عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > قصص قصيرة

قصص قصيرة قصص قصيرة,قصه واقعيه قصيره,قصص رومانسية قصيرة.

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-05-2010, 12:16 AM
 
Question روح الحب

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
..
الفصل الأول
..
ها هو فجر جديد تبزع شمسه .. لتبدأ رحلتها إلى عملها الشاق .. والذي تراه ممتعا تمام المتعة ..
فهي تجد نفسها في عملها ...
استيقظت " ندى " من نومها ونهضت في نشاط حتى لا تتأخر على عملها الذي تعشقه .
خرجت إلى غرفة المعيشة لتجد والدتها تعد لها الافطار .. في حين والدها يجلس على كرسيه المفضل إلى جانب الشرفة يطالع جرائد اليوم ..
ألقت التحية على والدها وقبلت جبينه ثم أسرعت إلى والدتها لتساعدها في تجهيز الافطار ..
قالت والدتها في ضجر : لا أدري يا بنيتي ما الذي تأخذينه من عملك الشاق هذا ؟؟!!! ألا ترتاحين أبدا ؟؟!!!
قالت " ندى " : أمي الحبيبة .. هذا القلب اعتاد العطاء وأنا أحب عملي .. ووددت منذ نعومة أظفاري أن أعمل بهذا المجال ، والحمد لله رزقني الله العمل وتحقق حلمي ، إلى متى يا أمي ستوبخين على اختياري لعملي ومهنتي ؟؟!!!
قالت والدتها لها وقد ملأ الحنان صوتها : بنيتي .. أخشى عليكِ كثيرا مما تلاقونه هناك من أمراض وعدوى وما شابه ، ناهيك عن المسئولية ...
قاطعتها " ندى " قائلة : أمي ، لا تخشي شيئا ، فأنا والحمد لله يحفظني ربي ، ودائما أراقب الله فكيف تخافين عليّ ؟؟!!!!
قالت والدتها وقد ظهرت نبرة القلق الممتزجة بالحنان : ونعم بالله .. أريدك أن تحتاطي بنيتي .
قالت ندى في خنوع : حاضر أمي .. لا تقلقي .
أجابتها والدتها : أراح الله بالك ويسر لكِ كل أمر حبيبتي .



تناولت " ندى " افطارها في عجالة بعدما أدت صلاتها وذهبت إلى المستشفى التي تعمل بها ممرضة ..
وما أن دلفت " ندى " إلى المستشفى قابلتها زميلاتها بالترحيب فهي شخصية محبوبة من الكافة ...
ارتدت زي العمل الخاص بهن ذي اللون السماوي المحبب لديها وذهبت لمتابعة عملها والمرور على المرضى التابعين لاشرافها ....



كان هناك من الحالات الكثير اليوم للمتابعة ..
دخلت " ندى " لأول حالة تتابعها ، طفل صغير يعاني من ضعف بعضلة القلب محتجزا لاجراء له الفحوصات وبعض الاجراءات لتجهيزه لاجراء عملية جراحية له ، وكَم كان مؤلما أن ترى طفلا صغيرا محروما من اللعب ....
دخلت " ندى " بروحها المرحة قائلة : " محمد " أخبارك اليوم يا بطل ؟؟؟!!
و شرعت في متابعة الأجهزة وقياس الضغط وما إلى ذلك من اجراءات للاطمئنان على حالته الصحية.
أجابها " محمد " فرحا : الحمد لله ، وأنت " ندى " كيف حالك ؟؟!!!
قالت له ممازحة : أنتظرك لتتقدم لوالدي ...
ضحكت والدة " محمد " قائلة : وهل سيجد أفضل منكِ ؟!!! ما رأيك يا
" محمد " ؟؟!!!
أجابها " محمد " : لكنها كبيرة عليّ ...
ضحكت " ندى " وقالت : إذن .. سأنتظرك حتى تكبر ..
ضحك جميعهم وتابعت " ندى " عملها وأعطته الأدوية التي كتبها له الطبيب ، ثم تركتهم لترى باقي الحالات ....



