عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > قصص قصيرة

قصص قصيرة قصص قصيرة,قصه واقعيه قصيره,قصص رومانسية قصيرة.

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #16  
قديم 05-13-2010, 03:43 PM
 
الفصل الثامن من روح الحب

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
..
الفصل الثامن
..
وما ان وصلت " ندى " إلى المستشفى ، أسرعت دون أن ترتدي زيها إلى غرفة " بهاء " ، وما إن وصلت حتى سألت الدكتور " رشدي " الذي كان موجودا بدوره بالغرفة ، ومعه لفيفا من الأطباء و" بسمة " : كيف حاله دكتور ؟؟ وماذا حدث له ؟؟!! .
أجاب الدكتور " رشدي " مندهشا : " ندى " ماذا تفعلين هنا ؟؟؟ ألست في اجازة ؟؟!!!
ردت " ندى " : بالله يا دكتور ، ماذا حدث ؟؟؟!! ما أن علمت أتيت في الحال ، وأريد ان اعرف ماذا حدث له ؟؟ وكيف حاله الآن ؟؟!!!
أجاب دكتور " رشدي " : اطمئني . هو الآن بخير ، نجري له بعض الفحوصات . تعالي يا " ندى " أريدك أن تخبريني بالضبط الحالة وكيف تتابعينها . واستأذن الزملاء في الخروج .
قال دكتور " رشدي " مندهشا : أنا لا أعلم لذلك سببا ، ولا اجد له تفسيرا .
قالت " ندى " في ثقة : أعتقد أني أعلم السبب .
تساءل دكتور " رشدي " قائلا : وكيف وقد كنتِ في إجازة ؟؟؟؟!!
أجابت في هدوء : السبب إجازتي .
علت الدهشة ملامح الدكتور " رشدي " وتساءل في حيرة : هلا من توضيح ؟؟؟!!!
قصت " ندى " على الدكتور " رشدي " ما حدث بالأمس ، وبرهنت أن ما حدث اليوم يؤكد أن " بهاء " يشعر بوجودها ، وأنه من الممكن استعادة وعيه بطريق أو بآخر .
وبعد صمت لم يدم كثيرا ، قطعه دكتور " رشدي " بكلماته : دعيني الآن يا " ندى " واذهبي إلى غرفة " بهاء " ، وابقي معه ، وجهي حديثك إليه ، ووافيني بما يحدث ، فلابد لي من المغادرة فهناك مريض آخر بانتظاري بغرفة العمليات .
قالت " ندى " : تفضل دكتور ، وبأمر الله كل شيء سيكون على ما يرام .
قال دكتور " رشدي " : آمل ذلك ، وكل شيء في النهاية بأمر الله وحده .
تمتمت " ندى " : ونعم بالله .



تركته مستئذنة وتوجهت إلى غرفة " بهاء " بعدما أبدلت ثيابها ، وكانت " بسمة " ماتزال هناك ، وما أن رأتها حتى تساءلت بصوت خفيض : " ندى " أرى أن ما حدث ليس طييعيا ؟؟!!!
قالت " ندى " : أعلم . ولكنه حدث . هلا تركتيني مع " بهاء " قليلا .
قالت " بسمة " : على الرحب ، فعليّ الذهاب لمتابعة عملي ، فقد كنت هنا بدلا منك ، وها قد أتيت ، أتركك في رعاية الله .
ردت " ندى " : في حفظ الله وأمنه غاليتي .



