عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام العامة > مواضيع عامة

مواضيع عامة مواضيع عامة, مقتطفات, معلومات عامه, مواضيع ليس لها قسم معين.

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #21  
قديم 06-26-2010, 12:06 AM
 
تحرير فلسطين بين خيار الواقعيين وإصرار المؤمنين!
[ 21/05/2010 - 07:45 ص ]
أ. د. سليمان صالح


الثقة بالذات من أهم شروط التفوق والتقدم والنصر، أما الإحساس بالعجز فإنه يجر وراءه الفشل والهزائم، تلك حقيقة تزداد وضوحاً كلما تعمقنا في دراسة تاريخ الرجال والأمم. لذلك كانت أخطر ضربة تعرضنا لها في تاريخنا هي أن الاستعمار الثقافي جعلنا نشعر بالعجز، ونفقد الثقة بالذات. ولتسويق اتفاقيات كامب ديفيد وعملية السلام مع "إسرائيل" تم استخدام وسائل الإعلام لبث ملايين الرسائل التي تؤكد عدم قدرة الأمة العربية على مواجهة "إسرائيل" التي تقف خلفها الولايات المتحدة الأمريكية والتي تملك 99% من أوراق اللعب، لذلك فالسلام مع "إسرائيل" هو الخيار الاستراتيجي الوحيد.
لقد سادت حالة الشعور بالعجز والهزيمة بالرغم من أن الأمة قد حققت نصراً تاريخياً على "إسرائيل" عام 1973. وأثبتت أن الجيش الإسرائيلي يمكن قهره وهزيمته. الغريب أن الذي روّج لمقولة الخيار الاستراتيجي الوحيد، ونشر عملية التخويف من "إسرائيل" كان هو القائد الأعلى للجيش الذي حقق النصر التاريخي، ثم انطلق الكتّاب والإعلاميون التابعون للسلطة لترويج الواقعية السياسية والخيار الاستراتيجي، وتخويف الأمة، وزيادة شعورها بالعجز. وقد أثارت اتفاقيات كامب ديفيد موجة من المقاومة لمشروع الاستسلام، قادته مجموعة من الدول العربية أطلقت على نفسها دول الصمود والتصدي، لكن بعد سنوات قليلة انكسرت هذه المجموعة، وتخلت عن معارضتها للسلام مع "إسرائيل"، وقدمت بعضُها مبادرات، واتجهت منظمة التحرير الفلسطينية للتفاوض سراً مع "إسرائيل"، فتوصلت إلى اتفاقيات مهينة ومذلة في أوسلو.
نتيجة طبيعية
دراسة تاريخ تلك الفترة تؤكد أن اتجاه كل النظم العربية بما فيها منظمة التحرير الفلسطينية إلى السلام مع "إسرائيل" كانت نتيجة طبيعية لطوفان من الإنتاج الإعلامي والثقافي الذي أغرقت به وسائلُ الإعلام الأمةَ، والذي يقوم على التخويف وإثارة الرعب من "إسرائيل"، والتأكيد على استحالة تحقيق النصر، وأن الواقعية تقتضي الجلوس على مائدة المفاوضات للحصول على حكم ذاتي يتحول إلى دولة مع مرور الزمن، ولا يُهم أن تكون تلك الدولة خاضعة ل"إسرائيل".. أي أن النتيجة كانت هي الاستسلام والخضوع. وفي هذه العملية تم تصوير المقاومة بأنها جنون يتناقض مع حكمة الواقعيين ورؤيتهم الثقافية للأحداث!. الغريب أيضاً أن منظمة التحرير الفلسطينية كانت تجلس على موائد المفاوضات السرية، وترضى باتفاقيات أوسلو المذلة للكرامة الفلسطينية والعربية، بينما كانت الانتفاضة الأولى التي بدأت عام 1987 تتوهج إبداعاً ومقاومة، وتثبت عجز "إسرائيل"، وجبن جيشها، وأن شعب فلسطين سوف يستمر في المقاومة لتحرير أرضه باستخدام الحجارة.. وبذلك لا يختلف سلوك ياسر عرفات عن سلوك السادات، ولا يختلف سلوك المثقفين الفلسطينيين في منظمة التحرير عن سلوك الكتاب المصريين في الصحف التابعة للسلطة. فكيف يمكن أن نفسر ذلك؟..
بدلاً من أن يحتفل الكتاب المصريون التابعون للسلطة بالنصر الرائع الذي تحقق عام 1973، ويستخدموا هذا النصر لزيادة شعور الأمة بالقدرة على الفعل وتحقيق الانتصارات وبناء النهضة والتقدم، راحوا يزرعون الخوف في نفوس الناس من "إسرائيل" ويروجون لفكرة أن السلام مع "إسرائيل" هو الحل الوحيد.. ورغم أهمية هذا النصر في تاريخنا فإن الإنتاج الدرامي في أشكال أفلام ومسلسلات عن هذا النصر كان ضعيفاً جداً.. حتى نسي الناس هذا النصر. فكيف يمكن أن نفهم أن نظاماً يتخلى عن الاحتفال بانتصار رائع، ويسوغ الاستسلام والهزيمة؟.
وبدلاً من أن تحتفل منظمة التحرير بالإنجاز التاريخي الجميل لشعب فلسطين، الذي علم العالم أن الأحرار لابد أن يقاوموا وينتزعوا حريتهم ويحرروا أرضهم حتى باستخدام الحجارة، وأن القوة المادية لن تنفع المحتل في مواجهة شعب يُصِر على المقاومة، راحت هذه المنظمة تستجدي الحصول على مكاسب تافهة تتمثل في سلطة لا تملك من أمر نفسها شيئاً. والأخطر من ذلك أن الذين تفاوضوا وعادوا إلى رام الله اضطهدوا قادة الانتفاضة وسجنوهم وعذبوهم لحماية أمن "إسرائيل"، ولإخماد الانتفاضة.
هل يفسر الأدب؟!
التوصل إلى تفسير صحيح يحتاج إلى دراسات تاريخية متعمقة لنفسية القادة.. ولكن هل توصل خيال الأدباء إلى تفسير؟! تذكرت مسرحية من فصل واحد لسعد الدين وهبة عنوانها "بابا زعيم سياسي..". تقوم على اكتشاف الابن لمذكرات أبيه بعد موته. حيث يشرح الأب كيف وصل إلى أن يكون زعيماً سياسياً كبيراً.. وأن وصوله إلى هذه المكانة قد تم بالصدفة حيث كان يسير في الشارع فوجد نفسه فجأة في قلب مظاهرة تطالب بالاستقلال، وانقض البوليس على المظاهرة، وبينما كان يجري تم القبض عليه وتحويله إلى السجن، ثم خرج من السجن لتستقبله الحركة الوطنية بالتمجيد والإشادة بكفاحه، حيث أصبح له مكانة مهمة وتولى المناصب، وأصبح زعيماً.. وقد يشكل ذلك تفسيراً لحالة الكثير من السياسيين في عالمنا العربي. أما التفسير الآخر فقد قدمته سكينة فؤاد في روايتها الرائعة "ليلة القبض على فاطمة"، حيث تشارك فاطمة وخطيبها العامل الفقير في المقاومة فيسرق أخوها الانتهازي كفاحها، ويقدم نفسه كبطل مغوار، ثم ينجح في الانتخابات ويصبح احد مراكز القوى.. فيقوم بتشريد خطيب فاطمة المكافح الشريف ويدس له المخدرات في كوخه الفقير ليحوله إلى السجن، ثم يحول فاطمة إلى مستشفى الأمراض العقلية. وهذا النموذج الانتهازي نجده واضحاً في كل النظم العربية، ويعتبر دحلان مثالاً حياً لهذا النموذج.. والذين تفاوضوا في أوسلو يشبهون تماماً شقيق فاطمة الانتهازي الذي سرق كفاح أخته، ثم انقلب عليها وقهرها وحولها إلى مستشفى الأمراض العقلية، باعتبارها غير واقعية، وتصر على الزواج من الرجل الفقير الشريف الذي يكافح لتحرير وطنه، ولا تعرف مقتضيات المرحلة، وهي أن هذا الرجل الفقير لم يعد مؤهلاً ليناسب صاحب الجاه والعز والثروة والسلطة، ويمكن أن يتحالف مع الشيطان.
تفسير حضاري
لكن الأدب لم يقدم أيضاً تفسيراً متكاملاً لهذه الظاهرة.. ولكنه يضيف لنا بعض العوامل التي تسهم في زيادة فهمنا، فالذين تفاوضوا في كامب ديفيد لم يتوقعوا أصلاً تحقيق النصر، وأن الذي حقق النصر هم الجنود البواسل الذين ملأ الإيمان بالله قلوبهم، وشحذ عزيمتهم وأضاء بصيرتهم. الذين حققوا النصر هم الجنود الأصلاء الأنقياء أصحاب الشخصية الحضارية، والذين استجمعوا في المعركة كل المميزات التاريخية لهذه الشخصية. لذلك انهزم الجندي الإسرائيلي عندما فوجئ برجال تَجلّى في عيونهم الإصرار على تحقيق النصر أو الفوز بالشهادة، وهذا هو الاختيار الأصيل والتاريخي للأمة، الذي عبر عنه يوماً عمر المختار بقوله: نحن لا نهزم.. ننتصر أو نموت.. والجندي الإسرائيلي لا يستطيع أن يواجه رجالاً من هؤلاء، يكون هدفهم هو أن يستشهدوا فيفوزوا بالجنة، أو أن ينتصروا فيحرروا الأرض والإنسان. أصحاب النصر وصُنّاعُه هم الجنود الذين يعرفون قيمة الأرض.. يحلمون بالحرية، وتتجلى في قلوبهم الشخصية الحضارية للأمة، فتتوهج العقول والسواعد إبداعاً وعملاً وحباً وجهاداً ومقاومة..
أما الانتفاضة الفلسطينية فكان أبطالها هم أطفال فلسطين الذين تجلت في شخصياتهم صفات أجدادهم الذين حرروا فلسطين من الرومان الأجانب الغزاة، بقيادة أبي عبيدة الجراح، وأدركوا أنهم يستطيعون بشخصيتهم الحضارية أن يعيدوا تشكيل الواقع. وأصحاب الإنجازات الحضارية التي تحققت في الانتفاضة الفلسطينية، هم قادة حقيقيون يفهمون الشخصية الحضارية لأمتهم، ويصرون على أن تتحول إلى مقاومة.. وتحرير.. وتجربة كفاح طويلة.. مثل الشيخ أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي، لذلك فإن الذين تفاوضوا في أوسلو لم يكن لهم فضل في الانتفاضة، ولم يكونوا من قادتها، ولا يفهمون منطلقاتها وأهدافها، لذلك كان هدفهم الوحيد هو الحصول على أبهة السلطة، ورموزها دون جوهرها، وأن يخمدوا الانتفاضة، ويطاردوا قادتها حماية لأمن "إسرائيل".
يوضح لنا هذا التباين أن الذين سيحررون القدس هم أصحاب الشخصية الحضارية الإسلامية، الذين يعتزون بالانتماء لخير أمة أخرجت للناس، ويصرون على بناء المستقبل على أساس التجربة التاريخية الطويلة للأمة. وهؤلاء يدركون أنهم سيفوزون في كل الحالات بالنصر أو الشهادة.. لذلك لا يقهر إرادتهم الحصار مهما طال، وهم يثقون أن نصر الله آت لا محالة.. مهما طال الزمن.. وعلت "إسرائيل".. واستكبرت وامتلكت القنابل النووية.
__________________
رد مع اقتباس
  #22  
قديم 06-26-2010, 01:23 AM
 
