عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام العامة > مواضيع عامة

مواضيع عامة مواضيع عامة, مقتطفات, معلومات عامه, مواضيع ليس لها قسم معين.

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #16  
قديم 06-25-2010, 10:52 PM
 
عندما يصبح تحرير القدس هدف الحياة!
[ 25/06/2010 - 05:11 ص ]
أ. د. سليمان صالح


تخيل معي أن تحرير القدس أصبح هدف حياة مليار ونصف من المسلمين، وكل فرد منهم يمتلك عقلاً يستخدمه في إبداع الوسائل لتحريرها، وفي التفكير من أجلها، وفي تعليم الآخرين لتأهليهم لتحقيق هذا الهدف.
وتخيل معي أن ملياراً ونصفاً من العقول قد انتفضت فتعلمت وعلمت وفكرت وأبدعت، وبنت أكبر مجتمع عالمي للمعرفة وإنتاج الأفكار. وأن كل عقل قد ابتكر فكرة واحدة، وتلاقحت الأفكار فأنتجت ابتكارات، وتحولت تلك الابتكارات إلى وسيلة لإعمار الأرض وتحقيق التقدم ومضاعفة الثروة المادية والثقافية.
وكل عقل قادر على إنتاج آلاف الأفكار، والكون مازال غامضاً رغم كل جهود البشرية لاكتشافه، ومازالت ملايين الأسرار لم تعرفها الإنسانية... وقد يقلب اكتشاف سر واحد الاقتصاد العالمي والعلم والحضارة الحديثة.
وعندما تعمل عقول المسلمين بكل طاقتها، فإن الله سيفتح لها أبواب العلم والمعرفة والثروة والتقدم.
قاوم بعقلك
وقوى الاستعمار عملت بشكل متواصل حتى لا نصل إلى تلك المرحلة، ولكي نظل مجرد مستهلكين للمنتجات الغربية. ولكي تصاب عقولنا بالكسل نتيجة ما تعانيه من إحباط بسبب استبداد حكامنا وقهر أجهزة أمننا.
قوى الاستعمار أرادت أن تفرض علينا الجهل والخوف والهزيمة النفسية حتى لا نستخدم عقولنا، فنفكر ونتحدى النموذج الغربي بنموذج إسلامي أكثر تقدماً وتحقيقاً للحرية والعدالة.
لذلك فإن نقطة البداية للتقدم هو تحدي هذا المخطط الاستعماري، بأن يتعلم المسلم فن المقاومة، وأن يواجه خوفه وإحباطه وشعوره بالهزيمة والعجز.
أنت لست عاجزاً وتستطيع أن تستخدم عقلك لتغيير الواقع.. ولتحويل ضعف الأمة إلى قوة، وعندما يستقر هذا الشعور في نفسك فستنطلق قدراتك وستنتج أفكاراً تساهم في تغيير واقعنا، وبناء مستقبلنا.
ولأن الإنجازات تتناسب دائماً مع الأهداف والتحديات فإن هدفك لابد أن يكون عظيماً لكي تنتج أفكاراً لها قيمة وأهمية، ولكي تحقق إنجازات كبيرة.... وهل هناك هدف في هذه الحياة أفضل وأجمل وأعظم من تحرير القدس؟.
وعندما يكون هذا التحرير هدف الحياة، فسيعمل عقلك بكامل طاقته فيبتكر ويبدع، ويومئذ ستجد لحياتك معنى، وستشعر بأن الحياة نعمة من الله يجب أن تستثمر كل لحظة فيها لتحقيق الهدف الكبير.
وتتعب الأجسام
لكن الشاعر العربي قال يوماً: إذا كانت النفوس كباراً تعبت في مرادها الأجسام.. لذلك لا يمكن أن يكون هدفك كبيراً ثم تظل ساكناً وصامتاً بل لابد أن ينتفض العقل فتنطلق القدرات ويتحرك الجسد بكل ما فيه من جوارح وحواس وإمكانيات.
تخيل معي أن عقلك قد انطلق يفكر، وجسدك تحرك... فأطلقت لخيالك العنان، وشحذت إرادتك، وقررت أن تساهم في الحضارة الإنسانية، وأن تعيد مجد أمتك، وأن يكون تحرير القدس هو هدف حياتك؟.
لا تحاول أن تجيب قبل أن تعيش التجربة. لكنني أستطيع أن أؤكد لك أنك ستشعر لأول مرة بسعادة حقيقية. وعندما تعود إلى فراشك ستنام ولن تعاني من الأرق، ولن تهاجمك ذكريات الماضي المريرة وآلام التجارب القاسية التي عشتها من قبل، ولن تشعر بالندم على ما فات.
أستطيع أن أؤكد لك أيضاً أنك ستشعر بأنك إنسان ميزه الله عن كل المخلوقات وكرمه وأعلى شأنه ومنحه من القدرات ما يستطيع بها أن يبني الحضارة، وستشعر أن حريتك هي منحة من الله وحده ولا يجوز لأحد في الأرض أن يقيدها.
