عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > قصص قصيرة

قصص قصيرة قصص قصيرة,قصه واقعيه قصيره,قصص رومانسية قصيرة.

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 05-07-2010, 03:12 PM
 
مرحبا بالغالية أم الكتاكيت
سلمتِ أختي
ما أنا إلا مجرد مبتدأة
وما هي إلا محاولات للكتابة
كم أنا سعيدة أنها راقت لكِ
بتفاصيلها :88:
أسعدني مرورك العزيز
ورأيك الذي أوصلني لحدود القمر

__________________
الذين ماتوا من أجل ألا يموتوا لهم .. عصافير الصباح مدى

إلى شهداء الحرية والكرامة في كل بقعه من أرض الوطن العربي

قلب وليد ستكونين دوما بالقلب ولن تغيبي



إذا تم اكتشاف نقل موضوع دون ذكر كلمة منقول
سيتم انذار صاحبه وإن كررها سيوقف

قبل نقل أية معلومة دينية يُرجى التأكد من صحتها
وذِكر مصدرها
ويُرجى عند اضافة الآيات القرآنية ذِكر أرقامها وأسماء السور ، وتحري الصحيح في الأحاديث النبوية الشريفة
جزاكم الله كل خير

المنتدى أمانة في أيديكم
فلنترقِ سويا بمنتدانا الغالي
  #12  
قديم 05-07-2010, 03:27 PM
 
الفصل الرابع من روح الحب

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفصل الرابع
..
اليوم الأول لاستلام " ندى " عملها الجديد .....
دلفت " ندى " إلى القسم ، كان هناك بعضا من الممرضات تعرفنها فسمعتها تسبقها أينما ذهبت ، رحبن بها ترحيب شديد .
إنها تشعر برهبة ، فهو يومها الأول بهذا القسم ، كما تتألم لفراق مرضى القسم الذي كانت تعمل به ، ولكن عزائها الوحيد أنها مازالت تقوم بعملها والذي تعشقه حد الموت .
وربما كان سببا رئيسيا لرفض طلب الدكتور " عماد " .



أصغت " ندى " إلى ارشادات دكتور " رشدي " بكل اهتمام ، فهو الدكتور الذي سوف تعمل تحت اشرافه وتنفذ توجيهاته ...
أخبرها دكتور " رشدي " بوجود ثلاث حالات ستكون مسئولة عنهم بهذا القسم مسئولية كاملة ...
كان أولهم أب لخمس أولاد ، ويُدعى " ماهر " ، وقد أصيب بجلطة نتيجة خسارته صفقة تجارية قضت على أكثر من ثلثي ثروته ، وقد تم اجراء عملية جراحية له إلا أنه دخل غيبوبة ولم يفق منها بعد .
وثانيهم " توفيق " ، رجل أعمال عظيم الشأن أصيب بغيبوبة سكر لسماعه خبر وفاة ولده الوحيد ، ولم يفق حتى الآن ، وهو أصعبهم حالة .
وثالثهم " بهاء " وقد أصيب في حادث وانقلبت سيارته ونقل للمستشفى في حالة خطرة .

كان الدكتور " رشدي " هاديء الطبع رزين يشبه في طبعه طباع والدها ، مما جعلها تشعر بارتياح من أول وهلة .



بداية العمل ....
مرت " ندى " على الحالات الثلاث ، فهي لا تضيع وقتها أبدا ، دلفت أولا حجرة " ماهر " وجدته رجلا يناهز الخمسين اقتربت منه وتابعت الأجهزة لترى إن كان هناك شيء غير عادي ، إلا انها وجدت أن الأمور مستقرة ، وشرعت في الحديث إليه ونسيت أنه لن يجيبها .
قالت : مرحبا ، أستاذ ماهر ، أنا ممرضتك الجديدة هل تشعر بتحسن ؟!! ، أوووه .. لقد نسيت أن هنا لا كلام ، ولكني لن أخفيك سرا فلقد تحسنت حالتك كثيرا جدا وهذا واضح من المؤشرات والملاحظات ، أسأل الله العظيم أن يشفيك لتعود لأبناءك سالما ...



