
2- إستعن بإحصاء جميع المساوي التي يمكن أن تجنيها من نظرك الي مشهد محرك للغريزة الجنسية – ولا بأس إن كان كتابة .
3- إرجع بذاكرتك الي كل المساوي التي دوّنتها سابقا ًكلما أثارك مشهد من المشاهد المثيرة .
4- تفوّه بكلمات سب ولعن في كل مرة ترغم فيها علي النظر وذلك لان الإحساس والفعل يسيران في خط واحد .



الفصل الثالث
الاماني
هناك خط رفيع فاصل بين الأماني والرجاء ، فالأماني هي الخطوة غير العملية السابقة للرجاء وهما خطوتان مكملتان لبعضهما البعض فالاماني بذرة الرجاء .
( فلو ان رجلاً كانت له أرضا فاهملها ولم يبذرها ولم يحرثها وتمني أن تعود عليه بالخير الوفير والإنتاج الكثير لعده الناس من أسفة السفهاء ، ولكنه حينما يكمل أمانيه بإصلاح أرضه حقيقة وبذرها وحرثها وتعهدها ورجي شيئاً إستلزم رجاؤه ثلاثة أمور :
1- محبته ما يرجوه .
2- خوفه من فواته .
3- سعيه في تحصيله بحسب الإمكان ([60]).
قال تعالي ( إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمت الله والله غفور رحيم )([61])
إننا بهذا نريد أن نحاول أن نقلل من الأماني عن النفس – لا الرجاء – وذلك لان الأماني لا فائدة ينتظر أن تعود منها إلا أن يصاحبها عمل ، وليس من أهدافنا – في هذا الفصل – أن نمنع بذرة الأماني من النمو لأننا أعجز ما نكون لتحقيق ذلك ، فضلاً علي أن الأماني من الفطرة التي فطر عليها الإنسان وإنما غايتنا ان نستعذب كل ما يصب علي بذرة الأماني حتي تؤتي ثماراً طيبة الاكل .
إن التمني ليس شراً كله ولكن الشر منه حينما يكون خارج دائرة الحق وإتباعاً لهوي النفس والشيطان ( والعاجز من اتبع هوي نفسه وتمني علي الله الأماني )([62]).
ولكن السؤال الذي يبدو هو متي تنشأ الاماني في النفس ؟
إن الشعور بالنقص والحاجة هو الأساس لمنشأ الأماني ولهذا كانت أماني قوم فرعون حينما خرج إليهم قارون في زينته فكان من قولهم ( ياليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم )([63]).
وحتي الشعور بالنقص والحاجة ينحصر فيما يتعلق بالإدراك الإنساني ولهذا كانت أماني قوم فرعون حينما رأوا بأعينهم قارون في زينته .
ومن هنا كان من المستحيل علي الإنسان أن يتمني شيئاً لم يره أو يتمني شيئاً لم يسمعه أو يتمني طعاماً لم يتذوقه من قبل ، فما خرج عن دائرة الإدراك الإنساني خرج عن دائرة الأماني وإستحال علي النفس أن تتمناه.
ولهذا فإن كل شيئ نبصره ونسمعه من الخير والشر يظل حبيساً في الذاكرة ليكون الخطوة الاولي الي الخير أو الي الشر علي حسب ما أبصرنا وما سمعنا ، ثم تتابع الخطوات إما الي الخير أو ليكون العون فيها من الله تعالي (وأن الله يهدي من يريد )([64]) ، او تتابع الي الشر ويكون الشيطان معيناً عليها ( ولأضلنهم ولأمنينهم ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام )([65]). وآمراً بها لإستحكام الاماني في النفس .
ولأن السرقة ما تكون اإلا عند إستحكام الأماني في النفس بمعني تمنِّي شيئاً لا أملكه فيكون عندئذ أخذ الشيئ بغير وجه حق ، تكون الاماني السيئة الخطوة الاولي في طريق الزنا ليكون إنتهاك عرض بغير وجه حق .
إن سقيا بذرة الأماني بماء طيب أو خبيث تتوقف علينا وفق إرادتنا الحرة في ذلك لتؤتي ثماراً طيبة أو ثماراً خبيثة وفقاً لما يتم سقايته بها من ماء طيب أو خبيث وهذا يعتمد علي علي التعامل الصحيح الناجح مع المعطيات الخارجية للإنسان .
إن الذي تستهويه الاماني والاحلام بعد رؤية الصور الفاضحة والأفلام الخليعة لينسج لنفسه من الخيال بيتاً وزوجة ثم يغرق في التفاصيل والأحلام الي أبعد من ذلك لا شك أن الأماني تملك زمامه ويكون بذلك قد أجج نار لا يملك لها ماء في الواقع إلاعبر الطريق الحرام والممنوع .
وهكذا فإن الاماني إذا عظم أمرها في النفس تؤدّي الي الإغترار بها وتكون الفتنة للنفس ( ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم الأماني )([66]) ، ثم تتحول من بعد ذلك الي حلم يراود الإنسان الي تحقيقة ( أم تأمرهم احلامهم بهذا ام هم قوم طاغون )([67]) .
من هنا فإننا لا نريد أن نكبت النفس عن الاماني لأن هذا الامر صعب إن لم يكن مستحيل – كما قلنا آنفاً – إننا نريد أن نتمني ولكن وفق ضوابط وقيود وشروط يجب أن تراعي حتي لا تكون العاقبة خزي وندامة ، وهذه الضوابط التي نري الإلتزام بها هي :
1- إن الإغترار بالشيئ هو الخطوة الاولي الي الأماني لأن هذا ما جعل الطائفة من قوم فرعون حينما رأوا قارون في زينته واغتروا بما رأوا كانت أمانيهم ( ياليت لنا مثل ما اوتي قارون )([68]) ، وهذه الطائفة مع ذلك كانت إرادتهم للحياة وتمسكهم بها أقوي ( قال الذين يريدون الحياة الدنيا ) ، وما أدل علي ذلك من أن الطائفة الأخري من المؤمنين رأوا ما رأوا ولم يغتروا بذلك بل كان من قولهم ( ويلكم ثواب الله خيراً لمن آمن وعمل صالحاً )([69]) .
إن الذي يغتر بمشاهد الراقصات العاريات عبر الفضائيات المختلفة لا شك أن الأماني تتملكه حتي تنسج له في الخيال أنه أصبح معهم راقصاً وبينهم سامراًثم ما نلبث أن تتأجج نار الشهوة الجنسية ليهبط من أرض الخيال الي أرض الواقع ليجد نفسه عنهم بعيد ، ولقد عدت منهم بشهوة متتأججة لا تملك لها ماءً إلا بغير وجه حق !!
ودفعاً لهذا فإن أولي خطوات الأوبة تبدأ من دفع خواطر الإغترار عن النفس فإن الإغترار ذم لا مدح ولا تجعل مقياسك بالمظاهر بل يجب التركيز علي جوهر الأشياء ، ولا تحقر نفسك فإنك أطيب وأكرم وأعزّ من أولئك العابثين والعابثات والراقصين والراقصات ( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون ) ([70])
2- إن أفضل الأحوال التي يخرج منها الشيطان منتصراً – في الغالب – وتثمر بذرة الوسوسة ثمارها السيئة ، حينما يكن الإنسان مختلياً بنفسه عابثاً بخياله ، فالشيطان بوسوسته أٌقرب الي الواحد منه الي الإثنين لذا كانت اللجماعة وقاية وحصن من كيد الشيطان وغوايته ، وما أكل آدم وحواء من الشجرة التي مُنِعا منها إلا حينما وسوس الشيطان لكل واحد منهما على حده ( فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك علي شجرة الخلد وملك لا يبلي ) ([71]) ومن هنا كان تحريم الرسول صلي الله عليه وسلم للخلوة – بين الرجل والمرأة – والتي هي محل خصب لوسوسة الشيطان وكيده .
وضبطاً للأماني السيئة وقطعها نقول أحرص علي ألا تختلي بنفسك إلا إذا دعت الحاجة لذلك مثل محاسبة النفس ، والتفكر في ملكوت الله ... وغيرها فإن الشيطان في مثل هذه الأحوال يكون أبعد وأضعف من أن يكيد بك ، فإذا خلوت بنفسك ووجد الشيطان إليك سبيلاً فما عليك إلا أن تسراع الي مخالطة الجماعة – أي كانت الجماعة ، أسرة ، أصدقاء وغيرها ،،،،
3- الخيال :
الخيال واحد من سبيل الخواطر السيئة والاماني الباطلة أن جنح به الإنسان الي غير المفيد من الأمور كأن يتخيل ما استقرت في نفسه من مناظر فاضحة وصور عارية ، وهو بهذا مفتاح لنار الشهوة الجنسية .
ولما كانت غايتنا من هذا البحث إستقرار الشهوة الجنسية وهدوئها كان لا بد من إغلاق لهذا الباب الذي يؤذِن بإشتعال شرارة الشهوة الجنسية .
ولأن الخيال هو إستعادة ما تراكم في النفس من صور عارية – علي سبيل المثال – دون تمنيها وهي عملية طبيعية للذاكرة في إستعادت المدخرات فإن مدافعة مثل هذا الخيال السيئ بإحصاء النتائج السالبة من هذا الخيال بمعني أنني حينما أتخيل في الوقت نفسه عاقبة هذا العري في الدنيا – بتأخير بعض المصالح – والآخرة بالخسران المبين وأُعظِّم هذا الإحساس وهذه العاقبة في نفسي .
وهناك سبيل آخر لمدافعة خيال الصور العارية وذلك بأن تتخيل بجانب ما سبق أختك أو أمك أو إبنتك أو ... بهذا المنظر .
إن الرسول صلي الله عليه وسلم حينما إستأذنه ذلك الغلام في الزنا ما كان من الرسول صلي الله عليه وسلم إلا أن يدفع عنه أماني الزني بخيال أن يزني بأمه أو أخته أو إبنته بالرغم من أن الواقع علي غير ذلك بمعني أن أمه أو أخته لا يزني بها في هذا الوقت ، فما كان من ذلك الغلام إلا أن ينفر من ذلك الخيال الذي يصوّر له الزني بأمة وأخته وإبنته بقوله ( كلا جعلني الله فداك ) ثم إنصرفت عنه أمانيّة الي الزني تبعاً لذلك .
إنك إن إستنغنيت بهذا العلاج وحدة لخيال الصور العارية لكفاك عن غيره فلا تبطئ في أن تجرب .




