عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 06-27-2010, 12:08 AM
 
اهمية الجلوس بعد صلاة الصبح والذكر.
بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعـــــد..
* فيا أخي المسلم :
أقدم إليك عبر هذه الوريقات نصيحة أخوية حول موضوع مهم جداً رأيت الكثير من أهل الخير في زماننا قد غفلوا عنه مع أهميته وعظم فوائده ، ألا وهو ذكر الله بعد صلاة الصبح في المسجد حتى تطلع الشمس راجياً من الله التوفيق والعون والسداد .
قال تعالى :
{ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (النور:36)
رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وأقام الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (النور:37) }(1) .
وقد مدح الله تعالى هؤلاء الرجال بأنهم في بيوته التي أذن أن ترفع ويذكر فيها اسمه وهي المساجد .
وهذا فيه إشعار بهممهم السامية ونياتهم وعزائمهم العالية التي صاروا بها عماراً للمساجد ، يسبحون له في أول النهار وآخره فيها .
ومن أراد أن يسلك طريق أولئك الرجال فعليه بلزوم المساجد والجلوس فيها لذكر الله وقراءة القرآن .
وقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يجلس في المسجد مع الصحابة ويتذاكر معهم القرآن ، وقد حدثنا جابر بن سمرة رضي الله عنه فقال : (( كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا صلى الفجر تربع في مجلسه حتى تطلع الشمس حسناً ))(2) .
والرسول -صلى الله عليه وسلم- رغبنا في لزوم المساجد والجلوس فيها فقال : (( من صلى الصبح في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة ))(3) .
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : (( لأن أقعد مع قوم يذكرون الله من صلاة الغداة حتى تطلع الشمس أحب إلي من أربعة من ولد إسماعيل ولأن أقعد مع قوم يذكرون الله من صلاة العصر إلى أن تغرب الشمس أحب إلي من أن أعتق أربعة ))(4)
وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : (( لأن أقعد أذكر الله تعالى وأكبره وأحمده وأسبحه وأهلله حتى تطلع الشمس أحب إلي من أن أعتق رقبتين ( أو أكثر ) من ولد إسماعيل ومن بعد العصر حتى تغرب الشمس أحب إلى من أن أعتق أربع ( رقاب ) من ولد إسماعيل ))(5)
وعنه قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : (( من صلى صلاة الغداة في جماعة ثم جلس يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم قام فصلى ركعتين انقلب بأجر حجة وعمرة ))(6) .
وعن سهل بن معاذ عن أبيه رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : (( من قعد في مصلاه حين ينصرف من صلاة الصبح حتى يسبح ركعتي الضحى لا يقول إلاّ خيراً غفر له خطاياه وإن كانت أكثر من زبد البحر )) رواه أحمد وأبو داود وأبو يعلى وأظنه قال : (( من صلى صلاة الفجر ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس وجبت له الجنة ))(7) .
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : كان رسول الله : -صلى الله عليه وسلم- إذا صلى الفجر لم يقم من مجلسه حتى تمكنه الصلاة وقال : (( من صلى الصبح ثم جلس في مجلسه حتى تمكنه الصلاة كان بمنزله عمرة وحجة متقبلتين ))(8) .
وعن عبدالله بن غابر أن أبا أمامة وعتبة بن عبدالله حدثاه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : (( من صلى صلاة الصبح في جماعة ثم ثبت حتى يسبح لله سبحة الضحى كان له كأجر حاج ومعتمر تاماً له حجة وعمرته ))(9) .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعثاً ، فأعظموا الغنيمة وأسرعوا الكرة : فقال رجل : يا رسول الله ما رأينا بعثاً قط أسرع كرة أولاً أعظم غنيمة من هذا البعث فقال : (( ألا أخبركم بأسرع كرة منهم وأعظم غنيمة ؟ رجل توضأ فأحسن الوضوء ، ثم عمد إلى المسجد ، فصلى فيه الغداة ثم عقب بصلاة الضحوة ، فقد أرع الكرة وأعظم الغنيمة))(10) .
وفي الكتاب المصنف لابن أبي شيبة قال : حدثنا محمد بن بشر قال : حدثنا إسماعيل قال حدثني قيس بن أبي حازم عن مدرك بن عوف قال : مررت على بلال وهو بالشام جالس غدوة فقلت : ما يحبسك يا أبا عبدالله ؟ قال : أنتظر طلوع الشمس(11) .
وفي الكتاب المصنف لابن أبي شيبة أيضاً قال : وكيع عن بشير بن سلمان عن سيار أبي الحكم عن طارق بن شهاب قال : كان عبدالله إذا صلى الفجر لم يدع أحداً من أهله صغيراً ولا كبيراً يطوف حتى تطلع الشمس (12) .
وكان ابن أبي ليلى إذا صلى الصبح نشر المصحف وقرأ حتى تطلع الشمس (13) .
وقال الوليد بن مسلم رأيت الأوزاعي يقبع في مصلاه يذكر الله حتى تطلع الشمس ويخيرنا عن السلف أن ذلك كان هديهم فإذا طلعت الشمس قام بعضهم إلى بعض فأفضوا في ذكر الله والتفقه في دينه (14) .
وسئل الإمام مالك عن النوم بعد صلاة الصبح فقال : غيره أحسن منه وليس بحرام(15) .