غادرت " ندى " غرفة " ماهر " ودلفت إلى غرفة " توفيق " ، " توفيق " يبدو عليه الوقار رجل أعمال تنطبق عليه صفات رجال الأعمال المحترمين .. وكما حدث في غرفة " ماهر " حدث هنا أيضا .
قالت " ندى " موجهة حديثها إلى " توفيق " بصوت خفيض : أستاذي العزيز لا تحزن على ما فات ، فلكل أجل كتاب ، أسأل الله لك الصبر والسلوان ، ولكن .. أتراه يسعد وأنت على حالتك هذه ؟؟!! بالطبع لا .. هوِّن عليك سيدي ، أتمنى لك الشفاء التام الذي لا يغادر سقما ...



وأخيرا غرفة " بهاء " ، بهاء شابا في الثلاثين من عمره ، وسيم ، يعمل حرا ، فهو يعمل مديرا لثروة والده الطائلة .
اطمأنت " ندى " على ثلاثتهم ثم انصرفت لتنهي بعض الأعمال الادارية ، وبعد قليل طلبها دكتور " رشدي " فأسرعت إليه ، وما أن رآها حتى سألها : " ندى " ما الذي حدث بغرف ثلاثتهم ؟؟!!!
أجابت " ندى " وقد تسلل إليها الخوف : لا شيء دكتور مررت وظننت أني في عملي الطبيعي فاسترسلت في الحديث ، رغما عني ، أعلم أني أخطأت وأعتذر . وبدأت تبكي ثم استدركت متساءلة : ولكن ماذا حدث هل أصابهم مكروها ؟؟!!! .
أجاب دكتور " رشدي " : لقد بدأ " ماهر " يستجيب لمحاولات إفاقته .. وهذه بداية طيبة ، أما " توفيق " و " بهاء " فمازالا لا يستجيبان . تحدثي إليهم " ندى " فمن الواضح أنهم يحتاجون لمن يتحدث إليهم ليشعرهم أنهم مازالوا على قيد الحياة .
أجابت " ندى " أوامرك دكتور " رشدي " .
قال لها : تفضلي الآن ..



ما إن خرجت " ندى " من غرفة دكتور " رشدي " حتى زفرت زفرة ارتياح ، فأسرعت إليها إحدى الممرضات والتي كانت تمر مصادفة ، وجدت وجهها شاحبا فتساءلت : ما بك " ندى " ؟؟!! .
أجابت " ندى " : لا شيء أختي ، ولكن حسبت أني أخطأت في تصرف ما ، ووجهني دكتور " رشدي " للصواب .
فقالت الممرضة " الحمد لله . لا عليك أختي فدكتور " رشدي " طيب القلب وهاديء الطبع ، فلا تخشي منه شيئا ، إنما تأتي نصائحه دوما بلطف .
قالت " ندى " : صدقت . وهذا ما حدث .
استودعتها الممرضة وقالت لها : أراك على خير " ندى " .
أجابت " ندى " : وأنت بكل خير ... مهلا !! .
قالت الممرضة : خيرا !! .
قالت " ندى " : لم أعرف اسمك عزيزتي ؟! .
قالت الممرضة : " تهاني " .
قالت " ندى " : اسم جميل : تهاني " .
فردت " تهاني " : ليس أجمل من اسمك يا أرق " ندى " .
شكرتها " ندى " ثم انصرفت كل منهما إلى عملها ....


إلى هنا ينتهي الفصل الرابع
أوقات سعيدة هنا بأمر الله
سعدت بالمتابعة والمرور

سحر أحمد
__________________
الذين ماتوا من أجل ألا يموتوا لهم .. عصافير الصباح مدى

إلى شهداء الحرية والكرامة في كل بقعه من أرض الوطن العربي

قلب وليد ستكونين دوما بالقلب ولن تغيبي



إذا تم اكتشاف نقل موضوع دون ذكر كلمة منقول
سيتم انذار صاحبه وإن كررها سيوقف

قبل نقل أية معلومة دينية يُرجى التأكد من صحتها
وذِكر مصدرها
ويُرجى عند اضافة الآيات القرآنية ذِكر أرقامها وأسماء السور ، وتحري الصحيح في الأحاديث النبوية الشريفة
جزاكم الله كل خير

المنتدى أمانة في أيديكم
فلنترقِ سويا بمنتدانا الغالي
  #13  
قديم 05-09-2010, 04:03 PM
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفصل الخامس
..

مرت الأيام وعلاقة " ندى " و" تهاني " تتوطد وتقوى يوما بعد يوم ، لقد أحبتها " ندى " لطيبها وخُلقها الحسن ، وكما يقولون الطيور على أشكالها تقع .