الفصل الرابع
ملء أوقات الفراغ
أن تستثمرمكاسبك فهذا أمر يسع الجميع فعله ، أما أن تحيل خسائرك الي مكاسب فهذا ما يعجز عن فعله الكثيرون .
إن أوقات الفراغ بمثابة الأرض الخصبة التي تؤتي ثمارها – خيراً وشراً – وفقاً لما تمت زراعته بها ، وثمارها تكون سلوكاً طيباً أو وبالاً علي صاحبها .
إن الوقت هو الحياة ، فإذا لم نستثمره فيما يحقق لنا السعادة والفوز والنجاح ، كان هو نفسه السبيل الي النكد والشقاوة والتعاسة ، فالوقت الذي يضيع من بين أيدينا علي حين غرة منا هو ذاته الدرجات التي يسمو بها آخرين الي ذري المجد والفلاح .
فالساعة التي أنفقها في مشاهدة فيلم أو أغنية ماجنة هي ذات الساعة التي يحوّلها الناجحون الي مكاسب – عاجلة أو آجلة – فما بين الناجحين والفشالين هو إستثمار الوقت فيما يعود علي الإنسان بالخير – عاجلاً أو آجلاً – لذا فإن غبن الألوف من الناس يأتي حينما يروا أن الناجحين قد تربعوا علي قمم المجد وفقاً للإستثمار المفيد والناجح لأوقاتهم ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس – الصحة والفراغ )([72])
إن الأرض إذا لم تزرع وتركت بوراً طالتها هوام الأرض وماضرّ وفسد من الحشائش كالنفس تماماً إذا لم تزرع بالخير فالشر ثمار حتمية لها ومن هنا كان قول الإمام الشافعي ( إذا لم تشغل نفسك بالحق شغلتك بالباطل ) فالنفس لا تهدأ أبداً.
ولقد حضَّ الإسلام المسلم علي المبادرة والمسارعة الي كسب نعمة الصحة والفراغ حتي لا تنقلب علي صاحبها وبالاً ونغمة ( بادروا بالأعمال سبعاً : هل تنظرون إلا فقراً منسياً ، أو غني مطغياً ، أو مرضاً مفسداً ، أو هرما مفنداً ، أو موتاً مجهزاً ، أو الدجال فشر غائب ينتظر غائب ينتظر أو والساعة والساعة أدهي وأمر )()[73]
والناس في أوقات فراغهم ليسوا علي نسق واحد ولكن التباين هو السمة الغالبة بينهم وأفضل الناس في إستثمار وقت فراغهم هم الذين يستخدموا طاقتهم الفكرية والروحية والبدنية فيما يعود عليهم بالمنفعة في دينهم ودنياهم ، وأفضل الأعمال هي التي يتوفر فيها بجانب المنفعة الرغبة في أدائها .
لذا فإننا نقول أن من أساسيات العمل الناجح أن تتكامل فيه ثلاثة طاقات أساسية :
1- الطاقة الروحية : وتعمل علي ضمان إستمراية العمل وبث الرغبة والنشاط فيه والشوق إليه .
2- الطاقة الفكرية : وتعمل علي ضمان التطور والتقدم والتميز في العمل إذ بدونها يصبح العمل روتينياً وما يلبث الإنسان أن يجمد إليه وتنقطع رغبته فيه وينحسر إندفاعه إليه .
3- الطاقة الجسدية : هي الأساس للطاقة الروحية والعقلية وما ذلك إلاّ لأن الطاقة الجسدية تبرز الأثر المادي الظاهر للعمل ، وتنبع أهمية الطاقة الجسدية من أن الجسد الإنساني حينما يصاب بأى أذى وألم ما تلبث أن تتفاعل كل الطاقات الإنسانيةمع هذا الألم والأذي ومن هنا كانت العبارة القائلة ( الجسم السليم في العقل السليم ) .
قد يقول كل منا أريد أن أعمل ولكن ... !! الشهوات ... الظروف ... العقبات .. الواقع ... من أين البداية ... وهكذا
قلبوا معي صفحات عظماء ومشاهير جميع الأمم – السابقة والحديثة – فسوف تجدوا أن هؤلاء العظماء لم يتبوؤا هذا الشرف ويسموا الي هذا المقام إلا عبر ما قدموه لأممهم من أعمال وتضحيات وبطولات في مختلف المجالات حازوا بها علي شرف العظمة والشهرة وسطروا أنفسهم في صفحات مشرقة فعاشوا وهم أموات .
وفي تاريخنا الإسلامي نجد أن أكثر الصجابة رضوان الله عليهم عظمة وشهرة هم الذين تعاظم عطائهم وعظمت أعمالهم وكثرت تضحياتهم للإسلام عن غيرهم من
بقية الصحابة ، وخذ علي سبيل المثال الخلفاء الأربعة .إنني أريد لك أن تكون شيئاً مذكوراً فدعني أقبل عليك لتفصح لي عما ستقدمه بعزم صادق وهمة عالية لامتك حتي تكون مذكورا وتحفر لإسمك بين عظماء ومشاهير الامة ، لذا :
ý فاختر لنفسك ، واعلم أنه بقدر عطائك تكن عظمتك .
ý إياك أن تكون من ضعفاء الهمة ومخنثي العزم .
ý إياك أن تكون كالأنعام تأكل لتعيش ثم تموت فتكن من رعاع الناس .
ý إحذر من التسويف فإن المستقبل أمامك والوقت عندك وما ينقصك عن العظماء هو صدق الإرادة ، وقوة العزيمة ، وعلو الهمة ( فإذا عزم الأمر فلو صدقوا الله لكان خيراً لهم )([74])
فحتي تكن شيئاً مذكورا دعني أبيّن لك معالم الطريق والتي تتمثل في :
1- إجعل لنفسك هدفاً سامياً يرتبط بك وبأمتك :
إن الغاية من خلق الإنسان هو إعمار الارض بالعبادة لله وحده ( هو أنشاكم من الأرض واستعمركم فيها )([75]) ، وعمارة الأرض في رضوان الله هي أسمي الاهداف التي يسعي لتحقيقها المسلم ، وعمارة الأرض معني شامل لجميع الوسائل التي ترقي بالإنسان المسلم نفسياً وفكرياً وروحياً وجسدياً ، فتحديد الهدف ينبع من إهتمامك وأشواقك وطموحاتك ثم المنفعة التي تعود علي أمتك منه .
وإرتباط الهدف بك يعني إنك حينما تضعف همتك وتضطرب يكن دافع (الأنا ) حاضراً ، فتطمئن نفسك الي ما يعود إليك من تحقيق هدفك ، ولا تجعل هدفك مستحيل التحقيق .


وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون

هو أنشأكم من الأرض واستعمركم

عبادة الله

عمارة الارض







ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر

وسخر لكم

إعلاء قيمة الانسان

سنن التسخير





سلسلة الأهداف الكلية








2- أملأ روحك شوقاً الي بلوغ هدفك :
إن الهدف وحده لا يكفي فهو يحتاج الي المناصرة الدائمة طيلة السعي الي تحقيقة وتأتي هذه المناصرة من قبل ربط أشواقك بهدفك والذي يعني الطموح ، وما نصبوا إليه هو أن يكون هدفك أمام عينيك دائماً ولا يكن كذلك إلا بإستدامة الطموح ، فالهدف لا يكون هدفاً حقيقياً إذا كان علي سبيلا الخاطرة التي تخطر علي البال ثم ما تلبث أن أن تغيب عنه لان الهدف الحقيقي هو الذي يكون عالقاً بك وهذا تأتي ب....
3- أبدأ والنهاية في خيالك :
ولا يكون هدفك عالقاً بك إلا إذا كنت تتصوره في خيالك ، فالأعمال – علي إختلافها – بالنيات علي صغرها ( إنما الأعمال بالنيات )([76]) والنية هي تصور الإقبال علي عمل ما ، فالأعمال العظيمة تبدأ بالنية ، والنية ليست عملاً بل خيالاً لصورة العمل ، فتصور النهاية لهدفك يجعل من البداية أمراً ميسوراً .
4- الثقة في الوصول :
إشحذ نفسك ثقة في الوصول الي هدفك طالما أنك لم تطرق للمستحيل باباً، وطالما أن بالإمكانية تحقيق ماتريد ، فإذا تم لك العزم بالبداية فثق في النهاية التي لن تكون فيها وحدك ( فإذا عزمت فتوكل علي الله إن الله يحب المتوكلين )([77])، فالخطوة الاولي عليك وحدك وفي البقية الله سندك ( والذين إهتدوا زادهم هدي آتاهم تقواهم )([78])
5- الزاد عقلك وتفكيرك :
إن كل رحلة تحتاج فيها الي زاد ، ولا زاد في هذه الرحلة الي تحقيق هدفك إلا عقلك وتفكيرك ، فإن حاجة العقل والتفكير هنا تكون بتذليل كل العوائق والعلائق ([79]) في طريق الوصول .
إننا تعودنا بحكم التربية ألا نستخدم طاقتنا العقلية إلا في جزء يسير جداً من حياتنا بالرغم من أن طاقة الفكر والعقل هي مصنع المعجزات إن سخرناها في أهدافنا ، فلا تجعل عقلك وتفكيرك يتخلف عنك في هذه الرحلة ، لذا فأدخل أهدافك مصنع المعجزات وأجعل نفسك مديراً ومشرفاً عليه ، ووظّف جسمك ومن حولك عمالاً فيه ، واستجلب من ( وسخرّ لكم ) مواداً خاماً له ، وأجعل من روحك مديراً للترويج والإعلان إليه ، ثم أجعل من عظماء ومشاهير الامم معياراً للجودة له يكن بذلك المنتج أكمل وأجمل وأفضل ما يصل إليه خيالك .
6- إستثمر مكاسبك المتاحة :
لا تحسب أن إمكانياتك القليلة – في نظرك – المتاحة لك لاتستطيع بها فعل شيئ ، لأن هذا الإحساس سلوك بك الي طريق اليأس ويكون من عوائق من عوائق الرحلة ، فإن ما كسبته من إمكانياتك القليلة والمتاحة مرهون لهدفك ( كل نفس بما كسبت رهينة )([80])، فما عليك إلا النظرة بإيجابية لما حولك ثم تسخيره كله في تحقيق هدفك حتي لا يكون ما رُهن لك من مكاسب سبباً في شقائك وتعاشتك .
7- اليأس أولي خطوات الفشل :
إن النظرة للأمور بسلبية هو اليأس ، وما نريده منك هو تغيير هذه النظرة الي الإيجابية ، إبحث دائماً عن الإيجابيات وغض طرفك عن السلبيات فإن فيها دائك وأعلم أن معية الله سترافقك وتكون سبباً في نجاحك ( لا تحزن إن الله معنا)([81]) .
8- الفشل حلاوة النجاح :
ما يولّده الشل من إبداع لا يولده النجاح ، لأن الفشل يقودك الي التفكير اما النجاح فيقعدك عنه ، والفشل ليس هو نهاية الرحلة بل هو محطة يتزود فيها الإنسان بأفكارجديدة أي أنه هو محطة تجديد وترتيب الأفكار ، فلأن أوقف عند محطة الفشل لأتزود بتجديد وترتيب الأفكار خير من أن أواصل الرحلة لأفكار توشك ان تصيبها الرتابة ، لذا فإن ما نتعلمه من الفشل أضعاف مانتعلمه من النجاح ...
إن هذا لا يعني أن يكون الفشل غاية تضرب إليها أعناق الإبل ولكن يعني الإستبشار للفشل إن حلّ بنا ، وأعلم أن أفضل شيئ لكسر الفشل فأس علو الهمة فاحتفظ به دائماً .
وهذا مقتبس من تعامل الإسلام مع المصيبة والبلاء التي ( لا ينبغي لأحد أن يتمني البلاء ويطلبه من الله عزوجل بل يطلب العفو والعافية في الدنيا والآخرة أما بعد حلول البلاء فساحة الصبر أوسع الساحات لقوله صلي الله عليه وسلم ( من يرد الله به خيراً يصب منه ) ، أي يصيبه ببلاء ([82]) .
9- أوسمة وشهادات المثبطين والساخرين :
لا تأبه بالندآءات المتكررة بالنقد من المثبطين والساخرين فإنما نداءاتهم شهادات بكمالك وعلو همتك فلأن أسير خلف ركاب العظماء بعلو همة خير من أن أكفكف أدمعي حسرة وضعفاً
أسير خلف ركاب النجب ذا عرج مؤملاً كشف ما لاقيـت من عوج
فإن لحـقت بهم من بعدما سبقوا فكم لرب الوري في ذاك من فرج
وإن بقيت بظهر الأرض منقطعاً فما علي عرج في ذاك من حرج
( فتذكر أن النقد الظالم إنما هو إعتراف ضمني بقدراتك وأنه بقدر النقد أهميتك وقيمتك يكون النقد الموجة إليك ، ثم ركز جهودك في العمل الذي تشعر من أعماقك أنه صواب وصم أذنيك بعد ذلك عن كل ما يصيبك من لوم اللائمين )([83]) .
وآخيراً إليك مجمل ما فصلّناه من معالم الطريق :
1- أجعل لنفسك هدفاً سامياً يرتبط بك وبأمتك ( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون )([84])
2- أملأ روحك شوقاً الي بلوغ هدفك ( فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به )([85])
3- أبدأ والنهاية في خيالك ( وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم )([86])
4- أملأ قلبك يقيناً وثقة في الوصول الي غايتك (فإذا عزمت فتوكل علي الله إن الله يحب المتوكلين )([87])
5- أجعل عقلك وفكرك زاداً في مسيرتك نحو هدفك ( وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون )([88])
6- إستثمر ما أتيح لك من مكاسب ( كل نفس بما كسبت رهينة )([89])
7- إحذر اليأس فإنه أولي خطوات الفشل ( ولا تأيسوا من زوح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون ) ([90])
8- أجعل من الفشل خطوة الي طريق النجاح ( إن هذا لهو الفوز العظيم )([91])
9- صم أذنيك عن النقد والسخرية الموجة إليك وركز جهودك في عملك ( وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون )([92])










