أحبائى.. وإن أعجب فعجبى من قول بعض دعاة العلمانية ..عنها أنها رحم المواطنة ...ولا يدرون أنها رحم عقيم لايلد .، وحتى وإن لم يكن عقيما فلا يوجد رحم يلد من دون إخصاب وتلقيح وإلا سيكون الناتج مسخا مذموما مذؤما مدحورا .، وفكرا مذموما وعلما مسموما...ولهذا أعمد اليوم لكتابة هذا المشاركة على منبرى هذا ليتضح الحق ويستبين أصحاب العقول والفهم أن المواطن إنسان خلق لله والأرض لله (يورثها من يشاء من عباده الصالحين).....وأن الإسلام دين الهدى والحق..وليس بعد الهدى و الحق إلا الحيرة و الضلال!!! وأبدأبكلمات الإمام ابن القيم في الفوائد...إذا أصبح العبد وأمسى وليس همه إلا الله وحده ,تحمل الله سبحانه حوائجه كلها , وحمل عنه كل ماأهمه,وفرغ قلبه لمحبته ولسانه لذكره , وجوارحه لطاعته,وإن أصبح وأمسى والدنيا همه حمله الله همومها وغمومها وأنكادها ,ووكله إلى نفسه , فشغل قلبه عن محبته بمحبة الخلق ,ولسانه عن ذكره بذكرهم ,وجوارحه عن طاعته بخدمتهم وأشغالهم ,فهو يكدح كدح الوحوش في خدمة غيره كالكير ينفخ بطنه ويعصر أضلاعه في نفع غيره ,فكل من أعرض عن عبودية الله وطاعته ومحبته بلي بعبودية المخلوق ومحبته وخدمته قال تعالى: (وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ) الزخر6...(ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى قال يارب لم حشرتنى أعمى وقد كنت بصيرا قال كذالك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى)صدق الله العظيم والغريب أننا إذا ما سألنا عن معنى محدد ومعلوم لهذه العلمانية لم يتفق حتى اثنين ممن يؤمنون بها ويدعون لها على تعريف واضح معلوم وإن كانوا يتوافقون على قول واحد أنها لاتعنى أبدا الإلحاد..!! وإن كانت بهذا معنى لاقولا لاتعنى الكفر والإلحاد كما يروج لها مريدوها ويدافعون عنها إلا أنها تبقى فكر إنسانى وعلم قاصر مأخوذ من جملة أفكار ظن أهلها أنهم يحسنون صنعا وهم أخسرون أعمالا إذ ضلوا ونسوا أن الأصل والمرجع والمآب إلى الله الخالق الذى(بدأ خلق الإنسان من طين)ثم جعل نسله(من سلالة من ماء مهين)(وعلم آدم الأسماء كلها ) فكان كل علم مكتسب نتيجة لهذا العلم الذى علّمه الله لآدم.. الله الذى قال (وفوق كل ذى علم عليم)وهو الخالق اللطيف الخبير (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير)صدق الله العظيم. واللافت للنظر فى مجمل دعاوى العلمانية أنها تحارب خلط الدين بالسياسة صونا للمقدس ومحاربة لرجال الدين الذين يسخرون المقدس لخدمة السلطان حتى ولو كان جائرا...وهم غافلون أو يتغافلون عن الحق والحقيقة والتى مفادها...بعيدا عن أى مقارنة مع أى أصحاب ديانات أخرى... أن كل إنسان فى "الإسلام" مهما علا شأنه وقدره وزاد علمه وطمى إجتهاده وبلغ بآرائهإلى أقصى حد يمكنه بلوغه ...يمينا أو يسارا وهنا وهناك .، وتبوء أعلى سلطات مدنيةعلى رأس أى مؤسسة دينية .، فهو مجرد فرد مجتهد يصيب ويخطىء وليس رأيه وفرضه ملزمالمسلم ... لا حلا ولا تحريما لأن كل إنسان يؤخذ من كلامه ما يتفق وصحيح الدين قرآناوسنة ويرد عليه ما هو غير موافق ..وحتى الموافق منه ليس كله مفروضا ملزما لأنه فىطور وعداد الإجتهاد الشخصى ليكون الإختلاف سنة فى الفهم والفكر مادام بعيدا عنالحلال البيّن والحرام البيّن وفروض الإسلام وأركانه المفروضة والمعلومة من القرآنوالسنة بالصحيح المنقول من قول الله والرسول صلى الله عليه وسلم ..