قال مالك : كان سعيد بن أبي هند ونافع مولى ابن عمر وموسى بن ميسرة يجلسون بعد الصبح حتى ترتفع الشمس ثم يتفرقون ولا يكلم بعضهم بعضاً اشتغالاً بذكر الله(16) .
كما ثبت أيضاً أن أغلب دروس الأئمة والعلماء بعد صلاة الفجر .
كما حدث الربيع بن سليمان أنه قال : كان الشافعي رحمه الله يجلس في حلقته إذا صلى الصبح، فيجيئه أهل القرآن فإذا طلت الشمس قاموا وجاء أهل الحديث فيسألونه تفسيره ومعانيه ، فإذا ارتفعت الشمس قاموا فاستوت الحلقة للمذاكرة والنظر ، فإذا ارتفع الضحى تفرقوا ، وجاء أهل العربية والعروض والنحو والشعر فلا يزالون إلى قرب انتصاف النهار ثم ينصرف رحمه الله(17) .
وعن أبي معاذ عن مسعر بن كدام . قال : أتيت أبا حنيفة في مسجده ، فرأيته يصلي الغداة ، ثم يجلس للناس في العلم إلى أن يصلي الظهر ثم يجلس إلى العصر ، فإذا صلى العصر جلس إلى المغرب فإذا صلى المغرب جلس إلى أن يصلي العشاء (18) .
كما حرص السلف الصالح على الالتزام بهذه السنة فها هو شيخ الإسلام ابن تيمية كما ينقل عنه تلميذه ابن القيم يجلس بعد الصلاة يذكر الله وكان يقول إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة ، يعني بذلك ما يحصل للعابد من لذة المناجاة التي لا نسبة بينها وبين لذات الدنيا بأسرها وكان يقول رحمه الله كما ينقل عنه تلميذه ابن القيم : هذه غدوتي ولو لم أتغد الغداء سقطت قوتي.
وقد كان إذا صلى الفجر جلس يذكر الله تعالى إلى قريب من انتصاف النهار (19) .
أولئك قوم شيد الله فخرهم 0000000 فما فوقه فخر وإن عظم الفخر
والنبي -صلى الله عليه وسلم- يدلك على تجارة رابحة وخطة ناجحة ، أن تستيقظ مبكراً ثم تصلي الصبح وتستمر في مصلاك حتى مطلع الشمس ، وتتنفل بركعتين ليكتب لك ثواب حجة تامة(20) .
كما أنك إذا عملت بهذه السنة طهرت من الدنس ونقيت صحيفتك من الخطايا وإن كانت مثل رغوات البحر وزبده(21) .
وبسط الله لك رزقك وشعرت بالفرح وذهبت إلى عملك قرير العين مثلوج الفؤاد . باسم الثغر ممتلئاً قوة ونشاطاً وثقة بالله واعتماداً عليه لأنك تحس برضا مولاك ، وإحاطة رحمته بك ، كما قال -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الذي مر بنا : (( أولئك أسرع رجعة وأفضل غنيمة ))(22) .
والله لشعور الإنسان بأداء عبادة ربه محور السعادة ومجلب السيادة والسرور ، ومدعاة لرضاء الخالق . وكان الصحابة والسلف الصالح رضوان الله عليهم يصلون الفجر وينتظرون في مصلاهم يسبحون الله حتى مطلع الشمس ، ونحن في هذا الزمن زاد السهر والسمر ويتأخر الغافل في النوم حتى تطلع الشمس .
ولعلك غرفت يا أخي أفعال الموفقين في الحياة الذين جمعوا بين العمل لطلب الرزق وطاعة الله بأداء االحقوق وتسبيح الله صباحاً ومساءً (23) .
فيا أخي أحبس نفسك مع المطيعين المسبحين الذاكرين وثبتها على العمل الصالح وذكر الله في أول النهار وآخره .
وما الحياة بأنفاس نردد000000 إن الحياة حياة العلم والعمل
ووقت ما بعد صلاة الفجر كله خير وبركة دعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأمته فيه بالخير والبركة فقال -صلى الله عليه وسلم- : (( اللهم بارك لأمتي في بكورها ))(24) .
لذا نجد أصحاب الحرف وآلمهن والتجارة يحرصون على اغتنام هذا الوقت الفضيل لما فيه من الخير والبركة .
روى الترمذي عن صخر الغامدي أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال : (( الله بارك لأمتي في بكورها ))(25) .
قال : وكان إذا بعث سرية أو جيشاً بعثهم أول النهار وكان صخر رجلاً تاجراً وكان إذا بعث تجارة بعث أول النهار فأثرى وكثر ماله .
والذين ينامون في هذا الوقت الثمين ويستغرقون في نومهم إلى الضحوة حرموا أنفسهم بركة هذا الوقت .
أما الفوائد الصحية التي يجنيها الإنسان بيقظة الفجر فهي كثيرة منها : تكون نسبة لغاز الأوزون في الجو عند الفجر وتقل تدريجياً حتى تضمحل عند طلوع الشمس ولهذا الغاز تأثير مفيد للجهاز العصبي ومنشط للعمل الفكري والعضلي بحيث يجعل الإنسان عندما يستنشق نسيم الفجر الجميل المسمى بريح الصبا يجد لذة ونشوة لا شبيه لها في أي ساعة من ساعات النهار أول الليل (26) .
ويقول الشيخ عايض القرني جزاه الله خيراً هذه الأبيات في الحث على المكث في المسجد بعد صلاة الفجر :
لا نوم بعد الفجر
أتنام يا خدن العقيدة كيف تغفو يا أخاه 0000000 الفجر جاءك طارقاً يشكو إليك أذى الطغاة
وسرى النسيم مرنماً مثل الحروف على الشفاه0000000 وإذا الصبا مسك هفا والورد يغدو من شذاه
قم رتل القرآن عذباً إنه زاد الدعاة 0000000 أتنام والركب العظيم يسير في درب الحياة
أتريد تنوير العقول ورفع
__________________
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 06-27-2010, 12:10 AM
 