الفصل الخامس
بناء الإرادة
قد لا تحتاج الي أي بديل علاجي ووقائي آخر لمغالبة تيار الشهوة الجنسية المنبعث من النفس إذا ما خطونا خطوات جادة ووضعنا لبنات قوية في سبيل بناء إرادة قوية وهذا ينبع من أهمية الإرادة في مدافعة السلوك المنحرف والفعل النشاذ الذي يطرأ علي الإنسان .
قد يقف الإنسان حائراً أمام الحركات الروتينية لاعضاء جسمه المختلفة من حيث المصدر داخل جسم الإنسان الذي تصدر عنه أوامر الحركات المختلفة ؟....
حينما أرفع يدي أو أخفضها وحينما أحرك قدمي للأمام أو الي الخلف .. من الذي أصدر لها الامر بهذه الحركة ؟ هل اليد أو الرجل هي مصدر هذه الحركة ؟ بمعني أنها هي التي أمرت بالحركة وهي التي نفذّتها ؟ وإذا كان هذا حقاً فقم من فورك وأضرب وجه أخيك أو أختك !! أتراك فاعل هذا ولماذا ؟
إن اليد والرجل لا تدرك عواقب الأفعال لذا فإنها تنفذ ولاتصدر أمراً ، إذن هناك قوة داخلية في الإنسان هي التي تتولي أمر إصدار الأوامر المختلفة وعلي جميع أعضاء جسم الإنسان الإستجابة والتنفيذ لهذه القوة ، إنها الإرادة التي نحن بصدد الحديث عنها ، إننا لا نريد أن نصطحب معنا في بناء الإرادة طائفة من أشباه الملائكة والرسل ، ولا نريد أن نفترض شروطاً من المستحيل أن تتوفر في دنيا الواقع لبناء الإرادة ، بل نريد أن نقول إن كل إنسان يسعه أن يبني إرادته بإمكانياته المتاحة له فقط لان كل إنسان يسعه أن يصرف يده عن النار الملتهبة الحارقة !!
هل جربت الصوم عن الطعام والشراب ليوم واحد ؟ إذا جربت سوف تكن من الناجحين في بناء إرادتهم – إنشاء الله – فالصوم هو تدريب عملي لبناء الإرادة في الإنسان .
إن كل الذي نريد أن نصل إليه لبناء الإرادة هو تقوية جانب الإقبال أو المنع علي الفعل المعين ، فإذا نجحنا في ذلك نكن قد نجحنا في بناء الإرادة في نفسك .
إن الطعام والشراب يكون ميسواً وفي متناول يد الصائم – إن أراد ذلك – ولكن تغليب إرادة المنع يجعله يمتنع أشد الإمتناع عن تناول أحدهما أو كلاهما ،لذا فغننا نريد أن نقوي إرادة الإمتناع عن السلوك المنحرف حتي وغن كان الطريق إليهما ممهداً وميسراًوليس هذا بالأمر العسير فعله علي صاحب الإرادة القوية ولا اخالني أطرق للمستحيل باباً إن طلبت هذا الأمر منك !!
إن الطريق للهداية والصلاح لا تقطعه وحدك بل معية الله سترافقك بعد أولي الخطوات والتي تكون ثمرة للإرادة القوية الصادقة ، لذا فإن الخطوة الأولي هي التي ستخطوها وحدك ، ولن تستطيع ذلك إن كنت صاحب إرادة ضعيفة واهنة ( وأن الله يهدي من يريد )([93]) ، ولأن ثواب الدنيا لمن يريد ( ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها )([94]) وثواب الآخرة لمن يريد ( ومن يرد ثواب الآخرة نؤته منها ) وإن العفَّة تعتمد علي من يريد ( ... من يستفف يعفه الله )([95]) .
إن كل أفعالنا التي ناتيها علي سبيل العادة كان منشؤها التكلف – أي حمل النفس علي الفعل المعين – ثم يتدرج الفعل حتي يصير عادة ، وحمل النفس علي العفة – التعفف – يؤدي في نهايته الي العفة ، ولأن أتشبه تكلفاً بأهل الصلاح والتقي خير من أن أتشبه بأهل الفسق والضلالة .
أسير خلف ركاب النجب ذا عرج مؤملاً كشـف ما لاقيت من عوج
فإن لحـقت بهم من بعدما سبقوا فكم لرب الوري في ذاك من فرج
وإنت بقيت بظهر الأرض منقطعاً فما علي عرج في ذاك من حرج
إن غايتنا من الحديث عن بناء الإرادة كما أسلفنا تنتهي بنا للكيفية التي يمكن بها مغالبة كل سلوك منحرف ، فإذا قلت لك قم الآن وضع أصبعك الوسطي علي النار حتي تتساوي مع بقية أصابع اليد ؟؟ أتراك فاعل هذا ؟ من المحقق ألا تستجيب لهذا الأمر حتي وإن صدر من إرادتك ، وليس لانك تحس بالألم من حرق إصبعك الآن !! ولكن من التوقع بالإحساس بالألم إن أحرقت إصبعك ، وكذلك إن قلت لك قم الآن وخذ حجراً وحطم به جهاز التلفاز الذي في منزلك !! إنك لن تفعل هذا أيضاً ولو صدر من إرادتك لتوقع العاقبة من هذا الفعل والذي قد يثير غضب أهل البيت عليك وقد يؤدي الي وصفك بالجنون و....و....و.... إلخ
من هنا دعنا نقول إن إرادتنا لا تستجيب لأي فعل إلا إذا إتسم هذا الفعل بالإيجابية والقبول والرضا في أعين الآخرين بمعني ألا يعود هذا الفعل عليك بالأذي – الفعلي أو القولي – من جراء فعله .
إذن دعنا نستشعر ما تعود به علينا الإستجابة الي نوازع الشهوة الجنسية من مخاطر .
إن كل منا يحب المكانة والصيت في قومه ، كل منا يحب أن يكون عند الآخرين حسناً مقبولاً ، فكيف بك لو إفتضح أمرك بين قومك ، ومن يدري فلعلّ عند أول فعلٍ لك يفتضح أمرك ، إنّ هذا يعني أن تسوّد سمعتك أمام قومك فلا تجد أحداً يأتمنك علي عرضه وأهله وتصير بين الناس خائناً ، وهب أن أمرك لم يفتضح من أول فعل جنسي تقوم به ، فكيف تضمن نفسك أنك لن تصاب بالامراض الجنسية المستشرية حالياً – الآيدز مثلاً – وهل هناك عدد محدد من المرات تضمن بفعله سلامة الممارسة من هذه الأمراض أم أن الوقعة الأولي قد تكون هي الإصابة المحققة لك ؟! فربّ لذة ذائلة تفقدك سمعة وصحة دائمة ، فكم من مشاهير – تعرفهم أنت وأنا – طوتهم صفحات الأيام ونسيهم الناس من جراء شهوة وقفوا أمامها عاجزين وأصبحوا أحقر في أعين الناس من الذر .
إننا حينما نضع هذه المخاطر أمام أعيننا ونستشعرها حقاً ما تلبث إرادتنا أن توهن وتضعف وتصبح درجة الإقبال علي الفعل أقل بكثير من درجة الإمتناع عنه ، وما هي لحظات حتي تنقلب إرادتنا الي الإمتناع عن هذا الفعل للمخاطر التي تعود من جراء إقترافه ، لذا فإن إرادتنا لا تندفع الي فعل شيئ نوقن مسبقاً بما يعود علي فعله من أضرار ، وما علينا فعله هو تعظيم المخاطر والمضارّ التي تعود من إقتراف الفعل المعين .



والآن دعنا نعود بك مرة أخري الي المثال الذي ضربته لك سابقاً بحرق إصبعك لنقودك الي نتائج هذه المقارنة البسيطة :


أحرق إصبعك
أحرق صحتك وسمعتك

شعور بالألم المتوقع
شعور بالألم المتوقع

أنت المتأذي
أنت المتأذي

أقل خطراً ( ساعات ويزول الألم )
أكبر خطراً (الآيدز والأمراض الجنسية الأخري)

إجتماعياً لا أثر له
إجتماعياً تخسر سمعتك ومكانتك في قومك
النتيجة
ممتنع عن الفعل
غير ممتنع عن الفعل

من هذه المقارنة البسيطة لماذا تري أن الكثير منا يمتنع عن أحراق أصبعه مع الأثار السالبة القليلة لهذا الفعل ويقبل علي إحراق صحته وسمعته مع الآثار السالبة التي لا حصر لها ، ليس لهذا إلا تعليل واحد وهو أننا نستهين بالمخاطر الناجمة عن إحراق الصحة والسمعة مقابل تعظيمنا للمخاطر الناجمة من إحراق إصبعنا !! من هنا فليس أمامنا إلا أن نُعِظِّم الآثار حتي تنحسر إرادتنا عن فعل ما ساء من أفعال جنسية .
وإنّ مع المقابل المادي الذي نجده من جراء إمتناعناً عن تلبية رغباتنا الجنسية فإنّ هناك مقابل أسمي وألذّ ...إنّ هناك لذة أقوي وأجلَّ من اللذة الجنسية العابرة ، إنّها لذّة روحية لا أجد لها وصفاً ولا مثيلاً، إنها لذة روحية إيمانية يقذفها الله في قلب من يسمو بنفسه فوق كل شهوة جنسية عارضة ، فإذا كان صرف النظر عن الحرام يورث حلاوة إيمانية يجدها الإنسان في قلبه ( النظر سهم من سهام إبليس من تركه مخافتي أبدلته إيمان يجد حلاوته في قبه )([96]) .
فإن الإبتعاد عن مقارفة الزني وما قرب إليه يورث حلاوة روحية إيمانية ألذَّ وأجمل ، وإن لم تصدق ما اقول فما عليك إلا أن تجرب بنفسك لتتذوق الحلاوة الروحية الإيمانية التي يعجز كل إنسان عن وصفها .