عندما يصبح تحرير القدس هدف حياتك فستحرص على هذه الحياة الغالية، ولن تضيع لحظاتها في ارتكاب المعاصي والآثام، وإنما سوف تستثمر كل لحظة في إرضاء الله سبحانه وتعالى وتحقيق إنجازات عظيمة.
عندما يصبح تحرير القدس هدف حياتك، فلن تضيع هذه الحياة في البحث عن متع تافهة، ويومئذ ستقاوم الثقافة الاستهلاكية الغربية، وستساهم في التحرر الاقتصادي للأمة، ولن تكون عبداً للشركات الأمريكية عابرة القارات ولن تتفاخر على الناس بامتلاك السلع الترفيهية وعندئذ تزداد قوتك وقيمتك بين الناس، وتزداد أمتك قوة.
وعندما يصبح تحرير القدس هدف حياتك فستحرص على أن تحصل كل يوم على علم نافع... وستنقل هذا العلم للآخرين فتزداد قوة الأمة عندما يصبح الناس يتبادلون المعرفة ويزداد وعيهم فيحرصون على حقوقهم ويشاركون في بناء مجتمعهم وفي تحقيق الديموقراطية.
أفكار تحت الحصار
عندما يصبح تحرير القدس هدف حياتك ستفهم كيف صمد أهل غزة في وجه الحصار، وسوف تشعر بالغبطة لهم، فهم يجوعون ولكن عقولهم تعمل بكفاءة عالية، وقلوبهم امتلأت إيماناً، وتحررت نفوسهم من العبودية لغير الله، وشحذوا همتهم وإرادتهم الإنسانية فتحدوا كل الطغاة الذين فرضوا الحصار.
وكل مسلم يحتاج إلى أن يتعلم من أهل غزة فن مقاومة الحصار بإنتاج الأفكار والمجتمع الذي ينتج الأفكار يسير في طريق النهضة والتقدم.
وأنا أعتقد أن أهم مؤشرات تدهور الإمبراطورية الأمريكية أن عملية إنتاج الأفكار الجديدة في أمريكا قد تناقصت خلال العقد الأخير ذلك أن الأمريكيين قد أصابهم الخوف بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وساهمت الحكومة الأمريكية في زيادة خوفهم لإقناعهم بتأييد الحرب على العراق.
وكانت أخطر نتائج عملية التخويف أن فقد الناس القدرة على إنتاج الأفكار، وكان ذلك أحد أهم العوامل التي أدت إلى الأزمة الاقتصادية.. حيث أصبح المواطن الأمريكي يقترض من البنوك ليتمتع بحياته المحدودة التي يخاف أن تنتهي في أي وقت، وهو يريد أن يحصل على أكبر قدر من المتعة، لذلك أصبح اقتصاد المتعة والرفاهية والتسوق والخدمات هو أهم مجالات الاقتصاد بينما تناقص الاهتمام بالاقتصاد الإنتاجي.
أما أهل غزة فإنهم تحت الحصار ينتجون الأفكار، ولأن أفضل الأفكار ما يتم إنتاجه في مواجهة تحديات تهدد بقاء الإنسان، فإن الغزاويين قد دافعوا عن حياتهم بإنتاج أفكار جديدة يمكن أن تساهم في تغيير الواقع العالمي كله.
أهل غزة لم تصلهم أية مادة يمكن أن تستخدم في إنتاج السلاح، ولم تصلهم أي قطعة سلاح طوال سنوات الحصار، ودعك من الأكاذيب الإٍسرائيلية والأمريكية حول الأسلحة الإيرانية، فالذي حدث هو أن الغزاويين قد أنتجوا أسلحتهم بأنفسهم من المواد المتوفرة في أرضهم، وأنهم اخترعوا وابتكروا وفكروا وأبدعوا: أي أن الحصار أنتج نهضة في التفكير وأعلى شأن الإنسان وأعاد للمادة وضعها الطبيعي كأداة ووسيلة وهو ما يتناقض تماماً مع الفلسفة الغربية، وأصبح يشكل إمكانية لإعادة مجد الحضارة الإسلامية التي تعتبر أن الإنسان هو هدف الحضارة، وهو الذي يحقق التنمية والتقدم، وأن المادة هي مجرد وسيلة تساعد الإنسان على تحقيق أهدافه. لكن الإنسان لا يعبد المادة، ولكنه يعبد الله الذي خلق له المادة ليستخدمها في إعمار الأرض وتحقيق التقدم.
ولعل تلك أخطر الأفكار التي أنتجها الغزاويون تحت الحصار، والتي يمكن أن تؤدي إلى تغيير شامل في كفاح الشعوب لتحقيق الحرية من الاستعمار والاستبداد والطغيان خلال العقد القادم.
أخي إن شئت أن تجعل لحياتك معنى وقيمة وأهمية فليكن تحرير القدس هو الهدف الوحيد للحياة ويومئذ ستنتج أفكاراً يمكن أن تغير الواقع، وتساهم في عودة الحضارة الإسلامية ففي ظلها يتحقق للبشرية العدل والحرية والتقدم.