وكان " ماهر " قد تحسن حتى تمت إفاقته ونُقِل من العناية الفائقة ، وفرحت
" ندى " جدا بهذا الخبر .

وطلب دكتور " رشدي " من " تهاني " استدعاء " ندى " وذهب معها إلى حجرة " ماهر " التي انتقل إليها وهناك قال دكتور " رشدي " : الفضل فيما أنت فيه الآن بعد فضل الله لهذه الممرضة .
وأشار إلى " ندى " ، فقال " ماهر " : أشكرك بنيتي على حُسن معاملتك ومتابعتك وتحملك .
فقالت " ندى " في خجل : إنما هو عملي سيدي ، فلا تشكرني لمجرد أني قمت بعملي .
قال " ماهر " : بارك الله فيك بنيتي ، اطلبي ما شئت .
قالت " ندى " : أشكرك سيدي ......
هنا قاطعتها زوجة السيد " ماهر " قائلة : اطلبي ما شئت ، وصدقا وأيا ما كان ما تطلبين سنأتي لكِ به .
قالت " ندى " : أشكرك سيدتي ، أنا لا أؤجر على قيامي بواجبي ، ولكن أسألكم الدعاء .
فأخذا في الدعاء لها بما فتح الله عليهما من دعوات ، ثم تركتهم بعدما أذن لها دكتور " رشدي " بالانصراف .
كانت سعيدة جدا بما وصل إليه " ماهر " وتمنت لو تتحسن حالتي " توفيق " و " بهاء " .



وهي بالطابق الأول الذي نُقل إليه " ماهر " مرت على صديقاتها ، وما أن رأتها " نهلة " حتى صرخت : حبيبتي " ندى " ، " ندى " هنا يا بنات . واحتضنتها .
فقالت " ندى " : كم أفتقدكن جميعكن حبيباتي .
قالوا جميعا : ونحن أيضا ، كيف حالك ؟ ما الأخبار ؟ كيف العمل معك بالعناية الفائقة ؟ كيف المرضى ؟ ما أخبار الصمت ؟
قالت " ندى " ضاحكة : كفى كفى ، كل هذه التساؤلات تريدون الاجابة عنها في خمسة دقائق ؟؟!! . لا سوف يكون لي عودة ، أما الآن فسأذهب للاطمئنان على محمد وهالة و ............
قاطعتها " نهلة " قائلة وقد شاب صوتها التأثر : " ندى " لا تذهبي لحجرة المسن ، لقد غادر المستشفى بعد رحيلك بيومين .
قالت " ندى " : هل تماثل للشفاء ؟ أعتقد أن كانت الفترة المحددة لعلاجه أطول من ذلك .
قالت إحدى الممرضات : لا ، لقد توفاه الله .
قالت " ندى " : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، إنا لله وإنا إليه راجعون .



حزنت " ندى " ولكنها تمالكت نفسها وذهبت لزيارة " محمد " الذي ما أن رآها حتى صرخ : ندى ندى ، خطيبتي وكاد أن يقع فأسرعت إليه قائلة : مرحبا محمد ، كيف حالك أجبني ؟
قال " محمد " : الحمد لله . كيف حالك أنت ؟ لماذا تركتيني ؟ هل رأيت أحدا أكبر مني سنا ليخطبك ؟ .
قالت " ندى " ممازحة : لا ، ولكنهم أرادوا أن يبعدوني عنك حتى لا يضيع مستقبلك وتتماثل للشفاء سريعا وتكف عن تمثيل دور المريض لتبقى أطول فترة هنا .
ضحكا سويا وقالت : كن بخير يا محمد ، وسأعود إليك عما قريب فلا تقلق بشأني ، ولكني أريدك في خير حال ، اتفقنا ؟! .
قال لها : اتفقنا ، وفي المرة القادمة سأطلب يدك حتى لا تتركيني أبدا ..
واستمرا في الضحك فقالت " ندى " : سأتركك الآن يا محمد لأرى باقي الأصدقاء .
قال لها : في رعاية الله ، سلام ، ولا تنسيني .
أجابته قائلة : أنا لا أنسى أحبابي ، سلام .