الباب الثالث
طرق الوقاية الخارجية




الفصل الأول
الصلاة عاصم من الفاحشة
لقد سعينا في الفصول السابقة في التركيز علي إيجاد وقاية ذاتية وتحصين نفسي لمجابهة التحديات الشهوانية التي من الممكن أن تقرب الإنسان الي طريق الفاحشة .
ورغم ذلك قد تتعثر الخطي في الطريق الي تطبيق تلك المبادئ التي تعرضنا لها في الفصول السابقة ويكون نتيجة ذلك ثماراً أقل نضوجاً مما يجب أن تكون عليه وهذا يعني قابلية الشهوة للإشتعال ، لهذا كان لا بد من وجود حماية خارجية حينما تضعف الوقاية الداخلية الذاتية عن مدافعة الشهوة الجنسية أو تضطرم نارها لتصبح الوقاية الذانية النفسية – مع قوتها – عاجزة عن إخماد نارها .
إن سيدنا يوسف عليه السلام حينما همّت به إمرأة العزيز وهمّ بها ( ولقد همّت به وهمّ بها )([97]) وتعالت نار الشهوة لتخرج عن دائرة القيد النفسي والحماية الذاتية كان التدخل الإلهي والحماية الخارجية الإلهية من البرهان الرباني الذي رآه سيدنا يوسف عليه السلام ( لولا أن رأى برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنّه من عبادنا المخلصين )([98])، وإن سورة يوسف لم تتحدث عن يوسف النبي أو الرسول ولكنها تحدثت عن يوسف الإنسان الورع – فقط - ، إنه تميّز في عبادته لله تعالي حتي أصبح من المخلصين ( إنه من عبادنا المخلصين )([99])، وهذا يعني أن الحماية الإلهية الخارجية والبرهان الرباني ليس من خصوصية فيه ليوسف عليه السلام أو لأحد من الناس ولكن متاح لمن يريد ( وإن الله يهدي من يريد ) ([100]).
ولقد جُعلت الحماية الإلهية الخارجية والبرهان الرباني في الصلاة فهي عاصم من الفاحشة والمنكر ( إنّ الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر )([101]) ، وإن بلغت الشهوة الجنسية أعلي مستوياتها فإنّ الخطوات نحوها ستتعسر ، والفرص أمامها تقفل ، وقد يكون مع ذلك غبن في النفس علي تضييع مافات من فرصة ، لأن النفس قد تهوي ذلك وتميل إليه إلا أنه ( فعسي أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً )([102]).
قد يعترض الكثير من الناس علي هذا القول بزعمهم أنهم يؤدون الصلاة ورغم ذلك تتسارع خطواتهم الي الفحشاء والمنكر !!
إن الإنسان الذي عنده إثنين هي ناتج ضرب العدد (1×1 ) لا يغيّر من القانون الحسابي شيئاً لفساد عقله وليس لفساد القانون ، وإذا كان الامر الإلهي بأن الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر فهذه حقيقة لا يصل إليها من يتغافل عن صلاته ويتلاعب بها ولا يتم ركوعها وخشوعها ومثل هذا لا ضير إن بدر منه إعتراض لأنه قد يكون عنده إثنين هي ناتج ضرب العدد واحد في واحد .
أما المقيمين الصلاة في خشوع وسكينة ووقار فهم في كنف إلهي وحفظ رباني وهم أبعد الناس عن الفاحشة حتس وإن إشتهت أنفسهم وتمنت إتيانها فإن العقبات الإلهية تكون بمثابة الحماية الإلهية الخارجية لهم ( له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله )([103]) .
إن طريقنا الذي نريد أن نصل إليه ، وقولنا الذي نريد أن نبرهن عليه هو أن الفاحشة عن الخاشع في صلاته أبعد ، وما نريده منك أن تبدأ معنا هذا الطريق – طريق الخشوع في الصلاة – بإرادة صادقة وخطوات جادة وذلك لأهمية الخشوع الوقائية من الوقوع في الفاحشة .
فمصادر الخشوع الأساسية هي :
1- الصوت : ( وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همساً )([104])
2- البصر : ( خاشعة أبصارهم ) ([105])
3- القلب : ( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله )([106])
فتخشع الأصوات في الصلاة ثم تهمس لتسمع – والسمع هنا روحى – فيهمس المصلي ( الحمد لله رب العالمين ) فيسمع النداء الإلهي ( حمدني عبدي ) ثم يناجى المصلي ( الرحمن الرحيم ) فيجيبه الله تعالي ( مجدني عبدي ) فيتزلل المصلي ويهمس ( إياك نعبد وإياك نستعين ) ليسمع الله تعالي مجيباً ( هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل )([107]) وهكذا يناجى العبد في صلاته ربه حقيقة (إذا قام أحدكم الي الصلاة فإنه يناجى ربه )([108]) فيستريح قلبه وتسكن جوارحه .
أما البصر فهو تابع لقلب ومرتبط به ( قلوب بومئذٍ واجفة ،أبصارها خاشعة )([109]) ، وقد يبعد البصر المصلي عن الخشوع في صلاته عبر ما يتراءي له في الصلاة فينشغل قلبه لذا قيّد البصر بموقع السجود في الصلاة ( مابال أقوام يرفعون أبصارهم الي السماء في صلاتهم ، لينتهين عن ذلك أو لتخطفن أبصارهم )([110]) .
أما القلب فهو أصل الخشوع وغيره تابع ، فهو يخشع بالرغبة والرهبة ( ويدعوننا رغباً ورهباً وكانوا لنا خاشعين )([111]) ، ورغبته في ( إهدنا الصراط المستقيم صراط لذين أنعمت عليهم ) ورهبته في ( غير المغضوب عليهم ولا الضّالين ) .
وقد يصرف الشيطان القلب عن الخشوع بأن يبدي له أموراً فينشغل القلب في الصلاة ، لذا فمحاربة الشيطان أمراً ضروري حتي لا يتسني له صرفنا عن الخشوع في الصلاة ومحاربته تكون من خلال المعرفة التامة بالأمور التي يصرفنا بها الشيطان عن الخشوع في الصلاة فمداخل وسوسة الشيطان هي :
1- إن الشيطان لا يبدي لك أمراً من عنده بل يبدي لك أمراً يخصك .
2- إن ما يبديه الشيطان لك من أمر يكون محور إهتمامك في ذات الوقت ، فخصائص الأمر الذي يوسوس إليك الشيطان به :
أ‌- أن يكون الامر ذو أهمية عندك .
ب‌- أن يكون الامر ذو تأثير عليك .
3- إن عمل الشيطان ينحصر بعد ذلك في نزغ هذا الأمر بمواصفاته السابقة والتذكير به ، فيقبل الإنسان علي التفكير فيه وينصرف عن الخشوع في الصلاة بعد الخاطرة الأولي التي يكون الشيطان سبباً رئيساً فيها .
والعلاج لكل ذلك يكمن في الآتي :
1- قد تلاحظ معي أن العبادات يمهد لها دائماً بسابق قبلها ثم يكون الدخول في العبادة ، وقد يكون هذا السابق الممهد به من السنة غالباً فالزكاة يمهد لها بالصدقة والصوم يمهد له بصوم بعض أيام من رجب وشعبان ، والحج يمهد له بالتلبية ، والصلاة يمهد لها بالطهارة والوضوء والأذان والإقامة ، هذا التمهيد هدفه تعظيم أمر العبادة في نفسك حتي تصب درجات الإهتمام به في أعلي مستوياتها ، وما يريده الإسلام هو ربط جميع هذه الأعمال التي به تمهد للصلاة بروحك وعقلك فتتطهر وتتوضأ وأنت تسائل نفسك لماذا أتتطهر ؟ لماذا أتوضأ؟ لتجيب عن نفسك لانني مقبل علي مناجاة ربي ، أو تربط هذا الامر بأمر دنيوي مثل أن تقول : لأني أريد أن أستعين بالله في قضاء أمر كذا وكذا فقد كان الرسول صلي الله عليه وسلم كلما يهمه أمر فزع الي الصلاة .
2- أعمد الي محاربة الخواطر الشيطانية التي تصرفك عن الخشوع من الوهلة الاولي حتي لا تقوي ، وإستبدلها بالآتي :
أ‌- التفكير في ما تقرأ فيه في الصلاة .
ب‌- التفكير في فقرك وحاجتك الي الله ( يا أيها الناس أنتم الفقراء الي الله )([112])
4- أقطع عن نفسك كل أمر يمكن أن يشغلك في الصلاة مثل الطعام والشراب والاخبثان حتي لا يكون للشيطان بذرة يوسوس لك بها ( لا صلاة بحضرة طعلم ولا هو يدافعه الاخبثان )([113]) .