من يحاصر الآخر.. غزة أم أعداؤها ؟.

الكاتب راشد الغنوشي
الحصار الدولي الذي فرضته الإمبراطورية الصهيونية على غزة مستخدمة كل أذرعها العسكرية والإعلامية وتحالفاتها مع المعسكر الغربي بزعامة الولايات المتحدة وأذنابه في المنطقة والعالم من أجل الإجهاز على التمرد الذي قاده الإسلام في غزة، متحالفًا مع كل المتضررين من الهيمنة الأمريكية الصهيونية، يوشك أن يتآكل وينهار لينحسر زبده الطافي عن ميزان جديد للقوة في العلاقات الدولية، بل مبشرًا بعالم جديد، فما هي أبعاده ومعالمه؟

1- صمود غزة الأسطوري الأساس:

أ- ما كان أحد يتوقع أن تصمد حماس في غزة، في مواجهة الجهاز الرهيب جهاز الأمن الوقائي الذي صرف النظام الدولي على تدريبه وتجهيزه مئات الملايين من الدولارات، وانهار في ساعات معدودات كأوراق الخريف على يد بضع مئات من أبناء القسام، فيما عرف بالحسم الذي لولاه لكان حال غزة لا يختلف في شيء عن الضفة، يسرح ويمرح في مدنها وقراها جنود الاحتلال وأعوانه واستخباراته آمنين مطمئنين يعتقلون ويقتلون من شاءوا أمام سمع وبصر عشرات الآلاف من قوات أمن "السلطة الوطنية"، بل هؤلاء أنفسهم طالما تعرّضوا للاعتقال على يد قوات الاحتلال لإرهابهم ودفعهم إلى المزيد من الجد في ملاحقة وإحباط كل محاولة للمقاومة حتى وهي فكرة قبل أن تتحول إلى فعل، بينما محاولة اعتقال أحد في غزة الحرة أو تخليص أسير يقتضي من عصابات الانحلال المغامرة شنّ حرب شاملة، وفعلوها دون أن يظفروا بطائل.

فبأي مقياس من مقاييس الإنصاف والعدل يبخّس البعض من مبادرة الحسم التي حررت غزة ونقلتها من حالة الاحتلال إلى حالة الاستعصاء الرائع، أو أن تقع التسوية بين وضع غزة ووضع رام الله، فيوضع الطرفان في كيس واحد على أن ما بينهما لا يعدو كونه نزاعًا على السلطة، وأن عليهما أن يتوحدا، دون تساؤل: على أي أرضية: أرضية المقاومة أم أرضية التسوية السراب؟ في تجاهل لحقيقة المشكل أنه صراع بين مقاومة واحتلال.

صمود غزة الأسطوري هو الذي حرك هذه الأمواج العالمية من التعاطف، ويهدّد بتحولات مهمة في العلاقات الدولية.