وها هي تعود لحجرة " هالة " بالحجرة أوراق بكل مكان و" هالة " نائمة كالملاك البريء ، ربتت " ندى " على كتفها وقبلت جبينها ولملمت الأوراق المتناثرة بكل مكان لتجد أنها قد بدأت بالكتابة كما أتفقتا ، ووجدت شيئا يخصها ، ورقة مكتوب عليها :
أفتقدك أختا كبرى ، أو أما لي
يا مَن تركتيني هنا وحدي ... أعاني .
هل لكِ من عودة ؟؟!!! .
وهل سأراكِ من جديد ؟؟!! .
أم أني سأغرق في بحر أحزاني ؟؟!! .
أنتِ .. ممرضتي وصديقتي وكل .. ما لي .
فهل ستتركيني انت أيضا .. لحرماني ؟؟!! .

توقفت عن القراءة فلم تستطع " ندى " الاستمرار في القراءة وأجهشت بالبكاء ، وهنا فتحت " هالة " عينيها فاحتضنتها قائلة : تُرى كيف حالك حبيبتي ؟ اهكذا تتركيني دون وداع ؟ هل ستفعلين مثل أبي وأمي ؟ ها قد عدتِ فلا تروحي من جديد . فأنا احبك صدقيني .
قالت " ندى " : هدئي من روعك صغيرتي ، أنا هنا ، وسأكون دوما هنا بالقرب فلا تقلقي ، أخبريني كيف انت ِ ؟
أجابت " هالة " : الحمد لله أعيش ، مازلت قادرة على التحمل .
قالت " ندى " : الحمد لله . أرى أن حالتك تحسنت .
ردت " هالة " : الحمد لله على كل حال .
قالت " ندى " متأثرة : من اللازم أن أعود أدراجي الآن ولكن اعدك بزيارة أخرى . اتفقنا ؟! .
قالت " هالة " متساءلة وقد ارتسمت ملامح الحزن على وجهها البريء : هل ستغيبين من جديد ؟؟!! .
قالت " ندى " : لن اطيل غيابي هذه المرة .
أجابتها " هالة " : وأنا سأنتظرك دائما وأبدا .
ودعتها " ندى " وهي حزينة لهذا الفراق وقررت أن تطلب نقلها للقسم الذي تهواه حيث مرضاهم التي تحبهم وتود التواصل معهم والتخفيف عنهم .



وبعد ان انهت عملها .. عادت إلى المنزل حزينة مكسورة الخاطر .
وما أن رأتها والدتها حتى سألتها : ما بك يا ندى ؟!! . هل حدث مكروه ؟؟ .
أجابت " ندى " في حزن : كنت أتابع مريضا بالقسم الذي نُقلت منه ولكنه توفى بعدما رحلت بيومين .
قالت " صفية " : يابنتي هي أعمار . ولكل أجل كتاب .
قالت " ندى " : ونعم بالله . ولكن احزنني أن يمت دون أن يكون أحدا إلى جواره كما كان معتادا على وجودي معه .
قالت " صفية " : لا عليك حبيبتي ، هيا . أدخلي بدلي ملابسك وخذي حماما دافئا . سيساعدك ذلك على نوم هاديء .
قالت " ندى " : نعم ، فأنا فعلا أحتاجه بشدة .



دلفت " ندى " إلى غرفتها واستلقت على فراشها بعدما أخذت حماما دافئا ، حملقت بسقف الحجرة مشتتة هي بين من يحتاجونها في قسم العناية الفائقة وأصدقائها بالقسم المنقولة منه ، فأيهما تختار ؟!! . وبالطبع لن تستطع التوفيق بين القسمين ، أخذت تفكر طوال الليل في الاختيارين الذين باتا أصعب من بعضهما البعض ، حتى غفت مع بداية نسيج خيوط الفجر الجديد .



إلى هنا ينتهي الفصل الخامس
شكرا لكل مَن يتابع
تحية طيبة
سحر احمد

__________________
الذين ماتوا من أجل ألا يموتوا لهم .. عصافير الصباح مدى

إلى شهداء الحرية والكرامة في كل بقعه من أرض الوطن العربي

قلب وليد ستكونين دوما بالقلب ولن تغيبي



إذا تم اكتشاف نقل موضوع دون ذكر كلمة منقول
سيتم انذار صاحبه وإن كررها سيوقف

قبل نقل أية معلومة دينية يُرجى التأكد من صحتها
وذِكر مصدرها
ويُرجى عند اضافة الآيات القرآنية ذِكر أرقامها وأسماء السور ، وتحري الصحيح في الأحاديث النبوية الشريفة
جزاكم الله كل خير

المنتدى أمانة في أيديكم
فلنترقِ سويا بمنتدانا الغالي
  #14  
قديم 05-12-2010, 03:10 PM
 