الفصل الثاني
الإخلاص
الإخلاص من المعاني الشاملة التي تشمل أعمال العباد جميعها وتكون أساساً لقبول الأعمال وسبيل الفلاح في الدنيا والآخرة .
(إن الإخلاص هو التجرد الكامل ( لله ) ، وبكل خالجة في القلب وبكل حركة في الحياة الواقعية ، وبالممات وما وراءه ، إنها تسبيحة ( التوحيد ) المطلق والعبودية الكاملة التي تجمع الصلاة والإعتكاف والمحيا والممات ، وتخلّصها (لله ) وحده لله ( ربّ العالمين ) وفي ( إسلام ) كامل لا يستبقي في النفس ولا في الحياة بقية لا يعبّدها لله ولا يحتجز دونه شيئاً في الضمير ولا في الواقع ) ([114])
ونحن هنا لا نريد أن نتناول الإخلاص بمعناه الواسع الشامل ولكن نتناول من ثمرات الإخلاص ما يتناغم مع موضوع بحثنا نظراً للاهمية الواقعية والوقائية للإخلاص في حياة المسلم والتي إنحصر فيها الإخلاص في إطار ضيق وأصبح الهوي والشيطان سيفاً مسلطاً علي جميع الأعمال الاخري وكان نتاج ذلك العبث والفجور الإجتماعي .
إن أولي الثمرات التي نريد قطفها والتي تأتي في مقام الوقاية للمسلم من الوقوع في الفاحشة هي الإستثناء الشيطاني للمخلصين من الغواية والتزيين ( قال ربّ بما أغويتني لأزينن لهم في الارض ولأغوينهم أجمعين ، إلا عبادك منهم المخلصين ) ([115]) ، ( قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين )([116]) .
إنّهم – أي المخلصين – عن الشياطان لمحجوبين والي ربهم مقبلين ، فأني للشيطان أن يجد ملاذاً الي قلبٍ إمتلأ بالله حباً وإخلاصاً وصار ليس للهوي وللشيطان فيه نصيب .
( إنّ عبادي ليس لك عليهم سلطان ) لقد كان النداء الإلهي ( إن عبادي ) المخلصين لي ليس لك عليهم سلطان ، ولا لك فيهم تأثير ، ولاتملك أن تزين لهم لأنك عنهم محصور ، ولأنهم منك في حمي ، ولانّ مداخلك الي نفوسهم مغلقة ، وهم يعلقون أبصارهم بالله ، ويدركون ناموسه ، بفطرتهم الواصلة الي الله ، إنما سلطانك علي من إتبعك من الغاوين الضالين ، فهو إستثناء مقطوع لأن الغاوين ليسوا جزءاً من عباد الله المخلصين ، إن الشيطان لا يلتقف إلا الشاردين كما يتلقف الذئب الشارد من القطيع ، فأما من يخلصون أنفسهم لله ، فالله لا يتركهم للضياع ، ورحمة الله أوسع ولو تخلفوا فإنهم يتوبون من قريب ! ([117]) .
وقريب من هذا يحكي القرآن من نماذج الأنقياء الأتقياء ما كان من أمر سيدنا يوسف عليه السلام مع إمرأة العزيز ، إن الشيطان إذا عجز عن المخلصين لم يعجز عن غيرهم ، لقد لعب الشيطان دوره وأكمله ، وأتمّ ما عليه وأنجزه مع صاحبة يوسف عليه السلام – إمرأة العزيز – فكانت هي التي راودته ، وهي التي غلّقت الابواب ، وهي التي دعته الي نفسها وكل هذا تم في بيتها ( وراودته التي هو بيتها عن نفسه ولقت الأبواب وقالت هيت لك ) ([118]) ، ورغم كل تلك الإغراءات كانت إرادة الإخلاص هي الغالبة والمنتصرة فكان ما كان من صرف السوء والفحشاء عن سيدنا يوسف عليه السلام وليس ذلك إلا لانه من عباد الله المخلصين ( كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين )([119]) .
إن الإخلاص هو وقاية خارجية لك حينما تكتمل كل فصول الفاحشة ويحيك الشيطان كل خيوطها بدقة من خارج الإطار النفسي حينها تكون المعية الإلهية حاضرة والنصر الإلهي فائزاً في مسرح الفاحشة وتكون أنت المنتصر – فقط – بإخلاصك لربك .
من هنا دعونا نقول كيف يسني لي أن أصل الي الإخلاص ؟ أو ما هو الشيئ الذي أفتقده حتي أصبح من المخلصين ؟
إن لفظ الإخلاص يدور في اللغة العربية علي ( التنقية ) و(التهذيب ) فما هو الشيئ الذي نريد تنقيته وتهذيبه في الإنسان ؟ ومن أي شيئ ينقّي ؟ بمعني آخر ما هو محل الإخلاص في القلب الذي نريد تنقيته وتهذيبه من الشوائب ؟
إن القلب هو محل الإخلاص ومحط نظر الله تعالي كما في الحديث ( إن الله لا ينظر الي صوركم ولا أموالكم ولكن ينظر الي قلوبكم وأعمالكم )([120]) ، وتنقيته تكون من كل شائبة لا تتصل بالله إتصالاً لا يكون لأحدٍ فيه نصيب .
فمن دواعي الإخلاص الإحساس بالخوف عند إحاطة أقدار الله بالإنسان وتسوّر المصائب به والتي ليس عنده المقدره علي دفعها حينها يكون الإلتجاء الخالص إليه وحده سبحانه وتعالي لكشف ما أحاط به ( حتي إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة فرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجائهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لإن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين )([121]) ، ( وإذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين ) ([122]) .
فإذا كانت المصائب دعوة للإلتجاء الخالص لله تعالي فهل يدري أحد سلامة ما نستقبله من أيام من المصائب والفتن ؟ ولماذا لا يكون الإلتجاء الخالص المستمر الي تعالي طالما أنه هو وحده – سبحانه وتعالي – المستعان علي كشف كل مصيبة وفتنة ؟
إن الخيار الذي أمامنا لنجعل من الإخلاص لله تعالي سلوكاً لنا ، أن نعظّم جانب الفقر الي الله تعالي والحاجة إليه ( يا أيها الناس أنتم الفقراء الي الله والله هو الغني الحميد ) ([123]) ، وسبيلنا الي تعظيم أمر معين في نفوسنا هو الخيال الدئم والتفكير المستمر فيما إفتقرنا وإنتقصنا إليه من حاجتنا الي الله تعالي وربطها به – سبحانه وتعالي – مما يجعل تعلق القلب به وإنشغاله به عن غيره .
أما قولنا بأن الإخلاص هو التنقية والتزكية لقلوبنا من الشوائب فهذا يعني بصورة حتمية ضرورة إزالة ماشاب إخلاصنا من شوائب ، وإذا كان الإخلاص هو إرادة الله تعالي وحده باعمالنا وأفعالنا جميعها وإن إزالة ما شاب يعني التحقير والتقليل من نظر الغير إلينا والى الأمور التي تصرفنا عن غاية أعمالنا المقصود بها الله تعالي وحده .
الإخلاص الي مجتمعك :
كثير منا يجهل دوره تجاه مجتمعه ، ويظل يحصر نفسه في إطار ضيق لا يتعدي نفسه وقليل من ذلك أسرته .
ولما كان الإخلاص موسوعة أخلاقية ، فإن الصدق والبر والأمانة والعفّة تنبع كلها من الإخلاص ، بل إن سائر مكارم الأخلاق تتصل بالإخلاص إتصالاً وثيقاً ، وترتبط به إرتباطاً عميقاً ([124]) ، وتعدُّ الاخلاق جميعها من أدوات البناء الإجتماعي السليم .
( إننا عندما نعيش لذواتنا فحسب ، تبدو لنا الحياة قصيرة ضئيلة ، تبدأ من حيث بدأنا نعي ، تنتهي بإنتهاء عمرنا المحدود ! أما عندما نعيش لغيرنا : أي عندما نعيش لفكرة ، فإن الحياة تبدو طويلة عميقة ، تبدأ من حيث بدأت الإنسانية ، وتمتد بعد مفارقتنا لوجه هذه الأرض !! إننا نربح إضعاف عمرنا الفردي في هذه الحالة ، نربحها حقيقة لا وهماً ، فتصور الحياة علي هذا النحو يضاعف شعورنا بأيامنا وساعاتنا ولحظاتنا ، فليست الحياة بعد السنين ، ولكنها بعداد المشاعر ... إننا نعيش لأنفسنا حياة مضاعفة حينما نعيش للآخرين ، وبقدر ما نضاعف إحساسنا بالآخرين ، ونضاعف إحساسنا بحياتنا ، نضاعف هذه الحياة ذاتها في النهاية )([125])
لقد حرص الإسلام علي أن تسود أجواء العفة المجتمع الإسلامي فيصبح الفرد فيه مؤتمناً علي أعراض الآخرين ، غيور علي عرضه وعرض الآخرين ، وينظر الي الآخرين بمنظار الأم والاخت فلا يرضي بإنتهاك أعراض الآخرين مثلما لا يرضي إنتهاك عرض أمه وأخته وزوجته ، ولهذا كانت تربية الرسول صلي الله عليه وسلم للغلام الذي جاء يستأذنه في الزنا ما رواه الطبراني عن أبي أمامة قال جاء شاب الي النبي صلي الله عليه وسلم فقال له : يارسول الله :إئذن لي في الزنا ، فتصايح الناس وأنكروا قوله ، ولكن رسول الله صلي الله عليه وسلم أدناه منه ودار بينهما هذا الحوار :
- هل ترضاه لأمك ؟
- لا .
- كذلك الناس لا يرضونه لأمهاتهم .
- هل ترضاه لأختك ؟
- لا
- كذلك الناس لا يرضونه لأخواتهم .
- هل ترضاه لإبنتك ؟
- لا .
- كذلك الناس لا يرضونه لبناتهم .
وهكذا وضع الرسول صلي الله عليه وسلم يد الفتي علي الحقيقة ، ولفت نظره الي حكمة المنع والخطر ، و أيقظ في نفسه الشعور الإجتماعي وكف عنه حدة الانانية التي تتبع الهوي ، وتغفل عن علاقة الضرر بالمجتمع ، وعن العقد الإجتماعي الذي إرتقت به الحياة ([126]) .
إن الذي يبغي العفاف عليه أن ينظر الي النساء بمنظار الام والاخت والإبنة ويستشعر ذلك جيداً ويرسم صورةً لأخته أو لإبنته أو لزوجته وهي يفعل بها ذلك ، فإنه وإن فعل هذا فلا شك من أنه سيئوب الي رشده وتنطفي شهوته وتستبطي خطوته .
وإلا فاعلم أن الدين لا بد أن ينتهي أجله فيسترد ، ومحكمة العدل الإلهية ستنصب ، والديان لا يموت ، وحينها يصبح الظلم ظلمين والعقوبة عقوبتين والجرم جرمين ، ظلم لهتك عرض الآخرين ، وظلم لهتك عرض أهلك الذي تسببت فيه أنت بنفسك ، فأربأ بنفسك من هذا !!!








الباب الرابع
المهام والمسئوليات












الفصل الأول
علي من تقع المسئولية
إننا لا نصاب بمصيبة إلا ومسئولية تركت وأدوار أهملت ومهام أجلت ( فمن تبع هداى فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون )([127]) ، ( فمن اتبع هداى فلا يضل ولا يشقي )([128]) ، فالشقاء والضلال والخوف والحزن لا يصيب إلا المنحرفين عن المنهج الإلهي وهذا يعني التخلي أوالعجز عن القيام ببعض المسئوليات والواجبات
فالأمراض – جميعها – لا تصيبنا إلا حينما يتخلي جهاز المناعة الداخلية في الإنسان عن واجبه ومسئوليات في الدفاع عن هذا المرض .
فأمام كل مسئولية تضيع مصيبة تحل ، وعندها تكون المصيبة بما كسبت أيدينا من التقصير والعجز عن القيام بالمهام والمسئوليات الواجبة علينا ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم )([129]) .
إن ما حل بنا من هوس جنسي وإنحراف ثقافي وإنقلاب في موازين الحضارة والرقي مرده الي عجزنا وتقصيرنا في التصدي لتيار الفساد الاخلاقي ومجابهة الثقافات المستوردة والنحرفة عن المنهج الإسلامي ، وقد يدعي مدّعٍأنه قام بمسئولياته وأكملها ؟!
فإننا نقول :
أولاً : إنه ليس هناك سقف محدد تنتهي عنده المسئوليات إلا الموت ، فالبلاغ والبيان مسئولية لا تنفك إلا بالموت ( وإن ما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإنما عليك البلاغ ) ([130]) .
ثانياً : لا شك أن من يغرس ينتظر ثمار غرسه ، فأين ثمار ما غرست إذا كنا نري الهوس الجنسي والإنفلات الأخلاقي الذي يقبع فيه فئة كبيرة من شباب الامة الإسلامية ويتزايد خطره يوماً بعد يوم !!
ثالثاً : إن المسئوليات لا تؤدَّي علي سبيل التبرئة للنفس فقط ولكن تكون الغاية دفع ما قامت من أجله المسئولية حتي يستأصل عن آخره .
رابعاً : إننا إذا قمنا بمسئولياتنا علي سبيل التبرئة للنفس فقط ، قد يفقد هذا الأمر ويقلل من أدوات حسن العرض ويكون بمثابة من يبغي بيع ما عنده من بضاعة دون أن يقدم لها الإعلان والترويج الكافي .
خامساً : إن الأحجار مع صغرها التي تقف أما التيار مع قوته وشدته لا يلبث أن يبتلعها التيار ويغطي عليها ، فتغيير مجري التيار أمر مطلوب ، وتكثير الأحجار والصخور أمر مرغوب حتي تتوازن القوي ويكون حينها زهوق الباطل بقذف قوة الحق ( بل نقذف بالحق علي الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق )([131]) .
بهذه القواعد تكون المسئولية قد إستوفت حقها ويكون الضمان من ثمارها الطيبة ، وإلا فالمسئولية الربانية لا تستثني أحد حتي الصادقين ( ليسأل الصادقين عن صدقهم وأعد للكافرين عذابا أليما )([132]) .
إن المسئوليات والمهام تتوزع في جسم الإنسان فكل عضو له مسئولية ومهمة يقوم بها ، فاليدين لهما مسئوليتهما وكذلك الأرجل ، والعينين لهما مسئوليتهما وكذلك الاذنين ، وهكذا في بقية الأعضاء ، وجميع هذه المسئوليات والمهام تصب في قالب واحد لتحفظ التوازن في حركة السير السليم للإنسان .
من هنا فإن المسئولية عن الهوس الجنسي والإنفلات الاخلاقي في الوسط الشبابي لم تنحصر علي طائفة دون أخري ، أو شريحة من المجتمع دون غيرها ، ولكن للجميع دور ومسئولية ومهمة تجاه تيار الفساد الاخلاقي الذي أةشك أن يعم أثره – سوي إستطعنا أن نحصر هذه المسئوليات جميعها او لم نحصرها – ونحن هنا نشير الي أهم مسئوليات المجتمع التي تقع علي عاتقهل التصدي لهذا التيار الفاسد ولنبدأ من :



