عندما أخبروها بأن الأساطير القديمة تقول بأن أكل الكُحل يبح الصوت ، لم يعلموا حينها بأن حبيبها أخبرها بأنه يُحب صوتها مبحوحاً لم يدركوا بأن حبيبها قد كتب شعراً فى جمال صوتها وهو مبحوح ، ولذلك لم يستطيعوا أبداً أن يفهموا سر نقصان الكُحل الدائم من بيتهم ولم يفطنوا أبداً لم تنتهى المكحلة فى سرعة مع أنهم لم يتعودواعلى إستخدامه الكثير ، كان شىء غريب أنهم لم يفكروا أبداً فى سر إخبارها لهم المستمر بانتهاء الكحل من البيت وإهتمامها المفاجىء بالكحل وإحضاره وإدعاء التكحل المستمر ، لم يربطوا أبداً كل مايحدث منذ إخبارهم لها بذلك الأمر وانقطاعها المستمر بغرفتها ونومها الكثير والطويل والبرد المستمر الذى جعل صوتها خافتاً ومبحوحاً وعدم رضاها بأن تشرب السوائل كما يفعلون فى حالات البرد الشديد . لم ينتبهوا إلا عندما وجدوها بدأت تحدثهم بالإشارات وتنهنه فى حرقة وكانت المفاجأة عندما كتبت قصتها ومافعلته وابتعاد الحبيب عنها بعد إنقطاع صوتها التام ، لم يصدقوا ولكن الدموع السوداء التى كانت تتساقط من عينيها كانت أبلغ وأصدق من أى حديث.