الفصل السادس من روح الحب

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
..
الفصل السادس
..
توجهت " ندى " إلى غرفة الدكتور " رشدي " مباشرة ما إن وصلت إلى المستشفى ، وعرضت عليه الأمر ، وطلبت منه التوجيه .
فكان رأيه : ألا نُحَكِّم مشاعرنا في عملنا وإلا فإننا سنتمزق إربا بين كل الحالات التي نراها في اليوم ألف مرة .. كوني أقوى من ذلك يا " ندى " .
ولكنها طلبت منه التفكير في الأمر ووضعه محل اعتبار ، ووافق الدكتور " رشدي " على ذلك قائلا : طلبك محل بحث ، وسنرى ما سوف يكون فلا تقلقي يا ابنتي .
فرحت " ندى " بمناداته لها " يا ابنتي " وتهللت أساريرها ، شكرته ثم انصرفت من مكتبه وهي سعيدة أنه فهم مطلبها وقدَّر شعورها .



في كل يوم تمر " ندى " على " توفيق " و " بهاء " ، وتتابع عملها بكل أمانة واخلاص .
مرت خمسة وأربعون يوما ولا جديد .
وفي اليوم الثامن والأربعون كانت " ندى " بغرفة " توفيق " تقرأ القرآن الكريم ، واستوفقها صوت تأوه فأسرعت لترى " توفيق " واقتربت منه ، تحدثت إليه ولكنه لم يُجب ، عيناه ترمشان ، لقد استرد وعيه .
أسرعت " ندى " تزف الخبر إلى دكتور " رشدي " وتطلب منه أن يأتي ليرى بنفسه ، وحضر الدكتور " رشدي " وشرع في إفاقته إلا أنهما عجزا ، وانصرف الدكتور " رشدي " موجها " ندى " لما يجب أن تفعله ومَن تستدعيه من الأطباء على علم بحالة " توفيق " في حال هو غير موجود .



وتمر الأيام ولا جديد لم يصدر عن " توفيق " أي بادرة أمل في استعادة وعيه ، كما وأن " بهاء " مازالت حالته كما هي من يوم تحملت " ندى " عملها بهذا القسم .
مر عشرون يوما منذ آخر مرة سمعت " ندى " تأوه " توفيق " ومن يومها لا جديد .
وقد طلبت " ندى " من دكتور " رشدي " نقلها لما رأت أنه لا فائدة من وجودها بالقسم ، فوعدها أن يعيدها للقسم وبذات الدرجة وأوصاها بالصبر لأنه رأى أن لا أحد يملك ما تملكه من تأثير على المرضى وكيف أنها تستطيع التواصل معهم حتى وإن كانوا مغيبين عن الوعي ، وأكد على وعده باعادتها للقسم ولكن بعد انهاءها ما بدأته مع " توفيق " و" بهاء " .
فردت عليه " ندى " : أوامرك دكتور .
فقال لها : ليست أوامرا ولكنه طلب أخير .
فأجابته : طلبك مجاب دكتور " رشدي " فأنت بمثابة أبا لي .
فقال لها : وانت بمثابة ابنتي ، يا ابنتي .
استأذنت وخرجت ....



وهكذا تمر الأيام ثقيلة على " ندى " وهي مشتتة بين هنا وهناك ، تعودهم كلما سنحت لهم الفرصة ، وفي ذات الوقت تقوم بواجبها على أكمل وجه دون أن يؤثر قرارها بالعودة إلى القسم الذي نُقِلَت منه على عملها .



وفي يوم .. وهي بغرفة " توفيق " كانت قد تعبت من كثرة التفكير حتى أنها أجهشت بالبكاء ، وتحدثت بصوت عالٍ ، قائلة : سيدي ، إني اتعذب هنا ، بعيدا عن مرضى ارتبطت بهم بعاطفة حميمية ، أعلم أن ذلك مخالفا لقانون عملي وكن رغما عني ، إحدى الحالات طفل صغير ثمان سنوات يتعلق بي جدا ، والأخرى مريضة نفسية ، مراهقة تبلغ من العمر خمسة عشر عاما ، حاولت الانتحار أكثر من مرة ، تعتبرني أما أو اختا كبرى لها ، وحالتها تزداد سوءا في كل يوم ، فهل أتركهما ؟؟ ، أريدك أن تساعدني ، فأنا لن أرحل من هنا إلا بتمام شفاءك وأسأل الله العظيم أن يعجله حتى أعود لمرضاي ..... وانخرطت في بكاءها وأنينها .