خرجت " بسمة " وأغلقت الباب خلفها بهدوء ، في حين توجهت " ندى " وجلست بالقرب من " بهاء " ، تفرست ملامحه الهادئة ، كم كان يبدو في براءة الأطفال وطهرهم وهو غافيا مغمض العينين .
اقتربت منه " ندى " أكثر وقالت بصوتها الحاني : أعلم أنك تسمعني الآن ، وتشعر بي . لن أخفيك سرا ، لا أدرِ ما الذي حدث لي ؟ ولكني اهتم لأمرك كثيرا ، ليس باعتبارك مريضا ، ولكن اهتمامي بك فاق ذلك ...
حاك الصمت خيوطه لبرهة ولكنها قطعت خيوط الصمت قائلة : لا أعلم لذلك تفسيرا ... ولكنها الحقيقة ....
وكان " بهاء " راقدا بلا حراك ، لا شيء جديد يحدث .
وبعد تردد طويل لمست " ندى " كف " بهاء " بيديها ، وقالت وقد شاب نبرة صوتها توتر ملحوظ : هل تشعر بيدي ؟؟ أريد منك إجابة ، وإن لم تكن بالكلام ، أجبني بأية إشارة . هل تشعر بيدي ؟؟!! هل تتواصل معي بروحك ؟؟ أجبني . لم أعد أحتمل هذا الصمت ؟؟ لم يعد يهمني أن أبقى أو أرحل ، فقط قل لماذا ؟ لماذا بالأمس شعرت بي والآن لا تشعر ؟ لماذا بالأمس خفق قلبك لفقداني واليوم لا ؟؟؟!!
صمتت " ندى " فجأة ، وابتعدت قليلا ، وسألت نفسها : ما هذا الهذيان الذي تهذي به ؟؟ يا للجنون أتحبينه ؟؟؟ !!! هل أحببته حقا ؟؟؟ هل أحببت المريض الذي تتابعين حالته ؟؟؟!!
تُرى ماذا تفعل الآن ؟؟ وما هذه المشاعر المتضاربة التي تعصف بها وبمنتهى القوة ؟؟؟!!!
ولماذا لم تكتشفها سوى الآن ؟؟؟
ألأنها شعرت بخطورة فقدانه ؟؟ واقتراب رائحة الموت منه ؟؟!!!
هل تخشى من أن يسلبها الموت حبها الصامت ؟؟ ، والذي لم تكن تدري عنه شيئا إلى الآن ؟؟



جلست " ندى " بعيدا تتأمله وهو مازال كما هو ، ولا جديد ..

إلى أن استدعاها دكتور " رشدي " ، وما أن رآها حتى سألها : ما الأخبار ؟؟ قالت : لا جديد .
قال دكتور " رشدي " : استمري في محاولاتك ، بالتحدث إليه ، علنا نصل لشيء عما قريب .
ردت " ندى " : سمعا وطاعة دكتور .
وانصرفت لتعود إليه ...


إلى هنا ينتهي الفصل الثامن
تحية لكل مَن يتابع
سحر أحمد


__________________
الذين ماتوا من أجل ألا يموتوا لهم .. عصافير الصباح مدى

إلى شهداء الحرية والكرامة في كل بقعه من أرض الوطن العربي

قلب وليد ستكونين دوما بالقلب ولن تغيبي



إذا تم اكتشاف نقل موضوع دون ذكر كلمة منقول
سيتم انذار صاحبه وإن كررها سيوقف

قبل نقل أية معلومة دينية يُرجى التأكد من صحتها
وذِكر مصدرها
ويُرجى عند اضافة الآيات القرآنية ذِكر أرقامها وأسماء السور ، وتحري الصحيح في الأحاديث النبوية الشريفة
جزاكم الله كل خير

المنتدى أمانة في أيديكم
فلنترقِ سويا بمنتدانا الغالي
  #17  
قديم 05-14-2010, 06:21 PM
 
الفصل التاسع من روح الحب

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
..
الفصل التاسع
..
الأيام تمر ، و" ندى " على ذات الحال ، تقوم بواجبها وأكثر ، وتتابع مع صديقاتها حالتي " محمد " و " هناء " كلما سنحت لها الفرصة .
وكانت في يوم تجلس إلى جانبه ، تقص عليه برنامجها اليومي من لحظة استيقاظها وحتى خلودها للنوم ، وربما قصت عليه بعض الأحلام .