دلفت " ندى " إلى غرفة خالية من أي همس .. سكون غريب في هذه الغرفة .. رجل مسن .. بلا زوار ولا .. أحد ..
قالت " ندى " : والدي .. كيف حالك اليوم ؟؟!!!
أجابها المسن في وهن : الحمد لله بنيتي .. وأنت كيف حالك ؟؟!!!
أجابت : الحمد لله ... هل أراحك الدواء الجديد ؟؟!!!
قال المسن : نعم والحمد لله ، أفضل من سابقه .
قامت " ندى " بقياس الضغط والحرارة وأعطته الدواء اللازم ، ثم تركته في رعاية الله ...



وهكذا تنقلت " ندى " من حالة إلى أخرى ومن غرفة لأخرى .. لا تكل ولا تمل هذا العمل ، إلى أن دلفت إلى الغرفة التي ترهبها دوما .... غرفة " هالة " ..
و " هالة " فتاة في الخامسة عشر من عمرها ، حاولت الانتحار عدة مرات ، كانت آخرها حرقا ، فكانت الحروق من شديدة جدا ...
وكان الطبيب المعالج قد اختار " ندى " لمتابعة هذه الحالة ضمن الحالات المسئولة عن متابعتها رغم أنها من قسم ثانٍ ، لدرايته بكيفية تعامل " ندى " بمثل تلك الحالات ....
" ندى " لها تأثير على المرضى وذلك لروحها المرحة ، وتبسيطها للأمور ...
دلفت " ندى " إلى غرفة " هالة " وقالت بصوتها الهاديء : صباح الخير ..
أجابت " هالة " : صباح النور ..
قالت " ندى " : كيف حالك اليوم صغيرتي ؟؟!!!
أجابت " هالة " : الحمد لله ...
" ندى " مستدركة : أريني ماذا لدينا اليوم لننجزه ؟؟!!!
بدأت " ندى " في فك الرباط لتنظيف الحروق وبدأت " هالة " في الصراخ وقد أحست بالألم ..
كان قلب " ندى " ضعيفا ليتحمل ذلك ، فحاولت تهوين الأمر على كلتيهما ...
قالت " ندى " : ركزي معي يا " هالة " .. أنظري إليّ .. حدثيني وحاولي تناسي الألم .. هيا قولي شيئا تحبينه وكيف تفكرين فيه ؟؟!!!
قالت " هالة " بأسى : شيء أحبه ؟؟!! .. ثم صمتت
قالت " ندى " : هاا .. ماذا تحبين ؟؟!!!
قالت " هالة " : أحبك .. وأحب ان أبقى هنا معك ولا أعود للمنزل أبدا ...
قالت " ندى " : الحمد لله انكِ تحبيني .. ولكن هنا مجرد مرحلة ، وستعودين حبيبتي لمنزلك وأسرتك حيث والدتك ووالدك .
قالت " هالة " وقد غصت بحلقها الحسرة والألم : أمي وأبي .. هذان الأرعنان ، والذي كل منهما فكر في ذاته وفقط ، فأمي بعد انفصالها عن أبي تزوجت بآخر ، وأبي بعد الانفصال تزوج بأخرى .. يعاندان بعضهما ، وبتُّ أنا المنبوذ الوحيد في حياتهما فهي لا تريدني وهو لا يريدني وكليهما يتقاذفاني بين بعضهما البعض .
قالت " ندى " متنهدة بارتياح : ها قد انتهيت من تنظيف الحروق ، هل أحسست بالألم ؟؟!!!
قالت " هالة " : بل قمة الألم هو ألم الروح وليس الجسد " ندى " .
قالت " ندى " متعجبة إلا انها أخفت ذلك بممازحة : أوووه .. من الواضح اني أتحدث إلى فيلسوف .. " هالة " هل حاولتِ من قبل افراغ مشاعرك على الورق ؟؟؟!!
أجابت " هالة " : لا ....
قالت " ندى " : سأحضر لكِ بعض الأوراق وقلم ، وأريدك ان تكتبي ما تشعرين به . اتفقنا ؟؟!!!
أجابت " هالة " اتفقنا ....



