|
أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه هنا توضع المواضيع الغير مكتملة او المكرره في المنتدى او المنقوله من مواقع اخرى دون تصرف ناقلها او المواضيع المخالفه. |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||
| ||
رد: فيديو دفن سيد الشهداء "الشهيد القائد".. مني أنا أحد الأيتام من بعده الصحوة حقيقة واقعة مادة (صحا) في العربية تعني إذا وصف بها الإنسان التنبه والإفاقة واليقظة. ويعرف ذلك من مقابلها وهو: النوم أو السكر. يقال: صحا من نومه أو من سكره، صحوا، بمعنى أنه استعاد وعيه بعد أن غاب عنه، نتيجة شيء طبيعي، وهو النوم، أو شيء اصطناعي، وهو السكر. والصحوة في الأصل للقوة الواعية في الإنسان، ويعبر عنها بالقلب أو الفؤاد أو العقل، وفي الشعر العربي قرأنا قول جرير في حائيته الشهيرة: أتصحو أم فؤادك غير صاح؟ وقال آخر: صحا القلب عن سلمى وأقصر باطله. والأمم يعتريها ما يعتري الأفراد من غياب الوعي، مددا تطول أو تقصر نتيجة نوم وغفلة من داخلها، أو نتيجة (تنويم) مسلط عليها من خارجها. والأمة الإسلامية يعتريها ما يعتري غيرها من الأمم، فتنام أو تنوم، ثم تدركها الصحوة، كما نرى اليوم. الصحوة إذن تعني عودة الوعي والانتباه بعد غيبة. وقد عبر عن هذه الظاهرة في بعض الأحيان بعنوان (اليقظة) في مقابل (الرقود) أو (النوم) الذي أصاب الأمة الإسلامية في عصور التخلف والركود، وفي مقابل (التنويم) الذي أصابها في عهود الاستعمار العسكري والسياسي الذي خلف ألوانا أخرى من الاستعمار هي في الحقيقة أدهى وأمر، وأخطر منه وأشر، وهي الاستعمار الثقافي والاجتماعي، الذي يسلخ الأمة من ذاتيتها، كما تسلخ الذبيحة من جلدها. كما عبر عنها أحيانا بعنوان (البعث) وهو أيضا يكون بعد (النوم) كما في قوله تعالى (وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه ..) (الأنعام: 60). كما يكون بعد (الموت) ولعله المتبادر إلى ذهن المسلم: أن البعث بعد الموت (وأن الله يبعث من في القبور) (سورة الحج: 7). والأمة المسلمة لا تموت، ولكن النوم، شبيه الموت، وخصوصا إذا طال وقد قيل: النوم موت خفيف، والموت نوم ثقيل، أو: النوم هو الموتة الصغرى والموت هو النومة الكبرى. ومهما يكن التعبير عن هذه الظاهرة فهي حقيقة واقعة، نلمسها اليوم في مظاهرها المتعددة، ومجالاتها المتكاثرة. وهي على أية حال ظاهرة ليست غريبة على طبيعة الإسلام وطبيعة أمته، بل الغريب حقا ألا تكون. فمن طبيعة الأمة المسلمة ألا يستمر نومها وغيبها عن الوعي أزمانا تتطاول. فمن طبيعة الإسلام أن يوقظ فيها عوامل التنبه، وبواعث التحرك، مادام قرآنها محفوظا في الصدور، متلوا بالألسنة، مسطورا بالمصاحف، وذلك ما تكفل الله بحفظه (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) (سورة الحجر: 9). ومادامت سيرة نبيها بين أيديها، وسيرة أبطالها نصب عينيها، تضئ مصباح التأسي، وتوقد جذوة الحماس في القلوب. ومن طبيعة الأمة أنها لا تجتمع على ضلالة، ولابد أن يقوم فيها طائفة على الحق، يهدون به، ويدعون إليه، حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك، كما أخبر بذلك الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام، وأنه لا ينخرم قرن من الزمان، حتى يهيئ الله