إلى أن جاء يوم ، وكانت تجلس بالقرب منه وتمسك يده دون تردد ، وشرعت في الحديث عن حلمها الوحيد الذي يراودها كل ليلة ، ألا وهو استفاقته وعودته للحياة ، وبدأت دموعها تنهمر على وجنتيها .
وهنا .. هنا فقط شعرت بيده تضغط على يدها ، ويكأنه يقول لها اطمئني ، انا هنا معك ، توقفت عن البكاء وهي مشدوهة مما حدث .كيف حدث ذلك ؟؟
قالت تحدث نفسها : ربما أتخيل !!!
ثم وجهت إليه حديثها : " بهاء " هل تشعر بي ؟؟ قل أنك معي ؟؟ وأنك لن تغادر ؟؟ هيا قلها لي .
قل أنك ستبقى معي مدى الحياه . نتكلم ، ونضحك ، ونجري ، ونذهب هنا وهناك . طمئنني حبيبي عنك !!!
توقفت عن الكلام ، فقد خرجت كلمة " حبيبي " بعفوية مطلقة منها ...
يا لقلبها المسكين !! كيف أحبت جثة هامدة تعيش بالأجهزة ؟؟ ولكنها أحبته رغم كل شيء ...
وعادت يده تضغط على يدها من جديد ، ألقت نظرة سريعة على الأجهزة ، هناك تقدما ملحوظا .
فقالت له بصوت مفعم بالفرح كفرحة طفلة : " بهاء " انت تسمعني ، أنت معي ، انتظرني لحظة واحدة ، وسأعود إليك ، صدقا سأعود .... وتحركت نحو الباب لابلاغ دكتور " رشدي " .
قال " بهاء " وقد خرجت الكلمة بصعوبة بالغة : لاااااا .
هرولت " ندى " إليه وقد غمرتها الدهشة والفرح وقالت : " بهاء " هل تحدثت ؟؟؟!!!!
حاول " بهاء " أن يفتح عينيه حتى استطاع ، نظرت إليه والدموع تملأ عينيها ، فحاول أن يرفع يده ليمسح عن عينيها الدموع فأمسكت بيده ووضعتها على وجنتها ثم قالت له : لحظة واحدة ، استدعي الطبيب ليطمئننا عن حالتك .
قال متلعثما : لااااا .. أريد طبيبا .. يكفيني أنتِ ...
قالت بصوت متهدج : " بهاء " أرجوك لحظة فقط ، ثوانٍ معدودة وأكون معك .
قال " بهاء " : لا .. تتأخري .
أجابت : لحظة أو أقل .
هنا طرقت " بسمة " الباب ودلفت ، فقالت لها " ندى " : بسمة رجاءا استدعي دكتور " رشدي " .
قالت " بسمة " : حاضر . وأسرعت مهرولة في استدعاء دكتور " رشدي " ، وحضرا سويا ، ولم يصدق ما شاهده ، فقد استعاد " بهاء " وعيه وكان في أحسن حال ، بعدما كانوا قد فقدوا الأمل في عودته للحياه .
قال دكتور " رشدي " : الحمد لله ، كيف حالك يا " بهاء " ، أراك في أحسن حال ، و كان الفضل لما أنت فيه الآن لله سبحانه وتعالى ثم لهذه الممرضة المبارك فيها .
قالت " ندى " في خجل : الفضل لله دكتور و .....
صمتت " ندى " ولم تستطع أن تكمل جملتها بأن هذا واجبها وعملها ولكن بالاضافة إلى ذلك كان حبها لـ " بهاء " .
قال " بهاء " : اعلم يا دكتور كيف سأكافئها على مجهودها ومعاناتها معي طوال هذه الفترة .
قال دكتور " رشدي " ممازحا : ستظل تحت الملاحظة لعدة أيام ، ونأمل ألا تغيب عن الوعي مجددا .
قال " بهاء " : وكيف أغيب عن الوعي ومعي قمرا يؤنس وحدتي ؟؟!!!
قال دكتور " رشدي " : ما أجمل روحك " بهاء " .
وقالت " ندى " : أشكرك . وقد توردت وجنتاها خجلا .
وانصرفت " بسمة " وطلب دكتور " رشدي " من " ندى " أن توافيه بالمكتب ، ثم انصرف بدوره .
وبقيت " ندى " مع " بهاء " وافتعلت انشغالها بمتابعة الأجهزة ، في حين انه لم يتذكر ما حدث ولكنه يشعر تجاهها بارتياح وألفة ومودة ، وعندما ساد الصمت بينهما استأذنت وغادرت الغرفة .



