06-23-2010, 11:07 PM
|
|
بين مظاهرة آل المبرقع ومظاهرة اهل البصرة ... رئيس الوزراء في عام 1979 خرجت مظاهرة ضد الطاغية المقبور ونظامه ، قاد هذه المظاهرة آل المبرقع الكرام وتصدت القوات الامنية والبعثية لهذه المظاهرة وقتل المتظاهرون احد كلاب البعث ، وقمعت المظاهرة بشدة ... ، ومالبثنا الا يوم او يومين الا واتى المقبور صدام ليخاطب جماهير مدينة الثورة بـ يا أهب الثورة لقد فاق صبركم صبر القيادة وبعدها بفترة وجيزة اقبلت على مدينة الثورة المعدات والآليات لتنشيء المجاري وتطور والكهرباء ..... في عام 2010 خرجت مظاهرة في مدينة البصرة تطالب بتوفير الكهرباء وإقالة محافظ البصرة ووزير الكهرباء وتخلل المظاهرة رجم مبنى مجلس المحافظة بالحجارة مما ادى الى تهشيم زجاج مبنى مجلس المحافظة ، وافضت هذه المظاهرة الى استشهاد اثنين من المتظاهرين وجرح ثلاثة برصاص حي استخدمته القوات الامنية ، وكان رد فعل رئيس الوزراء نوري المالكي ان ركز في خطابه على مسألة رفضه للتجاوز على مؤسسات الدولة وعلى جهات سياسية توظف نقص الخدمات .... لنقرأ هذين المظاهرتين وكيفية تعاطي الحكام معها :
• على الرغم من دكتاتورية وطاغوتية ودموية المقبور صدام كان خطابه ينم على حصافة في فن القيادة ، فلم يأمر قواته حينها وهو القادر على ذلك بالانتقام من مدينة الثورة بل على العكس مدح اهل الثورة ووصف صبرهم بانه كان اعلى من صبره وصبر رفاقه ، وعلى الرغم من ان حزب البعث ابتلع السلطة والدولة والمجتمع وهذا ديدن الديكتاتوريات ووصل الامر الى مقولة اذا قال صدام قال العراق فأن المقبور تجاوز هذا الاحساس في خطابه مع مظاهرة آل المبرقع رحمهم الله ولم يتطرق الى خسائر الدولة ومبانيها ... ، وفي محاولة من الطاغية لقطع الطريق على تفشي الغضب لدى الناس وجه باعمار مدينة الثورة من ناحية المجاري والكهرباء بل حتى باصات مصلحة نقل الركاب اصبحت جديدة قياسا الى باقي مناطق بغداد .... ، هذه ملامح من تعاطي الطاغية المقبور مع حدث المظاهرة وبالتأكيد لم تكن غايته انسانية ونعلم انه العدو الاول للعراق وشعبه ولكن تعاطيه كان ذكيا وملائما لمصلحته ومصلحة نظامه المقبور.....
• خرج علينا السيد المالكي بخطابه وليته لم يخرج ، فلطالما كانت حجة السيد المالكي وحزبة في اي محاولة تحاول الاقتصاص من الفساد والانحراف بان دوافعها سياسية وهذا مالمسناه في محاولة تفعيل دور مجلس النواب الرقابي ، والغريب ان من سمات العمل الديمقراطي ان تسعى الجهات السياسية المتنافسة البحث عن سلبيات بعضها البعض الاخر في سبيل كسب ثقة المواطنين باعتبارهم الاكثر سهر وحماية لمصالح الشعب ، وهذا يعني ان مسألة التوظيف السياسي من اهم سمات المشهد الديمقراطي ولا غرابة او استياء من ذلك بل حالة صحية تجعل المسؤول التنفيذي على اقصى درجات الحذر من مخالفة القوانين وتجعل الجهات السياسية خائقة بعضها من البعض الاخر مما يمنع احتمالية اقتسام الكعكة كما هو حاصل اليوم ، وللأسف فأن مظاهرة البصرة وصفت بانها شغب وتوظيف سياسي وهذا يستبطن اهانة للمتظاهرين والذين هم الشعب والذي موقعه بالمرتبة الاعلى من كل مسؤول حتى لو كان رئيس وزراء او رئيس جمهورية ....
• تشنج خطاب السيد رئيس الوزراء حول اعمال الشغب من تكسير لمؤسسات الدولة بينما لم يكن هنالك خطابا قويا ضد اراقة دماء المتظاهرين ... ، يعطينا هذا قراءة بان السيد رئيس الوزراء يجد ان مؤسسات الدولة اهم من الدم الذي اريق ، وربما يعزى هذا الى ان السيد رئيس الوزراء تولد لديه احساس بانه المالك لمؤسسات الدولة والاعتداء عليها بمثابة اعتداء عليه ، ويساعد على هذه الرؤية ان منهج السيد رئيس الوزراء وحزبه هو ابتلاع السلطة والدولة والغاية الاخيرة ابتلاع المجتمع ، فالجميع يعرف ان مؤسسات الدولة تعج بالمسؤولين الموالين لحزب رئيس الوزراء ، وهذا منهج يفضي الى الديكتاتورية نهاية المطاف .... |