__________________
رد مع اقتباس
  #17  
قديم 06-25-2010, 10:54 PM
 
[quote=كريندايزر;2428032]حكي فااااااااااااااااااااااااااضي.
اخي الفاضل هذا هو ردي على اسائتك ,شكرا للمشاركة
__________________
رد مع اقتباس
  #18  
قديم 06-25-2010, 10:56 PM
 
الديمقراطية وتحرير القدس.. عندما تملك الشعوب حق الاختيار!
[ 11/06/2010 - 08:43 ص ]
أ. د. سليمان صالح


إن امتلكت الشعوب الفرصة لاختيار حكامها فإنها بالتأكيد سوف تختار قادة يعتزون بهويتها ويعملون لإقامة مشروع حضاري إسلامي يحقق النهضة والتقدم.
وتحرير القدس من أهم أركان المشروع الحضاري الإسلامي الذي تريده الأمة، التي ستختاره عندما تمتلك الحرية، وتدير انتخابات حرة ويكون لها وسائل إعلام تحترم حق جماهيرها في المعرفة.
يمكنكم أن تشاهدوا دليلاً واضحاً على صحة ما أقول في مسيرة شعب تركيا... وهذا النموذج يحمل الكثير من الدلالات التي تشير إلى المستقبل كما أنها تشكل علماً جديداً هو علم بناء المستقبل.
لقد تطور علم المستقبل على أساس إمكانية التوصل إلى سيناريوهات، وتوقع الأحداث في ضوئها.
لكن معظم النتائج التي تم التوصل إليها عن طريق الأبحاث العلمية التي تركز على المستقبل تقوم على الاحتمالات، والتوقع أو التنبؤ، لذلك تأتي أحداث تغير تلك التوقعات وتتناقض معها وهذا لا يعني أن تلك الأبحاث تقوم على أسس خاطئة. لكن هناك الكثير من العوامل والأحداث غير المتوقعة تغير سلسلة التوقعات التي تتوصل لها الأبحاث.
لذلك فإنني أحاول منذ سنوات أن ابني علماً جديداً هو علم بناء المستقبل، وهذا العلم يقوم على تشكيل العوامل التي تؤدي إلى تحقيق أهداف محددة.
الشعب يبني مستقبله
دراسة تجربة كفاح الشعب التركي تشكل إمكانية لتطوير علم بناء المستقبل... فهذا الشعب واجه واقعاً تشكل عقب سقوط الخلافة العثمانية، حيث سيطرت نخبة عسكرية امتلكت كل القوة، بينما تم إضعاف قوة الشعب. وحاولت النخبة العسكرية أن تغير هوية الشعب التركي، وقامت بفرض العلمانية، ومنع المظاهر الإسلامية حتى أصبح أي شك في تدين المواطن عائقاً أمام تولية الوظائف.
والنخبة العسكرية أدارت حرباً طويلة مع الإسلام... لكن الشعب التركي لم ينس يوماً هويته... لذلك كان ينتخب أصحاب الاتجاه الإسلامي، والنخبة العسكرية كانت تستخدم قوتها وبشكل ديكتاتوري ضد الإسلاميين وبهدف منعهم من الوصول إلى الحكم.
واجه الشعب ذلك بالعمل على زيادة قوته، في الوقت الذي تزايد فيه الإسلاميون قوة كما وكيفاً حيث كان معظم أصحاب هذا الاتجاه من المثقفين والذين حصلوا على درجات عليا في العلوم الحديثة من جامعات تركية وغربية.
كان معظم الأتراك الذين يذهبون للدراسة في الجامعات الغربية يعبرون عن هويتهم الإسلامية بمجرد الشعور بأنهم حصلوا على بعض الحرية.
وفي الوقت نفسه كان لدى هؤلاء إرادة قوية للتفوق في كل العلوم كأنهم كانوا يسابقون الزمن ويتحدون الظروف، ويريدون بناء مستقبل وطنهم.
ولقد لاحظت تلك الظاهرة خلال دراستي بجامعة ليستر حيث عرفت الكثير منهم وحاولت أن أقلدهم وأتعلم منهم فن الإصرار وشحذ الإرادة الإنسانية.
هناك ظاهرة أخرى جديرة بالدراسة أن رجال الأعمال الأتراك الإسلاميين تميزوا بالأخلاق وأهمها الصدق والأمانة واحترام حقوق العمال والتعاون والبحث عن المجالات الإنتاجية خاصة في مجال الصناعة مع الإبداع في تحسين جودة منتجاتهم.
وربما تكون تلك الظاهرة ناتجة عن قسوة التحديات التي واجهها رجال الأعمال الإسلاميون، لذلك كان أهم انجازاتهم هو تقديم نموذج جديد لرجل الأعمال المبدع الوطني الأخلاقي.