ذهبت " ندى " إلى مكتب دكتور " رشدي " مهنئة إياه لما استطاعا أن يصلا إليه .
فقال لها : " ندى " لقد بذلت مجهودا خرافيا ، كاد اليأس أن يصيبا في شفاءه ، ولكن الحمد لله على كل حال .
فقالت : دكتور " رشدي " ، إنما هي أعمار وما نحن إلا أسبابا في ذلك فقط ، والحمد لله الذي أنعم علينا بأن نكون سببا في شفاء الناس ومداواة جراحاتهم ومحاولة تخفيف آلامهم وأناتهم .
قال دكتور " رشدي " : الآن يمكنك العودة لمرضاكِ الذين تحبينهم ، لكِ الحق في ذلك وبـذات الدرجة ، فقد وعدت وها أنا ذا أفي بما وعدت .
قالت " ندى " : لك جزيل الشكر دكتور " رشدي " . ثم انصرفت .

إلى هنا ينتهي الفصل التاسع
شكرا لكل مَن يتابع
تحية طيبة
سحر أحمد

__________________
الذين ماتوا من أجل ألا يموتوا لهم .. عصافير الصباح مدى

إلى شهداء الحرية والكرامة في كل بقعه من أرض الوطن العربي

قلب وليد ستكونين دوما بالقلب ولن تغيبي



إذا تم اكتشاف نقل موضوع دون ذكر كلمة منقول
سيتم انذار صاحبه وإن كررها سيوقف

قبل نقل أية معلومة دينية يُرجى التأكد من صحتها
وذِكر مصدرها
ويُرجى عند اضافة الآيات القرآنية ذِكر أرقامها وأسماء السور ، وتحري الصحيح في الأحاديث النبوية الشريفة
جزاكم الله كل خير

المنتدى أمانة في أيديكم
فلنترقِ سويا بمنتدانا الغالي
  #18  
قديم 05-14-2010, 06:40 PM
 
الفصل العاشر من روح الحب

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
..
الفصل العاشر
..
عادت " ندى " في ذلك اليوم إلى المنزل تغمرها الفرحة والسعادة ، لقد أتم الله شفاء " بهاء " وسيغادر المستشفى خلال أيام ..... مهلا .... سيغادر ولن تراه مجددا .... لن تراه ......
وبدأت الأفكار والهواجس تطاردها
آااااااااااه ..... ما أشقاني ؟؟؟!!
ما هذا العذاب الذي بِتُّ فيه ؟؟!!!
بداية .. كان نائما لا يفيق !!!!!
والآن .... سيرحل بلا عودة !!!!!
تُرى ماذا عساني أفعل ؟؟!!!!
أكاد أجن !!!!



ظلت " ندى " تعاني من الأرق عدة أيام ، حتى أن " صفية " لاحظت تغيرها إلا أنها لم تبح بسرها لأحد .
حتى حان موعد المغادرة والرحيل ، وطلب " بهاء " حضورها ليشكرها على ما قامت به تجاهه .