و مر يوما على هذا الحدث ، فإذا بـ " توفيق " يستعيد وعيه ويأن من جديد ، أسرعت " ندى " إليه ، هل تأثر بكلماتها وبكاءها ؟؟ ، أيا ما كان الأمر إنه يرمش ، ويحاول تحريك يديه ، اقتربت منه " ندى " ولمست يده وهمست بصوتها العذب كعذوبة روحها : سيدي ، حمدا لله على سلامتك ، أتسمعني ؟؟ !!
تأوه مرة أخرى ، دون أن يجيبها ، أسرعت " ندى " في طلب الدكتور " رشدي " ، وعندما حضر كان الأمر قد بات جليا ، لقد استعاد " توفيق " وعيه .
حاول " توفيق " أن يتحدث إليهم ، إلا انه لم يستطع ، فقد غاب عن الوعي فترة ليست بالقصيرة ، والكلام ثقيلا ، تخرج الكلمات متقطعة ، إلا أن الدكتور " رشدي " حين أنتهى من الفحوصات وجد أنه في حالة جيدة .
تقدمت " ندى " من " توفيق " وربتت على كتفه ونظرت إليه نظرة حانية مطمئنة وقد ارتسمت على وجهها أجمل ابتسامة يحار في وصفها الشعراء ، مما جعل السلام والطمأنينة تتسلل إلى قلب " توفيق " ، وخرج توفيق من غرفة الرعاية الفائقة وانتقل إلى غرفة عادية ليتلقى المتابعة الأخيرة للتأكد من استقرار حالته على أيدي صديقات " ندى " ..
وكانت " ندى " قد طلبت من صديقاتها الممرضات العناية به ومحاولة تهوين مصابه حتى لا يعود لغيبوبته من جديد ، فقد كان حرصها على مرضاها ومتابعة حالتهم حتى وإن كانوا بقسم آخر حتى يتماثلوا للشفاء هو جل همها وتعتبر مسئوليتها في أن تفعل كل ما بوسعها من أجل خروج المريض سليم معافى بأمر الله .



وبقي هذا الغريب " بهاء " الذي يرفض تماما التماثل للشفاء ، ولا يقبل أي علاج كان ، ولا حتى كلمات " ندى " التي توجهها إليه ، وهو نائما جسدا بلا حراك .


إلى هنا ينتهي الفصل السادس
شكرا لكل مَن يتابع
تحية طيبة
سحر أحمد

__________________
الذين ماتوا من أجل ألا يموتوا لهم .. عصافير الصباح مدى

إلى شهداء الحرية والكرامة في كل بقعه من أرض الوطن العربي

قلب وليد ستكونين دوما بالقلب ولن تغيبي



إذا تم اكتشاف نقل موضوع دون ذكر كلمة منقول
سيتم انذار صاحبه وإن كررها سيوقف

قبل نقل أية معلومة دينية يُرجى التأكد من صحتها
وذِكر مصدرها
ويُرجى عند اضافة الآيات القرآنية ذِكر أرقامها وأسماء السور ، وتحري الصحيح في الأحاديث النبوية الشريفة
جزاكم الله كل خير

المنتدى أمانة في أيديكم
فلنترقِ سويا بمنتدانا الغالي
  #15  
قديم 05-12-2010, 05:07 PM
 
الفصل السابع من روح الحب

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
..
الفصل السابع
..
إلى أن جاء يوم ودخلت " بسمة " زميلة " ندى " إلى حيث غرفته وكانت " ندى " بدورها هناك ، تتابع الحالة وتكتب ملاحظتها حتى إذا ما جاء دكتور " رشدي " تطلعه عليها .
ألقت " بسمة " التحية عليها وقالت : كيف حالك " ندى " ؟!!
أجابت " ندى " : الحمد لله ..
قالت " بسمة " : أدري انك لا ترغبين بالعمل هنا ، هوني عليك غاليتي فلم يتبق إلا تلك الحالة ، وبعدها ستكونين حيث أحببت دوما أن تكوني .
قالت " ندى " : صدقيني يا " بسمة " أحببت العمل هنا ، ولكن أرى راحتي في تواصلي مع المرضى ، هناك أستمع إليهم ، يبثون إليّ شكواهم ، وأرى فرحتي في أعينهم لتمام شفاءهم وفرحهم بي ، أرى تماثلهم للشفاء وأكون سببا فيه .
أجابتها " بسمة " : أفهمك حبيبتي ، أقسم لك أني أفهمك .. هوني عليك فلم يبق إلا " بهاء " وأسأل الله العظيم أن يعجل شفاءه حتى تستطيعي العودة إلى القسم الذي تحبينه .
قالت " ندى " : آمين يارب العالمين ، دعواتك لي " بسمة " ، أن يصلح الله شأني وأن يكتب لنا جميعا السلامة أينما كنا .
ردت " بسمة " : اللهم آمين يارب العالمين ، والله إني أدعو لكِ يا " ندى " أن يهديكِ سبيل الرشاد .
وتركتها مطمئنة إياها أنها لن تغيب عن دعائها وستدعو لها دوما .