لهذه الأمة من يوقظها من رقودها، ويجدد لها الدين، الذي هو روح حياتها، وحياة روحها، كما في الحديث المعروف: "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها" (رواه أبو داود وغيره). [IMG]file:///F:/إسلاميات/Books/introductions/images/rule-1.jpg[/IMG] من خصائص هذه الصحوة وهذه الصحوة أو العبث، أو اليقظة التي نعيشها اليوم، هي صحوة عقل وفكر، وصحوة عاطفة وقلب، وصحوة إرادة وعزم، وصحوة عمل ودعوة. فهي صحوة شاملة وهذا من خصائصها. صحوة عقل وعلم أما أنها صحوة عقل وعلم، فيعرف ذلك من يخالط شباب هذه الصحوة، ويرى نهمهم للقراءة، وحبهم للمعرفة، وإقبالهم على العلم والمفكرين من دعاة الإسلام، وحرصهم على الالتقاء بهم، والاستماع إليهم في محاضرات عامة أو حلقات خاصة. كما نلمس ذلك في ظاهرة لم تعد خافية على أحد، وهي انتشار (الكتاب الإسلامي) بين الشباب، برغم عوائق النشر وقيوده في كثير من الأقطار، حتى غدا من المسلم به الآن الذي سجلته الأرقام والإحصاءات. وخصوصا بعد إقامة أي معرض أو سوق للكتاب: أن الكتاب الإسلامي هو الذي يضرب الرقم القياسي في سوق التوزيع. وظاهرة أخرى هي ترجمة الكتب الإسلامية من لغة إلى أخرى، ولا سيما من اللغة العربية اللغة الأم للثقافة الإسلامية إلى اللغات الإسلامية في آسيا وإفريقيا مثل الأوردية والتركية، والإندونيسية والماليزية، والماليبارية والسواحلية وغيرها، كما ترجمت مؤلفات الأستاذ أبي الأعلى المودودي من الأوردية إلى العربية وغيرها من اللغات. هذا عدا الترجمة إلى اللغات الأوروبية من الإنجليزية والفرنسية وغيرها. صحيح أن القراءة ينقصها التنوع والتكامل، كما أن بعض أبناء الصحوة نراه محصور الاهتمام في نوع معين من الكتب الإسلامية، أو في مدرسة فكرية خاصة لا يكاد يخرج عنها ولكن هؤلاء لا يمثلون جمهور الصحوة الأكبر، كما أنهم على كل حال كسروا تلك القاعدة المخيفة التي تقول إن أمتنا لا تقرأ، ولا تعني بأمر القراءة. [IMG]file:///F:/إسلاميات/Books/introductions/images/rule-1.jpg[/IMG] صحوة قلوب ومشاعر وهي صحوة قلوب ومشاعر، تتجلى في هذا الحماس الدافق الذي نلمسه لدى الشباب، في القلوب الوجلة إذا ذكر الله، وفي الأعين الدامعة من خشية الله، وفي الجلود المقشعرة إذا تليت آيات الله، وفي مشاعر الحب والولاء لله ولرسوله، وللمؤمنين، ومشاعر البغض للطاغوت وأوليائه والشيطان وحزبه، والشر ودعاته. لا غرو، فإن أوثق عرا الإيمان الحب في الله، والبغض في الله، والموالاة في الله والمعاداة في الله. وقد وصف الله المؤمنين الصادقين بقوله: (إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا، وعلى ربهم يتوكلون) (الأنفال:2). (الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني، تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله) (الزمر:23). كما وصف الله تعالى جنوده المرجوين لنصرة الإسلام، حين يدبر عنه المدبرون بقوله: (يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه، أذلة على المؤمنين، أعزة على الكافرين، يجاهدون في سبيل الله، ولا يخافون لومة لائم، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء) (المائدة:54). وبهذا نجد في الصحوة القلوب النقية، إلى جانب العقول الذكية، ونجد