ب- وما كان لغزة الصغيرة أن تصمد في مواجهة الحصار الخانق وفي مواجهة الحرب الوحشية الشاملة التي شنت عليها من قبل جيش ترتعد فرقًا منه دول المنطقة وجيوشها، لولا الالتحام الصميم بين عموم الشعب الغزي وبين قيادة حماس المنتخبة، لا لأن هذه بلا أخطاء وإنما لأنها تعيش عيشة الناس ومعهم في مخيماتهم ومساجدهم.

وشعوبنا تملك طاقات لا تنفد للصبر وللتضحية إن هي وثقت في عدالة وشجاعة قيادتها، بما جعل كل خطط الكيان الصهيوني الهادفة إلى اقتلاع حماس من حصنها الغزي خشية على مستقبل الكيان المدعوم من نظام دولي وإقليمي متواطئين، تبوء بالفشل الذريع.

ج- درس غزة واضح: أن صمود المؤمنين أهل الحق مهما كانت إمكاناتهم المادية متواضعة في مواجهة غطرسة القوة وعربدتها، أمر ممكن. إن حجارة الأطفال التي تطورت إلى صواريخ بدائية قد أمكن لها عندما عملت في أيدٍ تحركها قلوب عامرة بالإيمان والتصميم على المقاومة، أن تصنع ميزان قوة جديدا، إذ السياسة فن تغيير موازين القوة وليس الخضوع لها. لم يكن لأحمد ياسين غير بقية جسد منهك وكرسي متحرك، ومع ذلك كان بقوته الروحية وتصميمه على المقاومة وتغيير موازين القوة مرعبًا لشارون الذي تركه الله آية.. ومن ذلك أسطول الحرية.

2- وانتصر أسطول الحرية:

هو أسطول تبدو ذخائره الوحيدة أغذية وأدوية وألعابًا للأطفال الغزيين وإسمنتًا لبناء وترميم مساكن غزية هدمها الاحتلال الغاشم فوق رءوس أصحابها، فظلوا جاثمين فوق خرائبها ملتحفين السماء، ينتظرون أن يجود عليهم النظام الدولي والإقليمي فيأذن لهم في استيراد مواد البناء، فلم يجرؤ على إغضاب صهيون المتذرع بمنع المقاومة من احتمال الإفادة من تلك المواد.

والحقيقة أن الذخائر الأساسية المحركة لسفن هذا الأسطول والتي تملأ جوانبه قوة، هي المعاني العظيمة والقيم السامية التي تزخر بها صدور الرجال والنساء الذين أقدموا على هذه الغزوة الإنسانية والذين مولوها تمويلاً شعبيًّا، فهذا جهد المجتمع المدني الإسلامي والإنساني في مواجهة المجتمع العسكري الطاغوتي الدولي وعميله الإقليمي.

إنه مجتمع الإيمان، مجتمع الحق والإنسانية في مواجهة غطرسة القوة الأمريكية والصهيونية وسكرتها. وجوهر هذا الجهد الحقيقي الإيمان بمظلومية أهل غزة والإعجاب بصمودهم، بما طفحت معه القلوب غضبًا ونقمة على الاحتلال الصهيوني وعلى القوى الدولية والإقليمية المتواطئة معه ضد أطفال أهل غزة، فنذر هؤلاء الأبطال حياتهم لاختراق هذا الحصار الغاشم، وعزموا على أن يواجهوا بصدور عارية عرام القوة والغطرسة والتوحش والتواطؤ والجبن والنذالة والخسة.

وكانوا من الحصافة والحكمة أن استدرجوا الدب الإسرائيلي الغبي المغرور إلى الوقوع في شباكهم، سواء أكان بما حملوه من مواد أولية ضرورية لحياة كل إنسان، متجردين من كل سلاح يمكن أن يستند إليه الوحش لتبرير استخدامه آلته الحربية المرعبة ضدهم، أم بالتنوع الهائل للمشاركين في الأسطول: تنوع في الأعمار والألوان والأديان واللغات ذكورًا وإناثًا كبارًا وصغارًا، بما يبعد صورة الجيش المنظم المدرب، فكانت المنازلة سافرة بين معاني الإنسانية مجتمعة ومعاني الغطرسة والتوحش مكثفة.

ورغم المحاولة الفاشلة للوحش أن يسيطر على الموقف من كل الجهات وبخاصة في مستوى الصورة، فإنه سرعان ما خسر المعركة الإعلامية، فقد واجه بالتنكيل والإهانة والغطرسة والخساسة إعلاميين وأطباء ومفكرين وإغاثيين شهودًا ينتمون إلى ملل وثقافات مختلفة تمكّن من تعبئتهم.

وخلال يومين أو ثلاثة فقط نجح أيما نجاح في أن يشق في قلب كل منهم أخدودًا لا يردم من الكراهية للصهيونية، بما لمس من وحشيتها فاكتوى وعيه وكل كيانه بالنقمة عليها، وامتلأ تصميمًا على مواصلة النزال ضدها والانتصار لضحاياها الفلسطينيين، وذلك هو ما ردده بلسان واحد كل من مر بتلك التجربة الإنسانية القاسية أنه لن يكل ولن يمل في النضال ضد الصهيونية، لما عاش من توحش جنودها وجبنهم، فتساءل: كيف بمن اكتوى بنارها طيلة ستين سنة؟ وبذلك تحقق لقضية فلسطين وخصوصًا غزة من الألسن الناطقة بمظلوميتها ما لم يحدث خلال عشرات السنين من الاحتلال، ودليل ذلك هذه الملايين التي تجوب عواصم الدنيا ومدنها وحتى قراها صارخين في وجه الظلم الصهيوني وحلفائه.

ومن الشواهد على الانتصار الباهر لأسطول الحرية، الحرج الذي شكلته هذه الموجة الاحتجاجية العالمية للأنظمة والحكومات التي تراوحت ردود أفعالها من قطع العلاقات وسحب السفراء إلى الاحتجاج، إلى اجتماع المؤسسة الدولية للإدانة وفتح التحقيق، حتى الإدارة الأمريكية المتصهينة الحامية للكيان المتوحش رغم التماسها العذر له أنه في حالة دفاع عن النفس!! وكأن أسطول الحرية مشحونًا بالأسلحة الفتاكة هو الذي صبّح تل أبيب بهجوم كاسح، فقد حمّلت الحصار المسئولية عما حدث.

نظام مبارك نفسه أشد الضالعين بعد الكيان الصهيوني في الحصار الإجرامي الأثيم وقتل أطفال غزة ومرضاها، بدا كأن زلزال أسطول الحرية أحيا مواته، فأعلن فجأة عن فتح معبر رفح إلى أجل غير مسمى!! فما الذي حدث؟ ما الذي تغير؟ لماذا باءت بالفشل حتى خلال الحرب على غزة كل استغاثات أهلها ومعهم الأمة والإنسانية تستجديه وتتوسل إليه أن يحنّ على جيرانه وأطفالهم فينفّس مما يعانونه من ضيق الصهيوني، بدل أن يشاركه، فما كان جوابه غير الإعلان عن إقامة جدار فولاذي حول غزة بتمويل وإشراف أمريكيين.