في ذلك اليوم لاحظت " ندى " شيء غريب ، فجهازي التنفس ورسم القلب أوضحا ان هناك نشاطا ملحوظا للخفقان والتنفس ، في الوقت الذي كانت " ندى " و " بسمة " تتحدثان عن انتقالها للقسم العام .
تعجبت " ندى " و كادت تسرع لتعرض الأمر على دكتور " رشدي " ، ولكنها قبل ذلك فهمت شيئا ، أن " بهاء " يشعر بوجودها في حياته وأنه يخشى أن تتركه وترحل !!!!!!



وعرضت الأمر على دكتور " رشدي " ، فقال لها : هذه بداية مبشرة يا " ندى " ، ألم أقل أن لكِ تأثيرا خاصا على المرضى حتى في الرعاية الفائقة ، بارك الله في هذا القلب الذي يمنح الغير أملا في الحياه ، والذي استطاع التواصل مع فاقدي الوعي ، الذين كدنا نفقد الأمل في عودتهم من جديد للحياة .
ردت " ندى " : بل يعود الفضل إلى الله يا دكتور ، فهي أعمارهم .
قال الدكتور " رشدي " : وكنت أنت سببا من عند الله .
شكرته " ندى " وذهبت إلى المنزل ، بعدما أنهت عملها لهذا اليوم .



ما إن دخلت " ندى " إلى المنزل ، حتى دلفت إلى غرفتها وأغلقت خلفها الباب ، دون أن تنبس ببنت شفة ، كانت مندهشة مما حدث اليوم .. ماذا حدث ؟؟؟!!!!
هل استنتاجها صحيحا بأن " بهاء " يشعر حقا بوجودها حوله ؟؟!!!
هل أحبها ؟؟!!
أم بم تفسر ما حدث ؟؟!!
وما هو التعليل الصحيح لردة فعله حالما علم بأنها ستنتقل لقسم آخر ؟؟!!!
مئات الأسئلة باتت تجول بخاطرها ، فلم تنعم بنوم هاديء بعد يوم عمل شاق ، مما أدى إلى عدم قدرتها على الاستيقاظ بسبب ارهاقها الشديد فاستأذنت في طلب اجازة لهذا اليوم .



تعجبت " صفية " والدة " ندى " من هذه الاجازة المفاجئة ، فهي المرة الأولى التي تطلب فيها " ندى " إجازة .
دلفت " صفية " إلى غرفة ابنتها وكانت " ندى " مستلقية على فراشها ، وما إن رأت أمها حتى اعتدلت احتراما لها ، قالت " صفية " : صباح الخير حبيبتي ، لأول مرة أراكِ بالمنزل منذ زمن طويل ، فهل لي أن اعلم سبب اعتذارك عن العمل اليوم ؟؟ هل انتِ متعبة ؟؟؟ !!
أجابتها " ندى " وقد بدى الارهاق واضحا بصوتها : لا شيء أمي .. كل ما في الأمر أني أشعر بالارهاق قليلا ، فلم أنعم بنوم منذ البارحة ...
قاطعتها " صفية " : خيرا بنيتي . أهناك ما يشغل بالك ؟؟!!!
أجبات " ندى " : حدث بالأمس أمر غريب ، دعيني أعرض الأمر أمام أبي حتى أرى رأيه فيما حدث لخبرته الطويلة بالمجال باعتباره دكتور تخدير .
قالت " صفية " : في انتظارك ، فلا تغيبين عليّ ، تعرفين قلق الأم .
قالت " ندى " : لا تقلقي حبيبتي ، بل هو خيرا إن شاء الله .
تساءلت " صفية " بلهفة : اهو خاطب لك ؟؟!!!
ضحكت " ندى " قائلة : بالله يا أمي ، لا ليس خاطبا .
قالت " صفية " وقد احبطها رد ابنتها : آه أمر خاص بالمرضى ، نعم فكل كلامك عن المرضى والمرض ، يا ابنتي أنظري لمستقبلك وحياتك ولا تجعلي العمل يأخذك منهما .
قالت " ندى " : أمي . بالله لا تبدئي .
قالت " صفية " وقد شاب صوتها خضوع : حاضر .