وأدى ذلك إلى زيادة شعبية الاتجاه الإسلامي، وتضاعف قوته خاصة في التسعينيات. من هنا يمكن أن نفهم سر التسمية التي أطلقوها على حزبهم العدالة والتنمية، فمن المؤكد أن علماء هذا الاتجاه الذين تعلموا العلوم الحديثة قد درسوا الواقع التركي بشكل صحيح... واستثمروا تلك الدراسة فالشعب التركي كان يعاني حالة ظلم عام بسبب زيادة قوة الجنرالات وكان هذا الشعب يعاني الفقر وعدم القدرة على الحصول على الحاجات الأساسية. لذلك كان شعب تركيا يريد العدالة والتنمية.
ولكن كيف؟!
ولقد واجه الإسلاميون الأتراك التحدي... وعمل علماؤهم الذين تخصصوا في علوم مختلفة للبحث عن كيفية تحقيق العدالة والتنمية.
وفي الوقت الذي استخدم فيه هؤلاء العلماء كل قدراتهم للبحث عن كيفية استثمار الموارد المادية... تكفل العلماء المتخصصون في العلوم الإنسانية ببناء المنظومة الأخلاقية الإسلامية، ومن الواضح أن هؤلاء كان عملهم يسبق عمل علماء العلوم الطبيعية بدليل أن رجال الأعمال الإسلاميين الأتراك قد التزموا بهذه المنظومة الأخلاقية بشكل مبكر... كما أن هؤلاء العلماء قد عملوا لبناء استراتيجيات لاستثمار الموارد البشرية، وتحفيز الإنسان التركي لتحقيق أهداف بعيدة المدى ومن أهمها بناء التنمية والتقدم على المستويات الاقتصادية والثقافية وزيادة المشاركة السياسية، والإحساس بقدرة الإنسان على التغيير.
لذلك كان وصول حزب العدالة للحكم نتيجة لكفاح طويل على المستويات السياسية والعلمية والثقافية.
وعندما وصل إلى الحكم كان يعلم خطورة التحدي، كما كان الشعب التركي يعرف أن وصول حزب العدالة والتنمية للحكم يشكل انتصاراً له، وأنه استعاد بهذا الانتصار حريته وهويته والثقة بذاته والقدرة على بناء تجربة حضارية يتم فيها الربط بوعي بين التقدم والأصالة، وبين الإسلام والحرية والعدالة والتنمية.
قائد شجاع
لكن من أهم العوامل التي أدت إلى انتصار شعب تركيا هو وجود قائد يتميز بالإيمان الذي شكل شخصيته، وملأ نفسه بالشجاعة، وجعله قادراً على اتخاذ القرارات لصالح دولته مهما أغضبت تلك القرارات أمريكا وأوروبا.
وهو فارس إسلامي يتميز بالمصداقية... إنك لا تستطيع إلا أن تحترمه حتى إن اختلفت معه، فهو صاحب موقف ورسالة يعبر بفصاحة عن الحق، ويتخذ قراره بشكل مستقل بعد أن يجتمع بمستشاريه، ويعود لمؤسساته، فهو رجل دولة، ويدرك أنه يرأس دولة عظيمة لها مكانتها، وانه يقود شعباً يمتلك الكثير من المميزات الحضارية.
انه يدرك أن هذا الشعب يحمي ظهره، ويقوي موقفه... وهو يعرف آمال شعبه ويعبر عنها، وهو يحدد بوضوح مصالح دولته ويحرص عليها.
وفي الوقت نفسه فان الشعب التركي يحب هذا القائد ويثق في صدقه وأخلاقه وأمانته.. فهو يعرفه منذ أن كان عمدة لمدينة استانبول... ولقد كان المثل الأعلى للأمانة والطهارة ونظافة اليد... ولقد وفر لبلدية استانبول المليارات التي كانت تدفع كعمولات وعلم الموظفين الذين يعملون في تلك المدينة كيف يكونون على درجة عالية من الأمانة... لقد قضى على الفساد بسلوكه الأخلاقي.. والشعب دائماً يميل إلى تقليد قائده.
مكانة عالمية
لذلك استطاع القائد أردوغان أن يعيد لتركيا دورها العالمي... فلقد أصبحت خلال سنوات قليلة قوة عالمية. وأمريكا التي تخيف دول العالم تتعامل بأدب وربما بخوف مع تركيا.
فلقد رفض أردوغان أن يسمح لأمريكا باستخدام أراضي بلاده للهجوم على العراق.
ثم جاء أسطول الحرية ليكشف مجموعة من الحقائق أهمها:
1 - إن تركيا دولة قوية يقودها قائد شجاع يستطيع أن يتحدى أمريكا و"إسرائيل".
2 - إن الشعب التركي يعتز بهويته الإسلامية ويدرك أن مكانه داخل الحضارة الإسلامية، وأنه قوى بالإسلام الذي يعطي لتجربته التنموية الحديثة الروح والحياة والقوة والفاعلية والإرادة.
والشعارات التي رفعها شعب تركيا في مظاهراته القوية تؤكد قوة حبه للإسلام واعتزازه بالانتماء للأمة الإسلامية، وأن هذا الانتماء قضية حياة وليس مسألة مصالح.
3 - لقد تفاعل القائد مع شعبه، فأحسن أردوغان التعبير بفصاحة عن الشخصية الحضارية الإسلامية لشعبه، بينما خرج شعب تركيا يعلن تأييده لقائده، ويؤكد أنه يعبر بالمظاهرات والهتافات عن الموقف نفسه الذي عبر عنه القائد بالكلمات والقرارات.