فما الذي تغير اليوم؟ هل لأن الذين دفعوه إلى التورط في حصار جيرانه هم أنفسهم أخذوا يتراجعون تحت ضغط الرأي العام الإنساني؟ أم هو التنفيس من احتقان شارع مصري يتصاعد غليانه ويوشك أن ينفجر في وجهه، ولا ينتظر إلا الصاعق الذي منّ الله به على الأمة ممثلاً في قضية فلسطين؟

ورغم ما في كل هذه المواقف من مجاملات ولغة دبلوماسية تصل إلى حد النفاق، فالثابت أن أسطول الحرية فتح ثغرات في جدار الحصار فلن يعود إلى ما كان عليه، إلا أن الأساطيل الإنسانية ينبغي أن تصعّد حملاتها المباركة ضده.

إن الذي يحتضر اليوم ليس الحصار الغشوم وحسب وإنما أهم من ذلك سببه، أي الاحتلال. إن الطريقة التي تصرف بها مع أسطول الحرية واضحة الدلالة على مستوى قاتل من الغباء والحماقة وفقدان الأعصاب والانقطاع عن حركة الزمن ومنها التطور الإعلامي الكاشف وتصاعد الضيق به حتى بين عقلاء اليهود.. إنه ماض قدمًا في طريق سلفه في جنوب إفريقيا الهالك.

3- الإسلام وغزة يعودان بالترك إلى الصف الأول من معركة الأمة:

إن صحوة الإسلام في تركيا التي قادها الرجل العظيم نجم الدين أربكان وتابعها تلاميذه الشجعان أردوجان وجل والنعمان.. قد عادت بعد أربعة عقود من الكفاح الناصب الرشيد بالأمة التركية العظيمة إلى قدر معقول من التصالح مع تاريخها الإسلامي التليد، حيث تبوأت سدة الزعامة في الأمة زهاء خمسة قرون، قاطعة شوطًا بعيدًا في التخلص المتدرج من علمنة متطرفة، والاتجاه شرقًا، لا سيما وقد أدارت لها الظهر أوربا التي راهنت عليها الأتاتوركية على أنها جزء منها، فباء الرهان بالانضمام إلى النادي المسيحي بالفشل الذريع.

في هذه اللحظة من سياق التطور التركي، حيرة بين غرب معرض وصحوة إسلامية متصاعدة، تأتي القضية الفلسطينية وبخاصة قضية غزة والقدس لتكمل المشوار، وتقوم بمهمة تحويل الصحوة من مجرد توجه ديني ومسلك فردي ومجتمعي إلى مشروع سياسي حضاري إسلامي تتبوأ فيه وتتهيأ به تركيا لتحتل موقع الزعامة في شرق يشكو فراغًا قاتلاً في الزعامة، لا سيما بعد انسحاب مصر من هذا الموقع وتحولها بالتدريج ملحقا من ملحقات الأمن الصهيوني تتوسل به تموّلاً وقربًا من الأمريكان وتأمينًا لسلطة العائلة، وبعد خروج العراق من معادلة المنطقة منذ حرب الخليج الأولى، فما بقي في المنطقة من لاعب غير الصهاينة وإيران..

الأولون "هم العدو" بنص الكتاب وشواهد الواقع. أما الأخيرون فمع أنهم من الأمة، ودورهم عمومًا إيجابي في قضية الأمة الأساسية قضية فلسطين مع مآخذ عليهم في قضايا أخرى مثل العراق وأفغانستان، وبصرف النظر عن ذلك، فهناك عوائق ذاتية تصعّب قبول ترشحهم لدور الزعامة للأمة.

في هذا السياق من تصاعد صحوة الإسلام في الأمة ومنها تركيا، وحيرة هذه الأخيرة إزاء الصد الأوربي، تأتي قضية غزة لتمثل الوسيط المفعّل لمهمة الدفع السريع صوب ردم الهوة بين العرب والأتراك وتحويل الصحوة الدينية إلى مشروع سياسي، آخذ في التشكل بسرعة، ولمّا يكتمل تجاوزه لعوائق داخلية كثيرة يمكن تجاوزها، فيأتي أسطول الحرية في الوقت المناسب ليعطي هذا التحول التاريخي المهم دفعًا قويًّا جدًّا يخسر به الصهاينة أهم حليف لهم في المنطقة، وذلك في نظام ديمقراطي يستمد شرعيته من اتجاهات الرأي العام، وهي اليوم مجمعة على إدانة الصهيونية ومعاقبتها على ولوغها في دم تركي بريء، محمولة بنزوع عارم إلى الثأر لكرامة أمة تركية طعنت في كبريائها، بما سيجعل التنافس الانتخابي في اتجاه التصعيد مع الصهيونية وليس التصالح معها.

إنه لا يمكن تفسير هذه الحماقة الصهيونية إلا بما يسميه بعض الفلاسفة مكر التاريخ، وبلغة الإسلام قدر الله ومكره بأعدائه {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [الأنفال: 30].. إنها الدماء الزكية لشهداء غزة ومعاناتهم وصبرهم بدأت تثمر وتزهر.

4- الإسلام عائد فاعلاً قويًّا في السياسة الدولية:

وخلافًا للفلسفات المتشائمة حول نهايات التاريخ وموت الأيدولوجيات وما تنبأت به الفلسفات الوضعية من أن عصر العلم قد طوى صفحة الديانات، الثابت اليوم بالنسبة للدين الحق دين الإسلام أشبّ رسالات السماء أنه يشهد صحوة يتصاعد مدها كمًّا وكيفًا، فالمسلمون في بداية القرن العشرين كانوا لا يمثلون أكثر من 4% من سكان العالم بينما سكان أوربا كانوا يمثلون 40%، ثم تحولت النسبة في بداية القرن الجديد جذريًّا فسكان أوربا لا يزيدون عن 4%، بينما عالم الإسلام يبلغ 20% ويتوقع أن يبلغ في نهاية القرن 40%.

وفي مستوى الكيف المسلمون اليوم أحسن إسلاما من أسلافهم منذ قرون، وأكثر حرصًا على تعاليمه، لا يمنعهم من ذلك غير العديد من حكوماتهم المعزولة شعبيًّا، ولن تصمد طويلاً في مواجهة المد الإسلامي والتحرري.

والمسلمون اليوم أكثر وعيًا بعصرهم وبعلومه من أجيال سابقة، والإسلام اليوم أسرع الديانات انتشارًا وامتدادًا في الجغرافيا، وتكفي نظرة واحدة للمسيرات التي تجوب شوارع العالم لتلمس أثر الإسلام فيها وفي السياسات العالمية التي لا تزال -بأثر العداوات التاريخية وأثر الصهاينة- تصر على استبعاده، إلا أنها لن تقاوم إلى الأبد حقائق الواقع، ولا بد في النهاية أن تختار مصالحها وهي مع المسلمين لا مع الصهيونية فتميطها جانبًا، والضيق بالتسلط الصهيوني على القرار الغربي في ازدياد، والقضية الفلسطينية تسرع بالعلاقات بين الإسلام والغرب في هذا الاتجاه.

كما أن القضية الفلسطينية تمثل مؤشرًا مهمًّا على اتجاهات الرأي العام في الأمة، فمنذ فرضت هذه القضية نفسها في مركز القضايا غدا لواء القيادة في الأمة معقودًا لحاملها: دانت الأمة لعبد الناصر وأيدولوجيته بسببها، ثم لياسر عرفات وخطّه، وهي اليوم مع حماس وحلفائها وأصدقائها.