لا شكر على واجب اخي اسامة ووكلنا استعداد لانجاح هذه الحملة باذن العلي القدير
__________________
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 06-27-2010, 12:10 AM
 
كيف تستيقظ لصلاة الفجر .
بسم الله وحده

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقد تخلف كثيرمن المسلمين اليوم عن صلاة الفجر في جماعة المسجد وذلك بسبب النوم في الغالب ،وهناك عدة خطوات يمكن للمسلم إذا إتبعها أن يزداد إعتيادا ومواظبة على صلاة الفجرمع الجماعة فمن ذلك : ؟





1_ الحرص على الطهارة (الوضوء) وقراءة الأذكار التي تقال قبل النوم وانظرها في كتاب (حصن المسلم
) .


2_ أن تعزم عزما أكيدا وتعقد النية على أن تؤدي صلاة الفجر جماعة ، لأ، النائم كالميتفلا يدري هل يستيقظ أم تقبض روحه وهو نائم ؟ ومن لم ينوي أداء صلاة الفجر جماعةومات فبئست الميته ؟
.


3_ الإخلاص لله تعالى فهو خير دافع للإنسانللإستيقاظ للصلاة وهو أمير الأسباب المعينة فإذا وجد الإخلاص الذي يلهب القلب ويوقظالوجدان ، فهو كفيل بإذن الله بإيقاظ صاحبه لصلاة الفجر مع الجماعة ولو نام قبلدخول وقت الفجر بدقائق
.


4_ أن يدعو المسلم ربه ان يوفقه للإستيقاظلأداء صلاة الفجر مع الجماعه ويلح في الدعاء
.


5_ لابد من الإستعانه علىالقيام للصلاة بالأهل الصالحين والتواصي بذلك قال الله تعالى ( وتعاونوا على البروالتقوى
)


ومثال ذلك
:

أ_ تعاون الجيران في الحي حيث يطرق الجارباب جاره ليوقظه للصلاة
.