4 - إن شعب تركيا يحب العرب، فالقائد قال في افتتاح القناة التركية بالعربية مخاطباً العرب: إنه لا معنى للعالم بدونكم.
في الوقت الذي عبر فيه العرب في مظاهراتهم باعتزازهم وحبهم لتركيا شعباً وقيادة وتاريخاً ودوراً ووظيفة حضارية. وهذا يشكل فشلاً للعلمانيين الأتراك والعرب، وانتصاراً للأمة التي تتطلع للوحدة.
5 - إن الديمقراطية التي تحمل أردوغان وحزبه للحكم هي الوسيلة التي يمكن أن تستخدمها الشعوب لبناء المستقبل وتحقيق العدالة والتنمية والاستقلال وبناء الحضارة والتقدم.
6 - إن القدس في قلب كل مسلم، وتحريرها أهم أركان المشروع الحضاري الإسلامي، والأمة يمكن أن تتوحد لتحريرها. وأن التركي المسلم يعتبر أن تحرير القدس هدف حياته.
7 - إن أحرار تركيا الذين وصلوا للحكم في انتخابات حرة سيكافحون لكسر الحصار على حماس التي وصلت للحكم أيضاً بإرادة شعبها في انتخابات حرة.
__________________
رد مع اقتباس
  #19  
قديم 06-25-2010, 10:59 PM
 
نستطيع أن نحرر القدس... ولكن كيف؟!.
[ 18/06/2010 - 08:22 ص ]
أ. د. سليمان صالح


جاء الاعتداء الإسرائيلي على أسطول الحرية ليقطع سلسلة مقالاتي حول القدس التي أعتقد أنها قضية كل مسلم، وأن تحريرها هو هدف الحياة، ومن أجلها يجب أن يضحي المسلم بالنفس والمال والولد والوقت والجهد، وأن يشحذ بصيرته وإرادته... ومن أجلها يجب أن يتعلم ويعلم ويبدع ويخترع ويكتب ويخطب ويحب ويكره ويغضب ويصرخ ويصمت.
ومن أجل القدس تحمل أهل غزة آلام الجوع والحرمان، وصمدوا في وجه الحصار والعدوان... لكن لم يكن من الممكن أن أصمت في مواجهة الجريمة الإسرائيلية ضد الحرية والإنسانية والحضارة والأخلاق... لذا اعتذر للقدس حبي الأول والأخير، وأواصل الكتابة حول كيف نحرر القدس؟!.
قهر الخوف
إذا قرأنا التاريخ بعمق سنكتشف أن الذين حرروا القدس من الاحتلال الروماني ثم من الاحتلال الصليبي قد قهروا الخوف من كل القوى المادية، وقرروا أن يملأوا أنفسهم بالخوف من الله وحده، ومن يخاف الله لا يخشى سواه.
والذين يخافون من القوى المادية يشغلون أنفسهم بحسابات موازين القوى، فيفقدون شجاعة القلب وقوة الضمير.
وحسابات الواقع دائماً تتناقض مع تطور التاريخ فالذين يخافون من موازين القوى لا يتقدمون للتغيير، والتاريخ يذكر لنا الكثير من النماذج التي غيرت الواقع بالرغم من افتقادهم لعناصر القدرة المادية.
دراسة التاريخ تبرهن لنا أن موازين القوى كانت مختلة لصالح الأعداء منذ غزوة بدر حتى العدوان الإسرائيلي على غزة... ومع ذلك انتصر المسلمون الذين ملأوا قلوبهم بقوة الإيمان بالله على الذين يمتلكون عناصر القوة المادية.
وأتحدى أي مؤرخ يثبت أن المسلمين كانوا أكثر عدداً أو عدة في أية معركة دخلوها طوال التاريخ.
وهذا يوضح أن نتائج الصراعات لا تعتمد فقط على موازين القوى والحسابات المادية والأسلحة المتقدمة وعدد الجيوش، وأن اعتماد أمريكا و"إسرائيل" على تلك الحسابات هو مؤشر على الضعف وبداية الانهيار.
والذي يعتمد على الحسابات المادية يصاب بالرعب إذا حدث أي تغيير في الواقع أو دخلت عوامل أخرى أثرت على تلك الحسابات.
أما الذي يعتمد على قوة الله ولا يخاف إلا منه فإنه يتعامل مع الواقع دون خوف، ويتفاعل مع كل العوامل ويستثمرها لصالحه، ويستخدم قوته الحضارية والثقافية، ويبذل كل جهده، ويدرك أن النصر من عند الله وبيده وحده، والله هو القادر على أن ينصر عباده المؤمنين وتلك حقيقة تجلت عبر التاريخ، وحيرت علماء الغرب الذين لم يستطيعوا أن يتصوروا أن الأقوى مادياً ينهزم أمام الأقوى إيماناً وحضارة وشجاعة إنسانية.