الحماسة المتقدة، إلى جانب الدراسة المتئدة. ولاشك أننا محتاجون إلى قدر من الحماسة، نصبه على هذا البرود القاتل الذي ابتلينا به في كثير من الناس، في مواجهة القضايا العامة، والمصائب التي تحيق بالأمة، وتهدد مصيرها والأوبئة الأخلاقية التي تفتك بها، والانحرافات السياسية والاقتصادية التي تهز كيانها، والتيارات الثقافية التي غزتها في عقر دارها، تريد أن تحرف مسارها وتحولها عن هويتها، وتسلخها من جلدها. نحن هنا في حاجة إلى صرخات الشباب، لتوقظ النائمين، وتحذر الغافلين وترهب المتلاعبين. ولا نلوم الشباب هنا إذا ارتفع صراخه، وعلا زئيره، وانتفخت أوداجه، واحمرت عيناه مادامت الأوضاع مستمرة على سوئها، ومادام اللصوص الكبار يسرحون ويمرحون، ولا يعاقب إلا صغار اللصوص، نشالو الجيوب يسجنون، ونهابوا المال العام طلقاء، أحرار لا يمسهم أحد بسوء، سيظل الحماس والاندفاع إلا حد العنف أحيانا مادام أهل الخير مبعدين وأهل الشر مقربين، ومادام المعروف ضائعا، والمنكر شائعا، ومادام الإسلام يعيش غريبا في أوطانه، مضطهدا بين أهله! ومادامت شريعته معطلة وقرآنه مهجورا، ودعاته الأصلاء معزولين عن مواطن التأثير والتوجيه. أجل، لا نلوم الشباب إذا أسرفوا في الحماس مادمنا نحن الذين نغذيه بتصرفاتنا ومواقفنا والاستجابة لوساوس أعدائنا، إن غريزة الدفاع عن الذات ستتحرك ولابد وستحرك أبناءنا الثائرين، إلى ما قد يعد شططا أو تجاوزا وهم يتغنون بقول الشاعر القديم: وكنت إذا قوم غزوني غزوتهم فهل أنا في ذا يالهمدان ظالم؟ متى تحمل القلب الذكي وصارما وأنفا حميا تجتنبك المظالم؟ إننا إذا كنا صادقين وكنا مجدين في علاج الشطط من بعض جيل الصحوة، فعلينا أن نعالجه بعلاج أسبابه، بعقلية الطبيب مع السقيم، لا بعقلية الشرطي مع المتهم. على أن الإنصاف الواجب للصحوة يقتضينا أن نقول: إن الذين يتهمون بالشطط في حماسهم مع ما لهم من أعذار وأسباب لا يكونون إلا شريحة محدودة من تيار الصحوة العام، وليس من العدل ولا من الموضوعية أن يتهم التيار كله من أجل فئة قليلة حسنة النية، لها ظروفها ومبرراتها عند أنفسها، وعند كثير من الناس. على أن هناك مجالات للحماس المتوقد، تبرز فيها الصحوة الإسلامية وتثبت وجودها بقوة، وأعني بها ما يتعلق بالعقيدة الإسلامية، وبالشريعة الإسلامية، وبالأرض الإسلامية. فلو مس أحد العقيدة الإسلامية، بأن تجاوز حدوده فيما يتعلق بمقام الله جل جلاله، أو بمكانة الرسول الكريم، أو بقدسية القرآن العظيم، أو بأي ركن من أركان العقيدة الإسلامية، وغيبياتها اليقينية، فإن الصحوة في لمح البرق تقيم الدنيا وتقعدها، وتنقلب إلى براكين ثائرة، حتى تعلو كلمة الإيمان، وتنكسر شوكة الكفر. وفي مجال الشريعة نجد الصحوة قد أوقدت مشاعل الحماس لها، وصعدت التيار المنادي بضرورة العودة إلى تحكيمها وتطبيقها في كل مجالات الحياة، والتحرر من ربقة الآثار التشريعية التي خلفها الاستعمار أيام حكمه وسلطانه على بلاد المسلمين. وبالنظر إلى الأرض الإسلامية، وجدنا الصحوة قد عمقت ووسعت دائرة الاهتمام بقضايا الأمة الإسلامية، والأرض الإسلامية، فنجد في مدينة كالقاهرة، أو الإسكندرية مثلا، تقام مؤتمرات، وتعقد حلقات، وتهيأ أسابيع، بل تسير مظاهرات، من أجل قضايا المسلمين، مثل قضية