إلى هنا ينتهي الفصل الأول
تمنياتي بأن تروق لكم
وتستمتعوا بالقراءة
تحية طيبة
الخل الوفي : ذكرى لا تموت بالقلب

سحر أحمد
__________________
الذين ماتوا من أجل ألا يموتوا لهم .. عصافير الصباح مدى

إلى شهداء الحرية والكرامة في كل بقعه من أرض الوطن العربي

قلب وليد ستكونين دوما بالقلب ولن تغيبي



إذا تم اكتشاف نقل موضوع دون ذكر كلمة منقول
سيتم انذار صاحبه وإن كررها سيوقف

قبل نقل أية معلومة دينية يُرجى التأكد من صحتها
وذِكر مصدرها
ويُرجى عند اضافة الآيات القرآنية ذِكر أرقامها وأسماء السور ، وتحري الصحيح في الأحاديث النبوية الشريفة
جزاكم الله كل خير

المنتدى أمانة في أيديكم
فلنترقِ سويا بمنتدانا الغالي
  #2  
قديم 05-05-2010, 03:43 PM
 
الفصل الثاني من روح الحب .

بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل الثاني
..
يوم طويل .. لماذا هذا اليوم لا يريد الانتهاء ؟؟!!! تساءلت " ندى " بعدما زفرت زفرة ألم وأسى لكل ما ترى من معاناة ومأساة المرضى وصراعاتهم مع المرض ..



دخلت " نهلة " على " ندى " وهي بغرفة الاستراحة الخاصة بهن وقالت : " ندى " يسعدني أن أنقل لكِ خبرا سعيدا .. لقد تمت ترقيتك .
قالت " ندى " : صدقا ..!!! لا .. هل تتحدثين بجدية أم هي مزحة ؟؟؟!!
قالت " نهلة " : لا . أقسم لقد تمت ترقيتك وعلمت هذا الخبر من دكتور " عماد " .
تساءلت " ندى " : وهل علمتِ أي قسم سأذهب ؟؟؟!!
أجابتها " نهلة " : قسم الرعاية الفائقة ( العناية المركزة )
قالت " ندى " : لا ...
قالت " نهلة " : أقسم لكِ ، لقد نقلوك بترقية إلى قسم الرعاية الفائقة .. هناك أفضل يا " ندى " حيث لا احد يتألم ولا يشكو ، مجرد متابعة للأجهزة ..
قالت " ندى " وقد غصت بحلقها الحسرة والألم لتركها أصدقائها ومرضاها هنا : آلات .. أجهزة .. لا أحد يتألم .. نعم يا " نهلة " ولكن أحب التواصل مع مرضاي .
قالت " نهلة " ممازحة في محاولة منها لتلطيف الجو : أنتِ تحبين الصداع ووجع الدماغ وكثرة الكلام التي لا فائدة منها .
قالت " ندى " : " نهلة " التمريض رسالة .. ليست مجرد أداء وظيفي أو تنفيذا لأوامر طبيب .
قالت " نهلة " : بالله . لا أريد الاستماع لدروس عن التمريض .. يكفي ما حصلته بالمعهد ، ونحن ملائكة الرحمة إلى غير ذلك من الأقاويل ، أدري أدري ...
قاطعتها " ندى " قائلة : " نهلة " لا أحبك تتحدثين عن التمريض بهذا الشكل السافر ... أترين يا نهلة إن الله عز وجل يعود المريض ويؤجر مَن يعوده ويزوره فما بالك بنا نحن الساهرات على خدمته ورعايته .. يا " نهلة " التمريض تهوين على المريض مصابه ومحاولة التخفيف عنه ومداعبته أحيانا بحلو الكلام حتى يتفاءل خيرا والتربيت على كتفيه وسماع همومه .. " نهلة " إن التمريض من أسمى المهن على الاطلاق ...
تذمرت " نهلة " من هذه المحاضرة وقالت : حاضر .. حاضر .. والآن عليّ الانصراف لمتابعة عملي وأنت ِ ؟؟!!!!
أجابت " ندى " : أنا في فترة راحتي سأمضي بعد نصف ساعة لأمر على المرضى .
قالت " نهلة " : أتحبين أن آتي لكِ بشيء أو آمرهم باحضار شيء لك ؟؟؟!
أجابت " ندى " : شكرا لكِ حبيبتي .
قالت " نهلة " : إذا علمتِ متى سترحلين أخبريني ، سنفتقدكِ كثيرا .
قالت " ندى " : وأنا أيضا سأفتقد كل شيء هنا ، ولكنه مبنى واحد الذي يفصلني عنكم ستجدونني هنا بينكم بين الحين والآخر ، فلن أستطع التخلي عن أحبابي ...
قالت " نهلة " : ولا نحن غاليتي يمكننا التخلي عنكِ أبدا .. وليفعل الله ما يشاء ولا تقلقي .
أجابت " ندى " : لن أقلق وربي معي يحفظني ويرعاني .
قالت " نهلة " : ونعم بالله . ثم انصرفت ....