كيف نحسب القوة؟
الماديون يحسبون القوة اعتماداً على مقاييس مادية فقط، والمادة عامل واحد، وقد لا تكون أهم العوامل في إدارة الصراع.
وقد يتعرض الأقوى مادياً للهزيمة... وهذا ما حدث للرومان والصليبيين والسوفيت والأمريكيين... لذلك فإن علم إدارة الصراع يجب أن يتطور ليدرس بعمق الصراعات التاريخية الكبرى، وليوضح دور العوامل المختلفة، خاصة العوامل الدينية والحضارية والثقافية والإنسانية.
والصراعات التاريخية يجب أن لا يديرها العسكريون لأن رؤيتهم دائماً محدودة وتركز على السلاح وليس على الإنسان.
والجيوش الحديثة اعتمدت على التقاليد العسكرية الغربية التي اهتمت بانضباط الجندي، وتعليمه كيفية استخدام السلاح والمحافظة عليه. أي أن السلاح أصبح أهم من الإنسان. ولذلك فإن الجندي يخاف على سلاحه أكثر من اهتمامه بإجادة استخدامه. لأنه سيتعرض للمحاكمة إذا فقد السلاح... لذلك فهو خائف على سلاحه ويخاف من استخدامه، ويخاف من خوفه، وهو لا يستطيع أن يبدع في استخدام السلاح.
وكثيراً ما عطلت قوة السلاح قوة العقل والتفكير والقدرة على المبادرة... لذلك قد تكون قوة السلاح على حساب قوة الإنسان.
والجندي الخائف الذي يمتلك سلاحاً متقدماً لا يهتم بالحضارة أو الأخلاق أو قيم العدل أو صفات الفروسية.
يمكنك أن تجد الكثير من الأدلة على صحة تلك النتيجة إذا تأملت سلوك الجنود الإسرائيليين والأمريكيين.
فالجندي الإسرائيلي كان يتصرف خلال عدوانه على غزة كأنه آلة تدير آلة، وهو يستخدم سلاحه القوي ليدمر ويقتل، وليلقي آلاف الأطنان من المواد الحارقة ذات القدرة التدميرية العالمية، ولا يهتم بتأثير ذلك على الحضارة والإنسانية، هكذا تحول هذا الجندي إلى مجرم، وفقد صفات المحارب الشجاع.
والجندي الإسرائيلي المجرم دمر آلاف المنازل في غزة على رؤوس أصحابها باستخدام القوة التدميرية لأسلحته المتقدمة. لكنه فقد عقله وروحه وإنسانيته فهو مجرد مجرم أحمق يقتل ويخرب... لكنه لم ولن ينتصر.. وهو يستحق العار وليس المجد.
ولقد عجز الجندي الإسرائيلي عن دخول غزة لأنه كان خائفاً من المقاتلين المؤمنين الذين يمتلكون الشجاعة الإنسانية والحضارية... لكنهم لا يمتلكون سوى القليل من السلاح الذي قاموا بتصنيعه بأنفسهم، وأبدعوا في تحسينه واستخدامه... لذلك لم يكونوا خائفين على سلاحهم ويستطيعوا استخدامه بكفاءة لأنهم صنعوه، ولأنهم يعرفون أنهم يستطيعون أن يصنعوا أفضل منه، ولأن المؤمن يتقدم ليضحي بنفسه، وبالتأكيد فإن سلاحه لا يمكن أن يكون أغلى من حياته. لذلك ازداد السلاح كفاءة في أيديهم التي أحسنت تصويبه، فخاف الجندي الإسرائيلي من المواجهة، واكتفى بأن يطلق من بعيد نيران صواريخه المتقدمة. وربما تكون تلك أهم النتائج التي كشفها العدوان الإسرائيلي والتي سيكون لها أكبر الأثر في بناء المستقبل وإدارة الصراع.
اقهر خوفك!
لذلك فإن الذي يريد أن يشارك في تحرير القدس لابد أن ينتصر أولاً على نفسه بأن يقهر خوفه، ولا يخاف إلا من رب العباد الذي خلقه. وأن يتعلم كيف يحسن استثمار قوته الإيمانية والحضارية والثقافية والإنسانية.
قوة الضمير وشجاعة القلب أهم من قوة السلاح... وإدارة الصراع تعتمد على الإرادة الإنسانية التي تحدد الأهداف وتصر على تحقيقها وتلك الإرادة الإنسانية يمكن أن تطور السلاح وتبدع في استخدامه، بينما يتعطل تفكير الذين يمتلكون أقوى الأسلحة، ويتحولون إلى مجرمين.
إدارة الصراع علم يعتمد على استخدام كل العوامل لتحقيق النصر... ومن المؤكد أن الإيمان بالله الذي يملأ قلوب الرجال شجاعة هو أهم العوامل، فالذي يؤمن بالله ولا يخاف سواه هو الذي يستطيع أن يفكر ويغير موازين القوى، فيعيد تشكيلها، ويدير الصراع باستخدام عوامل الحضارة والثقافة وهي عوامل لا يستطيع أن يستخدمها الأعداء الذين يفكرون بمنطق المادة وحساباتها.