وواضحٌ الدورُ الذي ينهض به الإسلام الفلسطيني سواء أكان ممثلاً في غزة والضفة أم في الـ48 أم في المهاجر الممتدة. إن الإسلام ممثلاً بحماس خاصة يمثل العدسة المجمّعة لطاقات الأمة حول هذه القضية المباركة، مستقطبة لها قوى تحررية متزايدة كانت بالأمس تتجمع حول قضية الجزائر أو فيتنام.

نظرة واحدة للحركة العالمية "غزة الحرة" وما تجنده حولها من قوى تحررية من كل الملل والاتجاهات التحررية، وما أنجزته من حملات لكسر الحصار عن غزة سبيلاً للقضاء على الاحتلال جملة، تكشف بجلاء عن الدور الريادي العالمي التحرري الذي يقوم به الإسلام عامة والإسلام الفلسطيني والتركي خاصة.

ولم يكن صدفة أن يؤقّت الصهاينة هجومهم على أسطول الحرية بصلاة الفجر رغم وجود غير مسلمين، ولكن من الواضح أن الإسلام هو العمود الفقري الذي يقود معارك الأمة الكبرى اليوم وفيما يستقبل، فهذا زمن الإسلام وحلفائه، وكأنّ مؤذّن الكون يؤذّن، فيشقّ صوته عنان السماء وينداح في الأرجاء، يؤذّن مع النبي نوحوسط الطوفان، مناديًا ابنه إلى سفينة النجاة {يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلاَ تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ * قَالَ سَآَوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلاَّ مَنْ رَحِم} [هود/41/42
__________________
رد مع اقتباس
  #23  
قديم 06-27-2010, 03:11 AM
 
70 أسيرًا استشهدوا بفعل التعذيب
التعذيب الوحشي سياسة الاحتلال الثابتة بحق الأسرى
[ 26/06/2010 - 09:10 م ]



لؤي ساطي الأشقر (33 عاماً) من مدينة طولكرم المحتلة، أسير شاهد على إجرام الكيان الصهيوني وانتهاكه لكل المواثيق التي تحرم التعذيب وتجرم من يمارسه؛ حيث أصيب بالشلل جراء قيام محققي مركز توقيف الجلمة الصهيوني بكسر إحدى فقرات العمود الفقري له نتيجة الضرب الشديد، وأصبح يستخدم الكرسي المتحرك للتنقل والحركة.
وكان الاحتلال اعتقل الأشقر عدة مرات، فقد أمضى سنة في السجن عند اعتقاله عام 2003، ثم أعاد المحتل اعتقاله في 2005 وحكم عليه في حينه بالسجن لمدة عامين، وفى هذا الاعتقال أصيب بالشلل جراء التحقيق القاسي الذي مورس بحقه، وأطلق سراحه بعد قضاء فترة محكوميته، ليعيد الاحتلال اعتقاله رغم معاناته من الشلل عام 2008، حكم عليه بالسجن لمدة عام، وعند الانتهاء من محكوميته تم تحويله للاعتقال الإداري 6 شهور، وجدد له الإداري مرتين، ولا يزال حتى اللحظة قابعاً في سجون الاحتلال، وهو أب لطفل يبلغ من العمر عامين اسمه (عرين).
100 شكل للتعذيب
أفادت اللجنة الوطنية العليا لنصره الأسرى في تقرير لها بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة التعذيب الذي يصادف اليوم السادس والعشرين من يونيو أن الاحتلال لا يتورع عن استخدام التعذيب ضد الأسرى الفلسطينيين في سجونه، وأن التعذيب يبدأ منذ لحظة الاعتقال التي تتم في وسط جو من الإرهاب وإطلاق النار، ثم تقييد الأسير ووضع رباط على عينيه وإلقاءه في الجيب العسكري والاعتداء عليه بالضرب والتهديد والشتم، وحين وصوله إلى إحدى مراكز التحقيق والتوقيف، يتعرض الأسير إلى أشد أنواع التعذيب والإهانة لانتزاع اعترافات منه بالقوة .
وأكّدت اللجنة أن الاحتلال يستخدم أكثر من 100 أسلوب للتحقيق والتعذيب، أدت إلى استشهاد (70) أسيراً في سجون الاحتلال، من أصل (199) هم شهداء الحركة الأسيرة، وقد كشفت "اللجنة العامة لمكافحة التعذيب" وهي منظمة صهيونية النقاب عن استخدام التعذيب ضد المعتقلين الفلسطينيين فور توقيفهم أو عند نقلهم إلى مراكز الاعتقال أو بعد السجن، لافتةً إلى أنّه يتم تقييد الأسرى بشكل عنيف ومؤلم، ومن بينهم قاصرون يفترض أن يتمتعوا بالحماية حسب القانون الدولي والقانون الصهيوني نفسه، ووثقت اللجنة في حينه أكثر من 600 حالة لأسرى تعرضوا للتعذيب العنيف بكل أشكاله .
بدوره؛ أشار رياض الأشقر المدير الإعلامي للجنة العليا للأسرى إلى أنّ التعذيب في سجون الاحتلال لم يقتصر على السجان أو المحقق، بل امتد ليشمل من يسمي نفسه بالطبيب أو الممرض الذي أساس مهنته إنسانية بحته، حيث كشفت جمعية "أطباء من أجل حقوق الإنسان" الصهيونية عن قيام الأطباء في السجون بممارسه التعذيب ضد الأسرى وحرمانهم من العلاج لإجبارهم على الاعتراف، وكذلك تعمد تجاهل الأمراض التي يعاني منها الأسرى حين الكشف الأولي فور وصولهم إلى السجون، ويكتبون تقريراً مزوراً بأن الأسير بصحة جيدة ولا يعانى أي مرض، وهذا يشكل تصريحاً طبياً بمواصلة تعذيبه، حيث يدفع بالمحققين لممارسه ضغط بدني ونفسي أكبر على الأسير، ما يجعلهم متواطئين في تعذيب السجناء الفلسطينيين.
إرهاب دولة مخالف لكل القوانين
وكشف الأشقر أن حكومة الاحتلال تعطي الضوء الأخضر لطواقم التحقيق من أجل ممارسة التعذيب بحق الأسرى الفلسطينيين والعرب، حيث إن القضاء الصهيوني شرّع استخدام العنف ضد الأسرى دون احترام لآدمية الإنسان، مخالفاً بذلك كل المواثيق والمعاهدات التي تحرم استخدام التعذيب ضد الأسرى.
واستغرب الأشقر صمت المؤسسات الدولية الحقوقية والإنسانية وفى مقدمتها الصليب الأحمر الدولي على ممارسة الاحتلال للتعذيب علانية، ورغم صدور عشرات التقارير المختصة التي تؤكد ذلك إلا أن المجتمع الدولي ومؤسسات الأمم المتحدة لم تحرك ساكناً باتجاه أدانه الاحتلال بارتكاب جرائم حرب ضد الأسير الفلسطيني، وشرعنة القضاء الصهيوني للتعذيب إنما يعكس إرهاب الكيان الرسمي.
تعذيب جسدي ونفسي
وأوضح التقرير أن الاحتلال يستخدم العشرات من أساليب التعذيب المحرمة الجسدية والنفسية، ونادراً أن لا يتعرض أسير فلسطيني لأحد أشكال التعذيب، وغالباً ما يتعرض المعتقل لأكثر من أسلوب من أساليب التعذيب التي فاق عددها المئة؛ حيث أكدت الإحصائيات أن 98% من الأسرى الذين تعتقلهم سلطات الاحتلال تعرضوا للتعذيب في أقبية التحقيق التابعة لأجهزة الأمن الصهيونية ومراكز الاعتقال المختلفة، ومن أشهر أساليب التعذيب الشبح لفترات طويلة، ووضع المعتقل في ثلاجة، كذلك الهز العنيف الذي يؤدى إلى كسر إضلاع الصدر، بالإضافة إلى الربط في أوضاع مؤلمة، كربط الساقين وشدها إلى الخلف من تحت كرسي، ثم الدفع بجسم الأسير نحو الخلف، وتسليط ضوء قوى على عيون المعتقل بشكل مباشر، وغيرها من الأساليب اللاإنسانية.
ولا يقتصر التعذيب على تلك الوسائل فحسب، بل تتعمد سلطات الاحتلال تعذيب الأسرى بنوع أقسى من الإيذاء الجسدي وهو الإيذاء النفسي من خلال العزل الانفرادي، الذي قد يجعل الأسير مريضاً نفسياً لفترات طويلة أو قد يصيبه بالجنون وفقدان الأهلية كما حدث للأسير "عويضة كلّاب" من غزة .
ودعت اللجنة العليا منظمة "هيومن رايتس ووتش" أن تطالب الاحتلال بوقف التعذيب الممنهج ضد الأسرى، وتشكيل وفود لزيارة السجون بغرض الكشف عن وسائل التعذيب المحرمة التي يستخدمها الاحتلال ضد الأسرى، والضغط على الاحتلال لكي يعيد برنامج زيارات اسري قطاع غزة المتوقف منذ أكثر من 3 سنوات متواصلة
__________________
رد مع اقتباس
  #24  
قديم 06-27-2010, 06:56 PM
 