وما أن وقفت أمامه ، تطلعت إليه وهو في حلته الفخمة ، فأدركت أن حبا مثل هذا كان لابد وأن ينتهي هذه النهاية .
ورغما عنها سقطت دمعة من عينيها ، وهو يمد لها يده بعلبة قطيفية الملمس كهدية أو تذكارا منه لها ، فنظر إليها في دهشة ، قائلا : ما بك ؟؟ أعتذر إن كنت جرحت كبرياءك بهديتي ، ولكنها ليست ثمنا لما قمتي به تجاهي إنما هي ........ .
قاطعته قائلة : كفى أرجوك . كفى .. أنا لا أبكي لهذا ..
ولم تكمل عبارتها ، فقد سقطت مغشيا عليها .....
أسرع " بهاء " بحملها ووضعها برفق على الفراش الذي كان له قبل أن يتماثل للشفاء ، واستدعى ممرضة لابلاغ الدكتور بما حدث وليأتِ ويفحص الحالة في عجل .
ظل " بهاء " حائرا ، لماذا هو خائف عليها هكذا ؟؟!!!
لماذا يتألم لرؤيتها نائمة بلا حراك ؟؟؟!!!
وبحركة عفوية أمسك يدها وقال : ندى .... ندى ... رجاءا أفيقي .
أمر دكتور " رشدي " المساعدين بالانصراف ، وبقي ثلاثتهم بالغرفة .
سأله دكتور " رشدي " : ماذا حدث ؟؟!!!
فقص " بهاء " عليه ما حدث ، فقال دكتور " رشدي " معقبا : إن هذه الفتاة مفرطة الحساسية ، إنها أشبه بالملاك تبث الحب والأمل في كل من حولها ، تهتم لأمرهم جميعا ، ولا تكل أبدا ولا تشعر الآخرين بتمللها أو تذمرها مما قد يصيبها بضيق .
أجاب " بهاء " : أنا لم أقصد جرحها . بالله دكتور " رشدي " طمئنني عن حالتها ؟؟
سأله دكتور " رشدي " : مابك ؟؟!!
أجاب " بهاء " وقد خالطت نبرة صوته الحيرة : لا أعلم . ولكن أشعر بالقلق عليها .
رد دكتور " رشدي " : لا تقلق ، نحن نقوم بواجبنا ، وهي من أفضل الممرضات لدينا ، وبالتأكيد سنوليها كامل رعايتنا ، تفضل أنت فهو يومك .
قال " بهاء " : لا لن أتركها دكتور .
قال دكتور " رشدي " مصطنعا الدهشة : عجبا ... لماذا لا تريد المغادرة ؟؟ هل أحببت جو المستشفى ؟؟!!!
قال " بهاء " وقد بدا متوترا : لا أعلم . ولكن لابد من الاطمئنان عليها قبل رحيلي .
قال دكتور " رشدي " بصوت عميق : لا تعلم . أممممممم . أمتأكد انك لا تعلم ؟؟!!!
قال " بهاء " : ربما ... ربما تعلقت بها .
قال دكتور " رشدي " : وربما تحبها .
قال " بهاء " : نعم أحبها .. أقسم أني أحبها ... وصمت برهة ثم صاح قائلا : تذكرت .
اقترب منها وأمسك يدها موجها حديثه إليها : ندى .. أتشعرين بي ؟؟!!!
أجيبيني ؟؟ لا تصمتي .. أجيبيني وإن كانت اشارة .. ولا تجيبي بصوتك ..
هل تشعرين بي ؟؟؟ .... لا تصمتي هكذا ... فلم أعتد صمتك أرجوكِ .
قاطعه دكتور " رشدي " مربتا على كتفه ، وقال : رجاءا هوِّن عليك ، أنت لم تخرج بعد من المستشفى ، أم أنك تريد أن تبقى معنا طويلا ، لا داعِ للانفعال ، ستكون بخير بأمر الله .
قال " بهاء " : آمل ذلك دكتور ، ولكنها لا تستجيب . هل لي بالمكوث معها دكتور ؟؟!!!
أجاب دكتور " رشدي " : سأتركك معها وسأرسل في طلب " نهلة " باعتبارها الأقرب لقلبها ، وعليك أن تفعل ما فعلته هي تجاهك من قبل ، تذكر ماذا قالت لك لتعيدك للحياه .
قال " بهاء " : سأبذل قصارى جهدي . أعدك .


انتهى إلى هنا الفصل العاشر
ولنأتِ لآخر فصول القصة
تمنياتي بأن تنال اعجابكم
شكرا لكل مَن يتابع

__________________
الذين ماتوا من أجل ألا يموتوا لهم .. عصافير الصباح مدى

إلى شهداء الحرية والكرامة في كل بقعه من أرض الوطن العربي

قلب وليد ستكونين دوما بالقلب ولن تغيبي



إذا تم اكتشاف نقل موضوع دون ذكر كلمة منقول
سيتم انذار صاحبه وإن كررها سيوقف

قبل نقل أية معلومة دينية يُرجى التأكد من صحتها
وذِكر مصدرها
ويُرجى عند اضافة الآيات القرآنية ذِكر أرقامها وأسماء السور ، وتحري الصحيح في الأحاديث النبوية الشريفة
جزاكم الله كل خير

المنتدى أمانة في أيديكم
فلنترقِ سويا بمنتدانا الغالي
  #19  
قديم 05-14-2010, 06:54 PM
 
الفصل الحادي عشر والأخير من روح الحب

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
..
الفصل الحادي عشر والأخير
..
غادر دكتور " رشدي " الغرفة ، وأرسل استدعاءا للممرضة " نهلة " الأقرب إلى قلب " ندى " حتى توليها رعايتها ، وأتصل بأهلها ليعلمهم بالأمر .