فلسطين أو لبنان، أو أفغانستان، أو الفلبين، أو غيرها، فأصبحت هذه القضايا حية، بعد أن أريد لها أن تموت! [IMG]file:///F:/إسلاميات/Books/introductions/images/rule-1.jpg[/IMG] صحوة التزام وعمل وهي إلى جوار صحوة العقول، وصحوة المشاعر صحوة إرادة وهمة، صحوة التزام وسلوك، صحوة عمل وإنتاج. فقد ترجمت الإيمان إلى عمل، والعقيدة إلى سلوك، كما هو شأن الإيمان الإسلامي الصحيح، فليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي، ولا بالادعاء، ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل. ولا عجب أن قرن القرآن الإيمان بالعمل، في عشرات الآيات، وجعل الفوز بالجنة والنجاة من النار، بالعمل، كما رتب خيرات هذه الحياة نفسها على العمل: (إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا) (الكهف:30)، (وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون) (الأعراف:43). ولا يجادل منصف في التزام أبناء الصحوة وبناتها بالسلوك الإسلامي، من أداء الفرائض واتقاء المحارم، حتى أصبحت المساجد عامرة بالمصلين، وغدت مواسم الحج والعمرة حافلة بالأعداد الغفيرة من الجيل الصاعد، ورأينا هؤلاء الذين يمثلون اتجاه الصحوة أبعد ما يكونون عن تناول المسكرات والمخدرات، وألوان اللهو الحرام، حتى (السيجارة) لا تعرفهم ولا يعرفونها. بل نراهم حريصين على إحياء الآداب الإسلامية، وإظهار السنن التي هجرها الناس فترات من الزمن، حتى نسيت أو كادت من حياة الناس، مثل إعفاء اللحى، والتزام الحجاب، والاعتكاف في رمضان، وصلاة العيد في الخلاء، وخروج النساء إلى صلاة العيد، وغير ذلك مما كان مهجورا، فظهر واشتهر. كما رأينا كثيرين من أبناء الصحوة يعملون في ميادين خدمة المجتمع، ويسهمون في الأعمال الخيرية، بل يقودونها محتسبين متطوعين، وقد شاهدت ذلك بنفسي في جمع المعونات للمتضررين بسبب المجاعات في إفريقيا، وكذلك للاجئين والمشردين من المسلمين في فلسطين ولبنان وأفغانستان وغيرها. وهكذا نرى الصحوة صحوة عمل بالإسلام، وصحوة عمل للإسلام. ونعني بالعمل للإسلام: حمل عبء الدعوة إليه: عقيدة وشريعة، ودنيا ودولة وخلقا وقوة، وحضارة وأمة، وثقافة وسياسة، والجهاد في سبيل تمكينه في الأرض، وتحكيمه في حياة المسلمين، حتى يتفق واقع المسلمين مع عقيدته، ويلتقي سلوكه مع ضميره، والعمل على تحرير أمته من كل قيد أو سلطان أجنبي، أو بقايا سلطان يعزلها عن أصولها وجذورها، ويسلخها من هويتها الدينية والثقافية والحضارية. وبهذا تميز تدين الصحوة عن التدين التقليدي الموروث من عهود الانحطاط، وهو تدين جزئي فردي معزول عن قضايا الأمة الكبرى، وعن رسالتها في الحياة ومكانتها في الوجود. وهذا لا ريب نتيجة تأثر الصحوة بالحركة الإسلامية التجديدية وخصوصا حركة الإخوان المسلمين. ولا ريب أن الانتفاضة العارمة الأخيرة في غزة والضفة الغربية وسائر فلسطين المحتلة من ثمار هذه الصحوة، وأن الجهاد الصامد الصلب في أرض أفغانستان أمام القوة الكبرى العاتية وإحرازه انتصارا بعد انتصار، إنما هو من بركات هذه الصحوة الميمونة. وثورة الإخوان في جنوب (الفلبين) منذ سنوات على الحقد الصليبي، والظلم المتعصب إنما هو من آثار هذه الصحوة. والتنادي بتطبيق الشريعة الإسلامية على المستوى