والذي يخاف من الله لا يخاف من سلاح الأعداء مهما بلغ تطوره وتقدمه، وهو يتقدم بإيمانه فيتراجع العدو خوفاً.... وهذا ما حدث منذ غزوة بدر حتى العدوان الإسرائيلي على غزة.
إن أردت أخي أن تحرر القدس، فاقهر خوفك ولا تخف إلا من الله... واستخدم كل طاقتك الإيمانية وقوتك الإنسانية وفكر وتعلم وتقدم... فإن النصر قادم مهما بلغت القوة المادية للأعداء
__________________
رد مع اقتباس
  #20  
قديم 06-25-2010, 11:15 PM
 
هذا ما نسعى اليه فعلا .


هل نستطيع أن نهزم "إسرائيل" وأن نحرر القدس؟!
[ 28/05/2010 - 09:40 ص ]
أ. د. سليمان صالح

لأنني قضيت حياتي في العمل الأكاديمي، فلقد تعودت على الحرص الشديد في استخدام الكلمات، والتوصل إلى النتائج بعد بحث ودراسة يتم فيها استخدام المنهج العلمي.
لذلك فقد حاولت أن أقرأ التاريخ ومعطيات الواقع العالمي لكي أجيب عن هذا السؤال الذي تشكل لي إجابته أهم تحديات العمر وأسباب التمسك بالحياة... فلا قيمة لحياة لا يكون هدفها تحرير القدس، وما من سبب يدعو للسعادة والمتعة طالما كانت القدس خاضعة للاحتلال الصهيوني.
من تلك القراءة الطويلة خرجت بنتيجة أساسية هي أن الصراعات الطويلة لا تتوقف نتائجها على موازين القوى في الواقع المنظور، وأن القوى بمقاييس المادة يمكن أن يصيبه الضعف، وأن الضعيف يمكن أن يقوى.
كما أن عناصر القوة المادية تتغير مع الزمن، وأن الإنسان يمكن أن يبتكر ويبدع الكثير من الوسائل غير المتوقعة التي قد تحول ضعفه إلى قوة.
أهم أسباب السقوط
ومن أهم نتائج القراءة الطويلة للتاريخ ان غرور القوة من أهم أسباب الضعف والسقوط والهزائم.
فالدولة التي تتصور أنها قد امتلكت أسباب القوة تتجمد وتتوقف عن الاستجابة للتحديات وتندفع لصراعات تبدد قوتها.
وهذا ما حدث للإمبراطورية الرومانية ولألمانيا وبريطانيا وفرنسا والاتحاد السوفييتي.
إننا نستطيع أن نتذكر من التاريخ القريب أن بريطانيا لم تكن تغرب عن أملاكها الشمس، وأن أمريكا كانت مجرد مستعمرة بريطانية يرتفع عليها علم التاج البريطاني، ثم تحولت بريطانيا نفسها إلى مستعمرة أمريكية لا يستطيع قادتها إلا أن ينفذوا أوامر الرئيس الأمريكي، وهم يندفعون إلى حرب يعرفون جيداً أنها خاسرة وغير مشروعة وغير عادلة، وأنهم سينهزمون فيها لمجرد طاعة الرئيس الأمريكي.
هل يمكن أن يجادل أحد في صحة تلك النتيجة. ما الذي دفع الإمبراطورية البريطانية العظمى إلى تلك الحالة البائسة، وجعلها تعاني التبعية والذل؟!!، إنه ببساطة غرور القوة.. لقد اندفعت بريطانيا تقتل البشر وتبيد الشعوب وتتعامل بعنصرية وقسوة وصلف مع كل الشعوب.
وبريطانيا هي التي قهرت العرب وأذلتهم واحتلت فلسطين، وسلمتها للعصابات الصهيونية، وقام جيشها بحماية تلك العصابات وهي ترتكب المذابح البشعة ضد شعب فلسطين بغرض طردهم من أرضهم وبيوتهم والاستيلاء عليها... وتلك أكبر جريمة تاريخية تعرفها البشرية.
أما الاتحاد السوفييتي فقد كان القوة العظمى الثانية في العالم، وكان يمتلك من الأسلحة ما يكفي لإبادة البشرية كلها وتدمير الكرة الأرضية. وكان جنرالات الجيش السوفييتي يتيهون فخراً بنياشينهم والنجوم اللامعة على أكتافهم تماماً مثل أسلافهم من القياصرة.
لكن الاتحاد السوفييتي انهار فجأة، وكان غرور القوة العامل الرئيس في السقوط، فأولئك الجنرالات انهزموا أمام أفقر أهل الأرض وأضعفهم. لقد أذل الأفغان الجنرالات الروس فانسحبوا صاغرين يعانون مرارة الهزيمة، ليكتشفوا أن إمبراطوريتهم قد نخر سوس الفساد عظامها وتوقف الجميع عن التفكير وأصابتهم البلادة، وحاول جوربا تشوف أن يصلح الحال، ولكنه جاء متأخراً.