ب_ تعاون بين الإخوان في الله فيعن بعضهم بعضامن خلال الطرق التاليه
:_

بواسطة الهاتف ومن الطرائف....كان أحدهم يربط فييده عند النوم خيطا ، ويدليه من نافذة غرفته ، فإذا مر أحد أصحابه ذاهبا إلى المسجدجذب هذا الخيط فيستيقط للفجر
.


6_ من وسائل التنبيه (الساعة المنبهه) وتوضع في مكان بعيد ورفيع من أرضية الغرفه ولقد قام بعض الحريصين على الإستيقاظ علىإستعمال ساعات منبهه ويجعل بين موعد تنبيه كل واحدة والأخرى بعض دقائق ، حتى إذاأطفأ التي دقت أولا ، دقت الثانيه بعدها بقليل وهكذا ..وقام بعض الحريصين ايضابكتابة الأحاديث الشريفه التي تذكر بفضائل صلاة الفجر مع الجماعة بخط عريض على ورقةووضعها عند الساعة المنبهه حتى عندما يريد أن يطفئ الساعة يرى تلك الأحاديث الشريفةويتذكر فضائلها وإليك الأحاديث
:



1_ قال رسول الله صلى الله عليهوسلم ( من صلى الفجر فهو في ذمة الله (حفظه) فلا يطلبنكم الله بشئ من ذمته ) حديثصحيح رواه الطبراني ومسلم بلفظ مشابه
.


2_ قال رسول الله صلى الله عليهوسلم ( من صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله ) رواه مسلم
.


3_ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنورالتام يوم القيامه ) صحيح
.


4_ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أثقلالصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ، ولو يعلمون مافيهما لأتوهما ولوحبوا ) رواه أحمد البخاري
.


وأخيرا ....إن المحافظة على الفجر تدل علىصدق إيمان الرجل ومعيار يقاس به


إخلاصه
__________________
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 06-27-2010, 12:11 AM
 
لماذا نتكاسل عن صلاة الفجر .
بشر المشائين في الظلم بالنور التام يوم القيامة

هذه بشرى من رسولنا الكريم لمن يحافظ على صلاة الفجر فى جماعة

بالله عليك أخى الحبيب الا تكفيك تلك البشرى لتقوم من فراشك الدافئ وتخرج من بيتك لتؤدى صلاة الفجر التى خصها الله تعالى بشأن عظيم


عموما ليس هذا كل ما لصلاة الفجر من فضل
تعالوا لنرى أفضال صلاة الفجر

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
أما بعد:
فلقد اصطفى الله جل وعلا ولد إسماعيل من ذرية آدم، واختار كنانة من ولد إسماعيل، واختار قريشا من كنانة، واختار بني هاشم من قريش، واصطفى محمدا صلى الله عليه وسلم من بني هاشم ليكون خير البرية وأزكى البشرية..
وخاتم الأنبياء والمرسلين، وسيد الأولين والآخرين..
واصطفى الله جل وعلا جبريل عليه السلام ليكون الروح الأمين، والمبلغ عن رب العالمين، قال تعالى : { الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس إن الله سميع بصير } [الحج:75]

واصطفى الله سبحانه وتعالى دين الإسلام ليكون الدين عنده، ولن يقبل من أحد دينا سواه..{ إن الدين عند الله الإسلام} [آل عمران: 19]..
{ ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين} [آل عمران:85].
واصطفى الله تعالى القرآن ليكون أفضل كتبه وأكملها، والمهيمن عليها: { وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه } [المائدة:48]

وهكذا.. يصطفي الله تعالى ما يشاء لحكم يعلمها سبحانه.. وأما في دين الإسلام فقد فضلت الصلاة على سائر العبادات خلا التوحيد.. واصطفاها الله تعالى لتكون الفيصل بين الإيمان والكفر.. « العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر » [رواه الترمذي وغيره].. و « بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة » [رواه مسلم].

ولذا فلم تكن الكيفية التي فرضت بها الصلاة كسائر العبادات، بل عرج بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء وفرضت عليه بلا واسطة، لتعلم الأمة منزلتها ولتقدر هذه العبادة قدرها.
وخصت صلاة الفجر بمزيد من الفضل، وحفت بجزيل الثواب والأجر.. فهي محك الإيمان، وعلامة التسليم والإذعان..
يتمايز فيها المؤمن من المنافق، قال ابن عمر رضي الله عنهما : « كنا إذا فقدنا الرجل في الفجر والعشاء أسأنا الظن به » [رواه الطبراني وابن خزيمة].