الجماهيري، إنما هو من آثار هذه الصحوة. [IMG]file:///F:/إسلاميات/Books/introductions/images/rule-1.jpg[/IMG] صحوة الشباب المثقف ومن خصائص هذه الصحوة: أنها صحوة شباب، أعني أن الشباب هم عمودها الفقري، والعنصر الفعال في مسيرتها، سواء كان هذا الشباب من الفتية أم من الفتيات. كما أنهم الفئة المثقفة من الشباب، وليسوا الأميين، أو الذين يفكون الخط من أبناء الشعب، بل هم أبناء الجامعات والمعاهد العليا، والثانويات. ومما ينبغي تسجيله والتنبيه عليه: أن طلاب الكليات العملية التي تشترط المجامع العليا من الدرجات، للقبول فيها، ويقبل عليها عادة المتفوقون كالطب، والهندسة والصيدلة ونحوها، هي أكثر الكليات الجامعية عمرانا بشباب الصحوة الإسلامية، حتى أني لاحظت أن طلبة الطب والهندسة في جامعة الأزهر كانوا هم القادة المتحركين والمحركين في الجماعات الإسلامية، وليسوا طلاب الشريعة أو أصول الدين. وهذا يدل على أن أذكى الطلاب وأكفأهم عقليا وعلميا هم الذين يقودون الصحوة إلى جوار المواهب والقدرات الأخرى النفسية والخلقية والاجتماعية. وقد مضى زمن كان رواد المساجد فيه هم (الشياب) الذين استدبروا الحياة، واقتربوا من حافة القبر، ولم يعد لهم في متاع الدنيا أرب، ولا في مطامعها رغب، فأحبوا أن يختموا كتاب حياتهم بصفحات بيض من التوبة والذكر وإقامة الصلاة. أما اليوم، فيشهد كل من كان بينه وبين المسجد صلة، أن رواد المساجد الحريصين على الصلوات في أوقاتها وعلى الجماعات الأولى ما استطاعوا، هم شباب في عمر الزهر، وفي مقتبل العمر، رغبوا أن يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، فنشئوا في طاعة الله تعالى، وتعلقت قلوبهم بالمساجد وتحابوا بروح الله عز وجل، اجتمعوا عليه وتفرقوا عليه. ومواسم الحج والعمرة غاصة بالشباب، كما يلاحظ ذلك كل مراقب، وكما تدل عليه الإحصاءات الرسمية. وقراء الكتاب الإسلامي جمهرتهم من الشباب المتعطش إلى معرفة الإسلام معرفة تحدد له الغاية، وتضيء له الطريق، وخصوصا ممن يثق بعلمهم ودينهم وسلامة اتجاههم، ممن يقدرون أمانة الكلمة، وثقل التبعة الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحد إلا الله، وكفى بالله حسيبا. ولا عجب أن يكون الشباب هم عماد الصحوة، فالشباب دائما هم أنصار الرسالات السماوية وجنود الدعوات الربانية، لأنهم أنقى قلوبا، وأرق عواطف وأقوى عزائم. ومن هنا حدثنا القرآن الكريم عن عدد من الشباب المثالي، كانوا قمما ترنو إليهما الأبصار، وتشرئب نحوها الأعناق، في الإيمان أو التقوى أو الشجاعة والصبر، أو البذل والفداء. حدثنا عن إبراهيم الذي حطم الأصنام وجعلها جذاذا، ضربا بيمينه وتكسيرا بفأسه، وهو فتى، كما شهد بذلك الكفار من قومه. حدثنا عن إسماعيل الذي قدم عنقه طائعا مختارا لأبيه، لينفذ فيه أمر الله، بلا تردد ولا تباطؤ ولا ادعاء (قال يا أبت افعل ما تؤمر، ستجدني إن شاء الله من الصابرين). حدثنا عن يوسف الذي قاوم الإغراء والفتنة من امرأة العزيز ومن وراءها من النسوة، قائلا: (رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه). حدثنا عن يحيى الذي قال له (يا يحيى خذ الكتاب بقوة، وآتيناه الحكم صبيا، وحنانا من لدنا وزكاة وكان نقيا، وبرا بوالديه ولم يكن جبارا عصيا). حدثنا