قال " بهاء " مخاطبا " ندى " : ندى ... ندى .. لماذا لا تجيبين ؟؟؟ لقد اشتقت لسماع هذا الصوت الدافيء الذي لم يفارق سمعي . هل نستيني ؟؟؟!!
هيا ندى قولي لي ...قولي أنك تحلمين بي مثلما أحلم بك ، وأنك تنتظرين تماثلك للشفاء حتى تلتقيني ، لنحقق أحلامنا سويا ....
وقولي أنك تحبينني مثلما أحبك ... وقولي أنني حبيبك .. مثلما أنتِ حبيبتي ...
هيا حبيبتي .. انهضي رجاءا ...
توقف عن الكلام وقد تأثر بشدة لما حدث ، إنه يشعر بالعجز ، فحبيبته في أشد الحاجة إليه وهو لا يستطع فعل شيء لها ، رغم أنها كانت سببا في اعادته للحياة ، إلا انه لم يستطع أن يكون سببا في عودتها للحياه ، يأسا استبد بقلبه ، إنه يخسر اعز الناس لديه ، فقد راح في الحادثة التي كانت سببا لنقله للمستشفى والديه و أخيه الأكبر منه والذي كان يعتبره بمثابة الناصح الأمين والصديق الوفي ، أي أنه فقد كامل عائلته بالحادث الأليم ، وكانت " ندى " بمثابة النور الذي يمده بالأمل ، بأن هناك مَن يهتم لأمره بحياته بوجوده ، وقد عاد من أجلها ، ومن أجلها فقط .


وظلت الغرفة غارقة في الصمت ، ولكن يده لم تفارق يداها ، كما لم تفارق عيناه صفحة وجهها البريء لمدة يومين كاملين ....
حتى تأوهت " ندى " وفالت بصوت خفيض : لماذا توقفت عن الكلام " بهاء " ؟؟؟!!!
قال " بهاء " وقد تناسى بسؤالها ما مر به من لحظات الانتظار المريرة : أو كنتِ تسمعينني ؟؟!!!
أجابت : نعم . ولكني خشيت أن تتركني من جديد فخارت قواي ، ولم أستطع الحركة ، كان خوفي أقوى من ارادتي وشُلَّت حركتي جراء هذا الخوف .
قال لها : لا عليك حبيبتي ، من الآن وصاعدا لن أفارقك أبدا .
قالت ممازحة : كيف .. ستمرض من جديد ؟؟!!!
قال : لا . بل سآخذك معي إلى بيتنا ، سأبني لكِ عُشا هادئا ، هانئا نعيش فيه سويا .
قالت متساءلة : ومرضاي ؟؟!!!
فأجابها : " محمد " أجرى العملية الجراحية منذ يومين ، وسيأتي اليوم لزيارتك فقد سمح له الدكتور بالتنقل على كرسي متحرك حتى يتماثل للشفاء ، أما " هناء " فلم يبق لها إلا القليل ، وقد علمت قصتها ، وإن أردتِ أن نأخذها معنا سآخذها من أجلك ونوليها رعايتنا سويا باعتبارها أختا صغرى لي .
تساءلت مرة أخرى : اتريدني أن أترك عملي ؟؟؟!!
أجابها : إذا أردتِ أنتِ ذلك مثلما أرغبه سأكون سعيدا بهذا القرار ، أما إن تمسكتِ به فلا بأس . فلن أرغمك على شيء .


كانت " نهلة " في هذه الأثناء قد أسرعت تستدعي دكتور " رشدي " لتطمئنه أن " ندى " استعادت وعيها وأن أجهزتها تعمل بمعدلها الطبيعي .