الأسـرة :
إن الله خلق الإنسان وفطره علي الخير لا الشر ، وعلي الصلاح لا الطلاح ، وعلي الإنتماء لحزب الله لا لحزب الشيطان ، وجعل هذه بذرة للخير – كله – في الإنسان ، إما أن تنمّي فيكون ثمار ذلك خيراً كله وإما أن تطمس وتنسي ويكون الشر ثماراً حتمية لذلك ( فطرت الله التي فطر الناس عليها )([133])، وهذه هي الفطرة التي يولد عليها الإنسان كما في قوله صلي الله عليه وسلم ( مامن مولود إلا يواد علي الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه )([134]) ، ولهذا كان هديه صلي الله عليه وسلم أن من قبض يده الي طفل منادياً له وزعم له كذباً أن بها شيئاً ، يعد ذلك من الكذب الذي سيحاسب عليه ... لماذا ؟
لان هذا السلوك هو طمساً للصدق الذي فطر عليه ، وما أدلّ علي ذلك من أن الطفل لا يتشكك في صدقك إليه ، لأنه لا يعرف الكذب وهذه الفعلة تعريف له بالكذب وتعويد عليه .
إن الأسرة هي المحضن الآمن والمنبت الواقي لبذرة الخير التي فطر الله عليها الإنسان بشرط أن يكون ماء هذه البذرة عذباً فراتاً لاتشوب عذوبته شائبة .
إن الله تعالي حينما جعل الزواج آية من آيات عظمته ، جعل له غاية وهدف تنتهي إليه الأسرة وتتجه صوبه في خطوات ثابتة لا خبطات طائشة ، فكانت الغاية من وراء الزواج وتكوين الأسرة في الإسلام هي التنشئة والتربية لا المكاثرة التي تكون نهايتها الغثاء الذي يذهب جفاء ، ونلحظ هذا من خلال قوله صلي الله عليه وسلم ( تناكحوا تكاثروا فإني أباهي بكم الأمم يوم القيامة )([135]) ، فالرسول صلي الله عليه وسلم لا يكاثر بناء الأمم ولا يباهي بنا الأمم إذا كنا غثاء كغثاء السيل زبداًرابياً لا فائدة منه ، إنه صلي الله عليه وسلم والحالة هذه يقال له يوم القيامة ( إنهم إرتدوا بعدك علي أدبارهم القهقري )([136]) .
فالكثرة ليست غاية في ذاتها إذا كانت من غير تربية رشيدة أساسها الإيمان الحق بالله تعالي ، فإن الغثاء مهما علا والزبد مهما ربا لا يلبث أن يذهب جفاء ويصبح لا فائدة ترجي منه .
ماذا تنتظر من أسرة تقلب القنوات الفضائية علي عريّها وفسادها أمام أبنائها كأنًّ شيئاً لم يحدث !! بل ماذا تنتظر من أسرة أن يباهي بها الرسول صلي الله عليه وسلم الأمم يوم القيامة حتي وإن بلغ عدد أفرادها الألف ؟! إنّ مثال هؤلاء الأسر لا شك في القول الي الرسول صلي الله صلي الله عليه وسلم ب ( إنهم إرتدوا بعدك علي أدباهم القهقري )([137]) .
إنّ الذي يتناغم وينسجم مع موضوع بحثنا ونسعي الي التركيز عليه من خلال مناقشة عوائق التربية نظراً للإهمال المقصود – حياءً – والغير مقصود جهلاً هو مسئولية التربية الجنسية مع الأبناء حتي يصبح هذا المجال خالياً تعبث فيه القنوات الفضائية ووسائل الإعلام المختلفة لتربي لنا أبنائنا تربية جنسية منحرفة .
إن مسئولية التربية الجنسية مسئولية مشتركة بين الأباء والأمهات لهذا يجب أن تعرف الأسرة المسلمة دورها ومسئوليتها جيداً تجاه أفرادها ، فالتركيز علي المظهر لا الجوهر ليس هو دورها ، والإهتمام بالاكل والشرب وتمسين البدن دون الروح ليس هو واجبها – فقط – ولكن الإهتمام بالجوهر هو الأساس الذي ينبعي التركيز عليه دون غيره من المظاهر التي عكفنا عليها عصوراً من الزمان حتي صرنا عبّاداً لبيوت الأزياء والموضة !!!
إن ثمار التربية والتنشئة حينما تكون طيبة يكون مردّ النفع أولاً الي الأسرة صلاحاً في الدنيا وقربةً يوم القيامة ، فالأبناء بصلاحهم هم الصدقة الجارية التي تبقي للمؤمن بعد موته ( إذا مات الإنسان إنقطع عمله إلا من ثلاث ........ وولد صلاح يدعو له )([138])، فلماذا لا نستعذب الماء لنسقي بذرة الخير والفطرة التي فطر الله عليها الإنسان ؟ لماذا نضيّع فرصة السقي والرعاية ليشاركنا فيها الآخرون وتشاركنا فيها الفضائيات التي نعلم مسبقاً نتائج مشاركتها ؟
إن الدور المفقود في الأسرة يكمن في المقدرة علي تحريك بواعث الفطرة الكامنة في النفس ، فإننا متي أفلحنا في ذلك كانت الإستجابة الإنسانية لهذا التغيير والصحوة المنبعثة من النفس ( إن الله لا يغيّر ما بقوم حتي يغيّروا ما بأنفسهم )([139])
إن الطفل ينشأ وهو صفحة بيضاء نقية طاهرة وللآباء حرية التوقيع عليها بما شاؤا ، فمهلا أيها الأباء ... إنتقوا من الكلمات أحسنها ومن العبارات أرقّها فإنّ ما يكتب علي هذه الصفحة البيضاء من الصعب أن يمحي وإن ما يكتب ستكونون أول من يجني ثماره إن خيراً فخير ، وإن شراً فشر !!
وإن من أدبتـه في الصبا كالعود يسقس الماء في غرسه
حتي تراه مونقاً ناضـراً بـعد الذي أبصرت من يبسه ([140])
المؤسسات التعليمية :
إن مسئولية المؤسسات التعليمية المختلفة تتكامل وتتناغم مع المشوار التربوي الذي كانت بدايته من داخل محيط الأسرة لا تختلف عنه ولا تحيد لان الغاية من هذه المؤسسات التربية والتنشئة قبل التعليم وما ذلك إلا لأنّ التعليم من فير تربية يصبح معول هدم لا بناء ، لان القرآن بدون إيمان لا يقوّم سلوك ولا يهذّب أخلاق ، ويكون نقمة بدلاً من أن نعمة .
إن التعليم من غير تربية قد يكو سبباً في الفتن وفي الجريمة وتطورها كما قال الرئيس الأمريكي الأسبق ( إن الرجل الذي الذي لا ينال حظه من التعليم قد يسرق عربة قطار أما الذي إستوفي حظة من التعليم فقد يسرق القطار كله ) فالتربية أساس للتعليم حتي نضمن الثمار المرجّوة من التعليم وإلا فإننا نقول كما قال الرئيس الأمريكي الأسبق الذي لا ينال حظه من التعليم يكتفي بالقليل في إشباع شهوته وقضاء لذته أما الذي يستوفي حظه من التعليم فقد يتطور ويتوسع في الجريمة وهتك أعراض النساء ودليلاً علي ذلك فإن تطور وسائل الجريمة وتفشيها نجده في أكثر البلدان تحضّراً وتمدّناً وبين أوساط أكثر شرائح المجتمع تعليماً .
لقد وُجد من يستخدم آخر مستحدثات المدنية – كاميراdigital - ويسخّرها في هتك أعراض الفتيات ، وقد كنت أقلب في سجلات الهاتف المحمول – المومبايل – لأحد الذين وصلوا المرحلة الجامعية في التعليم ولقد وجدت أن ذاكرة الهاتف تعج بأفلام الجنس !! ويكفي هذه ثمرة من ثمرات التعليم من غير تربية .
إن مناهجنا الدراسية التي تدرس حالياً بالمدارس متخلفة عن التطور الثقافي المنجرف الي الفاحشة ، فهي لا تعالج هذه القضايا – الثقافية والإجتماعية – التي يعايشها مجتمعنا الإسلامي اليوم ولا تواكب سيل التيار الجنسي الذي أوشك أن يعم فساده الأسر المسلمة .
لقد إطلعت علي المناهج – وغيرها من ذات الإختصاص – في المرحلة الثانوية ومرحلة الأساس ، فلم أجد منهجاً يعالج قضية ضبط الشهوة الجنسية تقرّ به العين وينشرح له الصدر ويهدأ به الخاطر ، لم أجد مايشفي العليل ويريح الصدور ويزيل الغيوم التي تراكمت – وستتراكم – في قلوب طلاب هذه المرحلة .
إن أول الخطوات التي يبدأ بها الطبيب في علاج مريضه هو تشخيص المرض ثم بعد ذلك يصف له الدواء الذي به يزال المرض ، ثم لا يكتفي بذلك بل يبيّن للمريض كيفية إستعمال الدواء .
فمشكلتنا تكمن في أن وسيلتنا في علاج قضايانا الإجتماعية – وغيرها – غالباً ما تتوقف عند التشخيص للمشكلة ونظل ندور حول خطرها وتأثيرها السلبي وأضرارها وغيرها ، أما أن نعطي الدواء والعلاج لها فهذا نادراً وأما أن نصف كيفية إستعمال الدواء فهذا ما لا وجود له في الأصل .
إن الطالب في هذه المراحل الدراسية يكون مفترق الطرق التي يحتاج الي من يبين له بصدق الطريق الواقي والآمن ، ويأخذ بيده إليهفي حكمة وإقتدار وما ذلك إلا للواقع المختلف الذي يعايشة عما يجده مسطوراً عنده في الكتب .
ومع ذلك فإن إيجاد المنهج الواقي الكافي يمثل نصف المشوار أما النصف الآخر فيمثله من يقوم بعرض وتقديم المنهج ومحتواه وقد يكون المنهج سليماً وواقياً ووافياً وتكون الرتابة والملل وسوء العرض للطلاب هو السمة الغالبة ، فحينئذ تكون الخسارة الكاملة وذلك للفشل في الغرس الجيد للبذور .
لذا فإن فشل النصف الثاني أمر حتمي لفشل النصف الأول ، ويمثل ضمان نجاح النصف الثاني – سلامة عرض وتقديم المنهج – بالإيمان بمحتوي المنهج ، وذلك لأننا حينما يقل إيامننا بقضية معينة – أو ينعدم – يصبح عرضنا إليها باهتاً ورتيباً لا يمس شغاف قلوب من نتحدث إليهم .
من هنا فإننا نقول : أن يواكب المنهج الدراسي قضايا ومشكلات الواقع أمر واجب ، وأوجب منه أن نوجد من يحسن فن العرض والتقديم لهذا المنهج للطلاب وإلا فقدنا الواجب وما أوجبه .
المسجد :
لا شك أن للمسجد رسالة عظمي ودور كبير في البناء العقدي والإجتماعي السليم في حياة المسلم عبر ما يقوم به من تربية وتزكية لأفراد المجتمع المسلم من خلال الخطب والدروس المواعظ المستمرة التي تعمل علي إزكاء روح الإسلام في قلب المسلم ، وخلق التواصل الرسالي بما يقوم به من ربطٍ لأفراد المجتمع المسلم بعضهم بعضاً وهذا يحتم علينا جعل المسجد أكثر جاذبية لهم من خلال ما يتبناه من قضايا المجتمع المسلم والإسهام الفاعل في إيجاد الحلول لها حتي يتحقق البناء الإجتماعي السليم علي أساس من تقوي الله تعالي ورضوانه .
وقد كان مسجد الرسول صلي الله عليه وسلم بؤرة تشع منها قضايا الدعوة والإجتماع والسياسة ، ويتم فيه تجييش الجيوش ومناقشة أمور السلم والحرب ، وينصّب فيه الخليفة وأخذ البيعة له ويأوي إليه من لا مأوي لهم من أهل الصفة .
إن مساجدنا اليوم قد تقاصرت دون هذا الدور المنوط بها فباتت تعني فقط بأمور العقيدة في إطارها الضيق وحسب ولم تبرح معظم القضايا التي يتم تناولها علي المنابر فروع الإسلام التي تنصب حولها المعارك وتركت القضايا الأهم والأخطر ذات التأثير السلبي العميق علي المجتمع للهوي والشيطان ولدعاة الحرية والفوضي ليقولوا قولهم ويحكّموا فينا رأيهم مع العلم بحكمهم ( ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما )([141]) .
وها أنذا في العقد الثالث من عمري لم تتاح لي الفرصة يوماً أن إستمع الي خطيب أو داعية تحدث عن تهذيب الإسلام للشهوة الجنسية عبر المنابر أو ضبطها ، ولا أدري هل لعدم أهمية هذا الامر عند الإخوة الدعاة والأئمة ؟ لتجاهلهم – دون قصد – لهذه القضية ؟ أم بدعوي عدم خطورتها علي المجتمع ؟ أم لعدم الإحساس الحقيقي بها ؟؟ أم / ...... أم ....... أم ........
الإعلام :
لقد أصبح دور الإعلام أهم وأعظم من أي وقت مضى لما نعايشه من ثورة الإعلام – وعلي رأسها الفضائيات – التي إقتحمت علينا دارنا ، وتنبع هذه الأهمية من خلال أن الإعلام أشد الأسلحة فتكاً بالأمة وأمضاه إن إستخدم للترويج للأفكار السيئة والأخلاق المنحرفة خاصة عبر أجهزة الإعلام المرئية وذلك للتأثير السلبي المباشر والسريع من خلال مشاهد العرى التي تعمد علي بثّها هذه الفضائيات خاصة وإن العالم يشهد صراع للحضارات التي باتت كل حضارة ترى لنفسها العلو عن غيرها فتبث سمومها عبر الفضائيات وغيرها والتي أصبح من السهولة مشاهدتها ثم إن للإعلام الدور الكبير في تشكيل وصياغة الأمم والأفراد عبر ما يبثه من قيم ومعانى وأخلاق للأمم .
إن الدور المنوط باجهزة الإعلام في هذه الامة علي إختلافها – المرئية والمسموعة والمقروءة – هو التفنن في عرض الإسلام علي الآخرين ممن ساءت صورة الإسلام في أنظارهم – عن عمد أو دون عمد – وإبرازه في ثوبه الأصيل وصورته الجميلة التي تدعو الآخرين علي الإقبال عليه فإن ينشر في بعض البلدان إلا بعرض خلّاب جاذب من التجار المسلمين .
( ولو أحسن عرض الإسلام علي الناس لأمكن به حل كافة المشكلات ولأمكن تلبية الحاجات الإجتماعية والروحية والسياسية للذين يعيشون في ظل الرأسمالية والشيوعية علي السواء ، فقد فشل هذان النظامان في حل مشكلات الإنسان ، أما الإسلام فسوف يقدم السلام للأشقياء والأمل والهدي للحياري والضالين ، وهكذا فالإسلام لديه أعظم الإمكانات لتحدي هذا العالم وتعبئة طاقات الإنسان لتحقيق أعلي مستوي من الإنتاج والكفاية )( [142])
السلطات التشريعية :
إن الإسلام يهدف الي إقامة مجتمع نظيف ، لا تهاج فيه الشهوات ولا مجال فيه لتلبية ما ساء من الرغبات ، مجتمع يعلو فيه صوت الحق وتسود فيه أجواء الفضيلة ، وتفيض فيه ينابيع الصلاح ، وتنمو فيه بذور الخير .
إن وسيلة الإسلام لبلوغ هذا المناخ الإجتماعي هو النفس البشرية عبر التربية والزكية التي تعمّق فيها المراقبة الإلهية والخوف الرباني قبل مراقبة القانون وخوف السلطات ، وتسمو بالضمير الإنساني عن لوثات المعاصي ومزالق الأماني الباطلة ومسالك الشيطان الطائشة .
ولكن من المؤكد ان بعض الخطوات قد تتعثر وتتباطأ في هذا الطريق من بعض ما شذّ من المجتمع الذين يتعمدون الرعي حول الحمي ، وغيرهم منال1ين يضلون عن هذا الطريق ويخئون في الوصول إليه ثم يتوبون من قريب ، إن منهج الإسلام في الحفاظ علي سلامة المجتمع الإسلامي من أن تشوب صفائه طائفة من أمثال هؤلاء هي الحدود والقوانين التي تشرّع وتسن حتي تقبع المنحرفين وتكسر شوكة الضالين عن الطريق – عن عمد ودون عمد – ليثوبوا الي رشدهم ، فإنه من لم يكن وازعه ضميره ونفسه يكن السلطان له وازع وضمير .
من هنا كانت مسئولية السلطات المختصة في سنّ القوانين – المجالس التشريعية – التي لم يكن للقرآن والسنّة فيها قولاً وتُرِك فيها – عمداً – لجهات الإختصاص حتي تتماشي مع الجريمة تطوراً وتوازناً وذلك لأن الغاية من القوانين والحدود هي ردع المجرم نفسياً وبدنياً حتي لا تكن قابلية الإقتراف مرة أخري .
لقد تطورت الجرائم المتعلقة بالشهوة الجنسية وفقاً للتطور الملحوظ في وسائلها ودليلاً علي ذلك فمن شواهد الواقع نحكي حقيقةً لا وهماً ، أن أحدهم كان يخبئّ الكاميرا الرقمية في مكان يعلمه هو ولا تعلمه فريسته ، ثم يستدرج فريسته الي موقع الكاميرا وبعدما يفعل فعلته النكراء يصبح ماتم تسجيله عبر الكاميرا إستغلالاً وإزلالاً لها لضمان مواصلة إرتكاب فعلته وإستخدامها في تجارة بعض الأعمال الممنوعة وذلك مقابل الدليل والبرهان الذى يملكه عليها والذى يزعم لها بأنه سيقدمه لاهلها إن هي رفضت معه تكملة المشوار !!!
إن الذي نودُّ أن نشير إليه ونتمني أن يراعي عند وضع التشريعات التي تحدُّ من الجريمة هو أن اللذِّة حينما تصبح أكبر من العقوبة لا يبالي المعاقب بعقوبته ويصبح عنده هوان العقوبة وحقارتها تشجيعاً لإقتراف ما عظم من اللذة ، لأن العقوبة شرطاً فيها المثلية أي تكون بمثل ما تم إقترافه من تعدٍّ علي حقوق الآخرين ( وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به )([143]) وإلا كان الإستخفاف بالعقوبة سبباً قي الإعتداء علي الآخرين .


التوصيات :
العلماء :
1- التحديث والتجديد في أساليب الخطاب الدعوي وعرض الإسلام علي الآخرين في صورة جذابة حتي يواكب حاجات العصر .
2- توحيد الجهود للإهتمام بأمر الدعوة من خلال التركيز علي القضايا الجوهرية التي يعاني منها المجتمع المسلم .
3- السعي لإعطاء الحلول العلمية من يعد تشخيص العلل وعدم الإكتفاء بالوعظ فقط .
4- التأكد من توصيل رسالة الإسلام وفق عرضها الصحيح لجميع أفراد المجتمع المسلم وتيسير وسائط التوصيل .
الدولة :
1- تطوير المناهج الدراسية حتي تواكب القضايا الإجتماعية وخاصة قضايا ثورة الجنس .
2- تطوير الأحكام التشريعية حتي تتماشي مع الجريمة وتطورها ، وإيجاد وسائل الرقابة الكافية مع تطبيقها .
3- الإهتمام بالشباب من خلال تفجير طاقاتهم فيما يعود عليهم وعلي أمتهم بالحير والنماء .
4- العمل علي فرض مناخ العفّة من خلال ضبط الشارع العام .
5- إيجاد الوسائل العلمية العاجلة لمحاربة إنتشار أفلام الجنس .


الخاتمة :
إن الشهوة الجنسية فطرة فطرها الله فينا وأراد لها أن تكون مستقرةهادئه غير مستثارة – الي أجل معلوم – لضمان الإستقرار النفسي والعقلي ولسلامة الطاقات الإنسانية الأخري من الإختلال ، ولضمان المتعة واللذة الاكبر عند الزواج لتحقيق مستوي أكبر من المودة والسكن في الإطار الذي خلقه الله لها بالزواج .
أما أن تستثار من قبل إحدي المثيرات او يقودنا احد لتلبية رغبتنا الجنسية بطريقة منحرفة أو يعمل علي إثارتها فكل ذلك إرادة للشر لنا لا الخير .
فإذا كانت الغاية من الإثارة بطرقها المختلفة الشر لا الخير توجّب علينا أن نعمّق في نفوسنا هذا الشر الذي يراد بنا حتي تتبدل نظرتنا إليه وتعاملنا معه علي سبيل الكره والبغض له لا الحب والإغترار به ، وحينها من المحقق أن تنحو أقدامنا عن سبيله ويصرف تفكيرنا عن طريقه ويغدو في نظرنا أسفه ما يكون شكلاً وأغتم ما يكون منظراً وبذلك لا ينجح أحد في إثارة شهوتنا لأن الكره والبغض محطة تنحسر عندها الأعمال وتنعدم .
وآخر الامر – وأوله – يجب أن تجعل الله لك عوناً في صرف السوء عن وذلك بالإلتجاءإليه تضرعاً وشكوي ( وإلّا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين )([144])، فإنه سبحانه وتعالي وحده المستعان وإليه الملتجي ( فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن إنه هو السميع العليم )([145]) ، فإنه إن فاتك تأييد الله لك فاتك كل شيئ فبه المبتدأ وإليه المنتهي ولا حول ولا قوة إلا به .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين


المراجع :
القرآن وعلومه :
1- الأساس في التفسير – سعيد حوي – دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع – الطبعة الأولي 1405- 1985 – القاهرة .
2- البحر المحيط في التفسير – لمحمد بن يوسف الشهير بأبي حبان الأندلسي القرناطي – دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع – بيروت – لبنان – 1412هـ - 1992م .
3- في ظلال القرآن – سيد قطب – الطبعة الشرعية الرابعة والعشرون – 1415 – 1995م – دار الشروق – بيروت .
كتب الحديث :
1- مختصر صحيح البخاري – المسمي التجريد الصريح لأحكام الجامع الصحيح – تأليف الإمام زين الدين أحمد بن عبد اللطيف الزبيدي – دار الكتب العلمية – بيروت – لبنان – الطبعة الأولي 1415هـ - 1994م .
2- مختصر صحيح مسلم – للحافظ زكي الدين عبد العظيم المنذري – تحيق محمد ناصر الدين الألباني – مكتبة المعارف للنصر والتوزيع – الطبعة الثالثة للطبعة الجديدة 1416هـ - 1996م .
3- سنن إبن ماجه – طبع في شركة الطباعة العربية السعودية ( المحدودة ) – الطبعة الثانية – 1404هـ - 1984م .
4- سنن النسائي – للإمام أبي عبد الرحمن إبن شعيب النسائي – تخريج وترقيم وضبط صدقي جميل العطار – دار الفكر – بيروت لبنان – الطبعة الثانية – 1421هـ - 2001م .
5- بلوغ المرام من جمع أدلة الأحكام – للحافظ إبن حجر العسقلاني – مكتبة الصفا – الطبعة الأولي – 1425هـ - 2005م .
6- الداء والدواء – لإين قيم الجوزية – مكتبة الصفا – الطبعة الأولي – 1422هـ - 2002م .
7- الفوائد – لشمس الدين أبي عبد الله محمد إبن قيم الجوزية – تحقيق خالد بن محمد بن عثمان – مكتبة الصفا – الطبعة الأولي 1423هـ - 2002م
8- رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين – تأليف الإمام أبي زكريا يحي ابن شرف النووي الدمشقي – تحقيق محي الدين مستو – دار ابن كثير – دمشق بيروت – الطبعة الرابعة – 1412هـ - 1991م .
9- منهاج المسلم – فضيلة السيخ أبوبكرجابر الجزائري – الناشر – مكتبة العلوم والحكم ، توزيع مكتبة الصفا – الطبعة الأولي 1423هـ - 2002م .
10- إحياء علوم الدين – تصنيف الإمام أبي حامد بن محمد بن محمد الغزالي – تحقيق سيد إبراهيم بن صادق بن عمران – دار الحديث – القاهرة 1414هـ - 1994م .
كتب متفرقة :
1- الإنسان بين المادية والإسلام – محمد قطب – دار الشروق – القاهرة 1415ه – 1995م .
2- الإسلام والمشكلة الجنسية – دكتور مصطفي عبد الواحد – دار الإعتصام
3- سلوك الإنسان بين الجريمة / العدوان / الإرهاب – أ. د . عبد المجيد سيد أحمد منصور – أ.د. زكريا أحمد الشربيني _دار الفكر العربي – الطبعة الأولي 1423هـ- 2003م .
4- أخلاقيات العولمة – دراسة في آليات التشيؤ وسلمنة الإنسان – د / محمد أنور – مركز المحروسة للنشر والخدمات الصحفية والمعلومات – الطبعة الأولي 2004م .
5- الوقت عمار أو دمار –إعداد جاسم محمد بدر المطوع – تقديم جاسم بن محمد مهلهل – دار الدعوة للنشر والتوزيع – الكويت –الطبعة السابعة – 1991م .
6- تربية الأولاد في الإسلام – عبد الله ناصح علوان – دار السلام للطباعة والنشر والترجمة – الطبعة الحادية عشر 1412هـ 1992م – الجزء الأول .
7- الإيضاح في علوم البلاغة – للخطيب القرويني – دار الكتاب العربي – بيروت لبنان – الطبعة الأولي 2004م .
8- منهج التريبة الإسلامية – الجزء الثاني – محمد قطب – دار الشروق – 1415هـ -1995م .
9- خلق المسلم – محمد الغزالي – الطبعة الأولي – 1987م – جميع الحقوق محفوظة لدار الريان للتراث – القاهرة .
10- الإسلام والجنس – فتحي يكن – مؤسسة الرسالة – الشركة المتحدة للتوزيع – بيروت .
11- المرشد الحديث في التوعية الصحية – الدكتور ماهر بشاي ، والدكتور : هارولد شرايوك بالإشتراك مع لجنة الأطباء الإختصاصيين – دار الشروق الأوسط للطبع والنشر – بيروت لبنان – الطبعة الأولي 1986م .
12- طاقة الحياة – عالي براون – تعريب / أحمد العمري – مكتبة العبيكان – 1424هـ - 2003م – الطبعة العربية الأولي .
13- قالوا عن الإسلام – إعداد الدكتور – عماد الدين خليل – الندوة العالمية للشباب الإسلامي – المملكة العربية السعةدية – الطبعة الأولي – 1410هـ - 1990م .
14- البحر الرائق في الزهد والرقائق الجزء الثاني – جمع وترتيب أحمد فريد – لجنة مسلمي أفريقيا – الكويت – من دون طبعة .