إذ تسع الأياتوالأحاديث فى الأمور المشتبهات ظنية الدلالة وليست المحكمات قاطعة الدلالة ..بوجهاتها المتعددة كل إختلاف بين العلماء فى الفهم والفكر بإجتهاد غير ملزم إلالصاحبه ومن يوافقه عليه ..وفى كل خير... اللهم إلا ما يعارض مقاصد الشريعة من حفظالعقيدة شريعة ومنهاجا ... وحفظ الإنسان بنيانا وأوطانا يعيش فيها .، ولنعلم أن كلمنا بداخله مفتيه الشرعى والفطرى "استفتى قلبك وإن أفتوك الناس أفتوك" حديث شريف... وأن طاعة (أولي الأمر) المأمور بها في الآية { يا أيها الذين آمنوا أطيعوا اللهوأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إنكنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا } (النساء:59). هي الطاعة فيالمعروف، ولهذا قال عليٌّ رضي الله عنه: (حقٌّ على الإمام أن يحكم بالعدل، ويؤديالأمانة، فإذا فعل ذلك فحقٌّ على الرعية أن يسمعوا ويطيعوا)، رواه ابن أبي شيبة في "المصنف". وقد وردت أحاديث كثيرة في طاعة الأمراء ثابتة في "الصحيحين" وغيرهما،مقيدة بأن يكون ذلك في المعروف، وأنه لا طاعة في معصية الله. من ذلك قوله صلى اللهعليه وسلم: ( السمع والطاعة حق، ما لم يؤمر بالمعصية، فإذا أمر بمعصية، فلا سمع ولاطاعة )، متفق عليه. وروى الطبراني في "الأوسط" و الدار قطني في "سننه" عن أبي هريرةرضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ( سيليكم بعدي ولاة؛ فيليكمالبر ببره، والفاجر بفجوره. فاسمعوا لهم، وأطيعوا فيما وافق الحق ). و(أولو الأمر) في نظر الشرع طائفة معينة، وهم قدوة الأمة وقادتها، والمؤتمنون على دينها ومصالحها. فأهل العلم العدول من أولي الأمر، والحكام من أولي الأمر، وأولو الأمر أيضاً همالذين يُطلق عليهم في الأدبيات السياسية الإسلامية (أهل الحل والعقد). وقد قال ابنالقيم في هذا الصدد: "والتحقيق أن الأمراء إنما يطاعون إذا أمروا بمقتضى العلم؛فطاعتهم تَبَع لطاعة العلماء؛ فإن الطاعة إنما تكون في المعروف، وما أوجبه العلم،فكما أن طاعة العلماء تَبَع لطاعة الرسول، فطاعة الأمراء تبع لطاعة العلماء. ولماكان قيام الإسلام بطائفتي العلماء والأمراء، وكان الناس كلهم لهم تبعاً، كان صلاحالعالم بصلاح هاتين الطائفتين، وفساده بفسادهما، كما قال بعض السلف: صنفان من الناسإذا صلحا صلح الناس، وإذا فسدا فسد الناس، قيل: من هم؟ قال: الملوك، والعلماء". وهذا هو الفاروق عمر بن الخطاب رضى الله عنه عند توليه الخلافة يقول(((أيها الناسأطيعونى ما أطعت الله فإن عصيته فلا طاعة لى عليكم وقومونى ))) فقام واحد من الصحابة وقالوالله لو رأينا فيك إعوجاجا لقومناك بسيوفنا !!! فقال بن الخطاب وهو من هو (((الحمدلله الذى جعل فى أمة محمد من يقوّم عمر بالسيف)))!!! أخيرا بقى أن نعلمخلاصة القول ((( أنه ليس لدينا فى الإسلام رجال دين بمعناها ومفهومها المسيحى ولااليهودى ولكن ما لدينا فى الإسلام علماء يجتهدون يصيبون ويخطئون ولسنا ملزمونبإلتزام فروض إجتهاداتهم إن خالفت ماهو ثابت ومعلوم لدينا وتحايلت على الشرع ..وحتىإن لم تخالف ووجد غيرها مشمولا تحت أوجه الآيات والأحاديث الصحيحة فالحمد لله لديناسعة لكل إختلاف ورحابة بكل إجتهاد وكل منا لديه حرية الإختيار فى الإتباعوالتوافق..