كواليس اجتماعات وفد منيب المصري ولقائه بعباس
تقرير مهم وخطير يكشف بالحقائق خفايا وأسرار تعثر المصالحة الفلسطينية
[ 26/06/2010 - 03:58 م ]

خاص - المركز الفلسطيني للإعلام



تقرير هام وخطير يكشف بالحقائق خفايا وأسرار تعثر المصالحة الفلسطينية

عباس متنصلا من تفويض الوفد: لا استطيع إغضاب مصر


عباس تراجع عن المصالحة بعد عودته من القاهرة وواشنطن

كشف مصدر فلسطيني مطّلع عن حقيقة ما جرى خلال الأسابيع الماضية بشأن ملف المصالحة بين حركتي حماس وفتح، وأسباب تصاعد أجواء التفاؤل بقرب تحقيقها، ثم تراجع ذلك وصولاً إلى حالة من التشاؤم والإحباط.
وأشار المصادر الذي شارك في اجتماعات لجنة المصالحة التي شكلها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بموجب قرار رئاسي، إلى أن الأمور كانت في طريقها إلى الانفراج والاقتراب من اتفاق ينهي حالة الانقسام، لولا اصطدام الجهود بعقبة الرفض المصري وبتراجع رئيس السلطة عن تفويضه لهذه اللجنة .
فبعد أيام من مجزرة أسطول الحرية توالت وبشكل مفاجئ جهود وأفكار جديدة للمصالحة الوطنية بين حركتي حماس وفتح، وتتابعت تصريحات قيادة السلطة باتجاه المصالحة بشكل أثار ريبة معظم المحللين والمراقبين .
اللافت في الأمر كان ما حدث بتاريخ 5/6/2010، عندما صدر قرار من رئيس السلطة محمود عباس قبل زيارته المعلنة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، بتشكيل وفد مكون من أعضاء اللجنة التنفيذية وممثلي بعض الفصائل وشخصيات وطنية، تكون مهمتها بحسب نص القرار "العمل على تذليل العقبات والعوائق التي تحول دون توقيع وتطبيق الوثيقة المصرية المتعلقة بالمصالحة الوطنية".
وحسب نص القرار أيضا، فإن الوفد الذي يرأسه رجل الاعمال منيب المصري يضم ستة عشر عضوا بينهم خمسة من قيادات فتح(جبريل الرجوب، عزام الأحمد،غسان الشكعة،محمد اشتية، أسعد عبد الرحمن)، إضافة إلى عدد من أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وعدد آخر من الشخصيات المستقلة، بحيث يقوم الوفد بمهامه الموضحة في القرار خلال أسبوعين من تاريخه .
بتاريخ 10/6/2010، عقد وفد المصالحة اجتماعه الأول في رام الله بحضور تسعة من اعضاء الوفد، وغياب الآخرين من بينهم الممثلين عن حركة فتح لأعذار مختلفة .
وفي هذا الاجتماع – بحسب نص محضره الذي حصلنا على نسخة عنه– اتفق المشاركون على بنود مهمة، من أبرزها تحديد مهمة اللجنة بعبارات واضحة، وهي التوصل إلى "تفاهمات فلسطينية فلسطينية يتم التوقيع عليها إما قبل التوقيع على الورقة المصرية أو بالتزامن معها".
اتفق المشاركون على التقدم باقتراح لعقد اجتماع مع عباس لعرض ما توصل له الوفد .
وبعد هذا الاجتماع بيومين (12\6\2010)، استضاف رجل الأعمال الفلسطيني منيب المصري الاجتماع الثاني للوفد في منزله؛ حيث حضر أعضاء من فتح الاجتماع، بينما غاب عزام الأحمد وجبريل الرجوب، وتم فيه التأكيد على ما اتفق عليه في الاجتماع الأول .
وفي الاجتماع شدّد الأعضاء على ضرورة تمثيل حركة حماس بعضوين على الأقل في لجنة المصالحة أسوة بحركة فتح وجاء في محضر الاجتماع ما نصّه "بحث الاجتماع فكرة ضم عضوين أو أكثر للوفد من حركة حماس حتى يحدث توازن لأن حركة فتح ممثلة”.
وفي اليوم التالي، التأم الوفد مجددا، وبحضور عزام الاحمد، الذي أبدى معارضة شديدة لما تم التوافق عليه في الاجتماعين الأول والثاني، وهو موقف رفضه جميع أعضاء الوفد بمن فيهم أعضاء فتح، ما أدى إلى تراجعه ورضوخه للإجماع .
وفي هذا الاجتماع - يضيف المصدر - تم الاتفاق على التوجه لرئيس السلطة وإطلاعه على ما توصلت إليه اللجنة حول مهامها، والحصول على موافقته الواضحة على ذلك قبل التوجه إلى قيادة حماس في دمشق وغزة، وتم صياغة كتاب بموقف اللجنة يسلم لعباس .
كما يشير المصدر إلى ان اجتماع اللجنة الثالث شهد استعراضا لاتصال جرى مع حركة حماس في دمشق والتي رحبت بزيارة الوفد .
لقاء رئيس وفد المصالحة مع عباس:
أجواء التفاؤل التي سادت أجواء اجتماعات اللجنة، سرعان ما تبددت عند عودة رئيس السلطة من جولته التي شملت واشنطن والقاهرة، ليسمع منيب المصري حديثا غير الذي اتفق مع عباس عليه، وهو ما يتضح من خلال المقارنة بين القرار الرئاسي، ومحضر اجتماع منيب المصري مع عباس .
ففي تاريخ 18/6/2010 التقى عباس بمنيب المصري، وخرج المصري من الاجتماع معتبرا موقف عباس الأخير انقلابا على التفويض الذي حصلت عليه اللجنة .
حيث جاء في محضر اجتماع المصري مع عباس الذي أعده مكتب رئيس السلطة ما نصّه "يذهب السيد منيب المصري لوحده أو مع عدد قليل من أعضاء اللجنة إلى دمشق للقاء خالد مشعل”.
محاولة إنهاء عمل اللجنة وسحب كل صلاحياتها من قبل أبو مازن لم تقف عند حد التدخل في تشكيلة الوفد إلى دمشق، حيث وافق عباس لمنيب المصري أن يقوم لوحده أو مع عدد قليل من أعضاء الوفد – ليس من بينهم أي عضو في فتح- بزيارة إلى دمشق للقاء رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل
بل امتدت محاولات إفشال وإنهاء عمل اللجنة من قبل عباس لتحديد الموضوع الذي سيطرح مع مشعل، وورد في المحضر الرسمي الصادر عن مكتب عباس "الموضوع الوحيد الذي يطرح (خلال لقاء الوفد مع مشعل) هو المطالبة أولاً بالتوقيع على الورقة المصرية، وبعد ذلك تبحث كل الملاحظات الأخرى". وهو ما ترك حالة من الصدمة لدى المصري واعضاء وفد المصالحة .
ولم يكتف عباس بكل هذه العراقيل التي وضعها في وجه المصالحة من خلال إفراغ عمل اللجنة من مضمونها، بل وضع اشتراطات سياسية على الحكومة الفلسطينية التي ستتشكل بعد إتمام المصالحة، في خطوة يرى فيها المراقبون إشارة سلبية تهدف إلى إنهاء عمل اللجنة؛ حيث جاء في المحضر ما نصّه "تشكيل حكومة فلسطينية من شخصيات وطنية مستقلة يتفق على أعضائها، وتكون هذه الحكومة ملتزمة ببرنامج الرئيس وأنه من يتولى العمل السياسي والمفاوضات”.
لقاء وفد لجنة المصالحة برئاسة منيب المصري مع محمود عباس يوم السبت 19/6/2010 مساء كان مفاجئا لأعضاء اللجنة، وأكد المصدر أن أعضاء اللجنة خاضوا نقاشا عقيما وبلا جدوى مع أبي مازن حيث رفض عباس أي فكرة غير أن توقع حماس على الورقة المصرية، وحصر مهمة الوفد بإقناع حماس والضغط عليها لتوقيع الورقة المصرية ، أولا وقبل كل شيء، وعندما ناقشه بعضهم بأن القرار الذي صدر عنه يشير بوضوح أن مهمة الوفد ( تذليل العقبات والعوائق التي تحول دون توقيع وتطبيق الوثيقة المصرية) بدأ عباس محاولة التحذلق والتشاطر على الوفد في تفسيره لمعنى ( تذليل العقبات).. وأنها حسب قناعته تعني فقط الضغط على حماس لتوقيع الورقة.. وهو ما أغضب الحضور الذين اعتبروه استهتارا بعقولهم .!!.
وقد أصر وفد المصالحة أن ذلك لا يحل المشكلة وأن المطلوب هو معالجة تحفظات حماس على الورقة المصرية من خلال تخريجة مناسبة وهي عمل تفاهمات فلسطينية فلسطينية تقدم تفسيرا مقبولا لهذه التحفظات .
وقد تصدى عدد من الحاضرين للرد على عباس ومنطقه ومنهم السيد حنا ناصر وهاني المصري وقيس عبد الكريم وعبد الرحيم ملوح ، بينما لم يسمح عباس لفدوى البرغوثي عضو الوفد – زوجة المناضل مروان البرغوثي – من أن تدلي برأيها..وبعد هذا الاجتماع العاصف والمفاجئ ، كان هناك استياء بالغا لدى معظم أعضاء الوفد من تراجع عباس عن مواقفه، واستهتاره بعقولهم، وإعادته للأمور للمربع الأول، وتفريغه لدور ومهمة الوفد من مضمونها.. حيث قرر هؤلاء إنهاء عمل اللجنة المكلفة من أبي مازن، وأنهم سيعملون كمستقلين على إنجاز تفاهمات فلسطينية فلسطينية ، ويحاولوا عرضها على كل من فتح وحماس، واعتبروا أنه في الوقت الراهن وفي ضوء موقف عباس، فلا جدوى من زيارة دمشق أو غزة ..
العقدة المصرية:
التغير الذي طرأ على موقف عباس حول مهمة الوفد، جاء بعد عودته من القاهرة، التي خرج رأس دبلوماسيتها أحمد أبو الغيط بتاريخ 19/6/2010، أي بعد يوم من اجتماع عباس بمنيب المصري، ليعلن رفض أي تعديل على الورقة المصرية، ويزيد على ذلك بالقول: "الموقف المصري مثلما كان دائما، يجب توقيع الوثيقة من جانب الجهة المعنية حماس كما وقعتها فتح .. لا استعداد لدينا للسماح بأي تعديلات لهذه الوثيقة مهما كان شكل هذا التعديل، سواء تعديل مباشر بتغيير الصياغات أو حتى إضافات عليها في صورة ملحق"، وهو ما يتطابق مع موقف رئيس السلطة .
وفي اليوم ذاته، وفي اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير برئاسة عباس، والذي خصص الجزء الأكبر منه لموضوع المصالحة، فاجأ عباس الحضور- ومنهم من هو عضو في وفد المصالحة - بالقول إنه طرح على مصر ما أوكله إلى الوفد من مهمات، لكن الرد المصري كان حاسما بالرفض القاطع وأن المطلوب أولا هو توقيع الورقة، خاتما بالقول: "لا أستطيع ان أغضب مصر".
جهود عمرو موسى
بالتوازي مع مساعي وفد المصالحة المكلف من عباس، كان الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى يسمع مقترحا من رئيس الحكومة الفلسطينية في غزة إسماعيل هنية في ذات الاتجاه، مضمونه أن يجري التفاهم الفلسطيني الفلسطيني حول القضايا الخلافية ويتم توقيع الفصائل على هذه التفاهمات بمباركة مصرية (وعربية إن أمكن) وبعد ذلك يتم توقيع الورقة المصرية، حيث تصبح الورقة المصرية والتفاهمات الفلسطينية هي مرجعية عملية المصالحة الفلسطينية، وقد اعتبر موسى فكرة التفاهمات الفلسطينية مخرجا لعقدة المصالحة وقد أرسل مقترحا منه يرتكز على هذه الفكرة إلى دول عربية .
الملفت هنا، هو موافقة الرئيس المصري حسني مبارك على مقترح عمرو موسى حسب ما ذكره عباس في اجتماع تنفيذية المنظمة، وفقا لمحضر الاجتماع: "حسني مبارك وافق على رسالة عمرو موسى، وكذلك انا وافقت"، وهو ما يتعارض مع تصريحات ابو الغيط والتي قال فيها: "نرى أن هناك الكثير من التقارير الخاطئة التي نشرت عن عملية المصالحة وهي لا تعكس الموقف المصري".
بعد هذه المعلومات، أصبح واضحا انه وخلال أسابيع قليلة، تم إجهاض جهود المصالحة سواء جهود الوفد الذي شكّل بقرار من رئيس السطلة محمود عباس، وعاد وتنصل منه بعد زيارته للقاهرة وواشنطن، وجهود عمرو موسى بناء على مقترحات إسماعيل هنية، وتنصلت منها القاهرة، وتبعها عباس، رغم تأكيده أن مبارك نفسه قد وافق عليها.


ملحق الوثائق
وثيقة القرار الصادر عن رئاسة السلطة بتشكيل وفد المصالحة ومنحه صلاحية تذليل العقبات التي تحول دون توقيع الورقة المصرية Click this bar to view the full image. Click this bar to view the full image. محضر اجتماع منيب المصري بعباس والذي تراجع فيه الأخير عن موقفه من صلاحيات وفد المصالحة Click this bar to view the full image.
__________________
رد مع اقتباس
  #25  
قديم 06-30-2010, 07:35 PM
 
50 مدرعة لحماس بشروط!!


الضفة المحتلة-فلسطين الآن- خاص-

بعد أيام من موافقة الأجهزة الأمنية الصهيونية على السماح بوصول سيارة مرسيدس مصفحة، من طراز "أس 600 "، موديل 2010، مضادة للرصاص، إلى زعيم فتح محمود عباس، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن "السلطة الفلسطينيّة ستتسلم قريباً 50 ناقلة جند مدرعة كانت موسكو قدمتها قبل بضع سنوات، لكن (إسرائيل) عارضت تسليمها".


لافروف الذي كان يتحدث في رام الله مع عباس قال: "لقد أرسلنا للفلسطينيين خمسين آلية مدرعة، ووصلت إلى الأردن ونأمل أن تصل إلى هنا في الأيام المقبلة



يأتي ذلك في وقت لا زالت غزة محاصرة ، بحرا وجوا وبرا ، للحيلولة دون وصول السلاح إلى المقاومة بغزة ، وهو الحق الذي كفلته المواثيق الدولية لأي شعب تحت الاحتلال ، بل جيًّش كيان الاحتلال العالم المتآمر بأسره للمساعدة في وقف تدفق السلاح لغزة .. فكان الاتفاق الأمريكي الصهيوني المصري... مراقبة السفن الحربية لعرض البحر لترصد السلاح.. وبناء الجدار الفولاذي على حدود مصر مع القطاع ، هذا فضلا عن مراقبة الأقمار الصناعية التجسسية.

كل هذا يجري في غزة التي تحكمها حماس منذ إنهاء تمرد فتح الأمني بغزة عام 2007 ، بيد أن ذلك لم يردع فتح وماكينتها الإعلامية من الترويج من أن حماس بغزة تنتهج نهجها وتسير على خطاها في محاربة المقاومة والاعتراف بكيان الاحتلال وأنه لا فرق بين ما يجري في الضفة وغزة.


"إن كان ما سبق من مقاربة بين قيادة الضفة الغربية وقيادة غزة صحيحة، كما يدعي البعض، فلماذا يحاصر قطاع غزة، وتفتح الطرق المغلقة لقيادات الضفة الغربية؟ لماذا تمنع (إسرائيل) السيارات، وقطع الغيار، والتجهيزات، والمعدات الصناعية من الدخول إلى غزة، وفي الوقت نفسه تسمح بدخول كل أنواع السيارات، والرفاهية، ولاسيما سيارات مصفحة لعباس؟ لماذا يمنع سفر سكان قطاع غزة، وتسافر قيادات الضفة الغربية إلى حيث شاءت، ويسمح لبعضهم بالسفر حتى تل أبيب، ليرضع حليب ثديها، ويسهر لياليه في نواديها ؟، لماذا يسمح لهذا ويمنع عن هذا؟ لماذا تحاصر غزة بحرياً بحجة منع تهريب السلاح، وفي الوقت نفسه تسلم (إسرائيل) شحنات أسلحة للسلطة الفلسطينية في رام الله ؟ يتساءل الدكتور فايز أبو شمالة في مقال له.

وبالتضاد يتضح المعنى ، لو تخلت حماس عن نهجها وفكرها المقاوم ، ولو باعت حماس كما باع السابقون "أول الطلقة وأول الحجر" الحقوق والثوابت بثمن بخس دراهم معدودة ، ولو اعترفت حماس بكيان الاحتلال ، لما كان شيء اسمه حصار ، ولما اغتيل قادتها ، ولما شنت حرب شعواء عليها ولما بني الجدار الفولاذي المصري الخانق لغزة ، ولرأينا السلاح والمدرعات تتدفق على غزة ما دام في الأمر خدمة لأمن الاحتلال.


فالحق يقال ، أن السيارات المصفحة والمدرعات العسكرية لم تأت لحفظ أمن المواطن الذي طمس تحت بساطير أزلام دايتون التي لم تترك صغيرا ولا كبيرا ولا شيخا ولا امرأة ولا أسيرا محررا إلا وأذاقته مرارة الاعتقال والعذاب لا شي إلا لأنه يتمسك بثقافة الحجر والرصاص لا المفاوضات والاستسلام.

ولو كان لدى أجهزة مخابرات الاحتلال أدنى شك من أن تلك الوسائل العسكرية قد تستخدم ضد جنود الاحتلال لما نظر في أمر الموافقة على تسلمها لسلطة فتح ، لكنه أيقن أن من يتسلمها هو الفلسطيني الجديد الذي أوجده بالضفة بمساعدة الجنرال الأمريكي دايتون ، لمحاربة المقاومة وحفظ أمن المغتصبين وإعادتهم لأهلهم في حال دخلوا مدن الضفة المحتلة بالخطأ ، دون أن يفكر أحد مجرد تفكير أن يحتجزهم كـ"أصدقاء لشاليط ".

غزة إذن في أيد أمينة ، رغم مرارة الحصار وكثرة الآلام والعذابات ، تبقى عنوان للعزة والكرامة وتعبير صريح عن الشارع الفلسطيني الذي يتمسك بالمقاومة لاستعادة الحقوق وحفظ الثوابت التي ضيعتها المفاوضات العبثية العقيمة التي لم تجلب لنا إلا مزيدا من العذابات والاستيطان وسلب الأراضي.

وأخيرا ، لو جاءت المدرعات الخمسين لحماس في غزة ، ووصلت السيارة المصفحة لهنية في غزة لقامت الدنيا وما قعدت قبل أن ترجم حركة حماس بأقذع الأوصاف ،

ويطرح ألف سؤال بلا جواب؟!



ويبقى الشارع الفلسطيني يتسائل لمَ هذا الكرم الصهيوني
على سلطة رام الله بالسلاح والعتاد والمدرعات !!!
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الاختلال أخطر من الاحتلال حقيقة لا خيال مواضيع عامة 0 07-24-2009 08:05 PM
الاختلال أخطر من الاحتلال حقيقة لا خيال مواضيع عامة 0 07-31-2008 08:38 AM


الساعة الآن 09:03 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011