عن أتباع موسى فقال: (فما آمن لموسى إلا ذرية من قومه على خوف من فرعون وملئهم أن يفتنهم). حدثنا عن أهل الكهف، فقال: (إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى). كما حدثنا التاريخ عن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، الذين عزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه، وكانت جمهرتهم الغالبة شبابا. وحدثنا كذلك عن دور الشباب في صدر الإسلام وما قاموا به من دور في العلم والعمل والدعوة والجهاد. فلا غرو أن ينبعث الشباب اليوم، ليؤدوا بعض ما أداه آباؤهم من قبل. [IMG]file:///F:/إسلاميات/Books/introductions/images/rule-1.jpg[/IMG] صحوة مسلمين ومسلمات ومن خصائص هذه الصحوة: أن للمرأة فيها مكانا ملحوظا، وللفتاة المسلمة خاصة، دورا مرموقا، لا يجحده من له عينان. 1. ميدان (الاقتصاد) حيث ألغيت (الزكاة) من التشريع، وهي الركن الثالث في الإسلام، وأحل (الربا) وهو من أكبر الموبقات عند الله. وأصبحت المقولة السائدة: أن لا اقتصاد بغير بنوك، ولا بنوك بغير فائدة أي بغير ربا.وأبرز ما يدل على هذا المعنى ويجسمه: ظاهرة (الحجاب) وأعني بها التزام الزي الشرعي، وهو ما تغطي به المرأة جسمها ما عدا وجهها وكفيها (كما هو رأي جمهور الفقهاء) بعيدا عن التبرج والإثارة، فلا تلبس ما يصف أو يشف، ولا تخرج عن الوقار في كلامها، أو مشيتها أو حركتها، حتى لا يطمع الذي في قلبه مرض، وحتى تعرف الجادة المستقيمة من العابثة اللعوب، فلا تتبع ولا تؤذى، ولا تفتن ولا تفتن. ولازلت أذكر كيف مضت علينا سنوات عجاف في كثير من البلاد العربية والإسلامية كان المرء يمشي في عواصمها، فلا يكاد يرى امرأة محجبة إلا على سبيل الندرة أو الشذوذ، حتى المرأة العجوز التي أكل الدهر عليها وشرب، لم تكن تستحي أن تسير في الطرقات بما يسمونه الجابونيز أو (الميني) أو (الميكرو) أو غيرها من بدع الأزياء المستوردة التي يصممها لنسائنا في الغرب اليهود وتلاميذ اليهود. لقد كنت أقول في أوائل الستينات: إننا نحن المسلمين هزمنا أمام الحضارة الغربية الغازية في جملة ميادين، أبرزها ثلاثة: 2. وميدان (المرأة) التي سلخها التقليد الأعمى للغرب من شخصيتها، فخرجت على أرسخ التقاليد الإسلامية، في مدة قياسية، وغدت أداة من أدوات الإفساد للمجتمع، ومعولا من معاول الهدم في البنيان الأخلاقي للأمة، فاقت في تحللها من الآداب الإسلامية ما كان يدعو إليه المقلدون للغرب، الذين أطلقوا على فكرتهم وصف (تحرير المرأة)! 3. وميدان الفن، الذي دخل على الناس بيوتهم ومخادعهم، وملأ عليهم صباحهم ومساءهم، بما يسمع وما يقرأ، وما يشاهد، عن طريق الأجهزة الجبارة التي باتت تصوغ أفكار الجماهير وأذواقها وميولها واتجاهاتها العقلية والنفسية والخلقية والاجتماعية والسياسية. والحمد لله، لقد بدأنا في الميدانين الأول والثاني، نسترد كثيرا من مواقعنا، بعد أن خيم اليأس علينا، أو على كثير منا، في بعض الأوقات. ففي المجال الأول نشرت دراسات وبحوث عميقة، وقدمت أطروحات أكاديمية تثبت أصالة الاقتصاد الإسلامي وتوازنه وتفوقه، وعقدت مؤتمرات وندوات علمية وإقليمية تبحث في جانب أو أكثر من جوانب هذا الاقتصاد. وأجمع أعضاء هذه المؤتمرات من رجال الفقه والاقتصاد والقانون على حرمة