رتب الشارع الحكيم على المحافظة عليها أجورا لم ينلها غيرها..
فصاحب صلاة الفجر محاط بالفضائل، ومبشر بعظيم البشائر..
فمنذ خروجه من بيته لأداء الصلاة والبشائر تنهال عليه من كل جانب..

قال عليه الصلاة والسلام : « بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة » [رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني].
وإذا أدى سنة الفجر فهي خير من الدنيا وما فيها. فعن عائشة- رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها » [رواه مسلم].. يعني سنة الفجر.

وحين يجلس ينتظر الصلاة فهو في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه ، « ومن جلس ينتظر الصلاة صلت عليه الملائكة، وصلاتهم اللهم اغفر له اللهم ارحمه » [رواه احمد].
حتى إذا ما أقيمت الصلاة وشرع في أدائها فيا للفوز والأجر، ويا لعظيم الفضل وجليل البشر..

هاهو يقف بين يدي الله وتشهد له ملائكة الله، قال تعالى: { أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا } [الإسراء: 78].

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « تجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر » قال أبو هريرة: اقرؤوا إن شئتم : { إن قرآن الفجر كان مشهودا} [متفق عليه]
وقال صلى الله عليه وسلم : « لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها » [رواه مسلم]..
يعني الفجر والعصر.

وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « من صلى البردين دخل الجنة » [متفق عليه]..
والبردان هما الفجر العصر.

ويرجى لمن حافظ عليها وعلى صلاة العصر الفوز برؤية الجبار جلا وعلا، فعن جرير بن عبد الله- رضي الله عنه قال: كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا نظر إلى القمر ليلة البدر ، فقال : « أما إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر ، لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم ألا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها » [متفق عليه].
يعني العصر والفجر.

قال الحافظ ابن حجر: قال العلماء: ووجه مناسبة ذكر هاتين الصلاتين عند الرؤية، أن الصلاة أفضل الطاعات، وقد ثبت لهاتين الصلاتين من الفضل على غيرهما ما ذكر من اجتماع الملائكة فيهما، ورفع الأعمال، وغير ذلك، فهما أفضل الصلوات، فناسب أن يجازي المحافظ علهما بأفضل العطايا، وهو النظر إلى الله تعالى..

وعن عثمان بن عفان- رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله » [رواه مسلم].
ولا ينقطع الفضل بانقضاء الصلاة، ولا ينتهي بانتهاءها..

لكنه ما يزال في أجر عظيم وفضل كبير، تحيطه عناية الله، وتستغفر له ملائكة الله.. فعن علي- رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « من صلى الفجر ثم جلس في مصلاه صلت عليه الملائكة، وصلاتهم عليه اللهم اغفر له اللهم ارحمه » [رواه أحمد].

فإذا ما قويت عزيمته، وغلب نفسه، وجلس حتى تشرق الشمس فقد فاز بأجر حجة وعمرة.. فعن أنس بن مالك- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة » [رواه الترمذي وصححه الألباني]..

ولا تزال البشائر تتوالى عليه، ولا يزال حفظ الله تعالى مبذولا إليه..
فعن جندب بن عبد الله- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من صلى صلاة الصبح فهو في ذمة الله فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء فإنه من يطلبه من ذمته بشيء يدركه ثم يكبه على وجهه في نار جهنم » [رواه مسلم].

الله أكبر..أرأيتم كم للمحافظ على هذه الصلاة من خير وفضل..
وكم يضيع المتخلف عن صلاة الفجر من عظيم الأجر..
نعم..إنه لا يحرم من هذا الفضل إلا محروم..

ويا ليت الأمر ينتهي عند التفريط في الفضل، والحرمان من الأجر، ولكن يترتب على التهاون في الصلاة مزالق عظيمة، وعواقب وخيمة..
فعن سمرة بن جندب- رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر رؤياه التي رآها فقال: "إنه أتاني الليلة آتيان وإنهما قالا لي انطلق وإني انطلقت معهما، وإنا أتينا على رجل مضطجع وإذا آخر قائم عليه بصخرة، وإذا هو يهوي بالصخرة لرأسه فيثلغ رأسه فيتهدهد الحجر هاهنا فيتبع الحجر ويأخذه فلا يرجع إليه حتى يصح رأسه كما كان ثم يعود عليه يفعل به مثل ما فعل المرة الأولى، قال: قلت لهما: سبحان الله! ما هذا؟ قال: قالا لي انطلق، قال: فانطلقنا.. وفي آخر الحديث قال صلى الله عليه وسلم : « قالا لي: أما الرجل الأول الذي أتيت عليه يثلغ رأسه بالحجر فإنه الرجل يأخذ القرآن فيرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة » [رواه البخاري].
وفي رواية قال صلى الله عليه وسلم : « يفعل به ما رأيت إلى يوم القيامة » [رواه أحمد].
نعوذ بالله من شديد غضبه، وأليم عقابه..