15- الإدارة العامة للطب الوقائي – إدارة مكافحة الآيدز والأمراض المنقولة جنسيا ً – وزارة الصحة – ولاية الخرطوم – دليل الأمراض المنقولة جنسياً 2002م .
16- نحن بين المظاهر والجواهر – قراءة معاصرة في فقة الإخلاص – تأليف محمد عمر دولة – الطبعة الأولي 1425هـ - 2004م – جامعة الرباط الوطني .


[1]سورة مريم الآية (59) .

[2]- البحر المحيط في التفسير – ص 42 ج 2

[3]- الأساس في التفسير – ص 713

[4]-البحر المحيط في التفسير –ص 605 – ج2

[5]- سورة النساء الآية (29)

[6]- البحر المحيط في التفسير – ص 605- ج2

[7]- الاساس في التفسير – المجلد الثاني – 039

[8]- الإنسان بين المادية والإسلام –محمد قطب – ص 75

[9]- في ظلال القرآن – سيد قطب - المجلد الثاني – ص 632

[10]- سورة النساء الآية (27)

[11]- سنن ابن ماجة – الجزء الثاني – حديث رقم 4046

[12]-أخلاقيات العولمة – د. أحمد نور – ص 82

[13]- في ظلال القرآن – سيد قطب – المجلد الرابع – 511

[14]- سورة الأحزاب الآية (33)

[15]- في ظلال القرآن – سيد قطب – المجلد الخامس – ص 2860

[16]- مختصر صحيح مسلم – حديث رقم 1388

[17]- في ظلال القرآن – سيد قطب – المجلد الثالث – ص 1275

[18]- مختصر صحيح مسلم – حديث رقم 2002

[19]- في ظلال القرآن – سيد قطب – المجلد الثاني - 1284

[20]- المرجع السابق – المجلد الثاني – ص 632

[21]- في ظلال القرآن – سيد قطب – الملجد الثاني – ص 632

[22]- رواه مسلم في الايمان 0 مناهج المسلم – ص 129- رياض الصالحين – حديث رقم 683

[23]- رواه البخاري – بلوغ المرام من جمع ادلة الأحكام – لابن حجر العسقلاني – حديث رقم 1554

[24]- خلق المسلم – محمد الغزالي – 64

[25]-تربية الأولاد في الإسلام – عبد الله ناصح علوان – ج الأول – ص 299

[26]- طاقة الحياة – عاي بروان –ص 390

[27]-الإسلام والجنس – فتحي يكن – ص 42-43

[28]- المرجع السابق – 4

[29]- المرشد الحديث في التوعية الصحية – 08-609

[30]- المرشد الحديث في التوعية الصحية – ص 616- 617

[31]- الإدارة العامة للطب الوقائي – دليل الأمراض المنقولة جنسياً لسنة 2002- ص 35

[32]- رواه مسلم – رياض الصالحين – النووي – حدبث رقم 1625

[33]- سورة الأعراف الآية (198)

[34]- سورة يس الآية (9)

[35]- سورة البقرة – الآية (7)

[36]- سورة النور الآية (30)

[37]- الداء والوداء – لابن قيم الجوزية – ص 187

[38]- مختصر صحيح مسلم – حديث رقم 1850

[39]- سورة آل عمران الآية (155)

[40]- سورة النساء – الآية (76)

[41]- سورة الإنسان – الآية (3)

[42]- سورة الإنسان – الآية (31)

[43]- سورة الإنسان – الآية (29)

[44]- سورة الأحزاب – الآية (4)

[45]- الزواج الإسلامي المبكر – للشيخ محمد علي الصابوني – ص (39)

[46]- سورة يوسف – الآية (42)

[47]- سورة الكهف – الآية (63)

[48]-سورة المجادلة – الآية (19)

[49]- سورة النحل – الآية (99- 100)

[50]- راجع الفوائد – لابن قسم الجوزية – ص 210

[51]- سورة يوسف – الآية (33)

[52]- راجع الفوائد – لابن قيم الجوزية – ص 189-190

[53]- سورة فاطر – الآية (8)

[54]- سورةالحجر – الآية (39)

[55]- سنن ابن ماجه – الجزء الثاني – حديث رقم 4062

[56]- سنن النسائي – حديث رقم 5018

[57]- مختصر صحيح مسلم – حديث رقم 1388

[58]- سورة النساء – الآية (27)

[59]- سورة التوبة – الآية (118)

[60]- الداء والدواء – لابن قيم الجوزية – ص 55

[61]- سورة البقرة (218)

[62]- سنن الترمذي ح 2459 –وابن ماجه ح 2260

[63]- سورة القصص – الآية (79)

[64]- سورة الحج – الآية (16)

[65]- سورة النساء – الآية (119)

[66]- سورة الحديد – الآية (14)

[67]- سورة الطور – الآية (32)

[68]- سورة القصص – الآية (79)

[69]- سورة القصص – الآية (80)

[70]- سورة المنافقون – الآية (8)

[71]- سورة طه – الآية (120)

[72]- مختصر صحيح البخاري – حديث رقم 2091

[73]- رياض الصالحين – النووي – حديث رقم 93/578

[74]- سورة محمد – الآية (21)

[75]- سورة هود – الآية (61)

[76]- مختصر صحيح البخاري – حديث رقم (1)

[77]- سورة آل عمران – الآية (159)

[78]- سورة محمد – الآية (17)

[79]- العلائق : ما تعلق بالقلب من شهوات الدنيا – راجع الفوائد – ابن قيم الجوزية – ص 168

[80]- سورة المدثر – الآية (38)

[81]- سورة التوبة – الآية (40)

[82]- البحر الرائق في الزهد والرقائق – الجزء الثاني – جمع وترتيب – أحمد فريد – ص 77، 76

[83]- دع القلق وأبدأ الحياة – ديل كارينيجي – ص 238-242

[84]- سورة المؤمنين – الآية (115)

[85]- سورة التوبة – الآية (111)

[86]- سورة فصلت – الآية (35)

[87]- سورة آل عمران – الآية (159)

[88]- سورة الحشر – الآية (21)

[89]- سورة المدثر – الآية (38)

[90]- سورة يوسف – الآية (87)

[91]- سورة الصافات – الآية (60)

[92]- سورة هود – الآية (38)

[93]- سورة الحج – الآية (16)

[94]- سورة آل عمران – الآية (145)

[95]- الداء والدواء لابن قيم الجوزية – ص 18

[96]- الزواج الإسلامي المبكر – للشيخ محمد علي الصابوني – ص 39

[97]- سورة يوسف – الآية (24)

[98]- سورة يوسف – الآية (24)

[99]- سورة يوسف – الآية (24)

[100]- سورة الحج – الآية (16)

[101]- سورة العنكبوت – الآية (45)

[102]- سورة النساء – الآية (19)

[103]- سورة الرعد – الآية ( 11)

[104]- سورة طه – الآية (108)

[105]- سورة القلم – الآية (43)

[106]- سورة الحديد – الآية (16)

[107]- الأحدايث القدسية – حديث رقم 123

[108]- بلوغ المرام من جمع الأدلة والاحكام – ابن حجر العسقلاني – حديث رقم 257

[109]-سورة النازعات – الآيات (8-9)

[110]- رياض الصالحين – النووي – حديث رقم (1754)

[111]- سورة الأنبياء – الآية رقم (90)

[112]- سورة فاطر – الآية (15)

[113]- رياض الصالحين – النووي – حديث رقم 1753

[114]- في ظلال القرآن –سيد قطب – المجلد الثاني – 1240- 1241

[115]-سورة الحجر الآيات ( 39-40 )

[116]سورة ص – الآيات ( 82-83 )

[117]- في ظلال القرآن - سيد قطب – المجلد الرابع ص 2142

[118]- سورة يوسف – الآية (23)

[119]- سورة يوسف – الآية (24)

[120]- مختصر صحيح مسلم – حديث رقم 1776

[121]- سورة يونس – الآية (22)

[122]- سورة لقمان الآية (32)

[123]- سورة فاطر – الآية (15)

-[124] نحن بين المظاهر والجواهر – قراءة معاصرة في فقه الإخلاص – محمد عمر دولة ص 18

[125]- الوقت عمار أو دمار – جاسم محمد بدر – ص 31

[126]- الإسلام والمشكلة الجنسية – د . مصطفي عبد الواحد – ص 81

[127]- سورة البقرة – الآية (38)

[128]-سورة طه – الآية (123)

[129]-سورة الشوري – الآية (30 )

[130]-سورة الرعد – الآية (40)

[131]- سورة الأنبياء – الآية (18)

[132]- سورة الأحزاب – الآية (8)

[133]-سورة الروم – الآية (30)

[134]- مختصر صحيح البخاري – حديث رقم 680

[135]-أخرجه أبونعيم في الحلية – الزواج الإسلامي المبكر – ص 38

[136]- مختصر صحيح البخاري – حديث رقم 2135

[137]- المرجع السابق

[138]-مختصر صحيح مسلم – حديث رقم 1001

[139]- سورة الرعد – الآية (11)

[140]- الإيضاح في علوم البلاغة – للخطيب القزويني – ص 173

[141]- سورة النساء – الآية (27 )

[142]- قالوا عن الإسلام – إعداد الدكتور عماد الدين خليل – 43

[143]- سورة النحل – الآية (26 )

[144]- سورة يوسف – الآية ( 33)

[145]-سورة يوسف الآية (34)


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 01-29-2012, 04:32 AM
 
شكرا على الموضوع جزاك الله خير ...ولكن لو سمحت السطر الثالث عشر فى المقدمة مكتوب فيه كلمة الله خطأ مكتوبة هكذا(اله) ارجو تصيحها
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
بالصور .....أم تضبط ابنها و هو ... LMO0O0 نكت و ضحك و خنبقة 16 01-17-2013 11:29 AM
فنانة مصرية تضبط مزاج ثري عربي على طريقة قوم لوط عفاف1111 أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 1 11-30-2009 01:44 AM
{هيئة الرياض تضبط فتاة مريضة بالإيدز تتصيد الشباب} كحل العين مواضيع عامة 6 01-03-2009 07:35 PM
أم تضبط ابنها يشاهد أفلاما إباحية !!! حمزه عمر أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 6 12-16-2007 11:54 AM


الساعة الآن 04:26 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011