وفى كل خير )))!!! وعلى هذا فيبقى لنا كمسلمون عدم تقبلها "" الرهبانية""" وأيضا""العلمانية """والترحيب بها على أنها فكر ناضج ورحم يولد منه المواطنة أو يأتى منها أى خير كما يقول أهلها هنا وهناك .. وذلك لأن:- 1- الإسلام دين الله فى أرضه وهو شريعته التى شرعها لكل الأمم من لدن آدم وحتى أمة سيد الخلق صلى الله عليه وسلم( شرع لكم من الدين ماوصى به نوحاً والذي أوحينا اليك وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولاتتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه والله يهدى إليه من ينيب) الشورى 13.(ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو فى الآخرة من الخاسرين).وهو دين الفطرة ( فطرة الله التى فطر الناس عليها لاتبديل لخلق الله ذلك الدين القيم )وصدق المصطفى صلى الله عليه وسلم إذ يقول " ما من مولود يولد إلا ويولد على الفطرة فأبواه إما يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ". 2- الإسلام دين للعالمين ورسوله الخاتم( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) ( ولكن رسول الله وخاتم النبيين)..وهذا يعنى أنه رحم المواطنة وليس العلمانية العقيمة (يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السموات والأرض، لا إله إلا هويحي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته وأتبعوه لعلكم تهتدون)158الأعراف.وحتى وإن لم تكن عقيمة كما قلت سلفا فهى رحم يحتاج إلى التخصيب والتلقيح من الإسلام حتى لايكون ناتجها مسخا مذؤما أو فكرا مذموما أو علما مسموما... 3- كتاب الإسلام وشريعته الذى تكفل رب العالمين بحفظه ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )...نزل بروح المواطنة ومخاطبة الناس جميعا ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم )( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساءا فاتقوا الله الذى تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا )1.سورة النساء( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين )( إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم فى الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم )سورة الممتحنة. 4- رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم والذى أرسله الله رحمة وهدى للعالمين كان أول من طبق المواطنة على الأرض فى ما يسمى الدولة المدنية الحديثة وتعايش مع اليهود فى المدينة ومن قبل عقد صلحا مع المشركين فى الحديبية وأقر مبدأ المواطنة"لهم ما لنا وعليهم ما علينا" وعلى نهجه كان هدى الصحابة رضوان الله عليهم وكان عهد الفاروق عمر بن الخطاب لنصارى بيت المقدس. 5- الدولة المدنية الحديثة والتى أسسها الإسلام على هذه الدعائم والمواطنة جزء أصيل فيها والتى قادت الأمم فى عصور الضلال والإنحدار والظلام على مدار عقود من الزمان ودهور ..تعد أعظم الدلائل وأقوى الحجج على عالمية الإسلام ورحابته وسعته للإختلاف وقبوله للآخر دون حاجةلفكر حديث لقوم يدعون علمانية ابتدعوها ويدعون أنهم يحسنون صنعا وهم أخسرين أعمالا{ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا }.صدق الله العظيم ومن هنا إذا عدنا لإسلامنا وطبقناه دون إفراط وتفريط وعملنا بوسطيته السمحة والعادلة...( وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا )صدق الله العظيم لن نكون بحاجة لمن يحاول نشر العلمانية كبديل ثالث للحكم الإستبدادى والحكم الإسلامى... صونا للمقدس فى الإسلام.، وحرصا على المواطنة!!! اللهم قد بلّغت اللهم فاشهد |