وعلى مائدة الافطار ، تحدثت " ندى " وقصت ما حدث على والديها ، وكان رد " محمود " عليها : إن دل هذا الأمر على شيء فإنما يدل على أنه يشعر بمن حوله ، أو أن هذا كان محض صدفة ، دعينا لا نترك الأمر للمصادفات ولتعيدي التجربة وصديقتك الممرضة ، او تحدثي إليه ابنتي ، ربما استطعت مساعدته في العودة إلى الحياة .
وكان رد " صفية " منحازا لمصلحة ابنتها : لا تشغلي بالك بنيتي ، قومي بعملك على الوجه الأكمل كما المعتاد ، ولم يكن الأمر إلا مجرد مصادفة .
قالت " ندى " : أعتقد أنها ليست بمصادفة أمي .. صدقا هكذا شعرت عندما .............
قطع حديث ثلاثتهم رنين الهاتف ، أسرعت " ندى " للرد : السلام عليكم .
الطرف الآخر : وعليكم السلام ، " ندى " كيف حالك ؟ لماذا تغيبتي اليوم ؟؟!!
قد كانت " بسمة " ، أجابت " ندى " : أشعر بالارهاق قليلا . وأنتِ كيف حالك ؟؟!!
أجابت " بسمة " : لست بخير .
تساءلت " ندى " : لِمَ ؟؟!!!
أجابت " بسمة " : حدث شيء غير طبيعي ، لقد توقف النبض فجأة وحاولنا استفاقته واستخدمنا الصدمات الكهربية و ................
قاطعتها " ندى " وقد ارتعدت أوصالها من شدة القلق : مَن يا " بسمة " ؟؟؟ مَن الذي توقف نبضه ؟؟؟!!!
قالت "بسمة " : " بهاء " و ............ .
قاطعتها " ندى " : سآتِ حالا ، أنا في الطريق .
أسرعت " ندى " ترتدي ملابسها .
قالت " صفية " : إلى أين يا ابنتي ؟؟!!!
أجابتها " ندى " وهي تكمل ارتداء ثيابها : أمي . المريض الذي قصصت لكما ما حدث بشأنه توقف قلبه ، ولابد انه يحتاجني .
أسرعت " ندى " وقبلت يدي والديها وطلبت منهما الدعاء لها وغادرت المنزل في عجلة من أمرها علها تستطع إنقاذ ما يمكن إنقاذه وليت الوقت يسعفها لذلك .



إلى هنا ينتهي الفصل السابع
شكرا لكل مَن مر ها هنا
تحية طيبة
سحر احمد

__________________
الذين ماتوا من أجل ألا يموتوا لهم .. عصافير الصباح مدى

إلى شهداء الحرية والكرامة في كل بقعه من أرض الوطن العربي

قلب وليد ستكونين دوما بالقلب ولن تغيبي



إذا تم اكتشاف نقل موضوع دون ذكر كلمة منقول
سيتم انذار صاحبه وإن كررها سيوقف

قبل نقل أية معلومة دينية يُرجى التأكد من صحتها
وذِكر مصدرها
ويُرجى عند اضافة الآيات القرآنية ذِكر أرقامها وأسماء السور ، وتحري الصحيح في الأحاديث النبوية الشريفة
جزاكم الله كل خير

المنتدى أمانة في أيديكم
فلنترقِ سويا بمنتدانا الغالي
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الحادث الدي أدى إلى إصابة الحب بالعمى (الحب الأعمى وأصدقاءه) عبير الأرجوانة أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 3 01-07-2008 01:23 AM
الاستفتاء(( إن الإنسان قبـل الحب (( شيء )) وعنـد الحب (( كل شيء )) وبعـد الحب (( لا شيء )) ياسين أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 4 02-12-2007 10:56 PM


الساعة الآن 01:41 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011