|
نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||
| ||
ظلمات الظلم حكم ظلم الكافر والمعاهد : تحريم مساعدة الظالم دعوة المظلوم والتحذير منها : عقوبات الظالم واجبنا تجاه الظالم : التوبة من الظلم حكم ظلم الكافر والمعاهد : يظن بعض الناس أن أموال غير المسلمين ودماءهم مستباحة على كل حال فتجده يتساهل في عدم تسليم العمال من غير المسلمين مستحقاتهم من رواتب أو أجرة عمل وقد ينكر ذلك ظانا أن كفرهم يسوِّغ له أكلها ولا شك أن هذا خطأ بيِّن وظلم ظاهر عن أَنَسَ بن مَالِكٍ رضي الله عنه قال : قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ( اتَّقُوا دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ وَإِنْ كان كَافِراً فإنه ليس دُونَهَا حِجَابٌ ) (1). وعن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أنه قال ( ألا مَن ظَلَمَ مُعَاهِدًا أو انْتَقَصَهُ أو كَلَّفَهُ فَوْقَ طَاقَتِهِ أو أَخَذَ منه شيئا بِغَيْرِ طِيبِ نَفْسٍ فَأَنَا حَجِيجُهُ يوم الْقِيَامَةِ ) (2). تحريم مساعدة الظالم كثير مِن الظلمة لا يباشر الظلم بنفسه بل تجد له أعوانا يعينونه ويسهِّلونه عليه ولا يعلمون أنهم في الإثم سواء قال تعالى ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ )(المائدة:2) وعن جَابِرٍ رضي الله عنه قال : لَعَنَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم آكِلَ الرِّبَا وموكله وَكَاتِبَهُ وَشَاهِدَيْهِ وقال( هُمْ سَوَاءٌ ) (3) قال النووي رحمه الله تعالى : " هذا تصريح بتحريم كتابة المبايعة بين المترابيين والشهادة عليهما وفيه تحريم الإعانة على الباطل " ا.هـ(4) وقال الخطابي رحمه الله تعالى " سوّى رسول الله بين آكل الربا وموكله إذ كل لا يتوصل إلى أكله إلا بمعاونته ومشاركته إياه فهما شريكان في الإثم كما كانا شريكين في الفعل وإن كان أحدهما مغتبطاً بفعله لما يستفضله من البيع والآخر منهضماً لما يلحقه من النقص " ا.هـ(5) وقد توعد النبي صلى الله عليه وسلم مَن أعان ظالما بعقوبات منها : قوله صلى الله عليه وسلم ( مَن أعان على خصومة بظلم لم يزل في سخط الله حتى ينزع ) (6). وقال صلى الله عليه وسلم : ( مَن أعان على خصومة بظلم فقد باء بغضب من الله ) (7) وقال صلى الله عليه وسلم : ( مَن أعان على خصومة بظلم فقد باء بغضب من الله ) (8) ويقول عليه الصلاة والسلام ( مَن أعان ظالما ليُدحض بباطله حقا فقد برئت منه ذمة الله وذمة رسوله ) (9). دعوة المظلوم والتحذير منها : من الأمور التي قد تفتك بالظالم فتكا عظيما دعوة المظلوم تلك الدعوة التي قالها صادقا مَن تفطر قلبه كمدا بسبب الظلم وقد وعده الله تعالى بالإجابة قال عليه الصلاة والسلام ( وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ تُحْمَلُ على الْغَمَامِ وَتُفْتَحُ لها أَبْوَابُ السماء وَيَقُولُ الرَّبُّ عز وجل وعزتي لأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ ) (10) وقال عليه الصلاة والسلام : ( واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب ) (11) قال أمير المؤمنين علي رضي الله عنه : أدِّ الأمانة والخيـانةَ فـاجتنب *** واعدل ولا تظلم يطيب المكسب واحذر من المظلـوم سهما صائبا *** واعلـم بأن دعـاءه لا يحجـب (12) وقال ابن الوردي رحمه الله تعالى إياك مِن عسف الأنام وظلمهم واحذر من الدعوات في الأسحار (13) وقال عليه الصلاة والسلام ( اتقوا دعوة المظلوم فإنها تصعد إلى السماء كأنها شرارة ) (14) قال المناوي رحمه الله تعالى " كناية عن سرعة الوصول لأنه مضطر في دعائه وقد قال الله سبحانه وتعالى ( أَمَّنْ يُجِيبُ المُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ ) (النمل:62) وكلما قوي الظالم قوي تأثيره في النفس فاشتدت ضراعة المظلوم فقويت استجابته والشرر ما تطاير من النار في الهواء شبه سرعة صعودها بسرعة طيران الشرر من النار " ا.