دخل " محمد " مسرعا دون أن ينتظر الممرضة التي أحضرته أن تساعده في الدخول وألقى بنفسه بين ذراعي " ندى " قائلا بفرح : " ندى " خطيبتي حبيبتي ، كيف لكِ أن تمرضي هكذا ؟؟ ، هيا أنهضي ، لقد أحضرت المأذون .
ثم نظر إلى " بهاء " قائلا : أم أن أحدهم قد سبقني ؟؟!!!
ضحك الجميع وقال " بهاء " ممازحا : أحدهم سبقك في ذلك ، يا محمد . ما رأيك ؟؟!!
قال " محمد " : ارى أنك الأنسب لها ، على بركة الله .
وكان قد انضم إلى ثلاثتهم دكتور " رشدي " ، ووالديها ، و الممرضات صديقاتها ، جميعهم فرحين بشفاءها وعودتها إليهم سالمة .


خرجت " ندى " من المستشفى ، وكان " بهاء " قد حدد ميعادا لزيارة والديها بالمنزل ، وتتمة الموضوع بالزواج المبارك السعيد .
وقام " بهاء " بتوكيل احد مكاتب الهندسة لتصميم الفيلا كما يرغب ، فيلا مكونة من طابقين وقد خصص لـ " هناء " مبنى مكون من طابق يعلو تبة فكان يبدو وكأنه طابق أول وليس أرضي وكان بحديقة الفيلا كما وعد " ندى " ، حتى تنال رعايتهما بعدما رفض والديها استلامها نظرا لاقدامها على الانتحار أكثر من مرة وخوفا من المسئولية ، كما انهما رأيا أنها ستكون أسعد وهي مع " ندى " .


وتم الزفاف السعيد بمباركة الجميع بلا استثناء ، وعاشا في سعادة وهناء وأنجبا " محمد " الابن الأكبر طبيبا وقد اختار هذا المجال تأثرا بوالدته ، و " مروة " وتعمل مهندسة ديكور وكان اختيارها لأنها تحب هذا المجال ، و" مروان " في السنة النهائية بكلية التجارة لأنه يحب والده جدا ويحب ان يعمل معه ويساعده .


أما عن " هناء " فقد عاشت سعيدة في كنفهما ، وأكملا لها تعليمها ، وقد اختار لها " بهاء " زوجا صالحا من الموظفين الذين يعملون لديه ، وزوجها بنفس المكان الذي خصصه لها بالفيلا .


أما عن " محمد " ذلك الطفل الصغير تعافى تماما ، فلم تنقطع زيارته ووالدته لـ " ندى " وقد كبر وصار اعلاميا له شأن كبير ، وكان يختار المواضيع الانسانية متأثرا بهذه الـ " ندى " .


وعاش الجميع في سعادة ، وكانت كلما جمعتهم جلسة واحدة دافئة مفعمة بالحب ، كان " بهاء " يقص عليهم كيف كان اللقاء بينه وبين " ندى " ، في حلمه رغم أنها كانت واقعا ، وكيف أن أمهم هي بالفعل " روحا للحب " .


إلى هنا
تنتهي قصة " روح الحب "
ولكن لا تنتهِ رسالة التمريض السامية
رسالة مشرفة لكل مَن يحملها
جزيل الشكر لكل مَن تابع
تحية طيبة
سحر احمد
__________________
الذين ماتوا من أجل ألا يموتوا لهم .. عصافير الصباح مدى

إلى شهداء الحرية والكرامة في كل بقعه من أرض الوطن العربي

قلب وليد ستكونين دوما بالقلب ولن تغيبي



إذا تم اكتشاف نقل موضوع دون ذكر كلمة منقول
سيتم انذار صاحبه وإن كررها سيوقف

قبل نقل أية معلومة دينية يُرجى التأكد من صحتها
وذِكر مصدرها
ويُرجى عند اضافة الآيات القرآنية ذِكر أرقامها وأسماء السور ، وتحري الصحيح في الأحاديث النبوية الشريفة
جزاكم الله كل خير

المنتدى أمانة في أيديكم
فلنترقِ سويا بمنتدانا الغالي
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الحادث الدي أدى إلى إصابة الحب بالعمى (الحب الأعمى وأصدقاءه) عبير الأرجوانة أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 3 01-07-2008 01:23 AM
الاستفتاء(( إن الإنسان قبـل الحب (( شيء )) وعنـد الحب (( كل شيء )) وبعـد الحب (( لا شيء )) ياسين أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 4 02-12-2007 10:56 PM


الساعة الآن 08:57 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011