الفائدة وضررها. وإنكار قيام مصارف ومؤسسات استثمارية تلتزم بأحكام الإسلام من تحريم الفائدة والغرر وغيرهما، وأنشئت مراكز وأصدرت مجلات لبحوث الاقتصاد الإسلامي في أكثر من بلد. ولم يقف الأمر عند هذا الحد، فقامت بالفعل بنوك وشركات إسلامية بلغت الآن أكثر من خمسين. وهي تنمو وتزيد. وفي المجال الثاني أصبح الحجاب ظاهرة شائعة بعد أن كان نادرا، أو شاذا، ومما يسر كل مؤمن هنا أن الفتاة المسلمة عادت إليه راضية مختارة، لم يجبرها عليه أب، ولم يدفعها إليه زوج، ولم ترغبها فيه أم، بل ربما عارضها الأب، أو خاصمها الزوج، أو نفرتها الأم، وهذا ما وقع بالفعل للكثيرات، ولا يزال يقع. لقد عادت المسلمة إلى الحجاب مقتنعة بأن هذا أمر الله وفرضه الذي لا خيار لمؤمن ولا مؤمنة في قبوله (وما كان لمؤمن ولا لمؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم) (الأحزاب الآية 36). عادت إلى الحجاب مؤمنة بأن الخير كل الخير، والهدى كل الهدى والفلاح كل الفلاح في الأولى والآخرة، رهن بطاعة الله وتنفيذ أمره (ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما) (الأحزاب: آية 7) (ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا) (الأحزاب: آية 36). ومن خصائص هذه الصحوة: أنها عالمية. فهي ليست صحوة مقصورة على بلد معين، أو إقليم محدد، أو جنس خاص. إننا نجد هذه الصحوة في بلاد العرب والعجم، نجدها في آسيا وإفريقيا، نجدها في الشرق والغرب، نجدها في داخل العالم الإسلامي وخارجه. وقد أتيح لي أن أزور كثيرا من الأقطار الإسلامية، فوجدت هذه الظاهرة ماثلة للعيان. وزرت كثيرا من الجاليات والأقليات الإسلامية في أوروبا وأمريكا وكندا وبلاد الشرق الأقصى، فلمست أثر الصحوة فيها، بين المسلمين والمسلمات، وخصوصا من الفتية والفتيات. رأيت الذين يحرصون على حفظ القرآن الكريم، وحسن تلاوته، وقراءته بخشوع تهتز له القلوب، وعلى حفظ الأحاديث النبوية وفهمها، ودارسة السيرة المطهرة والتاريخ الإسلامي والفقه في الشريعة، ومعرفة الحلال من الحرام، وأكثر من ذلك الحرص على إقامة الصلوات في جماعة، والاهتمام بصلاة الليل، وصيام يومي الإثنين والخميس من كل أسبوع. ومما ينبغي تسجيله هنا: وصول هذه الصحوة إلى المدن والقرى المحتلة من فلسطين منذ النكبة الأولى في سنة 1948م، والتي ظن كثيرون أن أهلها قد ذابوا في الكيان الصهيوني (إسرائيل) وانقطعت صلتهم بالإسلام، فإذا تيار الصحوة ينتقل إليهم، فيبعثهم من همود، ويوقظهم من رقود، يعلم من جهل، وينبه من غفل، ويذكر من نسى، ويرد من شرد عن الطريق إلى أهله وأمته. وهذا ما أقلق اليهود وأفزعهم: أن يسود الوعي الإسلامي ويمتد ويقود الإسلام الركب من جديد، وهو ما يحسب له الصهاينة ألف حساب. التعديل الأخير تم بواسطة fares alsunna ; 09-03-2007 الساعة 01:45 AM |
#2
| ||
| ||
رد: الصحوة حقيقة واقعة
جزاكم الله كل خير اخي
|
#3
| ||
| ||
رد: الصحوة حقيقة واقعة
بارك الله فيك أخي تقبل مروري
__________________ |
#4
| ||
| ||
رد: الصحوة حقيقة واقعة
بارك الله فيك أخي ونفع بأمثالك وكلنا محتاجين بالفعل لهذه الصحوة لأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا أنفسهم |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |