07-05-2010, 11:08 PM
|
|
العصا الأمريكية الغليظة إن مما لاشك فيه أن الحضور الأمريكي في العراق سيتمر لعقود إن لم نقل لقرون, سواء على الصعيد العسكري ام على الصعيد السياسي أو الإقتصادي وسواء بشكل مباشر ام غير مباشر. فأمريكا دولة عظمى وليست جمعية خيرية تقدم خدماتها لطبقة سياسية فاسدة, فتضحي بالأنفس والأموال الطائلة كي تتحكم هذه الطبقة بمقاليد الحكم في بغداد. ومن ثم تعلن أمريكا إنسحابها وتترك العراق في مهب الريح في منطقة من اكثر من مناطق العالم سخونة واهمية إستراتيجية لأمريكا وللعالم الغربي الذي تقوده.
إلا ان بعض السياسيين الذين صعدوا على اكتاف الجماهير عبر الدبابات الأمريكية ينسيهم بريق السلطة هذه الحقائق فيخيل إليهم بأنهم من أسقط صدام وبانهم باقون وامريكا راحلة. وحينها يخبطون يمينا وشمالا حتى إذا مابلغ السيل الزبى ترتفع العصا الأمريكية فوق رؤوسهم لتعيدهم إلى رشدهم وحينها يطرقون ويعرفون حجم انفسهم. فلقد جرب هؤلاء العصا الأمريكية عند تشريعهم للقانون الأنتخابي الذي إنقسموا حوله حتى دخل السفير الأمريكي إلى قاعة البرلمان العراقي السابق رافعا عصاه التي له فيها مأرب شتى فكانت حقا عصا سحرية إذ مانفضت الجلسة البرلمانية إلا وقد ولد القانون الأنتخابي.
واليوم وبعد مرور أربع أشهر على إجراء الأنتخابات النيابية فلازال رئيس الوزراء العراقي يماطل في قبول نتائجها ويرفض التنازل عن منصبه الذي ظن انه ورثه حتى وصل الحال في البلاد إلى مستوى يرثى له وهو في واد والشارع العراقي المثقل في الهموم في واد اخر. وحينها اطلت امريكا على المالكي سواء عبر نائب الرئيس الأمريكي بايدن او عبر وفد الكنغرس بر ئاسة النائب مكين.فلقد جاء هؤلاء حاملين عصاهم الغليظة ليذكروا المالكي وصحبه بان الصولجان مازل بأيديهم وانهم من أسقط صدام وهم من يرعى العملية السياسية .ويبدو بان العصا الأمريكية الغليظة قد أتت اكلها فلقد كشف جو بايدن وبعد لقائه المالكي بانه متفائل بان السياسيين العراقيين سيشكلون الحكومة قريبا, فلله درك يا بايدن ولله در عصاك التي تروض بها كل من يظن انه القائد الأمجد والزعيم الأوحد! |