نتن ياهو في الطريق
تذكرت الجنرالات البريطانيين والروس وأنا أتابع النتن ياهو يعلن بكل غرور أن القدس الموحدة هي عاصمة "إسرائيل" الأبدية، وأنها لن يتم تقسيمها مرة أخرى، ومع ذلك يندفع الحكام العرب للمفاوضات غير المباشرة وهم يعلمون تماماً أنها لن تصل بهم إلى نتيجة سوى المزيد من الذل.
وكان من الطبيعي أن يصل النتن ياهو إلى غرور القوة، فالنظام العالمي السياسي والاقتصادي والإعلامي يوفر له كل الأسباب والعوامل التي تجعله يأمر فيطاع.
وهو يعلم تماماً أن حكام العرب جميعاً تحولوا إلى كنوز استراتيجية له، كل دورهم هو حماية أمن "إسرائيل" وفرض الخضوع لها.
لكن ذلك الغرور سيكون أهم أسباب الضعف والسقوط والانهيار والهزيمة، ولعله يكون سبباً في يقظة العرب وإدراكهم أن السلام لا يمكن أن يحرر أرضاً أو يعيد حقاً.
ها قد بلغ النتن ياهو من الغرور ما يفوق جنرالات بريطانيا وروسيا، وما يزيد على غرور هتلر وبوش.
طريق النصر
ولكن هل ننتظر إلى أن يضعف النتن ياهو وينهار وحده؟. إن أهم مصادر قوة "إسرائيل" وأمريكا هو ضعفنا وخوفنا وتخلفنا. وعندما نتقدم لامتلاك أسباب القوة فسوف نعجل بانهيار أمريكا و"إسرائيل"... ولكن كيف؟!.
أما القوة المادية فنحن نمتلك الكثير منها، وعلى الأقل نمتلك من عوامل القوة المادية ما لو تجمعت لشكلت إمبراطورية إسلامية عالمية عظمى.
إن الأرض التي يسيطر عليها المسلمون سيطرة كاملة تبلغ أكثر من 35 مليون كم مربع، وفي هذه الأرض من الثروات المادية ما يفوق الخيال، وما يكفي لبناء حضارة عظيمة.
ولو أن دول الخليج قد استثمرت أموال البترول التي ضاعت في بنوك أمريكا خلال الأزمة الاقتصادية والتي تزيد على ثلاثة تريليونات من الدولارات في بناء المصانع والمدارس والجامعات واستصلاح الأراضي لأصبح العرب القوة الأولى في العالم اقتصادياً وسياسياً.
نحن نمتلك الكثير من أسباب القوة المادية، وإذا ما استخدمناها سنغير موازين القوى في العالم وسنبني عالماً جديداً... وعندئذ سنملأ الفراغ الذي سينشأ نتيجة انهيار أمريكا والذي سيتحقق خلال سنوات قليلة.
لكن إدارة الثروات وبناء القوة المادية يحتاج إلى إدارة إنسانية وحضارية وسياسية، فالثروات لا تستخرج نفسها من باطن الأرض.
والقوة المادية لا تتحقق دون عمل إنساني، وهي تظل معطلة بلا قيمة إذا لم يستخدمها الإنسان.
ونحن نمتلك ثروة إنسانية، فماذا يمكن أن يحدث لو انطلق ملايين الشباب يتعلمون ويبدعون ويزرعون وينتجون ويفكرون ويعبرون عن آرائهم، ويتخذون قراراً تاريخياً بألا يحكمنا بعد اليوم مستبد أو فاسد أو طاغية.
إن حكامنا الطغاة كانوا هم سبب هزائمنا ومصائبنا وتخلفنا، وهم الذين فرضوا علينا التبعية.
مع ذلك فإن القوة المادية لا تكفي... فالإيمان بالله هو مصدر القوة للإنسان وللأمة، ويوم أن يملأ الإيمان بالله قلوبنا ويشكل حياتنا سنصبح أقوى الأمم.
والمسلمون صنعوا حضارة عظيمة بدون ثروات مادية، فكيف إذا امتلكنا الكثير من الثروات، واستخدمناها لتعليم الناس وتطوير حياتهم واستثمار قوتهم في مشروع حضاري إسلامي عالمي. عندئذ يصبح الطريق مفتوحاً لتحرير القدس، ولتحرير البشرية كلها من الظلم والاستبداد والفقر والتخلف والعبودية لغير الله.
نعم نستطيع أن نحرر القدس... تلك هي الإجابة التي حاولت أن أبرهن على صحتها من خلال استقراء التاريخ والواقع.. نعم نحن نستطيع أن نصبح أقوى الأمم عندما نستثمر ثرواتنا المادية والبشرية، وعندما يملأ الإيمان بالله قلوبنا فذلك الإيمان هو ثروتنا ومصدر قوتنا وعزنا وتميزنا الحضاري ومستقبلنا
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الاختلال أخطر من الاحتلال حقيقة لا خيال مواضيع عامة 0 07-24-2009 08:05 PM
الاختلال أخطر من الاحتلال حقيقة لا خيال مواضيع عامة 0 07-31-2008 08:38 AM


الساعة الآن 11:07 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011