أخذت " ندى " تفكر في الترقية وكيف أنها ستترك المبنى الذي قضت فيه جل وقتها لتنتقل إلى قسم الرعاية الفائقة وكيف أنها ستترك أحبابها هنا من مشرفين وممرضات زميلاتها ومرضى تعلقت بهم وصاروا جزءا من حياتها اليومية ......
أنهت " ندى " ما تبقى لها من عمل وهي تشعر بالأسى فلربما لن تقابل هؤلاء المرضى من جديد بعد اليوم .. إلا أنها آثرت ألا تخبرهم شيئا حتى تنتهي فترة عملها بالقسم ...
طلب الدكتور " عماد " منها أن توافيه إلى المكتب وهناك أكد لها خبر ترقيتها ونقلها ...


انتهى إلى هنا الفصل الثاني
إلى اللقاء في الفصول القادمة
تمنياتي بأسعد الأوقات
وقراءة ممتعة ومفيدة
سحر أحمد

__________________
الذين ماتوا من أجل ألا يموتوا لهم .. عصافير الصباح مدى

إلى شهداء الحرية والكرامة في كل بقعه من أرض الوطن العربي

قلب وليد ستكونين دوما بالقلب ولن تغيبي



إذا تم اكتشاف نقل موضوع دون ذكر كلمة منقول
سيتم انذار صاحبه وإن كررها سيوقف

قبل نقل أية معلومة دينية يُرجى التأكد من صحتها
وذِكر مصدرها
ويُرجى عند اضافة الآيات القرآنية ذِكر أرقامها وأسماء السور ، وتحري الصحيح في الأحاديث النبوية الشريفة
جزاكم الله كل خير

المنتدى أمانة في أيديكم
فلنترقِ سويا بمنتدانا الغالي
  #3  
قديم 05-05-2010, 04:21 PM
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اولا مرحبا بعودتك اختي الفاضلة

نحن سعداء جدا ويشرفنا تواجدك هنا..ووضع بصماتك المميزة
..
ثانيا قصت رائعة جدا ..

والاجمل ما في القصة .. تلك الطيبة " ندى " التي حملت قلبا رحيما لمرضاها..
والتي غيرت من حياة مريضتها" هالة " والتي تمنت ان لا تفارقها

ابدا..وهذا بسبب حسن معاملنها لها

فعلا لا يوجد احسن من حسن التعامل..
وبث روح الحب في قلوب المرضى

بارك الله فيك
على المجهود الرائع
والذي يستحق كل الشكر
تحيتي
__________________



( اللهم آجعل وجودي في هذا المنتدى خالصا ًلوجهك الكريم واكفني شـــره وانفعني به)
  #4  
قديم 05-05-2010, 05:21 PM
 
جزاكِ الله خيرا ريحانة الجنة
على المرور الطيب
شاكرة لكِ أختي
وأرجو ان تروق لكِ
__________________
الذين ماتوا من أجل ألا يموتوا لهم .. عصافير الصباح مدى

إلى شهداء الحرية والكرامة في كل بقعه من أرض الوطن العربي

قلب وليد ستكونين دوما بالقلب ولن تغيبي



إذا تم اكتشاف نقل موضوع دون ذكر كلمة منقول
سيتم انذار صاحبه وإن كررها سيوقف

قبل نقل أية معلومة دينية يُرجى التأكد من صحتها
وذِكر مصدرها
ويُرجى عند اضافة الآيات القرآنية ذِكر أرقامها وأسماء السور ، وتحري الصحيح في الأحاديث النبوية الشريفة
جزاكم الله كل خير

المنتدى أمانة في أيديكم
فلنترقِ سويا بمنتدانا الغالي
  #5  
قديم 05-06-2010, 12:14 PM
 
مشكوره علي القصه
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الحادث الدي أدى إلى إصابة الحب بالعمى (الحب الأعمى وأصدقاءه) عبير الأرجوانة أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 3 01-07-2008 01:23 AM
الاستفتاء(( إن الإنسان قبـل الحب (( شيء )) وعنـد الحب (( كل شيء )) وبعـد الحب (( لا شيء )) ياسين أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 4 02-12-2007 10:56 PM


الساعة الآن 12:57 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011