تزوجها بكراً وفي غمرة الفرحة في أول ليلة من زواجهما اكتشف أنها غير عذراء، صُدِم بهذا الموقف العصيب الذي لا يتحمله أحد وسط بكائها ودموعها المنهمرة على وجنتيها الورديتين، نظرت إليه نظرة استعطاف ورجته أن يستر عليها، فقد تابت إلى الله توبة نصوحاً من قبل أن يتقدم لخطبتها، وندمت أشد الندم على تفريطها ولعبها بالنار، وأقسمت له بالله أنها بعد توبتها في سعادة لا توصف وفي حياة لا يعيشها أحد من البشر، وكل ما تتمناه منه أن يستر عليها ويقبلها زوجة له، وستثبت له الأيام - إن شاء الله - أنها نعم الزوجة ونعم المربية ولن تنسى له هذا الجميل وهذا المعروف مدى الحياة.

فكر الشاب الحكيم بعد أن هدأت نفسه وخفّ عليه هول المصيبة، وقال لها: ما دمت قد تبت وندمت على ما حصل، فسوف أقبل أن نعيش سوياً عدة أشهر، على أن لا يتم بيننا أي لقاء زوجي ونعيش معاً في هذا البيت، فتكونين في غرفة وأنا في أخرى، ونكون كالأصدقاء، وبعد هذه المدة نفتعل مشكلة ويتم بعدها الفراق بيننا وكل واحد منا يذهب في طريقه، ولك مني أن أستر عليك ولا أخبر بذلك أحد كائناً من كان.

انخرطت بالبكاء وترجته وكادت أن تقبل قدميه أن يقبل منها ما حصل، فقد أحبته بجنون ولا يمكنها أن تفكر في مفارقته لحظة واحدة، لكن محاولاتها باءت بالفشل، فقد أخبرها أن هذا هو قراره الأخير، وأن عليها أن تنتظر حتى تنتهي المدة ليتم الطلاق ويذهب كل منهما في طريقه.

ساءت حالتها وغارت عيناها الجميلتين من كثرة البكاء، وهي مع ذلك متمسكة بدينها وحجابها، مرت الأشهر وكل يوم يزداد بكاؤها ويعلو نحيبها ويكاد قلبها أن يتقطع على زوجها الذي ليس لها نصيب منه غير الاسم.

لم يغره جمالها الأخاذ ولا رشاقتها الجذابة، فلا اقتراب ولا حتى نظرة إعجاب خاطفة، لقد علمت أن الشباب حين يقدمون على الزواج لا يرغبون بمن جازفت بشرفها وغامرت بأنوثتها ولو كانت – كما يسمونها – ملكة جمال، فالشاب لا يريد أن تنظر زوجته لغيره ولا أن ترى سواه.

وفي صباح ذلك اليوم الذي حدده الشاب، دخل عليها وهي غارقة في دموعها تنتظر منه تلك الكلمة التي ستفرق بين الحبيب وحبيبه، إنه جزاء من تلعب بعرضها وتقدم لذة الثواني على الحياة السعيدة الهانئة، نعم إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر، ويقبل توبة المشرك والكافر، لكن كثيراً من البشر لا يستطيعون نسيان المساوئ ولا تحمل أخطاء الغير ما دام هناك من هم أفضل منهم وأبعد عن الفواحش والرزايا.

شخصت بعينيها إلى شفتيه وهي تنتظر ساعة الصفر، تنتظر متى سيخرج تلك الكلمة التي طالما أذهبت عنها نوم الليالي، كاد قلبها أن ينخلع من مكانه عندما بدأ بالكلام، لكنه قال لها: قبل أن نفترق خذي حقيبة ملابسك وسوف نذهب إلى مشوار قصير.

ذهبا إلى الكوافيرا وقال لها: مثل ما أخذتك من بيت أهلك سأرجعك إليهم.

انتظرها وعندما خرجت من الكوافيرا وركبت معه السيارة، ناولها مظروفاً كبيراً وطلب منها أن تفتحه، بدأ قلبها يدق بسرعة وخارت قواها وهي تفتحه، فورقة الطلاق هي آخر ما تنتظره، وعندما فتحته وجدت بداخله تذكرتي سفر وطقم ذهب نفيس.

نظرت إليه باستغراب وفتحت ثغرها الصغير في دهشة وذهول، ثم قالت له: ما الأمر؟!

قال لها: زوجتي العزيزة، مرت هذه الأشهر ولم أسمع منك إلا كل ما يسر ولم أر منك إلا ما يتمناه كل زوج غيور من زوجته.

فقد كنت نعم الزوجة ونعم الرفيق، لقد كنت:

- محافظة على صلاتك، تقومين من الليل وتصومين من النهار.

- محافظة على حجابك حتى لا يرى منك شيء.

- كنت توقضيني لأداء الصلوات في أوقاتها في المسجد.

- حرصت على اقتناء القنوات الإسلامية الهادفة.

- بارة ومطيعة لوالدي قبل والديك، مهتمة بنفسك وبيتك.

لم أر منك ما أعيبه عليك، وقبل كل ذلك فأنت تائبة من ذنبك ونادمة عليه، فكيف لا أقبل وأفخر أن تكوني زوجتي وحبيبتي ومربية أبنائي؟!

هذه تذاكر سفرنا إلى ماليزيا سوف نقضي هناك إجازة قصيرة، فنحن اليوم في أول أيام زواجنا الحقيقي!.

قصة قرأتها في الانترنت، فصغتها بأسلوبي، وبغض النظر عن وقوعها من عدمه، ما رأيكم بتصرف هذا الشاب؟

وهل ستقبل بمثل هذه الفتاة زوجة لك، ولو تابت وندمت وحسن إيمانها؟

__________________
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم