عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-04-2007, 07:02 PM
 
تربية العقل بين الإيمان وتحديات العصر ..

"تربية العقل بين الإيمان وتحديات العصر"


عقلنة الحياة


بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصّلاة والسلام على سيِّدنا محمد و(ص) وعلى جميع أنبياء الله والمرسلين. السلام عليكم أيُّها الأخوة المؤمنون والأخوات المؤمنات ورحمة الله وبركاته.

خلق الله الإنسان قبضةً من طين ونفخةً من روحه، وهذا الروح الإلهي الذي دخل في تكوين الإنسان كان عقلاً؛ عقلاً يتحرك ليجعل الإنسان خليفته في الأرض، وليحرّك العقل ليعقلنها في كلّ عناصر الحياة، في عملية نموّ وإبداع وحركة. أن تكون الحياة عقلاً ينفذ إلى العمق إلى كل ما في الحياة من عمق، من أجل أن يكتشف أسرارها بالعلم.

نحن نعرف أن الله سبحانه وتعالى قال للعقل أقبل إليّ، انفتح عليّ، اصعد إلى سمواتي، انفتح على آفاقي، لأعطيك كل ما في مواقع القدرة عندي ومواقع الرحمة لديّ، أقبل إليَّ لأعطيك الطهر والنقاء والصفاء، حتى تتجه إلى الأعماق لتكتشف الحقيقة. وتوجه العقل إلى ربِّه فأقبل، ليستوحي من ربِّه كلَّ ما يغني عناصره في اكتشاف الكون، ليعرف كيف يدير الكون ويعقلنه.

{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ}(فصلت/53). وهكذا، أقبل العقل إلى ربِّه ليتعرَّف أولاً ربَّه، ليتعرف سر الوجود عندما يتعرف سرَّ الربوبية والألوهية. وهكذا ينطلق العقل من المعرفة بالله تعالى، لتمتدَّ إلى معرفة كل ما خلقه الله تعالى، وكل ما أبدعه، "ثم قال له أدبر فأدبر"، امشِ أمامي وتحرَّك، لأعرف كيف تتوازن خطواتك في خط مسؤوليتك. ثم قال له، وقد أعطى الله تعالى معنى العقل للعقل: "ما خلقت خلقاً أعزَّ عليّ منك"، فالعقل هو سر كل عظمة الخلق، هو القيمة التي تعطي للإنسان قيمته، فالإنسان عقل قبل أن يكون جسداً، بل إن هذا النوع من التواصل بين العقل والجسد، استطاع أن يعقلن الجسد، حتى الأنبياء والأولياء، عظمتهم أن عقولهم قد أخذت أساليب الكمال، فكان الرسول عقلاً وقيمته هي عقلانيته.

وقد ورد عندنا: "أنَّ الرسول عقلٌ من خارج، والعقل رسولٌ من داخل"، هذا النوع من التزاوج بين العقل والرسول، يجعل الرسالة عقلاً. وبذلك، فإن الرسالة لا يمكن أن تلتقي بالخرافة، ولا يمكن أن تلتقي بالتخلّف، أو تلتقي بالجهل، بل إنَّ الرسالة تحتضن العقل وتختزنه من أجل أن تغيِّر العالم على صورتها.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ}(الأنفال/24)، وقالها الله: «إياك آمر وإياك أنهى، وبك أثيب وبك أُعاقب». عندما يقوم الناس لربِّ العالمين، يقف العقل، وتتحرك كل العقول أمام الله تعالى لتقدم حساباتها بين يديه تعالى، بأنه هل استطاع العقل أن يعقلن مسيرته، أم أنَّه أعطى مسيرته خطاً لا يلتقي بحسابات الفكر، على طريقة لهم قلوب لا يعقلون بها؟!

"وبك أثيب وبك أعاقب". إن الله تعالى يعطي القيمة للإنسان من خلال حجم عقله وحركية عقله، ونحن نعرف أن الله تعالى عندما ينظر إلى الإنسان ينظر إلى عقله، لأنه يريد للإنسان أن يُعقلن مسؤوليته وعاطفته وغريزته، لأن المادة التي تعيش في داخل الغريزة، قد تقتل الإنسان عندما تنحرف غريزته عن مسارها العقلاني الطبيعي لتهلك واقعه.

لذلك، لا بد من أن نعطي الغريزة جرعةً من العقل، لنوظِّفها في طبيعة حاجة الحياة إلى الغريزة في استمراريتها وحيويتها، ولكن مع التوازن في حركتها وواقعها، كذلك، لا بد من أن نعطي العاطفة جرعة من العقل، لتتوازن وتتأصَّل، لأنّ الإنسان قد يجمح في عاطفته، فيحب من دون حساب، ويبغض من دون حساب.

ولذلك، يأتي العقل ليخاطب في الإنسان أساس العاطفة، ما هي العناصر التي تجعله يحب الآخر أو يحب الشيء؟ ما هي العناصر المادية؟ ما هي العناصر الروحية؟ ما هي الأسس التي يرتكز عليها حبُّه؟ لأنّ الحبَّ لا بد من أن يكون مفتوح العينين، ولا يجوز أن يكون أعمى، لأنّ العمى في الحبِّ يجعل الإنسان يتخبَّط ويسقط في كل المهاوي، ويجعل حبه حباً فوضوياً غير متوازن. وهكذا عندما يبغض، لا بد من أن يعرف العناصر التي تبرّر له هذا البغض، حتى لا يكون الحب حالة انفعال والبغض حالة انفعال، بل ليكون الحب _ أيّ حب _ منطلقاً من حبه لله تعالى، ومن حبه لرسل الله، ومن خلال هذا الحبّ ينطلق حبه للناس من حوله، وحبه للحياة ولما يلتذ به ويحلو له، حتى يكون حبه منطلقاً من دراسة، بحيث يقترب من معادلة 1+1=2، لا الحب كيفما كان، ولا الحب من خلال نظرة طارئة أو من خلال لذة آنيّة، لأنّ اللذة تزول، والنظرة تختفي.

وهكذا أيها الأحبة، نحن في حاجة إلى نعقلن كل شيء عندنا؛ أن نعقلن الفكر حتى لا ينطلق من السطح، بل من العمق، وحتى لا يختلط بالخرافة، كما أدخلها البعض في الفكر والدين، وحسبوها فكراً وديناً، فعاش العالم المتخلّف هذا الخلط، وقدّس الخرافة باسم الدين.

إنّ علينا أن نعقلن وعينا للدين، وتصوّرنا له، من خلال الفهم العقلاني الثقافي المتوازن، الذي يجعلنا نفهم الدين بجذوره العقلية والفكرية. نحن لا نعتبر الإيمان فوق العقل كما يعتبره بعض أتباع الديانات، بل إن العقل هو الذي ينتج الإيمان، ولا عمق لإيمان لا يرتكز على العقل. نحن نؤمن بالله تعالى لأن العقل قادنا إلى وجوده، وقادنا إلى توحيده... فنحن وحَّدناه، لأنّ عقلنا اكتشف توحيده، ونحن عبدناه، لأن عقلنا اكتشف عبوديتنا له وطاعتنا له.

وهكذا أيها الأحبة، لا بدّ لنا من أن نعقلن الحياة الاجتماعية، حتى لا تسقط في خطِّ العصبية العمياء، بل لتتحرّك على أساس نظم وخطوط وقواعد، تجعل من المجتمع جسماً واحداً، ينطلق كلُّ أفراده لتحقيق الأهداف الكبرى للمعنى الاجتماعي في المجتمع الذي يؤكِّد قضاياه الكبرى، كما يؤكِّد للأفراد قضاياهم الحيوية.

ولا بدّ من أن نعقلن السياسة، حتّى لا تكون انفعالاً وحالةً طارئة وعاطفة، بل لتكون خطة تدرس كل حاجات الإنسان وأهدافه ووسائله، بطريقة عقلانية تحسب حساب القوة والضعف، والربح والخسارة، والبداية والنهاية.

ولذلك، فإنّ عقلنة السياسة تفرض أن لا يستقلّ بالسياسة أفراد ينطلقون من خلال ذاتية فكرهم، ليتبعهم الناس تصفيقاً وتهليلاً وتكبيراً واتّباعاً أعمى. إنَّ عقلنة السياسة تعني أن يكون لكل شخص ممن تتصل حياته بالسياسة، فكرٌ سياسيّ وخطّ سياسيّ، وأن يتعرَّف مواقع السياسة عندما يرتبط الداخل بالخارج، وعندما تندمج القضايا الإقليمية بالقضايا الدولية، وعندما تتحرك مصالح المستضعفين في مواقع مصالح المستكبرين. أن لا تكون السياسة تقليداً، بل تكون إنتاجاً وإبداعاً. أن لا نتحرك لأنّ الآخرين يريدون لنا أن نتحرك، بل لأننا نحن نريد ذلك، ولأنّ الآخرين الذين ربما يملكون موقعاً في مركز القيادة، لا بُدَّ لهم من أن يتكاملوا معنا.

أن يكون هناك اندماج بين القاعدة والقمة. ولعل مشكلة السياسة في العالم الثالث، أو في العالم العربي والإسلامي، أنها سياسة انفعالية، عاطفية واتّباعية، تصفيق وحركة دون معرفة للبداية والنهاية.

ولهذا، لا سياسة في عالمنا العربي والإسلاميّ إلاّ القليل، وما لدينا هو شعارات وهتافات، وعبودية الشخص والحزب والحركة والمنظمة، هؤلاء الذين لا يسمحون للقاعدة أن تعترض وتناقش وتفهم، لأن القضية أننا أدمنّا السّير من دون أن نفهم، لأنّ الشعب إذا فهم، فإنه يسبّب مشكلة للآخرين.

أيها الأحبة، لا بد لنا أيضاً من أن نعقلن المستقبل، من خلال دراسة المتغيرات التي يسير بها العالم في سرعة قياسيّة، ولا بدّ من مواكبة هذه المتغيّرات ورصد المستقبل، من خلال كل هذه الهزات الثقافية والاجتماعية والسياسية والأمنية، لنعرف كيف نصنع المستقبل بتخطيط عقلي وموضوعي، وحتى لا نقع بما وقع فيه الآخرون، عندما تصوّروا أنّ العالم جامد وثابت. فالعالم متغيّر وعلينا مواجهة كل التحديات فيه، سواء كانت ثقافية أو سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية، لنعرف كيف نرتفع إلى مستوى هذه التحديات، حتى نعرف كيف نواجهها، وكيف نخفف من أخطارها، أو لنتعايش معها في بعض المراحل.
ن

ق
ل


__________________
  #2  
قديم 02-05-2007, 11:24 PM
 
رد: تربية العقل بين الإيمان وتحديات العصر ..


شكراً أخي لموضوعك القــيّم

  #3  
قديم 02-06-2007, 01:15 AM
 
رد: تربية العقل بين الإيمان وتحديات العصر ..

مشكور اخي ابومهند والله يعطيك العافيه
__________________
منتديات عيون العرب
( صور حب - صور زهور -تحميل صور - صور كرتون - صور رومانسية متحركة - صور ورود و ازهار - صور ميكي ماوس - كاريكاتيرات روعة روعه - صور نوافير رائعة رائعه - مسجات شوق - صور رومانسية متحركة - صور سيارات جديدة - صور مساجد - برنامج المؤذن - Download Msn Messenger 9.0 - برنامج flv Player for mac - Bmw بي ام دبليو 2008- نغمات Mp3 - العاب للبنات فقط - كلمات رومانسية - صور ازهار - مسجات- تحميل كتب توبيكات ملونة توبيكات توبيكات للماسن توبيكات ملونة اناشيد يوتيوب يو تيوب مركز تحميل صور مقاطع فيديو مركز تحميل الصور تحميل صور صور رومانسية رسائل حب موقع باربي صور عيون منتديات صور بنات تحميل الماسنجر مسجات حب مسجات ثيمات العاب للبنات فقط mobile9 برامج الماسنجر مكياج خلفيات تحميل العاب صور أنمي ترجمة نصوص العاب تلبيس تلبيس باربي العاب ماريو sitemap صور سيارات برامج جوال رسائل الجوال موقع باربي اكواد جافا العاب بنات فساتين صور تلوين اليوتيوب صور نكت 2008 نكت 2009 مقاطع صوتية مقاطع فيديو للتحميل صور حلوه موسوعة الصور دليل مواقع صور قلوب تحميل برامج windows live messenger 9 عيون العاب فلاش برامج برامج جوال وموبايل Drivers برامج صوت وفيديو تحميل العاب جديدة برامج شبكات برامج حماية برامج إدارة النظام برامج تصميم وفوتوشوب نسخ اقراص و DVD برامج كمبيوتر الكمبيوتر كتب عربية تحميل كتب عربية برامج اطفال برامج بورتابل portable برامج عربية ومعربة برنامج هندسة معمارية برنامج ضغط وفك ضغط تعاريف الأجهزة وخدمات أخرى برامج المكتبة برامج منوعة موقع برامج العاب بنات العاب مسجات مرض منتديات صور صدام حسين العاب تلبيس العاب باربي العاب ترتيب غرف العاب طبخ العاب مغامرات العاب اكشن العاب ميك اب العاب مكياج العاب بنات منوعة hguhf hguhf fkhj tr' )
  #4  
قديم 02-06-2007, 02:18 AM
 
رد: تربية العقل بين الإيمان وتحديات العصر ..

يسلمووووووووووووو اخوي فاروق على المرور يعطيك العافية
يسلمووووووووووووو اخوي ابو خالد على المرور يعطك العافية
__________________
  #5  
قديم 02-06-2007, 04:37 AM
 
رد: تربية العقل بين الإيمان وتحديات العصر ..

مشكور أبو مهند للموضوع القيم

جزاك الله خيرا
__________________

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 12:00 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011