هـ (15) وقالوا قد جُننتَ فقلتُ كلا***وربِّي ما جننتُ ولا انتشيت ولكني ظُلمتُ فكدت أبكي *** مِن الظلم المبرِّح أو بكيتُ (16) قال ابن القيم رحمه الله تعالى " سبحان الله كم بكت في تنعم الظالم عين أرملة واحترقت كبد يتيم وجرت دمعة مسكين ( كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ ) (المرسلات:46) ( وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ ) (ص :88) ما ابيض لون رغيفهم حتى اسود لون ضعيفهم وما سمنت أجسامهم حتى انتحلت أجسام ما استأثروا عليه لا تحتقر دعاء المظلوم فشرر قلبه محمول بعجيج صوته إلى سقف بيتك , ويحك نبال أدعيته مصيبة وإن تأخر الوقت , قوسه قلبه المقروح , ووتره سواد الليل , وأستاذه صاحب ( لأنصرنك ولو بعد حين ) وقد رأيتَ ولكن لستَ تعتبر احذر عداوة مَن ينام وطرفه باك يقلب وجهه في السماء يرمي سهاما ما لها غرض سوى الأحشاء منك فربما ولعلها إذا كانت راحة اللذة تثمر ثمرة العقوبة لم يحسن تناولها ما تساوي لذة سنة غم ساعة فكيف والأمر بالعكس " ا.هـ (17) كذا دعا المضطر أيضا صاعد *** أبدا إليه عند كل أوان وكذا دعا المظلوم أيضا صاعد ***حقا إليه قاطع الأكوان (18) والمظلوم لا يضيع من حقه شيء إن أدركه في الدنيا وإلا أخذه وافيا يوم القيامة : قال عليه الصلاة والسلام : ( لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء ) (19). لا تظلمنَّ إذا ما كنت مقتدرا*** فالظلم يرجع عقباه إلى الندم تنام عيناك والمظلـوم منتبه *** يدعو عليك وعين الله لم تنم عقوبات الظالم توعد الله تعالى الظالم بعقوبات كثيرة : قال تعالى ( مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطَاعُ )(غافر:18) وقال تعالى ( وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ)(الزمر:24) والله تعالى يمهل ولا يهمل : قال عليه الصلاة والسلام " إن الله ليملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته "ثم قرأ ( وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ) (هود:102) (20) . ولا تعجل على أحد بظلم *** فإن الظلم مرتعه وخيم فالظالم خصمه الله تعالى يوم القيامة : قال عليه الصلاة والسلام (قال الله تعالى : ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة : رجل أعطى بي ثم غدر ورجل باع حرا فأكل ثمنه ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يؤته أجرته ) (21). أما والله إن الظلـم لـؤم *** وما زال المسيء هو الظلوم إلى ديـان يوم الدين نمضي *** وعنـد الله تجتمع الخصوم ستعلم في الحساب إذا التقينا *** غـدا عند الإله مَن الملوم (22) ومن العقوبات فضحه يوم القيامة قال عليه الصلاة والسلام ( والله لَا يَأْخُذُ أَحَدٌ مِنْكُمْ شيئا بِغَيْرِ حَقِّهِ إلا لَقِيَ اللَّهَ يَحْمِلُهُ يوم الْقِيَامَةِ فَلَأَعْرِفَنَّ أَحَدًا مِنْكُمْ لَقِيَ اللَّهَ يَحْمِلُ بَعِيرًا له رُغَاءٌ أو بَقَرَةً لها خُوَارٌ أو شَاةً تَيْعَرُ ) (23). وتوعد النبي صلى الله عليه وسلم الظلمة بدخول النار: عن خولة الأنصارية رضي الله عنها قالت : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( إن رجالا يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة ) (24) قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى : " يتخوضون في مال الله بغير حق أي يتصرفون في مال المسلمين بالباطل " ا.هـ (25) . وكذا القصاص من الظالم يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( مَن ضَرب بسوط ظلما اقتص منه يوم القيامة ) (26). وعدَّ النبي صلى الله عليه وسلم الظالم مفلسا يوم القيامة مع وجود أعمال صالحة له : قال عليه الصلاة والسلام أتدرون مَن المفلس يوم القيامة ) ؟ قالوا المفلس فينا مَن لا درهم له ولا متاع . قال ( إن المفلس مِن أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يُقضى ما عليه أُخذ من خطاياهم فطُرحت عليه ثم طُرح في النار ) (27) ( فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ ) (القصص:40) الظلم نار فلا تحقر صغيرته*** لعل جذوة نار أحرقت بلدا واجبنا تجاه الظالم : أولا : وجوب مناصحة الظالم وردعه ونصرة المظلوم : فعن أبي سعيد رضي الله عنه قال : سمعت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول ( مَن رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بيده فَإِنْ لم يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لم يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ ) (28) وعن أَنَسٍ رضي الله عنه قال : قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ( انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أو مَظْلُومًا ) قالوا : يا رَسُولَ اللَّهِ هذا نَنْصُرُهُ مَظْلُومًا فَكَيْفَ نَنْصُرُهُ ظَالِمًا قال ( تَأْخُذُ فَوْقَ يَدَيْهِ ) (29) قال النووي رحمه الله تعالى " أما نصر المظلوم فمن فروض الكفاية وهو من جملة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وإنما يتوجه الأمر به على من قدر عليه ولم يخف ضررا " ا.هـ (30). وقال ابن بطال رحمه الله تعالى : " نصر المظلوم فرض كفاية وتتعين فرضيته على السلطان " ا.هـ (31) وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى : " نصر المظلوم هو فرض كفاية وهو عام في المظلومين وكذلك في الناصرين بناء على أن فرض الكفاية مخاطب به الجميع وهو الراجح ويتعين أحيانا على من له القدرة عليه وحده إذا لم يترتب على إنكاره مفسدة أشد من مفسدة المنكر فلو علم أو غلب على ظنه أنه لا يفيد سقط الوجوب وبقي أصل الاستحباب بالشرط المذكور فلو تساوت المفسدتان تخير وشرط الناصر أن يكون عالما بكون الفعل ظلما " (32) ا.هـ وقال العيني رحمه الله تعالى : " قال العلماء نصر المظلوم فرض واجب على المؤمنين على الكفاية فمن قام به سقط عن الباقين ويتعين فرض ذلك على السلطان ثم على من له قدرة على نصرته إذا لم يكن هناك من ينصره غيره من سلطان وشبهه " ا.هـ (33). وقال عليه الصلاة والسلام (الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ ولا يَخْذُلُهُ ولا يَحْقِرُهُ ) (34) قال النووي رحمه الله تعالى : " قال العلماء الخذل ترك الإعانة والنصر ومعناه إذا استعان به في دفع ظالم ونحوه لزمه إعانته إذا أمكنه ولم يكن له عذر شرعي ولا يحقره .. لا يحتقره فلا ينكر عليه ولا يستصغره " ا.هـ (35) . وعن الْبَرَاءِ رضي الله عنه قال : أَمَرَنَا رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِسَبْعٍ وَنَهَانَا عن سَبْعٍ أَمَرَنَا بِعِيَادَةِ الْمَرِيضِ وَاتِّبَاعِ الْجَنَازَةِ وَتَشْمِيتِ الْعَاطِسِ وَإِبْرَارِ الْقَسَمِ أو الْمُقْسِمِ وَنَصْرِ الْمَظْلُومِ وَإِجَابَةِ الدَّاعِي وَإِفْشَاءِ السَّلَامِ وَنَهَانَا عن خَوَاتِيمَ أو عن تَخَتُّمٍ بِالذَّهَبِ وَعَنْ شُرْبٍ بِالْفِضَّةِ وَعَنْ الْمَيَاثِرِ وَعَنْ الْقَسِّيِّ وَعَنْ لُبْسِ الْحَرِيرِ وَالْإِسْتَبْرَقِ وَالدِّيبَاجِ (36). ثانيا : أن نعلم أن ترك الأخذ على يديه آذِنٌ بعقوبة الجميع عن أبي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه قال : أيها الناس إنكم تقرؤون هذه الآية ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إذا اهْتَدَيْتُمْ ) وإني سمعت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول ( إِنَّ الناس إذا رَأَوُا الظَّالِمَ فلم يَأْخُذُوا على يَدَيْهِ أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمُ الله بِعِقَابِهِ ) (37). وقد جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم يتقاضاه دينا كان عليه فاشتد عليه وقال : أُحرِّج عليك إلا قضيتني . فانتهره الصحابة فقالوا : ويحك تدري مَن تكلم ؟ فقال : إني أطلب حقي . فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( هلا مع صاحب الحق كنتم ) ثم أرسل إلى خولة بنت قيس فقال لها ( إن كان عندك تمر فأقرضينا حتى يأتينا تمر فنقضيك ) فقالت : نعم بأبي أنت وأمي يا رسول الله فاقترضه فقضى الأعرابي وأطعمه فقال : أوفيت أوفى الله عنك . فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( إنه لا قُدِّست أمة لا يأخذ الضعيفُ فيها حقه غير مُتَعتَع ) (38)" غير متعتع بفتح التاء أي مِن غير أن يصيبه أذى يقلقه ويزعجه." ا.هـ (39). أما متى ينصر المظلوم قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى : " ويقع النصر مع وقوع الظلم وهو حينئذ حقيقة وقد يقع قبل وقوعه كمن أنقذ إنسانا من يد إنسان طالبه بمال ظلما وهدده أن لم يبذله وقد يقع بعد وهو كثير " ا.هـ (40) أما الحكمة من نصر المظلوم فيذكرها ابن الجوزي رحمه الله تعالى بقوله : " وأما نصر المظلوم فلمعنيين أحدهما إقامة الشرع بإظهار العدل والثاني نصر الأخ المسلم أو الدفع عن الكتابي وفاء بالذمة " ا.هـ (41). التوبة من الظلم باب التوبة مفتوح للظالم وغيره إذا توافرت شروطها قال تعالى ( وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً ) (النساء:110) وقال تعالى ( فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) (المائدة:39) . فمَن تاب مِن ذنب توبة صادقة تاب الله تعالى عليه قال تعالى ( وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا ( 68) يُضَاعَفْ لَهُ العَذَابُ يَوْمَ القِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا ( 69) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا ) ( الفرقان :70) وشروط التوبة : أولا : الإقلاع عن الذنب . ثانيا : العزم على عدم العود . ثالثا : الندم على ما فات لحديث ابن مسعود -رضي الله عنه- قال : قال رسول – صلى الله عليه وسلم – ( الندم توبة ) (42). رابعا : أن تكون قبل بلوغ الروحِ الحلقومَ وقبل طلوع الشمس من مغربها قال تعالى (وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً) (النساء:18) وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( مَن تاب قبل أن تطلع الشمس مِن مغربها تاب الله عليه ) (43) خامسا : وإن كان الذنب حقا لآدمي أعاده إليه أو تحلله منه فعن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال ( مَن كانت عِنْدَهُ مَظْلِمَةٌ لِأَخِيهِ فَلْيَتَحَلَّلْهُ منها فإنه ليس ثَمَّ دِينَارٌ ولا دِرْهَمٌ مِن قَبْلِ أَنْ يُؤْخَذَ لِأَخِيهِ مِن حَسَنَاتِهِ فَإِنْ لم يَكُنْ له حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِن سيئآت أَخِيهِ فَطُرِحَتْ عليه ) (44) وقد سبق ذِكْر حديث المفلس المتضمن نحو هذا . وأختم بقول ابن الجوزي رحمه الله تعالى : " اعلم أن الظلم يشتمل على معصيتين : إحداهما : أخذ مال الغير بغير حق , والثانية : مبارزة الأمر بالعدل بالمخالفة , والمعصية فيه أشد من غيرها لأنه لا يقع غالبا إلا بالضعيف الذي لا يقدر على الانتصار إلا بالله عز وجل وإنما ينشأ الظلم عن ظلمة القلب لأنه لو استنار بنور الهدى لنظر في العواقب فإذا سعى المتقون بنورهم الذي اكتسبوه في الدنيا من التقوى ظهرت ظلمات الظالم فاكتنفته " ا.هـ (45) والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه . / منقول / |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الظلم ظلمات.... | الشافعي | نور الإسلام - | 4 | 01-31-2009 02:36 PM |
صور من أرض الإسراء لعلها تكون حافزًا لنا علي العمل وطلب العلم | fares alsunna | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 11 | 10-18-2008 07:48 PM |
الظلم ظلمات يوم القيامة | بياض الثلج 2005 | قصص قصيرة | 4 | 10-09-2007 03:33 PM |
الظلم ظلمات في الاخرة ، ونزع للبركات في الدنيا | فريال (نور الإسلام ) | نور الإسلام - | 1 | 08-10-2007 09:42 AM |