ثم إن التهاون في أداء الصلاة مع الجماعة من علامات النفاق..
صلى النبي صلى الله عليه وسلم الفجر يوما ثم قال : « أشهد فلان الصلاة؟، قالوا: لا، قال: وفلان؟، قالوا: لا، قال: إن هاتين الصلاتين من أثقل الصلاة على المنافقين ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا » لحديث [رواه النسائي].

وفي الصحيحين عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا، لقد هممت أن آمر المؤذن فيقيم ثم آمر رجلا يؤم الناس ثم آخذ شعل من نار فأحرق من لا يخرج إلى الصلاة بعد" وفي حديث آخر: "والذي نفسي بيده لو يعلم أحدهم أنه يجد عرقا سمينا أو مرماتين حسنتين لشهد العشاء » [متفق عليه].

وذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم رجل نام حتى الصبح ولم يصل فقال : « ذاك رجل بال الشيطان في أذنه » [متفق عليه].
والأخطر من ذلك أن من أهل العلم من يرى أن من تخلف عن صلاة الفجر حتى يخرج وقتها متعمدا فقد كفر- استنادا على ما ورد من الأحاديث..
وبغض النظر عن رجحان هذا القول من عدمه، ولكن يكفينا شدة أن نعلم أن العلماء قد اختلفوا في ذات إسلام من فرط في صلاة الفجر عامدا حتى يخرج وقتها.
نسأل الله تعالى العفو والعافية..


أخي الكريم
أين أنت من هؤلاء؟

• عن برد مولى سعيد بن المسيب قال: ما نودي بالصلاة منذ أربعين سنة إلا وسعيد في المسجد.

• وقال وكيع بن الجراح عن الأعمش سليمان بن مهران: كان الأعمش قريبا من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الأولى.

• وقال محمد بن المبارك الصوري: كان سعيد بن عبد العزيز التنوخي إذا فاتته صلاة الجماعة بكى.

• وروي عن محمد بن خفيف أنه كان به وجع الخاصرة فكان إذا أصابه أقعده عن الحركة فكان إذا نودي بالصلاة يحمل على ظهر رجل، فقيل له: لو خففت على نفسك؟ قال: إذا سمعتم حي على الصلاة ولم تروني في الصف فأطلبوني في المقبرة.

• وسمع عامر بن عبد الله بن الزبير المؤذن وهو يجود بنفسه فقال: خذوا بيدي، فقيل إنك عليل، قال: أسمع داعي الله فلا أجيبه؟!فأخذوا بيده فدخل مع الإمام في المغرب فركع ركعة ثم مات.



أخي الكريم
ها قد بانت لك الأمور، وقامت عليك الحجة
..
وعلمت أن المحافظة على هذه الشعيرة العظيمة سبيل لرفعة الدرجات وتكفير السيئات، والتفريط فيها من أسباب التردي والإنزلاق في الدركات..
وهي – ولا شك- تحتاج إلى جهد ومجاهدة.. فاحذر أن تغلبك نفسك، ويقوى عليك شيطانك..فقد حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات..
وحاسب نفسك قبل أن تحاسب، وتنبه قبل أن تأتي ساعة تندم فيها ولآت ساعة مندم..

وتفقد أهل بيتك وأرحامك، وجيرانك وأحبابك، فقد كان قدوتك صلى الله عليه وسلم يمر بباب ابنته فاطمة ستة أشهر إذا خرج إلى صلاة الفجر ويقول صلى الله عليه وسلم : « الصلاة يا أهل البيت { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} » [رواه مسلم].

وتذكر أن الراحة الحقة حين نضع قدميك في دار الكرامة وتنجو من دار العقاب والمهانة، وليست في إيثار نومة زائلة أو لذة عابرة..
__________________
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 06-27-2010, 04:13 AM
 
مشكورة
__________________

صمتى لايعنى جهلى بما يدور حولى
ولاكن ما يدور حولى لايستحق الكلام

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 08:25 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011