04-30-2010, 10:53 PM
|
|
إلى اين نمضي أيها الدهر بعدما - <b><b>
- إلى اين نمضي أيها الدهر بعدما
نصير هباء لا ضجيج ولا صمت؟ إلى أين يمضي شيبنا وشبابنا؟
إلى أين يمضي الومض والنبض والصوت ؟ نعم .. من أين وإلى أين ؟.. إلى أين تمضي بنا الحياة ؟ نعبر جسورها لتسلمنا من المجهول إلى المجهول؟
فيم أتينا؟ ولم أتينا؟ وإلى أين نمضي؟؟ هل نعاد في أنفسنا؟ أم نعود في غيرنا؟ أم لا نعود؟هل هي قصة لها بداية ونهاية؟ أم أنها قصة بلا بداية وبغير نهاية؟ أم أنها قصة سخيفة لا معنى لها أو هي ليست بقصة بالمرة ولا حتى مجرد حكاية؟ هل هو الوهم نحسبه حقيقة؟ أم هل الحقيقة نحسبها وهمًا؟ ما هي الحقيقة ؟ وما هو الوهم ؟ بل أين الحقيقة وأين الوهم؟ أين شاطئ الأمان المستقر ؟ شاطئ وهم كان أم شاطئ حقيقة؟ فلطالما جرفنا تيار البالهادرونحن نسبح بحثًاعن الشاطئ دون جدوى.. . فلا قدم لنا على اليابسة.. ولامنجاة من أمواج بحر لجُيّ موار بدوامات القلق... والوساوس والشكوك... الأفق لا يكاد يبين... والبحر يختلط بالأفق... يزحف عليه حتى ليشعر المرء أنه سجين كره صنعه كل من البحر والأفق كره من القلق والمعاناة لقد خلقنا الإنسان في كبد" ولا فكاك ...لا شاطئ . هناك السجن أحكم إغلاقه .. ولا أمل حتى يعود في مجرد البحث عن السجان الذي يمسك بيديه مفاتيح كل المغاليق. ..إننا نجدف بأفكارنا في هذا البحر الزاخر بالرؤى والمعميات بحثًا عنه .. وأملاً فيه وطعمًا.. مرة أحس إنني اقترب منه واقترب واشعر أن ساعة الخلاص قد آذنت بالدنو. ومرات يغيب عني أو قل أغيب انا عنه .. وأروح أناطح براسي جدار سجني حتى يكاد أن ينفجر . . وأعاود البحث من جديد مجدفًا في بحر الأفكار مستشرفا شاطئ الأمان .. ولا شاطئ هناك!!! هل هناك شاطئ تستقر عليه وتركن إليه؟! هل ثمة يابسة نضع أقدامنا عليها؟! نعم أيها الغارق في بحر الأفكار الذي لا نهاية له ولا قرار! هذا ما قاله لي حكيم بن الحكماء. . صنعته الفكر وهوايته ارتياد بحاره وسبر أغواره.. يركب سفينة المعرفة فيمخر عبابه ويدير دفة الإيمان فيذلل صعابه.. بالعقل والقلب معًا نصل شاطئ الأمان!! قال الحكيم .. في نبرة صافية واثقة لا وجل فيها ولا خوف .. أيها الفتى إنك تشقى بأفكارك .. وتتعذب بشطحات خيالك .. وهذا قدرك !! قم أردف قائلاً . . مفسرًا ! دعني أوضح لك ما غمض عليك؟ إنك تعاود اليوم بتركيبك النفسي والذهني والجسدي، إنك سجين ذاتك وملكاتك وطباعك ..وقد كنت موجودًا من قبل يوما ما من 100 أو 200 سنة أو حتى منذ آلاف السنين . المهم أنك كنت موجودًا من قبل .. وها أنت تعود ثانية. . لتحاسب عما قدمت يداك من معاص وذنوب.. بمعنى أوضح لقد عدت على هذه الصورة لتكفّر عن سيئاتك!!قلت دهشا !! وهل ثمة وجود قبل هذا الوجود كنا فيه سعداء أو أشقياء ؟ هل نعاد مرة أخرى في أنفسنا أم في غيرنا؟ قال الحكيم: نعم يقينًا أن ثمة وجودا كان من قبل إننا نعاد في أنفسنا يا صديقي وسنظل نعاد هكذا مرة ومرات يتم خلالها تنقية أنفسنا ووجداننا من شوائب الحقد والضغينة، والحسد والذنوب حتى نكون مهيئين – بعد المرور بهذه المصفاة عبر قرون – نحن جزء منها .. وبعض من نورها ولا يختلط النور إلا بالنور .. وهذا معنى الخلود. إذ كيف نتخيل أن نكتسب صفة من صفات الذات الإلهية – الخلود – إلا إذا أصبحنا جزءًا منها؟ ولن نكون منها إذا اتحدنا بها . . ولن نتحد بها إلا إذا كنا بعضًا منها ولن نكون كذلك إلا إذا تسامينا سموها وذبنا فيها.. وهنا نمسك تمامًا بشاطئ الأمان الذي لا أمان بعده ولا قبله.. ... وهكذا نمر بهذه المصفاة التي تنقي نفوسنا من الشوائب .. فنعاد في أنفسنا مرة ومرات.. أما الشهداء والقديسون فهؤلاء لا يمرون عبر هذه المصفاة أنهم مؤهلون لأن يذوبوا في الذات العليا دفعة واحدة!! تحمل يا فتى .. تجلد.. قال الحكيم جدف بالألم والمعاناة في بحار الأفكار أنك تعاد في نفسك مرة أخرى كي تتطهر..ولسوف تعاد مرة ومرة ومرة كي تشف روحك وتصفو نفسك وتكوم مؤهلاً لأن تذوب في الحقيقة الكبرى.. في علة العلل.. في الذات.... وحتما ستصل إلى شاطئ الأمان.. ترى .. هل تعبتم مثلي من التجديف بالألم والمعاناة في بحار الأفكار؟ وهل تتطلعون معي إلى شاطئ الأمان؟ وهل يا ترى صدق الحكيم؟ أم أنه مثلنا جميعًا قد أعيته الحيل ، وأتعبته السباحة في بحار الأفكار حيث لا مستقر ولا قرار فخرج علينا بمثل هذا النص تقبلو تحيات حزني غرب ضحكتي </b></b>
__________________
التعديل الأخير تم بواسطة حزني غرب ضحكتي ; 04-30-2010 الساعة 10:55 PM
سبب آخر: تعديل بيت فقط
|